العدد الثاني عشر من مجلة صراحة

Page 1

‫شهرية مستقلة اجتماعية ناقدة منوعة‬ ‫تصدر من الغدفة‬ ‫‪www.facebook.com/saraha.magazine‬‬ ‫صراحة – العدد ‪ – 12‬تشرين األول ‪2013‬‬

‫الغدفة ‪ -‬قصر العريض سابقا‬

‫الغدفة ‪ -‬قصر العريض اآلن‬

‫الغدفة ‪ -‬البيدر الحزين‬

‫المقاالت المنشورة تعبر عن رأي كاتبها‬


‫مقدمة العدد‬

‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ – )12‬تشرين األول ‪2013‬‬

‫الذاكرة ‪..‬‬ ‫الذاكرة وما أدراكم ما الذاكرة ‪ ،‬الذاكرة صندوقك األسود بحوضيه اإليجابي والسلبي‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫تمثل النسخة ّ‬ ‫ّ‬ ‫وامللونة حسب مقتضيات السوق‬ ‫املزورة املشكلة‬ ‫‪ ،‬فإذا كنت أنت‬ ‫ّ‬ ‫االجتماعي وعلى ما فيه من رياء ونفاق ومحاباة ومداراة وتدليس وتلحيس ‪ ،‬فإن ذاكرتك‬ ‫ّ‬ ‫والعصية على التزوير وهذا من معجزات الخالق العظيم ‪.‬‬ ‫هي نسختك األصلية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وفي الذاكرة ّ‬ ‫مخدة للروح تعتق في حريرها ندى األيام الغابرة لتفزع إليها كلما اشتد‬ ‫عليك هجير الواقع وأحاط بأعصابك جمر الحاضر ّ‬ ‫املر ‪.‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫وفي الذاكرة أيضا ( بورة ) يتصلب فيها بعدما تطاول شوك الدردار ‪ ،‬فكلما صادفت‬ ‫من يعيدك لهذه البورة ‪ ،‬انغرزت أشواكها في أقدام قلبك ‪ ،‬واستيقظت جراحك من‬ ‫نومها العميق لتروي لك الحكاية بنزف جديد ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وجاذبية األحداث‬ ‫وللذاكرة دفاتر صفحاتها األمكنة ‪ ،‬وهي التي تحفظ لنا روائح التاريخ‬ ‫ونكهة األشياء ولطافة األسماء ومذاق السخرية ولسعة الندم وبريق األمل وحالوة‬ ‫ّ‬ ‫وغصة الدمعة ونسمة الحلم الطري وخفقة الوجد وسهد الشرود وقيظ‬ ‫االبتسامة‬ ‫اليأس وغمامة الرجاء وهسيس األسرار وعذوبة الهواجس وحرقة الشوق ولوعة‬ ‫الحنين و ‪ ..‬و ‪..‬‬ ‫وأثمن ما في الذاكرة صفحات الطفولة واملراهقة ‪ ..‬صفحات جميع الذين ولدوا على‬ ‫ّ‬ ‫تراب هذه القرية الوديعة والتي تبدأ من خراب حيزر وبيدر برقة مرورا بقصر النبي وتله‬

‫الكبير لتنتهي عند قصر العريض وبيدره الحزين ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لن تجد واحدا منا لم يوقع بشغبه البريء على خدود حجارة هذه األماكن ‪ ،‬ولم يرح‬ ‫رأسه على أهداب أعشابها ‪ ،‬ولم تجد له قصة مع أعشاش عصافيرها مع الخراف مع‬ ‫ّ‬ ‫السرية ‪ ،‬مع العتابا يتدرب عليها ليسمع حبيبته التي ال‬ ‫الحمير مع التدخين في مراحله‬

‫ّ‬ ‫تعرف ّأنه ّ‬ ‫يحبها ‪ ،‬مع القراءة واألسئلة التي توقعها لإلمتحان وحين جاءت لم يتوفق‬ ‫باإلجابة ‪ ،‬مع اآلبار التي تستضيف بعد العصر الخالقين والشطفات ( املناديل ) ّ‬ ‫املزينة‬

‫حمتويات العدد ‪:‬‬ ‫الذاكرة‬ ‫البطانة الصاحلة وثقافة األغبياء‬ ‫النزوح والتعليم واملعادلة الرتبوية‬ ‫كش ملك ‪ -‬فعل مبين للمجهول‬ ‫معركة بنشرة دواليب الدولة‬ ‫عن األسد والكراهية ومستحقاتها‬ ‫اإلسالم بال رتوش ديننا‬ ‫كم حنن أغنياء‬ ‫ال عيد يف وطين لصائم‬ ‫الوصية‬ ‫للذكر مثل حظ األنثيني‬

‫بأعواد الحبق ‪ ،‬مع النوم فوق الحيالن ( النورج ) والسقوط بين أسنانه ‪ ..‬مع ‪ ..‬مع ‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫تم ّ‬ ‫املكتظة بنسخنا األصلية ّ‬ ‫ويتم اإلعتداء عليها من قبل‬ ‫هذه الصفحات الذهبية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الشبيحة وفي وضح النهار بل في وضح الضالل ‪ ،‬دون حياء أو خوف أو وخذة من ضمير‬

‫الزكام احلاد‬

‫واحد منهم وردة أو حجر ‪ ،‬ولم يشر إليهم شيخ مجد أو يستنكر أفعالهم شيخ عشيرة !!‬

‫متغرية قنربة هاملرة‬

‫‪ ،‬كما ّأنه لم يقف في وجههم غيور ولم تخرج لنا مظاهرة ّ‬ ‫ضدهم ‪ ،‬ولم يلق على رأس‬ ‫وهؤالء ليسوا من شبيحة النظام ‪ ،‬بل من شبيحة الثورة !! وهم األكثر ظلما ‪ ،‬واألشد‬ ‫ّ‬ ‫أن شبيحة النظام يعتدون على النسخ ّ‬ ‫املزورة وهؤالء‬ ‫اعتداء واألفظع بشاعة ‪ ،‬حيث‬ ‫يعتدون على النسخ األصلية ‪ ..‬أي على الذاكرة ‪ ،‬آال ساء ما يفعلون ‪.‬‬

‫عبد الرمحن اإلبراهيم‬ ‫مستشار املجلة‬

‫‪2‬‬

‫نرحب دائماً بأعمالكم ‪ ،‬مساهماتكم ‪،‬‬ ‫آرائكم ‪ ،‬مالحظاتكم ‪:‬‬ ‫‪info.saraha.2013@gmail.com‬‬


‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ – )12‬تشرين األول ‪2013‬‬

‫بصراحة‬

‫البطانة الصالحة وثقافة األغبياء‬ ‫عادل األحمد – خاص‬ ‫الشخص الغبي ‪ :‬هو العاطل عن التفكير أو من‬ ‫يحمل خلال في عملية التفكير ‪ ،‬والعاطل عن‬ ‫التفكير يحمل غباء إيجابيا فهو يوكل من يفكر‬ ‫عنه ‪ ،‬وما سمي بموروثنا اإلسالمي " الوص ي " ‪،‬‬ ‫فمثال الشخص السخيف ال يورث في االسالم ‪،‬‬ ‫إنما ي ّ‬ ‫ورث الوص ي عليه ‪ ،‬ومن يحمل خلال في‬ ‫عملية التفكير هو الغبي السلبي ‪ ،‬فهو يحاول‬ ‫دائما أن يفكر بمنطق غيره ‪ ،‬ويطابق قضايا غيره‬ ‫على قضاياه الطبوق التام ‪ ،‬يدعي أنه استنتج حال‬ ‫وهذا الحل قد سبقه إليه بزمن صاحب القضية‬ ‫األصلي ‪ ،‬أو يحاول استقراء نتيجة وفقا ملعايير‬ ‫وقيم غالبا ما تكون باطلة ‪ ،‬ويدعي بديهية هذه‬ ‫املعايير والقيم ‪ ،‬نافيا محاولة برهانها كون‬ ‫البديهية وبنظره صحيحة ال تحتاج لبراهين مطلقا‬ ‫‪ ،‬وغالبا ما تكون هذه البديهيات موروثة من‬ ‫ثقافة ما " شعبية أو دينية " ولم يحاول أبدا أن‬ ‫يفكر بها ‪.‬‬ ‫واألغبياء بشكل عام يحملون حقائب غيرهم ‪،‬‬ ‫ويطرحون ما بداخلها من دفاتر ليسوقوا هذه‬ ‫األفكار ّ‬ ‫مدعين الثقافة ‪.‬‬ ‫واملثقف الغبي ‪ :‬هو الذي يحمل قاعدة ما أو مثل‬ ‫ما ‪ ،‬ويحاول تفصيل جميع قضاياه ومشاكله التي‬ ‫تواجهه على قياس قاعدته التي يحملها ‪ ،‬فهذا‬ ‫املثل وهذه القاعدة تصلح حال لجميع املشاكل‬ ‫بنظره ‪.‬‬ ‫وما يهمنا أو ما يعوقنا هذه الفترة أغبياء الثورة ‪،‬‬ ‫وهذا الغباء لم يولد نتيجة تزاوج املجتمع بالثورة‬ ‫‪ ،‬إنما هو وليد خبث األنظمة االستبدادية ‪،‬‬ ‫والغباء بشكل عام ناتج عن إعاقة فكرية ملجتمع‬ ‫ما أو نظام ما أو دين ما للفرد ‪ ،‬وللغباء في‬ ‫مجتمعنا أساتذة ومربين ‪ ،‬فلقد عمد النظام على‬ ‫تأسيس وهيكلة مصانع النتاج وتعبئة وتصدير‬ ‫األغبياء ‪ ،‬فهم ينتجون أغبياء ليقوموا بتربية‬ ‫وترويض أغبياء آخرين تربية توافق هواهم‬ ‫وذوقهم الشخص ي لالستمرار في الحكم ‪.‬‬ ‫وكون املجتمع مجتمعا إسالميا متخلفا بامتياز فال‬ ‫ّبد للنظام أن يتبع أسلوب التربية اإلسالمية ‪،‬‬ ‫فتنتج معامل األغبياء مربين إسالميين " مشايخ "‬ ‫ليقوموا " هؤالء بتقويم سلوك أغبياء آخرين في‬ ‫املجتمع بما يناسب ذائقة النظام ‪ ،‬وهذه املعامل‬ ‫" معاهد األسد للعلوم الشرعية ‪ ،‬وكليات‬

‫الشريعة األسدية ‪ ،‬ومعاهد ومدارس إسالمية‬ ‫أسدية " تستقبل جميع أغبياء املجتمع كمادة‬ ‫خام ‪ ،‬ويوضع هؤالء األغبياء على خط اإلنتاج ‪،‬‬ ‫فتصهر عقولهم ويوضع مكانها مسجال يحفظ كذا‬ ‫قول ‪ ،‬وفي آخر خط اإلنتاج هناك من يقوم‬ ‫بتلميع الغبي فيلبسه جبة وعمامة ليصبح غبي‬ ‫مثقف " شيخ " ‪ ،‬ومهمة هذا املنتج الحاصل على‬ ‫شهادة الغباء " أسد ‪ " 1980‬أن يقوم بإقناع‬ ‫األغبياء الذين لم تتج لهم الفرصة بدخول هذا‬ ‫املعمل بأفكار ومنتجات صاحب املعمل وقيمه ‪،‬‬ ‫من خالل املنابر كونه شيخ مثقف فاملكان‬ ‫املناسب له منابر املساجد ‪ ،‬ومن على هذه املنابر‬ ‫يدعو هللا الكريم أن ّ‬ ‫يمد بعمر السلطان ويرزقه‬ ‫البطانة الصالحة أي بطانة األغبياء ‪ ،‬وحاجة‬ ‫السلطان لهذه البطانة إقناع املجتمع ‪ ،‬فالبطانة‬ ‫الصالحة " املشايخ األغبياء املثقفون " عبارة عن‬ ‫ّ‬ ‫كيس " سولوفان " حضاري تغلف به أفكار خبيثة‬ ‫‪ ،‬وت ّ‬ ‫قدم للمجتمع كوجبة مبهرة بالعواطف على‬ ‫أساس ديني ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫فيقول ابن رشد ‪ " :‬إذا أردت أن تتحكم بجاهل‬ ‫ّ َ‬ ‫عليك أن تغلف كل باطل بغالف ديني "‬ ‫فتقديم هذا املنتج الخبيث بغالف ديني يقنع‬ ‫عوام املجتمع وهم األغلبية ‪ ،‬بسبب اإلعاقات‬ ‫التي سببتها األنظمة االستبدادية ‪ ،‬ويلمح إلى هذا‬ ‫جبران خليل جبران بقوله ‪ " :‬خلق هللا الناس‬ ‫طبقات متفاوتة منها ‪ :‬للرياسة ‪ ،‬ومنها ‪ :‬للخدمة ‪،‬‬ ‫أما الشعب ‪ :‬حمار حرون ال يسير إال إذا علوت‬ ‫ظهره "‬ ‫وما قصده جبران بالشعب هم العوام األغبياء ‪،‬‬ ‫وهناك طبقة الخدم وهم األغبياء املثقفون من‬ ‫رجال الدين ‪ ،‬والرياسة ‪ :‬هي الطبقة الحاكمة ‪،‬‬ ‫وال ن َب ّ ِّرئ رجال الدين املسيحي فكال الطرفين رجال‬ ‫الدين املسيحي واإلسالمي هم عبارة عن خدم‬ ‫اغبياء مثقفون لترويج فكر النظام بغالف ديني ‪.‬‬ ‫قامت الثورات في أوربا على الكنيسة ورجالها في‬ ‫أواخر األلفية الثانية ‪ ،‬لم تسقط الدين املسيحي‬ ‫‪ ،‬إنما أسقطت فكر األغبياء ‪ ،‬لينالوا حضارة‬ ‫بعيدة عن التشوهات وهم اليوم أصحاب حضارة‬ ‫جميلة ناصعة ‪ ،‬باإلضافة إلى أنهم مسيحيون‬ ‫يحترمون دينهم ‪ ،‬فإسقاط أغبياء الدين اإلسالمي‬ ‫ال يعني إسقاط اإلسالم ‪ ،‬إنما إسقاط جلي‬

‫ّ‬ ‫التشوهات التي بثها أغبياء األسد ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أن أغلب هؤالء املثقفون‬ ‫واملضحك املبكي‬ ‫األغبياء في املناطق املحررة يدعون اآلن للنفير‬ ‫العام ضد األسد ‪ ،‬هم نفسهم من كان يدعو له‬ ‫بالبطانة الصالحة ‪ ،‬فعندما سألت هند أم‬ ‫سفيان قبل إسالمها عبد هللا بن سلول كيف‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫خمس مرات في اليوم بالتراب لتصلي‬ ‫ست َم ّ ِّرغ أنفك‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لرب محمد ؟ فرد عليها ‪ :‬أنا اآلن اعيش في مدينة‬ ‫محمد أترزق بتجارتي أصلي خلف محمد زورا فهو‬ ‫ساقط بعد سنة أو سنتين ال محالة‪ ،‬ومن ّ‬ ‫ثم‬ ‫أعود كما كنت ‪.‬‬ ‫وهناك نموذج آخر للبطانة الصالحة ‪ :‬الذين كانوا‬ ‫يدعون أيام النظام ضد النظام ‪ ،‬ويؤسسون‬ ‫مشاريع جهادية كدعوة الشيخ أبو القعقاع‬ ‫للجهاد في العراق ‪ ،‬وفي نهاية املطاف ‪ ،‬نكتشف‬ ‫أنه كان يجمع الجهاديين ويسلمهم للمعتقالت أو‬ ‫يرسلهم فعال إلى العراق ليحفظ أمن النظام ‪.‬‬ ‫وهذا النموذج نفسه وغيره ينشط اآلن في ظل‬ ‫الثورة تحت مسميات اسالمية عريقة دول‬ ‫وجبهات يلتحق بهم الناس البسطاء على أساس‬ ‫جهادي ضد النظام ‪ ،‬وهم يقاتلون مع النظام ‪،‬‬ ‫فنالحظ أنهم ال يدخلون منطقة محررة إال بعد‬ ‫أن يقتلوا ويفتكوا بالجيش الحر الذي قام بتحرير‬ ‫هذه املنطقة من النظام ‪ ،‬مقنعين الناس‬ ‫بصدقهم على أنهم خالفة اسالمية تقيم الحد‬ ‫ّ‬ ‫وكأن اإلسالم قطع يد ورجم وليس دين حضارة ‪.‬‬ ‫كانت األنظمة االستبدادية وما زالت في بلدان‬ ‫العالم الثالث ‪ ،‬وأخص العالم اإلسالمي تعتمد‬ ‫على اإلسالم إلقناع الناس البسطاء عن طريق‬ ‫مشايخ النظام " املثقفون األغبياء " ألن رجل‬ ‫الدين بمنظورنا الشعبي وموروثنا اإلسالمي‬ ‫الخاطئ هو من الثالوث املقدس الغير مسموح‬ ‫حتى ولو نقاشه ‪ ،‬وهذا يخالف اإلسالم الحضاري‬ ‫السمح الذي بدأ بكلمة إقرأ ‪ ،‬وقام على إنارة‬ ‫العقول والدعوة إلى التفكير والتأمل قبل أن‬ ‫يدعو بالسيف والرمح ‪.‬‬ ‫كما اعتمدت هذه األنظمة على التربية الخبيثة‬ ‫من خالل تربية األطفال في املدارس ‪ ،‬وهذا بحث‬ ‫آخر لنا وقفة عنده في أعداد قادمة ‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫بين األزقة‬

‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ – )12‬تشرين األول ‪2013‬‬

‫النزوح والتعليم والمعادلة التربوية‬ ‫ّ‬ ‫الدراسية لهذا العام ‪ :‬مادة التنظيف فهي متوفرة فرط ومعلبة طاملا النازحون‬ ‫أهم املواد‬ ‫مفرفطين في املدارس وعلب اإلغاثة متوفرة بكافة أنواعها وقياساتها ‪ ،‬ومقياس التعليم ‪:‬‬ ‫عواطف الشعب يعني مشان خمس عيالت لجهنم الحمرا محدا يتعلم من األطفال‬ ‫ومندمر خمسة أجيال و الطالب بنضفو ‪ ،‬أشو علي هيك بدا العواطف ؟!!‪.‬‬

‫هذه ليست دعاية لألغنية شخبط شخابيط لخبط لخابيط ‪ ،‬هذه وظائف وإمالءات‬ ‫لطالب محو ّ‬ ‫أمية كبار وصغار ‪ ،‬إذا من أكثر من سنة الوضع هادي ‪ ،‬معنى هذا الكالم‬ ‫أن نازحون قرية مجاورة في املدرسة لتعلم محو األمية وحصلو على الشهادة ‪.‬‬

‫إي إي هيك كانت أيام الحصاد مواسم عشق وحب ‪،‬‬ ‫ولكن بسبب قلة الحصاد ‪ ،‬صارت التجمعات باملدارس‬ ‫فالبيدر جدران املدرسة ‪ ،‬بحبك مووووت ‪.‬‬

‫بانوراما من يوم آدم ليوم وادي الضيف ج ‪7‬‬ ‫تزاوج تراثي ( الدفية ) مع حضاري ( الدش ) مع علمي ( لوحات املدرسة )‬ ‫وخير استغالل من الضيوف الكرام ‪ ،‬فالدفية ‪ :‬موقد ‪ ،‬وصحن الدش ‪:‬‬ ‫للقلي ‪ ،‬ولوحة املدرسة ‪ :‬سفرة الطعام ‪ ،‬أمانة تفضلو أهال بكم ‪.‬‬

‫ال تلومو النظام وال وادي الضيف وال النازحين وال وجهاء القرية ‪ ،‬قال لي مصدر مقرب من‬ ‫وزارة النجارين ودق املسامير أن السبب الرئيس لهذا الدمار ‪ :‬استفادة متعهدي الحطب‬ ‫من دمار املقاعد الدراسية فهو مادة خام للتدفئة والطهي ‪.‬‬

‫ّ‬ ‫منظر بقطع القلب وبشيب ‪ ( :‬الطفل ) بس يا روحي يا عين عمك اذا انت وأهلك ما‬ ‫طلعتو من املدرسة كيف األوالد بدهن يتعلمو القراءة ؟ مو مشان العلم بس مشان يقرو‬ ‫العبارات الجميلة الي كتبتوها على الحيطان ‪.‬‬

‫ألف الف شكر لكل من شخبر وشخوط على الحيطان في املدرسة ‪ ،‬هاد الش ي الي سبب‬ ‫أزمة بين الثوار للتنافس مين بدو يتعهد دهان وطالء جدران املدرسة‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ – )12‬تشرين األول ‪2013‬‬

‫غدفيـات‬

‫أقالم من الغدفة – مقتطفات من مواد أرسلوها للمجلة‬ ‫إنت بتشد وانا برخي‬

‫هيثم الشحاد‬

‫أيها املتآمرون على أرواحنا ‪ ،‬أيها الراقصون على جثث أطفالنا ‪ ،‬يا من ّتدعون حماية حقوق االنسان ‪ ،‬ويا من تتشدقون بحق الشعوب في تقرير مصيرها ‪ ،‬ثقوا تمام الثقة‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫بأن كل أقنعتكم قد سقطت أمامنا دفعة واحدة ‪ ،‬وكونوا متأكدين بأن شعبنا السوري العظيم هو الشعب األكثر وعيا ودراية بخبثكم وتآمركم عليه ‪ ،‬لم تعد تنطلي على‬ ‫عقولنا نكتة مؤتمراتكم واجتماعاتكم وخالفاتكم الظاهرية فلعبة الدب الروس ي واملارينز االمريكي أصبحت مكشوفة مفضوحة ( إنت بتشد وأنا برخي وبالعكس ) ‪.‬‬

‫ثورة األحفاد‬

‫رشا الشحاد‬

‫ثورتنا ثورة شعبية مطلبها كرامة وحرية‬ ‫وباذن هللا وهمتنا سندك حصون األسدية‬ ‫لن نقبل ظالم يحكمنا أبدا وال سلطة أبدية‬ ‫قد عشنا الذل ألعوام في ظل الدولة البعثية‬ ‫وانطلقت في بلدي ثورة تمحو آثار الوحشية‬ ‫من درعا اندلعت شعلتها بشباب بالروح سخية‬ ‫فعلى الجدران هنا كتبوا كلمات حرة نقية‬ ‫رفعت للحق رايات بدماء حرة زكية‬ ‫قصفنا بكل األسلحة لم تستثن الكيماوية‬ ‫ال أمل لنا في دول الغرب وال في الدول العربية‬ ‫لكن يكفينا ان هللا ال يقبل ظلم البشرية‬ ‫من قدم أرواح زكية ال ّبد ينال الحرية‬

‫آهٍ يا وطن‬ ‫آه يا وطني الجميل ‪ ,,‬كنت كلما‬ ‫أذكرك ألزم الصمت ألنه في حضرتك‬ ‫أبلغ ‪ ,‬وعندما ّ‬ ‫أود الكتابة عنك يعجز‬ ‫قلمي ويتلعثم فمي ‪ ,‬فالحروف تتوارى‬ ‫أمام ناظري ‪ ,‬فكان الصمت أبلغ من‬ ‫كل الكالم ‪.‬‬ ‫آه يا وطن ‪ !! ..‬اغتالتك سيوف الغدر‬ ‫‪ ,‬وطعنتك رماح الحقد ‪ ..‬ولم يبق في‬ ‫شبر إال وفيه‬ ‫جسدك الطاهر موضع ِّ‬ ‫ضربة وطعنة وجرح ينزف ‪ ,‬ومع ذلك‬ ‫ما انحنيت ألنك وطن عظيم شجاع ‪,‬‬ ‫يستمد عظمته من شعب وقفت‬ ‫أنواع البطولة خجلى على استحياء‬ ‫أمام تضحياته وبطوالته ‪.‬‬ ‫آه يا وطني ‪ !! ..‬كيف تكالب عليك‬

‫عالء الدين اجلمعة‬ ‫القريب والبعيد ‪ ,,‬العدو والصديق‬ ‫‪..‬؟! وراحوا يتقاسمونك كما األبناء‬ ‫حينما يتحاصصون إرث والدهم‬ ‫الراحل ‪.‬‬ ‫آه على وطن توارت فيه كل القيم‬ ‫واملبادىء ‪ ..‬فالسفيه صار شريفا ‪,‬‬ ‫والكاذب‬ ‫ّ‬ ‫صادقا ‪ ,‬واملظلوم ظاملا ‪ ,‬والحر عبدا ‪.‬‬ ‫آه يا وطن ‪ !! ..‬متى تعود عزيزا كما‬ ‫كنت ‪ ,,‬قويا كما عهدناك ‪ ,‬رافعا‬ ‫رأسك ‪ ,‬شامخا بهامتك ‪ ,‬البسا‬ ‫أطواق الياسمين ‪ ,‬متزينا بأكاليل‬ ‫الغار ‪ ,‬مكتوبا " ع الشمس اللي ما‬ ‫بتغيب " ‪.‬‬

‫طاغية من نوع فريد‬

‫أمحد غازي اإلبراهيم‬

‫لقد مر على البشرية منذ بدايتها وحتى بدء ثورتنا ‪ ،‬أسماء شخصيات‬ ‫اشتهرت بإجرامها وطغيانها منها ‪ :‬هوالكو ‪ ،‬نيرون ‪ ،‬هتلر ‪ ،‬شارون ‪..‬‬ ‫الخ ‪ ،‬ولقد غدو مضرب مثل في الظلم والحرق والدمار ‪..‬‬ ‫لكن صاحبنا الطاغية ذو املواصفات الفريدة من نوعها عبر التاريخ‬ ‫كله هو ‪ :‬بيشو أي بشار رأس نظام اإلجرام ‪ ،‬الذي حطم كل األرقام‬ ‫القياسية في اجرام ال نظير له ‪.‬‬ ‫في صباح األربعاء ‪ 21/8/2013‬يوم سقطت االنسانية في العالم كله ‪،‬‬ ‫حيث استفاق العالم بعينيه دون ضميره وأخالقه على مشاهد مجزرة‬ ‫الكيماوي في الغوطة حيث راح ضحيتها ما يقارب ‪ 1700‬شهيد‬ ‫معظمهم من األطفال ‪ ،‬و التي ارتكبها بشار وأزالمه بكل دم بارد على‬ ‫مرأى ومسمع العالم املتآمر بأسره على الشعب السوري ‪.‬‬ ‫هل يوجد إجرام كهذا اإلجرام النابع من حقد ال وصف له ؟‬ ‫ليس فقط حكومات العالم كلها ضدنا بل حتى شعوبهم ‪ ..‬فالجميع‬ ‫من على هذه األرض عدو للشعب السوري ‪ ..‬ويا هللا مالنا غيرك يا هللا‬ ‫‪.‬‬

‫المال والثورة‬

‫أيهم اإلمساعيل‬

‫ال شك أن دخول األموال الضخمة إلى‬ ‫الداخل ‪ ،‬كان له الدور الكبير في تغيير‬ ‫توجهات البعض ‪ ،‬وتغيير الهدف الحقيقي‬ ‫للثورة ‪ ،‬لقد بدلت األموال التي دخلت‬ ‫من الخارج من توجهات بعض الناس ‪،‬‬ ‫وأصبحوا ينظرون الى الثورة على أنها‬ ‫ثروة وليست ثورة ‪ ،‬يعني من منظور‬ ‫مادي بحت ‪ ،‬وراحوا يعملون ألجندات‬ ‫ومصالح خاصة ومعينة ‪ ,‬ويعتبرون الثورة‬ ‫صفقة تجارية رابحة ‪ ،‬يتمنون أن تطول‬ ‫أكثر و أكثر من أجل أن يملؤوا جيوبهم‬ ‫فهل من مزيد ‪ ,‬هذا كله على حساب‬ ‫الثورة والدماء ‪ ،‬لكن هللا باملرصاد فال بد‬ ‫أن تنكشف حقيقتهم وجشعهم وطمعهم‬ ‫للجميع ‪.‬‬ ‫الواقع الذي نمر فيه اآلن انعكس بشكل‬

‫كبير على املجتمع ‪ ،‬وأصبح مادة يومية‬ ‫يتحدث بها معظم الناس في كل مكان ‪,‬‬ ‫على أن فالن كان قبل الثورة فقيرا‬ ‫وأصبح في عهدها غنيا ‪ ،‬وآخر يركب أفخم‬ ‫السيارات و فالن لص و ‪ ..‬الخ ‪ ،‬لقد زادت‬ ‫هذه املظاهر السلبية ‪ ،‬وأصبحت مصدرا‬ ‫لالتهامات املتبادلة بين الناس وغالبا ما‬ ‫قد تؤدي الى املزيد من الكراهية‬ ‫والشحناء والبغضاء فيما بينهم ‪ ،‬ال شك‬ ‫أن غياب الثقة وانعدام املسؤولية‬ ‫واملحاسبة وانتشار الفوض ى كان لها الدور‬ ‫الكبير كي يستغل ضعفاء النفوس‬ ‫واللصوص آالم الناس و أوجاعهم ‪،‬‬ ‫فراحوا يجمعوا األموال على حساب‬ ‫الثورة ‪ ،‬بعد أن نصبوا أنفسهم أوصياء‬ ‫عليها وهي براء منها كبراءة الذئب من دم‬ ‫يوسف ‪،‬‬

‫‪5‬‬


‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ – )12‬تشرين األول ‪2013‬‬

‫ضوضاء‬

‫ضوضاء المحابر ‪ ..‬خاص‬

‫يكتبها ‪ :‬صافي الحلبي‬

‫كش ملك ‪!! ..‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لم يكن يطالع كل الجريدة عندما تلقى خبر ترقيه من فيل إلى‬ ‫وزير ‪,‬كان فقط يحل الكلمات املتقاطعة و يلقي نظرة على‬ ‫االبراج ‪ ,‬لكنه كان من برج الحوت صالح ألي وظيفة ابتالع ‪..‬‬ ‫فما الفرق بين سمكة قرش ضخمة "سوبر قرش " و بين قروش‬ ‫خضراء في جيب فيل ‪..‬؟ الجنود هم فقط املعنيون باملربعات‬ ‫الخاصة بصفحة الوفيات ‪ ..‬األحصنة عقدت صفقة قفز مع‬ ‫الضمير ‪ ,‬فإما أن تصير بغاال أو فئران !‪ ...‬لكن رقعة الشطرنج‬ ‫السورية تختلف عن باقي رقعات العالم فهي أصال مرقعة من‬ ‫أكثر من عالم ‪ ..‬أي قالع هذه التي تحتمل كل هذا الترقيع ‪...‬؟ !‬ ‫لم تعد املبارزة بين جيشين أبيض و أسود ‪ ,‬بل بين لص شفاف‬ ‫و جيوب سوداء بين أيدي خفية و أيدي ملطخة بأعناق‬

‫الوضوح ‪ ..‬املنتصر الوحيد هو " عدم الفهم ‪ " ..‬بانتظار الجملة‬ ‫السحرية " ِّكش َم ِّلك " لكن كيف سيفهمها حضرة امللك و قد‬ ‫َ‬ ‫نال منصبه بجملة سحرية أخرى " ِّكش َوطن ‪ " ...‬هل سيكون‬ ‫اآلن صداها من شفاه علي بابا أمريكا بنكهة " إفتح يا سمسم "‬ ‫‪..‬؟ آخر مرة تدخلت فيها بريطانيا بكلمات مشابهة على رقعة‬ ‫شطرنج مشابهة كانت حين وضعت لشاه الفرس عمامة فكانت‬ ‫بمثابة "أبرا كادابرا " تحول فيها من خليفة ِّكسرى إلى خليفة‬ ‫الولي الفقيه !‪ ...‬ماذا سينتظرنا مع والي الشام الذي نصبته‬ ‫أمريكا لترقيع خوازيق اسرائيل مع حاشية من ‪ :‬كش ِّعلم ‪ِّ ..‬كش‬ ‫انسان ‪ِّ ..‬كش أحالم ‪ ...‬كش كل ش يء إال اسرائيل هل ستنفع‬ ‫معه جملة " ِّكش ملك " ‪...‬؟!!‬

‫فعل مبني للمجهول ‪..‬‬ ‫ق ِّت َل ‪ ,‬ش ِّّر َد ‪ ,‬ج ّ ِّو َع‬ ‫الفاعل ضمير غائب تقديره ال نعرف‬ ‫ما نعرفه فقط‬ ‫ّ‬ ‫أن الشعب هو املفعول!‪...‬‬ ‫تصريف ق ِّت َل ‪ :‬طبقا لشركات الصرافة العربية "رحمه هللا "‬ ‫َ‬ ‫فوجب نصبه كتمثال إرهابي‪...‬‬ ‫كان لسانه أطول من عمره‬ ‫شرح مفردات ‪ :‬إرهاب األنظمة العربية ليس لتقبيح وجه‬ ‫الوطن بل لوضع مكياج على وجه اسرائيل ‪ ,‬فحاكم عربي‬ ‫يعمل دوام كامل باالجرام و يعطي دروسا خصوصية بالقمع‬ ‫ملافيات العالم كدوام جزئي يساهم بترشيح شارون لجائزة‬ ‫نوبل في االنسانية‪...‬‬

‫‪6‬‬

‫ربما الربيع العربي لم يكن سوى حفلة خيرية لرفع معنويات‬ ‫الخريف الغربي الذي ينتاب مؤخرا شركات الطاقة و األسلحة‬ ‫!‪..‬‬ ‫تصريف ش ّر َد ‪ :‬نائب الفاعل هو املواطن مرفوع لضيق األرض‬ ‫‪...‬‬ ‫شرح املفردات ‪ :‬الجنسية السورية تمنحك جواز َتشردُّ‬ ‫دبلوماس ي يخولك التجول بين كافة حاويات دول الجوار‬ ‫املضيافة‪...‬‬ ‫َ‬ ‫تصريف ج ّوع ‪ :‬السارق من األسماء الخمسة " فو‪ ,‬ذو ‪ ,‬حم‬ ‫أخوه ‪ ..‬يلعن أبو للي خلفوه!‪..‬‬ ‫شرح مفردات ‪ :‬آل بني حرامي ‪ ,‬عائلة عريقة ذات َح َسب و‬ ‫َ‬ ‫نسب تنصب خيام الجياع و تبني قصور االحتيال ‪ ,‬مادام‬ ‫القائد يبقر بسيفه بطن البلد و ي ّ‬ ‫خزق جيوبه فالسرقة مجانية‬ ‫‪...‬‬


‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ – )12‬تشرين األول ‪2013‬‬

‫ذاكرة‬

‫من معاركي الطفولية ‪:‬‬ ‫معركة بنشرة دواليب الدولة‬

‫أحمد اليوسف – خاص‬

‫كنا في كل صيف ننزح الى سهل الغاب طلبا للرزق‬ ‫حيث كان ابي يستأجر ارضا في قرى ال نعرف‬ ‫سكانها نزرعها خيارا وذرة صفراء ‪ .‬حين انتهيت‬ ‫من الصف السادس ابتدائي قال لي أبي بأنني‬ ‫أصبحت زملة البيت ‪ .‬هكذا وصلنا انا زملة البيت‬ ‫وأختي عليا وأبي الى سهل الغاب قبل غروب‬ ‫الشمس‪ .‬اخذنا نفتش بين اغراضنا عن فراش‬ ‫ومخدات وأغطية لننام يومنا االول في العراء في‬ ‫صراع مع البعوض الذي مص دماءنا دونما ان‬ ‫يعذبه ضميره‪ .‬مع الصباح بنى لنا ابي خيمة من‬ ‫القش لتحمينا من الشمس‪ .‬كان ابي الشرطي‬ ‫يبقى معنا يوما او يومين ثم يذهب ليعمل يوما او‬ ‫يومين ثم يعود بينما بقيت امي الحامل في بيتنا‬ ‫القروي بانتظار الوالدة‪ .‬ال اتذكر امي إال حامال او‬ ‫أما مرضعة‪ .‬كانت عليا اكثر مني نضجا وحسا‬ ‫باملسؤولية وأكثر همة بالعمل فقد كنت اتهرب‬ ‫من الشغل بحجة قضاء حاجة عشرات املرات في‬ ‫اليوم الواحد وكنت أتظاهر باملرض حد افتعال‬ ‫املوت‪ .‬كنا في خيمة نزوحنا معزولين عن العالم‬ ‫ال تزورنا وسائل االعالم وال ممثلة كأنجلينا جولي‬ ‫وال يرسل لنا أحد من املغتربين السوريين ثيابا‬ ‫بالية‪ .‬كنا نشتري ثيابنا القديمة من عملنا في‬ ‫أراض ي النزوح‪ .‬بعد أسبوعين أحضر أبي معه‬ ‫جدتي لتساعدنا في العمل فأصبح يجتمع على‬ ‫ايقاظي في الصباح بدل العليا عليتين‪ .‬لم يكن‬ ‫لدينا ثالجة وال تلفازا وال حتى كهرباء وكان أقرب‬ ‫دكان منا يبعد نصف ساعة مسيرا‪ .‬كنا نأكل‬ ‫البيض على مدار االسبوع حتى أصبحنا نقاقي‬ ‫كالدجاج‪ .‬كانت أيام االستراحة من العمل بانتظار‬ ‫ان تكبر شتالت الخيار مملة مضجرة في غياب‬ ‫الجيرة وعدم امتالك تلفاز فمألت انا الوقت عبر‬ ‫عروض مسرحية يومية أشبه بالسرك‪ .‬هكذا انا‪،‬‬ ‫خلقت مهرجا بالفطرة أصيغ نصوص ي االرتجالية‬ ‫بمفردي‪ .‬كنت أكتب في اليوم الواحد عشرات‬ ‫الرسائل دونما أن أرسلها‪ ،‬بعضها كان شفويا‬ ‫معلنا بأسلوب ساخر‪ :‬من جدتي عليا الى جدي‬ ‫يوسف اليوسف‪ ،‬نخبركم بأن جدتي بخير بعدما‬ ‫نجحنا ببناء كلة (ناموسية) تحمينا من البق‬ ‫(البعوض)‪ ،‬هذا مثال على رسائلي‪ .‬ورسالة أخرى‬ ‫كتبتها البن خالي وهي عبارة عن جمل ال رابط‬ ‫بينها مفادها‪ :‬عليا قالت لي انه الوحدة ملا بتولد‬

‫ممكن تموت فالزم ما نعمل ش ي سيئ‪ ...‬انا الي‬ ‫سرق املئة ليرة من بيت خالتي‪...‬انا ما بدي امي‬ ‫تموت‪ .‬وعلى الرغم من اننا كنا نسكن خارج‬ ‫خرائط الدولة إال ان سياراتهم كانت تعرف كيف‬ ‫تصل الينا في مداهماتها اليومية لتصادر لنا‬ ‫مضخات املياه فتبتز بعض الفالحين ليدفعوا لهم‬ ‫رشاوى في سبيل استرجاع مضخاتهم او في سبيل‬ ‫اطالق سراحهم اذا ما تم احتجازهم‪ .‬ال يحق‬ ‫للفالحين ضخ املياه إال بعد ان يشبع منها من‬ ‫يسميهم الناس هناك باملدعومين‪ .‬هللا ال يشبعهن‬ ‫والد الحرام‪ ،‬هكذا كانت تقول جدتي فيهم‪ .‬اخذت‬ ‫اجمع في عمل سري مسامير ألضعها في طريق‬ ‫سيارة الدولة‪ .‬قليلة هي السيارات التي كانت تمر‬ ‫بجوارنا وسهل كان تمييز سيارة االمن عن غيرها‪.‬‬ ‫اذا كل واحد منا ببنشر سيارة من سيارات الدولة‬ ‫منقطع اجرهن ومنخلص منهن ليوم الدين‪ ،‬هكذا‬ ‫كانت توسوس لي نفس ي‪ .‬آيوة‪..‬بنشرت دواليبها‬ ‫االربعة والتعن دينها‪ ،‬خليكن تمشوا على‬ ‫دواليبكن يا والد الكلب‪ ،‬هكذا كنت اصرخ في كل‬ ‫عملية ثأرية ناجحة من سيارة الدولة‪ .‬و آيواتي‬ ‫(جمع آيوة) هي املعادل اليوم لصرخات التكبير‬ ‫االنتصارية‪ .‬وحين تماديت في جرأتي ببنشرة‬ ‫الدواليب تم اكتشافي واخذ الشرطة يركضون‬ ‫ورائي انا الهارب في سبيل النجاة حتى وصلت‬ ‫خيمتنا‪ .‬خرجت جدتي على صراخي وأنا اقول‪ :‬يا‬ ‫ستي هربي اجت الدولة! لم تفهم جدتي ما الذي‬ ‫حدث إال انه كان ظاهرا انه ثمة معركة ما بين‬ ‫حفيدها والدولة‪ .‬ربطت جدتي شملتها الى الخلف‬ ‫كما القراصنة في وضعية املقاتل وشدت زنارها‬ ‫وحملت حذاءها وخرجت تصرخ قائلة‪ :‬وهللا وهللا‬ ‫الي بمد ايده عليه ألقطع هالصرماية على راسه‪.‬‬ ‫لم تعد السيارة تنفع في مالحقتهم لي فاخذوا‬ ‫يلهثون في ركضهم خلفي وكأنهم يركضون ألول‬ ‫مرة في حياتهم‪ :‬تعال لهون والك‪ ،‬هكذا كانوا‬ ‫يصرخون وهم بالكاد يستطيعون التنفس‪ .‬كانت‬ ‫كروشهم اثقل من ان يحملوها‪ .‬وحينما احتدمت‬ ‫مواجهتهم مع جدتي التي لم تعطيهم هويتها كونها‬ ‫ال تحمل اصال هوية اضطررت ان اخوض معهم‬ ‫حرب كر وفر‪ .‬اهرب كلما ركضوا خلفي وأعود‬ ‫ألمطرهم بالحجارة بمقالعي الذي نسجته لي‬ ‫جدتي‪ .‬فاجأهم استبسالنا في معركة اسقطت‬

‫هبتهم فتقدم واحد منهم وقال بنبرة من يريد ان‬ ‫يحسم االمر‪ :‬وهي رح احرقلكن الخيمة‪ .‬لم تكن‬ ‫خيمتنا سوى كومة من القش ومع ذلك‬ ‫اجتاحتني قشعريرة وكأنما قد تحولت الخيمة الى‬ ‫وطن‪ .‬انتابني شعور غريب كمن قبل على خوفه‬ ‫وجبنه فجأة فكرة موته‪ :‬اصبحت مستعدا الن‬ ‫اموت في سبيل خيمة‪ .‬تعالى صراخنا وازدادت‬ ‫حجارتي واقترابي منهم ورمت جدتي بأحذيتها‬ ‫الشرطي وأخذت تضرب يمنة ويسرة زاحفة مرة‬ ‫وواقفة على رجليها مرة اخرى‪ .‬واتى الفالحون من‬ ‫حولنا بعدما شدهم الفضول وأذهلهم استبسالنا‬ ‫فقرر الغزاة االحتفاظ بما تبقى لهم من هيبة‬ ‫والذهاب قبل وصول الناس مع التهديد بالعودة‪.‬‬ ‫لم اعد من يومها ازرع املسامير في طريق سيارات‬ ‫الحكومة اكتفيت بالثأر منهم عبر السخرية‪ .‬كنت‬ ‫يوميا احيي عرضا مسرحيا موضوعه اوالد الدولة‬ ‫مرة على سفرة االكل ومرة على كومة خيار في‬ ‫وسط الخيمة ومرة على مسطبة في سهرة ليلية‪.‬‬ ‫كان ابي‪ ،‬كلما قلدت شرطيا وهو يشد بنطاله‬ ‫الهثا مع سعال وضراط‪ ،‬يضحك حتى تدمع‬ ‫عينيه وكانت جدتي تضحك من تقليدي لها وهي‬ ‫تحاول ضرب الشرطي بحذائها حدا يجعلها‬ ‫تتوسل قائلة‪ :‬يا ابني من شان هللا وقف‪ ،‬وجعتني‬ ‫خاصرتي من الضحك رح موت بسكتة قلبية‪.‬‬ ‫هكذا بقينا نضحك في حفالت سركي اليومي حتى‬ ‫التعب في خيمة من القش لم يعد للدولة فيها أي‬ ‫هيبة‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ – )12‬تشرين األول ‪2013‬‬

‫ع الوتر‬

‫عن األسد والكراهية ومستحقاتها‬ ‫د ‪ .‬حمزة رستناوي – خاص‬ ‫(‪)1‬‬ ‫ّ‬ ‫ما الذي يستحق الكراهية في شخص‬ ‫االسد االبن و االسد االب؟‬ ‫ش يء بسيط و ملزم لعموم البشر – و‬ ‫ّ‬ ‫خاصتهم ‪ -‬ممن خبروا هذه الساللة التي‬ ‫ّ‬ ‫تتشبث بكرس ي‬ ‫حكمت سوريا و مازال‬ ‫ملكها إلى اآلن‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫االستبداد و ما يؤدي إليه من ظلم و‬ ‫فساد‪.‬‬ ‫هناك من يجادل في كون األسدين ليسا‬ ‫ّ‬ ‫مستبدين و ليسا ظاملين و ليسا فاسدين ‪,‬‬ ‫و هؤالء ال شأن لنا بهم ‪ ,‬فهم إما (‬ ‫ّ‬ ‫متخلفين عقليا ) ‪ ,‬أو ّ‬ ‫دجالين فاسدين‬ ‫مثلهما‪ .‬استبداد و ظلم و فساد األسدين‬ ‫سبب كاف و واف للكراهية و الدعوة إلى‬ ‫الثورة على النظام االستبدادي و ّ‬ ‫ضدهما‪.‬‬ ‫و ال حاجة لنا ألسباب أخرى كثيرا ما ّ‬ ‫تتردد‬ ‫بين أحاديث السوريين و عبر شبكات‬ ‫التواصل االجتماعي و حتى في البرامج‬ ‫ّ‬ ‫الحوارية على الفضائيات من أشخاص‬ ‫ّ‬ ‫يقدمون أنفسهم بسياس ي و كاتب و باحث‬ ‫‪ ,‬فمثال و في برنامج حواري شهير ( االتجاه‬ ‫املعاكس ) جرى تكرار التفسيرات الثالثة‬ ‫االولى من االربعة التالية التي سأعرضها ‪,‬‬ ‫من قبل ثالثة ضيوف ّ‬ ‫قدموا أنفسهم‬ ‫كمعارضين لنظام األسد هم ( محمود‬ ‫دغيم ‪ -‬سقراط البعاج – ‪ ..‬الفواز ) *أوال ‪:‬‬ ‫أن أصل عائلة األسد ليس عربي ‪ ,‬بل‬ ‫أجداده هاجروا من ايران ‪ ,‬فهو وفقا‬ ‫لزعمهم \" فارس ي مجوس ي \" ‪ .‬و هذا‬ ‫ادعاء فاسد فامليزان هو أعمال االنسان‬ ‫ليس نسبه و عائلته ‪ ,‬للتذكير والد الرئيس‬ ‫االمريكي باراك أوباما \" زنجي افريقي‬ ‫مسلم من كينيا \" *ثانيا ‪ :‬أن ّ‬ ‫جده‬

‫‪8‬‬

‫ّ‬ ‫سليمان االسد وقع وثيقة مع زعماء‬ ‫ّ‬ ‫محلين إبان االنتداب الفرنس ي تطالب‬ ‫الفرنسيين بدولة للعلويين ‪ ,‬و بعض النظر‬ ‫عن مصداقية هذا الوثيقة التي يشيرون‬ ‫إليها ‪ ,‬فهذا ادعاء فاسد أيضا فامليزان هو‬ ‫َ‬ ‫أعمال االنسان ال ن َسبه و أفعال أبوه و‬ ‫ّ‬ ‫جده ‪ ,‬للتذكير فقط ( نحن املسلمين نفتخر‬ ‫ب‪ :‬عكرمة بن أبي جهل ) ! ثالثا ‪ :‬أن عائلته‬ ‫تنتمي لرعاع العلويين و أن عائلته ال تنتمي‬ ‫إلى وجهائهم و قبائلهم املعروفة كآل الخير‬ ‫و آل الكنج ‪..‬الخ‪ .‬و أنه ليس ابن حسب و‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ملثقف يساري‬ ‫ن َسب في قومه ‪ ,‬فوفقا‬ ‫معارض هو ابن زعران القرداحة ؟! و هذا‬ ‫إدعاء فاسد فكم من أفعال شائنة قام بها‬ ‫من يطلق عليهم أبناء عوائل ؟! و كم من‬ ‫فضائل قام بها أناس مغمورين في قومهم‬ ‫َ‬ ‫ف َسادوا و اشتهروا فضائلهم ؟! *رابعا ‪ :‬أنه‬ ‫ينتمي للطائفه العلوية ‪ ,‬و وفقا لهم ‪ :‬هؤالء‬ ‫العلويين خبثاء و حقودين بطبعهم ‪ ,‬أعداء‬ ‫املسلمين ‪..‬الخ ‪ .‬و هذا ادعاء فاسد ففي‬ ‫كل جماعة أو طائفة هناك الجيد و هناك‬ ‫السيئ و هناك غير ذلك ‪ ,‬و لينظر االنسان‬ ‫ّأوال إلى قومه ‪ ,‬و االنسان ال يختار عقيدته‬ ‫و مذهبه غالبا فهي بحكم الوالدة وتأثير‬ ‫البيئة ‪ ,‬و ال تزر وازرة وزر أخرى ‪ :‬فصالح‬ ‫العلي و بدوي الجبل ممدوح عدوان و‬ ‫عارف دليله و سمر يزبك و فدوى سليمان‬ ‫‪..‬الخ ينتمون لهذه الطائفة و هم من‬ ‫املشهود لهم بالفضائل من أبناء الوطن‬ ‫السوري‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫الكراهية شعور طبيعي و فطري تجاه‬ ‫الظاملين و املستكبرين كآل االسد و أمثالهم‬ ‫ّ‬ ‫الكراهية يجب أن ال تكون فقط للظاملين‬ ‫‪,‬‬

‫ّ‬ ‫املستبدين كأفراد ‪ ,‬بل يجب أن تكون‬ ‫و‬ ‫ّ‬ ‫كراهية للظلم و االستبداد ‪.‬أيا كان هذا‬ ‫ّ‬ ‫الظالم و املستبد ‪ ,‬فنحن نكره فالن ألنه‬ ‫ّ‬ ‫مستبد يظلمنا و يستعبدنا‪.‬‬ ‫ظالم و‬ ‫(‪)3‬‬ ‫العدالة ‪ -‬و ليس الثأر و االنتقام ‪ -‬هي من‬ ‫ّ‬ ‫الكراهية في الثقافة و املجتمع ‪,‬‬ ‫يزيل‬ ‫فاالنتقام كشعور ال يقف عند حدود‬ ‫ّ‬ ‫معينه و غالبا ما يتجاوز العدالة ليصبح‬ ‫ظلما ‪.‬‬ ‫فقد ورد في القرآن الكريم ‪َ ( :‬يا َأ ُّي َها الذينَ‬ ‫ِّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َآمنوا كونوا قو ِّام َين ِّلل ِّه ش َه َد َاء ِّبال ِّقس ِّط‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َوال َيج ِّر َمنك َم شنآن قوم َعلى أال تع ِّدلوا‬ ‫ّ‬ ‫اع ِّدلوا ه َو أق َرب ِّللتق َوى َواتقوا الل َه ِّإن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ َ‬ ‫الل َه خ ِّبير ِّب َما تع َملون ) املائدة آية(‪.)8‬‬ ‫و االنتقام ّ‬ ‫يربي الحقد بين االفراد و‬

‫الجماعات على املدى البعيد ‪ ,‬على‬ ‫النقيض من العدالة و القصاص العادل ‪,‬‬ ‫فقد نسب لعمر بن الخطاب عندما‬ ‫اشترك جماعة في قتل فرد واحد قوله \" و‬ ‫لو اشترك فيه أهل صنعاء لقتلتهم به\"‬ ‫العدالة ّ‬ ‫تؤسس ملستقبل و وطن جديد‬ ‫كراهية و أكثر ّ‬ ‫ّ‬ ‫محبة و تكافال و‬ ‫أقل‬ ‫تسامحا‪.‬‬


‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ – )12‬تشرين األول ‪2013‬‬

‫ع الوتر‬

‫اإلسالم بال رتوش ديننا‬ ‫علي األمين السويد ‪ -‬خاص‬ ‫شهدت العقود املنصرمة بروز تسميات وصبغات‬ ‫لالسالم حتى ظن املرء أنه صار لإلسالم موديالت‬ ‫و مكاتب ترويج في االسوق ‪ .‬فإن أراد شخص ما‬ ‫التدين صار يتوجب عليه زيارة أحد تلك املعارض‬ ‫ّ‬ ‫ليقلب نظره‬ ‫و أن يقبل دعوة "حويص ي" املكاتب‬ ‫ِّ‬ ‫في طبعات اإلسالم املتوفرة‪ ،‬و من ثم يختار ما‬ ‫يناسب درجة علمه و ربما عضالته‪.‬‬ ‫ومن البضائع املطروحة في مكاتب السوق املهملة‬ ‫ما يسمى ب ـ "االسالم الصوفي" والذي يعتبر من‬ ‫أرخص البضاعات بإعتبار أنه معفى من الضرائب‬ ‫الجمركية عند دخولها ألي بلد في العالم‪ ،‬وألن‬ ‫هذا النوع مفضل لدى معظم األنظمة بسبب‬ ‫طابعه املتيم غراما بالحاكم و العاشق للشيخ و‬ ‫الذي فيه حكاوي عن الكرامات‪ ،‬و الحب والـ "ما‬ ‫حب" و لذة تقبيل األياد و املؤخرات من و ل ـ‬ ‫املريدين و املريدات‪.‬‬ ‫وفي زاوية أخرى من السوق يجد الزبون مكتب "‬ ‫اإلسالم املتشدد"‪ .‬و هذه بضاعة لها "عيارات"‬ ‫مثل عيارات املروحة الصينية التي تتدرج في القوة‬ ‫و السرعة عكس ترقيمات العالم‪ .‬فاالسالم‬ ‫املتشدد عيار "‪ "5‬يعتبر قليل التشدد‪ .‬و يتسم‬ ‫هذا النوع بأن من يقلده يتوجب عليه اطالة‬ ‫لحيته و لبس ما يرتفع عن الكاحل قليال‪ .‬و أن‬ ‫يعتاد قول "هذا‪ ...‬بدعة" ‪ ...‬و‪" ...‬أين الدليل؟"‬ ‫أما املتشدد عيار (‪ )1‬فهذا يقصر ثوبه كثيرا‪ ،‬و‬ ‫يكثر عنده " ّ‬ ‫سب املخالفين"‪ ،‬و إدخالهم في جهنم و‬ ‫بئس املصير‪ ،‬و يهاجم الكبير و الصغير‪ ،‬و يجعل‬ ‫من نفسه آمرا باملعروف ناهيا عن املنكر بالرغم‬ ‫من أنه يغتصب املعروف وال يجتنب املنكر‪ .‬و‬ ‫بالرغم من هذا كله فهذا النوع يمثل بضاعة‬ ‫مرحب بأصحابها كثيرا عند األنظمة طاملا أن من‬ ‫ثوابتهم تحريم الخروج على الحاكم حفظه "هللا"‪.‬‬ ‫وفي زاوية عميقة ومخفية من السوق يقبع مكتب‬ ‫الدعوة و االرشاد حيث بضاعة "االسالم‬ ‫الجهادي" و التي يـروج لها كما يروج للمخدرات‬ ‫ليال على ضفاف النيل وذلك حين يتحايل "أبو‬ ‫الحذيفة" على الزبون املسكين فيسبر ماهيته و‬ ‫مبتغاه‪ ،‬فإن كان ثمرة واعدة قال له بعد التلفت‬ ‫يمنة و يسرة ‪":‬ادخل ‪ ...‬جزاك هللا خيرا‪".‬‬ ‫يدخل مشروع املجاهد في غيابات السراديب بين‬ ‫الوجوه امللثمة فيستنشق طعم التميز و نشوة‬ ‫ّ‬ ‫مخلص العالم‬ ‫السرية و اإلحساس بأنه القعقاع‬ ‫ِّ‬ ‫من األوجاع الذي ال يقهر‪ .‬فهو إن رحل من هذه‬

‫الدنيا الفانية ستكتب له حياة ثانية في جنة‬ ‫قطوفها دانية و حورها حانية‪.‬‬ ‫ينتش ي الزبون بهذا الفكرة فيصبح على أهبة‬ ‫ّ‬ ‫املروج دون نقاش‬ ‫اإلستعداد لتنفيذ رغبات‬ ‫ِّ‬ ‫خشية خدش صفاء و صدق نيته‪ .‬تلك النية التي‬ ‫تصب في الحصول على الجنة ‪ ،‬ليبدأ تنويمه‬ ‫املعناطيس ي بأفكار الجهاد‪ ،‬و القتال‪ ،‬و الذبح‪ ،‬و‬ ‫التقطيع من خالف‪ ،‬و الكف عن اعتبار جنس‬ ‫االنسان من البشر ‪ .‬أما بحور العلوم الشرعية‬ ‫فتصبح صفحة او اثنتين تحت عنوان العلوم‬ ‫الجهادية; جهادية وبس و الباقي خس‪.‬‬ ‫و ألن معظم جهابذة املتطرفين والجهاديين ال‬ ‫ّ‬ ‫يعلمون الكتابة و القراءة إال أماني‪ ،‬فقد حلوا‬ ‫مشكلتهم الفقهية بحفظ عبارات بمعان وهمية‪،‬‬ ‫و جمل من هنا وهناك تخدم غرضهم في تشريع‬ ‫قتلهم و بطشهم بهذا و ذاك‪ .‬فرأس مال علم‬ ‫هؤالء من الدين ال يعدو كونه عبارات مختصرة و‬ ‫مجتزأة ال تمت ملتن الواقع بصلة و قد ال‬ ‫يحيطون بمعانيها و يحبسونها على املعاني التي‬ ‫تعجبهم‪.‬‬ ‫فعلى سبيل املثال ال الحصر نذكر الحديث النبوي‬ ‫الذي جاء فيه ‪ ":‬عن ابن عباس أن رسول هللا‬ ‫صلى هللا عليه وسلم أوص ى بثالثة فقال ‪:‬أخرجوا‬ ‫املشركين من جزيرة العرب‪ ،‬وأجيزوا الوفد بنحو‬ ‫مما كنت أجيزهم ‪.‬صحيح ‪.‬الصحيحة ‪1133‬‬ ‫وأخرجه البخاري ومسلم‬ ‫قام اسامة بن الدن باجتزاء ذاك الحديث و‬ ‫اختصاره الى "أخرجوا املشركين من جزيرة‬ ‫العرب" و قد سميت هذة االجتزاءة بالقاعدة و‬ ‫صار املؤمنون بها يسمون بأنهم من أتباع القاعدة‬ ‫حتى سقطت كلمة أتباع و بقيت كلمة القاعدة‪.‬‬ ‫فبالرغم من أن عدد كلمات"القاعدة" قليل و‬ ‫لكن الخالف عليها كبير‪ .‬فمن هي جزيرة العرب‬ ‫التي قصدها النبي صلى هللا عليه و سلم؟ هل هي‬ ‫شبه الجزيرة العربية جغرافيا بحدود سايكس‬ ‫بيكو الشمالية؟ أم حسب املفسرين بأن جزيرة‬ ‫العرب هي الحجاز بما فيها مكة و املدينة و‬ ‫ضواحيهما و اللتان هم فعال مسكونتان فقط من‬ ‫املسلمين بشكل رسمي؟ أخش ى ما أخشاه أن‬ ‫يكون ابن الدن قد اعتبر نفسه "أفهم" من النبي‬ ‫في الجغرافية و الديموغرافيا‪.‬‬ ‫فكل صفة تطلق على االسالم غير ـ االسالم ـ‬ ‫تخرج ذلك االسم املركب حتما من االسالم‪.‬‬

‫فاالسالم املتشدد‪ ،‬و املتطرف و الصوفي و السلفي‬ ‫و الجهادي و التكفيري اسماء ما أنزل هللا بها من‬ ‫سلطان و لم يتحدث بها نبي الرحمن وال أنس‬ ‫عاقل وال جان‪ .‬و إنما كانت أسماءا لتفاسير نظرت‬ ‫للتدين من زاوية تحقق مصلحة ما فأغمض‬ ‫املستفيد عينيه وسعى خلفها‪.‬‬ ‫و نعود للبضاعة التي نبحث عنها ‪ ،‬اي االسالم‬ ‫بدون "عيارات وال إضافات" فهذه البضاعة غير‬ ‫متوفرة في تلك املعارض‪ ،‬و ال في تلك الدهاليز‪ ،‬وال‬ ‫في أعالي الجبال‪ ،‬وال حتى في تورا بورا‪ .‬وقليال من‬ ‫ُّ‬ ‫تسر ذوي االلباب‬ ‫البحث والتروي نجدها مسجاة‬ ‫في جنبات الجامعة االسالمية في املدينة املنورة و‬ ‫مثيالتها في دمشق‪ ،‬و اليمن‪ ،‬و لبنان‪ ،‬و فلسطين‪.‬‬ ‫فالدين االسالمي ينتظرنا هناك بين دفتي‬ ‫املصحف و بين ثنايا حديث نبي الرحمن و في‬ ‫سلوكه و سلوك الخلفاء الراشدين الخمسة من‬ ‫بعده‪،‬و الصحابة و بعض التابعين‪ ،‬و الخليفة‬ ‫عمر بن عبد العزيز‪.‬‬ ‫و ليس هنالك من شك في أن الدين املعاملة‪،‬‬ ‫وهذا ما يفسره سلوك بعض قادة املسلمين‬ ‫الحقيقيين‪ .‬فعندما خلع الخليفة الراشدي‬ ‫الخامس الحسن بن علي رض ي هللا عنه قميص‬ ‫الحكم و تنازل عنه حبا و كرامة‪ ،‬طبق بشكل‬ ‫واضح مقاصد الشريعة و الحكم االسالمي‪ .‬و‬ ‫لكن عندما كانت مصلحة الحكم هي العليا و لها‬ ‫االولوية القصوى قام العباسيون األوئل أبناء‬ ‫عمومة النبي صلى هللا عليه وسلم بقطع معظم‬ ‫رقاب أمراء بني أمية ظلما و عدوانا‪.‬‬ ‫ماذا نريد في سوريا بعد النظام األسدي؟‬ ‫نريد أن نقيم دولة مواطنة متحضرة بأخالقها يتم‬ ‫التعرف على دين اهلها من سلوكهم و اخالقهم ال‬ ‫من هيئاتهم وصراخهم‪ .‬نريد أن نفخر بمرافقها و‬ ‫بإسلوب حياة شعبها املتقبل لآلخر‪ .‬و نريد أن‬ ‫نكون قدوة للعالم املتحضر بإبراز التنوع و الغنى‬ ‫الحضاري الكامن من ِّق َـبل من ورث حضارة‬ ‫عمرها آالف السنين‪ .‬نريد أن يراقب العالم كيف‬ ‫ّ‬ ‫الصحي الذي يأخذ فيه كل ذي حق‬ ‫يكون املجتمع‬ ‫حقه و ال يظلم أحدا فتيال‪ .‬نريد أن نشهر العقل و‬ ‫الحكمة و املحبة بدل السيف والجهل و الكراهية‪.‬‬ ‫فمن رغب عن إرادة الشعب السوري الحر‪ ،‬و‬ ‫ّ‬ ‫اتخذ قطع الرؤوس سبيال‪ ،‬فليعلم أنه ليس منا و‬ ‫لسنا منه له دينه ولنا االسالم دون رتوش دينا‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ – )12‬تشرين األول ‪2013‬‬

‫حبق الحياة‬

‫كم نحن اغنياء‬ ‫صديق الطفولة – خاص‬ ‫أنا أعيش بال إخوة في بيت صغير ‪ ،‬ألن ّأمي لم تعد تستطيع‬

‫وجهه الجميل بعدما أنتعل حذائي القديم ‪ ،‬وقد أخذت ّأمي منه‬ ‫وعدا بالعودة إذا احتاج شيئا ‪ ،‬نظرت في عيني ّأمي فرأيت فيهما‬

‫إنجاب املزيد من األطفال ‪ ،‬هذا ما قاله الطبيب ألبي ‪ ،‬وألني‬ ‫وحيدة فقد كنت املدللة عند أهلي ‪ ،‬إال أنني كنت أشك في ّ‬ ‫حب‬ ‫ِّ‬ ‫أبي ّ‬ ‫وأمي لي فكلما كنت أطلب منهما شراء دمية جميلة ‪ ،‬أو حقيبة‬

‫أسرار السعادة ‪ ،‬فارتميت في حضنها الحنون وأنا أعتذر لها عن‬ ‫تأففي وتذمري وبعدما مسحت ّأمي الدمع عن عيني قلت لها ‪:‬‬

‫ملونة ‪ ،‬أو لعبة جديدة قاال لي ‪ - :‬ال نستطيع تحقيق كل رغباتك يا‬

‫‪ -‬كم نحن أغنياء يا ّأمي ‪.‬‬

‫صغيرتي ‪ ،‬ألنه هناك أشياء أكثر ضرورة من األلعاب والدمى يجب‬ ‫علينا شراؤها ! كلما كنت أسمع هذا الجواب كنت أقول في نفس ي‬

‫‪ - :‬متى سأتمكن من شراء كل ما يحلو لي وأتخلص من حياة الفقر‬ ‫والبؤس ؟! ‪ .‬ازدادت طلباتي يوما بعد يوم رغم أن ّأمي كانت تحاول‬ ‫جهدها أال تبخل ّ‬ ‫علي وتقوم بتأمين متطلباتي الكثيرة ولكني كنت‬ ‫أريد أن أملك كل ش يء ‪ ،‬حتى القمر في ّ‬ ‫السماء تمنيته لو كان في‬ ‫ومرة بينما كنت أتأفف وأتذمر قلت ّ‬ ‫غرفتي الصغيرة ‪ّ ،‬‬ ‫ألمي ‪ - :‬ملاذا‬ ‫نحن فقراء يا ّأمي ؟ ! وقبل أن تجيبني طرق أحدهم الباب ‪،‬‬ ‫فأسرعت وفتحت الباب ألرى ولدا صغيرا بعمري يقف حافي‬ ‫القدمين يلبس ثيابا قديمة ممزقة ‪ ،‬وفي عينيه الكثير من الحزن‬ ‫واأللم ‪ ،‬قلت له سائلة ‪ - :‬ماذا تريد ؟ فأجاب وقد احمرت وجنتاه‬ ‫خجال ‪ - :‬أريد طعاما ‪ ،‬فأنا جائع ! ‪ .‬حينها جاءت ّأمي وأدخلت‬ ‫الولد الصغير وأطعمته ‪ ،‬وألبسته ثيابا نظيفة ‪ ،‬ففرح الطفل‬ ‫كثيرا وقال ‪ - :‬كم أتمنى أن تكون لي أم كأمك !‪ .‬عندها شعرت‬ ‫ببعض الغيرة ‪ ،‬ولكني بقيت واقفة أتأمل حياة هذا الطفل‬

‫املسكين املشرد ‪ ،‬فقد أخبرنا بأنه فقد والديه ‪ ،‬ولم يهتم به أحد ‪،‬‬ ‫وهو يعيش أيامه متسوال ‪ ،‬خرج الطفل من بيتنا والبسمة تزين‬

‫‪10‬‬


‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ – )12‬تشرين األول ‪2013‬‬

‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ - 15 - )8‬تموز ‪2013‬‬

‫إبـداع‬

‫‪11‬‬


‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ – )12‬تشرين األول ‪2013‬‬

‫برقيات‬

‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ - 15 - )8‬تموز ‪2013‬‬

‫الوصية‬ ‫خير الدين عبيد – خاص‬ ‫ّ‬ ‫أنا راحل‪ ..‬مؤكد أنني راحل‪ ,‬لم أترك ورائي‬ ‫زوجة وال أوالد‪ ,‬ال أملك سوى جعبة مليئة‬ ‫ّ‬ ‫بالرصاص ّ‬ ‫الحي‪ ,‬مبارك فوارغها‪.‬‬ ‫لم أكتب ّ‬ ‫وصيتي بقصد ترك أثر‪ ,‬فواقعي‬ ‫ّ‬ ‫يخصني وال جهة تدعمني‪ ,‬فأنا‬ ‫رملي‪ ,‬الحزب‬ ‫أسند ظهري على جذع زيتونة صلب‬ ‫وحنون‪ ,‬واضعا ورقة الكتابة على ركبتي‪.‬‬ ‫لكم ركام بيتي وجثث أهلي‪ ,‬شرفة بنت‬ ‫الجيران وأصص حبقها اليابس‪.‬‬

‫مض ى عامان ياأهلي على حزني‪ ,‬على فرحي‬ ‫الذي َ‬ ‫أبحر‬ ‫مض ى عمران‪ ..‬تحت الثلج‪ ,‬تحت القيظ‪,‬‬ ‫تحت القصف‬ ‫وعمر ثالث راحل‪ ,‬أنا راحل‪ ,‬ثقوا بأنني‬ ‫راحل‬ ‫الزيت مشكاة‪,‬‬ ‫فبين الجذع من خلفي وبين‬ ‫ِّ‬ ‫يكاد زيتها يضيئ ولو لم تمسسه نار‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الوصية ولن تنل‬ ‫فيا قارئي‪ ,‬يامن ستجد‬ ‫منها سوى رسوم نشرها‪ ,‬قل لهم على‬ ‫ّ‬ ‫لساني‪ :‬أنا لم أرحل من أجلكم‪ ,‬ألنني‬ ‫ملحتكم يوما على الشاشات " أنيقين‬ ‫ّ‬ ‫‪..‬ممثلين ‪ ..‬متفلسفين ‪ ..‬غيورين " ‪,‬‬ ‫ال تنس ى يا واجدي وضع األقواس‪ّ ,‬إنها‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مهمة‪ ,‬فحياتي كلها قاب قوسين أو أدنى‪.‬‬ ‫سمعت عن الجهات ّ‬ ‫الداعمة ‪ -‬كجسور‬ ‫البيتون – ّ‬ ‫وتحزب املدعوم للداعم‪,‬‬ ‫سمعت عن ّثوار الربيع العربي عموما‪,‬‬ ‫أولئك الذين مض ى ربيعهم وجاء صيفهم‪,‬‬ ‫فذبلوا ويبسوا‪ ,‬وأخش ى أن يحين‬

‫‪12‬‬

‫حصادهم‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ِّآه ماأصلبك وأد َو َمك ياجذع زيتونتي‪.‬‬ ‫وقل لهم‪ ,‬كالمي هنا لبعض رفاقي‪,‬‬ ‫الوصية‪ ,‬لهم ّ‬ ‫ّ‬ ‫سبابة‬ ‫ستجدهم بجوار‬ ‫ّ‬ ‫راجفة فوق الزناد‪ ,‬خذوا الغنائم كلها‪ ,‬من‬ ‫رأس ّ‬ ‫الدبوس إلى رأس البصل‪ ,‬وليقل ّ‬ ‫كل‬ ‫واحد منهم ‪ -‬سالمتك ياراس ‪ -‬آاه ماأكبر‬ ‫الرؤوس!‬ ‫وإن كنت ياواجدي ذا صلة‪ ,‬ترجم ّ‬ ‫وصيتي‬ ‫ّ‬ ‫إلى ّ‬ ‫والعمة‪.‬‬ ‫كل اللغات األم والخالة‬ ‫أضف هامشا خاصا بهم‪ ,‬باللون األحمر لو‬ ‫سمحت‪ ,‬فخطوطهم الحمراء أغوتني‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫قوة ما تدفعني من الخلف كالبلدوزر‪ ,‬تراه‬ ‫جذع زيتونتي ‪.‬‬

‫ّ‬ ‫السماء ّ‬ ‫الخط األحمر في ّ‬ ‫يشدني؟‬ ‫أم ذاك‬ ‫أما قلت لكم‪ ,‬الخطوط الحمراء‪ ..‬غوايتي‪.‬‬ ‫قل لألعاجم ّكلهم بلسان ّ‬ ‫عربي فصيح‪ّ ..‬تبا‬ ‫لكم ‪ .‬فمن انزعج منهم فقد ّ‬ ‫حق عليه‬ ‫ّ‬ ‫القول‪ّ ,‬‬ ‫وأما من بادرك بالتوضيح والشرح‪,‬‬ ‫ّ‬ ‫فتبسم في وجهه بسمة صفراء‪ ,‬وال تفتح‬ ‫باب العتاب‪ ,‬فالعتاب يفسد ّ‬ ‫ّ‬ ‫قضية‪.‬‬ ‫للود‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫األهمية‪ ,‬لكنني أعتقد أن‬ ‫بقي أمر غاية في‬ ‫ّ‬ ‫الوقت أدركني‪ ,‬تلك هي الطلقة الخطاطة‬ ‫ّ‬ ‫كالشهاب ترسم خطا أحمر كالصراط‪ ,‬لقد‬ ‫ّ‬ ‫قررت بدء الهجوم‪.‬‬ ‫اسمحوا لي‪ ..‬سأمش ي فوقه ماضيا إلى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بالحرية‬ ‫تحقيق حلمي " الشخص ي "‬ ‫والعدل‪.‬‬


‫صوت‬ ‫المرأة‬

‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ – )12‬تشرين األول ‪2013‬‬

‫للذكر مثل حظ األنثيين‬ ‫امرأة من الغدفة‬ ‫ّ‬ ‫حظ األنثيين ‪)) ..‬‬ ‫وصيكم هللا في اوالدكم للذكر مثل ِّ‬ ‫قال تعالى (( ي ِّ‬

‫يا أختي فالنة أبوك قبل أن يتوفى يريد أن ّ‬ ‫يوسع ذمته ‪ -‬يخلصها‬ ‫ِّ‬

‫النساء ‪.11‬‬

‫ولك (‪ 401‬ألف ل ‪.‬‬ ‫لك ِّ‬ ‫عفوا ‪ -‬فأراد تقسيم ورثته ‪ ،‬هذه األرض ِّ‬

‫ومن خالل البحث في املوضوع ‪ ،‬وجدت أن بعض علماء الطب‬

‫س ) دققي على األلف قبل األربعمئة على الدقة في التوزيع ‪...‬‬

‫املسلمين يقولون ‪ :‬أن هذا الحظ للذكر ضعف األنثى لم يقتصر‬

‫ولكن يا أخي على حد علمي أن ابيك يملك كذا معمل وكل معمل‬

‫على امليراث النقدي والعقاري ‪ ،‬وإنما على املورثات الجينية ‪،‬‬

‫بهاك القدر ‪،‬‬

‫ونسبة الدسم في حليب األم و ‪ ..‬إلخ‬ ‫َ‬ ‫ولكن توالت أبحاثي وكث َرت ‪ ،‬فلم أجد للذكر أرض البناء والتجارة‬

‫إي إي علموكي بيت فالن علينا‪ ،‬والنسوان أشو بدهن باملعامل ‪،‬‬ ‫مين عبيشتغل باملعمل طول الليل والنهار انا وأخوكي واال زوجك‬

‫‪ ،‬و لألنثى أرض قد تكون صالحة للزراعة ‪،‬و في أغلب األحيان‬

‫وابنك ‪.‬‬

‫صالحة للرعي الجائر ليس إال ‪.‬‬

‫إي رضيت يا أخي رضيت عفوا الحق معك ‪ ،‬فهذا النص قرأته في‬

‫فدنم أرض على ( الطريق العام ) أو دنم أرض ي سكني ‪ ،‬واألنثى لها‬

‫ميثاق الوحدة السورية املصرية والتأميم ‪ ،‬وليس في القرآن ‪(( :‬‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫دان واألق َربون ِّولل ِّن َس ِّاء ن ِّصيب ِّّم ِّّما‬ ‫جال ن ِّصيب ِّّمم ت َر َك‬ ‫ِّ‬ ‫الوال ِّ‬ ‫ِّل ِّلر ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫دان واألق َربون ِّّمما قل ِّمنه أو كث َر ن ِّصي َبا َمفروضا ))‬ ‫ت َر َك‬ ‫ِّ‬ ‫الوال ِّ‬

‫إذا ازدادت قاعدة الشاري ( الهرم ) املالية ‪ ،‬فقد يصل فرق السعر‬

‫النساء ‪. 7‬‬

‫نصف دنم في ( النقرة أو السوس أو حيزر أو برقة )* حيث يصل‬ ‫فرق السعر بين الرجل واملرأة إلى خمسين وستين ضعف ‪ ،‬وربما‬ ‫العقاري السكني عن العقاري الزراعي إلى مئات وآالف األضعاف ‪،‬‬ ‫و األنكى من ذلك يكون املتوفي قد أوص ى ألوالده الذكور بهذا‬ ‫ولألناث بذاك ‪ ،‬ولنقل أنه إنتقل إلى غضب أو رحمة ربه ‪ ،‬هل‬

‫يرض ى الورثة الذكور بهذا الظلم أو العدل ؟‬ ‫سيرضون قبل وفاة والد زوجاتهم ‪ ،‬ولكن بعد وفاته يقولون‬ ‫وأخوك على طريق املعرة‬ ‫لزوجاتهم ‪ :‬لم أنت يا بنت الكرام هنا ‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫يعني " اخوكي ابن أبوكي وانتي بنت الجيران ؟!!!! "‬ ‫لك يا أختي يا ام فالن ‪ 17‬دنوم ‪ ،‬بعرف أننا نملك الكثير الكثير من‬ ‫ورثه أبي عن جدي ‪ ،‬أما ما‬ ‫الدنمات ولكن وزعنا امليراث فقط ما ِّ‬

‫اشتراه املرحوم أبي فهذا ليس من حق اإلناث إنه حق الذكور ‪،‬‬ ‫فأغلبه من كد ذكوري إي نعم وكيف تكد األنثى ؟!!‬

‫*أسماء أراض شبه صالحة للزراعة البعلية في بلدة الغدفة‬

‫‪13‬‬


‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ – )12‬تشرين األول ‪2013‬‬

‫الزكام الحاد‬ ‫الممرض ‪ :‬محمد العبد الرحمن‬ ‫إن الزكام الحاد لم يعد مرضا ذو أهمية الجسم ‪ ،‬وهي عوامل متعلقة بالفيروس‬ ‫عند األطفال كما هو الحال عند الكهول ‪ ،‬نفسه ‪:‬‬ ‫بالرغم من أن األم تستنفر عموما لدى ‪-1‬حيوية الفيروس‬ ‫إصابة رضيعها بالزكام ‪ ،‬إال أنه من النادر ‪-2‬قدرة الفيروس على العدوى ‪ :‬وهي ترتبط‬ ‫أن يسبب مشاكل ‪.‬‬ ‫بكمية الفيروس الداخل للجسم ‪.‬‬ ‫ومن مشاكله املحتملة ‪ :‬صعوبة التنفس ‪-3 ،‬ضراوة الفيروس ‪.‬‬ ‫ألن الرضع يتنفسون عبر أنوفهم ‪ ،‬فإذا ما‬ ‫س ّد األنف قد يكون من الصعب على وهناك عوامل متعلقة بالعائل املضيف‬ ‫نفسه ‪ ( :‬السن ‪ ،‬الجنس ‪ ،‬تأثير املناخ )‬ ‫الرضيع تحول النفس لديه عبر الفم ‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى عوامل أخرى منها ‪ ( :‬التغذية ‪،‬‬ ‫باإلضافة الى ذلك من املستحيل على التعب ‪ ،‬اإلجهاد ) ‪.‬‬ ‫الرضيع أن يمص من زجاجة اإلرضاع ‪،‬‬ ‫األعراض ‪:‬‬ ‫ويتنفس عن طريق الفم في نفس الوقت ‪.‬‬ ‫لذلك يجب استعمال قطرات األنف املزيلة تبدأ اإلصابة غالبا بشعور حكة وحرقة في‬ ‫األنف والبلعوم األنفي ‪ ،‬يتبعه سيالن‬ ‫لالحتقان قبل اإلرضاع ‪.‬‬ ‫مخاطي عادة شفاف ‪ ،‬يترافق بارتفاع‬ ‫ى‬ ‫واملشكلة األخر األكثر أهمية هي أن الزكام معتدل بالحرارة ‪28‬وخاصة في الثالث‬ ‫قد يكون طليعة النتان املجاري التنفسية ‪.‬‬ ‫األيام األولى ‪ ،‬مع ألم في البلعوم والسعال‬ ‫العامل املمرض للزكام هي الحمات األنفية والبكاء والتهيج وضعف الشهية واألرق ‪.‬‬ ‫وهي عديدة األنواع ‪ ،‬ويعرف منها على األقل تستمر األعراض عدة أيام ( وسطيا من ‪– 5‬‬ ‫مئة نوع ‪ ،‬وألن أنواعها كثيرة ال يمكن أن ‪ 6‬أيام )‬ ‫يحصل اإلنسان على مناعة تجاه الرشح ‪،‬‬ ‫ويمكن أن يصاب عدة مرات في املوسم أهم االختالطات ‪:‬‬ ‫هي إصابة املريض بالتهاب الجيوب ‪،‬‬ ‫الواحد ‪.‬‬ ‫تكثر اإلصابة بالرشح في فصلي الخريف وخاصة الجيوب الفكية ‪ ،‬وقد يحدث‬ ‫التهاب بلعوم ولوزات والتهاب أذن وسطى ‪.‬‬ ‫والشتاء ‪.‬‬ ‫يصاب األطفال والرضع بشكل أكثر وأشد ينصح املريض بتناول السوائل بكثرة ‪،‬‬ ‫كذلك تناول فيتامين ث املتوفر في‬ ‫من البالغين ‪.‬‬ ‫الحمضيات ‪ ،‬كما يعطى املسكنات‬ ‫ى‬ ‫تنتقل العدو عن طريق الهواء من شخص وخافضات الحرارة ‪.‬‬ ‫آلخر كما يمكن أن تحدث بالتماس املباشر "‬ ‫أما فيما يتعلق بالنزلة الوافدة ‪:‬‬ ‫كاملصافحة " ‪.‬‬ ‫هو مرض فيروس ي يصيب عادة الطرق‬ ‫تزداد نسب اإلصابة بالرشح عند التحاق‬ ‫التنفسية العليا ‪ ،‬سببها عادة فيروس‬ ‫األطفال باملدارس والروضات والحضانة ‪..‬‬ ‫االنفلونزا ‪.‬‬ ‫هناك عوامل مؤثرة في انتشار الفيروس في‬ ‫يحدث املرض عادة بشكل جائحة حسب‬

‫‪14‬‬

‫نوع الفيروس ‪.‬‬ ‫تحدث العدوى عن طريق التنفس ( الرذاذ ‪،‬‬ ‫التنفس ) ‪.‬‬ ‫يكون املريض ناقال للعدوى قبل يومين من‬ ‫ظهور األعراض أي فترة " الحضانة " ‪.‬‬ ‫األعراض ‪:‬‬ ‫تبدأ على شكل ترفع دوري وصداع وآالم‬ ‫عضلية وشعور بالوعكة مع سعال وحرقة‬ ‫بالبلعوم وسيالن أنفي وبحة صوت ‪.‬‬ ‫يشفى املريض عادة بعد أسبوع ‪ ،‬وقد‬ ‫يصاب باختالطات متعددة مثل ‪ :‬ذات الرئة‬ ‫‪ ،‬التهاب القصبات ‪ ،‬إما بالفيروس نفسه أو‬ ‫بجرثوم مرافق ‪.‬‬ ‫ينصح املريض بالراحة التامة ‪ ،‬يعطى بعض‬ ‫املسكنات وخافضات الحرارة ‪ ،‬اإلكثار من‬ ‫السوائل وفيتامين ث ‪ ،‬مهدئات السعال ‪،‬‬ ‫بعض املضادات الحيوية عند الشك بوجود‬ ‫مشاركة جرثومية مؤكدة ‪.‬‬ ‫للوقاية ‪ :‬يجب أخذ لقاح االنفلونزا ‪.‬‬


‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ – )12‬تشرين األول ‪2013‬‬

‫الديموقراطية ‪(democracy):‬‬

‫‪---------------------------------------------‬‬

‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ - 15 - )8‬تموز ‪2013‬‬

‫نظام اجتماعي يؤكد قيمة الفرد وكرامة الشخصية‬ ‫اإلنسانية على أساس مشاركة أعضاء الجماعة في‬ ‫إدارة شئونها‪ .‬وقد تكون الديموقراطية سياسية‬ ‫‪political democracy‬وهي أن يحكم الناس‬ ‫أنفسهم على أساس من الحرية واملساواة ال تمييز‬ ‫بين األفراد بسبب األصل أو الجنس أو الدين أو‬ ‫اللغة‪.‬‬ ‫ويستخدم اصطالح اإلدارة الديموقراطية للداللة‬ ‫على القيادة الجماعية التي تتم باملشورة واملشاركة‬ ‫مع املرؤوسين في ملية اتخاذ القرارات‪.‬‬

‫الجمهوريَّة )‪(republicanism‬‬ ‫دولة تامة السيادة تنفرد بإدارة شؤنها الداخلية و‬ ‫الخارجية ويرأسها حاكم منتخب سواء قام الشعب‬ ‫بانتخابه مباشرة أو انتخبه البرملان أو هيئة شعبية‬ ‫أخرى‪ .‬وتميل معظم الدول الحديثة إلى األخذ بهذا‬ ‫النظام وهجر النظام امللكي الوراثي‪ .‬وقد تكون‬ ‫الجمهورية رئاسية كالواليات املتحدة أو برملانية‬ ‫كفرنسا‪.‬‬

‫من منشورات د‪ .‬حازم نهار على الفيس بوك‬ ‫من أغبى املقوالت واآلليات السياسية خالل الثورة ‪:‬‬ ‫‪ -1‬مقولة "تمثيل الشعب السوري"‪ :‬شخصيات غير منتخبة تتحول تحت بند "الغباء" أو "السلبطة" أو "الوهم" إلى‬ ‫ممثلين للشعب السوري‪.‬‬ ‫‪ -2‬مقولة "معارضة داخلية ومعارضة خارجية"‪ :‬وكانت التسمية األصح ‪ -‬بحسب أدوارها ‪ -‬معارضة هزيلة ومعارضة‬ ‫هالمية ومعارضة غوغائية‪.‬‬ ‫‪ -3‬األلقاب الشخصية على األفراد‪ ،‬خاصة لقب "حكماء الثورة"‪ :‬إذ إن أكثر ما كان ينقص هذه الثورة هو الحكمة‪.‬‬ ‫‪ -4‬فهم سلبي ملعنى الحرية‪ :‬وهي التي تمخضت عن عدائية عجيبة بين السوريين‪ ،‬ويجري تغطيتها زورا بعبارات حرية‬ ‫الرأي التي لم تكن سوى "حرية الشتم والتشهير"‪ ،‬وهي نمط من الحرية الطفولية أو املراهقة التي يغيب عنها الوعي‬ ‫والضمير معا‪.‬‬ ‫‪ -5‬مقولة "ليس اآلن"‪ :‬فكل نقد كان يواجه بعاصفة من التشبيح انطالقا من فكرة غبية مفادها "حشد الجهود‬ ‫إلسقاط النظام"‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يحول املرء بين ليلة وضحاها إلى مالك‪.‬‬ ‫‪ -6‬أسطرة أهل الثورة‪ :‬وكأن االنضمام للثورة ِّ‬

‫‪15‬‬


‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ – )12‬تشرين األول ‪2013‬‬

‫بال قافية‬

‫متغيرة قنبرة هالمرة‪!! ..‬‬ ‫ّ‬ ‫الطبع جزء من الروح ‪ ،‬وال يروح حتى تروح الروح ‪ ،‬فكيف لصديقتي‬ ‫(( ّ‬ ‫قنبرة)) خانم أن تخرج من جلدها وتتنكر لي ‪ ،‬حتى وإن لبست مانطو‬ ‫مطري بني جديد وبنطال جنز بني وكندرة ذات كعب عالي قد يطول عن الـ‬ ‫ّ‬ ‫لتبدر ((خان‬ ‫‪ 10‬سم لتطول هي بنظر الناس ‪ 10‬مم و وربت بوزها‬ ‫شيخون والسكيك )) وهذا املثل تبدير خان شيخون والسكيك يدل على‬ ‫( الطزمة ) وكأن هذا الشخص ( املطزوم ) قرض أهالي البلدتين الخان‬ ‫والسكيك على كثرة أراضيهم الزراعية بذارا لهذه األراض ي ‪َ -‬‬ ‫بذار أراضيهم‬ ‫قارضة هللا طحنة))‪ ،‬املهم أن فضولي لم يسمح‬ ‫ملوسم كامل ‪ -‬أو كما يقال ِّ‬ ‫ّ‬ ‫تتقنبر دون أن تفصح لي عن وجهتها وسرّ‬ ‫لي أن أدعها ّ‬ ‫تمر من أمامي وهي‬ ‫التغيير في أناقتها ‪ ،‬فأوقفتها بعدما أغريتها أن هناك خبر طالق جديد في‬ ‫الحارة وال تعرفه هي ‪ ،‬و وعدتها إن أخبرتي وبصدق وجهتها ‪ ،‬سأخبرها من‬ ‫ّ‬ ‫صاحبة الحظ املطلقة الجديدة ‪ ،‬فبقت ما ببطنها قنبورتي ‪ ،‬وقالت ‪ :‬يا‬ ‫هبلة بس استرينا ويمكن نصير أعداء أنا وانتي ‪ ،‬ألنك حضرتك صحفية أم‬ ‫لسان طويل ‪ ،‬فقد أعلن املجلس املحلي عن إعادة هيكلة للمجلس وأنا‬ ‫رح أترشح و صير عضوة مجلس محلي ‪ ،‬إي ويمكن استلم مكتب توثيق‬ ‫موتورات البارت في البلدة ‪ ،‬أو مكتب إحصاء خاليا النحل واألرانب في‬

‫د ‪ .‬ألـمـى أمحد‬

‫حارة التل ‪ ،‬وربما أتسلم مكتب مهم جدا وهو املكتب األهم ‪ ،‬مكتب سر‬ ‫ّ‬ ‫تحول صناع التيب إلى تجار دوالر ‪ ،‬أما انتي يا أملى يا مسكينة رح تظلي‬ ‫ّ‬ ‫فقيرة وعم تطولي لسانك بهالصحافة إلي آخرتها مماسح بللور ‪ ،‬أو‬ ‫أرضيات لرفوف الحديد في مطابخ القرية القديمة‪.‬‬ ‫قنبورتي قنبرة خانم ‪ ،‬وهللا قليل عليكي رئاسة مجالس الشيوخ للعالم كله‬ ‫‪ِّ ،‬فلم ال تترشحي لرئاسة املجلس صايرة وصايرة ؟‬ ‫يا أملوشه يا أم لسان ‪ ،‬املجلس رح يعيد هيكلة كل ش ي كل ش ي ‪ ،‬عدا‬ ‫رئاسة املجلس وأمانة السر ونائب الرئيس ‪.‬‬ ‫إي يا قنبورة يا فحيحة رح احكيلك نكتة قديمة عسيرة مجلسك املوقر ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫اجتمع معلمان إحداهما علوي ع نياتو وسني منكح ‪ ،‬ودار نقاش بينهما‬ ‫ّ‬ ‫على هيكلة النظام السوري‪ ،‬فقال العلوي بعد نقاش طويل مع السني يا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أخي تركونا بحالنا بقا ‪ ،‬هاي فاروق الشرع سني وطالس سني والزعبي‬ ‫وعبد القادر قدورة وعبد هللا األحمر وفالن وفالن ‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫فرد عليه املعلم السني املنكح يا صديقي العلوي شو رأيك تعطيني مساعد‬ ‫أول باملخابرات من عنكن علوي وتاخد بدل عنه ّ‬ ‫طبة هالـ‪ .....‬إلي‬ ‫ذكرتن!!!!!!‬

‫تغريدات صريحة‬ ‫ننقل لكم يف هذه الزاوية التعليقات على صفحة اجمللة وموادها يف االنرتنت كما هي دون أي زيادة أو نقصان ‪:‬‬ ‫محمد بسام ‪ :‬ولكن المجلة اصداراتها توزع الشخاص معينين يعني مينى‬

‫‪ : Adeeb Alismaiel‬هذا الكالم فيه الكثير من المبالغة وعدم الدقة ‪..‬‬

‫بدو يتابع مين وخصوصا انو اغب الكتاب مالهم شعبية في الشارع عندما‬

‫وجمعية المغتربين في الرياض تبنت مشروع الخبز منذ فترة طويلة وتم‬

‫اجرينا بعض النقاشات حول المجلة ‪..‬بصرااااااااااااحة‪....‬‬

‫تخفيض الدعم بناء على طلب أصحاب الشأن الذين قالوا أن لديهم مايكفي‪.‬‬

‫بسام رحمون ابوصطيف ‪ :‬هذا بما كسبت ايدنا عند خروج المشككين و‬

‫‪ : Mohamed Aljouma‬ماهو سر تحول قلم صراحة الى بوق مجاملة و‬

‫المخونين وأصحاب األنامل وااللسنة االسعة وخفافيش الظالم واذناب النظام‬

‫مديح زائف !!؟؟‬

‫في اتهامات وتخوين وتشكيك في القائمين على هذا لو أنهم ساهموا في‬ ‫نشر شيء من جرائم ضد اإلنسانية على يد النظام المجرم في حق شعبنا‬ ‫وأطفالنا أو أنهم لم يكن ليرى أو يسمع عنها حتى تحول نظرهم إلى طرف‬ ‫آخر اخوتي الغذاء تعاونوا على البر والتقوى وال تعاونوا على االسم‬ ‫والعدوان من كان يؤمن باهلل واليوم اآلخر فل يقل خيرا أو يصمت‬

‫ساهم يف نشر الثقافة‬ ‫مرّر اجمللة ملن حولك‬

‫حمزة رستناوي ‪ :‬بصراخة نحتاج لصراحة في طرح مشكالتنا و التداول‬ ‫بشأن عالجها‪ ...‬بالتوفيق‬ ‫‪ : Amani Kanbar‬إذا بد ك تستريح شوما شفت قول منيح‬ ‫بس علي يلي بيقدر‬

‫للمشاركة والمالحظات‬ ‫‪info.saraha.2013@gmail.com‬‬

‫‪:‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.