عهد الشام | العدد الـ 35

Page 1

‫إبداع سوري في‬ ‫سبيل الخالص‬

‫‪35‬‬

‫‪12‬‬ ‫أسـبوعية ثوريّـــة مستـقلة ‪ -‬تصدر مؤقتاً نصف شهرياً‬

‫السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪/17 -‬أيار ‪2013‬‬

‫‪ FRIDAY 17 MAY - 2013‬‬

‫‪www.facebook.com/Ahed.alsham‬‬

‫ً‬ ‫ألفا ‪ ،‬المفاوضات والحل السياسي عنوان للمجتمع الدولي‬ ‫الجمعية العامة‪:‬عدد المتوفين في سوريا يفوق ‪80‬‬

‫ ‬

‫ِ‬ ‫الرواتب‬ ‫ركود السوق وارتفاع البنزين والدوالر‪ ،‬وحكومة النظام توقف بعض‬

‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬

‫كلمة‪ « :‬ثورة القرار »‬

‫‪U‬‬

‫بشعل ِة األمل انطلقت الثورة في طريقها ماضي ًة‬ ‫ًدون تر ّد ٍد أو تخ ّو ٍف‪ ،‬حين اتّخذ شباب سوريا‬ ‫قرارهم بأن يتحدّوا الظلم ويجهروا بحريتهم ‪..‬‬ ‫ودون سياد ٍة من أحد أو م ّن ٍة‪ ،‬مضى شبابها بأملهم‬ ‫وأحالمهم لسوريا الحرية‪ ،‬ولم ُيث ِن ِهم االعتقال‬ ‫والتعذيب‪ ،‬ولم َيزِدْهم شهداؤهم إال إصرار ًا وثبات ًا‬ ‫على ما أرادوا‪ ،‬وفي سبيل ذلك تخ ّلوا عن الكثير‬ ‫تضحيات ِج َسام ‪..‬‬ ‫وقدمت سوريا بكل مك ّوناتها‬ ‫ٍ‬ ‫فها نحن اليوم بعد عا َمين من انطالق الثورة‬ ‫بوطن مهد ٍّم وشهدا ٍء أصبح من ال ُمض ِني أن‬ ‫نسير ٍ‬ ‫لمدن بكاملها؛ وتفنّن‬ ‫وتهجير‬ ‫د‬ ‫وبتشري‬ ‫نحصيهم‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ ٍ‬ ‫الشرق والغرب في تعقيد القضية وإحباط الهمم‬ ‫وإعجاز الثوار‪ ،‬وتآمرت أطراف الق ّوة وأركانها في‬ ‫العالم‪ ،‬لتح ّول مطلب الحرية لمشكل ٍة سياسي ٍة مع‬ ‫نظام «غير ديمقراطي»‪ ،‬أو لع ّلها اختزلت ذلك‬ ‫ٍ‬ ‫بمعانا ٍة إنساني ٍة من العار حتى أن يتحدث عنها‬ ‫المتح ِدثون !!‪..‬‬ ‫بين ضجيج الكلمات‪ ..‬يتب ّين أن الثورة تتع ّرض‬ ‫لكافة حمالت التشويه والتشويش‪ ،‬وبذلك َثن ُْي‬ ‫الذراع وكسر اإلرادات‪..‬‬ ‫لكن ثورتنا كانت وستبقى ثورة قرار‪ ..‬فذلك ما‬ ‫دفع ألجله السوريون دماءهم ‪.‬‬

‫التمويل الخارجي‬ ‫قوة تدفع أم تضع العصي؟‬

‫فريق التحرير‬

‫مقاالت‬

‫رأي‬

‫‪7‬‬

‫قطاع الكهرباء‪..‬‬

‫خسائر ضخمة وتهديم للبنية‬

‫براثن طائفية تدمي‬ ‫بانياس‬

‫مجتمع‬

‫‪6‬‬

‫‪10‬‬

‫مأساة السوريين‬

‫تعصف بهم في البحر‬

‫‪8‬‬

‫الحل السياسي وركوب‬ ‫الثورات‬

‫لقاء‬

‫‪11‬‬

‫«نبض العاصمة» ‪..‬‬

‫بوحدة الثور نبدأ‬

‫‪5‬‬


‫الجمعة | ‪ 17‬أيار ‪2013‬‬

‫مواقف‬ ‫تحذيرات كاميرون تلقي بشبح انعدام الجدوى‬

‫حذر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يوم األربعاء من تعثر‬ ‫التخطيط لمؤتمر السالم بشأن «الحرب األهلية» المستمرة في سوريا منذ‬ ‫أكثر من عامين وقال إنه ينبغي أن يتفق الطرفان المتحاربان في أسرع‬ ‫وقت ممكن على حكومة انتقالية‪ .‬وقال كاميرون للصحفيين في األمم‬ ‫المتحدة إنه يدعم تماما المبادرة األمريكية الروسية لتنظيم المؤتمر في‬ ‫مطلع يونيو حزيران بمشاركة الحكومة والمعارضة السورية‪.‬‬ ‫وقال «المهم هنا هو ممارسة الضغط على المشاركين لطرح األسماء‬ ‫الضرورية لحكومة انتقالية وأن نبدأ مفاوضات تفصيلية مالئمة‪.».‬‬ ‫وأشار كاميرون إلى قلقه من أن يطول التخطيط لمؤتمر السالم في جنيف‬ ‫مضيفا أنه من الضروري التحرك سريعا لوقف إراقة الدماء في سوريا‪.‬‬ ‫وقال «مبعث قلقي أن ندخل عملية أطول من الالزم‪ .‬ينبغي القيام‬ ‫بتحرك عاجل اآلن والضغط على المشاركين لالجتماع واالتفاق على‬ ‫حكومة انتقالية يمكن أن يقف وراءها الجميع في سوريا‪».‬‬ ‫"عدالة" األمم المتحدة في توزيع المسؤوليات‬

‫أدانت الجمعية العامة لألمم المتحدة القوات الحكومية في سوريا‬ ‫وأشادت باالئتالف الوطني السوري المعارض يوم األربعاء لكن التأييد‬ ‫للقرار الذي صاغته دول خليجية عربية كان أقل من الدعم الذي حصل‬ ‫عليه نص مشابه أقر العام الماضي وهي عالمة على تزايد «القلق»‬ ‫بشأن «جماعات المعارضة المسلحة» المنقسمة‪.‬‬ ‫والقرار غير ملزم لكن قرارات الجمعية العامة قد تنطوي على أهمية‬ ‫معنوية وسياسية كبيرة‪ .‬وحصل القرار على تأييد ‪ 107‬أصوات مقابل‬ ‫رفض ‪ 12‬وامتناع ‪ 59‬دولة عن التصويت‪.‬‬ ‫وعزا دبلوماسيون باألمم المتحدة تراجع التأييد للقرار إلى «مشاعر»‬ ‫القلق من أن سوريا ربما تتجه الى «تغير في النظام» توجهه حكومات‬ ‫أجنبية ومخاوف من زيادة عنصر التطرف اإلسالمي بين المعارضين‪.‬‬ ‫ثقة كيري والفروف بجدوى المفاوضات‬

‫قال وزير الخارجية األمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي الفروف‬ ‫يوم األربعاء إنهما يعتقدان أن بمقدورهما إطالق مباحثات سالم بشأن‬ ‫سوريا حيث يساند البلدان األطراف المتناحرة في حرب من المحتمل‬ ‫أنها حصدت أرواح ما يصل إلى ‪ 120‬ألف شخص‪.‬‬ ‫وقال كيري في مؤتمر صحفي بعد لقائه الفروف في كيرونا بالسويد‬ ‫«كالنا مفعم باألمل بأنه خالل فترة قصيرة ستتهيأ الظروف حتى‬ ‫يكون لدينا فيما هو مأمول بديل للعنف والدمار الذي تشهده سوريا في‬ ‫الوقت الحالي‪ ».‬واضاف الفروف قوله «إني أشاطر إلى حد كبير جون‬ ‫في التقييمات التي عرضها لتوه‪».‬‬ ‫وكانت المعارضة السورية تطالب من قبل بتنحي األسد قبل أي‬ ‫مفاوضات بشأن مستقبل البالد‪ .‬ومن المقرر ان يجتمع ائتالف المعارضة‬ ‫السورية الرئيسي المدعوم من الغرب في اسطنبول األسبوع القادم‬ ‫لدراسة موقفه من حضور محادثات جنيف الجديدة‪.‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪35‬‬

‫سيـاسـي ‪ -‬دولي‬

‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬

‫ً‬ ‫ألفا‬ ‫رئيس الجمعية العامة‪:‬عدد المتوفين في سوريا يفوق ‪80‬‬

‫قال فوك يرميتش رئيس الجمعية العامة لألمم المتحدة يوم األربعاء إن عدد‬ ‫المتوفين في سوريا نتيجة «للحرب األهلية» المستمرة منذ أكثر من عامين ال يقل‬ ‫عن ‪ 80‬ألف ًا بزيادة قدرها نحو ‪ 20‬ألف ًا منذ بداية العام الحالي‪ .‬وكانت نافي بيالي‬ ‫مفوضة األمم المتحدة السامية لحقوق اإلنسان قالت في الثاني من كانون الثاني‬ ‫إن أكثر من ‪ 60‬ألف شخص توفوا أثناء االنتفاضة ضد الرئيس بشار االسد‪.‬‬ ‫وقال يرميتش ألعضاء الجمعية العامة البالغ عددهم ‪ 193‬قبل التصويت على‬ ‫قرار بشأن الصراع السوري «توفي ما ال يقل عن ‪ 80‬ألف شخص منذ بداية القتال‬ ‫ويعتقد أن معظم هؤالء من المدنيين‪ ».‬وقال المرصد السوري لحقوق االنسان وهو‬ ‫جماعة معارِضة يوم الثالثاء إن ‪ 94‬ألف شخص على األقل توفوا لكن األرجح أن‬ ‫العدد يزيد عن ‪ 120‬الفا‪.‬‬

‫صحافة دولية‬ ‫نطالع في صحيفة الغارديان‪ :‬مقا ًال للدبلوماسي‬ ‫البريطاني السابق جيرمي غرينستوك بعنوان‬ ‫«الحرب األهلية في سوريا لم تبدأ بعد»‪ .‬وقال‬ ‫غرينستوك «في ظل عدم وجود خليفة للرئيس‬ ‫السوري بشار األسد‪ ،‬فإن البالد ستواجه حرب ًا دموية وحشية‪ ،‬لذا فإن الوضع‬ ‫يتطلب اآلن نوع ًا جديد ًا من الدبلوماسية»‪.‬‬ ‫وأضاف ان هناك اهتمام ًا دولي ًا كبير ًا بالصراع الدائر في سوريا‪ ،‬األمر الذي‬ ‫سيفضي الى تأثير جيو‪-‬سياسي‪ ،‬ولذلك فهناك اليوم تغير في النغمة الروسية‬ ‫ االمريكية حول الصراع الدائر في سوريا‪.‬‬‫وثاني ًا‪« :‬إننا ال نفعل ما هو كاف لمساعدة االعداد الضخمة لالجئين والنازحين‬ ‫السوريين الذين يعانون من أسوأ صراع شهده هذا القرن»‪ ،‬وثالث ًا‪« :‬في حال‬ ‫سقوط األسد أو بقائه في منصبه‪ ،‬فإن الحرب األهلية على االبواب في ظل عدم‬ ‫وجود خليفة له في األفق‪ ،‬األمر الذي يعني ان البالد ستقع في فراغ سياسي»‪.‬‬ ‫وننتقل إلى صحيفة إندبندنت‪ :‬حيث قال الكاتب األيرلندي باتريك كوكبيرن‬ ‫في مقال له إن الوصفة األميركية والفرنسية والبريطانية لمستقبل سوريا «تبدو‬ ‫مليئة بالكوارث» مثلها مثل الخطط التي أنتجت اتفاقية سايكس بيكو عام‬ ‫‪ 1916‬وتلك التي أطاحت بنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام‬ ‫‪.2003‬‬ ‫وتساءل كوكبيرن «إذا سقط (الرئيس السوري) بشار األسد من سيحل محله؟‬ ‫وهل يظن أحد أن السالم سيحل أوتوماتيكيا في سوريا بعد ذلك؟» وتابع‬ ‫«ليس من المستبعد أن يلي سقوط نظام األسد حرب مستمرة وأكثر شراسة‪،‬‬ ‫مثلما حدث في العراق» بعد إسقاط نظام صدام‪.‬‬ ‫وأكد أن ما يجري في هذه المنطقة يهم بقية دول العالم‪ .‬وقال إن المنطقة‬ ‫الممتدة من ساحل سوريا المتوسطي إلى الحدود الغربية إليران كانت تاريخيا‬ ‫مكانا تتصادم فيه اإلمبراطوريات‪.‬‬ ‫المصادر‪ :‬رويترز‪ ,‬الغارديان‪ ,‬اإلندبندنت‪.‬‬


‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬

‫مـحـلـيـات‬

‫الجمعة | ‪ 17‬أيار ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪35‬‬

‫أسواق‬

‫أسـواق‬ ‫ركود في السوق والسلع تحلق مع الدوالر‬ ‫أدى ارتفاع سعر الدوالر في اآلونة األخيرة بأسواق الصرف السورية وتباينه بين الصعود والهبوط‬ ‫إلى عدم استقرار وضع التجارة‪ ،‬واختالف أسعار المبيعات على المواد مع كل سعر جديد يصل له‬ ‫لكن المرحلة األخيرة كانت أكثر هبوط ًا لليرة السورية مع استمرار الحرب التي َيشنُها نظام‬ ‫الدوالر‪ّ ،‬‬ ‫األسد على الشعب والتي تستنزف البالد وتكلفها يومي ًا خسائر في الميزانية حيث وصل سعر‬ ‫الصرف حوالي (‪ )150‬ليرة مقابل الدوالر الواحد للمرة األولى في تاريخ الليرة السورية‪ ،‬وما يزال‬ ‫أيض ًا َ‬ ‫مرشح لالزدياد اليومي ما أ َثر ذلك على حركة التجارة في األسواق الدمشقية وأصابها بحالة‬ ‫من الركود‪.‬‬ ‫وأدى هذا أيض ًا الرتفاع أسعار المواد المستوردة ألكثر من ضعفي السعر‪ ،‬ووصف أحد تجار سوق‬ ‫الحلبوني في دمشق لجريدة «عهد الشام» هذه الحالة قائ ًال‪ّ »:‬إن المشتري لم يعد يقتنع بأن يدفع‬ ‫ثمن القطعة التي كان يشتريها بـ (‪ )800‬ليرة فأصبحت بـ (‪ )1600‬وأن الورق المستورد هو من‬ ‫أكثر المواد طلب ًا ارتفع سعره أكثر من ضعفين فكان سعر الماعون سابق ًا (‪ )150‬ليرة وأصبح مع‬ ‫سعر الدوالر الجديد (‪».)450‬‬ ‫كل هذا أدى للشلل في حركة األسواق والمبيعات وركود اقتصادي‪ ،‬وإذا ما استمر جيش األسد في‬ ‫حربه‪ ،‬فإن المؤشرات توحي بانهيارات عظيمة لليرة‪ ،‬وغال ٍء أكثر سيصيب التجارة السورية في‬ ‫المستقبل‪ ،‬وربما يصبح الوضع شبيه ًا بدولة لبنان التي أصبحت تعتمد على الدوالر كعملة رئيسية‬ ‫مقابل العملة المحلية‪.‬‬

‫غنائم حرب !‬ ‫من الظواهر السلبية التي انتشرت في العاصمة دمشق‬ ‫مؤخر ًا‪ ،‬ظاهر ُة الدراجات النارية التي يستخدمها‬ ‫عناصر األمن واللجان من المناطق الموالية للنظام في‬ ‫نقل‬ ‫قضاء حوائجهم الخاصة‪ ،‬والتي أصبحت وسيلة ٍ‬ ‫شخصية‪ ،‬و ُيذكر أن هذه الدراجات سرقها جيش األسد‬ ‫من المناطق الساخنة في الريف الدمشقي‪ ،‬ومن مدن‬ ‫محافظة درعا‪ ،‬خالل المداهمات المتكررة لتلك المناطق‬ ‫قبل وقوعها تحت سيطرة الجيش الحر‪ ،‬وتم توزيعها‬ ‫بعد ذلك على عناصر األمن وعناصر اللجان والجيش‬ ‫واعتبارها كغنائم حــرب‪ ،‬ومن أكثر األماكن التي‬ ‫تشاهد فيها هذه الدراجات النار ّية هي « اوتستراد‬ ‫المزة « حيث يمر به عناصر األسد أثناء دخولهم من‬ ‫جهة منطقة (السومرية) وبحسب ما وصف مراسل‬ ‫«عهد الشام» فإن كل سائق (موتور) معه سالح‬ ‫(كالشينكوف) لحمايته الشخصية‪ ،‬كما ذكر شهود‬ ‫عيان أن سائقي هذه الدراجات سرقوا عدد من أجهزة‬ ‫وطلب‬ ‫شخص من المار ِة ِ‬ ‫الموبايالت عن طريق إيقاف ٍ‬ ‫مظاهرات عليه‪ ،‬ومن‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫تفتيش جوال ِه بحج ِة وجود صورِ‬ ‫الركوب بالدراج ِة هرب ًا بجهاز الج ّوال‪.‬‬ ‫ثم‬ ‫ِ‬

‫البنزين حلقة من مسلسل غالء األسعار‬

‫ٌ‬ ‫مادة ٌ‬ ‫إ ّما ٌ‬ ‫متوفرة بأغلى األثمان هذا هو حال‬ ‫نادرة‪ ،‬أو‬ ‫البنزين في دمشق حيث وصل سع ُر البنزين مؤخر ًا‬ ‫بعد قرارٍ صدر عن وزارة «التجارة الداخلية وحماية‬ ‫المستهلك» إلى (‪ )80‬ليرة سورية للتر الواحد‪ ،‬بعد‬ ‫أن كان (‪ )65‬وبهذا يكون سعر الـ (‪ )20‬لتر(‪)1583‬‬ ‫لبيع القطاع العام‪ ،‬و(‪ )1600‬للقطاع الخاص بما‬ ‫يتضمن دفع الرسوم والضرائب‪،‬‬ ‫بهذا أصبح سعر اللتر قريب ًا لسعره في الدول المجاورة‬ ‫مثل لبنان‪ ،‬وتزداد الصعوبات التي يعانيها المواطن‬ ‫السوري في التأقلم مع غالء األسعار على كافة‬ ‫الجوانب فمواد (المازوت والبنزين) استهلكت بأجزا ٍء‬ ‫كثير ٍة منها لخدمة جيش األسد‪ ،‬وضباطه‪ ،‬وجنوده‪..‬‬ ‫وسياراته خالل فترة الثورة‪ ،‬كما يبدو أن انحسار‬ ‫سيطرة قوات النظام على المناطق الشرقية من سورية‬ ‫والتي تحتوي على المخزون النفطي الذي يصدر للخارج‬ ‫سبب آخ ٌر في ارتفاع سعر (البنزين)‪.‬‬ ‫ٌ‬

‫حكومة النظام توقف رواتب موظفيها المقاتلين !!‬ ‫في حين يتحدَث اإلعالم الرسمي‬ ‫يومي ًا عبر الــشــاشــات واإلذاعـــة‬ ‫والصحف عن بطوالت «الجيش‬ ‫العربي السوري» في القضاء على‬ ‫مجموعات «إرهــابــيــة مسلحة»‬ ‫ٍ‬ ‫متفرقة من جنسيات أجنبية وغير‬ ‫ســوريــة دخلت عبر الــحــدود إلى‬ ‫مختلف المحافظات‪ ،‬أصدرت رئاسة‬ ‫الحكومة تعميم ًا رقمه (‪)4122‬‬ ‫نُشر على موقع «جريدة الوطن»‬ ‫المؤيدة للنظام األســدي مفاده‬ ‫إيقاف رواتــب جميع العاملين والموظفين‬ ‫في دوائر الدولة الذين التحقوا بالمجموعات‬ ‫المسلحة مؤخر ًا والذين يتقاضون رواتب من‬ ‫الدولة كعقوبة لهم‪ ،‬وهم بالتأكيد من جنسيات‬ ‫سورية بل من العاملين سابق ًا ضمن الدوائر‬ ‫الحكومية‪ ،‬والتحقوا بعد ذلك بكتائب الجيش‬ ‫الحر المختلفة‪.‬‬

‫وتشهد الكتائب المقاتلة كميات كبيرة من‬ ‫االلتحاق بصفوفها خاص ًة من شبان الريف‪،‬‬ ‫ومع ذلك تعتبر حكومة النظام السوري معظم‬ ‫سكان المحافظات المنقطعين عن العمل بأنهم‬ ‫ملتحقون بصفوف الجيش الحر دون أن تتحقق‬ ‫من ذلك ‪..‬‬


‫الجمعة | ‪ 17‬أيار ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪35‬‬

‫تحقيقات‬

‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬

‫ُ‬ ‫والعيني‪..‬‬ ‫المالي‬ ‫الخارجي‬ ‫التمويل‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬

‫ٌ‬ ‫العصي؟‬ ‫تدفع موكب الثورة أم تضع‬ ‫قوة‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬

‫عهد الشام | تحقيق ‪ -‬خاص‬

‫ينتقد أحدهم الجيوب الفارغة بأنها تحقِن نفوس‬ ‫ ‬ ‫العاملين غضباً‪ ،‬بينما يدافع آخرُ بأن الجيوب الفارغة لم تمنع‬ ‫العظماء من إدراك النجاح‪ ،‬ولكن ماذا إن كان مَنْبَتُ ظروف العمل‬ ‫في األصل شائكا ًضيقا ً!! تمام ًا كظروف العمل الثوري اليومي الذي‬ ‫خ ِبرناه جميع ًا منذ أكثر من عامَين‪ ،‬فاستهلك منا قدراتٍ نفسية‬ ‫ًوعقلية ًواجتماعية ًعموماً‪ ،‬ومالية ًخصوصاً‪ ،‬جعلت كثيرين منا في‬ ‫عوَز لمردودٍ ماليّ يحرّك عَصَب العمل الثوريّ ويؤمّن احتياجاته‬ ‫ٍ‬ ‫العينية والتقنية والمادية وحتى المعيشية أحيانا؛ً بعدما نضبت‬ ‫موارد التمويل الذاتي‪ ،‬فحسب ما رصدته صحيفة )فاينانشال تايمز‬ ‫(البريطانية مطلع ‪« ،2013‬يعمّ اتجاهٌ بين صفوف الثوار السوريين‬ ‫تمويل دوليةٍ‪ ،‬جرّاء تراجع مصادر التمويل‬ ‫للبحث عن مصادر‬ ‫ٍ‬ ‫الفردية‪ ،‬مع تصاعد وتيرة الصراع المسلّح الدامي في البالد»‪.‬‬ ‫ألجل ذلك ظهرت مبادرات التمويل الخارجي للجهات الثورية‪ ،‬وقبل‬ ‫أن تكشف (عهد الشام) الغطاء عن ما خَفِيَ من مشاكل التمويل‬ ‫وأخطائه‪ ،‬راجعت بعض ما الح علناًمن تجارب تمويل خارجي‪..‬‬

‫بيان وتِ ْبيان‬ ‫ال ّ‬ ‫بد من ٍ‬

‫شكاوى ص ّد َع ْت رؤوس المسؤولين عن شبكة (شام)‬ ‫بعد‬ ‫ً‬ ‫اإلخبارية‪ ،‬قدّمها ناشطون من مختلف المناطق السورية‬ ‫عن توقف خدمة اإلنترنت الفضائي لديهم‪ ،‬ما كان‬ ‫بيان عرضته على موقعها الرسمي‬ ‫من الشبكة إال إصدار ٍ‬ ‫وصفحتها على الفيس بوك في ‪ ،2013/4/6‬يعلن‬ ‫انفصالها «مالي ًا» عن فريق (سمارت‪ ،)24‬وهو فريق‬ ‫الدعم الفني المسؤول عن مشروع االتصاالت والنت‬ ‫الفضائي‪ ،‬حيث ع ّللت شبكة (شام) خطوة انفصالها‬ ‫هذه بأنها ت ّمت بموجب اتفاقي ٍة مكتوب ٍة مو ّقع ٍة بين‬ ‫الطرفين في ‪2012/7/30‬؛ وكان مفادها أن «يتح ّمل‬ ‫فريق الدعم الفني في باريس (سمارت‪ )24‬المسؤولية‬ ‫الكاملة عن تقديم الخدمات المالية والتقنية ألجهزة‬ ‫االتصاالت والبث المباشر؛ بما فيها األجهزة الخاصة‬ ‫بشبكة شام اإلخبارية»‪.‬‬ ‫وحسب البيان‪ ..‬فقد استلم فريق (سمارت‪ )24‬في‬ ‫باريس مبلغ ‪ /825/‬ألف يورو‪ ،‬مدفوعة ًمن المجلس‬ ‫ومخصصة ًلتأمين الخدمات المذكورة في‬ ‫الوطني‬ ‫ّ‬ ‫االتفاقية السابقة‪ ،‬مقابل ‪ /100/‬ألف يورو فقط‬ ‫استلمتهم شبكة (شام) خالل عام ‪ ..2012‬وختمت‬ ‫الشبكة البيانَ بإزاحة المسؤولية عن عاتقها كاملة ًمن‬ ‫واتفاقيات جديد ٍة ُع ِقدَت مع فريق الدعم‬ ‫أي عقو ٍد‬ ‫ٍ‬

‫«‬ ‫يعم‬ ‫الفاينانشال تايمز‪ّ :‬‬ ‫الثوار‬ ‫اتجاه بين‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫صفوف ّ‬ ‫السوريين للبحث عن‬ ‫دولية‬ ‫تمويل‬ ‫مصادر‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬

‫»‬

‫(سمارت‪ )24‬بعد تاريخ ‪ ،2012/7/30‬لتجزم بذلك‬ ‫انفصالها واستقاللها التا ّم عنهم‪.‬‬ ‫ثم َلس ْبر بحر التمويل الخارجي وتوضيح خفاياه‪ ،‬التقت‬ ‫(عهد الشام) بثالثة ناشطين‪ ،‬أحدهم َخ ِب َر شؤون‬ ‫التمويل‪ ،‬واثنان خاضا التجربة بين فشل التمويل‬ ‫ونجاح االستقاللية‪ ،‬فحصلت على إفاداتهم‪..‬‬ ‫الجهات المم ّول ِة الكبرى لديها أجندة ٌخفية ٌال‬ ‫<أغلب‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫تظهرها بداية َ التعاق ِد مع المشاريع ِالثورية>‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫فهرب النجاح‬ ‫المال‪..‬‬ ‫انسل‬ ‫َ‬

‫ورسم لنا (مازن) خطوط المشاكل الجوهرية التي‬ ‫ظهرت بعد هذا المنحى المتع ّمق من التمويل‪ ،‬حيث‬ ‫بدأت محاوالت ّ‬ ‫التدخل في مواد اإلنتاج اإلعالمي‬ ‫معين ورأي ٍ مح ّد ٍد‬ ‫الصادر عن المشروع‪ ،‬وفرض‬ ‫ً‬ ‫محتوى ٍ‬ ‫َو َج َب على العاملين اتّباعه‪ ،‬كذلك االستئثار والمركزية‬ ‫بصنع القرار وفرض تنفيذه‪ ،‬ما أفضى بالنهاية إلى‬ ‫انزعاج ٍواضح ٍمن بعض العاملين األقدم في المشروع‪،‬‬ ‫أعمال‬ ‫وبالتالي تركهم لهذه الجهة ّ‬ ‫وتوجههم إلى ٍ‬ ‫أخرى‪ ،‬كانت في غالبها غير مم ّول ٍة على خالف ما سبق‪.‬‬ ‫وأضاف (مازن) أخير ًا‪« ..‬بتقييمي الشخصي‪ ،‬فإنّ أغلب‬ ‫الجهات الكبرى القائمة بالتمويل لديها ٌ‬ ‫أجندة خفية‬ ‫تظهرها في بداية التعاقد مع أصحاب المشاريع‬ ‫ٌال ِ‬ ‫الثورية؛ وبعد شعور هذه الجهة المم ّولة بأن المشروع‬ ‫الثوري قد أصبح يعتمد عليها تمام ًا‪ ،‬تقوم بالضغط‬ ‫عليه للوصول إلى أهدافها»‪.‬‬

‫إعالمي من دمشق‪ ،‬كانت له تجربة‬ ‫(مازن) وهو ناشط ٌ ٌ‬ ‫ٌسابقةٌ في إحدى اإلذاعات المحلية المم ّولة‪ ،‬تحدّث إلينا‬ ‫ع ّما رآه بأنه ٌ‬ ‫فشل للمشروع السابق بعد انسالل خيوط‬ ‫المال في جهود العمل‪ ،‬إذ ُو ِلد َْت فكرة تمويل هذا‬ ‫المشروع من «الحاجة إلى تأمين أجهز ٍة تقني ٍة إلتمام‬ ‫أفضل‪ ،‬ثم تط ّور األمر إلى تغطية نفقات «‬ ‫بشكل ٍ‬ ‫العمل ٍ‬ ‫ّ‬ ‫كيف‬ ‫ح‬ ‫ووض‬ ‫وغيرها»‪،‬‬ ‫اإلنترنت‬ ‫تكاليف‬ ‫مثل‬ ‫العاملين‬ ‫قليل من ال يشتريك ‪..‬‬ ‫أموال مباشر ٍة فيها حرية‬ ‫من‬ ‫بذلك‬ ‫التمويل‬ ‫مسار‬ ‫تح ّول‬ ‫ٍ‬ ‫غدا‬ ‫التص ّرف والدعم‪ ،‬إلى منحى «س ّد الحاجة في البداية‪ ،‬من يشتريك اليوم يبيعك ً‬ ‫ثم إعطاء العاملين أموا ًال‬ ‫كتعويض عن الوقت والجهد »‬ ‫ٍ‬ ‫المخصص للمشروع من ِقبلهم»‪.‬‬ ‫ّ‬


‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬

‫تحقيقات‬

‫الجمعة | ‪ 17‬أيار ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪35‬‬

‫بها‪ ،‬وهذه المصادر مكلفة ٌجدا ًوال تستطيع الجهات‬ ‫األمل‪..‬‬ ‫برحيق‬ ‫نحل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫خلية ُ‬ ‫الثورية تأمينها‪ ،‬وفي حال لم يتم تأمينها من المم ّولين‬ ‫أما (مؤنس بخاري) مؤسس حركة (ميثاق سوريا) وهي الخارجيين‪ ،‬فإن وسيلة التواصل بين الداخل والخارج‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مئة وخمسين عضو ًا من األصدقاء ستتوقف‪ ،‬فيصبح العالم بمعزِ ٍل عن المجازر اليومية في‬ ‫جهة ٌتح ّركها جهود‬ ‫ٍ‬ ‫والنشطاء المستق ّلين‪ ،‬الذين جمعوا مشاريعهم الصغيرة الداخل السوري»‪.‬‬ ‫شكل مؤسساتي ٍواحد وهو غير ممول كما‬ ‫المتفرقة في ٍ‬ ‫ألسباب‬ ‫رفضه القاطع ألي ّتمويل ويعزو (أبو ياسر) مشاكل التمويل الخارجي‬ ‫ٍ‬ ‫خاري)‬ ‫ب‬ ‫(‬ ‫يوقولون ‪ ..‬أبدى ُ‬ ‫عيق سير العمل صوب أهداف الميثاق‪ ،‬منها‪ ..‬أنّ «الحاجة دائم ًا أكبر من التمويل الذي يغطي‬ ‫ٍمنحاز‪ ،‬ألنه «سي‬ ‫وهي ٍ نهضة ُسوريا الجديدة»‪ ،‬إلى جانب رغبته ببقاء اليسير منها‪ ،‬أيض ًا التفاوت عند توزيع التمويل على‬ ‫عملهم «خالص ًا لجميع مكونات الشعب السوري‪ ،‬دون المناطق األه ّم فاأله ّم واألكثر اشتغا ًال‪ ،‬إلى جانب‬ ‫تمييز»‪ ..‬ورغم ذلك فهو يرى التمويل المجرد بحد ذاته محاولة بعض المم ّولين الظهور عن طريق التمويل‬ ‫حاجة وضرورة لمشاريع (ميثاق) المختلفة‪ّ ،‬لتدعم تفرغ وطلب الشكر بطريق ٍة علني ٍة‪ ،‬ومحاولتهم التح ّكم بالثورة‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫معين‪ ،‬ووجود‬ ‫بدعم منطق ٍة وترك أخرى أو دعم ّ‬ ‫توج ٍه ٍ‬ ‫وجهد األعضاء‪.‬‬ ‫شخصيات على األرض إما تسرق التمويل أو تستخدمه‬ ‫ٍ‬ ‫أما عن ُح ْس ِن سير العمل تطوعيا ًودون أي تمويل‪،‬‬ ‫ألغراض شخصي ٍة أو تحصره لجه ٍة معين ٍة»‪ ،‬وأضاف أنّ‬ ‫ٍ‬ ‫ف ُيرجع (بخاري) ذلك إلى «امتالك األعضاء الخبرات‬ ‫المطلوبة ُ إلدارة وتنفيذ المشاريع‪ ،‬ما يجعل التكاليف ذلك يسوق بالنهاية إلى «تفرِقة الثوار‪ ،‬والتح ّكم الجزئي‬ ‫كحلول‬ ‫اإلنتاجية ضئيلة مقارنة بالمؤسسات المنشأة على بالثورة‪ ،‬وهدر بعض المصادر المفيدة»‪ ،‬مقترِح ًا‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫عالوة على ًذلك‪ّ ،‬أكد (بخاري) أن بعض بديل ٍة «التنسيق بين المجالس والتنسيقيات إلحصاء‬ ‫أساس ٍمم ّو ٍل»‪،‬‬ ‫دراسات‬ ‫يضطرون ًأحيان ًا للتمويل الذاتي «بأموالهم االحتياجات حسب األهمية‪ ،‬وتقديمها في‬ ‫ٍ‬ ‫األعضاء‬ ‫ومن جيوبهم الخاصة‪ ،‬رغم مدخوالتهم البسيطة»‪ ،‬تقني ٍة كامل ٍة للمم ّولين‪ ،‬وبهذا نقضي على السرقة‬ ‫فيما يوفرون التكاليف التقنية «بتبادلهم الخبرات والتسييس»‪.‬‬ ‫وتطوير بعضهم البعض وبالتالي دعم أنفسهم تقني ًا وبالوقوف عند التسييس‪ُ ،‬ي َج ّرم (أبو ياسر) هذه الغاية‬ ‫باعتباره إ ّياها العيب األكبر في التمويل الخارجي‬ ‫ومعنوي ًا»‪.‬‬ ‫فيما حدّد (بخاري) أسس ًا ألي تمويل مالي نظيف والسبب األساسي في تفرقة الث ّوار؛ مع ّل ًال بأن «آثارها‬ ‫ُ‬ ‫ٍ ّ‬ ‫(تكنوقراط)‪ ،‬أي ٍال تمت ّد على مساح ٍة أكبر من المجتمع وربما تتحكم في‬ ‫وخالص للثورة‪ ،‬بأن «يكون تمويل‬ ‫ٍ‬ ‫بت المشاكل‬ ‫يشترط دعم فئ ٍة سياسي ٍة دون أخرى‪ ،‬وال انحياز ًا فكري ًا َرتْم الثورة؛ أما الخالفات الشخصية وإن س ّب ِ‬ ‫إليديولوجية محددة‪ ،‬وال يفرض تَعمية جزء من الشعب فتبقى محدودة التأثير‪ ،‬ومتعلقة ًبفر ٍد أو جه ٍة واحد ٍة ال‬ ‫ٍ‬ ‫ٍّ‬ ‫ْ َِ ٍ‬ ‫«أفضل تمويل هو أكثر»‪ .‬ويتابع‪« ..‬مشاكل التمويل قديمة ٌوجديدة ٌمع ًا‪،‬‬ ‫السوري لمصلح ٍة أخرى»‪ ،‬مضيف ًا أن‬ ‫فتسييس األموال أو شراء األشخاص والجهات مشكلة‬ ‫ذاك الذي يدعمنا ليُسهّ ل عملنا‪ ،‬دون طلب مقابل»‪.‬‬ ‫وبحسب رأي (بخاري) فإن مصادر التمويل التي ال ٌوليدة الثورة‪ ،‬ظهرت بعدما أصبح العمل اإلغاثي‬ ‫ِ‬ ‫والعسكري أساسيا ًفي الثورة‪ ،‬في حين أن سرقات‬ ‫يشتريك اليو َم َ‬ ‫َ‬ ‫غدا‪..‬‬ ‫يبيعك‬ ‫تشتريك قليلة ‪ ،‬ومن‬ ‫طبيعي جد ًا ألن الثورة‬ ‫التمويل مشكلة ٌ قديمة ٌ‪ ،‬وهذا أم ٌر‬ ‫ٌ‬ ‫السورية ثورة ٌشعبية ٌظهرت عليها عيوب المجتمع ولو‬ ‫«‬ ‫بنسب أقل من الماضي»‬ ‫ٍ‬ ‫مشاكل التمويل تبدأ من السرقة‬ ‫وحذّر (أبو ياسر) أخير ًا من أن «مشاكل التمويل التي تبدأ‬ ‫من السرقة وتفاوت توزيع الدعم‪ ،‬هي ُ‬ ‫عوامل كافية ٌ لزرع‬ ‫وتفاوت التوزيع‪ ..‬وعند ضعفاء‬ ‫جذور الخالف بين الث ّوار‪ ،‬وفي بعض األحيان قد يتح ّول‬ ‫النفوس تتحول لتشهير !!‬ ‫األمر عند ِضعاف النفوس الى تشهيرٍ أو تخبير»‪.‬‬

‫»‬

‫إطار التمويل‪..‬‬ ‫رؤية ٌ عامة ٌ في‬ ‫ِ‬

‫كما التقت (عهد الشام) بـ(أبي ياسر) أحد أعضاء‬ ‫ّ‬ ‫استقل‬ ‫مكتب االستشارات األمنية للثورة‪ ،‬والذي‬ ‫برؤي ٍة شامل ٍة عن التمويل بفروعه وأبعاده ومشاكله‪ ،‬إذ‬ ‫ّ‬ ‫دعم‬ ‫يرشح (أبو ياسر) الدعم التقني في الثورة كأهم ٍ‬ ‫تحتاجه‪ ،‬ويقسمه قس َمين‪« ..‬البرامج األمنية العاملة‬ ‫على حماية الناشطين تقني ًا فال تحتاج تموي ًال خارجي ًا‬ ‫كبير ًا؛ ثم اإلعالم الذي فرض المزيد من محاوالت تطوير‬ ‫العمل التقني لخدمة اإلعالميين‪ ،‬وإيجاد َ‬ ‫بدائل لشبكات‬ ‫الكهرباء والنت المحلية في ّ‬ ‫ظل تحكم النظام الكامل‬

‫ومره‬ ‫لو ِه‬ ‫التمويل‬ ‫كأس‬ ‫الثوري ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بح ِ‬ ‫ِ‬

‫تجارب‬ ‫وإفادات وحتى‬ ‫شهادات‬ ‫ُم ْج َم ُل ما سبق من‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫سوا ًء تناغمت مع ُمم ّولها فنجحت أو فاضت به ففشلت؛‬ ‫جميعها قد أثمرت لنا بآثارٍ إيجابي ٍة على طريق الثورة‬ ‫كما السلبية منها‪ ..‬فإيجابيات التمويل الثوري قد توفر‪:‬‬ ‫‪ .1‬لوجستيات العمل الثوري وضرورات استمراره‪ ..‬والتي‬ ‫هي أساس التمويل منذ مراحله األولى ومن أفضل‬ ‫فوائده‪ ،‬بحيث يعمل الناشطون على تأمين مستلزمات‬ ‫العمل الثوري في البداية لضمان انطالقته أوال ً‪ ،‬ثم‬ ‫استمراره ثانيا ً‪ ،‬فمن دون التمويل اللوجستي سيغدو‬ ‫العمل الثوري مرهقا ً‪ُ ،‬يضط ُر الناشطينَ للجوء إلى التمويل‬ ‫الذاتي‪ ،‬ما يش ّكل ضغطا ً إضافيا ً يستهلك من طاقتهم‪.‬‬

‫‪ .2‬ضمان تفرغ الناشطين للعمل الثوري‪ ..‬إذ أن ظروف‬ ‫الثورة التي طال وقتها زادت فاتورتها حكم ًا‪ ،‬فدفعها‬ ‫معظم الناشطين بخسارة أعمالهم التي يقتاتون منها‪،‬‬ ‫وأضحى التفرغ للعمل الثوري عبئ ًا عليهم‪ ،‬ما استدعى‬ ‫وجود مقدارٍ مادي ٍيساعدهم على االستمرار بالحياة‬ ‫ألجل االستمرار بالثورة‪.‬‬ ‫فئات‬ ‫‪ .3‬استمرار توسع العمل الثوري ووصوله إلى ٍ‬ ‫َ‬ ‫توج ِه العمل الثوري نحو‬ ‫ومراحل غير متو ّقع ٍة‪ ..‬فوسط ّ‬ ‫التكتّل‪ ،‬كان ِلزام ًا على الناشطين التفكير في توسيع‬ ‫عملهم الثوري‪ ،‬ليشمل العديد من النواحي ضمن التكتّل‬ ‫الواحد‪ ،‬لتحقيق فائد ٍة تع ّم جميع الفئات‪ ،‬وبالتالي‬ ‫تع ّمم آثار العمل الثوري على البيئات الثورية‪.‬‬ ‫أما سلبيات التمويل الثوري فيمكنها أن تفرض‪:‬‬ ‫‪ .1‬تقديم مكاسب الوالء وال َت َب ِع ّية والتسييس على‬ ‫تحقيق هدف العمل الثوري‪ ..‬حيث يفرض الممولون غالب ًا‬ ‫على التج ّمعات الثورية شروط ًا تنزع عنهم االستقاللية‪،‬‬ ‫وسياسات مختلفة‪ ،‬تح ّول العمل‬ ‫بأجندات‬ ‫وتصبغهم‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫الثوري إلى مشروع ٍ تجاري ٍ قد يوافق األهداف الثورية وقد‬ ‫يعارض‪ ،‬وبالتالي يفقد ُ‬ ‫الروح المخ ِلصة التي قام‬ ‫العمل َ‬ ‫عليها أساسا ً‪.‬‬ ‫‪ .2‬توسيع ك ّم اإلنتاج على حساب الكيف‪ ..‬وهي من‬ ‫األمور التي ّ‬ ‫يركز عليها قادة العمل الثوري بعد الدعم‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ليكسب رضا الداعم ويكون دليال على نشاط العمل‪،‬‬ ‫ليستم ّر الداعم بتقديم التمويل‪ ،‬ما ينعكس بدوره على‬ ‫وينصب التركيز األول‬ ‫مستوى فائدة العمل فينخفض‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫على كمية اإلنتاج‪ ،‬و ُيع َت َب ُر معيار نجاح أو فشل العمل‬ ‫الثوري‪.‬‬ ‫‪ .3‬تذبذب األهداف والوسائل‪ّ ..‬‬ ‫عامل مع ّر ٌض للخطأ‬ ‫كل ٍ‬ ‫طالما يعمل‪ ،‬وبالتالي فالناشطون مع ّرضون لتخلخل‬ ‫األهداف وانحراف النوايا حتى دون وجود الدعم والمال؛‬ ‫ولكن يتصاعد االنحراف باألخطاء ِتباع ًا بعد التمويل‪،‬‬ ‫َ‬ ‫بوسائل صحيح ٍة‪،‬‬ ‫بحيث يبدأ تبرير الهدف المنحرِف‬ ‫تام باألهداف ووسائل‬ ‫ث ّم يتحول تدريجي ًا إلى‬ ‫ٍ‬ ‫انحراف ٍ‬ ‫تحقيقها‪ ،‬ما ُيف ِقد الثائ َر وعمله بريق اإلخالص‪.‬‬ ‫‪ .4‬نفور الناشطين المخ ِلصين من العمل الثوري‪ ..‬وهو ما‬ ‫ُيصيب التج ّمعات الثورية بعد انحراف األهداف وسوء‬ ‫وسائل تنفيذها‪ ،‬ف ُي ّنحي المخلصين الذين ّ‬ ‫يفضلون رفع‬ ‫المسؤولي ِة عن عواتقهم أمام عهد الله و َق َسم الثورة‪.‬‬ ‫‪ .5‬تشويه ُسمعة العمل الثوري‪ ..‬فعندما يقدح َش َرر‬ ‫التنازع بين مختلف األطراف الثورية‪ ،‬ستندلع نار حرب‬ ‫السمعة والتشهير وربما االقتتال‪ ،‬الذي قد يبدأ‬ ‫تشويه ُ‬ ‫كالمي ًا وينتهي اقتتا ًال على الواقع‪.‬‬


‫الجمعة | ‪ 17‬أيار ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪35‬‬

‫اقتصاد ‪ -‬حقوق ‪6‬‬ ‫‪6‬‬

‫اقتصاد‬ ‫قطاع الكهرباء‪..‬‬ ‫الثائرين‪ ،‬متحججة بأن إرهابين قاموا‬ ‫بإلحاق الضرر بمحطات اكهرباء‪.‬‬ ‫خسائر ضخمة وتهديم للبنية‬ ‫وإلى جانب قصف محطات الكهرباء‪ ،‬لفت‬ ‫الوزير خميس إلى تعرض سكك الحديد‬ ‫ً‬ ‫ضراوة عن وخطوط نقل الغاز للتخريب‪ ،‬واستهداف‬ ‫قصف ال تقل‬ ‫تتعرض محطات الكهرباء في سوريا لعمليات‬ ‫ٍ‬ ‫الصهاريج التي تنقل الفيول‪ ،‬تسبب بخروج‬ ‫قصف المدنيين واألبنية السكنية‪.‬‬ ‫ما بين ‪ 30‬إلى ‪ %40‬من استطاعات توليد‬ ‫وزير الكهرباء في حكومة األسد عماد خميس‪ ،‬قال لوكالة األنباء الفرنسية‪« :‬إن الكهرباء‪ ،‬وأضاف خميس أن تخريب أكثر‬ ‫قيمة األضرار الناجمة عن تضرر قطاع الكهرباء وصل إلى ‪ 2.2‬مليار دوالر‪ ،‬أي ما من ‪ 20‬محطة تحويل‪ ،‬واإلعتداء على أكثر‬ ‫يعادل ‪ 218‬مليار ليرة سورية‪ ،‬منذ بداية شهر آذار ‪ 2011‬وحتى شهر شباط من ‪ %40‬من خطوط نقل التوتر العالي‪ ،‬أدى‬ ‫إلى انقطاع الكهرباء في بعض المناطق‬ ‫الماضي»‪.‬‬ ‫‪12‬ساعة يومي ًا على حد زعمه‪.‬‬ ‫وعن الخسائر البشرية من العاملين في قطاع الكهرباء ذكرت وكالة األنباء‬ ‫الفرنسية‪ ،‬إن واحد وثمانين شخص ًا ُقتلوا وأصيب مئة وسبعة وخسمون شخص ًا‬ ‫آخرين ‪ ،‬في حين بلغ عدد المخطوفين من القطاع تسع ًة وعشرين شخص ًا‪.‬‬ ‫و يقول ناشطون‪ :‬إن قوات األسد‬ ‫كانت تستهدف العاملين في‬ ‫الطوارئ‪ ،‬أثناء إصالحهم للكهرباء‬ ‫خسائر الكهرباء ‪ 218‬مليار ليرة‬ ‫في األحياء التي يسيطر عليها‬ ‫منذ بداية الثورة وحتى شباط‬ ‫الجيش السوري الحر وتقطع الكهرباء‬ ‫الماضي‬ ‫عنها كعقوبة جماعية للسكان‬

‫وتشير آخر اإلحصائيات إلى انخفاض إنتاج‬ ‫سوريا من الكهرباء‪ ،‬إلى قرابة النصف منذ‬ ‫اندالع الثورة‪ ،‬حيث أكدت مصادر في‬ ‫حكومة النظام أن إجمالي الطاقة المولدة‬ ‫يومي ًا هو ‪ 5500‬ميغاوات‪ ،‬بينما الحاجة‬ ‫اليومية تصل إلى ‪ 9000‬ميغاواط ‪.‬‬ ‫ُيذكر أن حكومة األسد‪ ،‬طلبت من تركيا‬ ‫نهاية العام الماضي‪ ،‬تزويدها بالطاقة‬ ‫الكهربائية مجدد ًا‪ ،‬بعد أن توقفت تركيا‬ ‫عن إمداد سوريا بالكهرباء‪ ،‬نتيجة توتر‬ ‫العالقات بين البلدين‪.‬‬

‫حقوق‬ ‫حق الرد ‪ ..‬احتفاظ دائم وشرعية ضائعة‬ ‫| لونا العبد اهلل ‪ -‬عهد الشام‬

‫كما هو ﻣﻌﺘﺮف به ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة اﻟﺤﺎدﻳﺔ واﻟﺨﻤﺴﻴﻦ‬ ‫ﻣﻦ ﻣﻴﺜﺎق اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة‪ ،‬ﺣﻖ اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ‬ ‫ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺿﺪ هﺠﻮم ﻣﺴﻠﺢ‪ ،‬وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺒﻠﺪان‬ ‫ﺿﺪ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺑﻬﺠﻮم ﻣﺴﻠﺢ وﺷﻴﻚ و ُﻳﺤﺘﻔﻆ ﺑﺤﻖ‬ ‫اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮارات ﺑﺸﺄن ﻣﺎ إذا كان ُ‬ ‫ﺳﻴﻠﺠﺄ إﻟﻰ ﺣﻖ دﻓﺎع‬ ‫اﻟﺪوﻟﺔ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ أو ﻻ‪ ،‬ﻋﻠﻰ أﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﺴﻠﻄﺔ‬ ‫اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ أو اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ‪.‬‬

‫وعندما نتكلم عن اعلى مستويات السلطة الحكومية‬ ‫فنحن نتكلم هنا عن مبدأ سيادة هذه الدولة‬ ‫حيث أنها من حيث المبدأ كسلطة سياسية يجب‬ ‫أن تتمتع بالشخصية القانونية االعتبارية و كون‬ ‫السلطة السياسة فيها ذات سيادة‪ ,‬وهذا يعني‬ ‫على الصعيد الداخلي أن تبسط الدولة سلطتها على‬ ‫إقليمها و والياتها و كل رعاياها و تطبيق أنظمتها‬

‫عليهم جميع ًا‪.‬‬ ‫فالسيادة هي رمز الدولة‬ ‫وهيبتها‪ ,‬كما أنها المسبار الذي‬ ‫يعطي الدولة حق الشرعية في‬ ‫الحكم وفرض السلطة الشرعية‬ ‫على الشعب‪ ،‬وهنا نقف عند‬ ‫تقرير استخباري سوري صادر عن‬ ‫إدارة المخابرات العامة بالشهر‬ ‫الرابع من العام ألفين وثالثة‬ ‫عشر تناول شرح ًا مفص ًال عن‬ ‫الواقعين األمني والخدمي في المحافظات السورية‬ ‫وفيه اعتراف واضح وصريح بسيطرة الجيش الحر‬ ‫على مناطق واسعة من األراضي السورية خرجت‬ ‫عن سيطرة النظام باستثناء محافظتي طرطوس‬ ‫والسويداء‪.‬‬

‫يتبادر للذهن سؤال‪ ،‬هل يتمتع النظام السوري‬ ‫بسيادة «فعلية» تسمح له باالحتفاظ بحق الرد‬ ‫على أي عدوان خارجي ؟ أم أنه كان المسبب األول‬ ‫بتلك االعتداءات على أحقية الشعب بالسيادة‬ ‫كونه جزء ال يتجزأ منها ؟‬


‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬

‫رأي‬

‫الجمعة | ‪ 17‬أيار ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪35‬‬

‫براثن طائفية تدمي بانياس ‪..‬‬ ‫يوم عجز‬ ‫بعد انقضاء أكثر ِمن سنتين على الثورة السورية‪ ،‬يتبدى للناظر يوم ًا بعد ٍ‬ ‫الثائرين والمعارضين عن فهم ما يحصل وما ستؤول له األمورـ وتكفي اإلشاعة كي تهز‬ ‫كال الكيانين مضاف ًا لهما الشعب الذي أضحى نصفه منكوب ًا والنصف اآلخر على حافة‬ ‫كارثة إنسانية‪ ،‬كارثة كان سببها األساسي تعنت النظام ورغبته الجامحة في تدمير‬ ‫سوريا‪ ،‬فهو على عكس الثائرين والمعارضين لديه علم كامل بتبعات ما يفعل‪ ،‬وهو‬ ‫يخطط وين ِّفذ وفق ًا لعلمه‪ ...‬وما قضية التطهير العرقي التي شرع في تطبيقها سوى‬ ‫واحدة ِمن تلك القضايا الكثيرة‪.‬‬ ‫مجزرة البيضة‪ ،‬حصلت بحق تلك القرية القابعة على مشارف بانياس‪ ،‬وقد عرف بها‬ ‫الكثيرون بداية الثورة بسبب دخول عناصر ينتمون ألمن النظام كي يشرعوا بحملة إخالء‬ ‫أو إرهاب السنة أهل المنطقة الساحلية‪,‬ـ ولكن الحملة اإلعالمية والجو المشحون دولي ًا‬ ‫ضد النظامـ ونصائح األقارب اإليرانيين واألباعد الروس له أن الوقت لم يحن بعد جعله‬ ‫يتراجع ويبدي حسن النية ِمن تلك الناحية‪ ،‬فصمتت تلك المناطق ألن كفة الميزان‬ ‫راجحة للنظام دون ريب وهو يختطفهم «أي السنة» رهائن حتى ال يتجرأ أح ٌد ِمن الثوار‬ ‫إرهاب لجيوبه األقلوية في دمشق‬ ‫المتسلحين حديث ًا والغاضبين جد ًا على القيام بحمالت ٍ‬ ‫وغيرها «على سبيل المثال»واآلن حان وقت التطهير «كما يقال له»‪.‬‬ ‫مع تورط الثوار في حرب استنزاف مع النظام دم ّرت البالد وش ّردت الناس وبدلت ديموغرافية‬ ‫األرض السورية‪ ،‬وأظهرت كل عيوبهم وآخر إمكاناتهم‪ ،‬كان وقت ضربة النظام بإخالء‬ ‫المناطق التي تعتبر حيوية بالنسبة له‪ ،‬وحينما أ ِمن شر ما يسمى بالمجتمع الدولي‪ ،‬أخلى‬ ‫جيوب سنية يمكنه اقتحامها متى ما شاءـ وهذه الجيوب ال تستطيع‬ ‫حمص إال ِمن بعض ٍ‬ ‫محاصرون من قبل قواتهـ وأي قذيفة يطلقها الثوار‬ ‫إيذاءه ألن النازحين إلى منطقة الوعر َ‬

‫أم ٌر ‪ُ ..‬ب ّيت بِليل‬

‫موقع سوريا المتوسط للكرة األرضية والعالم القديم والبحر‬ ‫المتوسط‪ ،‬يجعل مصيره ليس كمصير الصومال على‬ ‫سبيل المثال‪ ،‬ويجعل األيدي التي تسعى للهيمنة على‬ ‫مصيره كبرى حق ًا‪ ،‬االتحاد السوفييتي والواليات المتحدة‬ ‫بوساطة حاكم يحقق مصالح الطرفين ولكن تحت إشراف‬ ‫االتحاد السوفييتي فقط وهو حافظ األسد‪ .‬وحينما هوى‬ ‫السوفييت وعال األمريكان‪ ،‬لم يكن حافظ أبله ًا حتى‬ ‫ُيظهر عدا ًء لها بل على العكس كان الحليف األبرز‪ ،‬وحرب‬ ‫الخليج ضد صدام عام ‪ 1991‬أكبر دليل‪.‬‬ ‫وبعد هالكه واستالم ابنه الحكم نياب ًة عنه‪ ،‬بات واضح ًا‬ ‫للجميع أن إسرائيل هي القوة اإلقليمية األعتى في‬ ‫والجميع يدينون لها بالوالء‪،‬‬ ‫المنطقة‘ ترهب الجمي َع‬ ‫ُ‬ ‫وحينما أتت الثورة السورية كان الموقف اإلسرائيلي هو‬ ‫الفيصل في بقاء النظام أو إزاحتهـ وما كان ِمن إسرائيل‬ ‫إال أنها تناغمت مع جو التصريحات الدولية «المستنكرة‬ ‫لوحشية بشار»‪ ،‬ولكن على الصعيد االستراتيجي لم يكن‬ ‫ثم َة شي ٌء يتبدل لمصلح ِة الشعب السوري‪ ،‬بل ظل الدعم‬ ‫يصل للنظام عن طريق الروس واإليرانيين وإسرائيل‬ ‫والواليات المتحدة تراقبان عن كثبـ فما الذي حصل‬ ‫حتى استدعى األمر القيام بثالث غارات متصاعدة حتى‬ ‫وصلت ذروتها قبل أسبوعين؟‬

‫على مناطقه سيرد‬ ‫عليها بــصــاروخ‬ ‫يقتل من النازحين‬ ‫عشرات أضعاف‬ ‫الرقم الذي خسره‪,‬‬ ‫أي أننا أمام عملية خطف قذرة في حمص أيضا‪ً.‬‬ ‫ما حدث في البيضة مؤخر ًا ِمن استباحة لدماء األبرياء بالسكاكين في بيوتهم‪ ،‬أطفا ًال‬ ‫وشيوخ ًا ونساء ًا‪ ،‬وانتهاك األعراض بطريقة بدائية همجيةـ واإلعدامات الميدانية للشبان‬ ‫بطريقة وحشي ٍة‪ ،‬هو ٌ‬ ‫إبادة شبه كاملة ألهل القرية اآلمنة الوادعة مع اإلبقاء على بعض‬ ‫األرواح كي تنزح وتروي تلك الفظاعات حتى ترهب السنة في القرى المجاورة‪ ،‬فتنزح‬ ‫بدورها خشية استباحة أخرى‪.‬‬ ‫بانياس أيض ًا‪ ,,‬هي مدينة صغيرة تشبه الالذقية بتواجد ُسن ٍِّي ال بأس به‪ ،‬وقريبة ِمن‬ ‫البيضةـ امتدت إليها يد النظام المتوحشة بنفس اإليقاعـ تذبيح على الهوية‪ ،‬قتل لألطفال‬ ‫والنساء والشيوخ‪ ،‬وانتهاك لألعراض‪ ،‬وقد زيد عليها رمي الجثث في الشوارع كي ينظر إليها‬ ‫الخائف فيكون أمام خيارين‪ ،‬إما النزوح وال ملجأ‪ ،‬أو السكوت على ما سيحصل حتى وإن كان‬ ‫اقتسام هذه األرض من سوريا وجعلها دولة علوية‪ ...‬فهو هدف إرهابي محض‪.‬‬ ‫وفعلي كوقاحة الدعم اآلتي للنظام‪ ...‬فإن‬ ‫وقح‬ ‫دولي ٌ‬ ‫ٌّ‬ ‫طالما أنه ال يوجد للسوريين دعم ٌّ‬ ‫ماض في سياساته ولن يفيدنا علمنا بهذه السياسات ِمن عدمه‪ ،‬بعبارة أخرى‪ :‬لقد‬ ‫بشار ٍ‬ ‫خاننا الجوار وخاننا من يقربوننا في المعتقد ونحن من يدفع الثمن لوحدنا‪.‬‬

‫تدَّعي إسرائيل أن تلك الغارات كانت مجرد تأديب‪ ،‬وليست‬ ‫إلضعاف النظامـ إذ قال تساحي هنجبي عضو الكنيست‬ ‫المقرب ِمن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو أن‬ ‫إسرائيل ال تريد االشتباك مع األسد‪ ،‬وأي تصعيد يحصل‬ ‫فهو يستهدف حزب الله وليس النظام السوري»‪.‬‬ ‫ومما يزيد الحدث عدم منطقي ًة‪ ،‬هو قول المسؤولين‬ ‫اإلسرائيليين أنهم ال يريدون االنحياز ألي من الطرفينـ‬ ‫و ُيعربون عن خشي ٍة من أن «التدخل» سيعزز موقف‬ ‫اإلسالميين الذين يناصبون إسرائيل عداء «أكبر مما يكنه‬ ‫لها النظام السوري الذي ظل في حالة مواجهة معها‬ ‫لعقود دون الدخول في اشتباكات معها»!!!‬ ‫الغارة اإلسرائيلية األخيرة لم تكن بعيدة عن القصر‬ ‫الرئاسي لبشار إال عدة كيلو متراتـ وقد اهتز بشار ِمن‬ ‫الغارة أكثر ِمن أي شخص آخرـ وقد رأى «بعينه» أن‬ ‫آالف القذائف والصواريخ والمتفجرات التي يلقيها على‬

‫شعبه ال تساوي صاروخ ًا واحد ًا سقط في جمرايا وقلب‬ ‫درجات‬ ‫ليل دمشق نهار ًا وأحدث هزة أرضية بنسبة أربع‬ ‫ٍ‬ ‫على مقياس ريختر‪ ،‬إنها رسالةٌ له وللجميع بأن إسرائيل ال‬ ‫تريده أن يسقط رغم أنها قادرة على ذلك بغارة ال تزيد‬ ‫مدتها عن عشرة دقائقـ واألمر يبدو جلي ًا ِمن خالل قول‬ ‫مسؤول طلب عدم نشر اسمه «نظرا للتصريحات العلنية‬ ‫التي تصدر من شخصيات إسرائيلية كبيرة لطمأنة األسد‪..‬‬ ‫أصبحت الرسالة واضحة جد ًا»‪.‬‬ ‫ويعود «هنجبي» ليلفت النظر إلى ذات الرسالة قائ ًال «إن‬ ‫اسرائيل مستعدة ألي تطورات إذا «أساءت» سوريا تفسير‬ ‫رساالتها وإنها مستعدة للرد بقوة إذا وقع بالفعل عدوان‬ ‫علينا»‪.‬‬ ‫اختصار الرسالة أن بشار تحت «عين» إسرائيل‪ ،‬وأي حركة‬ ‫تنم عن أي خطر ضدها فهي لن تتوانى عن سحقه ساعة‬ ‫تشاء‪.‬‬


‫الجمعة | ‪ 17‬أيار ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪35‬‬

‫مـقـاالت‬

‫‪8‬‬

‫الحل السياسي ‪ ..‬انهيار االستبداد وركوب الثورات‬ ‫| عبد اهلل الدمشقي ‪ -‬عهد الشام‬

‫قبل أن نتحدث عن (الحل السياسي) الذي تدفع‬ ‫باتجاهه دول العالم‪ ،‬علينا أن نتذكر أن هذه الدول‪،‬‬ ‫سواءالداعمةللنظامأومنيسمونأنفسهم(أصدقاء‬ ‫الشعب السوري)‪ ،‬اختارت موقف المتفرج الصامت‬ ‫ً‬ ‫شهورا عديدة عندما اندلعت المظاهرات في سورية‬

‫ففي حين طالبت الواليات المتحدة مبارك بالرحيل‬ ‫بعد أيام من القمع الذي تعرض له المحتجون المصريون‬ ‫في ساحة التحرير وبعد سقوط عشرات القتلى فقط‪،‬‬ ‫فإن الدول الغربية لم تتحدث عن فقد بشار لشرعيته‬ ‫حتى شهر آب عام ‪ 2011‬أي بعد خمسة شهور من‬ ‫اندالع االحتجاجات في سورية وبعد أن أصبح عدد‬ ‫الشهداء والجرحى باأللوف وعدد المعتقلين بعشرات‬ ‫األلوف‪ ،‬في الشهر ذاته صدر أول بيان من الجامعة‬ ‫العربية حول األحداث في سورية! كانت هذه الدول‬ ‫تتوقع من النظام – بل تطلب منه ‪ -‬أن يتمكن خالل‬ ‫هذه الفترة من إخماد الثورة‪ ،‬لكن الثورة العظيمة أثبتت‬ ‫أنها عصية على اإلخماد‪ ،‬فوجد العالم نفسه أمام جرائم‬ ‫النظام وانتهاكاته مضطر ًا لإلدانة والتنديد‪ ،‬ثم اتسعت‬ ‫الثورة وتحولت بسبب قمع النظام إلى مقاومة شعبية‬ ‫مسلحة‪ ،‬ومع فظاعة الجرائم التي يرتكبها النظام‪ ،‬لم‬ ‫ينجح مجلس األمن في إصدار بيان إدانة واحد‪ ،‬وتُرك‬ ‫الشعب السوري لمصيره تحت آلة القتل الهمجية‪ ،‬فال‬ ‫حظر جوي يحمي المدنيين من طائرات النظام وصواريخه‪،‬‬ ‫وال سالح نوعي ُسمح له بالوصول إلى الثوار يكفل‬ ‫ترجيح كفتهم واالنتصار على النظام وإنهاء معاناة‬ ‫السوريين‪ .‬ما أردت قوله خالل هذه المقدمة‪ ،‬أن (حقن‬ ‫دماء السوريين) لم يكن في يوم من األيام أولوية عند‬ ‫الدول التي تنادي بالحل السياسي اليوم‪ ،‬كانت األولوية‬ ‫عندهم وما تزال الحفاظ على النظام كرمى لعيني‬ ‫اسرائيل‪ ،‬وكلما اقترب الثوار من تحقيق النصر ترتفع‬ ‫نبرة الحديث عن الحل السياسي‪ ،‬الحل السياسي الذي‬ ‫ينقذ النظام ويبقي جزء ًا من بنيته األمنية والعسكرية‬ ‫والطائفية في أي صيغة لسورية القادمة‪ ،‬ويمنع الثورة‬ ‫من تحقيق انتصار ناجز يجعل سورية الجديدة ح ّرة‬ ‫من أي تبعية للخارج مما يشكل تهديد ًا السرائيل‪.‬‬

‫تدعو إلى وقف الحل العسكري وإطالق السجناء والسماح‬ ‫للمنظمات اإلنسانية ووسائل اإلعالم بالدخول وحرية‬ ‫الحركة والسماح بالتظاهر السلمي ثم الجلوس على‬ ‫طاولة المفاوضات لكنه لم يحقق شيئ ًا من هذه الشروط‬ ‫بل أوغل في القتل والمذابح واستقال عنان أيض ًا‪ ،‬وفي‬ ‫ظل مهمة (اإلبراهيمي) كان النظام يستقبله ويتظاهر‬ ‫بتسهيل مهمته وقبوله البحث عن حلول سياسية في‬ ‫يصعد قصفه المدن بالطائرات والصواريخ‬ ‫حين كان ّ‬ ‫وارتكاب المذابح المر ّوعة وها هو الرجل يفكر باالستقالة‬ ‫أيض ًا‪ ،‬حتى عندما بادر الشيخ معاذ الخطيب إلى‬ ‫الحوار مع النظام مقابل إطالق المعتقلين‪ ،‬واجه النظام‬ ‫مبادرته بالتجاهل التام‪ ،‬ولم يطلق معتق ًال واحد ًا وال‬ ‫حتى امرأة واحدة من مئات النساء الموجودات لديه‪.‬‬ ‫هذا النظام ال يريد ّ ً‬ ‫حل سياسي ًا‪ ،‬هو يريد إنهاء الثورة‬ ‫بالقوة العسكرية والخديعة السياسية وإعادة الشعب‬ ‫إلى حظيرة الطاعة كما كانت عليه األمور قبل آذار‬ ‫‪ ،2011‬الخطاب السياسي واإلعالمي للنظام لم يتغير‬ ‫شعرة واحدة منذ بداية الثورة حتى هذه اللحظة فهو ال‬ ‫يعترف بوجود ثورة وإنما إرهابيون يجب القضاء عليهم‬ ‫ومعارضة خائنة ال يمكن التفاوض معها‪ ،‬لقاءات‬ ‫بشار اإلعالمية كلها تؤكد أنه ال يعترف بوجود شعب‬ ‫منتفض وأنه يعتبرها حرب ًا ال بد أن يخرج منها منتصر ًا‪.‬‬ ‫إذا عدنا إلى التاريخ سنجد نوعان من األنظمة االستبدادية‬ ‫في العالم‪ ،‬هناك أنظمة تسمح لها طبيعتها بأن تجري‬ ‫تسويات مع شعوبها تفكك بنيتها االستبدادية‬ ‫تدريجي ًا وتحولها إلى أنظمة ديمقراطية‪ ،‬حدث ذلك‬ ‫في دول أوربة الشرقية الشيوعية سابق ًا‪ ،‬وشاهدنا هذا‬ ‫التحول في اليمن أيض ًا‪ ،‬بالمقابل هناك أنظمة بلغت‬ ‫درجة من التوحش واإلجرام ال تسمح لها بأن تمضي‬ ‫في هذا الطريق‪ ،‬فهي أما أن تبقى كما هي أو أن تنهار‬ ‫كل ّي ًا دفعة واحدة‪ ،‬وال يمكن أن تمر بأي عملية تح ّول‪،‬‬ ‫كالنظام النازي في ألمانيا أو الفاشيستي في إيطاليا أو‬ ‫نظام القذافي‪ ،‬والنظام السوري واحد من هذه األنظمة‪.‬‬

‫علينا أال نتوهم استجابة النظام ألي حل سياسي مهما‬ ‫تظاهر بذلك‪ .‬منذ بداية الثورة‪ ،‬لم يستجب النظام‬ ‫للمبادرات السياسية إال لفظي ًا بينما كان على األرض‬ ‫يوغل في القتل واإلجرام؛ تظاهر بقبول بعثة (الدابي)‬ ‫لكنه لم يوفر لها الحماية بل أحاطها بجو من الترهيب‬ ‫فانسحب المراقبون واستقال الرجل‪ ،‬ثم تظاهر بقبول‬ ‫مهمة (عنان) واتفاق جنيف ذي النقاط الستة التي هل يعني ما سبق أن على المعارضة أن تعلن رفضها‬

‫للحلول السياسية‪ ،‬طبع ًا ال‪ ،‬ولكن يجب أال تستجيب –‬ ‫كما استجاب البعض لألسف – للدعاية التي يبثها‬ ‫النظام وحلفاؤه في أنه ال حل ممكن في سورية إال‬ ‫الحل السياسي وعلى المعارضين أن يجلسوا إلى طاولة‬ ‫المفاوضات اليوم قبل الغد‪ .‬هذه جزء من الحرب‬ ‫النفسية التي تهدف إلى دفع الثوار إلى التوقف في‬ ‫منتصف المعركة بحجة (حقن الدماء) واستحالة الحل‬ ‫العسكري‪ .‬لكي يسمى الحل ّ ً‬ ‫(حل) يجب أن توافق عليه‬ ‫األطراف المعنية بالصراع‪ ،‬وال يمكن سياسي ًا وال أخالقي ًا‬ ‫أن يقبل الثوار بأي ٍّ‬ ‫حل ال يبدأ برحيل رأس النظام مع‬ ‫المجرمين الذين سفكوا دماء السوريين دون أي ضمانات‬ ‫بعدم مالحقتهم القضائية‪ ،‬ال يمكن القبول ٍّ‬ ‫بحل ال يبدأ‬ ‫بتفكيك األجهزة األمنية القمعية ومحاكمة كل المتورطين‬ ‫بالحرب على الشعب السوري‪ .‬يقول قائل‪ :‬وهل يعقل أن‬ ‫يرضى النظام بذلك؟! هل يعقل أن يرضى رجال النظام‬ ‫برحيل بشار الذي يعتبرونه إله ًا ستنهار معنوياتهم‬ ‫برحيله؟! وهل سيسمح المجرمون لقسم منهم بالهرب‬ ‫خارج سورية في حين يتعرض القسم اآلخر للمحاكمة‬ ‫والقصاص؟! في الحقيقة هذه ليست مشكلة الثورة‬ ‫وإنما هي مشكلة النظام! ومن قال أن الموافقة على‬ ‫(حل سياسي) هدفه حل مشكلة النظام‪ ،‬وليس إثارة‬ ‫التناقضات في صفوفه وتسريع تفكيكه وانهياره؟ لن‬ ‫يرحل هذا النظام إال مرغم ًا بالقوة العسكرية‪ ،‬والحديث‬ ‫عن الحل السياسي يجب أن يكون هدفه محاصرة النظام‬ ‫سياسي ًا وخلق التناقضات في صفوفه وبينه وبين‬ ‫حلفائه لتسهيل تفكيكه وتفكيك تحالفاته‪ ،‬بهذا‬ ‫المعنى يتضافر العمل السياسي مع العمل العسكري‬ ‫في التسريع في إسقاط النظام‪ .‬هذه معركة ُفرضت‬ ‫علينا وال يمكن أن نستسلم ونتوقف في منتصفها‪،‬‬ ‫الجهود كلها يجب أن تنصب على تسليح المقاتلين‬ ‫ورفع سوية التنسيق بينهم‪ ،‬ودعم الحاضنة الشعبية‬ ‫للثورة‪ ،‬وإدارة المناطق المحررة بما يم ّكنها من الصمود‪،‬‬ ‫أما المعارضة فيجب أن تطالب بالحل السياسي بشروط‬ ‫الثورة ال بشروط النظام وحلفائه‪ ،‬ويجب أن ّ‬ ‫يركز أداؤها‬ ‫السياسي على المكاملة بين الضغط العسكري والضغط‬ ‫السياسي من أجل إسقاط النظام بالقوة العسكرية‪.‬‬


‫‪9‬‬

‫مـقـاالت‬

‫الجمعة | ‪ 17‬أيار ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪35‬‬

‫بين القائد الحقيقي والمزيف‬ ‫هناك نوعان من القادة في هذا العالم‪ :‬القائد الحقيقي و القائد المز َّيف‪ .‬القائد الحقيقي‬ ‫ ‬ ‫هو الذي يستمد ق ّوته من قوة من يقودهم و شجاعتهم لذلك هو يسعى و بشكل منهجي َّ‬ ‫منظم إلى‬ ‫تقويتهم و بث الشجاعة في قلوبهم‪ .‬أما القائد المز َّيف فيستعير ق َّوته من ضعف من يقودهم و‬ ‫خوفهم لذلك هو يسعى و بشكل منهجي َّ‬ ‫منظم إلى إضعافهم و بث الخوف و الرعب في قلوبهم‪.‬‬ ‫القائد الحقيقي يؤمن بالناس‪ ،‬يؤمن بكرامتهم و تم ُّيزهم و طاقاتهم و مواهبهم‪ ،‬يؤمن بهم إلى درج ٍة‬ ‫تدفعهم إلى اإليمان بأنفسهم‪ .‬القائد الحقيقي كالمرآة التي تعكس أفضل ما لدينا من صفات؛‬ ‫المرآة التي ننظر فيها فنرى أنفسنا كبار ًا و شجعان ًا و أقوياء‪ .‬أما القائد المز َّيف فال يؤمن بالناس و ال‬ ‫يؤمن بكرامتهم و ال بقيمتهم‪ ،‬إنه يعامل الناس كأشياء و ال يعاملهم كبشر و هو كالمرآة التي تعكس‬ ‫أسوأ ما فينا من صفات فعندما ننظر فيها نرى أنفسنا صغار ًا و جبناء و ضعفاء‪.‬‬ ‫القائد الحقيقي يرحب بالنقد و يشجع عليه و يشكر من يأتي به و ال يعتبره تهديد ًا له ألنه يستمد‬ ‫شعوره باألمن من داخله؛ من استقامته و صدقه مع نفسه و مع اآلخرين‪ .‬أما القائد المز َّيف فيجعل‬ ‫نفسه إله ًا ال ُينتقد‪ ،‬إنه يخاف من النقد و يعتبره تهديد ًا له و يعاقب من يأتي به ألنه ال يستمد‬ ‫شعوره باألمن من داخله؛ من استقامته و صدقه مع نفسه ومع اآلخرين‪ ،‬بل يستمد هذا الشعور من‬ ‫الخارج؛ من المنافقين الخائفين المحيطين به‪ ،‬من مدحهم و إطرائهم و تصفيقهم و هتافهم!‬ ‫برجال يشبهونه في الصدق و الشجاعة و احترام الناس‪،‬‬ ‫القائد الحقيقي يحيط نفسه ب ِـ(بطانة الخير) ٍ‬ ‫برجال يشبهونه في الكذب و الجبن و احتقار‬ ‫أما القائد المز َّيف فيحيط نفسه ب ِـ(بطانة السوء) ٍ‬ ‫الناس‪ .‬القائد الحقيقي ينظر إلى القيادة على أنها خدمة للناس و تلبية لحاجاتهم‪ ،‬أما القائد المز َّيف‬ ‫فينظر إلى القيادة على أنها استعباد للناس و تسخير لهم‪ .‬القائد الحقيقي متواضع إلى درجة الخجل‬ ‫و شجاع إلى درجة التضحية بنفسه في سبيل من يقودهم؛ يصف المؤلف جيم كولينز صاحب كتاب‬ ‫‪ Good To Great‬القادة الحقيقيين بقوله‪( :‬إنهم خائفون و شرسون في الوقت نفسه‪ ،‬خجلون و‬ ‫جريئون في آن واحد)‪.‬‬ ‫بقي أن أقول أن القائد الحقيقي يمكن أن يكون أب ًا في بيته أو مدرس ًا في صفه أو مدير ًا في مؤسسته‬ ‫أو وزير ًا في وزارته أو رئيس ًا في دولته‪ ..‬ما أحوجنا اليوم إلى القادة الحقيقيين في كل مكان‪.‬‬

‫االعتدال بين األلم والعمل‬ ‫ونظام تجاوز كل سفاحي العالم‪،‬‬ ‫دموع األمهات وبكاء األطفال‪ ،‬تضحيات الشباب وصمود الرجال‪ٌ ،‬‬ ‫قصف وتشريد‪ ،‬ولم يوفر حتى المخابز ليعجن الخبز بدماء األطفال‪ ،‬مالحم‬ ‫قتل وتخريب‪ ،‬من ٍ‬ ‫من ٍ‬ ‫تسطر وتاريخ يكتب‪ ،‬وثورة يتيمة ربانية‪ ،‬يقف العالم بأسره متفرجا عليها ‪.‬‬ ‫في ساحات القتال ظهرت كتائب تسد الثغور‪ ،‬وهناك في الخارج ثمة أشخاص مخلصون ينقلون‬ ‫المعاناة للعالم‪ ،‬على أمل أن يستفيق ضمير العالم الميت‪ ،‬يوما ما‪ .‬هول المصاب وحجم الدمار‪،‬‬ ‫جعلنا عاطفي القرار ‪ ..‬فجهة تصيب نحبها وأخرى تخطئ فنخونها ‪ ،‬رجل يتكلم بحكمة فنقدسه‪،‬‬ ‫وآخر يرى نظرة بعيدة ال نراها فنشتمه ‪ ،‬في كثير من األحيان‪ ،‬فقدنا االتزان بالحكم على األشياء‪،‬‬ ‫فنقدس تارة ونخون تارة أخرى ‪.‬‬ ‫ونسينا أننا بشر ‪ ،‬نخطئ ونصيب ‪ ،‬ال نريد رجال يفعل الصواب فقط ‪ ..‬وال نريد جهة ثورية دون‬ ‫أخطاء ‪ ،‬فوحدهم الذين يعملون‪ ،‬هم من يخطئون ‪..‬ال عيب إن أخطأنا‪ ،‬ولكن العيب أن نستمر على‬ ‫الخطأ وال نعترف به ‪ ،‬وال يعني إن أصبنا أننا مالئكة معصومون عن الخطأ‪.‬‬ ‫مابين صدق رجل و تفاني آخر بالعمل‪ ،‬يجب أن نملك ثقافة االعتدال ‪ ،‬أال نفرط بالحب وال بالكره‬ ‫‪..‬أن نق ّوم الخطأ بدل أن نهاجمه ‪ ..‬وليكن قدوتنا معلم البشرية عليه الصالة والسالم ‪..‬عندما قال‬ ‫‪ (:‬انصر أخاك ظالما أو مظلوما ‪ .‬فقال رجل‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬أنصره إذا كان مظلوما‪ ،‬أفرأيت إذا كان‬ ‫ظالما كيف أنصره؟ قال‪ :‬تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره ) صحيح البخاري‬

‫في ال ـ ـ ـك ـ ـ ـه ـ ــف‬ ‫الكهف مشروعُ نهضة‪ ،‬خلد ُه الله في القرآن‬ ‫وفي‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫تأصلت‬ ‫الخالفة‪،‬‬ ‫طريق‬ ‫على‬ ‫عملنا‬ ‫في‬ ‫ا‬ ‫إمام‬ ‫ليكون‬ ‫ّ‬ ‫مشروع تجاو َز‬ ‫سبيل‬ ‫به قواعد العمل الجماعي في ِ‬ ‫ٍ‬ ‫فهم َ‬ ‫وإشراق أعمق‪:‬‬ ‫أشمل‬ ‫ٍ‬ ‫األزمان واألمكنة نحو ٍ‬ ‫تقديم الفكرة على‬ ‫وحد ُة الفريق قلب ًا وفكر ًا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الشخص‪.‬‬ ‫‪ -1‬تكرا ُر األفعال بصيغة الجماعة أم ٌر ملفت فع ًال‪،‬‬ ‫يجعلك على يقين بأن مشروع ًا كهذا‪ُ ،‬يشرق مع ًا‬ ‫أو يأفل مع ًا ‪ ..‬المكان للنجاحات الفردية على‬ ‫حساب البقية‪ ،‬وهذا في ‪:‬‬ ‫ « فقالوا ربنا آتنا ‪ « ،»..‬وهيئ لنا ‪ « ،»..‬آمنوا‬‫بربهم ‪»، »..‬قاموا فقالوا ‪ « ، » ..‬لن ندعو ‪، »..‬‬ ‫« قالوا لبثنا ‪ ..‬قالوا ربكم ‪ ..‬فابعثوا ‪»..‬‬ ‫رتمية الجماعة على هذا النسق البد أن َ‬ ‫تحرك في‬ ‫النفس بأن مشاريع ًا على هذا المستوى ال تكون‬ ‫ِ‬ ‫باستقاللية األفراد وإنما باجتماع الجميع‪.‬‬ ‫سياق‬ ‫‪ -2‬لم تكن صياغة لفظ الجماعة موحدة في ِ‬ ‫اآليات ‪ ..‬نالحظ أن الجماعة أخذت شكل ( نا )‬ ‫الفاعلين المرفق ِة بالفعل أو ًال‪ ،‬ثم أخذت شكل (م)‬ ‫و ( ك ) و ( واو الجماعة ) والتي دلت على الخطاب‬ ‫في القسم االخر‪.‬‬ ‫ « ربنا آتنا ‪ « ،»..‬ربنا رب السماوات واألرض ‪»..‬‬‫ « كم لبثتم ‪ « ،»..‬ربكم أعلم بما لبثتم ‪،»..‬‬‫« ابعثوا ‪ « ، »..‬أحدكم ‪ « ،»..‬بورقكم ‪،»..‬‬ ‫« فليأتكم ‪ « ،»..‬إن يظهروا عليكم يرجموكم أو‬ ‫يعيدوكم»‪ « ،‬لن تفلحوا ‪.»..‬‬ ‫األصل في نفوس‬ ‫الهدف‬ ‫تأسيس وحد ِة‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫المؤمنين به على مبدأ « نا» يو ّلد التبني الكامل‬ ‫للمشروع النهضوي الكبير‪ ،‬وتبني المشروع يح ّمل‬ ‫المؤمنين به مسؤولي ًة ذاتي ًة تس ّير ذاك المشروع‬ ‫إلى األهداف التي اتفق عليها أفراده ‪.‬‬ ‫أما أمور التكاليف‪ ،‬األرباح والخسائر‪ ،‬تفاصيل‬ ‫األهداف‪ ،‬وغيرها ‪ ..‬توجه بصيغة بعيدة عن‬ ‫الشخص ‪,‬تحمل في طياتها ذوبان الشخص‬ ‫مقابل الجماعة ‪..‬‬ ‫فلنقس ثورتنا (ومشاريعنا الثورية) على ما ذكر‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫لندرك موضع الخلل ‪ ..‬وعظمه في ٍآن مع ًا‪.‬‬


‫الجمعة | ‪ 17‬أيار ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪35‬‬

‫مجــتمع‬

‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬

‫مأساة السوريين تعصف بهم في عرض البحر‬

‫ضاقت عليهم أرض سوريا بما رحبت‪ ،‬ووجدوا أنفسهم بين شظايا قذائف‬ ‫الموت‪ ،‬وفي عداد المشردين النازحين الجائعين داخل وطنهم‪ ،‬أغراهم‬ ‫بصيص األمل في الحياة على الجانب األخر من العالم‪ ،‬حيث ال قتل وال‬ ‫دمار وال معاناة‪ ،‬لجؤوا في البداية إلى تركيا‪ ،‬وهناك بدأوا رحلتهم الشاقة‬ ‫بين أمواج البحر على زوارق مطاطية‪ ،‬بينما كان أهاليهم ينتظرونهم عند‬ ‫جزيرة ليزبوس اليونانية‪ ،‬وبعد طول انتظار‪ ،‬أدرك الالجئون السوريون‬ ‫كما أدرك أهلوهم‪ ،‬أن البحر قادهم إلى الموت الذي فروا منه في بالدهم‪،‬‬ ‫ً‬ ‫جميعا وغرقت معهم أحالم النجاة‪ ،‬كما غرق األجنة الثالثة في‬ ‫فغرقوا‬ ‫بطن أمهم الحامل‪.‬‬

‫سابق‪:‬‬ ‫المفوضة العليا لالجئين التابعة لألمم المتحدة قالت في ٍ‬ ‫وقت ٍ‬ ‫إن ستة الجئين سوريين بينهم شابة حامل بثالثة توائم‪ ،‬قضوا غرقاً‬ ‫خالل محاولتهم الوصول إلى جزيرة ليزبوس اليونانية‪ ،‬قادمين من تركيا‪،‬‬ ‫وأضافت المفوضية بأن ثالثة الجئين آخرين أصبحوا في عداد المفقودين‪.‬‬

‫على عهد الشهداء ‪..‬‬

‫وأوضحت المفوضية ّأن أقارب‬ ‫الضحايا‪ ،‬كانوا بانتظارهم في أثينا‪،‬‬ ‫وتعرفوا عليهم وأبلغوا بفقدان‬ ‫ثالثة أشخاص آخرين من المجموعة‪،‬‬ ‫وبحسب شهادات األهالي كانت‬ ‫ٌ‬ ‫أسرة من خمسة أشخاص عادت مؤخر ًا‬ ‫إلى سوريا من اليونان‪ ،‬وف ّرت مجدد ًا‬ ‫بسبب أعمال العنف في البالد ضمن‬ ‫المجموعة‪.‬‬ ‫أما مدير برنامج منظمة العفو ألوروبا‬ ‫وآسيا الوسطى جون دالويسن‪ ،‬قال‬ ‫في بيان له‪ّ :‬إن «وقوع مثل هذه‬ ‫المأساة كان مسألة وقت» منذ تشديد‬ ‫اليونان الصيف الماضي المراقبة‬ ‫على حدودها البرية مع تركيا‪ ،‬في‬ ‫حين أدان الفرع اليوناني لمنظمة أطباء‬ ‫بال حدود‪ ،‬ظروف االستقبال السيئة لالجئين السوريين في اليونان لدى‬ ‫دخولهم إلى االتحاد االوروبي‪.‬‬

‫وفي تاريخ ‪ 02\05\2013‬تكررت مأساة الالجئين السوريين عبر البحر‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫حيث أنقذ عناصر خفر السواحل اإليطالية حوالى سبعين مهاجر ًا على متن‬ ‫زورق صيد قبالة جنوب إيطاليا‪ ،‬بينهم عشرات الالجئين السوريين وأحدهم‬ ‫طفل مصاب جراء عمليات القصف المستمرة في سوريا‪.‬‬ ‫كما ُيذكر أنه في تاريخ ‪ ،2008\2\24‬لقي ‪ 25‬سوريا مصرعهم في بحر‬ ‫إيجه ُوفقد ‪ 22‬آخرون‪ ،‬وهم يصارعون الغرق وسط العواصف‪ ،‬وما بين غرق‬ ‫اليوم وغرق األمس‪ٌ ،‬‬ ‫ظروف متشابهة عنوانها الموت وال المذلة‪.‬‬

‫كان إعدام جمال باشا لواحد وعشرين مفكر ًا في‬ ‫دمشق وبيروت كفي ًال بتخليده لقب السفاح بجانب‬ ‫اسمه وجعل ذكرى يوم السادس من أيار كعي ٍد‬ ‫للشهداء‪ ،‬لكن بعد معايشة السوريين للجرائم التي‬ ‫ارتكبها آل األسد خالل اربعين عامأ‪ ،‬تبين أن لقب‬ ‫السفاح الذي ّ‬ ‫ظل مالصق ًا لجمال باشا خالل تلك‬ ‫المدة قد انتقل إلى نظام األسد الذي تسبب وتخلل االحتفالية هتافات تنادي بزوال النظام‬ ‫بمقتل أكثر من مئة ألف شهيد‪ ،‬وجعل ّ‬ ‫كل يوم من ومحاكمة قتلة الشهداء وعدد من األغاني الثورية‬ ‫التي تخلد ذكرى شهداء الثورة السورية‪ ،‬كما قام‬ ‫أيام السوريين عيد ًا وذكرى لشهدائهم ‪.‬‬ ‫الناشطون بتوجيه كلمات يحييون فيها الشهداء‬ ‫وتخليد ًا لهذه الذكرى أقام أهالي منطقة القابون الذين سقطوا فوق أرض منطقة القابون‪ ،‬وضحوا‬ ‫احتفالية بهذه المناسبة‪ ،‬حيث جرى تنظيمها من في سبيل تطهير سوريا من سفاحها الجديد ‪.‬‬ ‫قبل متطوعين وناشطين في المنطقة‪ ،‬وتضمنت‬ ‫وضع الورود وأعالم االستقالل على قبور الشهداء‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى تكريم أبناء وبنات الشهداء حيث‬ ‫قام أحد األطفال بتوجيه كلمة إلى والده الشهيد‬ ‫يعاهده فيها على إكمال الدرب الذي سلكه‬

‫خالل العامين المنصرمين تميزت ذكرى عيد الشهداء‬ ‫بالقسوة والدموية‪ ،‬حيث استشهد ‪ 43‬شخص ًا في‬ ‫هذه الذكرى عام ‪ ،2011‬وارتقى ‪ 16‬شهيد ًا في‬ ‫عام ‪ ، 2012‬بينما كانت ذكرى عيد الشهداء‬ ‫لهذا العام هي األكثر دموية حيث شهدت ارتقاء‬ ‫‪ 107‬شهداء ليأكدوا للعالم أجمع أن الشعب‬ ‫ماض في طريقه إلى الحرية ‪ ،‬وانه لن‬ ‫السوري ٍ‬ ‫ينسى شهداءه مهما طال الزمان‪ ،‬وأثبت أبناؤه‬ ‫ذلك بتقديم أرواحهم يوم ًا بعد يوم وفاء ًا للشهداء‬ ‫وتجديد ًا للعهد‪.‬‬


‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬

‫لقاء‬

‫الجمعة | ‪ 17‬أيار ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪35‬‬

‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫الثوار نبدأ االنتصار‬ ‫بوحدة‬ ‫نبض العاصمة‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫بين تزاحم األخبار‬ ‫ ‬ ‫وكثرة المصادر‪ ،‬وازدياد المجموعات‬ ‫ّ‬ ‫الثوري‪ ،‬باإلضافة‬ ‫الحراك‬ ‫العاملة في ِ‬ ‫لتضخم الجهود ّ‬ ‫ّ‬ ‫وقلة الموارد‪ ،‬كان‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مستمرةٍ لتوحيد‬ ‫محاوالت‬ ‫البد من‬ ‫ٍ‬ ‫هذه الكيانات تحت ُمسمّ ًى واحدٍ ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ويؤكد‬ ‫يوجهها للهدف األساسي‬ ‫على ما يجمعها دون أن يفرقها‪،‬‬ ‫ومن هذه التجارب كان تجمّ ع (نبض‬ ‫ّ‬ ‫تشكل من شباب‬ ‫العاصمة)‪ ،‬الذي‬ ‫الداخل‪ ،‬في سبيل تنسيق وتنظيم‬ ‫الجسم الثوري العامل في دمشق‬ ‫راسخة‪.‬‬ ‫على أسس ٍسليمةٍ ِ‬

‫وللتع ّمق في هذه المحاولة أجاب‬ ‫المسؤول اإلعالمي لتج ّمع نبض العاصمة‬ ‫(يوسف الصديق) عن أسئلة جريدة (عهد‬ ‫الشام) موضح ًا المراحل التي م ّر بها‬ ‫التج ّمع‪ ،‬والصعوبات التي واجهت (نبض‬ ‫العاصمة)‪ ،‬في ّ‬ ‫ظل تسارع األحداث‬ ‫وتصاعد الحراك الثوري بدمشق‪:‬‬ ‫ كيف نشأت وتأسست فكرة‬‫)تجمع نبض العاصمة( ؟‬ ‫ّ‬

‫أخفي وجود بعض المخاوف إال أنها لم‬ ‫تؤثر على إكمال العمل المشترك بشكل‬ ‫ٍتدريجي‪ ٍ،‬مع َب ْل َو َرة و َمنْهَ َجة وهَ ْي َك َلة هذه‬ ‫النواة مع مرور الوقت‪ ،‬واليوم بعد مرور‬ ‫أكثر من ‪ /8/‬أشهر على بدء التنسيق‪،‬‬ ‫بدأت ثمار هذا العمل بالظهور‪.‬‬ ‫)تجمع نبض‬ ‫ لماذا ُو ِجد‬‫ّ‬ ‫العاصمة(‪ ،‬وكم عدد الجهات‬ ‫التي يجمعها ؟‬

‫يهدف التج ّمع بشكل ٍأساسي ٍإلى تحقيق‬ ‫عال المستوى‪ ،‬يضمن سرعة‬ ‫تنسيق ٍعملي ٍ ِ‬ ‫التواصل بين مختلف كيانات األرض‬ ‫الفا ِعلة‪ ،‬وتوحيد الجهود في المنطقة‬ ‫الواحدة ومنع هدر المواد‪ ،‬باإلضافة‬ ‫لالستفادة من تجارب وخبرات الجميع‬ ‫في كافة المجاالت‪ ،‬مع ضرورة منع‬ ‫تحكم‬ ‫الجهات الداعمة والخارجية من ّأي ٍ‬ ‫بالمجموعات الثورية العاملة بدمشق‬ ‫وريفها‪ .‬كما يطمح التج ّمع لتشكيل قو ٍة‬ ‫وزن‪ ،‬ليتم ّكن ِمن منع أي جه ٍة كانت‬ ‫ذات ٍ‬ ‫هدف يختزل الثورة‬ ‫أن تنفذ أي أجند ٍة أو ٍ‬ ‫أو يشوهها أو يسرقها؛ ويكون هذا ّ‬ ‫بكل‬ ‫تأكي ٍد من خالل تحقيق التشاركية في‬ ‫العمل‪ ،‬بحيث يتح ّمل الجميع مسؤولية‬ ‫اإلدارة والتطوير ووضع السياسة العامة‬ ‫للتجمع والعمل على تنفيذها‪ ،‬عن طريق‬ ‫دوري‪.‬‬ ‫بشكل ّ‬ ‫مشاركة الجميع في اإلدارة ٍ‬ ‫ويتم تحقيق هذه األهداف واالستفادة‬ ‫من المشروع بجعله من وإلى الجميع‪،‬‬ ‫شخص خارج‬ ‫وعدم ربطه بأي جه ٍة أو‬ ‫ٍ‬ ‫البالد‪ ،‬كي ال يت ّم استغالله أو تحويله عن‬ ‫أوجد له‪.‬‬ ‫المسار الذي ِ‬ ‫أ ّما بالنسبة لعدد الجهات فهو ‪/26/‬‬ ‫عا في دمشق‪ ،‬كتنسيقيات‬ ‫تنسيقية وتج ّم ً‬ ‫ً‬ ‫حي الميدان والمهاجرين والقابون وجوبر‬ ‫ّ‬ ‫وباب سريجة وبرزة وغيرها الكثير‪ ،‬أيض ًا‬ ‫يدخل في تشكيل (نبض) اتحاد (طلبة‬ ‫سوريا األحرار) و(جامعيون من أجل‬ ‫التغيير) و(ائتالف شباب سوريا األحرار)‪.‬‬

‫نشأت الفكرة من ضرورة توحيد الجهود‬ ‫والوقوف صف ًا واحد ًا في وجه النظام‬ ‫المجرم‪ ،‬وبالنظر للعمل الثوري خالل عام‬ ‫ٍونصف كان التعاون والتشاركية ِسمة ًمن‬ ‫ِسمات أعمال الجهات في دمشق وريفها‬ ‫وإن لم يكن واضح ًا؛ لذا كان من الضروري‬ ‫ليرسخ‬ ‫إنشاء مس ّم ًى يجمع الجهات‪ّ ،‬‬ ‫إيماننا العميق في أهمية تعاون جميع‬ ‫األطراف العاملة في الحراك‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى ضرورة إعادة تنظيم وهيكلة الجسم‬ ‫الثوري الموجود في دمشق‪ ،‬ليكون‬ ‫هدف واضح ٍومباشرٍ‪ ،‬وليمنع‬ ‫معافى وذو ٍ‬ ‫ً‬ ‫المتس ّلقين والمتحدّثين الواهيين من‬ ‫الخارج باسم الداخل‪ ،‬حيث كان من‬ ‫الدوافع األساسية إلنشاء (تج ّمع نبض‬ ‫العاصمة) وجود العديد من الشخصيات‬ ‫ّ‬ ‫تستغل الحراك لتحقيق‬ ‫في الخارج‪ ،‬والتي‬ ‫أجندتها الخاصة‪ ،‬لذلك كان هدفنا‬ ‫األساسي أن يكون التج ّمع منبرا لصوت ‪ -‬ما الصعوبات والمشاكل‬ ‫ً‬ ‫التي واجهتكم خالل توحيد‬ ‫دمشق الواعد الواحد‪.‬‬ ‫التجمع ؟‬ ‫التواصل مع الجهود وإنشاء‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫وتحت هذا الهدف بدأ‬ ‫الجهات العاملة‪ ،‬لتنفيذ الفكرة وبلورة واجهتنا بعض الصعوبات‪ ..‬مثل ضعف‬ ‫هذا العمل المشترك‪ ،‬حيث القت الترحيب اإليمان لدى البعض بالقدرة على الت ّوحد‬ ‫تجارب‬ ‫واإلقبال ِمن َمن تم التواصل معهم‪ ،‬وال والتنسيق‪ ،‬وكان هذا بسبب‬ ‫َ‬

‫سابق ٍة لدى القليل من التنسيقيات‬ ‫باستغالل جهودهم في تحقيق بعض‬ ‫المصالح الشخصية؛ ما أعطى نظرة ً سلبي ًة‬ ‫ّ‬ ‫لكل محاول ٍة من هذا النوع‪ .‬وبالتأكيد‬ ‫واجهتنا صعوبة ٌفي التنسيق بين‬ ‫الكوادر الكبيرة‪ ،‬مع اختالف المناطق‬ ‫وآليات العمل‪ ،‬باإلضافة لصعوبة اتفاق‬ ‫الجميع للوصول إلى نقطة التقا ٍء على‬ ‫المبادئ وآليات العمل ال َمرِنة‪ ،‬مع هذا‬ ‫التنوع الكبير والتباين بين األعضاء‪.‬‬ ‫وال يخلو األمر من قيام البعض بمحاولة‬ ‫التس ّلق على المشروع وجني مكاسب من‬ ‫خالل اسم (نبض العاصمة)‪ ،‬وقيام آخرين‬ ‫من الخارج بالتحدث باسم المشروع دون‬ ‫معرفة الجهات المش ّكلة له‪.‬‬ ‫ كيف ّ‬‫تمكنتم من توحيد‬ ‫الفكر وجمع جهود أكثر من‬ ‫بنبض‬ ‫‪ 25‬تنسيقية وتنظيمها‬ ‫ٍ‬ ‫واحد ؟‬

‫بما أنّ فكرة المشروع بدأت من بعض‬ ‫شباب الثورة في الداخل‪ ،‬وكون مجلس‬ ‫اإلدارة والهيئة العامة بشكل ٍكامل ٍمن‬ ‫أعضاء التج ّمعات الموجودة داخل سوريا؛‬ ‫والذين لديهم اتفاقٌ ٌ‬ ‫كامل على الخطوط‬ ‫العريضة للثورة ومبادئها‪ ،‬باإلضافة‬ ‫العفوي‬ ‫لوجود بعض العمل المشترك‬ ‫ّ‬ ‫منذ بداية الثورة بين الجهات العاملة‬ ‫في دمشق وريفها‪ ،‬ما سهّ ل األمر بعض‬ ‫الشيء‪ ،‬إال أنّ تنظيم العمل وتوحيد‬ ‫الجهود لم يكن سه ًال‪ ،‬حيث تط ّلب تفرغ ًا‬ ‫كام ًال من القائمين عليه‪ ،‬واستغرق العديد‬ ‫من الشهور لبناء الهيكلية الالزمة للبدء من‬ ‫أساس سليم‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ ما هي التقسيمات اإلدارية‬‫التي تضمها نبض العاصمة؟‬

‫ُيدار (نبض العاصمة) عن طريق هيئ ٍة‬ ‫عام ٍة فيها ممثلون من كل جه ٍة من‬ ‫الجهات المش ّكلة لنبض‪ ،‬و ُتت َ​َخ ُذ القرارات‬ ‫فيها بالتصويت‪ ،‬كما ورد وتم االتفاق‬ ‫عليه مع الجميع في القانون الداخلي‬ ‫لـ(نبض العاصمة)‪ ،‬وينتخب منها ّ‬ ‫كل‬ ‫مجلس إدار ٍة للمشروع‪ ،‬وهذه‬ ‫فتر ٍة دوري ٍة َ‬ ‫اإلدارة غير مركزي ٍة‪ ،‬ويتم استبدالها بشكل‬ ‫ٍدوري‪ ،‬ويعمل مجلس اإلدارة على متابعة‬ ‫ّ‬ ‫العمل وتسيير أمور المكاتب ورفع التقارير‬ ‫للهيئة العامة‪ ،‬يليه مجموعة ٌ من المكاتب‬

‫التنفيذية التي تتضمن عدة أقسامٍ للعمل‪،‬‬ ‫يرأسها مدي ٌر وتتابعها الهيئة العامة‪.‬‬ ‫وتج ُد ُر اإلشارة إلى أنّ هذا العمل يت ّم دون‬ ‫التشبيك بين المجموعات أو حتى أعضاء‬ ‫الهيئة العامة مع بعضهم بما يضمن أمن‬ ‫وسالمة الجميع‪.‬‬ ‫* أشا َر (يوسف الصديق) المسؤول‬ ‫اإلعالمي لنبض‪ ،‬أنّ التج ّمع لديه العديد‬ ‫من المجاالت التي يعمل عليها حالي ًا‪،‬‬ ‫وسيقتصر الحديث في هذا اللقاء على‬ ‫المكتب اإلعالمي‪ ،‬حيث أجاب عن الفرق‬ ‫العاملة فيه والتنسيق بينها بالتالي‪:‬‬ ‫يوجد لدى (نبض العاصمة) العديد من‬ ‫مختص‪ ،‬منها‬ ‫األقسام ولكل قسم ٍمدي ٌر‬ ‫ٌ‬ ‫فريق تحرير األخبار‪ ،‬وفريق التصميم‬ ‫والمونتاج‪ ،‬أيضا ًفريق التصوير والتوثيق‪،‬‬ ‫باإلضافة للناطقين اإلعالميين‪.‬‬ ‫غرف‬ ‫وجود‬ ‫ويت ّم التنسيق من خالل‬ ‫ِ‬ ‫عمل ٍمشترك ٍة‪ ،‬للتأكد من صحة الخبر من‬ ‫المراسل الموجود لدينا في منطقته حصر ًا‪،‬‬ ‫مع محاولة تأمين فيديو مص ّورٍ للتوثيق‪،‬‬ ‫وتعتمد (نبض) على وجود العاملين فيها‬ ‫دائم‪ ،‬وعلى‬ ‫في أحياء دمشق‬ ‫ٍ‬ ‫بشكل ٍ‬ ‫التعاون بين (نبض العاصمة) وباقي‬ ‫الشبكات اإلعالمية‪ ،‬إليصال حقيقة الثورة‬ ‫اختزال‪.‬‬ ‫دون تشوي ٍه أو‬ ‫ٍ‬ ‫في النهاية ّأكد (يوسف) على استمرار‬ ‫العمل حتى تحقيق أهداف الثورة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫بأقل الخسائر‬ ‫وإسقاط نظام األسد‬ ‫سليم‬ ‫فكر‬ ‫نشر‬ ‫الممكنة‪ ،‬والعمل على‬ ‫ٍ ٍ‬ ‫بالتوازي مع العمل الثوري‪ ،‬باإلضافة لرفع‬ ‫كفاءة جميع الكوادر العاملين بدمشق‬ ‫وريفها في جميع المجاالت‪ ،‬وتأهيلها‬ ‫لتكون ذات دورٍ كبيرٍ في بناء الدولة‬ ‫والمجتمع‪ .‬وأضاف (يوسف) أن الثورة‬ ‫طرف‬ ‫تحتاج جميع أبنائها وال تقوم على ٍ‬ ‫دون آخر‪ ،‬ونحن في (التج ّمع) ندعو جميع‬ ‫الجهات والكتائب العاملة في دمشق‬ ‫وريفها إلى التوحد ونبذ الخالف والتركيز‬ ‫على ما يجمعنا ال على ما يف ّرقنا؛ ونحن‬ ‫نسعى للتكامل مع بقية الجهات‪ ،‬حيث‬ ‫أنّ الثورة تحتاج للجميع وال تقوم بأح ٍد‬ ‫دون أحد‪ ..‬فبوحدة الث ّوار نبدأ االنتصار‪.‬‬


‫الجمعة | ‪ 17‬أيار ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪35‬‬

‫عسكري‬

‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬

‫معامل السالح‬ ‫والذخيرة‬ ‫إبداع سوري في سبيل الخالص‬ ‫الجيش الحر ينتقل من الشراء للتصنيع‬

‫تقري ُر ‪ -‬قسم األخبار في إذاع ِة العاصم ِة أون الين بدمشق‪.‬‬ ‫السالح ضمن‬ ‫ ‬ ‫منذ أكثر ِمن أربعين عاما ًانحصرَ ْت ثقافة ُ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫قادة آل األسد؛ فيدربون‬ ‫إشراف‬ ‫الجيش السوري تحت‬ ‫إطار‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الجيش ممن ُت َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫بسنتين‪،‬‬ ‫العسكرية‬ ‫خدمتهم‬ ‫خت َصر‬ ‫أفراد‬ ‫بعض‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫جنود‬ ‫النقيض‬ ‫الطرف‬ ‫أساسيات محدودة‪ ..‬بينما على‬ ‫على‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بطرق‬ ‫‪،‬‬ ‫فتكا‬ ‫ها‬ ‫أكثر‬ ‫واستخدام‬ ‫األسلحة‬ ‫أثقل‬ ‫حمل‬ ‫على‬ ‫بوا‬ ‫ُد ِر‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫الفريق األسد‪.‬‬ ‫للجيش السوري‪،‬‬ ‫القائد‬ ‫الفريق‬ ‫ُتماشي مصلحة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫الثائر‪،‬‬ ‫الشعب‬ ‫بوجه‬ ‫أسلحتهم‬ ‫ليجردوا‬ ‫الجنود‬ ‫خرج هؤال ِء‬ ‫ثم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫واإليراني التي ال تنض ُب دعما‪ ..‬فيما‬ ‫الروسي‬ ‫الطراز‬ ‫ذات‬ ‫هم‬ ‫أسلحت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫الحر‪ ،‬كانوا ال يم ِل َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫السوري ّ‬ ‫البداية‬ ‫كون في‬ ‫الجيش‬ ‫آخرون إلى‬ ‫انشق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫القنابل‪ ،‬ليفت ِت ُحوا اليومَ مصنعا كامال للسالح‪..‬‬ ‫الرصاص وبعض‬ ‫سوى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫السالح‪ ،‬اجتهدَ الجيش الحر في‬ ‫ومصنع‬ ‫الرصاصة‬ ‫وبين مرحلتي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫اإلنتاج الج ّي ِد‬ ‫على‬ ‫قادرة‬ ‫ها‪،‬‬ ‫ع‬ ‫تواض‬ ‫على‬ ‫متكاملة‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫عمل كا‬ ‫رَش‬ ‫ِ‬ ‫ُو ِ‬ ‫ً‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫شعبه‪.‬‬ ‫ولكن‬ ‫ٍ‬ ‫بظروف تزداد قسوة‪ ،‬كلما طالت حرب األسد على ِ‬

‫«‬ ‫األسلحة محلية الصنع إثبات لقدرة الحر على‬ ‫مجابهة األسد بشتى اإلمكانات المتاحة‬

‫»‬

‫العسكرية‪..‬‬ ‫والصناعات‬ ‫ش‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بداية ُ ُ‬ ‫الو َر ِ‬

‫مدفع (بي‪ -‬عشرة) الذي ص ّن َعتْه‬ ‫الجيش‬ ‫من أ ّو ِل‬ ‫السوري الح ّر‪ُ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫منتجات ُو َر ِش ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫أثقال‬ ‫بوضع‬ ‫ُها‬ ‫ت‬ ‫تثبي‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫يدوي‬ ‫ها‬ ‫و‬ ‫حش‬ ‫م‬ ‫يت‬ ‫وقذائف‬ ‫رقان)‪،‬‬ ‫ف‬ ‫(ال‬ ‫سرايا‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫َ‬ ‫السالح‪ ،‬لتستع ِملها السرية مباشرة‬ ‫لضمان سالم ِة مستخ ِد ِم هذا‬ ‫فو َقها‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫أرض المعركة‪ ،‬فيما تق ّد َمت كتيبة (الحمزة) خطوة ًإضافي ًة ًعن سرايا‬ ‫ًفي ِ‬ ‫إلطالق القذائف‪ُ ،‬مث َبتة ًعلى شاحن ٍة صغير ٍة‬ ‫ة‬ ‫نص‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫فص‬ ‫رقان‪،‬‬ ‫ال ُف‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ً ِ‬ ‫وأس َمتْها (حمزة‪ -‬واحد)‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫دفعيات والصواريخ‪ ،‬حيث قص َفت كتيبة (بني أم ّية) مق ّر‬ ‫وهناك أيض ًا ال ِم‬ ‫محلي‬ ‫دفع‬ ‫م‬ ‫باستخدام‬ ‫بحمص‪،‬‬ ‫الرستن‬ ‫شمالي‬ ‫ة‬ ‫الموجود‬ ‫كتيب ِة الهندس ِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ٍ ّ‬ ‫(الفتح) بتاريخ ‪ 2012/12/11‬عن إنتاج‬ ‫كتائب لوا ِء‬ ‫الصنع‪ ..‬كما أعلنَت‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫صواريخَ‬ ‫الصنع أس َمتْها (نصر‪ -‬واحد)‪ ،‬قص َفت‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫محل‬ ‫دفع ٍة جديد ٍة من‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إصابات مباشرة‪ُ ،‬‬ ‫العسكري‪ ،‬محقق ً ًة‬ ‫بها مطا َر ِمنّغ‬ ‫ويقول أفرا ُد الكتيبة «إنّ‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ات‬ ‫و‬ ‫ق‬ ‫قصف‬ ‫على‬ ‫د‬ ‫ر‬ ‫ة‬ ‫بمثاب‬ ‫هو‬ ‫الصنع‬ ‫ة‬ ‫محلي‬ ‫ة‬ ‫بأسلح‬ ‫المطار‬ ‫ِ ّ ِ‬ ‫ِ ٍَ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫استهداف ِ‬ ‫الجيش الح ّر على ُمجابه ِة األس ِد‬ ‫وإثبات لقدرة‬ ‫األسد لمدين ِة إعزاز بحلب‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫اإلمكانات ال ُمتاحة‪.‬‬ ‫بشتّى‬ ‫ِ‬

‫الشمال) أ ّول مر ٍة بإدلب جمع َة ‪،2013/5/10‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫حر‬ ‫طائرة‪..‬‬ ‫أول‬ ‫ٍ‬ ‫وأول مصنع ٍ حربي ٍ ّ‬ ‫إطالقُ‬ ‫مدفع (جهنّم) على‬ ‫ة‬ ‫قذيف‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫حين‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫للجيش‬ ‫التسليح الذاتي‬ ‫ولم ي ِقف‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫السوري الح ّر معمل ال ِقرميد الذي جعلته ُ‬ ‫قوات األس ِد ثكنة‬ ‫المعركة‪،‬‬ ‫أرض‬ ‫على‬ ‫ات‬ ‫ي‬ ‫دفع‬ ‫م‬ ‫وال‬ ‫القذائف‬ ‫عن َد‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ًصغيرة ًآلليا ِتها‪ ،‬ما س ّب َب انفجار ًا ضخم ًا جد ًا‬ ‫َ‬ ‫من‬ ‫ة‬ ‫طائر‬ ‫بتصنيع‬ ‫‪،‬‬ ‫أيضا‬ ‫ها‬ ‫ء‬ ‫سما‬ ‫وصل‬ ‫بل‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫في الموقع‪.‬‬ ‫دون ط ّيار‪ُ ،‬س ِم َيت (فج َر الحرية‪ -‬واحد)‪ ،‬تعملُ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫كاميرا‬ ‫عليها‬ ‫ت‬ ‫ب‬ ‫ُث‬ ‫ت‬ ‫حيث‬ ‫د‪،‬‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫عن‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫بالتح‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫«‬ ‫للمواقع التي تطي ُر فوقهَ ا‪ ،‬وهي‬ ‫تصويرٍ مباشر‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫طن معظم الذخائر المنتجة هي‬ ‫قا ِدر ٌة على َح ْم ِل ذخير ٍة تصل إلى ِ‬ ‫نصف ٍ‬ ‫قوات األسد‪ ..‬على ح ّد ِ‬ ‫إللقا ِئها على ِ‬ ‫وصف حصيلة األسلحة التي يقصف‬ ‫المب َت ِكر والمصنّع لها‪.‬‬ ‫بها الشعب السوري‬ ‫ُ‬ ‫وفي ‪َ ،2012/12/14‬‬ ‫الجيش‬ ‫وصل‬ ‫ّ‬ ‫السوري »‬ ‫الذاتي‪،‬‬ ‫الح ّر إلى مرحل ِت ِه األخير ِة في التس ّل ِح‬ ‫ّ‬ ‫إلنتاج‬ ‫حربي‬ ‫حين أع َلنَ عن‬ ‫ٍ‬ ‫افتتاح أ ّول مصنع ٍ‬ ‫ِ‬ ‫نفس ِه جنى األسد‪..‬‬ ‫ِ وعلى‬ ‫ِ‬ ‫األسلح ِة الخاص ِة به‪ ،‬مق ُر ُه الرستن في حمص‪،‬‬ ‫وهو بقياد ِة المقدّم (بشار َح ّمود)‪ ،‬ومجموع ٍة من يعتم ُد ُ‬ ‫تركيب األسلحة‬ ‫الجيش‬ ‫ّ‬ ‫السوري الح ّر في ِ‬ ‫ّ‬ ‫قدرات الض ّب ِاط المنشقين‪،‬‬ ‫أنتج يدوية الصنع على ِ‬ ‫الفنيّينَ المنشقينَ عن‬ ‫كتائب األسد‪ ،‬حيث َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫قَ‬ ‫وحشو‬ ‫بات‬ ‫المرك‬ ‫ط‬ ‫ل‬ ‫خ‬ ‫ر‬ ‫ط‬ ‫وا‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫خ‬ ‫الذين‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫عيار‬ ‫من‬ ‫ة‬ ‫وراجم‬ ‫صواريخ‪،‬‬ ‫هذا المصنع قواع َد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫لكل سالح‪،‬‬ ‫جدي‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫المدى‬ ‫د‬ ‫وتحدي‬ ‫‪،‬‬ ‫الطلقات‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ن‬ ‫هاو‬ ‫وقذائف‬ ‫بي‪،‬‬ ‫إم‬ ‫بي‬ ‫ع‬ ‫مائ ٍة وسبعة‪ ،‬و ِمدف َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫جانبهم المهندِسونَ والف ّنيّونَ العسكر ّيونَ‪،‬‬ ‫وإلى‬ ‫عيا َر مائ ٍة وعشرين‪ ،‬وقواع َد رشاشات‪ ،‬ويأتي‬ ‫ِ‬ ‫والرسومات ألسلح ٍة‬ ‫بالمعلومات‬ ‫الجيش الذين يز ّودونَه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إنتاج‬ ‫ُ‬ ‫المصنع باالعتما ِد على إمكان ّي ِ‬ ‫ات ِ‬ ‫ِ‬ ‫فردي أو‬ ‫دعم من ّأي جه ٍة خارج ّي ٍة‪ ..‬بسيط ٍة قابل ٍة للتنفي ِذ‪ ،‬على‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مستوى ّ‬ ‫أي‬ ‫عن‬ ‫ا‬ ‫بعيد‬ ‫الح ّر‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫مجموعات صغيرة‪ ،‬دونَ الحاج ِة إلى‬ ‫ِمن ِق َبل‬ ‫ٍ‬ ‫حسب ما ذك َر قائ ُد المصنع‪.‬‬ ‫َ‬ ‫تمويل كبير‪ .‬إذ ًا فأنّ معظ َم‬ ‫ٍ‬ ‫إمكانيات ضخم ٍة أو ٍ‬ ‫الذخائرِ المنتج ِة يدو ّي ًا هي حصيل ُة األسلح ِة‬ ‫ات األسد‪ ..‬جهنّ م !!‬ ‫ولقو ِ‬ ‫ّ‬ ‫السوري‪ ،‬حيث َيج َم ُع‬ ‫الشعب‬ ‫قص ُف بها‬ ‫ُ‬ ‫التي ُي َ‬ ‫ّ‬ ‫وأخير ًا وليس ِآخر ًا‪ ..‬صنّعت‬ ‫ُ‬ ‫كتائب (أحرارِ‬ ‫ُ‬ ‫عقب ّ‬ ‫كل معرك ٍة‪ ،‬أو‬ ‫ينفجر َ‬ ‫الجيش الح ّر ما لم ِ‬ ‫الشمال) العاملة ُفي إدلب مدف َع‬ ‫ٍ‬ ‫براميل يف ّك ُك األسلحة المعطوبة‪ ،‬أو ُيع ّبئ فوار َغ‬ ‫وأطلقت‬ ‫متفجر ٍة‪ ،‬يمكن حشوه بأسطوان ِة غاز‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫إضافات تزي ُد من‬ ‫الطلقات والقذائف‪ ،‬مع‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫من‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫األ‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ّم)‪،‬‬ ‫ن‬ ‫جه‬ ‫(مدفع‬ ‫م‬ ‫اس‬ ‫ُ َ ّ‬ ‫عليه َ‬ ‫ِ‬ ‫كتثبيت‬ ‫القدر ِة التدميري ِة لألسلح ِة والذخائرِ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫يستطيع‬ ‫نوعه بالخصائص التي يمتا ُز بها‪ ،‬إذ‬ ‫ُ‬ ‫الصواعق عليها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫القذائف‬ ‫(جهنّم) إطالقَ أكث َر من ‪ /15/‬نوع ًا من‬ ‫ِ‬ ‫ترتفع نبرة التحدّي عن َد ُمب َت ِكرِي‬ ‫يصل وزنُها إلى ‪ /40/‬كيلو ويوم ًا بع َد يوم ُ‬ ‫الثقيل ِة والتي ُ‬ ‫خالل تصريحا ِت ِهم‬ ‫من‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫األسلح‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ص‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫إلطالق‬ ‫َين‬ ‫ت‬ ‫اثن‬ ‫َين‬ ‫ت‬ ‫قاعد‬ ‫على‬ ‫غرام؛ كما يحتوي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫لكتائب‬ ‫د‬ ‫والوعي‬ ‫د‬ ‫التهدي‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫تح‬ ‫والتي‬ ‫رة‬ ‫ر‬ ‫المتك‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫الصنع أيضا‪ ،‬كما‬ ‫صواريخ (روهينغا) محلي ِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫السوري الح ّر سيعي ُد لهم‬ ‫الجيش‬ ‫بمدى مج ٍد واسع ٍيصل إلى األسد‪ ،‬بأنّ‬ ‫َ‬ ‫يمتا ُز مدفع (جهنّم) ً‬ ‫الشعب‪،‬‬ ‫‪ /1.5/‬كيلومتر‪ ،‬وقدر ٍة تدميري ٍة يمكن أن تلته َم األسلحة الفتّاكة التي يضرِبونَ بها‬ ‫َ‬ ‫للجيش‬ ‫الذاتي‬ ‫المخزون‬ ‫أصبحت من‬ ‫صنع بعدما‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مساحة َ‪ /200/‬مترٍ مربع‪ ،‬وق ِد َرت تكلفة ُ ِ‬ ‫شح ْت علي ِه ي ُد المعون ِة ِمن ِق َب ِل َمن‬ ‫حشوات (جهنّم) بـ‪ /15/‬الح ّر‪ ،‬الذي َّ‬ ‫القذيف ِة الواحد ِة من‬ ‫ِ‬ ‫أنفسهُ م باألصدقا ِء‪.‬‬ ‫ألف لير ٍة سوري ٍة‪ ،‬وقد استخدمتْه كتائب (أحرارِ َي ِصفون َ‬ ‫ِ‬


‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬

‫شهداء ‪ -‬معتقلون‬

‫الجمعة | ‪ 17‬أيار ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪35‬‬

‫شــهــــــداء‬

‫اإلعالمي الشهيد « عامر جنيد»‬

‫لم نعرفهم من قبل‪ ،‬رافقتنا أصواتهم وأعمالهم‪،‬‬ ‫مرات ومرات‬ ‫واسماؤهم الوهمية‪ ،‬استمعنا لهم ٍ‬ ‫‪ ..‬يحاولون تطوي َع ِّ‬ ‫حروف اللغ ِة وأدواتها‬ ‫كل‬ ‫ِ‬ ‫قصف أو قذيفة‬ ‫َ‬ ‫شعب‪ ،‬لنعل َم بع َد ٍ‬ ‫لتشرح مأسا َة ٍ‬ ‫سبيل الكلم ِة والحق‪.‬‬ ‫في‬ ‫أحدهم‬ ‫باستشهاد‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫الشهيد (عامر بدر الدين جنيد) والشهيد (غياث‬ ‫عبد الجواد)‪ ،‬وأيض ًا الشاب (محمد سعيد الحموي)‬ ‫أبناء منطقة القابون ومن أبرز النشطاء اإلعالميين‬ ‫فيها‪ ،‬استشهد (محمد سعيد الحموي)‪ ،‬وتبعه عامر‬ ‫وغياث ليستشهدا مع ًا إثر قذيفة استهدفت منطقة‬ ‫القابون في العاشر من شهر آذار العام الحالي‪.‬‬ ‫ُعرف عامر جنيد باسم (أبو عمير)‪ ،‬وكان ُ‬ ‫يعمل‬ ‫خالل الثورة في تغطية أحداث منطقة القابون‬ ‫كرئيس لمكتبها اإلعالمي‪ ،‬تارك ًا دراسته في‬ ‫ٍ‬ ‫هندسة االلكترون متفرغ ًا بجميع جهوده للثورة‪.‬‬ ‫روح مرحة ومتزنه‪ ،‬ويصفه‬ ‫كان عامر‬ ‫َ‬ ‫صاحب ٍ‬ ‫أصدقاؤه بكاتم األسرار واألفعال حيث كان يقوم‬ ‫بالكثير وال يخبر أحد ًا وال يتفاخر‪ ،‬ويستمع لرفاقه‬ ‫فينصحهم ويكون معهم في حزنهم وفرحهم‪.‬‬ ‫بحزن كبير‪،‬‬ ‫تلقت عائلة عامر خبر استشهاده ٍ‬

‫ورغم ذلك رفعت والدة الشهيد رأسها لتطلب من‬ ‫إخوته عدم البكاء فهو اآلن في أكثر األمكنة أمان ًا‬ ‫وطمأنينه‪ ،‬كما أرسلت والدة عامر تحي ًة ألمهات‬ ‫الشهداء السوريين عبر موقع الـ ‪Facebook‬‬ ‫وأهدت ابنها سطور ًا تعبر عن الشوق وصعوبة‬ ‫الصبر‪ »:‬سألوني عنك فقلت لهم‪ ،‬كان حبيبي‬ ‫الذي أريد‪ ،‬كان صالتي و معبد حبي‪ ،‬كان لي‬ ‫عيد و ألف عيد‪ ،‬كان رنين ًا يطرب خاطري‪ ،‬و أعذب‬ ‫شعري و لحني العتيد‪ ،‬سـألوني عنك فقلت لهم‪،‬‬ ‫كان لي كدم الوريد‪ ،‬كان شموس ًا تضيء دربي و‬ ‫كملك‬ ‫دار الزمان و أمست حطام ًا‪ ،‬و أمست بقلبي ٍ‬ ‫تهاوت كل حصونه بأيدي العبيد‪ ،‬فال تسـألوني‬ ‫بل اسألوه عما بيننا في الماضي البعيد‪ ،‬و قولوا‬ ‫له ذهب الهوى‪ ،‬فلن يستعاد‪......‬و لن استعيد»‬ ‫كما كان استشهاد عامر صعب ًا على زمالء ثورته‬ ‫فهم لم يفقدوا من يعمل معهم فقط وإنما أيض ًا‬ ‫صديق ًا عزيزي ًا غالي ًا حيث كتبوا له تعبير ًا عن‬ ‫شوقهم‪« :‬رحلت إذن ‪ ...‬رحلت كأجمل ما يكون‬ ‫الرحيل‪ ،‬كنت رائع ًا في كل شيء ‪ ...‬مختلف ًا في‬ ‫كل شيء‪ ،‬صادق ًا في كل شيء ‪ ...‬حتى في‬ ‫الموت‪ ،‬اخترت أروع أنواع الموت ‪ ...‬فمثلك ال‬

‫تودعه الحياة إ ّال رافعا رأسه بفخر‪ ،‬ومثلك ال يودع‬ ‫الحياة ‪ ...‬إ ّال لحيا ٍة أجمل وأبقى» ‪.‬‬ ‫َح ُل َم عامر باتمام دراسته خارج سوريا‪ ،‬كما أراد أن‬ ‫يفيد وطنه بالعلم والعمل‪ ،‬إال أن الله اختار له‬ ‫الشهادة لتختلط دماؤه بتراب األرض فتنشر أم ًال‬ ‫بالحرية وعزيم ًة على تحقيق النصر‪.‬‬

‫مــعــتــقلون‬

‫حتى من مقاهي دمشق‬ ‫تسلب حريتهم ‪..‬‬

‫ُ‬ ‫يحدث في سوريا ‪ ..‬أن يخرج الشاب‬ ‫ ‬ ‫لمقهى‪ ،‬بهدف االجتماع مع أصدقائه ‪ ..‬فال‬ ‫يعود! لتكون قوات األمن السورية اغتالت‬ ‫بهمجية االعتقال ما تبقى من األماكن وسط‬ ‫دمشق وتحديد ًا مقهى ساروجه‪.‬‬ ‫هذا ما حدث مع عد ٍد من الشباب يوم الثالث‬ ‫والعشرين من شهر نيسان الفائت‪ ،‬حين قامت‬ ‫عناصر األمن التابعة للنظام األسدي بمداهمة‬ ‫مقهى بساروجة واقتياد كل من (ميساء الصالح‬ ‫ومعاذ الفرا ووائل سعد الدين وأيض ًا وعد الجرف‬ ‫و أسامة عزو وندى الجندي و بشار فرحات وأحمد‬ ‫زغلول وكذلك لينا الصمودي و أماني الشيخ‪،‬‬ ‫إضاف ًة إلى الصحفي شيار خليل)‪ ،‬دون توجيه‬ ‫أي تهم ٍة واضح ٍة للمجموعة‪.‬‬

‫ُعرف من المعتقلين الشاب شيار خليل وهو‬ ‫من أصل كردي ت ّولد منطقة عفرين ويبلغ من‬ ‫العمر ‪ ،28‬يعيش في دمشق منذ عدة أعوام‬ ‫ويعمل في مجال الصحافة واإلعالم والتنمية‬ ‫االجتماعية حيث قام مؤخر ًا بتنظيم حملة‬ ‫«حمص في قلوبنا» لجمع التبرعات دعم ًا‬ ‫للمنكوبين فيها‪.‬‬ ‫أ ّما بشار فرحات فهو ابن مدينة أريحا‪ ،‬خريج‬ ‫كلية الطب من جامعة حلب‪ ،‬ويعمل في‬ ‫مجال طب األطفال لدى المشفى الوطني في‬ ‫الالذقية‪ ،‬حيث اعتقل من مكان عمله للمرة‬ ‫األولى لمشاركته رأيه السياسي ولمدة ‪ 168‬يوم ًا‬ ‫ليعتقل فيما بعد للمرة الثانية أثناء اجتماعه‬

‫مع أصدقائه‪.‬‬ ‫أفرج األمن بعد فترة وجيزة عن الشابات (وعد‬ ‫الجرف وندى الجندي ولينا الصمودي والشابين‬ ‫أسامة عزو ومعاذ الفرا) فيما احتفظ بالبقية‬ ‫(بشار فرحات و أحمد زغلول وكذلك ميسا صالح‬ ‫وشيار خليل) بتهمة العمل في المجال اإلغاثي‬ ‫ومناهضة حزب البعث‪.‬‬ ‫ُيذكر أن أقارب المعتقلين وأصدقاءهم حملوا‬ ‫السلطات السورية كامل المسؤولية عن سالمتهم‬ ‫النفسية والجسديه وطالبوا بإطالق سراحهم فور ًا‬ ‫كما ناشدوا منظمات حقوق االنسان للمساعدة‬ ‫في ذلك‪.‬‬


‫الجمعة | ‪ 17‬أيار ‪2013‬‬

‫كاركـــتـــير‬

‫| عبد المهيمن بدوي‬

‫السنة الثانية | العدد ‪35‬‬

‫أدب ‪ -‬فن ‪14‬‬ ‫‪14‬‬

‫إليك بالدي‬ ‫ِ‬ ‫| جيهان الكردي ‪ -‬أديبة الثورة السورية‬

‫حنني يش ّد وريدي‬

‫أقود دموعي‬

‫بروحي يغني األنني‬

‫أقود سفني‬

‫إليك بالدي‬

‫ويف كل يوم تفيق جراحي‬

‫أسوق نشيدي‬

‫وهج نزف جديد‬ ‫عىل ِ‬

‫أسوق نشيجي‬

‫وشعبي ذبيح عىل وجنتيك‬

‫فحيناً أراك‬

‫وال من حياء!!‬

‫كبحر دماء‬

‫وشلو ينادي‬

‫وحيناً أراك‬

‫وال من ضمري!!‬

‫كشمس الغروب‬

‫فهال نهضت عىل راحتينا‬

‫وحيناً أراين غريبة‬

‫لنوقظ عينيك عني الحياة‬

‫فال تبخيل باللقاء حبيب ًة!‬

‫ونكرس أنف الطغاة‬

‫إليك بالدي‬

‫عىل درب نرص وليد‬

‫العراة ‪..‬‬ ‫حمص و ُ‬

‫| عبد السالم الشبلي شديد‬

‫َوك عرا ًة يا حمص‪ ..‬يحملون جهلهم و بدائ ّيتهم‪ ،‬فاستقبلتهم برحابة‬ ‫أت ِ‬ ‫صدرك‪ ،‬وكانوا يطمعون في بدايتهم َ‬ ‫بش َر ِف أن تُد َم َغ هويتهم بكلمتين‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫« تولد حمص»‪.‬‬ ‫فيك األعمال والشركات‪ ،‬واحت ّلوا‬ ‫فيك وكبرت أحالمهم‪ ،‬أسسوا ِ‬ ‫كبروا ِ‬ ‫أهلك العذبة ُمغتا ِلين لهجتهم المقيتة؛‬ ‫المناصب وبدأوا يغ ّردون بلهجة ِ‬ ‫ُ‬ ‫األجيال‬ ‫ّإل أن أحرفا ًمن األخيرة لم َت ُم ْت‪ ،‬وربما هي حكمة الله لكي يعرف‬ ‫عاص َيهم واغتال مدينتهم‪ ..‬ومضى مشروعهم الخبيث ّ‬ ‫يقطع‬ ‫من سرق ِ‬ ‫ذل ع ّمر‬ ‫شكل‬ ‫على‬ ‫جسده‬ ‫من‬ ‫يسيل‬ ‫الدم‬ ‫فكان‬ ‫قبره‪،‬‬ ‫في‬ ‫الوليد‬ ‫جسد ابن‬ ‫ٍ‬ ‫جراحهم الروحية‬ ‫نحو أربعين عام ًا‪ ،‬أثقل أبنا َء المدينة األصليين وأثخن َ‬ ‫والجسدية‪ ،‬حتى أصبح ّ‬ ‫الذل لدى الكثيرين متعايش ًا كخبزٍ وما ٍء ‪.‬‬ ‫وألنه القائل «فال نامت أعيُنُ الجبناء»‪ ،‬انتفضت مدينة سيف الله المسلول‬ ‫لتنذر قوم ًا أنذر الله آباءهم كثير ًا؛ لكنهم بحقدهم ظلوا غافلين ‪..‬فك ّبر‬ ‫أبناؤها في السابع عشر من نيسان لعام ألفين وأحد عشر‪ ،‬مع ِلنين عدم‬ ‫معتص ِمين بساحة (الساعة) أكثر‬ ‫سكوتهم عن الظلم بعد هذا التاريخ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ساحات المدينة شهرة ً‪ ،‬إال أن مجرِ ِمي العصر الحديث قرروا اغتيال حمص‬ ‫ليلتها‪ ،‬فقتلوا خيرة شبابها بعد ٍد ال يمكن إحصاؤه‪ ،‬إال أنه شكل فاجعة‬ ‫للمدينة‪ .‬مضى الشهداء‪َ ..‬‬ ‫ومض ِت المدينة في سعيها لنيل الحرية حاضر ًة‬ ‫بمن حضر من أبنائها؛ فزاد عنف النظام فيها إلى أن د ّمر الكثير من مبانيها‬

‫فع َرا ُة الماضي يسعون‬ ‫يبق ولم ي َذر‪ ،‬واليوم ُيحيقُ بالمدين ِة الخط ُر األكبر‪ُ ،‬‬ ‫فلم ِ‬ ‫مزيف‪َ ،‬مفا ُد ُه تحوير شخصية المدينة والعمل على تغيير‬ ‫لالكتساء بحاضر ٍ ٍ‬ ‫نسيجها االجتماعي؛ بما يساعدهم على تنفيذ خط ٍة سابق ٍة هدفها سلخ‬ ‫حمص بما يناسب أفكارهم القائمة على تفتيت البالد؛ إال أن أبناء الوليد‬ ‫ّ‬ ‫للصف المسلم‬ ‫الذي حارب المرتدّين يوم حروب الر ّدة ‪ -‬بسبب تفتيتهم‬ ‫وقت ذاك ‪ -‬سيحاربون اليوم بكل قوتهم؛ للحفاظ على سوريا ووحدتها‬ ‫إلى يوم ُي َبعثون ‪.‬‬


‫‪15‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪Facebook‬‬

‫الجمعة | ‪ 17‬أيار ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪35‬‬

‫صرخة صمت @‬

‫@محمود الزيبق‬ ‫حب الوطن ليس من االيمان كما يشاع بالحديث الموضوع ‪ ..‬ولكنه من فطرة‬ ‫االنسان‪ .‬يوم غادر رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم بالده قال‪ :‬واهلل إنك‬ ‫ألحب بالد األرض إلي ولوال أن قومي أخرجوني منك ما خرجت ‪ ..‬ثم واساه اهلل‬ ‫تعالى بقوله‪( :‬إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد) ‪..‬‬ ‫اللهم ردنا إلى مهوى أفئدتنا سالمين غانمين ‪.‬‬

‫@حازم نهار‬ ‫ما يحتاجه السوريون جميع ًا هو فسحة من األمل والديمقراطية إلعادة‬ ‫تكوين قناعاتهم ورؤاهم‪ ،‬وإعادة النظر بهوياتهم الموروثة أو المشوهة‪،‬‬ ‫األمر الذي ّ‬ ‫يخفِف من حدّة الدفاع عن الموروثات ويرفع من سوية الدفاع‬ ‫عن الخيارات الحرة‪.‬‬ ‫الهوية‪ ،‬هوية أي فرد أو مجموعة بشرية‪ ،‬هي كائن متجدد على الدوام‪،‬‬ ‫وينبغي إعادة بنائها في كل لحظة باالنطالق من حاجات الحاضر وأفق‬ ‫المستقبل‪ ،‬وليس النظر إليها باعتبارها شيئ ًا تكون في الماضي وانتهى‪.‬‬ ‫الهوية الحقيقية بشكل أساسي هي ما ننتجه اآلن وهنا على الصعد كافة‪،‬‬ ‫وفي ضوء ذلك فقط تغدو هويتنا كائن ًا حي ًا وخصب ًا وقاب ً‬ ‫ال للنمو والتطور‬ ‫باستمرار‪ ،‬على النقيض من الهويات المعيقة والميتة التي ال تفيد إال في‬ ‫كونها تؤكِّد على عجزنا وقلة حيلتنا‪.‬‬

‫حركة وعي‬

‫العاصفـــة ‪:‬تستطيــــع أن تدمــــر مدينــــة لكنهــــا ال‬ ‫تستطيـع أن تحل عقـــدة خيـــط !!!‬ ‫هكذا الغضب‪ :‬يدمـر لكنـه ال يقدم الحـل!”‬

‫أحمد دعدوش@‬ ‫تطبق القنوات التلفزيونية اليوم الوسيلة نفسها التي‬ ‫استخدمها هتلر لصياغة فكر موحد للشعب اآلري‪،‬‬ ‫عبر التكرار المستمر للخطابات السياسية والعروض‬ ‫العسكرية وصور العدو‪ ،‬حتى تنهار القوى العقلية‬ ‫ً‬ ‫وصوال‬ ‫الفاعلة أمام تدفق الصور الدعائية المتماسكة‪،‬‬ ‫إلى تكوين قبول أولي الشعوري يستبعد مع الزمن‬ ‫أي نزعة داخلية للتشكيك في شيطنة العدو وجدوى‬ ‫إبادته‪.‬‬

‫مجد مكي@‬ ‫إن القوة الحقيقية ‪ -‬بعد هللا‪ -‬هي الكتلة الثورية الكبرى‬ ‫فجروا الثورة‬ ‫التي تضم ماليين السوريين؛ أولئك الذين ّ‬ ‫وح َموها في أقسى الظروف‬ ‫وحملوها َ‬

‫د‪ .‬فراس القاسم@‬ ‫أيها الشاب السوري القابع والمتسكع في شوارع‬ ‫وعمان والقاهرة‪ ..‬لسنا بحاجة‬ ‫إسطنبول وأنطاكيا وبيروت‬ ‫ّ‬ ‫لدموعك‪ ..‬بل لجهدك وجهادك‪..‬‬ ‫أيها الثري الممسك أمواله‪ ..‬لسنا بحاجة لفضول أموالك‪..‬‬ ‫إن لم يكن شطر مالك وأكثر‪ ..‬فال تمنن علينا بما تنفقه‬ ‫على سهرة واحدة أو غداء أو عشاء واحد‪..‬‬ ‫أيها الكتائب النائمة‪ ..‬لسنا بحاجة لمزيد من الفيديوهات‬ ‫والصور‪ ..‬بل رصاصكم ورجالكم وصوالتكم وجوالتكم في‬ ‫ساح النزال‪..‬‬

‫‪@Abdulrahman Batra‬‬ ‫عندما نتغلب على األنا الموجدة في داخل كل منا‬ ‫ونمارس اإليثار في كل عالقاتنا‪ ..‬سنتغلب على‬ ‫الطاغية وبكلفة أٌقل ‪ ...‬لماذا أعداؤنا موحدين ضدنا رغم‬ ‫الكثير متن االختالف والتناقضات فيما بينهم ‪..‬‬ ‫ونحن مشتتون متفرقون رغم الكثير من نقاط التالقي‬ ‫والتوافق بيننا وأهمها أننا ضحية لنفس العدو وهدفنا‬ ‫واحد إسقاطه وازالته ‪..‬؟؟‬


‫الجمعة | ‪ 17‬أيار ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪35‬‬

‫األخــيــرة‬

‫‪16‬‬ ‫‪16‬‬

‫المكتب الطبي الثوري الموحد في الغوطة الشرقية‬

‫معلومات هامة‬ ‫عن غاز السارين‬ ‫غاز السارين‪ :‬هو سائل ينتشر بعد انفجار‬ ‫القنبلة التي تحمله‪ ،‬ويبدأ بالتبخر فور ًا وينتهي‬ ‫تبخره كام ًال خالل نصف ساعة‪.‬‬

‫تعرق زائد‬ ‫إسهال وسعال وغثيان‬ ‫ألم بطني‬ ‫تغير الضغط والنبض صعود ًا وهبوط ًا‬ ‫اختالج األطراف‬ ‫ضيق بالتنفس ينتهي بغيبوبة‬

‫األعراض‪:‬‬ ‫إفرازات مخاطية ولعابية زائدة‬ ‫تقلص بؤبؤ العين لدرجة كبيرة‬ ‫ألم بالعينين‬

‫الخطوات الواجب اتباعها‪:‬‬ ‫ الصعود إلى الطوابق العليا ألن السارين غاز‬‫أثقل من الهواء‪.‬‬ ‫وليس‬ ‫المسعف‪،‬‬ ‫قبل‬ ‫من‬ ‫ قص المالبس‬‫َ‬

‫خلعها ويجب على المسعف ارتداء كفوف‬ ‫مطاطية‪.‬‬ ‫ غسل الوجه واليدين جيد ًا بالماء والصابون‬‫لمدة ربع ساعة‪.‬‬ ‫العالج‪:‬‬ ‫تناول االتروبين ‪ +‬هيدروكورتيزون‬ ‫ويتم بشكل عاجل نقل المصاب إلى أقرب‬ ‫نقطة طبية أو مشفى‪.‬‬

‫ثقة ولكن !!‬

‫مكتب االستشارات األمنية للثوة ‪ /‬عهد الشام‬

‫رنّ الهاتف طوي ًال‪ُ ،‬‬ ‫وكدت أن أغلق السماعة‪،‬‬ ‫لوال أني وأخير ًا سمعت صوت الخالة أم‬ ‫عبير تر ُد علي‪:‬‬ ‫ آلو السالم عليكم‬‫ وعليكم السالم‪ ..‬أه ًال‬‫ كيف حالك يا خالة؟ أنا هند صديقة‬‫عبير‪ ،‬هل أستطيع الحديث معها؟‬ ‫للحظات صمتت الخالة‪ ،‬لعلي أزعجتها!!‬ ‫لكن عبير قد أغلقت جوالها‪ ،‬ما كنت ألزعج‬ ‫أهلها لو‪ ......‬ويقاطع تفكيري جواب الخالة‬ ‫مرتبكةً‪:‬‬ ‫ عبير ليست هنا‪ ،‬ستبيت في بيت عمها‬‫على األغلب‪..‬‬ ‫ حسن ًا ال مشكلة‪ ،‬شكر ًا لك خالة‪..‬‬‫أغلقت الهاتف وراودنــي بعض القلق‪،‬‬ ‫لكني نسيت الموضوع‪ ،‬وبعد ساعتين‬ ‫جلست مع حاسوبي أتابع عملي على‬ ‫الفيس بوك‪ ،‬فالحظت أن عبير متصلةٌ‬ ‫بالفيس بوك اآلن‪ ،‬شعرت بالطمأنينة‪،‬‬ ‫وأرسلت لها فور ًا‪:‬‬ ‫ سالم يا عبير‪ ،‬أين كنت اليوم‪ ،‬ألم نتفق‬‫على الحديث؟‬ ‫ وعليكم السالم‪ ،‬آسفة‪ ،‬انشغلت اليوم‪ ،‬ما‬‫رأيك أن نتقابل غد ًا؟‬ ‫ نعم ولم ال؟‬‫ أراك في حديقة «السبكي»عند الواحدة‬‫ظهر ًا‪ ،‬ما رأيك؟‬ ‫‪ -‬مابك؟ أعرفك ال تفضلين هذا المكان!‬

‫يبدو أنك وأخير ًا غيرت رأيك‪ ،‬حسن ًا‪ ،‬ألقاك‬ ‫غد ًا بإذن الله‪..‬‬ ‫جهزت نفسي‪ ،‬وجهزت األساور الثورية‬ ‫كي توصلها عبير للمزاد الثوري‪ ،‬ثم مشيت‬ ‫إلى الحديقة‪ ،‬وقفت عند الباب متعبة‪،‬‬ ‫ألقيت نظر ًة في المكان‪ ،‬لكني لم أجدها‪،‬‬ ‫استغربت‪ ،‬فليس من عادة عبير أن تتأخر‬ ‫عن مواعيدها‪ ،‬شعرت بالقلق‪ ،‬أرجو أال‬ ‫يكون قد أصابها شيء على الطريق …‬ ‫وجلست على كرسي الحديقة أنتظر‪..‬‬ ‫فجأ ًة‪ ،‬أسمع حرك ًة غريب ًة من خلفي‪ ،‬لعل‬ ‫ٌ‬ ‫لحظات فقط‪،‬‬ ‫األطفال يلعبون! لكنها‬ ‫حتى وجدت حولي خمس عناصر أمن‬ ‫مسلحين‪ ،‬فتحت فمي مدهوش ًة وقلبي‬ ‫يخفق من الرعب‪..‬‬ ‫اقتادوني إلى الفرع وآالف الهواجس‬ ‫اجتاحت تفكيري‪ ..‬أين عبير؟ وكيف ألحد‬ ‫أن يعلم بموعدي معها؟ … هل يعقل‬ ‫أنها هي من دلتهم علي!!؟ هل يعقل أن‬ ‫تكون عبير…‪!!!.....‬‬ ‫دخلت التحقيق وأنا أصرخ‪ ،‬ليس لي عالقةٌ‬ ‫بشيء‪ ..‬ماذا تريدون مني!؟ فضربني أحد‬ ‫العناصر على رأسي ألصمت‪ ،‬ثم أحضر‬ ‫المحقق صور ًا لنا أنا وعبير‪ ،‬في زيارتنا‬ ‫إلحدى المناطق المحررة متوشحين بأعالم‬ ‫االستقالل!! صدمت حينما رأيتها‪ ،‬وهو‬ ‫يكرر على مسامعي‪ :‬من هــذه؟ قولي‬ ‫أنها ليست أنت‪ ..‬يبدو أن عبير قد ضحت‬

‫جريدة عهد الشام ‪:‬‬ ‫أسـبوعية ثوريّـــة مستـقلة ‪ -‬تصدر مؤقتاً نصف شهرياً‬ ‫تأسست عام ‪ - 2012‬تصدر من دمشق‬

‫بصداقتك بسهولة! لقد اعترفت بكل‬ ‫شيء عنك موثق ًا بالصور‪ ،‬كانت متعاون ًة‬ ‫معنا جد ًا‪ !!..‬صدمت وقلت في نفسي‪..‬‬ ‫كيف ذلك‪ ..‬كيف وثقت بها كل الثقة‬ ‫دون أن يخطر ببالي ذلك‪!!..‬‬ ‫أيام قاسي ًة علي بالمنفردة‬ ‫مضت أربعة ٍ‬ ‫والتحقيق المستمر‪ ،‬نقلوني بعدها‬ ‫ألدخل مهجع ًا جماعي ًا‪ ،‬كنت خائفةً‪ ،‬وما‬ ‫إن دخلت حتى وقعت عيني على فتا ٍة‬ ‫بالزاوية … إنها عبير!! لكن …‪ .‬ما الذي‬ ‫يجري؟‪ ..‬ركضت نحوها مسرع ًة وأنا أبكي‬ ‫وأنظر إلى آثار التعب على وجهها‪..‬‬ ‫ عبير!! كيف وصلت إلى هنا‪!!...‬؟ ماذا‬‫حدث؟ أخبريني!‬ ‫ كنت في منزلي‪ ،‬وفجأ ًة دون مقدمات‪،‬‬‫داهمنا األمن‪ ،‬أخذني وأخذ حاسوبي ورأى‬ ‫كل ما بحساباتي الثورية… حتى تلك‬ ‫المجموعة السرية…‬

‫للتواصل وتصفح األعداد‪:‬‬ ‫‪Email: ahed.alsham@gmail.com‬‬

‫ ال‪ ..‬مستحيل!! المجموعة التي نضع‬‫فيها صورنا الحقيقية!!‬ ‫ هكذا إذ ًا‪ ..‬ما يعني أن من حادثني على‬‫الفيس بوك لم يكن أنت!‬ ‫ ال األمن هو من تحدث‪ ..‬ليتك اتصلت‬‫بوالدتي لكانت أخبرتك بما حصل‬ ‫وتجنبت هذا الكمين‪..‬‬ ‫ ومن قال أني لم أتصل! سامحها الله‬‫والدتك‪ ،‬يبدو أنها خافت على سمعتك‬ ‫فأخبرتني أنــك ببيت عمك!! كانت‬ ‫مرتبك ًة لكن لم يخطر ببالي شيء كهذا!‬ ‫ ال حول وال قوة إال بالله … سامحك الله‬‫يا أمي‪..‬‬ ‫ هداها الله ‪ ..‬قدر الله وما شاء فعل‪..‬‬‫الحمد لله‪ ..‬أنا أتفهم خوف والدتك عليك‪،‬‬ ‫لكن كان عليها أن تنظر إلى الضرر األكبر‬ ‫‪ ..‬أسأل الله أن يرزقنا الحكمة‪ ..‬الحمد لله‬ ‫على كل حال‪..‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.