عـهـد الـشـام | العدد الـ 33

Page 1

‫‪10‬‬

‫‪33‬‬

‫أسـبوعية ثوريّـــة مستـقلة ‪ -‬تصدر مؤقتاً نصف شهرياً‬

‫السنة الثانية ‪ -‬اإلثنين ‪/15 -‬نيسان ‪2013‬‬

‫‪ MONDAY 15 APRIL - 2013‬‬

‫‪www.facebook.com/Ahed.alsham‬‬

‫االئتالف يستنكر موقف «النصرة»‪ ،‬واألردن ضجرة من الالجئين السوريين ‪2‬‬ ‫كلمة‪..‬‬

‫‪U‬‬

‫يفاجئ الكثيرين إعالن جبهة النصرة مبايعتها‬ ‫لم ِ‬ ‫لزعيم تنظيم القاعدة «أيمن الظواهري» فارتباط‬ ‫الجبهة فكري ًا بالقاعدة بشكل معلن من الطبيعي‬ ‫أن يتبعه الوالء والبيعة كما عرف عن جميع‬ ‫فصائل وخالايا تنظيم القاعدة‪ ،‬ومن المعروف‬ ‫أيض ًا أن التوجه الفكري للجبهة تجاوز العديد من‬ ‫رؤى الجبهات اإلسالمية األخرى المقاتلة على أرض‬ ‫سورية‪ ،‬وتحوي النصرة في صفوفها العديد من‬ ‫المقاتلين العرب والمسلمين الذين يؤدوون واجب‬ ‫الجهاد والنصرة لشعب سوريا‪ .‬وأبدوا في ذلك‬ ‫أروع البطوالت والمالحم وأقوى العلميات خالل‬ ‫الثورة المباركة‪.‬‬ ‫اشتعلت الثورة واتقدت شعلتها بدافع إيمان‬ ‫وعقيدة الشعب السوري وكانت مفاهيم الإلسالم‬ ‫بالجهاد والدفاع ضد الظلم والظالم تترسخ يوم ًا‬ ‫بعد يوم‪ ،‬ما جعل الكتائب المقاتلة واأللوية ترفع‬ ‫رايات الجهاد ضد الظلم‪ ،‬وتنادي شبان سورية‬ ‫لاللتحاق بأعظم المعارك التي يأمر الدين اإلسالمي‬ ‫بها وهي الدفاع عن حرية األرض والعرض ‪..‬والفكر‬ ‫إن حرية الفكر التي دفع ألجلها السوريون دماءهم‬ ‫ال تعني حرية الكفر والتكفير أو إقامة دولة‬ ‫«الخالفة» بقوة السالح!! وال تعني بالضرورة‬ ‫أيض ًا إكراه الناس أو عزلهم عن وطنيتهم وأرضهم‬ ‫‪ ..‬لقد جاهد أصحاب الرسول الكريم صلى الله عليه‬ ‫وسلم ألجل حرية االعتقاد ‪ ،‬كي يحرروا الناس من‬ ‫حكام ظلموهم فأغفلوا عنهم نور اإلسالم ‪ ..‬وعندما‬ ‫حكم اإلسالم أرضهم بقيت أرضهم وبقوا ‪ ..‬حتى‬ ‫أنك ترى في سوريا كل ذاك الخليط من الملل‬ ‫والعقائد‪ ..‬إن بناء دولة الخالفة يكون ببناءها‬ ‫فكري ًا في العقول والنفوس أو ًال ‪..‬‬ ‫فريق التحرير‬ ‫ ‬

‫ج ــوبـر‪ ،‬اطفـاء الحرائق مهـ ّـمة ّ‬ ‫تطوع‬

‫«المخابرات العسكرية»‬ ‫أقبية الموت ‪..‬‬ ‫رأي‬

‫‪7‬‬

‫عسكري‬ ‫«جبهة النصرة»‬ ‫تبايع أم تبيع ؟‬

‫مجتمع‬

‫‪6‬‬

‫الريال السوري !!‬

‫‪10‬‬

‫أمانهم النفسي في‬ ‫بالدهم‬

‫‪12‬‬

‫ُ‬ ‫الذهب األسود ُ‪..‬‬ ‫فر ُ‬ ‫غه «الح ُر» من‬ ‫هل ُي ِ‬ ‫خزينة األسد؟‬ ‫ِ‬

‫ثوريات‬

‫‪11‬‬

‫«الجبهة التقنية» ‪..‬‬ ‫ثغور للثورة وأمان‬

‫‪3‬‬

‫‪5‬‬

‫مقاالت‬

‫‪8‬‬

‫«المجالس المحلية» تمكين‬ ‫المجتمع وإطالق طاقاته‬


‫اإلثنين | ‪ 15‬نيسان ‪2013‬‬

‫مواقف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أمميا بشأن سوريا‬ ‫قرارا‬ ‫روسيا تعارض‬ ‫أعلنت روسيا يوم أمس معارضتها ألي‬ ‫قرار دولي ضد النظام السوري‪ ,‬إذ أوضحت‬ ‫خارجيتها في بيان أمس أن مشروع القرار‬ ‫شبيه بالقرارين السابقين للجمعية العامة‬ ‫ومنحاز لجهة واحدة ومليء بالتناقضات‪،‬‬ ‫حيث يحمل الحكومة السورية كامل‬ ‫المسؤولية عن األحداث المأساوية التي‬ ‫تقع في سوريا خالفا للحقائق الواضحة‪،‬‬ ‫من بينها المؤكدة من قبل المنظمات الدولية لما سمتها التصرفات غير‬ ‫القانونية واإلرهابية للمعارضة المسلحة «الجيش الحر»‪ .‬وأشارت إلى‬ ‫أن مشروع القرار الجديد من ناحية يؤيد قرار الجامعة العربية في نزع‬ ‫الشرعية عن «الحكومة السورية القانونية» وتقديم الدعم للمعارضة‬

‫األردن ضجرة من الالجئين السوريين‬ ‫أعلنت األردن توجهها لمجلس األمن لمناقشة التدفق المستمر لالجئين‬ ‫السوريين ألراضيها‪ ,‬حيث صرحت بأن القضية باتت تؤثر على أمنها‬ ‫القومي‪ ,‬واعتبر رئيس الوزراء األردني عبد الله النسور أن التبعات التي‬ ‫يتحملها األردن جراء استمرار ما سماها «المأساة التي تمر بها سوريا‬ ‫الشقيقة» عظيمة وملحة‪ ،‬مشيرا إلى «استمرار تدفق مئات اآلالف من‬ ‫الالجئين السوريين وبأعداد متزايدة على األردن وهو ما رتب ضغوطا‬ ‫اقتصادية واجتماعية وعلى البنية التحتية والنظام الصحي والتعليمي‬ ‫وعلى البيئة والسكن ومعدالت البطالة والفقر»‪.‬‬

‫اإلبراهيمي مستمر في مهمته‬ ‫أعلنت األمم المتحدة أن األخضر اإلبراهيمي سيقدم تقريره يوم الجمعة‬ ‫المقبل لألمم المتحدة يتحدث فيه عن األوضــاع في سوريا‪ ,‬ونفت‬ ‫استقالته بعد غياب طويل حفز إيحاءات تغيبه عن القمة العربية‬ ‫المعقودة في قطر‪ ,‬ولم تورد األمم المتحدة تفاصيل أخرى متعلقة‬ ‫بمحتوى التقرير واكتفت بالتنويه إليه‪ ,‬إذ أن اإلبراهيمي هو مبعوث‬ ‫الجامعة العربية باإلضافة لكونه مبعوث ًا لألمم المتحدة‪.‬‬

‫االئتالف يستنكر موقف النصرة‬

‫أكد االئتالف السوري المعارض أن مبايعة جبهة النصرة لزعيم تنظيم‬ ‫القاعدة أيمن الظواهري تصب في خدمة نظام األسد‪ .‬ودعا االئتالف في‬ ‫بيان صادر عنه‪ ،‬الجبهة إلى البقاء في الصف الوطني السوري‪ ،‬معتبر ًا‬ ‫أن سلوكها متناقض مع خيارات الشعب السوري في الحرية والكرامة‬ ‫والعدالة‪ .‬وعلى نحو موازٍ‪ ،‬انتقدت قوى إسالمية سورية إقدام جبهة‬ ‫النصرة على هذه الخطوة‪ ،‬حيث اتهموها بأنها تحاول تزعم المشهد‬ ‫داخل سوريا‪.‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪33‬‬

‫سيـاسـي ‪ -‬دولي‬

‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬

‫دول الثماني تجتمع وتعلن فشلها‬

‫فشل وزراء خارجية مجموعة الدول الثماني الغنية في تسوية خالفاتهم بشأن‬ ‫سوريا أثناء اجتماعهم في لندن يوم الخميس‪ .‬ومتحدث ًا بعد المحادثات مع‬ ‫نظرائه س َّلم وزير الخارجية البريطاني وليام هيج بأن العالم لم يفعل شيئ ًا ُيذكر‬ ‫لمحاولة حل الصراع في سوريا الذي مضى عليه عامان وتقول األمم المتحدة انه‬ ‫أودى بحياة ‪ 70‬ألف شخص‪.‬‬ ‫وأبلغ هيج الصحفيين «مجلس األمن التابع لألمم المتحدة لم يضطلع بمسؤولياته‬ ‫ألنه منقسم‪ .‬ذلك االنقسام مستمر‪ .‬هل توصلنا لحل لهذا االنقسام؟ ال‪ ..‬لم‬ ‫نتوقع أن نفعل هذا»‪« .‬العالم فشل حتى اآلن في االضطالع بمسؤولياته وهو‬ ‫مستمر في هذا الفشل»‪ .‬وتضيف رويترز أنه مع تعثر الجهود الدبلوماسية يبقى‬ ‫الصراع في سوريا أكبر صداع للقوى العالمية‪ ,‬كما وصف هيج البلد المضطرب‬ ‫بأنه الجهة األولى في العالم التي يقصدها الجهاديون‪.‬‬

‫صحافة دولية‬ ‫وفــي عــرض مقتضب للصحف الدولية‪,‬‬ ‫تحدثت صحيفة واشنطن بوست األميريكية‬ ‫في افتتاحيتها عن مسؤولين كبار في إدارة‬ ‫الرئيس األميركي باراك أوباما عرضوا الخميس‬ ‫الماضي في جلسات استماع أمام الكونغرس صورة قاتمة ومرعبة لتطورات‬ ‫األوضاع في الساحة السورية‪ ،‬وسط التزايد الكبير في عدد القتلى في البالد‬ ‫التي تعصف بها األزمة الدموية منذ أكثر من سنتين‪.‬‬ ‫ونسبت الصحيفة إلى المسؤولين األميركيين قولهم أن الشهر الماضي وحده‬ ‫شهد مقتل أكثر من ستة آالف في سوريا‪ ،‬مضيفين أن حوالي ربع سكان‬ ‫سوريا البالغين ‪ 22‬مليونا قد تعرض للنزوح والتشرد واللجوء‪ ،‬واصفين الحرب‬ ‫األهلية في سوريا بأنها أكثر الصراعات المدمرة في القرن الحادي والعشرين‪.‬‬ ‫وقالت واشنطن بوست إن التقارير األمنية األميركية تشي بأن الصراع في‬ ‫سوريا لن ينتهي حتى بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار األسد‪ ،‬موضحة‬ ‫أن ثمة صراع خفي بين المتطرفين والمعتدلين في أوساط المعارضة السورية‪.‬‬


‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬

‫مـحـلـيـات‬

‫اإلثنين | ‪ 15‬نيسان ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪33‬‬

‫جوبر ‪ -‬جواد أحمد | عهد الشام‬

‫إخماد الحرائق مهمة تطوع‬ ‫بعد معاناة منطقة جوبر األمرين من‬ ‫الحرائق والدمار الناجم عن قصف‬ ‫النظام اليومي للمنطقة بالمدفعية‬ ‫والهاون وراجمات الصواريخ ‪ ،‬وبعد‬ ‫نزوح معظم السكان عنها‪ ،‬ش َكل‬ ‫المجلس المحلي الثوري في جوبر‬ ‫فريق إطفاء من الشباب المتطوع‬ ‫في الحي‪ ،‬وذلــك للتعويض عن‬ ‫إهمال موظفي «حكومة األسد»‬ ‫في تقديم الخدمات حيث انسحبت‬ ‫جميع طواقم العمل من جوبر بعد أن‬ ‫أصبحت تحت سيطرة الجيش الحر‪.‬‬ ‫تحدَث أحد أعضاء المجلس المحلي‬ ‫في جوبر لجريدة «عهد الشام» عن‬ ‫الصعوبات التي يواجهها الفريق‬

‫في المنطقة حيث تمثلت في‬ ‫قلة اإلمكانيات وأدوات اإلطفاء‬ ‫المتوافرة وســيــارات اإلطفاء‬ ‫البدائية مقارنة مع ما تمتلكه‬ ‫قوات النظام‪ ،‬حيث يعتمد عمل‬ ‫الفريق على التضحية والشجاعة‬ ‫أكثر من عنصر الخبرة والمهنية‬ ‫خاصة أنهم يواجهون حسب‬ ‫قــولــه «أكــثــر مــن مــجــرد حريق»‬ ‫فالدمار الكبير واستمرار القصف‬ ‫مع قلة اإلمكانيات يجعل منها‬ ‫مهمة أقرب للمستحيلة‪ ،‬وأكد عضو‬ ‫المجلس المحلي أنه رغم الصعوبات‬ ‫فإن قدرات المتطوعين تنمو بشكل‬ ‫تدريجي بسبب الحرائق المتكررة‬

‫الجيش الحر يوسع من عملياته‬ ‫ويحيط بالعاصمة من جميع الجهات‬ ‫قائد ميداني ‪ :‬قادورن على السيطرة والتقدم‬

‫في لقا ٍء حصري ٍأجرته صحيفة عهد الشام مع المالزم (أبي عمر)‪،‬‬ ‫ميداني في ألوية سيف الشام‪ ،‬أفادنا يما يلي حول‬ ‫وهو قائ ٌد‬ ‫ٌ‬ ‫التط ّورات العسكرية األخيرة في ميادين دمشق وريفها‪ ،‬حيث أكد‬ ‫(أبو عمر) أن كتائبهم وألويتهم من الجيش الحر تقاتل اليوم على‬ ‫ّ‬ ‫المتاخم للعاصمة؛ ما‬ ‫جبهات موزّع ٍة في الريف الدمشقي‬ ‫ست‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫يتيح لمقاتليهم السيطرة الكاملة على النقاط التي يصلونها‪ ،‬من‬ ‫خالل استخدام ّ‬ ‫كل ما في جعبتهم من أسلح ٍة ثقيل ٍة ومتوسط ٍة‪،‬‬ ‫حسب وصف المالزم‪.‬‬ ‫ويرى المالزم (أبو عمر) قوات الجيش الحر في تقدم ٍمستمر ٍنحو‬ ‫العاصمة أيض ًا‪ ،‬يحرزونه تحضير ًا لمعركة دمشق الكبرى‪ ،‬وبهدف‬ ‫تضييق دائرة ال ِخناق على معاقل األسد في العاصمة‪ ،‬فإسقاط‬ ‫النظام تدريجي ًا‪ ،‬فيما شدّد على حذر الجيش الحر من َس ْو ِق العاصمة‬ ‫نزاع يدمرها‪ ،‬عالوة ًعلى تدمير النظام لها قبال ً‪.‬‬ ‫إلى ٍ‬ ‫أما العوائق التي تواجههم كمجلس ٍعسكري ٍعامل ٍفي دمشق‪،‬‬ ‫فذكر منها المالزم‪ :‬نقص الذخيرة والعتاد في المعارك‪ ،‬مضيف ًا‬ ‫السكاني في معظم مناطق دمشق‪ ،‬التي لجأ‬ ‫إليها قضية التكتّل‬ ‫ّ‬ ‫إليها الكثير من النازحين إلى جانب س ّكانها ممن ال يستطيعون‬ ‫السفر خارج البالد؛ على حد قوله‪..‬‬ ‫وك ّرر (أبو عمر) تحذيراته‪ ،‬عن أن ّأي منطق ٍة يسيطر عليها الجيش‬ ‫الح ّر‪ ،‬ستصبح هدف ًا لنيران النظام ليحرقها‪ ،‬داعيا ًإلى االنتباه‬ ‫الشديد في تنفيذ مثل هذه الخطوات في مناطق وسط العاصمة‪.‬‬

‫التي يتم إطفائها في الحي والتي‬ ‫غالب ًا ماتكون ضخمة نتيجة سقوط‬ ‫القذائف على أسطح أبنية عليها‬ ‫خزانات مازوت أو على محالت دهان‬ ‫كما تحدث أحد أفراد الطاقم لعهد‬ ‫الشام عن إحدى التجارب الخطرة‬ ‫التي واجهتهم حيث كان مكان‬

‫الحريق مــازال يتعرض للقصف‬ ‫ومكشوف لقناصة األسد‪ ،‬ورغم ذلك‬ ‫استمر الطاقم بمحاولة عملية اإلطفاء‬ ‫لفترة إال أن شدة القصف اضطرتهم‬ ‫لترك الحريق والدمار واالحتماء بأحد‬ ‫األقبية القريبة من الموقع‪.‬‬

‫حصار حي القابون يخنق السكان والتشبيح‬ ‫يعاني حي القابون الدمشقي من حصار قناصة األسد لمداخله من الخارج والتي‬ ‫وس َ‬ ‫جل في األيام األخيرة ارتقاء‬ ‫تستهدف الما َرة ومنازل المدنيين بشكل عشوائي‪ُ ،‬‬ ‫عدد من الشهداء نتيجة القنص على مداخل الحي وأطرافه‪ ،‬باإلضافة لقذائف‬ ‫الهاون التي يمطرها جيش األسد على الحي كل فترة‪ ،‬وتعتبر القابون من المناطق‬ ‫الساخنة في دمشق‪ ،‬والتي مازالت مأهولة بالسكان‪ ،‬كما يعاني أهالي الحي من‬ ‫مايعرف بـ»سيارات اللجان التشبيحية الطائفية»‪ ،‬وهي سيارات مدنية حتى‬ ‫اليعرف من بداخلها تقف عند المداخل الخارجية للحي‪ ،‬وتقوم بعمليات الخطف‬ ‫ألي شخص ممكن أن تراه خارج من أبناء الحي‪ ،‬ومن يخطف غالب ًا سيكون مصيره‬ ‫اإلعدام الميداني‪.‬‬ ‫آبار النفط في سوريا تضيع بين السلطة والثروة‬

‫ذكر موقع بلدنا المؤيد للنظام السوري عن توقع مجموعة من الخبراء والمحللين‬ ‫اختزان المياه اإلقليمية السورية أكبر مخزون للطاقة من النفط والغاز في العالم‬ ‫واهتمامهم للقيام بأبحاث ودراسات مسحية لمعرفة ما إذا كانت مياه البحر‬ ‫السورية تحتوي على مصادر للطاقة من النفط والغاز‪ ،‬ويقول محللون أن نظام‬ ‫األسد يحاول تعويض خسارته آلبار النفط في المنطقة الشرقية من سوريا والتي‬ ‫سيطر عليها الجيش الحر‪ ،‬وذلك بالبحث عن مصادر أخرى في المنطقة الساحلية‬ ‫خاصة أنها مازالت بكاملها تحت سيطرة األسد‪ ،‬ومن الممكن أن تخدم هذه اآلبار‬ ‫إن وجدت مقومات إقامة دولة على الساحل‪ ،‬والذي يحاول األسد تشكيلها واللجوء‬ ‫إليها حال سقوط دمشق‪.‬‬


‫اإلثنين | ‪ 15‬نيسان ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪33‬‬

‫تحقيقات‬

‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬

‫تحـق ـيـق‬

‫«المخابرات العسكرية»‬

‫أقبية للموت والمعتقل بين المجنون و الشهيد‬

‫فرع الـ ‪ 215‬تعذيب نفسي وجسدي واختناق لقلة الهواء وكثرة األنفاس‬

‫‪,,‬‬

‫عهد الشام ‪ -‬خاص‬ ‫لم يعد الموت في سوريا عن طريق القصف‬ ‫ ‬ ‫والرصاص فقط‪ ،‬بل أصبح االعتقال هو أحد أبوابه‬ ‫التي يخرج منها اليوم العشرات من المعتقلين وقد‬ ‫استشهدوا تحت التعذيب أو اختناق ًا ويعد فرعا‬ ‫«الخطيب» وفرع األمن العسكري من أهم الفروع التي‬ ‫باتت تخرج العديد من المعتقلين إلى المقابر الجماعية‬ ‫دون أن يوثقوا أسماءهم‪.‬‬ ‫األمن العسكري قد يكون واحداً من أقبية المخابرات‬ ‫األمنية األسدية المعروفة بقسوتها إال أنه البد من‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫معتقل‬ ‫وحشية وقسوه وبطش ًا حيث لم يخرج‬ ‫أشدها‬ ‫من هناك إال قال أنه قد خرج من قلب الموت‪ ،‬والبدّ‬ ‫أن من سيبقى هناك سيكون مصيره مجهوالً وال يخفى‬ ‫هذا على العالم أجمع حيث قال رئيس االئتالف الوطني‬ ‫معاذ الخطيب في مؤتمر قمة الدول العربية‪« :‬منذ فترة‬ ‫أحد تالميذي اعتقل علقوه من يديه سبعة أيام مع‬ ‫التعذيب الشديد‪ ،‬بعدها أصبح مجنوناً‪ ،‬ألنه كان يعذب‬ ‫في غرفة أرضها مليئة بالدماء والبول‪ ،‬وفيها عدة جثث‬ ‫منتفخة والرائحة قاتلة يغلي الدود في تلك الجثث‬ ‫وألزموه على النوم فوقها‪ ،‬جنَ هذا الشاب من الرعب‬ ‫لم يكتفوا بذلك بل ذبحوه بالسكاكين أمام السجناء‬ ‫اآلخرين» واختتم قوله بـ‪ « :‬هل يرضي هذا أي أحد في‬ ‫العالم‪».‬‬

‫جهاز أمني بأذرع عديدة‪:‬‬ ‫«‬ ‫فرع «‪ »215‬مختص باألمور‬ ‫العسكرية وقضايا المنشقين عن‬ ‫جيش األسد ولذلك يسمى بفرع‬ ‫(األمن العسكري)‬

‫»‬

‫يقع جهاز األمن العسكري في منطقة كفرسوسة‪،‬‬ ‫مقابل فندق الكارلتون‪ ،‬وقرب العديد من األبنية‬ ‫السكنيه الراقية وال توجد معلومات واضحة عن‬ ‫مخططه البنائي حيث أن كل مالدى هذا الجهاز في‬ ‫دمشق فروع تخصصية قائمة في مبان مستقلة‬ ‫بعضها عن بعض‪ .‬أهمها‪ :‬فرع التحقيق‪ ،‬سرية‬ ‫المداهمة «‪ ،»215‬فرع المنطقة‪ ،‬وفرع شؤون‬ ‫الضباط «‪ »293‬الذي كان مقره في “األركان”‪،‬‬ ‫ونقل أخيرا إلى بناء جديد يتبع للمخابرات‬ ‫العسكرية‪ .‬وبعد أحداث حماه عام ‪ ،1982‬بات‬

‫لهذا الجهاز “سرية مداهمة” في كل محافظة‪،‬‬ ‫أشيع عنها الكثير بين المواطنين‪ ،‬وخصوصا‬ ‫سريتا دمشق التي كان آصف شوكت رئيسها‪،‬‬ ‫فرع «‪ »215‬مختص باألمور العسكرية وقضايا‬ ‫المنشقين عن جيش األسد ولذلك يسمى بفرع‬ ‫(األمن العسكري)‪ ،‬كما يقدر عدد المعتقلين في الـ‬ ‫(‪ )215‬بـ‪ 5000‬من مختلف مناطق سوريا معظم‬ ‫التهم إما االنشقاق عن جيش األسد أو التعاون مع‬ ‫الجيش الحر‪ ،‬ويوجد أيض ًا قسم للمعتقلين اإلخوان‬ ‫والجهاديين منذ أحداث الثمانينات قبل عشرين‬ ‫عام ًا‪.‬‬


‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬

‫تحقيقات‬

‫اإلثنين | ‪ 15‬نيسان ‪2013‬‬

‫ليس بالتعذيب فقط‪:‬‬ ‫وبحسب شهادات معتقلين سابقين ال يموت‬ ‫المحتجزون هناك بسبب التعذيب فقط وإنما‬ ‫أيض ًا بسبب سوء التهوية حيث يقول «خ‪.‬ع» وهو‬ ‫أحد المعتقلين السابقين في فرع ‪« :215‬يصاب‬ ‫العديد من المعتقلين بضيق التنفس ثم يتصاعد‬ ‫المرض إلى الحمى وارتفاع درجات الحرارة ومن ثم‬ ‫الهذيان ومن ثم انفصام الشخصية‪ ،‬إلى أن يصبح‬ ‫مجنون ًا أو صامت ًا ال يتكلم بشيء ويموت موت ًا بطيئ ًا‬ ‫من القهر والذل‪ ،‬فليس هناك من يطببه ويعطيه ما‬ ‫يناسبه من الدواء الشافي»‪.‬‬ ‫ويضيف «خ‪.‬ع»‪ :‬أن بعض من المرضى يصابون‬ ‫بأمراض جلدية خطيرة وذلك نظر ًا لطبيعة الجو‬ ‫تحت األقبية وداخل الغرف والسجون‪ ،‬فالرطوبة‬ ‫العالية تساعد على انتشار الحشرات القاتلة‬ ‫والسامة‪ ،‬ولطالما رأينا الناس مستلقية على األرض‬ ‫وقد أكلت الحشرات من لحمها حتى ظهر العظم‬ ‫إنتانات جلدية‪ ،‬ويتفاقم الوضع‬ ‫وخرجت رائحة‬ ‫ٍ‬ ‫الصحي للمريض فيخرج من تحت جلده القيح‬ ‫والدماء وطبع ًا ليس هناك من يقول له ما بك؟ وما‬ ‫هو ألمك…حتى أن الطبيب عندما يرى هذا المريض‬ ‫يبادر بضربه… وهناك كل يوم من يموت بسبب‬ ‫هذه األمراض القاتلة والحشرات السامة»‪.‬‬ ‫«‬ ‫لطالما رأينا الناس مستلقية على‬ ‫األرض وقد أكلت الحشرات من لحمها‬ ‫حتى ظهر العظم وخرجت رائحة‬ ‫إنتانات جلدية‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫»‬

‫شاعت طريقة الموت هذه في الفرع واصطلح‬ ‫عليها المعتقلون عبارة « َف َصل» فيقولون عمن‬ ‫مات على هذه الحالة ‪:‬إنه َف َصل بعد أن يسقط من‬ ‫اإلرهاق (أي بعض من يفصل) ينام لبعض الوقت‬ ‫نوم ًا عميق ًا يصحو بعده ليجده اآلخرون منفصم‬ ‫الشخصية‪ ،‬يومي ًا تتساقط جثث الموتى في المهجع‪،‬‬ ‫إما لقلة النوم أو اختناق ًا أو فتك ًا باألمراض‪ ,‬تسحب‬ ‫هذه الجثث من قبل عناصر األمن وتُوضع في الممر‬ ‫الذي يتميز عن باقي األماكن الموجودة باالنخفاض‬ ‫البسيط لحرارته‪ ،‬و قد تصل الحرارة إلى درجة األربعين‬ ‫في المهاجع داخل الفرع في أيام الشتاء القارس!‪،‬‬ ‫ينقل المعتقلون الشهداء بعد رحلة العذاب إلى‬ ‫مكب النفايات ببساطة ويكتب على صدورهم أنهم‬ ‫إرهابيون أو يتم دفنهم في مقبرة نجها الجماعية‬ ‫بدون إخبار عائالتهم بشيء‪.‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪33‬‬

‫جوع ومرض‪:‬‬ ‫فتات طعام ‪..‬وأنين ٍ‬

‫يقول صادق وهو معتقل سابق خرج بأعجوبة من‬ ‫موت فرع «‪ 215‬على حسب قوله‪« :‬يقدمون لنا أسوأ‬ ‫أنواع الطعام وبكميات زهيدة وقليلة حيث أن الكمية‬ ‫التي تقدم ل ‪ 8‬أشخاص داخل هذه الغرفة ال تكفي‬ ‫شخص ًا واحد ًا‪ ،‬وغالب ًا يكون الطعام فاسد ًا أو قارب على‬ ‫انتهاء الصالحية أما بالنسبة للخبز‪ ،‬فهو من أسوء أنواع‬ ‫الخبز على اإلطالق وملمسه يشبه ملمس الورق المقوى‬ ‫والكرتون والطعم كذلك‪ ،‬عندما يفتح باب الزنزانة‬ ‫ويقولون لنا قد أصبح وقت الخروج إلى الحمامات‪ ،‬فال‬ ‫يسعك الوقت لعمل أي شيء داخل الحمام فلديك‬ ‫فقط ‪ 30‬ثانية إلتمام عملية الخروج واالنتهاء منها‬ ‫ودون التغسيل‪ ،‬ومن يجرؤ على التغسيل فلديه عقوبة‬ ‫من المسؤولين وقد تطاله العقوبة بالضرب وتمديد‬ ‫مدة الحكم والسجن لمدة أقلها ‪ 15‬يوم ًا‪.‬‬

‫في جوف المعتقل‪:‬‬ ‫يقول صادق‪ :‬كنا نجلس في غرفة بطول ‪ 4‬أمتار‬ ‫وعرض ‪ 3‬أمتار وال يستطيع أحدنا االستلقاء على‬ ‫األرض ألن عدد المعتقلين في هذه الغرفة الصغيرة‬ ‫يتجاوز ال‪ 70‬شخص واألغلب من المعتقلين ينامون‬ ‫وهم جالسون فوق رؤوس بعضهم البعض‪ ،‬حتى‬ ‫أنه ال يزيد مكان للجلوس فيبقى قسم منهم واقف ًا‪،‬‬ ‫وهذه الغرفة ال تحتوي على نافذه للهواء وال يوجد‬ ‫بها أيء شي يحرك الهواء أو يجدده فلن يعيش‬ ‫فيها سوى قوي النفس والعزيمة‪.‬‬

‫نصيب نفسي‪:‬‬ ‫وللنساء‬ ‫ٌ‬ ‫تذكر أحد المعتقالت السابقات أن المعاملة معهن‬ ‫كانت مختلفة حسب التهم الموجودة‪ ،‬فمن كان‬ ‫تهمتها تتعلق بمساعدة الجيش الحر وعليها إثباتات‬ ‫واضحة تتلقى أقسى أنواع التعذيب وقد يصل‬ ‫األمر لالغتصاب والضرب والشبح من اليدين‪ ،‬بينما‬ ‫تعامل باقي المعتقالت بذات الطريقة المعهودة‬ ‫من إذالل وتعذيب نفسي وتذكر «ل‪.‬ق» ّأن أصعب‬ ‫خطوات االعتقال في هذا الفرع كانت التفتيش‬ ‫حيث تم تعيين أحد «المخصيين» لتفتيش النساء‬ ‫بشكل جماعي‪ ،‬وتضيف أن جميع األمور الجسدية قد‬ ‫تكون هينه أمام التعذيب النفسي باستدعاء األهل‬ ‫واعتقالهم أو ضرب المعتقلين الشباب أمام النساء أو‬ ‫سماع أصواتهم في جوف الليل‪.‬‬

‫إلى المجهول ‪ ..‬في استعادة الماضي‪:‬‬ ‫ُيعرف فرع األمن العسكري بسرية المداهمة التي‬ ‫تقوم بنصب كمائن للناشطين أو مداهمة منازلهم‬ ‫وبيوتهم‪ ،‬ويتبع الفرع طريقة المراقبة للثوار ليقوم‬

‫بالحصول على أدلة تدينهم عند اعتقالهم‪ ،‬كما ذكر‬ ‫أحد المعتقلين ان لديهم أجهزة متخصصة بمراقبة‬ ‫أجهزة الكمبيوتر وإرسال فيروسات خاصة للتجسس‬ ‫عند معرفة حساب المعتقل‪ ،‬و ُيذكر أن الفرع مختص‬ ‫باستعادة المكالمات من الهواتف المحمولة حيث‬ ‫أن أحد األشخاص تمت إدانته بسبب مكالمة قام‬ ‫سب النظام وشتمه‪.‬‬ ‫بها في عام ‪ 2010‬وقد ّ‬ ‫«‬ ‫ُيربط الشخص من يديه ثم يرفع به‬ ‫إلى السقف ويؤتى بجالد فيضرب‬ ‫منه أي مكان قد يطاله‪.‬‬ ‫»‬

‫بين التعذيب ‪ ..‬والتحقيق‪:‬‬ ‫كما قام أحد المصادر السر ّية بإخبار جريدة عهد‬ ‫الشام أنه تم تعيين محقق لبناني في الفترة‬ ‫األخيرة يسمى بـ(عزرائيل) مختص بتعذيب‬ ‫المعتقلين حتى الموت‪ ،‬يروي أحد شهود العيان‬ ‫«ل‪.‬ج»‪ »:‬أنه كان يقول للمعتقلين في الزنزانات‬ ‫(كل يوم بدي منكم ‪ ،)5‬ويروي «ل‪.‬ج»‪ :‬أنه من‬ ‫يستدعى إلى التحقيق يرى أساليب جديدة في‬ ‫التعذيب‪ ،‬فهناك في صالة كبيرة يوجد حبال‬ ‫معلقة في السقف‪ُ ،‬يربط الشخص من يديه ثم‬ ‫يرفع به إلى السقف ويؤتى بجالد فيضرب منه‬ ‫أي مكان قد يطاله مع العلم أن من يتعذب مربوط‬ ‫األيدي ومغلق األعين ويمنع من الصراخ… فكلما‬ ‫زاد صراخه زاد تعذيبه‪ ،‬ويتم وضع مدفأة موجهة‬ ‫بالقرب منه في حال أفلتت يداه او تدلت قدماه‬ ‫قلي ًال الحترقتا‪ ،‬كما ّأن أشخاص آخرين يعذبون‬ ‫بواسطة الكهرباء‪ ،‬فيؤتى بسلكين من الكهرباء‬ ‫ويعلق كل منهما في كاحل القدم ومن ثم يضغط‬ ‫على زر التشغيل فتخرج الطاقة الكهربائية بقوة‬ ‫‪ ،210‬ويضيف «ل» لقد رأينا من عذبوه بهذه‬ ‫الطريقة أصبحت قدمه سوداء وتفتحت منها جروح‬ ‫عميقة وأصبح يخرج منها الدود بعد عدة أيام‪ ،‬ومن‬ ‫ثم حجروه في غرفة منفردة فليس هناك من يراه أبد ًا‬ ‫وبعد شهر وبضعة أيام سمعنا أنه قد قطعت قدمه‬ ‫ويوجد العديد مثله الذين ال نعرف بهم‪ ،‬وآخرون‬ ‫استشهدوا تحت التعذيب ومنهم معاذ الخيمي الذي‬ ‫قال أخوه أنه شاهد صوره وقد خرجت عيناه من‬ ‫مكانيهما نتيجة التعذيب القاسي الذي تعرض له‪.‬‬ ‫و ُيذكر حسب مالحظات ناشطين أنه بعد شعور النظام‬ ‫باقترابالمعركةفيدمشقبدأبتصفيةالمعتقلينفي‬ ‫الفروع األمنية كافه وكثرت حاالت االستشهاد في فرع‬ ‫‪ 215‬خصوص ًا وبشكل شبه يومي‪ ،‬وال يسعنا القول إال أن‬ ‫الداخل إلى هذا الفرع مفقود والخارج منه مولود‪.‬‬


‫اإلثنين | ‪ 15‬نيسان ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪33‬‬

‫اقتصاد ‪ -‬حقوق ‪6‬‬ ‫‪6‬‬

‫اقتصاد‬

‫الــريــال ‪ ..‬السـ ــوري !!‬ ‫اليمامة محمد ‪ -‬عهد الشام‬

‫‪,,‬‬

‫ال يخفى على أحدٍ مصالحَ إيران في سوريا‪،‬‬ ‫ ‬ ‫ضخم في المنطقة‪،‬‬ ‫الستثمار إيراني‬ ‫وأطماعها بأن تصبح بوابة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫هذا ماجعلها تُصَعّدُ من مواقفها الداعمةِ لألسد خاصة بعد‬ ‫اندالع الثورة السورية‪..‬‬

‫ٌ‬ ‫سلسلة من االتفاقيات سعت إيران من خاللها لربط الليرة السورية‬ ‫بالريال اإليراني‪ ،‬تضمنت استراتيجيات بعيد َة المدى‪ ..‬ولعل من‬ ‫أهمها توقيع اتفاقية «خط أنابيب الغاز اإلسالمي» بكلف ٍة تقارب‬ ‫الـ‪10‬مليارات دوالر‪ ،‬ثم عاودت مساعيها ‪-‬نق ًال عن صحيفة ليزيكو‬ ‫الفرنسية‪ -‬بعقد اتفاقي ٍة أخرى سعت فيها إلرسال مايقارب‬ ‫‪290‬ألف برميل نفط يومي ًا لسوريا‪.‬‬ ‫لتسريبات متكرر ٍة تفي ُد بتخصيص «خامنئي» نحو‪5.8‬‬ ‫إضاف ًة‬ ‫ٍ‬ ‫كمساعدات لنظام األسد‪..‬ولزيادة الضغوط االقتصادية‬ ‫دوالر‬ ‫مليار‬ ‫ٍ‬ ‫والعقبات التجارية على إيران وانعاسكها على اقتصاد سوريا‪ ،‬ما‬ ‫دفع بالبلدين التفاقية»التجارة الحرة»‪ ،‬تضمنت تخفيض ًا للرسوم‬ ‫الجمركية لتسهيل التجارة واألعمال‪ ،‬هذا بالرغم مما صرحت به‬

‫معاونة وزير االقتصاد «مها رسالن» بقولها‪ :‬بقيمة مليار دوالر بين المصرف التجاري‬ ‫ٌ‬ ‫متزايدة باستمرار‪ ،‬السوري وبنك تنمية الصادرات اإليرانية‪،‬‬ ‫مستورداتنا من إيران‬ ‫وهناك احصائيات تؤكد استيرادنا حوالي وسبعة عقود أخرى في مجال انتقال الطاقة‬ ‫‪ِ 20‬ض ُ‬ ‫والمعدات الكهربائية‪.‬‬ ‫عف ما نصدر لها‪!»..‬‬

‫«‬ ‫لفرض سيطر ٍة شبه‬ ‫عي إيرانَ الدؤوب‬ ‫َس ُ‬ ‫ِ‬ ‫كامل ٍة على اقتصاد سوريا وتسهيالت‬ ‫هناك سلسلة من االتفاقيات‬ ‫األسد المقدمة لها‪ ،‬جعل البلدين في‬ ‫لربط الليرة السورية بالريال‬ ‫عزلة عن المجتمع الدولي‪ ،‬ومن ثم انهيار‬ ‫اإليراني‬ ‫األوضاع االقتصادية السورية وسط موجات‬ ‫متالحقة من التضخم وتراجع مستوى‬ ‫»‬ ‫الخدمات العامة والتدمير المادي لمرافق‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ومع تقد ِّم الثوارِ ميدانيا واإلمساك ببعض البنية التحتية‪.‬‬ ‫اإليرانيين في دمشق‪ ،‬تعود إيران من‬ ‫بشكل‬ ‫جديد رغم العقبات والخسائر االقتصادية حتى اآلن لم تستنفد إيران مواردها‬ ‫ٍ‬ ‫والسياسية المتتالية‪ ،‬الستثماراتها بعقد‬ ‫كامل وتستمر بدعم نظام األسد‪ ،‬والشعب‬ ‫ٍ‬ ‫اتفاقية «خط التسهيل االئتماني» السوري وحده من يدفع الثمن‪.‬‬

‫ق ــان ــون‬

‫ً‬ ‫دوليا ‪..‬‬ ‫«اإلرهاب»‬ ‫بين المصطلح واالتهام‬

‫‪,,‬‬

‫ ‬

‫لونا الشام ‪ -‬عهد الشام‬

‫لعل مصطلح اإلرهاب هو من أكثر المفاهيم التي كانت وما‬ ‫زالت عرضة لالستخدام المزدوج من أطراف كثيرة من األنظمة‬ ‫التسلطية والدكتاتورية؛ محاولين تطويع هذا المفهوم واستخدامه ذريعة‬ ‫للبطش بالمعارضين والتنكيل بحركات التحرر من الظلم والعبودية‪.‬‬

‫تعريف اإلرهاب‬

‫دولي ًا صدر الميثاق الدولي لمكافحة اإلرهاب في ‪1937/11/16‬م‪ ،‬وعرفه بأنه‪:‬‬ ‫(األفعال الجنائية الموجهة ضد دولة ويكون الغرض منها‪ ،‬أو يكون من شأنها إثارة‬ ‫الفزع والرعب لدى شخصيات معينة أو جماعات من أو لدى الجمهور)‪.‬‬ ‫أما على نطاق الوطن العربي فقد ع َّرفت االتفاقية العربية لمكافحة اإلرهاب التي‬ ‫ُأق ّرت في أبريل من عام ‪1998‬م ‪ ,‬اإلرهاب بأنه‪ُّ :‬‬ ‫(كل فعل من أفعال العنف أو‬ ‫التهديد به ‪ -‬أ ّي ًا كانت بواعثه أو أغراضه ‪ -‬يقع تنفيذ ًا لمشروع إجرامي فردي أو‬

‫جماعي‪ ،‬ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض‬ ‫حياتهم أو حريتهم أو أمنهم إلى الخطر أو إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق أو‬ ‫األمالك العامة أو الخاصة‪ ،‬أو احتاللها أو االستيالء عليها‪ ،‬وتعريض أحد الموارد‬ ‫الوطنية للخطر)‪.‬‬ ‫النظام السوري و ازدواجية المعايير‬ ‫إن النظام السوري بغطرسته رفض االعتراف بأن ما يحدث في سوريا هو ثورة شعب‬ ‫لنيل مطالبه من الحرية والكرامة‪ ,‬حيث أنه في التاسع من آب ‪ 2011‬كان التاريخ‬ ‫األول الذي يقول فيه الرئيس السوري بلقاء له مع وزير الخارجية أحمد داود أوغلو بعدم‬ ‫التهاون مع ما وصفه وألول مرة ربما بالمجموعات اإلرهابية‪ ,‬وأكد مرة أخرى بقوله‬ ‫«ال حوار مع اإلرهابيين» في ر ٍد على المبعوث العربي األممي المشترك كوفي أنان‬ ‫في العاشر من شهر آذار من السنة الماضية‪ ,‬مستغ ًال بذلك ازدواجية المعايير في‬ ‫تحديد مفهوم اإلرهاب‪,‬و متناسي ًا في الوقت ذاته مانص عليه ميثاق األمم المتحدة‬ ‫في مادته األولى على (حق الشعوب في تقرير مصيرها) وما تض َّمنته االتفاقية‬ ‫العربية لمكافحة اإلرهاب‪ ،‬من تمييز بين (اإلرهاب) و (حاالت استخدام القوة التي‬ ‫تقتضيها ضرورات النضال الوطني والدفاع عن النفس وتحقيق االستقالل‪ .‬ليكون له‬ ‫ذلك غطاء ًا شرعي ًا دولي ًا‪ ,‬متجاه ًال أن أخطر أنواع اإلرهاب هو ذاك الذي تمارسه الدول‬ ‫بحق شعوبها‪.‬‬


‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬

‫رأي‬

‫اإلثنين | ‪ 15‬نيسان ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪33‬‬

‫"جبهة النصرة" ‪ ..‬تبيع أم تبايع ؟!‬ ‫منذ انطالقتها األولى في نهاية عام أحد عشر وألفين‪,‬‬ ‫برايتها السوداء المزدانة بعبارة التوحيد‪ ,‬وأعضائها‬ ‫الملثمين‪ ,‬وعملياتها التي تضرب النظام بالصميم لشدة‬ ‫انضباط وقدرة أفرادها على المجابهة واالنتصار‪ , ,‬أحدثت‬ ‫جبهة النصرة ما يمكن أن نصفه بجدل واسع‪ ,‬فقد نسب‬ ‫إليها النظام عمليات إجرامية ونفت‪ ,‬ونفذت عمليات ضده‬ ‫ونفى وأكدتها بوسائلها اإلعالمية ذات الطابع المميز عن‬ ‫كل الكتائب المقاتلة في سوريا ضد األسد‪.‬‬ ‫ولكن اليقين الذي وضع الكثيرين في سوريا بين خيارات‬ ‫ضيقة منها التجاهل أو القبول باألمر الواقع على مضد أو‬ ‫الرفض الذي ال يعدو كونه حتى اللحظة كالمي ًا‪ ,‬هو تلك‬ ‫الجلبة التي قالها قائد ما تسمى بدولة العراق اإلسالمية أبو‬ ‫بكر البغدادي عن تبعية جبهة النصرة لها‪ ,‬وأنهما تسعيان‬ ‫إلنشاء الدولة اإلسالمية في رقعة البلدين‪ ,‬وقد انتظر كثيرون‬ ‫منا رد الجبهة على ذلك اإلعالن‪ ,‬فكان الشق األول هو نفي‬ ‫الجوالني زعيم جبهة النصرة لتبعيته لتلك المجموعة‪,‬‬ ‫وذلك الشق الذي ُيعتبر لوحده باعث ًا على الراحة‪ ,‬ولكن‬ ‫الشق الثاني والذي كان إيذان ًا ببدء مرحلة جديدة في الثورة‬ ‫السورية‪ ,‬هو مبايعته «أي الجوالني» أليمن الظواهري زعيم‬ ‫تنظيم القاعدة وخليفة أسامة بن الدن المقتول‪.‬‬ ‫الغريب في األمر أن النظام كان يتهم الثورة السورية منذ‬ ‫بدئها أنها مجرد أحداث عبثية‪ ,‬تح ِّركها أيا ٍد خارجية‪,‬‬

‫ ‬

‫وحينما تحولت الثورة إلى مسلحة بسبب بطش النظام‬ ‫بها‪ ,‬سارع إلى نعتها بأنها ثمرة اإلرهاب الدولي المنظم‬ ‫وأنها ِمن فعل تنظيم القاعدة وأنه على المجتمع الدولي‬ ‫تحري األعذار لإلجرام الذي يرتكبه جيش بشار‪ ,‬إذ إنه ضد‬ ‫تنظيم القاعدة‪ ,‬فكيف للجبهة أن تعلن االنضواء تحت‬ ‫لواء الظواهري في هذا الوقت العصيب؟‬ ‫تسارعت االتهامات بحق هذه الجبهة تبع ًا لتصدرها‬ ‫المشهد السوري‪ ,‬فالبعض يقول بأنها صنيعة النظام‪,‬‬ ‫والبعض اآلخر يتهمها بأنها تبتغي االستيالء على سوريا‬ ‫وإعادتها لعهد «الظالم»‪ ,‬وآخرون يقولون بأنها اندست‬ ‫كي تعطي ذريعة لتدخل دولي في سوريا لطالما رأى‬ ‫القائمون عليه أن يبتعدوا عن حقل األلغام هذا‪ ,‬وبما أنها‬ ‫مدعومة ِمن قبل خليجيين أسرتهم نظرية النزاع العربي‬ ‫الفارسي‪ ,‬فإنها تريد جعل سوريا منطقة صراع بين‬ ‫الشيعة والسنة‪ ,‬وفكر القاعدة هو األصلح ليكون عقيدة‬ ‫قتالية في ذلك الصراع‪ ,‬مما يح ِّول أرضنا إلى ثقب أسود‬ ‫يبتلع كل ما حوله‪ ,‬فتصير الجماعات والكتائب تتدفق‬ ‫على سوريا ِمن أجل تصفية حسابات دولية‪ ,‬وتدمر‬ ‫نفسها‪ ,‬وتفتك بسوريا‪.‬‬ ‫إن البيعة للظواهري تؤكد اتهامات النظام بطريقة غير‬ ‫مباشرة‪ ,‬ومع أننا شهدنا على مدى عقد من السنين أن كل‬ ‫منطقة يدخلها تنظيم القاعدة تتحول إلى جحيم‪ ,‬فيبدو‬

‫«األسد» من رئيس إلى زعيم فصيل!!‬

‫بعد العاصفة التي أثارتها إشاعة أحد زعماء كتائب‬ ‫مقتل بشار األسد‬ ‫الجيش الحر «أبو علي خبية» نبأ ِ‬ ‫وإخالء مدينة دمشق خالل ثالثة أيام‪ ,‬استطاعت‬ ‫ضرب المؤيدين في مقتل‪ ,‬حيث سارع النظام إلى‬ ‫نفي الخبر نفي ًا قاطع ًا وأعلن عن لقاء صحفي سيجريه‬ ‫بشار مع بعض الصحف التركية المعارِضة‪ ,‬وكان‬ ‫ذلك اللقاء كما أنبأنا األسديون‪ ,‬ترى‪ ,‬لو ظهر هكذا‬ ‫إعالن ولو انتشرت هكذا إشاعة عن خبر مقتل بشار‬ ‫منذ سنة‪ ,‬أكان للنظام أن يرتعد ويخشى ِمن تحول‬ ‫معنويات المؤيدين ال ُمح َبطة إلى هزيمة نفسية‬ ‫تُصدِّع بنيان الحكم األسدي ِمن الداخل؟‬ ‫صراحة‪ ,‬كان لبشار األسد أن يفصح عن الكثير بخطابه‬ ‫دونما تصريح‪ ,‬فاألجواء التي ظهر بها تنبئ عن‬ ‫زعيم مهتز‪ ,‬سطوته تتفسخ‪ ,‬تتساقط المدن والقرى‬ ‫واحدة تلو األخرى مؤذنة بعهد جديد غير الذي عرفه‬ ‫السوريون على مدى عصور‪ ,‬أي منذ سقوط الدولة‬

‫العثمانية‪ ,‬اليوم ومن دون مواربة ِمن قبل المؤيدين‬ ‫وال الحلفاء الدوليين‪ ,‬لقد تحول بشار األسد إلى زعيم‬ ‫فصيل مسلح ال أكثر‪.‬‬ ‫كان بشار األسد يهدد يوم ًا ما دول الجوار تهديدات‬ ‫عديدة‪ ,‬تشبه تلك التي كان يطلقها القذافي‪ ,‬والتي‬ ‫كانت مجرد عذر لتدخل حلف الناتو الساحق الذي‬ ‫أجهز عليه‪ ,‬ولكن سوريا تختلف عن ليبيا‪ ,‬فلقد قال‬ ‫بأن سقوطه سيكلف العالم غالي ًا‪ ,‬وقال بأن المنطقة‬ ‫كلها سوف تهتز إذا اكتمل مشروع إسقاط «الدولة»‬ ‫كما كان يسميها‪َّ ,‬‬ ‫وبطن تهديدات بالكيماوي ِمن‬ ‫إلشاعات وتجربته لها على نطاق ضيق‬ ‫دسه‬ ‫ٍ‬ ‫خالل ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫في بعض المناطق السورية‪ ,‬وقصف ق ًرى تركية‪,‬‬ ‫وأسقط طائرة مقاتلة تركية أيض ًا‪ ,‬غير أنه عجز عن‬ ‫جيوش‬ ‫استفزاز دولة جوار واحدة لتدخل في حرب‬ ‫ٍ‬ ‫نظامية معه‪ ,‬لقد امتص الجميع حركاته الصبيانية‪ ,‬بل‬ ‫كانوا يجبرونه على الموت البطيء‪ ,‬أو التالشي البطيء‪,‬‬

‫على‬ ‫الجوالني‬ ‫أنــه يــريــد ذلك‬ ‫األمــر ولــم يستعن على‬ ‫قضاء حوائجه بالكتمان‪ ,‬بل آثر‬ ‫جــلــب‬ ‫اإلشهار الذي يتسبب بمفسدة دونما‬ ‫مصلحة مطلق ًا‪ ,‬وهو ال يحارب ِمن أجل إسقاط النظام‬ ‫فحسب‪ ,‬بل ِمن أجل ترسيخ فكر القاعدة الذي ال يتناسب‬ ‫مع بنية مجتمعنا المدني المحافظ‪ ,‬ومع أن الكتائب‬ ‫األخرى واإلسالمية منها على وجه الخصوص لم توافقه‬ ‫بثبات‪ ,‬مما يؤثر على‬ ‫ماض فيه ٍ‬ ‫على قراره هذا‪ ,‬فإنه ٍ‬ ‫وحدة الصف التي يكاد النظام يستطيع تحقيقها‪.‬‬ ‫وإلى حين اتضاح نتائج هكذا تصريحات وبيانات‪,‬‬ ‫تشهد سوريا واقع ًا حالك ًا‪ ,‬يرجوا المستضعفون فيه أال‬ ‫يأتي بعده ما يجعلهم يترحمون على أيام كان السكون‬ ‫سائد ًا في وطنهم‪ ,‬الذي تبدى لهم كم أنه مطمع في أعين‬ ‫أكثر المسيطرين‪.‬‬

‫ولكن إسرائيل وحدها‪ ,‬هي التي استطاعت أن تؤدبه‬ ‫على النحو الذي جعله يغازلها‪ ,‬فهو تناسى أنها تمتلك‬ ‫أقمار ًا اصطناعية تتجسس على كل تحركاته‪ ,‬وحينما‬ ‫تحولت هذه التحركات إلى احتمال يؤدي إلى االعتداء‬ ‫عليها‪ ,‬قصفت تجمع ًا عسكري ًا بصمت‪.‬‬ ‫تحولت تهديدات بشار بفعل النزيف الذي أصيب به‬ ‫إلى ضجيج فارغ‪ ,‬ألنه بات يستنزف ق َّوته وجنوده‬ ‫واألرض التي يسيطر عليها‪ ,‬واألهم ِمن ذلك أنه‬ ‫استنزف الوطن بكلما تحمل الكلمة من معنى‪,‬‬ ‫واستنزف الشعب‪ ,‬وتناسى أن الشعب ال ينتهي‪,‬‬ ‫بل صنع منه قنبلة موقوتة سيكون أول ضحاياها‪,‬‬ ‫لقد ح َّوله رويد ًا رويد ًا إلى شعب محارب بعد أن بقي‬ ‫مستضعف ًا مسحوق ًا لعقو ٍد طويلة‪.‬‬ ‫ليعلم الجميع أن بشار األسد لم يعد رئيس ًا‪ ,‬ال شرعي ًا وال‬ ‫مسلح‪,‬‬ ‫غير شرعي‪ ,‬بشار أضحى زعيم ميليشيا أو‬ ‫ٍ‬ ‫فصيل ٍ‬ ‫يذوب ملكه كلما استعرت معركته ضد شعبه‪ ,‬فالدولة‬ ‫المسخ التي بناها أبوه والتي سحقت كل المفاهيم‬ ‫الفطرية واإلنسانية السوية‪ ,‬ليست جمهورية‪ ,‬بل هي‬ ‫بحقٍّ دولة أسدية أضحت اليوم في طور الزوال‪.‬‬


‫اإلثنين | ‪ 15‬نيسان ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪33‬‬

‫مـقـاالت‬

‫‪8‬‬

‫«المجالس المحلية» تمكين المجتمع وإطالق طاقاته‬

‫‪,,‬‬

‫إدارة المؤسسات الحكومية وحمايتها مهمة مدنية‪ ،‬والتجارب تمتد عبر األراضي المحررة‬

‫| عبد اهلل الدمشقي‬

‫في فجر أول أيام رمضان الماضي غادر عناصر النظام‬ ‫ ‬ ‫مدينة منبج في حلب بشكل مفاجئ‪ ،‬استطاع أبناء المدينة‬ ‫بحنكتهم وحسهم الحضاري أن يحافظوا على مؤسسات الدولة‬ ‫ويديروها فاستمرت الحياة في المدينة كما كانت مع فارق واحد‪،‬‬ ‫هو أن الناس أصبحوا أحراراً‪ ،‬وفي فضاء الحرية الرحب هذا انطلقت‬ ‫طاقات األهالي فأسس مجموعة من الشباب (حوالي ‪ 50‬شخصاً)‬ ‫حركة أطلقوا عليها «حركة التغيير والبناء في منبج» مهمتها‬ ‫خدمة المجتمع عن طريق مبادرات ومشاريع كان منها‪ :‬تجميل‬ ‫شوراع المدينة‪ ،‬ومشروع األضاحي‪ ،‬وتوزيع األلبسة الشتوية‪،‬‬ ‫والضمان الصحي التطوعي‪ .‬وفي بلدة معدان المحررة في الرقة أدار‬ ‫المجلس المحلي المنطقة وقام بحماية وإدارة المؤسسات الحكومية‬ ‫بما فيها صوامع الحبوب الضخمة التي (لم يُسحب منها حبة قمح‬ ‫واحدة) حسب مصطفى العلي عضو المجلس المحلي في البلدة‪،‬‬ ‫واستمرت المدارس في العمل رغم عدم وجود رواتب للموظفين‬ ‫والمعلمين‪.‬‬

‫المحلي من اجتماع المنظمات المدنية‬ ‫«‬ ‫التي تشكلت في ظل الثورة والتي عملت‬ ‫تحولت بعض التنسيقيات‬ ‫في اإلغاثة واإلعالم والدفاع المدني‬ ‫لمجالس وأخرى أتت‬ ‫وغيرها من المجاالت‪ ،‬في بعض المناطق‬ ‫قامت الكتائب المسلحة بتشكيل‬ ‫باالنتخاب‪ ،‬والبعض كسب‬ ‫المجلس المحلي‪ ،‬في مناطق أخرى كان‬ ‫شرعيته من الكفاءة‬ ‫المجلس المحلي استمرار ًا للمجلس الذي‬ ‫كان قائم ًا قبل الثورة‪ ،‬وأخير ًا تشكلت‬ ‫»‬ ‫المجالس المحلية في بعض المناطق عن‬ ‫مثاالن من عشرات األمثلة التي أثبت فيها طريق االنتخابات كالمجلس المحلي في‬ ‫«‬ ‫السوريون قدرتهم على إدارة شؤونهم‪ ،‬محافظة حلب‪.‬‬ ‫وأبطلوا خرافة طالما روج لها النظام‪ ،‬وهي‬ ‫الكتائب تكفل حفظ األمن‬ ‫التخويف من الفوضى في المناطق التي إن الطريقة الطبيعية لتشكيل المجلس‬ ‫ينسحب منها‪ .‬هناك بال شك أمثلة على المحلي هي االنتخابات وبما إن ظروف وتنفيذ األحكام‪ ..‬والمجلس‬ ‫مظاهر سلبية برزت في المناطق المحررة‪ ،‬الثورة ال تسمح بإجراء االنتخابات في يكفل لها الشرعية والقبول‬ ‫كل المناطق‪ ،‬فقد وجدت بعض المجالس‬ ‫فنحن ال نعيش في مجتمع فاضل‪ ،‬لكن بحكم األمر الواقع بالطرق التي ذكرناها والحاضنة الشعبية‪.‬‬ ‫الصورة الكلية توحي بأن السوريين‬ ‫قادرين على تنظيم شؤونهم من غير أن سابق ًا‪ ،‬ورغم إنها غير َ‬ ‫منتخبة فإن الكثير »‬ ‫من هذه المجالس كسبت شرعيتها‬ ‫ُيس ّلط سيف االستبداد فوق رؤوسهم‪.‬‬ ‫رئيس‬ ‫وقبولها من الناس بفضل كفاءة يفضل أن تختار هيئ ُة األمناء َ‬ ‫تشكل المجالس المحلية بدي ًال عن الدولة أعضائها وقدرتهم على تلبية حاجات المكتب التنفيذي وهو شخص يجب أن‬ ‫في المرحلة التي تسبق سقوط النظام السكان‪.‬‬ ‫يتمتع بكفاءات إدارية عالية ثم يقوم‬ ‫بدوره باختيار رؤساء المكاتب التخصصية‬ ‫وفي المرحلة االنتقالية التي تمتد من‬ ‫سقوطه وحتى قيام الدولة القادرة على بما إن المجلس المحلي هو البديل عن من أصحاب الخبرة والكفاءة الذين‬ ‫تلبية حاجات المواطنين‪ .‬تفاوتت ظروف الدولة في المرحلة االنتقالية فال بد أن سيشكلون معه أعضاء المكتب التنفيذي‪،‬‬ ‫تشكيل المجالس المحلية في الثورة تكون هيكليته متضمنة للسلطات الثالث توافق هيئة األمناء على األشخاص الذين‬ ‫السورية من منطقة إلى أخرى‪ ،‬ففي بعض التي تتكون منها الدولة وهي السلطة اختارهم رئيس المكتب التنفيذي (بما‬ ‫المناطق تحولت التنسيقية التي كانت التشريعية والتنفيذية والقضائية‪ .‬تمثل يشبه الموافقة على الحكومة من قبل‬ ‫تنظم الحراك الثوري السلمي إلى مجلس السلطة التشريعية في المجلس المحلي البرلمان)‪ ،‬ويقوم المكتب التنفيذي برفع‬ ‫محلي‪ ،‬في مناطق أخرى تشكل المجلس (هيئة األمناء) وتتشكل من الوجاهات تقارير دورية بعمله إلى هيئة األمناء التي‬ ‫وعلماء الدين وأصحاب المصداقية والكلمة‬ ‫المسموعة في المنطقة‪ ،‬أما السلطة‬ ‫التنفيذية فهي (المكتب التنفيذي)‬ ‫الذي يدير المكاتب التخصصية كالمكتب‬ ‫اإلغاثي والمكتب اإلعالمي ومكتب الدفاع‬ ‫المدني ومكتب حل النزاعات وغيرها‬ ‫من المكاتب التي تلبي حاجات الناس‪،‬‬ ‫وتشكل (الهيئة القضائية) السلطة‬ ‫التشريعية التي تفصل في النزاعات‬ ‫وتصدر أحكام ًا بحق المجرمين‪.‬‬

‫من مهامها مراقبة عمل المكتب التنفيذي‬ ‫وإقرار الميزانية ومشاريع القوانين التي‬ ‫يقترحها هذا المكتب‪ ،‬أما (الهيئة‬ ‫القضائية) فيمكن أن يشكلها (رئيس‬ ‫قضاة) تختاره هيئة األمناء لهذه المهمة‪،‬‬ ‫دون أن تتدخل في عمله أو عمل الهيئة‬ ‫القضائية تحقيق ًا لمبدأ الفصل بين‬ ‫السلطات‪.‬‬ ‫ال بد من وجود تنسيق عالي بين الكتائب‬ ‫المسلحة والمجلس المحلي في المنطقة‪،‬‬ ‫فالكتائب هي التي تكفل حفظ األمن‬ ‫وتنفيذ قرارات المجلس المحلي وفي‬ ‫الوقت نفسه فإن هذا المجلس يعطيها‬ ‫الشرعية والقبول من قبل الحاضنة‬ ‫الشعبية التي ال تستطيع الكتائب‬ ‫االستغناء عن دعمها‪.‬‬ ‫إن تجربة المجالس المحلية تطلق طاقات‬ ‫المجتمع ألنها تدرب أهالي كل منطقة‬ ‫على تحمل مسؤولية إدارة شؤونهم‬ ‫والمشاركة في صنع القرارات التي تؤثر‬ ‫في حياتهم‪ ،‬وهي تمكنهم من التعبير عن‬ ‫خصوصياتهم وسن التشريعات المحلية‬ ‫التي تناسبهم وتلبي احتياجاتهم‪ ،‬إن‬ ‫المجالس المحلية تمنع عودة االستبداد‬ ‫وتركيز السلطات في يد الدولة المركزية‬ ‫وهي تشكل بذور الديمقراطية والتعددية‬ ‫والمشاركة الشعبية في سورية الحرة‬ ‫القادمة قريب ًا بإذن الله‪.‬‬


‫‪9‬‬

‫مـقـاالت‬

‫اإلثنين | ‪ 15‬نيسان ‪2013‬‬

‫المثقفون والثورة ‪..‬‬ ‫يخبرنا التاريخ أن االنعطافات واالحداث الكبرى في‬ ‫األمم والحضارات ينقسم إزاءها المثقفون والعلماء‬ ‫وقادة المجتمع الى قلة تقف معها وتناصرها وإلى‬ ‫كثرة تقاوم التغيير وتقف مع السلطة مستفيدة من‬ ‫الجمود والطغيان‪ ،‬جرى هذا كثيرا في السابق ومازال‬ ‫يجري حتى اليوم‪ ،‬وحتى في صف المثقفين الذين‬ ‫انحازوا إلى التغيير والى الشعوب في حقوقها‪،‬‬ ‫تناثر هؤالء في درجات مختلفة وتماهوا مع اشكال‬ ‫جديدة لسلطات جديدة بأشكال مختلفة أفقدتهم‬ ‫دورهم الحقيقي من جديد‪.‬‬ ‫الثورة سياسة وعالقة المثقف بالسياسي لطالما‬ ‫كانت اشكالية كبرى لنخبة المجتمع ومفكريه‬ ‫ومثقفيه بين متورط ومنعزل أو بينهما‪ ،‬ففي حين‬ ‫ينقل إدوارد سعيد عن جوليان بندا قوله ان المثقف‬ ‫ال بد أن يتورط في السياسة وأنه ال وجود لعوالم‬ ‫مثلى خالية من أدران السياسة يمكن أن تتحلى‬ ‫فيها تأثيرات المثقف‪.‬‬ ‫يشدد محمد عابد الجابري في الوقت نفسه على‬ ‫أن ”المثقف الحقيقي ينبغي أن يظل دائما فوق‬ ‫السياسي‪ ،‬أي أن يكون المثقف هو الذي يوجه‬ ‫السياسي”‪ ،‬وال تناقض في كالم الرجلين سوى‬ ‫بموضع المثقف نفسه في المجتمع وفي عالم‬ ‫السياسة‪ ،‬فان ارتضى أن يكون تابعا للسلطة‬ ‫القائمة مصدقا على ماتقوله وتفعله فقد أضحى‬

‫السنة الثانية | العدد ‪33‬‬

‫عقبة مشوّح‬

‫متورطا ومقادا وفقد دوره الحقيقي ومسماه كمثقف‪،‬‬ ‫وان لم يتنازل عن دوره كموجه للسياسية وكسلطة‬ ‫معنوية وفكرية أعلى تصحح وتقوم وتوجه بوصلة‬ ‫السياسي في كل مرة تخطئ فيها الوجهة فقط‬ ‫وضع نفسه في الطريق الصحيح‪ ،‬وهذا الطريق‬ ‫مليء بالصراعات والمعاناة واآلالم‪ ،‬غير أن ال بديل‬ ‫عنه‪.‬‬ ‫في المقابل ومع استقالل المثقف وعدم تماهيه مع‬ ‫السلطات القائمة أي كان شكلها وعملها واحتفاظه‬ ‫بنظرة نقدية مستقلة تسعى لنصرة الضعيف‬ ‫واثبات القيم‪ ،‬فإن خطر انجراره إلى معارك وهمية‬ ‫يصارع فيها طواحين الهواء يغدو قائما فال تجده‬ ‫اال متنقال من معركة إلى أخرى تستنزف جهوده من‬ ‫البناء إلى الهدم وفي سياق هو في الغالب ال وجود‬ ‫له على أرض الواقع‪.‬‬ ‫لقد حررتنا الثورة قبل كل شيء على المستوى‬ ‫الفكري والعقلي وخلقت فينا وبيننا طبقة جديدة‬ ‫من المثقفين المنفلتين من عقال أي سلطة وأي‬ ‫جمود‪ ،‬واألمر بيد هؤالء المثقفين الجدد لمواجهة أي‬ ‫سلطة جديدة تسعى إلى تقييد الحريات أو انتهاك‬ ‫القيم االنسانية العامة واالضطالع بالدور الحقيقي‬ ‫للمثقف في حماية االفكار الحية من القولبة والموت‬ ‫وفضح التعميمات الفكرية المتحيزة‪.‬‬

‫الثورة ‪ ..‬بين األساليب وتسارع األحداث‬ ‫لكل شي ٍء أوانه‪ٌ ،‬‬ ‫مثل عامي يستخدمه الجميع‪ ،‬ورغم‬ ‫ِ‬ ‫بساطته إال أنه ُيطبق في حالتنا الثورية حيث ال بد‬ ‫لنا من التعامل في الثورة انطالقا من مبدأ « تبعية‬ ‫األسلوب لوقت تنفيذه»‪.‬‬ ‫في مرحلة معينة‪ ،‬كانت ظروف الثورة تستوجب‬ ‫التعامل معها بطريقة معينة‪ ،‬وبأساليب وآليات‬ ‫وأشخاص معينين‪ ،‬ال يمكن االستغناء عن أي من تلك‬ ‫النواحي‪ ،‬ومع تسارع األحداث خالل األيام انتقلت‬ ‫بطريق جديدة‬ ‫الثورة إلى طور جديد يستلزم التفكير‬ ‫ٍ‬ ‫حيث أضحت فيه كل األساليب القديمة بدون فائدة‪،‬‬ ‫وعبثا وهدر ًا للوقت والجهد ال َ‬ ‫طائل منه وال فائدة‬ ‫واألمثلة من الثورة كثيرة ال يسعنا حصرها‪.‬‬

‫يصبح الحديث عن االسلوب القديم ( أو محاولة‬ ‫استدعائه ) أمر ًا ال طائل منه‪ ،‬سوى التحسر على‬ ‫أسلوب لم يجرب قد يكون الخير فيه‪ ،‬لكن عنصر‬ ‫الوقت أفقده كل قيمة ‪..‬لذا من المهم أن تكون خطط‬ ‫المجموعات الثورية تتسم بالمرونة وقابلية التطوير‬ ‫والتغيير مع مستلزمات الوقت الذي تمر به الثورة ‪.‬‬

‫وال يقتصر األمر على وضع الخطط بما يتوافق مع‬ ‫تسارع األحداث وتبدلها‪ ،‬وإنما أيض ًا بالنظر إلى‬ ‫الموارد المتاحة لتتناسب مع األساليب المطلوبة‪،‬‬ ‫إن ما تفرضه علينا الثورة اليوم أن ننظر إليها بعمق‬ ‫وال نكون متسرعين فالهدف ال يقتصر على إسقاط‬ ‫النظام األسدي وإنما أيض ًا األنظمة االستبدادية‬ ‫في جميع العقول وأنماط التفكير التي تمنع النظر‬ ‫وفي حال قررنا يوم ًا ‪ -‬في ظل تسارع أحداث الثورة للمستقبل كفرص ٍة للبناء والتطوير بجميع األساليب‬ ‫ التراجع القهقرى إلى الوراء باألساليب سيؤدي ذلك المتاحة والتي يمكن خلقها مع إتاحة الفرص‪.‬‬‫إلى ضررٍ كبيرٍ‪ ،‬أو حتى إلى توقف محرك الثورة عن‬ ‫العمل ( األساليب مثا ًال وتعمم ) وفي بعض األحيان‬

‫بين النملة والهدهد ‪..‬‬ ‫حكاية مسؤولية خالفة ‬

‫ ‬ ‫كثيرا ما نقع في أفخاخ ومتاهات‬ ‫ ‬ ‫المصطلحات‪ ،‬نعظم صغيرها ونحقر عظيمها‪،‬‬ ‫نفصل المجمل بال طائل أو نجمل المفصل بال‬ ‫معنى‪ ،‬فيضيع المعنى والمبنى مع ًا‪ ،‬السيما إن‬ ‫كان المصطلح حساسا كــ « الخالفة « ‪..‬حينها‬ ‫نبدأ بالجنوح عن تفاصيل ها ّمة نحو إجمال‬ ‫يضيع المعنى‪ ،‬أو نفصل في وا ٍد بعيد كل البعد‬ ‫عن اإلجمال المقصود‪ ،‬ولو أردنا نقاش المصطلح‬ ‫وتفاصيله الحتاج ذلك إلى جهد ووقت قد‬ ‫ُيصرف عن كثيرٍ من مقاصده‪.‬‬ ‫ال يخفى علينا ماكان عليه سليمان عليه السالم‬ ‫من مكانه‪ ،‬بلغه الله إياها تفض ًال منه عليه‪ ،‬لكن‬ ‫هب لي ملك ًا ال ينبغي‬ ‫ورود قصة من قال «رب ّ‬ ‫كائن‬ ‫ألح ٍد من بعدي « في سورة تسمى باسم ٍ‬ ‫من زمرة الضعفاء أم ٌر يدعو للتفكر فع ًال السيما‬ ‫وأن تبسم سليمان عليه السالم من كالم النملة لم‬ ‫يكن مقتصر ًا على مجرد إحساسه بنعمة الله عليه‬ ‫في فهم كالم النمل‪ ،‬فالتبسم جاء «من قولها «‬ ‫وليس لمجرد أنه سمع قولها‪ ،‬وفي هذا تنبيه لنا‬ ‫لنصغي السمع إلى قولها تحديد ًا‪« :‬يا أيها النمل‬ ‫ادخلوا مساكنكم اليحطمنكم سليمان وجنوده‬ ‫من حيث ال يشعرون» كالم النملة النابع من‬ ‫مسؤوليتها وخوفها على مجتمعها‪ ،‬أورث سليمان‬ ‫عليه السالم ابتسامة مع دعاء بأن يقدر هذه‬ ‫النعمة العظيمة ‪ ،‬فوجود أفراد تتحمل مسؤولية‬ ‫مجتمعها أم ٌر ليس بالهين‪ ،‬وحكاية الهدهد ليست‬ ‫أقل شأن ًا من حكاية النملة‪ ،‬فالهدهد تجاوز مجاله‬ ‫الذاتي المتحجر‪ ،‬وبدأ بتحمل مسؤوليته األسمى»‬ ‫أال يسجدوا لله ‪.»..‬‬ ‫قد نختلف على الطريقة األمثل بين النملة‬ ‫والهدهد‪ ،‬ولكن ما ال يسعنا االختالف عليه أنه‬ ‫يتوجب علينا أن نتمثل أحد وجهي المسؤولية‪،‬‬ ‫قد تختار لنفسك طريق « النملة « فتتحمل‬ ‫مسؤولية الخالفة في مجتمعك بشكل ذاتي‪ ،‬أو‬ ‫تفضل طريق «الهدهد « فتبادر لتضع مسؤولية‬ ‫الخالفة على من هو أقدر منك على تحملها‪ ،‬أو‬ ‫أن تختار لنفسك طريقا ثالث ًا هو أقرب إلى طريق‬ ‫األنعام فع ًال باستثناء كونه على طريق الخالفة‬ ‫الحقة‪.‬‬


‫اإلثنين | ‪ 15‬نيسان ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪33‬‬

‫مجــتمع‪ -‬فن ‪10‬‬ ‫‪10‬‬

‫أمانهم النفسي ‪ ..‬في بلدهم‬ ‫طيارة ورق مجلة لطفل سوريا الجديدة‪ ،‬مشروع لدعمهم وحمايتهم‬

‫كتنسيق لحركة العين‪ ،‬وتطويرٍ لقدرة القراءة والكتابة‪،‬‬ ‫إذا كانت آخرُ االحصائياتِ تشيرُ إلى أن عدد الجرحى السوريين وصل إلى ما وهو ما تسعى المجلة لتوفيره‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫نفسية‬ ‫يفوق المئة ألف‪ ،‬فإن تعداد من يعانون جراح ًا‬ ‫صور وأحداثٍ وضرورة فهم فكرة السبب والنتيجة وإشباع لحس الفضول والتساؤل عنده‪ ،‬في إطار‬ ‫عميقة‪ ،‬إثر ٍ‬ ‫وشخصيات مقربة للطفل مفعمة باأللوان والرسوم‪.‬‬ ‫قصص‬ ‫من‬ ‫طفولي‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫كل‬ ‫يشمل‬ ‫سوري‪..‬قد‬ ‫ومعايشاتٍ تأبى مبارحة ذاكرة أيّ‬ ‫ٍ‬ ‫ثم يعود «ظاظا» ليؤكد أن‪« :‬الطيارة» جز ٌء من مشروع للدعم النفسي وحماية‬ ‫السوريين المقيمين والالجئين‬ ‫الطفل‪ ،‬يسعى لبناء شبكة تصل إلى كل مكان في سوريا‬ ‫بال استثناءات وال مبالغات‪ ،‬ال سيما‬ ‫وخارجها‪ ،‬بالتنسيق مع مختلف الجهات المهتمة بدعم‬ ‫األطفال الذين يدفعون طفولتهم ثمن ًا‬ ‫االطفال‪.‬‬ ‫لحرب الكبار‪.‬‬ ‫ومع تواضع المحاوالت أمام حجم األزمة‪ ،‬تظهر‬ ‫مجلة «طيارة ورق»‪ ،‬هي إحدى المبادرات الثورية‬ ‫أمام هذه الجهات وخاصة التي تعمل في‬ ‫الشبابية الجديدة الداعمة ألطفال سوريا‪ ،‬وهي‬ ‫الداخل السوري بعض التحديات أبرزها ‪ :‬عدم‬ ‫ُ‬ ‫مجلةٌ شهريةٌ‬ ‫تستهدف األطفال من سن‪-7‬‬ ‫التفه ّم لفكرة وأهمية دور الدعم النفسي خصوصا‬ ‫للطفل فرص َة التمرد على‬ ‫لتقدم‬ ‫‪,14‬وتسعى‬ ‫ِ‬ ‫في هذه المرحلة‪ ،‬أوصعوبة النشر والوصول‬ ‫لتجارب تساعد ُه‬ ‫واقعه وتجاربه السلبية السابقة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫لالشخاص المستهدفين بها بسبب األوضاع األمنية‪،‬‬ ‫على العودة لطفولته وتنمية مهارات تواصله‬ ‫لذا فمن المهم ضمان استمرارية العمل على هذه‬ ‫االجتماعية‪ ،‬المتعلقة بفهم مشاعر الذات‪ ،‬ومشاعر االخرين‬ ‫المشاريع ببذل الكثير من الوقت والجهد‪ ،‬إضافة‬ ‫وحل المشكالت وبناء الثقة بالنفس وغيرها‪ ،‬بطريقة محببة وهادفة‬ ‫لدعم أي ّمبادر ٍة تقوم من هذا النوع سواء إعالميا‬ ‫تؤمن نوع ًا من االستقرار النفسي له قدر اإلمكان‪.‬‬ ‫أو فردي ًا‪ّ ،‬‬ ‫عل األطفال يعودون للشعور باألمان‬ ‫وضح أن هناك‬ ‫ومن خالل لقاء عهد الشام «عالء ظاظا» أحد القائمين على المجلة‪ّ ،‬‬ ‫في بيتهم الكبير سوريا من جديد‬ ‫العديد من القيم والمهارات التي يحتاجها الطفل لمقاربة واقع الحرب وماينتج عنها‪،‬‬

‫أحرار رغم غيابهم ‪..‬‬ ‫حرة في الظالم‬ ‫المعتقلين أرواح ّ‬

‫وألسباب‬ ‫«أرواحٌ شاركتنا الحريّة‪ ،‬لكنها اليوم‬ ‫ٍ‬ ‫مختلفة حجزت وراء القضبان‪ ،‬لم نكن لننساها يوم ًا‬ ‫فهم لنا أخوة ورفاق على طريق النضال»‪ ،‬بهذه‬ ‫الحروف عبّر أحمد عن أهمية حملة أحرار خلف‬ ‫القضبان التي شارك في نشاطاتها ودعمها بكل‬ ‫ما يملك في سبيل حرية أصدقائه وأهله وشباب‬ ‫حارته وأبناء وطنه‪.‬‬ ‫يقول أحمد أن الحملة دعت الناشطين السوريين‬ ‫والثوار إلى مشاركة قصص وصور المعتقلين وكذلك‬ ‫إلى توزيع القصاصات الخاصة بالحملة أو تلك التي‬ ‫يؤلفها المتضامنين مع المحتجزين قسرياً‪ ،‬ودعت‬ ‫أيض ًا للتظاهر وحمل الالفتات الخاصة بالمطالبة‬ ‫بإطالق سراح المعتقلين‪.‬‬

‫بدأت الحملة في السابع من نيسان واستمرت‬ ‫حتى الحادي عشر منه‪ ،‬وشارك بها العديد من‬ ‫الجهات الثورية في الداخل والخارج في سبيل‬ ‫الضغط على النظام السوري والمنظمات الدولية‬ ‫إلطالق سراح المعتقلين‪.‬‬ ‫كما يقول أحمد أن صفحة الحملة على الموقع‬ ‫االجتماعي ‪ Facebook‬لم تكن مجرد مكان لوضع‬ ‫األخبار الخاصة بالمعتقلين بل كانت خليط ًا من‬ ‫الدموع والدم واأللم والشوق‪ ،‬حيث أن الكثيرين‬ ‫شاركوا بكتابتهم واآلالم التي تعتريهم نتيجة غياب‬ ‫أصحابهم عنهم‪ ،‬كمان أن الحملة قامت بنشر صور‬ ‫المعتقلين الذين استشهدوا تحت التعذيب راجيين‬ ‫عودة البقية بأقل ما يمكن من آوجاع‪ ،‬وكذلك قام‬ ‫القائمون بنشر أفكار للتوعية في حاالت االعتقال‬ ‫وكيفية التصرف أثناء التحقيق ‪ ،‬وأيض ًا منشورات‬ ‫توعوية عن المحاكم الميدانية ومحاكم اإلرهاب‬ ‫والقوانين السورية واألعراف الدولية وأخرى خاصة‬

‫بالدعم النفسي والطبي للمعتقل فور خروجه سالم ًا‬ ‫من ظالم األقبية‪.‬‬ ‫وتضمن بيان الحملة مطالبة جميع الجهات في‬ ‫المعارضة السياسية أن يكون معتقل الرأي هو‬ ‫أحد المطالب األساسية في أي حل مقترح‪ ،‬ومطالبة‬ ‫المنظمات الدولية بالتدخل لتشكيل لجان من أجل‬ ‫زيارة المعتقالت في سوريا و بخاصة أفرع المخابرات‬ ‫و أقبيتها و إطالق حمالت عالمية للضغط على‬ ‫النظام لإلفراج عنهم‪.‬‬ ‫يُذكر أن مركز توثيق انتهاكات الثورة السورية‬ ‫التابع للجان التنسيق المحلية قد قدر عدد‬ ‫المعتقلين لغاية اليوم بأكثر من سبع وثالثين‬ ‫ألفاً‪ ،‬وهم من معتقلي الرأي والصحفيين ونشطاء‬ ‫الحراك السلمي‪ ،‬باإلضافة للمواطنين من مختلف‬ ‫شرائح المجتمع السوري على مختلف أعمارهم‬ ‫وانتماءاتهم‪.‬‬


‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪,,‬‬

‫ثوريــات‬ ‫ّ‬

‫اإلثنين | ‪ 15‬نيسان ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪33‬‬

‫«الجبهة التقنية» ‪ ..‬ثغور للثورة وأمان للناشطين‬ ‫مكتب االستشارات األمنية للثورة‪،‬حماية تقنية مع توعية للفكر‬

‫برز مكتب االستشارت األمنية للثورة كجهة مؤثرة استطاعت بفترة قصيرة‬ ‫من الزمن رفع السوية األمنية لكثير من الناشطين والجهات الثورية‪ ،‬حيث‬ ‫كان له دور كبير في انجاز العديد من المشاريع التقنية والدراسات األمنية‪ ،‬كما‬ ‫ساهم في حماية العديد من الناشطين من محاوالت االختراق األمني‪ .‬وتحدث‬ ‫«أبو ياسر» المشرف العام عن مكتب االستشارات األمنية للثورة عن أهداف‬ ‫المكتب وآلية عمله ومراحل تطوره مجيب ًا عن األسئلة التالية‬

‫ما هي المراحل التي سبقت إطالق‬ ‫هذا المشروع‪ ،‬وكيفية إنشاءه مكتب‬ ‫االستشارات األمنية؟‬

‫فكرة مكتب االستشارات االمنية بدأت‬ ‫بمجموعة صغيرة للناشطين يتبادلون‬ ‫فيها االخبار السرية‪ ،‬وكانت محاولة‬ ‫أحد األجهزة األمنية استخدام حساب‬ ‫“الفيسبوك” الخاص بأحد المعتقلين‬ ‫للتواصل مع اصدقائه هي التي‬ ‫دفعتني إلنشاء هذه المجموعة‪ ،‬وذلك‬ ‫لحاجة الكثير من الناشطين للتواصل‬ ‫السريع عن طريق مجموعة سرية تضم‬ ‫أخبار الناشطين ويتم نشر خبر اعتقال أي‬ ‫من ثائر فيها‪ ،‬وبعد فترة من الزمن تطور‬ ‫عمل المجموعة وأصبح يشمل التواصل‬ ‫مع ناشطين آخرين للمساعدة في‬ ‫إغالق حسابات “الفيسبوك” الخاصة‬ ‫بالمعتقلين‪ ،‬وذلك لتجنب العثور على أي‬ ‫دليل ملموس قد يستخدم في الضغط‬ ‫على المعتقل‪ .‬وبعد التزام عدد من‬ ‫الناشطين بالعمل معنا على مدار الساعة‬ ‫قمنا باإلعالن عن “مكتب االستشارات‬ ‫األمنية للثورة” كجهة سر ّية معروفة بين‬ ‫الناشطين في حزيران من العام ‪،2012‬‬ ‫وكجهة رسمية تمتلك صفحة على‬ ‫الفيسبوك ويوجد فيها مجلس إدارة بعد‬ ‫شهرين فقط‪.‬‬ ‫المكتب األمني في خدمة الشعب‬ ‫ما هي أقسام مكتب االستشارات‬ ‫األمنية‪ ،‬والوظائف التي تقوم بها ؟‬

‫مكتب االستشارات األمنية جهة‬ ‫مستقلة تمام ًا‪ ،‬ولكنه في ذات الوقت‬ ‫متعاون مع الكثير من حمالت التوعية‬ ‫في الثورة‪ ،‬ويضم المكتب أربعة اقسام‬

‫(األمني‪ ،‬التقني‪ ،‬اإلغاثي‪ ،‬واإلعالمي) ‪.‬‬ ‫يعمل القسم األمني على شرح الثغرات‬ ‫التقنية بطريقة ثورية جذابة‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى تطويره للعديد من البرامج للحفاظ‬ ‫على األمان االلكتروني للناشط‪ ،‬إضاف ًة‬ ‫إلى أحد اهم انجازاته المتمثله برفع‬ ‫السوية األمنية للناشطين الفاعلين على‬ ‫األرض‪ ،‬وذلك بجمع أكثر من ‪ 800‬ملف‬ ‫أمني للناشطين الفاعلين داخل قاعدة‬ ‫بيانات‪ ،‬كما استطاع مكتب االستشارات‬ ‫األمنية عن طريق التواصل مع عدة‬ ‫منظمات إغالق أكثر من ‪ 700‬حساب‬ ‫فيس بوك والعشرات من حسابات‬ ‫سكايب ‪.‬‬ ‫بينما انجز القسم التقني عدة مشاريع‬ ‫تقنية كمشروع تغطية دمشق باالنترنت‬ ‫الفضائي ‪ ،‬وتم ذلك بدراسة ن قاط‬ ‫النقص بالتعاون مع اإلخوة اإلعالمين‬ ‫وفريق غراس النهضة‪ ،‬واستطعنا تأمين‬ ‫أجهزة اتصال في حال قام النظام بقطع‬ ‫شبكة االنترنت كما أقام المكتب دورة‬ ‫لتعليم تركيب االنترنت الفضائي ‪.‬‬ ‫بينما يقوم القسم االغاثي بالتواصل‬ ‫مع داعمين من الخارج لتأمين احتياجات‬ ‫الثورة ‪ ،‬وقد نجحنا في مسعانا من خالل‬ ‫عدة حمالت قمنا بها كحملة دعم‬ ‫االطفال (هدية االطفال بعيد الفطر‬ ‫واالضحى) وحملة هدية أم الشهيد‬ ‫وغيرها من األعمال اإلغاثية ‪.‬‬

‫واقعي ٍة قصيرة تحدث مع الناشط‪،‬‬ ‫وقد اخترنا لهذه الفقرات اسم جذاب‬ ‫كمصيبة وحل أو اعقلها وتوكل‪.‬‬ ‫وبشكل عام تقسم منشورات التوعية‬ ‫إلى قسمين‪ :‬قسم يشمل توعية أمنية‬ ‫وذلك من خالل تعاوننا مع عدة جهات‬ ‫كجريدة عهد الشام عبر فقرة ( بر األمان)‪،‬‬ ‫كما تم التعاون مع الجهات الجهات‬ ‫االذاعية كـ”إذاعة العاصمة أون الين” و‬ ‫بطرق مشابهة ‪.‬‬ ‫“راديو بلدنا” ٍ‬ ‫أما القسم الثاني فهو توعية فكرية من‬ ‫خالل منشورات هادفة ذات تصميم‬ ‫جذاب‪ ،‬فنحن في مكتب االستشارات‬ ‫األمنية ‪.‬‬

‫«‬ ‫نؤمن أن أمن المجتمع‬ ‫ينطلق من الفكر السليم‬ ‫الخالي من األمراض‬ ‫االجتماعية‬ ‫»‬ ‫نؤمن أن أمن المجتمع ينطلق من الفكر‬ ‫ما هو دور مكتب االستشارات األمنية السليم الخالي من األمراض االجتماعية‪،‬‬ ‫وشملت إحدى مبادراتنا تقديم اإلسالم‬ ‫في التوعية األمنية والفكرية‬ ‫بالصورة الصحيحة والسليمة بعيد ًا‬ ‫للناشطين ؟‬ ‫عن التطرف والتعصب‪ .‬وشكل تقديم‬ ‫حاولنا أن ال نوجه النصائح بشكل مباشر النصيحة األمنية الفكرية من سطور‬ ‫للناشطين‪ ،‬حيث توجهنا لتوعيتهم القران أمر ًا أساسي ًا بالنسبة لنا‪ ،‬ومن‬ ‫فكري ًا باستخدام فقرات أشبه بقصص خالل ذلك سعينا لتذكير أنفسنا والثوار‬ ‫ٍ بالمنهج الديني الصحيح‪ .‬كما قمنا بنشر‬

‫فقرة مماثلة من السنة النبوية وهي تركز‬ ‫على أحاديث الرسول صلى الله عليه‬ ‫وسلم التي تشير ألمراض ومشاكل كنقل‬ ‫اإلشاعات واألخبار الكاذبة‪ ،‬وشارك‬ ‫المكتب ايض ًا بحملة انتصار األمة‬ ‫بإحياء السنة” وهي حملة تحث للعودة‬ ‫لسنن الرسول صلى الله عليه وسلم‬ ‫والعمل على أسباب النصر ‪.‬‬ ‫المكتب األمني في سوريا المستقبل‬ ‫كيف يرى القائمون على “مكتب‬ ‫االستشارات األمنية” عمله في‬ ‫المستقبل ؟‬

‫جميع األقسام ستستمر في العمل‬ ‫بعد سقوط النظام إن شاء الله‪ ،‬ومن‬ ‫الممكن أن نتحول إلى مؤسسة متكاملة‬ ‫على األرض ترعى العمل التطوعي‪،‬‬ ‫وتوظف قدرات الشباب في العمل‪،‬‬ ‫وتساعدهم على حماية المجتمع‬ ‫وأمن الوطن بشتى الطرق الفكرية أو‬ ‫التقنية‪ .‬كما سنستمر بنشر الفكر البناء‬ ‫ومحاربة الفساد والعمل على تأمين‬ ‫برامج تحمي الناشطين‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫تأمين متطلبات المشاريع المستقبلية‪،‬‬ ‫حيث سننقوم بدراسة االحتياجات‬ ‫التقنية لحماية المباني الهامة بعد‬ ‫سقوط النظام بالتعاون مع فرق‬ ‫الحماية العاملة على األرض ‪ ،‬وتأمين‬ ‫االحتياجات التقنية لحمايتها كأنظمة‬ ‫الكاميرات‪ ،‬وإيجاد أجهزة وشبكات‬ ‫تواصل بديلة لفرق الحماية ‪.‬‬


‫اإلثنين | ‪ 15‬نيسان ‪2013‬‬

‫عسكري‬

‫السنة الثانية | العدد ‪33‬‬

‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬

‫ُ‬

‫فر ُ‬ ‫خزينة األسد؟‬ ‫غه «الح ُر» من‬ ‫ِ‬ ‫الذهب األسود ُ‪ ..‬هل ُي ِ‬

‫‪,,‬‬

‫عهد الشام ‪ -‬تقرير خاص‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫تتمركز أشهر حقول النفط السوريّ شمال وشرق‬ ‫ ‬ ‫البالد‪ ،‬في محافظات دير الزور والحسكة والرقة‪ ،‬بينما يجري‬ ‫تكرير أكثر من نصف اإلنتاج في مصفاتَي حمص وبانياس‬ ‫الحكوميّتَين‪ ،‬ثم إرسال النصف اآلخر للتصدير عبر ثالثة‬ ‫َ‬ ‫موانئ تجاريةٍ على ساحل المتوسط؛ هي بانياس وطرطوس‬ ‫والالذقية‪ .‬ومع اندالع الثورة السورية قبل عامَين‪ ،‬سجّل إنتاج‬ ‫برميل يوميّ‬ ‫النفط السوري ارتفاع ًا جيداً‪ ،‬بعدّل ‪/385,000/‬‬ ‫ٍ‬ ‫من كافة الحقول والمنشآت‪ ،‬التي توقف معظمها فيما بعد‬ ‫بسبب العقوبات االقتصادية المفروضة على سوريا متم ّثلة‬ ‫َ‬ ‫العَسْكرَة‪ ،‬ويبرز‬ ‫ًباألسد وأعوانه؛ لتسلك بعدها الثورة منحى‬ ‫دور الجيش السوري الحر‪ ،‬الذي خاض سلسلةً متالحقةً من معارك‬ ‫تحرير الحقول والمنشآت النفطية بين عامَي ‪ 2012‬و‪.2013‬‬

‫«‬ ‫‪ 250‬كيلومت ًرا توازي ‪ %70‬من حقول النفط‬ ‫السوري الحر‬ ‫ومنشآته‪ ..‬بيد الجيش‬ ‫ّ‬

‫»‬

‫وإلى جانب الحقول دخلت أيض ًا الشركات‬ ‫المنتجة للنفط ومحطات الضخ في دائرة الجيش‬ ‫الحر‪ ،‬حيث سيطر على الشركة السورية للنفط في‬ ‫الليرمون بحلب بتاريخ‪2012/10/30‬؛‬ ‫منطقة‬ ‫ِ‬ ‫اشتباكات عنيف ٍة اضطرت قوات األسد‬ ‫بعد‬ ‫ٍ‬ ‫لالنسحاب منها‪ ،‬ثم سيطر على شركة (سادكوب)‬ ‫الواقعة في الرقة بداية كانون الثاني ‪،2013‬‬ ‫والتي ِق ْي َل بتبع ّيتها لملكي ٍة وإدار ٍة إيراني ٍة سوري ٍة‬ ‫مشتركة‪ ،‬ثم كانت محطة النفط الواقعة في‬ ‫تل ب ّراك بالحسكة‪ ،‬التي سيطرت عليها جبهة‬ ‫النصرة بتاريخ ‪.2013/3/21‬‬

‫«‬ ‫كفاءات محلية‬ ‫دير الزور‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫ات بدائيةٌ ُت ِنتج النفط‬ ‫ٌوقدر ٌ‬ ‫ات للبرميل‬ ‫ُبكلفة عشر دوالر ٍ‬

‫»‬

‫ُ‬ ‫التَفعِيل‬ ‫حقول دي ِر الزور من التحري ِر إلى‬ ‫ِ‬

‫ٌ‬ ‫حقول برَسْم التحري ِر‬ ‫بعد التجميدِ‪..‬‬

‫ِ‬ ‫ميداني في الجيش‬ ‫يقول (أبو محمد) وهو قائ ٌد‬ ‫ٌ‬ ‫محطات الح ّر العامل بريف دير الزور‪« ،‬نقوم بتسيير‬ ‫يسيطر الجيش الحر اليوم على ‪ /12/‬حق ًال نفطي ًا‪ ،‬إلى جانب عدة‬ ‫ٍ‬ ‫دوريات متحرك ٍة إلى جانب نقاط الحراسة‬ ‫ٍ‬ ‫وشركات منتج ٍة لمشتقاته؛ ففي شمال شرق سوريا يبسط‬ ‫لضخ البترول‬ ‫ٍ‬ ‫الحر رايته على محيط ‪ 250‬كيلومتر ًا من األراضي التي يتدفق منها حوالي الثابتة‪ ،‬لحماية المنشآت النفطية واآلبار‪ ،‬إلى أن‬ ‫تت ّم إعادتها إلى العمل من جديد»‪.‬‬ ‫‪ %70‬من النفط السوري‪..‬‬

‫حقل نفطي ٍسيطر عليه الح ّر كان حقل (الورد) في ديرِ الزور بتاريخ‬ ‫أول ٍ‬ ‫شرقي دير الزور‪ ،‬الذي ضرب الح ّر‬ ‫‪ ،2012/4/11‬ثم حقل (عمر) الواقع ّ‬ ‫حصار ًا مح َكم ًا عليه في محاول ٍة لتحريرِه منذ ‪ ،2012/11/30‬وكان بداخله‬ ‫حوالي ‪ /150/‬من قوات األسد بعتادهم وأسلح ٍة ثقيل ٍة‪.‬‬ ‫أواخر كانون األول ‪ 2012‬سيطر الجيش الح ّر على حقل (ال َتنْك) التابع‬ ‫اري) الواقع جنوب مدينة الطبقة‬ ‫لمحافظة دير الزور؛ بعده ح ّرر حقل َ‬ ‫(الح َب ّ‬ ‫(الج ْركة) التابعة للحقل ومحطة الضخ في‬ ‫في الرقة‪ ،‬ومعه ِمصفاة َ‬ ‫بالسم)‪..‬‬ ‫منطقة ُ‬ ‫(ح ْم َر ِة ِ‬ ‫مع مطلع ‪ 2013‬اقترب الح ّر من الحدود العراقية ليسيطر على ثالث ٍة‬ ‫(الصفيح) التابع للرقة بتاريخ‬ ‫من حقول (ال َر َصافة)‪ ،‬ومعها حقل َ‬ ‫‪ ،2013/1/7‬ثم ح ّرر حقل (وادي ُعبيد) بعد يومين بالضبط‪ ،‬وفي‬ ‫‪ 2013/1/8‬أكمل الح ّر نحو الحسكة ليسيطر على حقول (تشرين) النفطية‪،‬‬ ‫(الج َب َسة) بعد تحريره لقرية َ‬ ‫(الشدّادي) القريبة من الحقل‬ ‫ثم على حقل َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫في ريف الحسكة منتصف كانون الثاني؛ وأخيرا وليس آخرا‪ ..‬وقع حقل‬ ‫النفطي بيد الجيش الح ّر في ‪ ،2013/3/3‬والذي يقع على‬ ‫(الص ْف َي ِان)‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫الس َل ِم ّية ‪ -‬الطبقة‪ ،‬وبتحريره ت ّم قطع آخر طرق إمداد مطار الطبقة‬ ‫طريق َ‬ ‫العسكري‪.‬‬ ‫ّ‬

‫النفطي في دير‬ ‫إذ بدأ عناصر الحر بتشغيل المر ّبع‬ ‫ّ‬ ‫وقدرات متواضع ٍة‬ ‫إمكانيات‬ ‫الزور‪ ،‬بما يملك من‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫كفاءات محلي ٍة؛ إلنتاج النفط‬ ‫تيسر له من‬ ‫ٍ‬ ‫وما ّ‬ ‫الخام فتوصيله وتوزيعه على األهالي‪ ،‬لس ّد‬ ‫المحلي المتزايد على مشتقاته‪،‬‬ ‫حاجة الطلب‬ ‫ّ‬ ‫وذلك بمساعدة عشرات سائقي الشحن‪ ..‬ورغم‬ ‫أنّ مردود العمل النفطي محصو ٌر بنسب ٍة ضئيل ٍة‬ ‫قياس ًا على اإلنتاج السابق‪ ،‬إضافة ًإلى بيعه‬ ‫دوالرات ّ‬ ‫برميل‬ ‫بأسعارٍ رمزي ٍة ال تتجاوز العشر‬ ‫ٍ‬ ‫لكل ٍ‬ ‫من النفط الخام؛ إال أنه خلق حركة ًاقتصادية‬ ‫ًبسيطة ً‪ ،‬وأعاد بعض فرص العمل إلى الحياة‪.‬‬

‫نفسهِ‪..‬‬ ‫نفطُالحسكةِ على‬ ‫المنهج ِ‬ ‫ِ‬ ‫بتوقيع كرديّ‬ ‫ٍ‬

‫أما محافظة الحسكة‪ ،‬وخاصة ًمدن الشريط‬ ‫الشرقي‬ ‫العراقي الممتدّة نحو الداخل‬ ‫الحدودي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫منها‪ ،‬فتعاني نقص ًا في الكهرباء والمازوت‬ ‫والبنزين منذ مطلع تشرين األول ‪،2012‬‬ ‫حيث تشح مشتقات النفط وينخفض إنتاجه‪،‬‬ ‫فتتضاعف الطوابير من سيارات الشحن‬ ‫والمواطنين الذين يطول انتظارهم لعشرة أيام‬ ‫ٍأحيان ًا حسب شهود عيان؛ وع ّلل ذلك الناطق‬ ‫باسم الهيئة الكردية العليا (أحمد سليمان) بأن‪،‬‬ ‫طويل وليس اآلن‪ ،‬ولم‬ ‫«اآلبار توقفت منذ ٍ‬ ‫وقت ٍ‬ ‫يبقَ إال معمل الغاز‪ ،‬هو الوحيد قيد االستثمار‬ ‫والمفيد للمنطقة»‪.‬‬ ‫فيما تتعاون القوى الكردية من لجان األحزاب‬ ‫الوطني ووحدات‬ ‫الديمقراطي والمجلس‬ ‫واالتحاد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حماية الشعب؛ في السيطرة وإحكام قبضتها‬ ‫مع ًا لحماية الحدود الشرقية مع العراق وتركيا‪ ،‬بما‬ ‫سرقات‪..‬‬ ‫تهريب أو‬ ‫في ذلك آبار النفط لمنع أي‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫الج ْربا) القائد‬ ‫وفي ذلك الصدد‪ ،‬قال ُ(ع َو ْينان َ‬ ‫الميداني في لواء أحرار الجزيرة‪ ،‬إن «الخطة في‬ ‫المرحلة المقبلة هي إعادة العمل في آبار النفط‪،‬‬ ‫كما نتفاوض حالي ًا مع األكراد في المناطق‬ ‫المجاورة للسيطرة المشتركة‪ ،‬كي نقوم بتسيير‬ ‫وتسييل النفط من جديد»‪.‬‬ ‫‪..........................................‬‬

‫أمام هذه السيطرة الواسعة للح ّر على النفط‪،‬‬ ‫تتناقص ماليين الدوالرات من عائداته اليومية‬ ‫في جيب األسد‪ ،‬بينما تتزايد الضغوط عليه‬ ‫من طر َفي ك ّماشة السوق السوداء والعقوبات‬ ‫َ‬ ‫ناهيك عن قيمة اإليرادات التي‬ ‫االقتصادية؛‬ ‫يمكن أن يجنيها الح ّر مع قوى الشعب الثائر‪ ،‬في‬ ‫حال تم ّكن من تصدير النفط عبر الحدود العراقية‬ ‫التي فقد األسد السيطرة على معظمها؛ سوا ًء‬ ‫ترافق ذلك مع بروز ظاهرة ت ُّجار األزمات وانتشار نجح األسد من الحفاظ على الموانئ البحرية في‬ ‫لصوص النفط‪ ،‬الذين يقومون بثقب األنابيب قبضته أم فشل‪.‬‬ ‫الستخراج المادة الخام منها‪ ،‬وبيعها لألهالي بأسعارٍ‬ ‫باهظ ٍة‪ ،‬األمر الذي حذا بكتائب الجيش الحر إلى‬ ‫نصب حواجز على الطرقات في المناطق المح ّررة‪،‬‬ ‫لمنعتهريبالنفطومعاقبةمرت ِكبيهذاالفعل‪.‬‬


‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬

‫شهداء ‪ -‬معتقلون‬

‫اإلثنين | ‪ 15‬نيسان ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪33‬‬

‫شــهــــــداء‬

‫آالم الشهادة ‪ ..‬الشهيد معاذ الخيمي‬

‫تتوالى أسماء الشهداء يوم ًا بعد‬ ‫يوم‪ ،‬هم ليسوا ذكرى عابرة وال اسم ًا‬ ‫وكنية على صفحات االنترنت‪ ،‬هم‬ ‫تركوا في قلوبنا وحياتنا بصمتهم‬ ‫لنستمر على طريقهم في كتابة‬ ‫التاريخ الذي نريد‪.‬‬ ‫الشهيد معاذ الخيمي من أبناء حي‬ ‫المهاجرين‪ ،‬في عقده الثاني من‬ ‫العمر تم اعتقاله لمدة ‪ 21‬يوم ًا في‬ ‫فرع األمن العسكري ‪ 215‬بمنطقة‬ ‫كفرسوسة ومن ثم وصل نبأ شهادته‬ ‫تحت التعذيب على أيدي قوات‬ ‫مخابرات األمن األسدي‪.‬‬

‫استشهد معاذ في تاريخ ‪ 19‬من شهر آذار في‬ ‫العام الحالي‪ ،‬وقام أصدقاؤه بإنشاء صفحة‬ ‫لذكراه على الـ‪ facebook‬ينشرون فيها‬ ‫التعليقات واألخبار الخاصة بالثورة في سبيل‬ ‫دعم اإلعالم ونشر الحقيقة كما يتحدثون‬ ‫فيها عن معاذ ومآثره من مواقف في حياته‪،‬‬ ‫باإلضافة لنشر آيات وأحاديث وحكم في‬ ‫سبيل التوعية‪.‬‬ ‫يبلغ معاذ من العمر ‪ 27‬وتخرج من معهد إدارة‬ ‫األعمال‪ ،‬و َع ٍمل بالشركة الخاصة بعائلته‪،‬‬ ‫كما كانت والدته تبحث له عن عروس قبل‬ ‫اعتقاله‪ ،‬إال أن خبر استشهاده كان هدي ًة لها‬ ‫فصبرت وصابرت وسألت الله أن يجمعهما‬ ‫يوم القيامة كما دعمها أصدقاء الشهيد‬

‫ورفاقه حيث قامت بنشر صورة عبارة عن‬ ‫عمرة مهداة للشهيد وأرفقتها بكلمات الشكر‬ ‫التاليه‪ « :‬إلى روح الغالي إلى روح الذي لم‬ ‫يعرف إال الحب والسماح إلى روح ابني وقرة‬ ‫عيني المرحوم معاذ الخيمي وصلتني صورة‬ ‫هذه العمرة جزا الله عنه كل خير من عملها له‪،‬‬ ‫لم يصلني االسم وانما الصورة»‪.‬‬ ‫ُيذكر أن الشهيد ُقتل مع أوالد خاله بعد أن‬ ‫عذبوهم بشدة وقاموا بإعدامهم ميداني ًا‬ ‫ودفنهم في مقبرة نجها الجماعية‪ ،‬كما أن‬ ‫أخ الشهيد طالب بجثته إال أنهم لم يسلموه‬ ‫إياها بل قاموا بتقديم صور لمعاذ وقد ُعذب‬ ‫بشكل كبير حتى خرجت عيناه من مكانهما ‪..‬‬ ‫ل ّقب الشهيد نفسه محمد سعيد أبو‬

‫عصام خالل عامين من الثورة‪ ،‬ويذكر له‬ ‫أصدقاؤه مدى تفاؤله وحبه للثورة والعمل‬ ‫فيها‪ ،‬ورغبته في اتمام األمور على أكمل وجه‬ ‫لكي تكون متقنه كما أمرنا الله تعالى‪ ،‬وذكر‬ ‫أحد رفاقه أنه عندما طلب أهله منه السفر‬ ‫خوف ًا عليه قال لهم أن من يموت وينزح‬ ‫و ُيصاب ليس بأفضل منه بشيء وانه سيبقى‬ ‫معهم في بلده التي رعته وربته‪ ،‬ويقول‬ ‫صديقه أن معاذ من األشخاص الذين تركوا‬ ‫أثر ًا في سوريا وثورتها وهو كغيره من الشباب‬ ‫الذين استشهدوا تحت التعذيب لن يضرهم‬ ‫شيئ ًا بعد اليوم في ذمة الواحد األحد‪...‬‬


‫اإلثنين | ‪ 15‬نيسان ‪2013‬‬

‫بركان ثائر‬ ‫ٌ‬

‫ينتابني ٌ‬ ‫بركان يرغب بسحق كل الرتابة‬ ‫يك المتر األيام عاد ّي ًة هنا‬

‫ٌ‬ ‫متحف اسم ُه‬ ‫فتتح بأمثالنا‬ ‫ل ُي َ‬

‫يرهقني موت األخيار‬

‫الزعرتيّ‬

‫تدمي قدماي غربتي‬

‫يتس ّو َ‬ ‫لون من ُه بقايانا‪..‬‬

‫ففي بلدي شهيدٌ يسقط يف كل لحظة‬

‫وأن ُي َش َوه وجه الجغرافيا‬

‫يحرص أال َ‬ ‫صاروخ ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫يرتك أيّ ذكرى‬ ‫هائل‬ ‫ُ‬

‫و ُتا َر َس علينا ّ‬ ‫ات الكون‬ ‫كل قذار ِ‬

‫مالمح املكان‪..‬‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫شجر ُة نسلٍ ُت َق ّط ُع بلحظ ٍة ّ‬ ‫كل فروعها‪..‬‬

‫ليحك َمنا املسوخ‬ ‫و ليك ال تنبت لآلمال أي أجنحة‬

‫مسموح لهم ّ‬ ‫كل يشء‬ ‫يف بلدي‬ ‫ٌ‬

‫و العامل ٌ‬ ‫غارق بالبالهة و ال ّرضا‬

‫و ممنوعٌ عنا أيّ يشء‬

‫أريد أن أبصق يف وجه هذا العامل‬ ‫الدينء‬

‫حتى يذبل عنفوان شبابنا‬ ‫أن ينهش الوحوش أجساد الياسمني‬

‫السنة الثانية | العدد ‪33‬‬

‫| نور ونار‬

‫أن يحرتق التاريخ العريق‬

‫مسموح أن توص َد السجون‬ ‫ٌ‬

‫أدب ‪ -‬فن ‪14‬‬ ‫‪14‬‬

‫يع ّد األيا َم ليشاه َد معبو َد العرب‬ ‫َ‬ ‫و ُ‬ ‫نص َة‬ ‫يهرق‬ ‫األموال ليصع َد القرو ُد ِم ّ‬ ‫ّ‬ ‫الطرب‬

‫يهتزون للطرب و نهتز بأنغام مدافعنا‬ ‫َ‬ ‫ِّفئ‬ ‫يفرتشون الوث َري منَ الد ِ‬ ‫و من الرب ِد ُ‬ ‫الطريق‬ ‫ميوت عىل قارع ِة‬ ‫ِ‬ ‫أطفالنا‬

‫هذا شبابنا يسقط يف يبابنا‬ ‫و هذا مدانا ّ‬ ‫بالجنان رغم‬ ‫املوش ِ‬ ‫الدخان‬ ‫أرضنا املزروعة بالشهدا ِء تكفينا‬ ‫فلتغسلوا جناب َة نومكم بأنها ِر ِدمانا‪...‬‬

‫َ‬ ‫للسفي ِه‬ ‫ينتحبون ّ‬ ‫تنتحب أمهاتنا‬ ‫الفلذات‬ ‫و عىل‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الثورة‬ ‫بنسخة‬ ‫المجهول» ‪..‬‬ ‫«الجندي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫«جنديٌ مجهول» فيلمٌ روائيٌ قصيرٌ‪ ،‬يعدّ‬ ‫األوّل من نوعه بين اإلنتاجات الفنيّة للثورة‬ ‫السورية‪..‬‬ ‫يحاول تسليط الضوء على ضحايا الثورة السورية‬ ‫من الناشطين المجهولين‪ ،‬مهما اختلفت‬ ‫أسماؤهم ومراكزهم ومجاالت عملهم‪ ،‬باعتبارهم‬ ‫عِماد الثورة السورية‪ ،‬ممّن يعملون في الخفاء‬ ‫حتى ال تعلم يمينهم ما صنعت شِمالهم‪ ،‬فال‬ ‫يَعُوْن أنهم قدمّوا الكثير وضحّوا بالكثير من‬ ‫أجل وطنهم؛ فغيّب دويّ القنابل والمدافع‬ ‫أصواتهم المطالبة بالحرّية‪ ،‬كما يسرد الفيلم‬ ‫بعض قصصهم وتفاصيل حياتهم ويصوّر‬ ‫غال‬ ‫معاناتهم اليومية؛ التي بذلوا خاللها كل ٍ‬ ‫ورخيص‪ ،‬كي يبعثوا الحياة في الثورة السورية‬ ‫المجيدة ّ‬ ‫بكل ما أوتوا من قوّةٍ‪ ..‬حسب وصفِ‬ ‫القائمين على العمل‪.‬‬

‫أعلِنَ عن بدء العمل على الفيلم والترويج له بتاريخ‬ ‫‪ ،2012/09/25‬عبر صفح ٍة ُخ ِص َصت له على موقع‬ ‫(جندي‬ ‫التواصل االجتماعي (فيس بوك) باسم‬ ‫ٌ‬ ‫مجهول || ‪)Jondi Majhool‬؛ والتي تجاوز عدد‬ ‫معجبيها الـ (‪ ،)4,145‬ثم ن ُِش َر الفيلم في عرض ٍأ ّول‬ ‫على قنا ِت ِه عبر موقع (اليوتيوب) وصفحة (الفيس‬

‫بوك) بتاريخ ‪2013/03/20‬؛ تزامن ًا مع إحياء‬ ‫الناشطين الثوريين في سوريا لمناسبتَين‪ ،‬هما الذكرى‬ ‫الثانية النطالقة الثورة السورية وعيد األم‪ ،‬فقدّم‬ ‫فريق العمل هذا الفيلم كإهدا ٍء ألمهات الشهداء‬ ‫والمعتقلين ّ‬ ‫ولكل المناضلين من أجل سوريا الح ّرة؛‬ ‫الثوري‬ ‫وقد القى الفيلم قبو ًال وإقبا ًال كبير ًا من الشارع ّ‬ ‫السوري بعد انتظارٍ؛ فجمع ((‪ 31,676‬مشاهدة ًوحاز‬ ‫ّ‬ ‫إعجاب‪ ،‬والنسب في تزايد‪ ..‬و ُيذ َكر أن‬ ‫على (‪)783‬‬ ‫ٍ‬ ‫الفيلم من إنتاج مؤسسة (‪-)Young Creatives‬‬ ‫(مبدعون شباب)‪ ،‬التي أسستها مجموعة ٌمن الشباب‬ ‫السوريين الهُ واة‪.‬‬ ‫يعرض الفيلم معدن البيئة الثورية الخا ِل َص في‬ ‫سوريا‪ ،‬والتي تض ّم مختلف الشخصيات العاملة في‬ ‫السلم ّية‪ ،‬فهناك األبطال‬ ‫كافة المجاالت الثور ّية ِ‬ ‫الرئيس ّيون وهم أربعة ش ّب ٍان منض ّمون في تنسيقي ٍة‬ ‫واحد ٍة‪ ،‬يتوازعون مهامها بين قائ ِد هُ ٍ‬ ‫تاف ومص ّورٍ‬ ‫مساعدات وإغاث ٍة؛ إلى‬ ‫وتقني حاسوب وصاحب‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫طبيب ميداني ٍح ّول منزله في الغوطة إلى‬ ‫جانب‬ ‫ٍ‬ ‫زوجه التي تعمل‬ ‫ً‬ ‫مشفى ميداني ٍمتواضع ٍبمساعدة ِ‬ ‫بدورها مم ّرضة ً؛ وال تغيب تاء التأنيث الثائرة عن‬ ‫عين كاميرا الجندي المجهول‪ ،‬فكانت الفتيات إلى‬ ‫جانب الش ّبان في المظاهرات‪ ،‬كما يق ْمنَ بصنع‬ ‫األعالم وتحضير المساعدات‬

‫وعلى ض ّفة النقيض‪ ،‬عرض الفيلم الشخصيات‬ ‫السلبية المعادية للثورة‪ ،‬مثل (العوايني) الذي‬ ‫يتقاضى المال من قوى األمن والمخابرات السورية‪،‬‬ ‫لقاء اإلفخبار عن نقاط التظاهر والتبليغ عن الناشطين‬ ‫معتقل من‬ ‫جميع ًا‪ ،‬وتع ّلق برقبته دم شهي ٍد وحرية‬ ‫ٍ‬ ‫أبطال الفيلم‪ ،‬كما ص ّور لمحة ًمن بيئة المعتقالت‬ ‫السورية‪ ،‬فيما طرح بعض المصاعب والعقبات التي‬ ‫تص ّد الشباب عن إكمال حياتهم في ّ‬ ‫ظل الخناق‬ ‫وجسد أيض ًا شعور أهالي الناشطين بين‬ ‫اليومي؛ ّ‬ ‫الخوف على أبنائهم والفخر بهم‪.‬‬ ‫بصمت‪ ..‬وقد ُيقتلون‬ ‫بصمت‪ ..‬يبذلون‬ ‫هم يعملون‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫بصمت‪ ..‬لتبقى هناك‪ ..‬خلف كل رصاص ٍة حكاية ٌ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫صوت مهما َض ُع َف صدى‪ ..‬وللحرية جنودٌ‪..‬‬ ‫ولكل‬ ‫ٍ‬ ‫معظمهم مجهولون‬


‫‪15‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪Facebook‬‬

‫اإلثنين | ‪ 15‬نيسان ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪33‬‬

‫@الثائر المتفائل‬ ‫عندما نفقد اإلحساس باالتجاه‪ ,‬عندما يختلط الغرب والشرق فهما مختلفان‬ ‫ولكن سيان‪ ,‬عندما يحلك الظالم فتكاد الترى أمامك‪ ,‬عندما تنهمر األخبار‬ ‫والتصريحات يمنة ويسرة‪ ,‬عندما تعلن الهيئات والمجالس واإلئتالفات واألحزاب‬ ‫إعالنات وتصريحات ومواقف‪ ,‬نشعر بالضياع‪...‬‬ ‫فلتكن هذه البوصلة مرشدك كلما شعرت بالضياع‪ ,‬وتذكر أن سوريا هي دائم ًا في‬ ‫االتجاه الذي يشير إليه العقرب ‪ :‬إلى‪ ......‬األعلى‪ .‬اعرف اتجاهك‪ ,‬اعرف سوريتك‪.‬‬

‫‪@Abo Osama H‬‬ ‫وفي الباب فتحة ‪ ..‬تشكل ‪ 2%‬من مساحة الباب‬ ‫باالجمال ‪ ..‬وأقل من ‪ 5‬باأللف من مساحة الغرفة‪،‬‬ ‫يتفضلون عليهم بفتحها أحيانا ‪ ..‬ألمر اليمكن إيجاده إال‬ ‫في خيال فاتحيها ‪ ..‬يسمى تجاوزاً « تهوية» ‪..‬‬ ‫تذكروهم بدعوة صادقة ‪ ..‬فلربما توافق نقاء قلوبكم مع‬ ‫لحظات إجابة فنصبح عليهم بيننا»‬

‫‪Strategy Planner‎‬‏@‬

‫@‬

‫أنجاد قصيباتي‬

‫في الحقيقة‪ ،‬أرتاب ‪-‬بيني وبين نفسي‪ -‬كثيراً من أولئك الذين أجد لديهم‬ ‫تعليقات جاهزة لـ (كل) صغيرة وكبيرة وحادثة ومصيبة ومأساة ونازلة وفاجعة‬ ‫ومجزرة تصيب هذا الشعب‪ ..‬فالنزر اليسير من هذه األحداث كافٍ ليصيب اإلنسان‬ ‫في مرحلة ما بالخرس الجزئي بحيث يصبح الصمت أو االختالء بالنفس واعتزال‬ ‫الناس قليال أو البكاء أو الصراخ أو حتى الشتيمة أو الحوقلة مع ضرب الكف بالكف‪،‬‬ ‫أكثر ً‬ ‫صدقا ونزاهة من الكالم األدبي المنمق والمزوق أو التعليقات الذكية التي تلعب‬ ‫على األلفاظ‪ ...‬ثم يستعيد اإلنسان توازنه النسبي بعد انقضاء هذه المرحلة –‬ ‫طالت أم قصرت‪ -‬ويجدد قدرته على التفاعل بصورة أكثر منطقية وفاعلية مع‬ ‫هذه األحداث المتوالية‪ ..‬أما الذين يعملون تحت شعار «مستعدًا دائمًا»‪ ..‬فإما‬ ‫أنهم بال مشاعر وبالتالي فمشاعرهم التي يظهرونها على المأل مزيفة وكاذبة‪ ،‬أو‬ ‫أنهم يخشون أن يشكك أحد ما في «نزاهتهم الثورية» إذا ما تركوا واحدة من هذه‬ ‫المناسبات تفوتهم دون أن يسجلوا حضورهم العلني فيها وهذا نفاق ورياء‪ ،‬أو أنهم‬ ‫يحرصون على أال تتجاوزهم موجة دون الركوب عليها‪ ،‬وهؤالء من األورام التي تكبر‬ ‫من التغذي على خاليا دم الثورات‪ ،‬عافاني وعافاكم اهلل‪!...‬‬

‫عدسة شاب حموي‬

‫ثورة إيجابية ‪..‬‬ ‫تزيد رؤيتنا بعداً عن األهداف كلما ابتعدنا عن العمل‬ ‫لتحقيقها‪ ،‬وانشغلنا بالكالم عنها والتخطيط عن بعد ‪...‬‬ ‫ويزيد أملنا وتفاؤلنا لتحقيقها كلما عملنا لها حتى وإن‬ ‫لم ننجح من المرة األولى ‪...‬‬

‫سمير الخليل@‬ ‫إذا كان ال بد من الموت فلنفرط في الحياة ‪..‬‬ ‫ليس هناك حب مؤجل أو فرح ناقص‪ ,‬أو غناء خائف أو‬ ‫رقص أقل اندفاعا» ‪ ..‬الموت فكرة جامحة للحياة‬

‫معاذ الخطيب الحسني@‬ ‫نريد أن نستمع إلى بعضنا ولو كنا سنختلف ‪ ..‬ليكون‬ ‫اختالفنا على بينة ونستفيد كلنا منه ‪ ..‬افهمني ثم‬ ‫ارفضني ‪.‬‬

‫زهير سالم@‬ ‫اإليرانيون واللبنانيون الذين يقاتلون مع بشار األسد ال‬ ‫يتخذون موقفا سياسيا بل يؤسسون لعالقة مجتمعية‬ ‫مستقبلية ‪ ..‬يا ويحهم نصبوا منارا من دم‬

‫إيمان محمد@‬ ‫اإليمان باهلل هو أن ترسم خطة الهجرة إلى الفردوس‪،‬‬ ‫وأنت في أعماق الكهف المظلم‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫أن تطلب المعالي وأبواب الصعود إليها ُمغلقة‪ ،‬أن تتوق‬ ‫إلى القمم‪ ،‬والناس يشيرون إلى القاع وكأنه المثوى‬ ‫األول واألخير‪..‬‬ ‫ً‬ ‫تماما أن شرط بلوغه من إيمان وعمل صالح‬ ‫ولعلك تعلم‬ ‫بالهين‪ ،‬وأن أمامك عقبات‪ ،‬وجبهات‬ ‫هو شرط ليس‬ ‫ّ‬ ‫مفتوحة‪ ،‬وجنود مج ّندة للنيل من إيمانك‪ ،‬أو لتعكير‬ ‫ً‬ ‫طمعا في إحباطه‪ ..‬لكن‬ ‫العمل الصالح بأنواع الشوائب‪،‬‬ ‫ج ّنات الفردوس ُتغري بالتنافس إلى بلوغها‪ ..‬ورضوان‬ ‫هللا فوق ّ‬ ‫كل شيء غاية الهجرة‪..‬‬


‫اإلثنين | ‪ 15‬نيسان ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪33‬‬

‫األخــيــرة‬ ‫دفاع مدني‬

‫اإلجراءات الوقائية‬ ‫للحماية من خطر الكيماوي‬ ‫التجهيزات المبدئية‪:‬‬ ‫((محدودة المدة‪ ،‬محدودة الفاعلية)) في المنزل ‪:‬‬ ‫‪ )1‬اعداد إحدى الغرف في المنزل قليلة النوافذ‬ ‫والفتحات‪ ،‬وال يوجد بها شفاطات‪ ،‬مع إحكام إغالق‬ ‫جميع منافذ دخول الهواء إليها مثل الشقوق قدر‬ ‫االمكان ‪ .‬ووضع شرط الصق على فتحات التكييف‬ ‫وإطار النوافذ لمنع دخول الهواء‪ ،‬كما يتم اختيار الغرف‬ ‫في الطابق العلوي ‪ ،‬وأال تكون في السرداب‪ ،‬خاصة‬ ‫اذا كان باب السرداب منخفض ًا او خارج المبنى ‪.‬‬

‫‪ )2‬تزويد الغرف بالتجهيزات الضرورية لإلعاشة‬ ‫مثل األغذية المعلبة الخفيفة اإلضافية ووسائل‬ ‫االتصال الخارجية (هاتف‪ -‬تلفاز‪ -‬راديو) وشنطة‬ ‫إسعافات اولية ‪.‬‬ ‫‪ )3‬تجهيز الغرفة ببعض المالبس الثقيلة‬ ‫(السميكة) والمالبس الجلدية والمعاطف المشمعة‬ ‫والنايلون السميك‪ ،‬او المالبس الواقية من المطر‬ ‫واحذية مطاطية وقفازات جلدية لجميع افراد االسرة ‪.‬‬ ‫‪ )4‬تجهيز الغرفة بقطع قماش قطني (فوط‪،‬‬ ‫شراشف) توضع إلحكام إغالق الفتحات والفراغات‬ ‫حول االبواب والنوافذ وغيرها‪ ،‬ويفضل إضافة طبقة‬ ‫من البالستيك عليها‪.‬‬

‫دم الشهيد ‪ ..‬مو نسيانينه !!‬ ‫مكتب االستشارات األمنية للثوة ‪ /‬عهد الشام‬

‫مضى شه ٌر كامل منذ اعتقل صديقنا‬ ‫هاني وغابت أخباره‪ ،‬فكان ثباته في‬ ‫الثورة محور حديثنا كلما جلست مع‬ ‫صديقي حسان‪ ،‬نتذكر وصيته لنا‬ ‫بمتابعة الثورة ‪ ..‬وبأحد األيام بينما كنت‬ ‫أجلس مع حسان‪ ،‬يرن هاتفي‪« :‬إنه والد‬ ‫هاني ! عسى أن يكون خبر خير عنه»‬ ‫أبو هاني‪« :‬السالم عليكم يا سعيد‪ ،‬ال‬ ‫أدري من أين أبدأ‪ ،‬وكيف أنقل لك خبر‬ ‫استشهاد ابني هاني»‪ ،‬قلت‪« :‬ال حول‬ ‫وال قوة إال بالله‪ ،‬أسأل الله أن يرحمه‬ ‫ويتقبله‪ ،‬وكيف علمت ياعمي؟»‬ ‫أبو هاني‪« :‬اتصل األمــن وطلبنا يوم‬ ‫أمس‪ ،‬وحين ذهبنا للفرع‪ ،‬سلمونا أغراضه‬ ‫وبطاقته الشخصية وهاتفه‪ ،‬وعاجلونا‬ ‫بالقول‪( :‬مات‪ ،‬انسوه) ‪ ..‬سألته‪« :‬متى‬ ‫سيتم تشييعه؟» أبو هاني‪« :‬رفض‬ ‫كل‬ ‫األمــن أن يسلمنا جثمانه‪ ،‬وعلى ٍ‬ ‫سنفتح العزاء لثالثة أيام ابتداء ًا من‬ ‫الغد»‪ .‬أجبت‪« :‬إن شاء الله يا عم ‪ ..‬ارفع‬ ‫رأسك بشهيدك‪ ،‬رحمه الله وتقبله»‪..‬‬ ‫وضعت الهاتف من يدي ولم أفق من‬ ‫هول الصدمة‪ ،‬يا إلهي ‪ ..‬ما الذي يجري‬ ‫؟ !! ‪ ،‬حسان‪« :‬إنا لله وإنا إليه راجعون‪،‬‬ ‫لم يصعقني خبر كهذا من قبل ‪ ..‬سبحان‬ ‫الله قبل شهر‪ ،‬كان يجلس بيننا ! ‪ ..‬آه يا‬

‫هاني كم نحن مقصرون بحقك»‪ .‬فقلت‬ ‫بصوت محروق‪« :‬لن يذهب دمه رخيص ًا‪،‬‬ ‫وإن لم نهتف له بتشييع‪ ،‬فلتهتف‬ ‫األرض كلها له وتزغرد الستشهاده»‪.‬‬ ‫بدأنا مع أصدقاء الشهيد حمل ًة الكترونية‬ ‫ضخمة‪ ،‬فأنشأنا صفح ًة للشهيد‪ ،‬ندون‬ ‫بها بطوالته ونوصل رسالته في الثورة‪،‬‬ ‫ونحكي غضبنا للعالم كله ‪ ..‬كان الشهيد‬ ‫هاني محبوب ًا من الجميع‪ ،‬طيب ًا وشجاع ًا‪،‬‬ ‫لم يترك ثغر ًا في الثورة إال سده‪ ،‬ولم‬ ‫يترك عم ًال إال تفانى بأدائه ‪ ..‬نعته أكبر‬ ‫التجمعات الثورية‪ ،‬وكتبت له التنسيقيات‬ ‫أروع األشعار ‪ ..‬فلم تنس جهةٌ عمل‬ ‫معها بصمته فيها‪ ،‬من تأسيس إلدارة‬ ‫وتنظيم‪ ،‬فاستنكر الجميع استشهاده في‬ ‫أقبية األمن‪ ،‬فاستشهاد المؤسس لن يمر‬ ‫ولن ينسيهم جهوده ‪ -‬كما قالوا ‪ -‬بل‬ ‫سيواصلون الطريق نحو الحرية ‪..‬‬ ‫يوم نفقد صديق ًا‬ ‫مرت األيام‪ ،‬وفي كل ٍ‬ ‫جديد ًا‪ ،‬وتزيد االعتقاالت والمالحقات‬ ‫أكث َر وأكثر ‪ ..‬فكان أن غادر كثي ٌر من‬ ‫الشباب منازلهم خوف ًا من المالحقات‪،‬‬ ‫وسافر آخرون ‪ ..‬حتى والد الشهيد هاني‬ ‫قد تلقى عدد ًا من التهديدات‪ ،‬ما أجبر‬ ‫عائلته على مغادرة البلد سر ًا‪ ،‬فاألمن‬

‫جريدة عهد الشام ‪:‬‬ ‫أسـبوعية ثوريّـــة مستـقلة ‪ -‬تصدر مؤقتاً نصف شهرياً‬ ‫تأسست عام ‪ - 2012‬تصدر من دمشق‬

‫‪ )5‬العمل على تغطية مصادر المياه وخاصة‬ ‫الخزانات المثبته على أسطح المباني لمنع تلوثها‬ ‫ويجب أن يكون ذلك بإحكام ‪.‬‬ ‫‪ )6‬حفظ المياه المستخدمة للشرب داخل أوعية‬ ‫خاصة محكمة اإلغالق (مثل الزجاج والترامس)‪.‬‬ ‫‪ )7‬إحكام تغطية األوعية الحاوية لألطعمة بالغطاء‬ ‫المناسب (ورق مشمع)‪.‬‬ ‫‪ )8‬مراعاة النظافة في المأكل والمشرب في مثل‬ ‫هذه الظروف ‪.‬‬ ‫‪ )9‬االهتمام ببرامج التثقيف والتوعية‪ ،‬واالسعافات‬ ‫للوقاية من آثار السالح الكيماوي ‪.‬‬ ‫‪ )10‬عدم االستماع الى الشائعات‪ ،‬واألخبار الكاذبة‬ ‫غير المؤكدة‬

‫الذي حرمهم ابنهم تحت التراب عاد‬ ‫ليحرمهم تراب الوطن أيض ًا ‪..‬‬ ‫الوضع في الثورة يزداد صعوب ًة يوم ًا‬ ‫بعد يوم‪ ،‬وبات واضح ًا أن الثورة مخترقةٌ‬ ‫بشكل كبير ‪ ..‬ولكن ما الذي يحدث ؟‬ ‫مرت ستة أشهر بين الخوف والترقب‬ ‫والمالحقة‪ ،‬حتى جاء ذلك اليوم الذي‬ ‫حدثني فيه حسان على عجل طالب ًا مني‬ ‫عاجل ‪..‬فوصلت بيته‬ ‫المجيء‬ ‫لموضوع ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫مسرع ًا‪ ،‬ألجد عنده شخص ًا أسمر الوجه‬ ‫ضعيف البينة‪ ،‬تبدو عليه آثار التعذيب ‪..‬‬ ‫نظرت إلى حسان باستغراب‪ ،‬فلم أشاهد‬ ‫هذا الشخص من قبل !‪ ،‬حسان‪« :‬األخ‬ ‫عدنان قد خرج من المعتقل منذ فترة‬ ‫قصيرة وهو يحمل إليك رسالة»‪.‬‬

‫للتواصل وتصفح األعداد‪:‬‬ ‫‪Email: ahed.alsham@gmail.com‬‬

‫عدنان‪« :‬أحمل لك رسالة من صديقك‬ ‫هاني»‪ ،‬أجبته متفاجئ ًا‪« :‬ماذا تقول‬ ‫!! هاني !! لقد استشهد هاني تحت‬ ‫التعذيب قبل ستة أشهر !»‪ ،‬عدنان‪:‬‬ ‫«ال لم يستشهد‪ ،‬وقد كانت لعب ًة قذر ًة‬ ‫من األمن‪ ،‬حينما رفض االعتراف لألمن‪،‬‬ ‫فاستدرجكم ألن تعترفوا عنه!‪ ،‬وقد طلب‬ ‫مني إيصال هذه الرسالة‪( :‬سامحكم الله‬ ‫معلومات‬ ‫‪ ..‬لقد أوصلتم المخابرات إلى‬ ‫ٍ‬ ‫ذقت الموت من أجل أن أنكرها!) ‪»..‬‬ ‫ثم تابع عدنان‪« :‬هاني لم يمت‪ ،‬لكنكم‬ ‫كنتم سبب ًا في عذابه وعذاب إخوته ‪، »..‬‬ ‫توقف قلبي وأصبت بالصدمة‪ ،‬ووقفت‬ ‫نادم ًا ساعة لم يعد ينفع الندم ‪ ..‬لقد‬ ‫قتلنا صديقنا ! ‪ ..‬طيبتنا لم تتوقع خبث‬ ‫رجال األمن‪ ،‬وتسرعنا وحماسنا أبعدنا عن‬

‫‪16‬‬ ‫‪16‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.