عهد الشام | العدد الـ 39

Page 1

‫صواريخ الـ(‪..)300-S‬‬ ‫هل ُتمكّ ن األسد ؟‬

‫‪39‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫شهريا‬ ‫مؤقتا نصف‬ ‫أسـبوعية ثور ّيـــة مستـقلة ‪ -‬تصدر‬

‫‪12‬‬

‫السنة الثانية ‪ -‬الثالثاء ‪/20 -‬آب ‪2013‬‬

‫‪ TUESDAY 20 AUGUST - 2013‬‬

‫‪www.facebook.com/Ahed.alsham‬‬

‫برزاني‪ :‬مستعدون للدفاع عن أكراد «كردستان الغربية» !!‬ ‫«الفجر المتسامي» ‪ ..‬تبادل وتحرير للمعتقلين‬ ‫عناصر لواء «أبو الفضل العباس » في شوارع العاصمة‬

‫قضاء «اإلرهاب»‬ ‫السوري ومحاكمه ‪..‬‬ ‫اقتصاد‬

‫ذهب سوريا‪..‬‬

‫حقوق‬

‫شهداء‬

‫االعتقال‬

‫التعسفي‬

‫تهريب دون‬

‫بميزان‬

‫رقيب‬ ‫‪6‬‬

‫القانون‬

‫‪5‬‬ ‫مقاالت‬

‫أبو حسان‬

‫أمراء‬

‫الدمشقي‬ ‫ّ‬

‫الحرب ‪..‬‬

‫راية اإلعالم‪..‬‬ ‫‪6‬‬

‫رأي‬

‫صراع الغاز‬

‫شبح «األزمة»‬

‫سوريا بعين‬

‫ُيالحق‬

‫المصالح‬

‫هدف عاجل‬ ‫‪13‬‬

‫مجتمع‬

‫‪8‬‬

‫الدولية‬

‫السوري‬ ‫ّ‬ ‫‪7‬‬

‫‪10‬‬


‫الثالثاء | ‪ 20‬آب ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪39‬‬

‫سيـاسـي ‪ -‬دولي‬

‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬

‫جـولـة عـلـى األخـبـار السورية‬ ‫ٌ‬ ‫األمم المتحدة تفاوض النظام بشأن األسلحة الكيماوية‬

‫قالت األمم المتحدة يوم الثالثاء إنّ مفتّشي األسلحة الكيماوية التابعين لها جاهزون‬ ‫لزيارة سوريا‪ ،‬للتحقيق فيما إذا كانت أسلحة ٌكيماوية ٌاستُخ ِد َمت هناك‪ ،‬لكنْ لم‬ ‫التوصل بعد إلى اتّفاق ٍمع حكومة األسد بعد أسبو َعين من المحادثات‪ ،‬بشأن‬ ‫يت ّم ّ‬ ‫ضمانات سالمة الفريق‪ .‬وقالت ّ‬ ‫المنظمة الدولية في بيان ٍلها‪« ،‬حالما ّ‬ ‫تؤكد الحكومة‬ ‫السورية قبولها للشروط ستسافر البعثة دون تأخير»‪،‬‬ ‫حت األمم المتّحدة أنّ حكومة األسد وافقت على‬ ‫وم ّر أسبوعان تقريب ًا منذ أن ص ّر ِ‬ ‫السماح لفريق ٍمن ُ‬ ‫الخبراء بالسفر إلى ثالثة مواق َع وردت أنبا ٌء عن أنّ أسلحة كيماوية‬ ‫ًاستُخ ِد َمت فيها؛ أحد المواقع الثالثة هو (خان العسل) في حلب‪ ،‬حيث تدّعي‬ ‫حكومة األسد بأنّ مقاتلي الجيش الح ّر استخدموا أسلحة ًكيماوية ًهناك في آذار‬ ‫الماضي‪.‬‬ ‫وسيحاول فريق تحقيق األمم المتحدة برئاسة العالم السويدي (آكي سيلستروم)‬ ‫التح ّقق م ّما إذا كانت األسلحة الكيماو ّية استُخ ِد َمت‪ ،‬وليس معرفة من الذي‬ ‫استخدمها !!‪ ..‬والفريق ٌ‬ ‫مؤلف من خبرا ٍء من منظمة حظر األسلحة الكيماوية ومن‬ ‫الصحة العالمية‪.‬‬ ‫منظمة ّ‬ ‫حة قبل أكتوبر "‬ ‫مرج ٍ‬ ‫روسيا‪" :‬محادثات السالم بشأن سوريا غير ّ‬

‫روسي يوم الثالثاء‪ ،‬إنّ روسيا تريد عقد مؤتمر سالم ٍبشأن سوريا في‬ ‫قال‬ ‫دبلوماسي ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫المرجح حدوث هذا قبل (تشرين األ ّول)‪ ،‬الزدحام‬ ‫وقت ممكن‪ ،‬لكنْ من غير ّ‬ ‫أقرب ٍ‬ ‫جدول المواعيد الدبلوماسية قبل هذا الشهر‪ .‬وتو ّقع (جينادي جاتيلوف) نائب وزير‬ ‫الروسي إجراء المزيد من المحادثات في نهاية شهر (آب)‪ ،‬حول اإلعداد لما‬ ‫الخارجية‬ ‫ّ‬ ‫ُيع َرف باسم مؤتمر (جنيف ‪ ،)2‬الذي يهدف للجمع بين ممثلين للمعارضة السورية‬ ‫وحكومة بشار األسد‪.‬‬ ‫المرجح أن يعقد‬ ‫وقال (جاتيلوف) لوكالة (إنترفاكس) الروسية لألنباء‪« ،‬من غير ّ‬ ‫الوزاري في‬ ‫(مؤتمر السالم) في أيلول‪ ،‬ألنّ هناك أحداث ًا شتّى من بينها األسبوع‬ ‫ّ‬ ‫الجمعية العامة التابعة لألمم المتحدة»‪ ..‬وأضاف‪« ،‬نحن نؤيد عقده في أقرب‬ ‫وقت ممكن‪ ،‬لكن ينبغي أن نكون واقعيين فيما يتع ّلق بالظروف التي قد تؤثر على‬ ‫ٍ‬ ‫المنتدى»‪.‬‬ ‫أميركا تراقب تحالفات المعارضة السورية‪..‬‬

‫قال الجنرال (مارتن ديمبسي) رئيس هيئة األركان األمريكية المشتركة أنّ الواليات‬ ‫المتّحدة بدأت تعرف أكثر عن المعارضة السورية «المعتدلة»؛ لكنْ عليها أن تراقب‬ ‫الوقتي بينها وبين اإلسالميين «المتشدّدين» إلى‬ ‫كثب متى يتح ّول التعاون‬ ‫ّ‬ ‫عن ٍ‬ ‫تحالفات حقيقي ٍة‪ .‬وجاءت تصريحات (ديمبسي) التي أدلى بها يوم اإلثنين في‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫مناقشات بشأن‬ ‫بداية رحلته لحلي َفي واشنطن األردن وإسرائيل‪ ،‬والتي سيتصدّرها‬ ‫الصراع السوري واالضطرابات الجارية في المنطقة ككل‪ ..‬ولم يتط ّرق (ديمبسي)‬ ‫خالل تصريحاته لمجموع ٍة صغير ٍة من الصحفيين في (تل أبيب) إلى تفاصيل قضية‬ ‫السالح‪ ،‬لكنّه قال أنّ قدْر ًا من التعاون بين المقاتلين «المعتدلين» و «المتط ّرفين»‬ ‫ليس مفاجئ ًا‪ ،‬نظر ًا لهدفهم المشترك إلسقاط نظام بشار األسد‪.‬‬ ‫وقال‪« :‬التحدّي الحقيقي بالنسبة لمجتمع المخابرات هو فهم متى يتعاونون فيما‬ ‫وقت بعينه ومتى يمكن أن يتحالفوا مع ًا؛ وفي‬ ‫يتع ّلق بقضي ٍة بعينها فقط وفي ٍ‬ ‫هذه المرحلة أعتقد أنّنا لسنا متأكدين تمام ًا أين يقع هذا ّ‬ ‫الخط الرفيع الفاصل»‬ ‫وص ّر ح رئيس هيئة األركان األمريكية المشتركة بأنّ أه ّم نقط ٍة للتعاون بين الواليات‬ ‫المتحدة وإسرائيل واألردن في الشأن السوري هي مخاطر األسلحة الكيماوية لدى‬ ‫قوات األسد مع تواصل الحرب األهلية‪.‬‬

‫رئيس كردستان العراق‪:‬‬ ‫مستعدون للدفاع عن أكراد‬ ‫«كردستان الغربية» !!‬ ‫قال (مسعود البرزاني) رئيس إقليم كردستان العراق شبه المستقل أنّ‬ ‫اإلقليم ُمستع ٌد للدفاع عن أكراد سوريا‪ ،‬إذا تب ّين أنّهم يتع ّرضون للتهديد‬ ‫من جانب مقاتلين على ِصل ٍة بتنظيم القاعدة‪ ،‬يشاركون في «الحرب‬ ‫األهلية» هناك‪.‬‬ ‫وفي رسال ٍة ُو ِضعت على اإلنترنت يوم السبت‪ ،‬قال (البرزاني) أنّه أصدر‬ ‫توجيهات إلى مم ّثلين أكراد بالذهاب إلى سوريا‪ ،‬للتحقيق في تقاري َر‬ ‫ٍ‬ ‫يتعرضون لألكراد المدنيين»‪ ،‬وجاء في‬ ‫أفادت بأنّ «إرهابيي القاعدة ّ‬ ‫صحة هذه األنباء وتب ّين أنّ المواطنين‬ ‫بيان (البرزاني) أنّه «إذا ما ظهرت ّ‬ ‫ونساء وأطفال ُ‬ ‫الكرد األبرياء هم تحت تهديد القتل واإلرهاب‪ ،‬فإنّ إقليم‬ ‫كردستان العراق سوف ّ‬ ‫يسخر كل إمكان ّياته للدفاع عن النساء واألطفال‬ ‫والمواطنين األبرياء ُ‬ ‫الكرد في (كردستان الغربية)»؛ ولم يذكر تفاصيل عن‬ ‫ّ‬ ‫التدخل المحت َمل من جانب كردستان‪.‬‬ ‫طبيعة أو مدى‬ ‫وأشار بيان (البرزاني) الذي ُو ِضع على موقع حكومة إقليم كردستان على‬ ‫ويوصف‬ ‫اإلنترنت إلى مناطق في سوريا على أنها (كردستان الغربية)‪،‬‬ ‫َ‬ ‫أراض واسع ٍة متجاور ٍة من العراق وسوريا‬ ‫الشعب الكردي الذي ينتشر في ٍ‬ ‫وتركيا وإيران في أغلب األحيان بأنّه أكبر مجموع ٍة ِعرقي ٍة ليس لها دولة‪.‬‬


‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬

‫مـحـلـيـات‬

‫الثالثاء | ‪ 20‬آب ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪39‬‬

‫يكفي استغالل ‪..‬‬

‫أزمة المحروقات «تتالشى»‬ ‫على حواجز قوات األسد!‬

‫في خبرٍ ن ُِشر على المواقع المؤيدة لنظام األسد‪،‬‬ ‫ ‬ ‫َّ‬ ‫أكد (بسام عماد) مدير محروقات ريف دمشق أنّ «أزمة‬ ‫كل من دمشق وريفها ظهر يوم‬ ‫البنزين تالشت تمام ًا في ٍ‬ ‫األحد ‪ 11‬آب»؛ وأوضح أنّ ‪ /52/‬صهريج ًا خدَّم ريف دمشق‬ ‫قاربت المليون ليتر إلى المنطقة‪ ،‬بينما أفاد‬ ‫كميات‬ ‫ونقل‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ناشطو الثورة أنّ جميع حواجز األسد المتواجدة على أطراف‬ ‫ريف دمشق تمنع دخول وخروج المدنيين من وإلى الغوطة‬ ‫أوقات‬ ‫الشرقية التي يسيطر عليها الجيش الحر؛ باستثناء‬ ‫ٍ‬ ‫مع ّين ٍة من النهار‪ ،‬كما في حاجز الك َّباس الذي يؤدي إلى بلدة‬ ‫المليحة‪ ..‬وما زال حصار ق َّوات األسد مستمر ًا على معظم‬ ‫مدن ريف دمشق الشرقية والغربية‪ ،‬التي يوجد فيها حوالي‬ ‫مليون نسمة ً‪ ،‬فالكهرباء مقطوعة ٌ وكذلك الماء‪ ،‬و ُيمنَع إدخال‬ ‫الوقود (بنزين‪ ،‬مــازوت)‪ ،‬أيض ًا المواد الغذائية والطحين‬ ‫والخبز على الحواجز‪.‬‬

‫لفئات‬ ‫أطلق (اتّحاد الطلبة األحرار) حملة ً ّ‬ ‫موجهة ً ٍ‬ ‫من ت ُّجار دمشق ُس ّميت «بيك ّفي استغالل»‪ ،‬عبر‬ ‫وملصقات ُو ِض َعت على أغالق محالتهم‪،‬‬ ‫مناشي َر‬ ‫ٍ‬ ‫في أسواق (‫البزورية‪ ،‬‫باب سريجة‪ ،‬‫مدحت باشا‪،‬‬ ‫سوق‫الجمعة‪ ،‬سوق الشعالن)‪ ،‬وذلك بعد انخفاض‬ ‫قيمة الليرة والتهاب األسعار‪ ..‬وقد اعت ُِب َر ِت الحملة‬ ‫ّ‬ ‫والمهجرين من منازلهم‪ ،‬الذين يشكلون نسبة ًكبيرة ًمن سكان‬ ‫دعم ًا للفقراء في المجتمع والنازحين‬ ‫َّ‬ ‫دمشق مع وفودهم من الريف المنكوب‪ ،‬حيث ال يمكن لهم التعايش مع وضع األسعار الجديد‪.‬‬

‫«الفجر المتسامي» ‪ ..‬صفقة تبادل األسرى واألسيرات‬ ‫استطاع الجيش الح ّر في منطقة التضامن إجبار ق ّوات األسد المتواجدة في شارع نسرين على اإلفراج عن‬ ‫‪ /14/‬معتق ًال محتجزين لديهم‪ ،‬مقابل استالمهم ج ّثة ًألحد قتلى النظام‪ ،‬وذكر لواء (الع ّز بن عبد السالم) أنّ‬ ‫هذا الشخص ق ِت َل على يد ق ّوات األسد مسبق ًا خشية َوقوعه ح ّي ًا في يد مقاتلي اللواء أثناء محاولتهم لسحب‬ ‫الجثة وحين طلب قائد لواء (العزّ) من (أبي ُمنت َ​َجب) ‪-‬وهو قائ ٌد لق َّوات األسد في شارع نسرين‪ -‬اإلفراج عن‬ ‫بكلب من الكالب فارموه حيث‬ ‫المعتقلين لديه مقابل تسليمه الج ّثة رفض‪ ،‬قائ ًال «نحن ال نبدّل هذه الج ّثة ٍ‬ ‫شئتم»‪ ،‬لكن شقيق القتيل عاد للتواصل مع الحر عبر مك ِّبرات الصوت للمطالبة بج ِّثة أخيه‪ ،‬فطلبت منه قيادة‬ ‫اللواء الضغط على ق ّوات األسد عنده لإلفراج عن النساء المعت َقالت في شارع نسرين‪ ،‬فكان جوابه أنّه ليس‬ ‫لديه سلطة ٌعليهم !!‪ ..‬ثم عاد ليطلب من قيادة اللواء إيفاده بأسماء المعتقلين والمعتقالت‪ ،‬فأرسل الح ّر‬ ‫قائمة ًبمجموع ٍة من األسماء رفضت ق َّوات األسد اإلفراج عن معظمها وقبلت بـ ‪ /14/‬اسم ٍفقط‪ ،‬ثم حصلت‬ ‫وسيط وهو (الهيئة الفلسطينية لإلغاثة) في عملي ٍة ُس ّميت بـ (الفجر المتسامي)‪.‬‬ ‫عملية التبادل عن طريق ٍ‬

‫اللجان الشعبية ‪..‬‬ ‫انقلب السحر على الساحر‬ ‫ٌ‬ ‫صفحات للثورة السورية على موقع‬ ‫ذكرت‬ ‫ ‬ ‫ّ‬ ‫االجتماعي (فيس بوك) أنّ عناصر من «اللجان‬ ‫التواصل‬ ‫ّ‬ ‫الشعب ّية» التي س َّلحها جيش األسد في مناطق األقليات‬ ‫ورفضت‬ ‫بدمشق وريفها أقدمت على تسليم سالحها؛‬ ‫ِ‬ ‫خاصة ًفي المناطق الساخنة والقريبة‬ ‫البقاء على الحواجز َّ‬ ‫من الغوطة الشرقية‪ ،‬ويأتي ذلك بعد اعتقال عدّة‬ ‫وقيادات من هذه ال ّلجان على أيدي ق ّوات النظام‬ ‫عناص َر‬ ‫ٍ‬ ‫وعدم تسليمهم رواتبهم الم ّت َفق عليها‪ ،‬بسبب تجاهل‬ ‫تنفيذهم ألوامر ق ّوات األسد ومنها حماية مق َّرات (حزب‬ ‫الله) المتواجدة في جرمانا‪ ،‬والعمل لمصالحهم الشخص ّية‬ ‫بعد فتر ٍة من أخذهم السالح‪ ..‬كما أوضحت مصاد ٌر من‬ ‫تنسيقيات الثورة في تلك المناطق خوف عناصر هذه‬ ‫ال ِّلجان على أرواحهم‪ ،‬بعد تواجد الجيش الحر وسيطرته‬ ‫على المليحة بريف دمشق والقريبة من جرمانا‪ ،‬كذلك‬ ‫سيطرة الح ّر على جوبر القريبة من الدويلعة‪ ..‬بينما تحدّث‬ ‫آخرون عن اكتفاء الكثير من هؤالء العناصر بمسروقات‬ ‫المنزلي من منازل المدن ّيين في‬ ‫المجوهرات واألثــاث‬ ‫ّ‬ ‫جرمانا‪ ،‬ما أ ّدى إلى غضب أهالي المنطقة عليهم‪ ..‬كما‬ ‫ّأكد البعض من نشطاء المنطقة‪ ،‬أنّ جرمانا لم تكن يوم ًا‬ ‫منطقة ًطائفية ًبل سكانها هم جز ٌء من أهالي الغوطة‬ ‫الشرقية‪.‬‬

‫مقاتلو النظام من «الشعية»‬

‫على حواجز العاصمة وفي شوارعها‬

‫اللبناني‬ ‫تواردت عدي ٌد من األنباء منذ أشهر ٍعن استعانة نظام األسد بعناص َر من (حزب الله)‬ ‫ ‬ ‫ّ‬ ‫وخاصة ًفي منطقة السيدة‬ ‫دمشق‪،‬‬ ‫ريف‬ ‫في‬ ‫قواته‬ ‫جانب‬ ‫إلى‬ ‫لتقاتل‬ ‫‪،‬‬ ‫العراقي‬ ‫اس)‬ ‫ب‬ ‫الع‬ ‫الفضل‬ ‫(أبي‬ ‫ولواء‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫زينب في الغوطة الغربية ومنطقة المرج عند طريق مطار دمشق الدولي في الغوطة الشرقية؛ كما ُب َّثت عدّة‬ ‫فيديوهات مس ّرب ٍة على موقع (يوتيوب) عن حتم ّية تواجد هذه العناصر في سوريا‪ ،‬باإلضافة إلى إثبات‬ ‫ٍ‬ ‫اشتباكات متفرق ٍة‬ ‫فيديوهات وصورٍ لجثث عناصر من هذا اللواء‪ ،‬قال أنّه ت ّم قتلها خالل‬ ‫الجيش الحر من خالل‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫في ريف دمشق‪ ..‬ومؤخر ًا انتقل تواجد هذه العناصر في العاصمة دمشق‪ ،‬حيث ذكر مراسل (عهد الشام) عن‬ ‫تواجد عناص َر مختلفة الهيئة عن عناصر ق ّوات األسد خالل بعض األوقات عند حاجز روتانا في منطقة أبي‬ ‫حي‬ ‫رمانة وحاجز قصر الضيافة على الطرف المقابل في المنطقة نفسها؛ كما نشرت تنسيقية الثورة في ّ‬ ‫كفرسوسة صورة ًقالت إنّها لعناصر من لواء (أبي الفضل الع ّباس) في ساحة كفرسوسة قرب جامع (الرفاعي)‬ ‫وسط العاصمة دمشق‪.‬‬


‫الثالثاء | ‪ 20‬آب ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪39‬‬

‫تحقيقات‬

‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬

‫قضاء «اإلرهاب» السوري ومحاكمه ‪..‬‬ ‫لميون َ‬ ‫وذ ُووهم بين بطش‬ ‫الناشطون ّ‬ ‫الس ّ‬ ‫النظام واستغالل ُ‬ ‫القضاة والمحامين‬ ‫عهد الشام | تحقيق ‪ -‬خاص‬ ‫اعتاد السور ّيون طوال فترة حكم األسد األب سماع لفظ (محكمة أمن الدولة)‪..‬‬ ‫تلك المحكمة التي اشتهرت بأحكامها ال ُمج ِحفة والقاسية ض ّد ّ‬ ‫كل مَنْ عارض‬ ‫حكم آل األسد وتح ّكمهم بالدولة السورية‪ ،‬وبعد انطالق الثورة السورية وإعالن‬ ‫محاو ًال خداع الشعب‬ ‫رفع حالة الطوارئ استبدل نظام األسد بعض المفردات ِ‬ ‫الثائر؛ حيث ألغيت محكمة (أمن الدولة)‪ ،‬وجاء ذلك بالتزامن مع إصدار القانون‬ ‫وقت ٌ‬ ‫يمض ٌ‬ ‫طويل‬ ‫الخاص بمكافحة اإلرهاب في شهر تموز عام ‪ ،2011‬ولم ِ‬ ‫رئاسي يعلن إنشاء محكم ٍة خاص ٍة بـ”مكافحة اإلرهاب“‬ ‫مرسوم‬ ‫حتى صدر‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫حي المزّة الدمشقي‪ ،‬لتأخذ هذه المحكمة مكان محكمة‬ ‫مق ّرها قصر العدل في ّ‬ ‫(أمن الدولة) وفق المرسوم رقم ‪ /22/‬لعام ‪.2012‬‬ ‫صحة ما ُير َوى عن الفساد في‬ ‫ما القوانين الناظمة لهذه المحكمة ؟‪ ..‬ما مدى ّ‬ ‫أروقة تلك المحاكم ؟‪ ..‬ما مصير المعتقلين الذين ُح ّولوا إليها ؟‪ ..‬وكيف يجري‬ ‫استغالل ذويهم من قبل المحامين بطلب مبال َغ ضخم ٍة لقاء وعو ٍد كاذب ٍة أو‬ ‫“واسطات” عند بعض القضاة ؟‪ ..‬والعديد من األسئلة المتع ّلقة بمحكمة‬ ‫ٍ‬ ‫اإلرهاب األسد ّية تجيبكم عنها (عهد الشام) في التحقيق التالي‪..‬‬

‫ناشطو الثورة إرهابيون !!‬

‫يش ّكل ناشطو الثورة السلم ّيون الجزء األكبر من‬ ‫المحتجزين الذين ُح ّولوا إلى هذه المحكمة‪ ،‬حيث‬ ‫يعمل أغلبهم في المجال اإلغاثي أو الطبي أو‬ ‫اإلعالمي أو في توزيع المساعدات اإلنسانية‪ ..‬إذ‬ ‫يت ّم انتزاع اعترافاتهم بالقوة داخل الفروع األمنية‪،‬‬ ‫لتستخدم الحق ًا كأد ّل ٍة ُي َح ّولون على أساسها لمحكمة‬ ‫اإلرهاب‪ ،‬حيث يتم إجبار المعتقلين على االعتراف‬ ‫بتهم ٍمتعلق ٍة باإلرهاب‪ ،‬كالمشاركة في الهجوم‬ ‫تمويل‬ ‫على حواجز للجيش النظامي أو نقل ذخير ٍة أو‬ ‫ٍ‬ ‫لمجموعات مس ّلح ٍة‪ ،‬وحتى إنكار المتّهم للتهم‬ ‫ٍ‬ ‫أمام قاضي التحقيق في المحكمة بات دون جدوى‬ ‫في اآلونة األخيرة‪ ،‬حيث يعمد األخير إلى تحويله‬ ‫إلى محكمة اإلرهاب‪ ..‬ويقول المحامي (محمد‪ .‬ش)‬ ‫أنّ اثنين من ّ‬ ‫لفترات‬ ‫موكليه ُح ِكم عليهما بالسجن‬ ‫ٍ‬ ‫طويل ٍة‪ ،‬وذلك بتهمة المشاركة في األعمال المس ّلحة‬ ‫وتهريب السالح‪ ،‬فقد كانت األدلة المستخد َمة على‬ ‫ٌ‬ ‫“اعترافات منتزَعة ٌباإلكراه تحت‬ ‫حد قوله أنّها‬ ‫التعذيب”‪ ،‬كما أضاف‪“ :‬الكثير من المحتجزين‬ ‫يص ّرحون بأنّ أجهزة األمن انتزعت اعترافاتهم تحت‬ ‫التعذيب‪ ،‬لكنّ القاضي في محكمة اإلرهاب ال يرفض‬ ‫هذه االعترافات على أساس انتزاعها باإلكراه‪ ،‬بل‬ ‫ويعتبرها دلي ًال !!‪”.‬‬

‫كما تعمل محكمة اإلرهاب على وضع العراقيل‬ ‫والحواجز أمام محاوالت المحامين المتك ّررة للوصول‬ ‫إلى ّ‬ ‫موكليهم‪ ،‬باإلضافة إلى صعوبة تقديم الطلبات‬ ‫ومتابعة سير القضايا بالنسبة للمحامين ّ‬ ‫الموكلين‪،‬‬ ‫وفسر المحامي (محمد) ذلك بقوله‪“ :‬كثي ٌر من ُقضاة‬ ‫ّ‬ ‫التحقيق في هذه المحكمة يحدّدون فتر ًة قصير ًة جد ًا‬ ‫للمحامين ليقوموا بمراجعة قضايا ّ‬ ‫موكليهم‪ ،‬وتصل‬ ‫أحيان ًا إلى يوم ٍفي األسبوع فقط !!‪ ..‬وم ّما يجعل‬ ‫عملية تقديم ّ‬ ‫طلب تستغرق ما ال ّ‬ ‫يقل عن‬ ‫مذكر ٍة أو ٍ‬ ‫األسبوع حتى ينظر فيها‪ ،‬م ّما ّ‬ ‫يؤخر من موعد المحاكمة‬ ‫لفترات قد‬ ‫وإصدار الحكم على المحتجز أو اإلفراج عنه‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫تصل إلى عدّة أشهرٍ»‪.‬‬

‫«‬ ‫تعمل محكمة اإلرهاب على وضع‬ ‫العراقيل والحواجز أمام محاوالت‬ ‫المتكررة للوصول إلى‬ ‫المحامين‬ ‫ّ‬ ‫عالوة على صعوبات تقديم‬ ‫موكليهم‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫الطلبات ومتابعة َس ْير القضايا‬

‫»‬

‫معتقلو اإلرهاب والمصير المجهول‪..‬‬

‫باإلضافة إلى الفترات الطويلة التي يقضونها في‬ ‫أقبية الفروع األمنية‪ ،‬يعاني الكثير من الذين ح ّولوا‬ ‫إلى محكمة (اإلرهاب) من طول فترة احتجازهم في‬ ‫السجون المركزية‪ ،‬والتي من الممكن أن تطول كثير ًا‬ ‫بسبب اإلجراءات المع ّقدة والتضييق في محكمة‬ ‫اإلرهاب‪ ،‬وتحدّث “عبدالله“ وهو ناشط ٌفي دمشق‬ ‫عن بعض الحقائق المتع ّلقة بالمحكمة‪ ،‬بقوله‪:‬‬ ‫“إنّ أغلب من يت ّم تحويلهم لمحكمة اإلرهاب هم‬ ‫ناشطون سياس ّيون‪ ،‬وقد تطول فترة احتجازهم حتّى‬ ‫تت ّم محاكمتهم‪ ،‬كما قد ُيح َكم عليهم بأحكام ٍطويل ِة‬ ‫األجل إذا ت ّم تحويلهم إلى محكم ٍة جنائي ٍة أو ميداني ٍة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫وأغلب ال ُقضاة في هذه المحكمة عديمو الرحمة‪ ،‬عندما‬ ‫المحتجزين في سجن عدرا ألكثر‬ ‫يقومون باإلبقاء على‬ ‫َ‬ ‫من خمسة أو ستّة أشهر‪ ٍ،‬وبعدها تت ّم محاكمته أو‬ ‫تحويله إلى محكم ٍة جنائي ٍة أو ميداني ٍة بحسب التهم‬ ‫الموجهة إليه“‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫فيما تحدّث ”ن‪ .‬ش” وهو أحد المعتقلين الذين ُح ّولوا‬ ‫إلى محكمة اإلرهاب‪ ،‬قائ ًال‪” :‬ت ّم تحويلي إلى سجن‬ ‫المركزي بعد خروجي من الفرع بتهمة االرهاب‪،‬‬ ‫عدرا‬ ‫ّ‬ ‫حيث ُو ِض ْع ُت في قسم اإليداع‪ ..‬وبعد حديثي مع‬ ‫ُ‬ ‫استنتجت أنّ الكثير من المعتقلين‬ ‫الموجودين هناك‪،‬‬ ‫والناشطين أمثالي ُيح ّولون لمحكمة اإلرهاب الميدانية‬


‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬

‫تحقيقات‬

‫الثالثاء | ‪ 20‬آب ‪2013‬‬

‫بعد خروجهم من األفرع األمنية‪ ،‬حيث ينتظر ّ‬ ‫كل واح ٍد‬ ‫منهم موعد محاكمته‪ ،‬وقد تطول هذه الفترة حتى‬ ‫الزمني‪،‬‬ ‫‪ 6‬أشهر‪ ٍ،‬ويتبع ذلك لرقم القضية وترتيبها‬ ‫ّ‬ ‫كما أنّ بعض المحتجزين يت ّم تسريع محاكمتهم نظر ًا‬ ‫لوجود (واسطة) أو مبلغ ٍمالي ٍ ُد ِف َع بهدف تقريب‬ ‫موعد المحاكمة‪ ،‬أ ّما بالنسبة لألحكام القضائية فهي‬ ‫تتراوح بين العام الواحد والعشرين عام ًا كح ٍد أقصى”‪.‬‬ ‫المحتجزين في سجن‬ ‫كما تحدّث ”ن‪ .‬ش” عن وضع‬ ‫َ‬ ‫المركزي واصف ًا إ ّياه بالمقبول مقارنة ًمع الوضع‬ ‫عدرا‬ ‫ّ‬ ‫اإلنساني في األفرع األمنية‪ ،‬حيث يتوافر الطعام‬ ‫غير‬ ‫ّ‬ ‫المحتجزين‬ ‫بشكل دائم‪ ٍ،‬باإلضافة إلى ارتياح‬ ‫والشراب‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫نسب ّي ًا نظر ًا للمساحة الكبيرة في السجن المركزي‪ ،‬على‬ ‫ح ّد وصفه‪.‬‬

‫«‬ ‫أتعابا‬ ‫يتقاضون‬ ‫الكثير من المحامين‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫سورية‬ ‫ليرة‬ ‫باهظة تبدأ من َ‬ ‫ً‬ ‫ٍ‬ ‫مئتي ألف ٍ‬ ‫ليرة‬ ‫المليون‬ ‫إلى‬ ‫لتصل‬ ‫أدنى‬ ‫كحد‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫سورية؛ لقاء متابعة سير قضايا‬ ‫ٍ‬ ‫المحولين إلى محكمة‬ ‫همين‬ ‫المت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اإلرهاب‬

‫السنة الثانية | العدد ‪39‬‬

‫من المحامين يتقاضى أتعاب ًا مرتفعة ًتبدأ من مئتي‬ ‫ألف لير ٍة سوري ٍة كح ٍد أدنى لتصل إلى المليون لير ٍة‬ ‫سوري ٍة؛ لقاء متابعة سير قضايا المتّهمين المحولين‬ ‫إلى محكمة اإلرهاب ‪ ،‬كما ذكر قصة ًعن أحد المحامين‬ ‫المحتجز باألمور القانونية‪،‬‬ ‫الذين يستغ ّلون جهل ذوي‬ ‫َ‬ ‫المحتجز مبلغ مئة ألف لير ٍة‬ ‫قائ ًال‪” :‬طلب محام ٍمن ذوي‬ ‫َ‬ ‫سوري ٍة مقابل إخالء سبيله في نفس اليوم‪ ،‬حيث ّأكد‬ ‫ُ‬ ‫فطلبت‬ ‫لهم المحامي أنه سيت ّم إطالق سراحه اليوم‪،‬‬ ‫منهم التر ّيث لغاية ّ‬ ‫التأكد من تحويله إلى المحكمة‪،‬‬ ‫وكانت المفاجأة عندما ُ‬ ‫ذهبت لمحكمة اإلرهاب‪ ،‬حيث‬ ‫تب ّين لي أنّ المعت َقل ِأحيل إلى محكمة اإلرهاب‪ ،‬وقد‬ ‫رت النيابة حفظ األوراق وإطالق سراحه لشمول‬ ‫ق ّر ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫فأخبرت أهل المعتقل الذين فوجئوا‬ ‫ُج ْرمه بالعفو‪،‬‬ ‫باألمر‪ ،‬وعندما سألوا المحامي عن أنّ ابنهم قد أط ِلق‬ ‫سراحه من محكمة اإلرهاب‪ ،‬عندها ص ّرح المحامي‬ ‫بأنّه يعرف ذلك !!‪ ..‬لكنّه ّ‬ ‫فضل عدم إخبار األهل‬ ‫حتى يت ّم إطالق سراح ابنهم‪ ،‬وبذلك تب ّين كذب هذا‬ ‫المحامي وطلبه النقود دون مقابل“‪.‬‬

‫»‬

‫ٌ‬ ‫أروقة‬ ‫وابتزاز ألهالي‬ ‫ورشاوى‪..‬‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫المحتجزين‬ ‫َ‬

‫وبسبب صعوبة اإلجراءات في محكمة اإلرهاب‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى الفترات الطويلة بين ّ‬ ‫كل محاكم ٍة‬ ‫وأخرى‪ ،‬والعدد الكبير من المح ّولين إلى محكمة‬ ‫شهادات من محامين‬ ‫اإلرهاب والذين يقدّرون ‪-‬حسب‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫شخص‪ ..‬كل ذلك دفع بعض‬ ‫ممارِسين‪ -‬بـ‪ /30/‬ألف ٍ‬ ‫أساليب ملتوي ٍة في خداع وابتزاز‬ ‫المحامين إلى اتّباع‬ ‫َ‬ ‫رشاو لل ُقضاة‬ ‫أو‬ ‫ة‬ ‫كاذب‬ ‫د‬ ‫وعو‬ ‫مقابل‬ ‫المحتجزين‪،‬‬ ‫أهالي‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫أو العاملين في المحكمة‪..‬‬ ‫(أم خالد) كانت إحدى ضحايا عمليات النصب‬ ‫واالحتيال التي يمارسها بعض المحامين‪ ،‬حيث‬ ‫تحدّثت عن ذلك بقولها‪” :‬اع ُت ِقل ابني وت ّم تحوليه‬ ‫إلى محكمة اإلرهاب‪ ،‬لم نعلم بتحويله وحينها قمنا‬ ‫بتوكيل المحامي (س‪.‬ح) ليتابع سير القضية‪ ،‬حيث‬ ‫طلب المحامي منّا عدّة مبال َغ مالي ٍة وصل مجموعها‬ ‫وأتعاب‪،‬‬ ‫استشارات‬ ‫إلى نصف مليون لير ٍة‪ ،‬وذلك لقاء‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ليت ّبين لنا الحق ًا أنّه كان يوهمنا بأنّه يعمل على‬ ‫القضية‪ ،‬حيث أخفى علينا حقيقة أنّ ابني كان متّهم ًا‬ ‫باالنتماء للمجموعات اإلرهابية المس ّلحة‪ ،‬وأخبرنا بأنّ‬ ‫ابني ت ّم تحويله إلى سجن (صيدنايا)‪ ،‬فيما هو يسعى‬ ‫إلعادة نقله إلى سجن عدرا وتأمين محاكم ٍة عادل ٍة له‪،‬‬ ‫مستغ ًال شوقنا لرؤية ابني‪ ،‬الذي دام احتجازه أكث َر من‬ ‫سن ٍة وشهرين وخرج قبل عدّة أيام‪ّ ٍ،‬‬ ‫ليوضح لنا بنفسه‬ ‫مالبسات اعتقاله وتحويله لإلرهاب !!“‬ ‫كما ذكر أحد المحامين الشرفاء والعاملين على قضايا‬ ‫الناشطين والمعتقلين في محكمة اإلرهاب أنّ الكثير‬

‫محكمة اإلرهاب فوق الدستور القوانين!!‬

‫المختصين في القانون‬ ‫استهجن الكثير من‬ ‫ّ‬ ‫والناشطيين الحقوقيين صدور المرسوم القاضي‬ ‫نص مرسوم تشكيلها‬ ‫بتشكيل محكمة اإلرهاب‪ ،‬حيث ّ‬ ‫وبشكل فاضح ٍللسلطة التنفيذية‪،‬‬ ‫على أنها تتبع‬ ‫ٍ‬ ‫سوا ًء من طريقة اختيار ُقضا ِتها الذين يت ّم تعيينهم‬ ‫بمرسوم ٍمن رئيس السلطة التنفيذية وهذا ما يفتح‬ ‫الباب ّ‬ ‫لتدخل األجهزة األمنية في اختيار األسماء؛ أو‬ ‫من جهة إطالق يد النيابة العا ّمة لديها في انتقاء ّأي‬ ‫دعوى تعتبرها ضمن صالحياتها‪ ،‬ما يش ّكل انتهاك ًا‬ ‫ً‬ ‫واضح ًا الستقالل عملها عن السلطة التنفيذية‪.‬‬ ‫وتحدّث الناشط الحقوقي (وائل ‪.‬ع) عن إجراءات‬ ‫التقاضي الالقانوينة في المحكمة‪ ،‬بقوله‪” :‬المرسوم‬ ‫أعفى محكمة اإلرهاب من التق ّيد بالقواعد واإلجراءات‬ ‫المنصوص عنها في التشريعات النافذة (المادة‬ ‫‪ )7‬المتعلقة بأصول المحاكمات؛ وهذا يعطيها‬ ‫الحرية في اختيار اإلجراءات التي تناسبها‪ ،‬ومنها‬ ‫على سبيل المثال‪ ..‬عدم اتّباع مبدأ العلن ّية في‬ ‫المحاكمات المنصوص عنه في الدستور وفي قانون‬ ‫أصول المحاكمات الجزائ ّية‪ ،‬بل والذي يعت َبر أساس‬ ‫العدالة في ّ‬ ‫ّ‬ ‫المتحضرة‪ ،‬هذا‬ ‫كل محاكمات دول العالم‬

‫باإلضافة إلى منع المتّهم أو وكيله من ّ‬ ‫االطالع على‬ ‫ٌ‬ ‫معمول به اآلن‪-‬‬ ‫وثائق الدعوى أو تصويرها ‪-‬كما هو‬ ‫وهذا يعت َبر انتقاص ًا من حقوق الدفاع‪ ،‬يدعو ّ‬ ‫للشك‬ ‫والريبة في أنْ ينال المتّهم محاكمة ًعادلة ًونزيه ًة“‪.‬‬

‫«‬ ‫مرسوم أعفى محكمة اإلرهاب من‬ ‫ٌ‬ ‫التقيد بالقواعد واإلجراءات المنصوص‬ ‫ّ‬ ‫عليها في التشريعات النافذة (المادة ‪)7‬‬ ‫المتعلقة بأصول المحاكمات‬

‫»‬

‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫متطرفة‪..‬‬ ‫باهظة‬ ‫وكفاالت‬ ‫قوانين‬ ‫ُ‬

‫منظمات دولي ٍة أنّ النظام القضائي‬ ‫أفادت عدّة‬ ‫ٍ‬ ‫الحالي في سوريا يستخدم هذه المحكمة وقوانينها‬ ‫ال ُمج ِحفة لختق المعارضة وإسكات صوتها‪ ،‬حيث‬ ‫اتهمت منظمة (هيومن رايتس ووتش) في تقريرها‬ ‫األخير الحكومة َالسورية باستغالل قوانين مكافحة‬ ‫المتخصصة المنشأة‬ ‫اإلرهاب الكاسحة ومحكمتها‬ ‫ّ‬ ‫حديث ًا ضد المدافعين عن حقوق اإلنسان وغيرهم من‬ ‫نقلت المنظمة في التقرير‬ ‫النشطاء السلميين؛ حيث ِ‬ ‫شهاد ًة ألحد المحامين سبق له الترافع عن متّه ِمين‬ ‫شخص على األقل أحيلوا‬ ‫أمام المحكمة‪ ،‬بأنّ ‪ /50/‬ألف ٍ‬ ‫إلى محكمة مكافحة اإلرهاب حتى منتصف يونيو‪/‬‬ ‫حزيران‪ ..‬وذكرت المنظمة في تقريرها أنّ القانون‬ ‫الجديد يع ّرف اإلرهاب بأنّه ّ‬ ‫فعل يهدف إلى‬ ‫”كل ٍ‬ ‫إيجاد حال ٍة من الذعر بين الناس أو اإلخالل باألمن‬ ‫العام أو اإلضرار بال ُبنى التحتية أو األساسية للدولة‪،‬‬ ‫وير َت َكب باستخدام األسلحة أو الذخائر أو المتفجرات‬ ‫أو المواد الملتهبة أو المنتجات السا ّمة أو الحارِقة أو‬ ‫العوامل الوبائية أو الجرثومية‪ ،‬مهما كان نوع هذه‬ ‫الوسائل أو باستخدام أي أدا ٍة تؤدي الغرض ذاته“‪..‬‬ ‫وقالت (هيومن رايتس ووتش) إنّ استخدام تعبير‬ ‫”مهما كان نوع هذه الوسائل“ يفتح الباب إللصاق‬ ‫فعل تقريب ًا‪.‬‬ ‫صفة اإلرهاب ّ‬ ‫بأي ٍ‬ ‫فيما ص ّرح أحد المحامين الذين يعملون على متابعة‬ ‫قضايا المح ّولين إلى محكمة اإلرهاب في ٍ‬ ‫وقت سابق‪ٍ،‬‬ ‫أنّ المحكمة قامت برفع كفاالت إطالق السراح في‬ ‫المحكمة‪ ،‬حيث يصل مقدار الكفاالت اليوم إلى مبلغ‬ ‫ألف لير ٍة سوري ٍة‪ ،‬وذلك لقاء إنهاء فترة احتجازه‬ ‫مئتَي ِ‬ ‫وقت الحق‪.‬‬ ‫مع احتفاظ المحكمة بحقّ محاكمته في ٍ‬ ‫…‪...............‬‬ ‫من المعروف أنّ قانون مكافحة اإلرهاب ُو ِضع عند‬ ‫انطالق الثورة كبديل ٍعن قانون الطوارئ‪ ،‬لكنّه لم َي ُكن‬ ‫سوى عذر ٍلمزي ٍد من االعتقاالت والمحاكمات الميدانية‪،‬‬ ‫وتسميته بـ«اإلرهاب» لم تكن سوى غطاء ًا للتستّر‬ ‫على شرعية الثورة وقلب ال ُم َس ّميات‪ ..‬وجدي ٌر بالذكر‪،‬‬ ‫أنّ بعض المحامين د َعوا الى مقاطعة محكمة اإلرهاب‪،‬‬ ‫نظر ًا لكونها محكمة ًغي َر شرعي ٍة تخالف الكثير من‬ ‫القوانين المنصوص عليها في الدستور‪.‬‬


‫الثالثاء | ‪ 20‬آب ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪39‬‬

‫اقتصاد ‪ -‬حقوق ‪6‬‬ ‫‪6‬‬

‫اقتصاد‬

‫ذهب سوريا‪..‬‬

‫بين التهريب وغياب الرقيب‬ ‫| اليمامة محمد ‪ -‬عهد الشام‬

‫تصاعدت في اآلونة األخيرة عمليات تهريب الذهب‬ ‫من سوريا إلى العديد من الدول المجاورة‪ ،‬ال س ّيما وأنّ‬ ‫الذهب ُيعت َبر أحد أه ّم مراكز القوة لالقتصاد الوطني‪.‬‬ ‫وقــال الرئيس األسبق لجمعية الصاغة (جــورج‬ ‫وقت سابق ٍإنّ العاملين في الذهب‬ ‫صارجي) في ٍ‬ ‫«يعيشون على عمليات التهريب‪ ،‬عبر تهريبهم يومي ًا‬ ‫ما يعادل طن ًا من الذهب»‪ ..‬أي أنّ مخزون سوريا من‬ ‫هذا المعدن يفقد سنوي ًا ‪ /063/‬طن ًا‪ ،‬وكمية الذهب‬ ‫المه ّرب تزيد ‪ /41/‬ضعف ًا عن احتياطي المركزي‬ ‫من المعدن النفيس‪ ،‬والمقدّر حسب مجلس الذهب‬ ‫العالمي بـ‪ /62/‬طن ًا‪.‬‬ ‫من جانبها قالت مصاد ُر في المعارضة السورية‪،‬‬ ‫إنّ لحكومة األسد دو ٌر في تهريب الذهب عبر ّ‬ ‫غض‬ ‫َ‬ ‫الط ْرف عن عمليات التهريب‪ ،‬وعلى الرغم من اعتراف‬ ‫الص ّياغ بعمليات التهريب الضخمة وكذلك اعتراف‬ ‫ِ‬

‫وزير المالية في حكومة األسد بوجودها‪ ،‬إال أنّ‬ ‫المكتب الس ّري في مديرية جمارك دمشق لم‬ ‫يضبط إال ثالث قضايا عام ‪ ،0102‬وبلغت‬ ‫قيمتها مجتمعة ً بحدود ‪ /6/‬ماليين لير ٍة سوري ٍة‪..‬‬ ‫وبحسب مح ّللين اقتصاديين‪ ،‬يعود ذلك إلى‬ ‫حجم الفساد الكبير الذي تعاني منه سوريا‪.‬‬

‫ٍبوزن ٍإجمالي ٍوصل إلى ‪ /042/‬قيراط ًا‪ ،‬و‪/052/‬‬ ‫غرام ًا من الذهب المشغول‪ ،‬إضافة ًإلى ‪ /003/‬غرام‬ ‫مرصع ٍة باأللماس‪ ،‬وأضافت المصادر أنها ألقت‬ ‫فض ٍة ّ‬ ‫شخصين كانا يحاوالن تهريب الذهب من‬ ‫محلل اقتصادي ٍلم القبض على َ‬ ‫ونقل موقع (االقتصاد‪ .‬نت) عن‬ ‫سنوات كانت ٍيجني تهريب معبر (ن َُصيب) على الحدود السورية األردنية‪.‬‬ ‫ُيس ّمه‪ ،‬أنّه منذ ثالث‬ ‫ٍ‬ ‫الذهب أرباح ًا بسيطة ًال تتجاوز ‪ /51/‬ألف لير ٍة للكيلو‬ ‫غرام الواحد‪ ،‬أما اآلن تصل أرباح تهريب الذهب إلى ُيذ َكر أنّ سوريا تُع َت َبر من الدول األقل ا ّدخار ًا للذهب‪،‬‬ ‫ما يعادل ‪ /001/‬ألف لير ٍة للكيلو غرام الواحد‪ ..‬كما ويبلغ مخزونها منه حوالي ‪ /62/‬طن ًا‪ ،‬في حين‬ ‫كميات كبير ٍة من تحتفظ لبنان بحوالي ‪ /681/‬طن ًا‪ ،‬والسعودية ‪/341/‬‬ ‫تحدّث الموقع ذاته عن تهريب‬ ‫ٍ‬ ‫الذهب والمجوهرات من األراضي السورية إلى األردن طن ًا‪ ..‬كما أ ّدى ارتفاع الذهب في سوريا إلى إغالق ‪09‬‬ ‫ومنها إلى تجار ٍإسرائيل ّيين‪ ،‬فيما قالت مصاد ُر في ‪ %‬من ورشات تصنيع الذهب‪ ،‬حسب ما تحدّثت عنه‬ ‫الجمارك األردنية إنّها أحبطت محاولة تهريب ألماس تقاري ُر صحفية ٌ‪.‬‬

‫حقوق‬ ‫االعتقال التعسفي في ميزان القانون‬ ‫| لونا العبد هلل ‪ -‬عهد الشام‬

‫بعد إلغاء حالة الطوارىء التي كانت تتيح االعتقال‬ ‫التعسفي‪ ،‬صدر المرسوم رقم ‪ /55/‬لعام‬ ‫الكيفي أو ّ‬ ‫‪ ،1102‬الذي أضفى الشرعية القانونية على عملية‬ ‫االعتقال‪ ،‬حيث حدّد مدّتها بح ٍد أدنى سبعة أيام ٍقابلة‬ ‫ًللتجديد حتى الستّين يوم ًا من ِق َبل النائب العام‪ّ ،‬إل أنّ‬ ‫أجهزة األمن ال تتق ّيد بنص هذا المرسوم وتضرب فيه‬ ‫ُع ْرض الحائط عندما تواصل عملية االعتقال ألكثر من‬ ‫ستين يوم ًا وتصل ألكثر من سن ٍة‪ ..‬وقد يتذ ّرع النائب‬ ‫(فالن)‬ ‫العام‬ ‫ّ‬ ‫المختص بأنه يريد أدلة ً قاطع ًة على وجود ٍ‬ ‫في الفرع (الفالني) حتى يتّخذ اإلجراءات‪.‬‬ ‫غائب‬ ‫أ ّما دور نقابة المحامين في هذا المجال فهو ٌ‬ ‫بالنظر إلى أنها فقدت استقاللها كلي ًا كنقاب ٍة كسائر‬ ‫النقابات المهنية منذ عام ‪ ،0891‬عندما ت ّم حلها‬ ‫وتعديل قانونها بحيث أصبحت تعمل بتوجيهات‬ ‫القيادة لحزب البعث‪ .‬وإنْ كان هناك من متض ّرر ٍنتيجة‬

‫تعسفي ٍفإنّ القانون رقم ‪ /41/‬لعام‬ ‫احتجازه بشكل ٍ ّ‬ ‫‪ 9691‬يمنع على النائب تحريك الدعوى العامة بحقّ‬ ‫ّأي عنصر ٍأمني‪ّ ٍ،‬إل بعد الحصول على موافقة مدير إدارة‬ ‫المخابرات العامة‪ ..‬وذلك ما لن يحدث مطلق ًا !!‪.‬‬ ‫وبحسب الرابطة السورية لحقوق اإلنسان فإنّ ما يزيد‬ ‫التعسفي منذ‬ ‫على مليون مواطن ٍتع ّرضوا لالعتقال ّ‬ ‫اندالع الثورة السورية في منتصف آذار عام ‪1102‬؛‬ ‫حيث لم يمنع إيقاف العمل بقانون الطوارئ استمرار‬ ‫وأوضحت الرابطة في‬ ‫االعتقال دون ُمس ّوغ ٍقانوني‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫تقرير ٍسابق ٍلها أنّ ‪ %99‬من المعتقلين تع ّرضوا‬ ‫للتعذيب بمختلف درجاته‪ ،‬وت ـ ّم توثيق أكثر من‬ ‫جثث‬ ‫‪ /0531/‬حالة وفا ٍة تحت التعذيب‪ ،‬كما ُع ِثر على ٍ‬ ‫مجهـولة الهوية قرب الحواجز األمنية ومراكز االعتقال‬ ‫تحمل جميعها آثار ًا فاضحة ً لتعذيب ٍوحشي‪ٍ.‬‬


‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬

‫رأي‬

‫الثالثاء | ‪ 20‬آب ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪39‬‬

‫«صراع الغاز»‪..‬‬

‫سوريا بعين المصالح الدولية‬ ‫يشهد مطلع القرن الحادي والعشرين على‬ ‫ ‬ ‫الدولي والهاجس منقطع النظير ِحيال النفط‪..‬‬ ‫الهوس‬ ‫ّ‬ ‫ذلك الزيت الذي قامت عليه النهضة الحضارية العالمية‬ ‫في القرن العشرين بالنقل الجوي والبري والبحري‬ ‫وتشغيل الطاقة الكهربائية‪ ،‬غير أنّ مصدر الطاقة‬ ‫الذي يلمع نجمه اآلن يفوق النفط من حيث الكميات‬ ‫وصداقته للبيئة وتعدّد مجاالت استخدامه‪َ ،‬ي ِع ُد‬ ‫بمستقبل ملؤه الصراع عليه قد يد ّمر بلدان ًا بأكملها‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫حسب وكالة الصحافة الفرنسية‪ ..‬رفض األسد عام‬ ‫خط بري ٍلنقل‬ ‫‪ /9002/‬أن يو ّقع مع قطر مشروع ًا إلقامة ٍ‬ ‫ً‬ ‫الغاز يربط الخليج بأوروبا ويم ّر عبر سوريا‪ ،‬مراعاة لمصالح‬ ‫حليفه الروسي المز ّود األول ألوروبا بالغاز‪ ،‬وقد اهتزت‬ ‫أوروبا في ذات الفترة أيام حكم (يوليا تيموشنكو)‬ ‫رئيسة الزوراء األوكرانية المعزولة‪ ،‬والتي تو ّرطت بقضية‬ ‫صفقة نقل الغاز إلى أوروبا والتي كانت ُمج ِحفة ًبحقّ‬ ‫أوكرانيا‪ ،‬ورغم ظهور روسيا بمظهر «ال ُب ْع ُبع المافياوي»‬ ‫المخيف للقا ّرة العجوز‪ ،‬فإنّها استطاعت فرض شروطها‬ ‫على االتحاد األوربي في توفير هذه المادة له وجعلته‬ ‫أسير ًا لها‪ ،‬وما تشير إليه وكالة األنباء الفرنسية يشي‬ ‫بق ّمة «الجبل الجليدي المخفي»‪ ،‬وهو أنّ سوريا التي‬ ‫تعد الحليف الوحيد لروسيا في منطقة الشرق األوسط‬ ‫رهان نقل الطاقة إلى أوروبا‪ ،‬ولكنّ الغاز الذي‬ ‫دخلت في ِ‬ ‫قطري المصدر‪ ،‬وبالتالي فإن روسيا‬ ‫سيتدفق عبرها هو ُ‬ ‫ستصبح خارج المعادلة وستفقد ورقة ضغطها العظيمة‬ ‫على أوروبا‪ ،‬فإذا فتحنا ِس َير التاريخ القديمة نجد أن روسيا‬ ‫تمثل قطب ًا مختلف ًا عن وسط أوروبا وغربها‪ ،‬وأنّها في‬ ‫نظر المستعمرين القدامى متخ ّلفة ٌ ِمن الناحية الحضارية‬ ‫عقود ًا‪ ،‬ولطالما كانت هدف ًا لغزو القادة األوروبيين‬ ‫التوسع ّيين من أمثال (نابليون) و(هتلر) والدولة القابعة‬ ‫فيما وراء البحار (الواليات المتّحدة)‪ ،‬إلى أنْ انهار‬

‫االتحاد السوفييتي وباتت موسكو منكشف ًة «مؤقت ًا»‬ ‫ّ‬ ‫المتحضر (المجتمع الدولي)‪.‬‬ ‫أمام العالم الغربي‬ ‫روسيا اليوم تستعيد عافيتها وتعيد ترتيب أوراقها‬ ‫وإثبات جبروتها اإلمبراطوري‪ ،‬الذي كاد يخبو لوال جهود‬ ‫(بوتين) ربيب الـ(كي جي بي)‪ّ ،‬‬ ‫ولعل ورقة القوة من‬ ‫ناحية الشرق األوسط برزت في استخدام الفيتو ثالث‬ ‫مرات ض ّد نظام األسد‪ ،‬لكن على حساب الوطن السوري‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫روسيا اليوم ليست مستعد ًة لترك سوريا في أي ٍد غير‬ ‫أيديها‪ ،‬فقد تقاطعت فيها عد ٌد من المصالح ليست‬ ‫آخرها أنّها بوابة روسيا البرية إلسرائيل‪ .‬روسيا قطعت‬ ‫على الغرب طريقه ومتن ّفسه الوحيد للحصول على الغاز‬ ‫الرخيص دون الخضوع لشروطها‪ ..‬ليس ث ّمة مشكلة ٌ لدى‬ ‫روسيا أن تد ّمر سوريا في سبيل إبقاء الحال على ما هو‬ ‫عليه بل وتجييره مصلحتها‪ ،‬طالما أنّ مجال الدمار ال‬ ‫ُخضع أوكرانيا‬ ‫يحاذي حدودها‪ ،‬فهي استطاعت أن ت ِ‬ ‫بطريق ٍة منهجي ٍة تط ّلبت سنين ًا عديد ًة كي تنصاع‬ ‫لشروطها الغازِية‪،‬‬ ‫وامتص ِت الثور َة البرتقالية التي ظنّ‬ ‫ّ‬ ‫األوروبيون أنهم ِمن خاللها سيتمكنون من إرهابها‪،‬‬ ‫و(جورجيا) التي حاولت احتالل (أوسيتيا) الجنوبية‬ ‫وا ّدعت أنها جز ٌء من أرضها‪ ،‬ث ّم ما لبثت أن أصبحت‬ ‫دولة ًمحتل ًة على يد القوات الروسية التي أخمدت‬ ‫الحرب بفتر ٍة قياسي ٍة‪ ..‬روسيا اآلن تتمدّد‪ ،‬ولكن على‬ ‫حساب أرضنا‪.‬‬ ‫لطالما رأينا أنّ نظامنا يمتلك من ال ِحنكة السياسية ما‬ ‫تؤهّ له للبقاء في منطق ٍة شديدة االضطراب‪ ،‬ولكنّنا‬ ‫تعا َمينا عن أن شروط اللعبة الكبرى تحتّم ّأل بقاء‬ ‫إال لألقوياء القادرين على تنفيذ األوامر ال ُملقاة على‬ ‫أسماعهم دون أن ّ‬ ‫يرف لهم َجفنٌ ؛ مهما بلغت من‬ ‫دموي ٍة وإن كانت على حساب الشعب الذي يرزح تحت‬ ‫َن ْير استبدادهم‪ ،‬وهذا هو ُع ْرف الوالء الذي ط ّبقه النظام‬

‫السوري على شعبه‪ ،‬إذ إنّ روسيا لن تسمح بإقامة‬ ‫حكم ٍبرلماني ٍدستوري ٍفي بلدنا يجعلها ذات سياد ٍة‬ ‫في قرارها‪ ،‬و(أوكرانيا) المتط ّورة بحكم موقعها على‬ ‫دول أوربي ٍة عديد ٍة ومحاذاتها لروسيا‪ ،‬ال‬ ‫الحدود مع ٍ‬ ‫تعطي الفرصة لتكون ساحة صراع ٍوإال ستكون مثل‬ ‫بولندا مبتدأ الحرب العالمية الثانية‪ ،‬أما سوريا الخارجة‬ ‫محيط عربي‬ ‫من الوصاية العثمانية والواقعة في‬ ‫ٍ‬ ‫ٍمفتّت الهوية والتي تمتلك نسبة ًعالية ًمن الشباب‬ ‫والمتع ّلمين‪ ،‬يمكن أن تنشئ نهضة ً ِإن استطاعت حكم‬ ‫نفسها بنفسها‪ ،‬ويمكن أن تكون مهدِّد ًة بحكم موقعها‬ ‫وثرائها الحضاري لمصالح روسيا وغيرها ِمن الدول‪ ،‬وما‬ ‫ٌ‬ ‫واحدة من مجموعة أمور ٍترتكز قواعد‬ ‫قض ّية الغاز إال‬ ‫الصراع الروسية‪ -‬األميركية عليها‪.‬‬ ‫وجود سوريا مضطربة ًتهدّد الدول المجاورة الحليفة‬ ‫للواليات المتّحدة‪ ،‬وتعطي المب ّررات إلسرائيل في‬ ‫استخدام القوة ساعة َيحلو لها‪ ،‬وفضا ًء حيوي ًا لنشر‬ ‫التش ّيع فيها وتحويلها إلى ُد َويل ٍة ناطق ٍة باللغة‬ ‫الفارسية وتابع ٍة إليران ‪-‬التي يرى األوروب ّيون فيها‬ ‫أنّها األقرب إلى العرب‪ -‬ووصول كال الدولتَين (إيران)‬ ‫و(روسيا) إلى شواطئ البحر المتوسط األشد أهمية في‬ ‫مكسب مصلحي‪ ،‬بل هو من‬ ‫العالم؛ هو أكثر من مج ّرد‬ ‫ٍ‬ ‫مب ّررات وجود هذه الدول وتلك الحكومات‪.‬‬ ‫تمتلك روسيا ‪ /34/‬تريليون متر ًا مكعب ًا من الغاز‬ ‫يهما قطر‬ ‫الطبيعي‪ ،‬وتمتلك إيران ‪ /72/‬تريليون ًا‪َ ،‬ت ِل ِ‬ ‫بـ‪ /52/‬تريليون ًا‪ ،‬والناظر في الخريطة الدولية يستطيع‬ ‫مالحظة أنّ رابط ًا ما جغرافي ًا بين هذه الدول يش ّكل‬ ‫حاجز ًا ومهدد ًا للمصالح األميركية‪ ،‬ومع أنّ قطر تع ّد‬ ‫حقل للغاز في‬ ‫تحت حماية أميركا المباشرة غير أنّ أكبر ٍ‬ ‫العالم تتشاركه مع إيران‪ ،‬م ّما يجعل مصيرها مرتبط ًا‬ ‫بذلك «العمالق» الشيعي‪ ..‬ولكن إن أمعنّا النظر أيض ًا‬ ‫نجد أن استمالك هاتين الدولتين (إيــران) و(روسيا)‬ ‫احتياط‬ ‫لسوريا إضافة ًإلى العراق القابع على ثاني أكبر‬ ‫ٍ‬ ‫نفطي ٍفي العالم بعد السعودية يهدّد مصادر الطاقة‬ ‫األميركية واألوربية بأسرها؛ ويجعل الحضارة الغربية‬ ‫تحت رحمة (موسكو) و(طهران)‪ ،‬وقد يمهّ د الصراع‬ ‫السياسي‬ ‫الحالي على سوريا ‪-‬والذي ما زال في طور‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مناوشات ميليشياتي ٍة محدودة األثر‪ -‬إلى صراع‬ ‫وأسير‬ ‫ٍ‬ ‫حوص َرت منابع الطاقة جميعها وأضحت‬ ‫ٍشامل‪ ،‬بعد أن ِ‬ ‫ٍ‬ ‫في مرمى النيران اإليرانية‪ -‬الروسية‪ ،‬م ّما يجعل القضية‬ ‫السورية قضية وجو ٍد ل ِكال الطر َفين‪ ،‬وهذا ما يجعلها‬ ‫لطرف ما على اآلخر سيعني‬ ‫تراوح مكانها‪ّ ..‬‬ ‫فأي غلب ٍة ٍ‬ ‫ً‬ ‫اكتساح ًا عسكري ًا جديدا يهدّد البشرية بأسرها‪.‬‬ ‫ُيخ ّيل للبعض أن الصراع هو مج ّرد صراع ٍعلى الطاقة‪..‬‬ ‫بل هو صراعُ الحاجة إلى حفاظ الحضارة الغربية على‬ ‫وجودها‪ ،‬مقابل استغالل تلك الحاجة من ِقبل (روسيا)‬ ‫و(إيران) ومن ورائهما (الصين)‪ ،‬التي قد يسطع نجمها‬ ‫إن وصل المعسكران إلى طريق ٍمسدو ٍد‪ ،‬حيث ال مجال إال‬ ‫للصدام الشامل‪.‬‬


‫الثالثاء | ‪ 20‬آب ‪2013‬‬

‫أمراء الحرب‬ ‫هدف عاجل ‪..‬‬ ‫كان ينبغي أن تأتي هذه المقالة في‬ ‫عقب مقالة «الجيش الوطني‪ :‬عدو الوطن‬ ‫الجديد»‪ ،‬ولكن مصر شغلت القلب والقلم‪،‬‬ ‫فإن المسلمين جسد واحد هَ ّمه واحد وألمه‬ ‫واحد ومصيره واحد‪ ،‬وليست تنفصل مأساة‬ ‫سوريا عن مأساة مصر إال لو انفصل ُ‬ ‫بعض‬ ‫جس ِد المرء عن بعض‪ .‬حسن ًا‪ ،‬لقد اعترفت‬ ‫في مقالة سابقة بأن «أمراء الحرب»‬ ‫صاروا في سوريا ظاهرة حقيقية وصاروا‬ ‫مشكلة من أسوأ المشكالت‪ ،‬فإن رئيس ما‬ ‫يسمى «االئتالف الوطني» عندما تعلل‬ ‫بهم إلنشاء «جيش الصحوات» لم يتعلل‬ ‫بباطل بل بحق‪ ،‬ولكنه حق ُأري َد به باطل‪.‬‬ ‫والسؤال الذي يهمنا جوابه هو‪ :‬ماذا ينبغي‬ ‫أن نفعل بهذه المشكلة؟ البعض يقترحون‬ ‫تأجيل حلها والتفرغ لقتال العدو الرئيسي‪،‬‬ ‫نظام االحتالل األسدي الطائفي‪ ،‬وآخرون‬ ‫يقولون‪ :‬بل إن تقديم قتال أولئك «األمراء»‬ ‫المخربين واستئصال تلك العصابات‬ ‫ال ُمفسدة أَولى وأهم‪ .‬وأنا مع الفريق الثاني‪.‬‬ ‫لقد سكتنا عن تلك الظاهرة يوم كانت‬ ‫صغيرة في أولها فكبرت واست َْشرت‬ ‫وتمكنت‪ ،‬ولو تركناها مزيد ًا من الوقت فقد‬ ‫يأتي يوم نفقد فيه القدرة على عالجها‪،‬‬ ‫عالجها مقد ٌَّم على عالج مشكلة‬ ‫وإنّ َ‬ ‫االحتالل األسدي نفسها‪ .‬لماذا؟ لثالثة‬ ‫أسباب على األقل‪:‬‬ ‫أولها أن تلك «العصابات» حولت حياة‬ ‫الناس في كثير من مناطق سوريا إلى‬ ‫جحيم‪ ،‬حتى صار كثيرون يتمنَّون عودة‬ ‫النظام إلى مناطقهم للتخلص من شرها! لو‬ ‫ُ‬ ‫شئت لس ّميت المناطق التي تعاني من تلك‬ ‫المشكلة الخطيرة‪ ،‬ولكني ُأمسك عن ذكرها‬ ‫حتى ال أسيء إلى الكتائب والجماعات‬ ‫الصالحة التي تعيش في المناطق ذاتها‪،‬‬ ‫فقد اختلط الصالح بالطالح حتى صارت‬ ‫سمعة جيش الثورة في بعض المناطق أسوأ‬ ‫من سمعة جيش النظام!‬

‫| مجاهد مأمون ديرانية‬

‫السبب الثاني‪ :‬تلك العصابات (التي‬ ‫تتحرك باسم الجيش الحر وتتسمى بأسماء‬ ‫وهمة) صارت عائق ًا يعوق وصول‬ ‫ب ّراقة ُم ِ‬ ‫الدعم إلى المجاهدين الصالحين األخيار‪،‬‬ ‫فإن كثير ًا من الداعمين باتوا ُي ْحجمون‬ ‫عن تمويل مناطق بأعيانها ألنها صارت‬ ‫موبوءة بهم‪ ،‬فيخشى صاحب الدعم أن‬ ‫يصل دعمه إلى األيادي القذرة ال إلى‬ ‫األيادي النظيفة‪ ،‬فيترك تلك المنطقة‬ ‫جملة واحدة ويذهب يبحث عن غيرها من‬ ‫المناطق التي لم تتلوث بتلك العصابات‪.‬‬ ‫عندئذ تزداد الكتائب الصالحة ضعف ًا‬ ‫وتزداد الكتائب الطالحة قوة‪ ،‬ومع الوقت‬ ‫تنتقل المنطقة كلها إلى احتالل جديد‬ ‫يحل فيه أمراء الحرب الجدد ّ‬ ‫محل النظام‬ ‫القديم‪.‬‬ ‫السبب الثالث‪ :‬صارت تلك العصابات‬ ‫أخير ًا عقبة حقيقية في طريق النصر‪ ،‬ألن‬ ‫كثير ًا منها يصطدم مع الكتائب الصالحة‬ ‫ويستهلك ُقواها في معارك جانبية‪ ،‬ومنها‬ ‫من يتحالف مع النظام ويفتح له ممرات‬ ‫ّ‬ ‫يلتف عبرها فيهاجم المجاهدين من وراء‬ ‫ظهورهم‪ ،‬وقد تكررت هذه المآسي في أكثر‬ ‫من منطقة‪ ،‬فإن «أمراء الحرب» الفاسدين‬ ‫ال يقاتلون إال من أجل المال والغنائم‪ ،‬فإذا‬ ‫جاءهم المال من النظام باعوا من أجله‬ ‫إخوانهم في الجبهات وال يبالون‪.‬‬ ‫ثم إن كثير ًا من تلك العصابات مرهونة‬ ‫لممولين مرتبطين بأجهزة المخابرات‬ ‫األجنبية التي تريد تطويع الجهاد السوري‬ ‫وإجهاض الثورة بخطط ومؤامرات خبيثة‪،‬‬ ‫وقد صار واضح ًا أن أجهزة المخابرات‬ ‫المذكورة تستعين بتلك العصابات وأنها‬ ‫قد اشترت مجموعة كبيرة من أمراء الحرب‬ ‫وس ّخرتها في حرب المجاهدين الحقيقيين‪،‬‬ ‫َ‬ ‫وها قد رأينا بعض آثارها الخبيثة في‬ ‫معركتَي حمص والساحل‪ ،‬حيث استمرت‬ ‫لشهور طويلة تعوق معركة تحرير حمص‬ ‫وتساهم في تثبيت خطوط التماس وتمنع‬

‫السنة الثانية | العدد ‪39‬‬

‫تقدم المجاهدين عبر بعض الجبهات‬ ‫الحيوية‪ ،‬ثم كشفت َسوأتها تمام ًا في‬ ‫معركة الساحل (التي قلبت الموازين‬ ‫وأربكت حسابات أعداء الثورة) فرأينا‬ ‫تلك العصابات التي تزعم أنها من‬ ‫الجيش الحر‪ ،‬رأيناها تقطع طرق إمدادات‬ ‫المجاهدين المتوجهة إلى جبهة الساحل‬ ‫من حلب وإدلب‪ ،‬فإذا جاءت إمدادات‬ ‫للنظام انسحبت وتركت لها حرية‬ ‫المرور والعبور بال مضايقات! في الشهر‬ ‫األول من العام الماضي‪ ،‬أي قبل تسعة‬ ‫عشر شهر ًا‪ُ ،‬‬ ‫نشرت خمس مقاالت ضمن‬ ‫سلسلة س ّميتها «العمل المس ّلح‪ :‬ال َوحدة‬ ‫أو إجهاض الثورة»‪ ،‬حذرت فيها من‬ ‫التفرق وفوضى السالح‪ ،‬وكانت الثالثة‬ ‫منها بعنوان «أخالق السالح قبل حمل‬ ‫السالح»‪ ،‬قلت في آخرها‪:‬‬ ‫«لقد أنذرتكم‪ ،‬وإنما أنا نذير ليس لي‬ ‫من األمر شيء؛ عالجوا هذا األمر اليوم وال‬ ‫تتركوه حتى يستفحل ويستعصي على‬ ‫العالج‪ ،‬إياكم أن تتهاونوا أو ّ‬ ‫تتأخروا‬ ‫فتفلت األمور وتسود بيننا فوضى السالح‬ ‫ال سمح الله‪ .‬إني أحذّركم يوم ًا يأتي على‬ ‫الناس يقولون فيه‪ :‬أال ليت عهد األسود‬ ‫يعود! إياكم أن توصلوا الناس إلى‬ ‫نطق هذه الكلمة‪ ،‬لو فعلتم وفعلوا فلن‬ ‫يسامحكم الناس ولن يسامحكم التاريخ‪.‬‬ ‫هذا نداء لكل عاقل ولكل شخص حمل‬ ‫السالح‪ ،‬أرجو أن ُيس َمع وأن ُيع َمل به قبل‬ ‫فوات األوان‪ .‬الله ّم إني قد ب ّلغت‪».‬‬ ‫لقد ناديت فلم يصل النداء‪ ،‬فإن صوتي‬ ‫ضعيف وق ّرائي قليلون‪ ،‬وها أنا أكرر اليوم‬ ‫النداء والرجاء بعد أكثر من سنة ونصف‬ ‫سنة عسى أن يصل إلى من لم يصل إليه‬ ‫َ‬ ‫أول مرة‪ :‬ال توصلوا الناس إلى نطق تلك‬ ‫الكلمة‪.‬‬ ‫هذه الوص ّية ليست موجهة إلى عامة‬ ‫الناس بل إلى كتائب وجماعات الثورة‪،‬‬ ‫وأخص من بينها بالنداء الجبهة‬ ‫اإلسالمية لتحرير سوريا وجبهة تحرير‬ ‫سوريا اإلسالمية‪ .‬تقولون‪ :‬وماذا نصنع؟‬ ‫الجواب‪ :‬لقد صار اجتماعكم في‬ ‫كيان واحد فريضة شرعية‪ ،‬فإنكم لن‬ ‫تستطيعوا مواجهة المؤامرة الكبرى التي‬ ‫تحاك لكم ولسوريا ُفرادى مشتَّتين‪.‬‬ ‫فإنْ أعجزكم االتحا ُد الكامل في كيان‬ ‫واحد فال َّ‬ ‫أقل من االجتماع في هيئة‬ ‫تنسيقية عامة‪ ،‬وال بد من إنشاء جهازين‬ ‫ال غنى عنهما في كل منطقة‪« :‬غرفة‬

‫مـقـاالت‬

‫‪8‬‬

‫عمليات مشتركة» إلدارة العمليات‬ ‫العسكرية‪ ،‬تضم كل الكتائب والجماعات‬ ‫العاملة في المنطقة‪ ،‬وق ّوة ردع مستقلة‬ ‫تنشأ من اجتماع مقاتلين َ‬ ‫منتخبين من‬ ‫تلك الكتائب‪ ،‬يمكن أن تسمى «كتيبة‬ ‫األمن العام» أو «كتيبة حفظ النظام» (أو‬ ‫مشاحة في االصطالح)‬ ‫أي اسم آخر‪ ،‬فال ّ‬ ‫تتخصص في حماية المدنيين وحفظ‬ ‫األمن في المناطق المحررة‪ ،‬وفي‬ ‫مالحقة كتائب اللصوص ّ‬ ‫وقطاع الطرق‬ ‫وعصابات المفسدين‪.‬‬ ‫لقد آن األوان لتصحيح مسار المعركة؛‬ ‫فليكن استئصال العصابات والقضاء‬ ‫على أمراء الحرب أولوية في الخطط‬ ‫العسكرية في سوريا كلها‪ .‬آن األوان‬ ‫للقضاء على سوس الثورة قبل أن يفتك‬ ‫بالثورة والثوار‪.‬‬ ‫الخالصة‪ :‬في كل منطقة كتائب‬ ‫وجماعات صالحة مخلصة نظيفة‪،‬‬ ‫فلتتفق على االجتماع في غرفة عمليات‬ ‫مشتركةالمكانفيهاللفاسدينالمخربين‪،‬‬ ‫ثم لتتفق تلك الكتائب والجماعات على‬ ‫مالحقة وتصفية العصابات الفاسدة‬ ‫المخربة والقضاء عليها قبل الشروع في‬ ‫العمليات العسكرية الكبرى ضد النظام‪،‬‬ ‫ولتقعد قاعدة مهمة‪ :‬أ ّيما كتيبة جديدة‬ ‫ّ‬ ‫تدخل إلى المنطقة أو تنشأ فيها ال بد‬ ‫لها من االنضواء تحت المظلة العامة‪،‬‬ ‫فإما أن تكون كتيبة صالحة فتنضم‬ ‫إلى «غرفة العمليات المشتركة» وتصبح‬ ‫جزء ًا من الحرب الصريحة على النظام‬ ‫وعلى الفساد والتخريب‪ ،‬أو تكون خصم ًا‬ ‫وعدو ًا فينبغي قتالها وتخليص الناس‬ ‫من شرها‪.‬‬ ‫مالحظة ختامية مهمة‪ :‬لم أف ّرق في‬ ‫هذه المقالة بين ما يس ّمى جيش ًا حر ًا وما‬ ‫يس ّمى جماعات جهادية‪ ،‬فالكل فريق‬ ‫واحد هدفه تحرير سوريا وإسقاط النظام‪،‬‬ ‫وكلها يجب أن يصطف صف ًا واحد ًا في‬ ‫محاربة العصابات المفسدة التي تعيش‬ ‫من أجل المال والمغنم فحسب‪ ،‬والتي‬ ‫تعتدي على المدنيين وتقطع الطرق‬ ‫وتفرض اإلتاوات وتنهب الممتلكات‬ ‫العامة والخاصة‪ ،‬والتي يتعاون بعضها‬ ‫مع النظام ومع أعداء الثورة تعاون ًا‬ ‫مفضوح ًا ويغدر بالمجاهدين‪.‬‬


‫‪9‬‬

‫مـقـاالت‬

‫الثالثاء | ‪ 20‬آب ‪2013‬‬

‫خديعة المصطلح‪..‬‬ ‫ِكثي ٌر من اإلشكاليات الفكرية تنشأ‬ ‫عن المصطلحات التي تقدّم تعميم ًا‬ ‫سكون ّي ًا على ما هو متنوّعٌ و َمرِنٌ ‪..‬‬ ‫للمصطلحات ٌ‬ ‫حياة مثل البشر و‬ ‫الحضارات‪ ،‬و قد تتطاول هذه الحياة‬ ‫ح ّد أن تن َبتّ العالقة بين مصطلح ٍما‬ ‫و بين أصله الذي ُو ِضع ألجله؛ كما‬ ‫قد تكون المصطلحات خادعة ً‪ ،‬حين‬ ‫تجمع في ظ ّلها ما ال يجتمع تحت‬ ‫ضوء البحث‪ ،‬فتكون تعبير ًا عن أمني ٍة‬ ‫أكثر منها حكاي ًة عن واقع‪.‬‬ ‫من ذلك‪ ..‬استخدام مصطلح “الدولة‬ ‫اإلسالمية” و“تطبيق الشريعة”‪،‬‬ ‫التي تتك ّرر في نقاشات الشباب‬ ‫اإلسالمي حديث ًا‪ ،‬إذ كثير ًا ما يأخذ‬ ‫ّ‬ ‫الحوار شكل استنكار ٍأنّ المسلمين‬ ‫الحجة أنّ‬ ‫سيرفضون جماعة ًما‪ ،‬و ّ‬ ‫هذه الجماعة تدعو للشريعة و ّ‬ ‫كل‬

‫السنة الثانية | العدد ‪39‬‬

‫| أحمد أبازيد‬

‫المسلمين يطلبون الشريعة‪ ،‬مع‬ ‫إغفال أنّ تأويل الشريعة وتطبيقها‬ ‫اجتهادي في الدين أ ّو ًال ث ّم‬ ‫أم ٌر‬ ‫ٌ‬ ‫في الدنيا ثاني ًا‪ ،‬واالختالف بين‬ ‫اإلسالميين واإلسالميين هو على‬ ‫هذه التأويالت التي تختلف وقد‬ ‫تتناقض تمام ًا‪ ،‬و قد تضط ّرهم‬ ‫لنزاعات مس ّلح ٍة أحيان ًا فيما بينهم‬ ‫ٍ‬ ‫ مع اجتماعهم على المصطلح ذاته‬‫ و األمر نفسه بالنسبة لـ“الدولة‬‫مصطلح مثل‬ ‫اإلسالمية”‪ ..‬وكذلك‬ ‫ٌ‬ ‫“السنّة”‪،‬‬ ‫السنّة والجماعة” أو ُ‬ ‫“أهل ُ‬ ‫يوهم أنّ هناك جماعة ًذات‬ ‫الذي ِ‬ ‫نسيج ٍواح ٍد ال اختالف فيه‪ ،‬تنطلق‬ ‫من المس ّلمات ذاتها إلى الغايات‬ ‫ذاتها وتك ّرر المقوالت ذاتها‪ ،‬بينما‬ ‫يختزن تاريخ المصطلح نفسه أسما َء‬ ‫جماعات كثير ٍة ك ّفرت غيرها ألنّها‬ ‫ٍ‬

‫السنّة‬ ‫ال تتّسق مع مذهب أهل ُ‬ ‫والجماعة‪ ،‬ثم ُك ّفرت هي نفسها‬ ‫الحجة‪.‬‬ ‫بذات ّ‬ ‫و هذا ال يعني أنّ المصطلحات تحمل‬ ‫مغالطاتها دوم ًا فال يجب بالتالي‬ ‫كاف‬ ‫استخدامها‪ ،‬فمثل هذا القول ٍ‬ ‫ل ُي ّ‬ ‫عطل عملية النقد و التحليل‪ ،‬و إنّما‬ ‫يجب َو ْع ُي أنّ المصطلحات ال تحمل‬ ‫حقيقة ًمتعالية ًثابتة ًمنفصلة ًعن‬ ‫تاريخها وجغراف ّيتها ومجتمعها‪،‬‬ ‫وكافة التح ّيزات التي تختزنها حتى‬ ‫تح ّيز مستخدمها نفسه‪.‬‬ ‫االسم ُسلطة ٌ‪ ..‬وكما تتنازع جماعات‬ ‫السياسة بينهما المتالك ُسلطة‬ ‫الحكم‪ ،‬تتنازع أش َّد منهم جماعات‬ ‫ُ‬ ‫الرأي المتالك سلطة االسم !!‪.‬‬

‫العليا‬ ‫العليا‪ ..‬لتكون كلمة اهلل هي ُ‬ ‫يدك ُ‬ ‫| أبو ياسر‬

‫غابت شمس رمضان َّ‬ ‫وهل هالل الفطر بالخير‪ ،‬حام ًال معه‬ ‫لترتسم وسط عالم‬ ‫للصائم بفطره‪ ..‬فرحة ً ما كانت ِ‬ ‫فرحة ً ّ‬ ‫الصغار والكبار‪..‬‬ ‫الظلم والقسوة الذي يحياه في وطننا ّ‬ ‫لكن الخي َر حينما نغرسه‪ ،‬فسيم ُّر العيد علينا َّ‬ ‫عام ونحن‬ ‫كل ٍ‬ ‫بخير‪ ٍ،‬حينما نكون نحن الخير !!‪..‬‬ ‫ُّ‬ ‫إنسان‬ ‫كل‬ ‫ويجود‬ ‫والعطاء‬ ‫في موسم الطاعة يكثر الخير‬ ‫ٍ‬ ‫بما يد َِّخ ُره آلخرته‪ ،‬لكن العطاء ال يجب أن يقف هنا‪،‬‬ ‫تدريب من أجل أن‬ ‫فموسم مضاعفة الحسنات إنّما هو‬ ‫ٌ‬ ‫تكون حياتنا ك ُّلها عطا ًء وخير ًا وساقي ًة تجري طوال العام‪،‬‬ ‫تحمل الفرح واالبتسامة إلخوتنا في الوطن‪ ..‬فجميعنا‬ ‫في هذا العيد حاول أن يوصل الفرحة من تحت ال ُركام‪،‬‬ ‫وأن يرسمها بين تجاعيد الكبار وحتّى ابتسامات الصغار‬ ‫‪ ...‬وفع ًال كان الخير والعطاء في هذا الموسم غيث ًا غزير ًا‬

‫يروي روح السوريين بالحياة‪ ،‬ألنّ التم ُّيز هنا لم‬ ‫استطاع أن َ‬ ‫يكن بمقدار العطاء وإنّما باإلحسان فيه‪ ،‬فعندما يهطل‬ ‫الغيث سيسقي َ‬ ‫األرض بما عليها‪ ،‬لكن اإلحسان يكون‬ ‫في ا ّدخار مياهه وجودة إيصالها إلى من يحتاجها‪..‬‬ ‫العليا َخ ْي ٌر‬ ‫يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “ال َي ُد ُ‬ ‫والس ْف َلى هي‬ ‫الس ْف َلى‪ ،‬فال َي ُد ُ‬ ‫الع ْل َيا هي ال ُمن ِف َقة ُّ‬ ‫مِنَ ال َي ِد ُّ‬ ‫فحاول أن تكون اليد العليا‬ ‫البخاري‪-‬‬ ‫رواه‬ ‫‬‫السا ِئ َلة”‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫دوم ًا‪ ،‬لكن ليس تلك اليد التي تعطي اليد السفلى‪ ،‬بل‬ ‫اليد العليا التي تعطي لتُعلي كرامة إخوتك وتكفيهم‬ ‫ّ‬ ‫أيادي عليا‪،‬‬ ‫ذل السؤال والحاجة‪ ،‬وتجعل من أياديهم َ‬ ‫وتنهض بإرادة أطفال الوطن وتعلو بطموحهم لتطاول‬ ‫السحاب‪ُ ..‬ك ِن اليد العليا التي تعلو بوطنك‪ ،‬وتعلو‬ ‫ّ‬ ‫بأيادي أبنائه كما لو كانوا أبناءك‪.‬‬

‫إنّ ما النصر‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫ساعة‬ ‫صبر‬ ‫|إيمان محمد‬

‫الساعة ؟!!‬ ‫وما أدراكم ما هذه ّ‬ ‫حافل بالمواجع واآلالم‪ ..‬يتخ ّلى َ‬ ‫عنك‬ ‫تم ُّر كدهرٍ ٍ‬ ‫كل أهل األرض‪ ،‬يتسلل َ‬ ‫فيها ّ‬ ‫إليك شعو ٌر ٌ‬ ‫غامض‬ ‫بالخوف من الحاضر والمستقبل‪ ..‬تشعر أنّك‬ ‫َ‬ ‫أض ْعت عمر ًا بال جدوى‪ ،‬وأنّ البناء الذي تعبت تبنيه‬ ‫قد انهار حق ًا‪ ،‬وأنّك ٌ‬ ‫هالك ال محالة !!‪ ..‬يسقط في‬ ‫يدك‪ ،‬وتعجز حيلتك‪ ،‬وتف ّكر جدّي ًا بالتّراجع بعد أن‬ ‫استنفذت جهدك ّ‬ ‫َ‬ ‫عمل لم‬ ‫وكل طاقتك من أجل ٍ‬ ‫ينجح‪ ،‬فتب ّرر لنفسك أنّك قد أ ّديت ما عليك‪ ،‬وال‬ ‫بأس باالنسحاب فقد استنفذت الحيل للخالص‪..‬‬ ‫حلم ال يتحقق‪ ..‬المبادئ‬ ‫العتمة تمأل عالمك‪ ..‬النّص ُر ٌ‬ ‫خرجت ألجلها ت ّ‬ ‫ُدك‬ ‫السامية التي ْ‬ ‫وال ِقيم وال ّرسالة ّ‬ ‫تحت أقدام الواقع !!‪ ..‬تتخ ّيل لحظات موتك‪ ،‬وداع‬ ‫أهلك‪ ،‬دموع أصدقائك‪ ،‬تتس ّلل إليك ّ‬ ‫كل هموم‬ ‫العالم وأحزانه‪ ،‬وتغرق في دمعك‪ ..‬تعود قلي ًال‬ ‫إلى نفسك‪ ،‬تُلقي بروحك التّائهة على أعتاب‬ ‫العبود ّية‪ ،‬تراجع أوراق االمتحان قبل أن ُيقرع جرس‬ ‫نهاية الوقت‪ ،‬تف ّكر بمأساة التراجع عن الهدف‪..‬‬ ‫بوجع تكرار االستعباد لعقو ٍد جديد ٍة‪ ،‬تشعر بمرارة‬ ‫الذّل علقم ًا‪ ..‬ترى نظرة العتب في عيون أجيال‬ ‫كثيرة قادمة‪ ،‬تلك النظرة التي تُحرق أكثر من‬ ‫نار العدو‪ ..‬تستعين بالله‪ ..‬وتق ّرر القرار الحاسم‪..‬‬ ‫«سأثبت»‪« ..‬مهما ك ّلف ال ّثمن‪ ..‬سأتابع رحلة‬ ‫الكفاح‪ ..‬سأواصل طريقي الذي خرجت ألجله وإن‬ ‫دفعت ال ّروح رخيصة ً‪ ..‬ما ه ّمي في الحياة سوى‬ ‫الساحة للعدو‬ ‫إحدى ُ‬ ‫الح ْس َن َيين ؟؟‪ ..‬فلم أترك ّ‬ ‫وأنزوي بهزيمتي وفشلي‪ ..‬دعوني أواجه الموت‬ ‫كريم ًا مرفوع ال ّرأس»‪ ..‬تشعر بالق ّوة قد عادت‬ ‫إليك‪ ..‬ق ّو ًة مضاعفة ًهذه الم ّرة‪ ..‬قو ًة قادر ًة على‬ ‫أن تغ ّير الموازين‪ ..‬ويأتي ال َف َر ج من حيث ال تعلم‪،‬‬ ‫ويشرق الفجر من حيث ال تتو ّقع‪...‬‬ ‫وعندما يمأل نور ّ‬ ‫الشمس األفق‪ ،‬وترى خسائر العد ّو‬ ‫وهزائمهم‪ ،‬وترى من انسحب وضعف من رفاق‬ ‫دربك‪ ..‬تدرك كم رافقتك العناية اإللهية حتى‬ ‫أوصلتك إلى ب ّوابة النصر‪.‬‬


‫الثالثاء | ‪ 20‬آب ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪39‬‬

‫شبح «األزمة» يالحق السوريين في كل ملجئ عربي‬

‫مجــتمع‬

‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬

‫مطعم‪،‬‬ ‫برس) نجد نموذج ًا من أرباب العمل وهو صاحب ٍ‬ ‫يقول‪“ :‬فصلتُ ثالثة أردنيين من العمل‪ ،‬وش ّغلت مكانهم‬ ‫سوريين بأجورٍ ّ‬ ‫وجدّية ًفي العمل”‪.‬‬ ‫أقل !!‪ ..‬وهم أكثر ِحرفية ً ِ‬ ‫غريب عن عشرين قريب !!‬ ‫تركيا‪..‬‬ ‫ٌ‬

‫هرب ًا من آلة الموت اليوم ّية التي أفلتها األسد على شعبه الثائر‪،‬‬ ‫آالف ٌ‬ ‫التجأ ٌ‬ ‫العربي أو ًال‪ ،‬والذين‬ ‫وآالف من السور ّيين إلى دول الجوار ّ‬ ‫ظنّوا فيهم خير ًا يقابلونه بهم كالخير الذي أبداه السوريون سابق ًا‬ ‫الجئ عربي‬ ‫في وجوه كل زائرٍ عربي ٍوطئ األرض السور ّية أو ٍ‬ ‫حروب سابق ٍة اشتعلت في بالدهم؛‬ ‫ٍابتغاها مهرب ًا من زوابع ٍ‬ ‫األردن‪..‬‬ ‫في‬ ‫خشي‬ ‫كما‬ ‫‪،‬‬ ‫السوري‬ ‫ار‬ ‫ي‬ ‫الت‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫ولكنّ بعض الحكومات خشيت‬ ‫سياسية‬ ‫وتداخل‬ ‫بطالة‬ ‫خوف‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫منه بعض أفراد المجتمعات العربية‪ ،‬فأحاطوا الالجئين السور ّيين في رحاب األردن‪ ..‬ورغم المخيمات وبعض التسهيالت التي‬ ‫جانب آخ ٌر من التضييق على‬ ‫بمضايقات‬ ‫وتهديدات أينما ح ّلوا‪ ،‬دفعتهم إلى العودة طوع ًا أو ُخ ّصصت لالجئين السوريين‪ ،‬برز ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫مقابالت مع شبكة‬ ‫خالل‬ ‫بعضهم‬ ‫اشتكى‬ ‫الذين‬ ‫ين‪،‬‬ ‫ي‬ ‫السور‬ ‫الحدود‪..‬‬ ‫خطوط‬ ‫إلى‬ ‫أعادتهم‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫وإ‬ ‫ا‬ ‫قسر‬ ‫التهجير‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫(‪ )DW‬األلمانية من تقييد أنشطتهم اإلغاثية واإلعالمية‪ ،‬أو‬ ‫تع ّرض بعضهم إلى االعتقاالت وحظر الدخول إلى األردن‪،‬‬ ‫تموز اللبناني يمحوه نهار اللجوء السوري‬ ‫كالم ليل ّ‬ ‫شقيق مجاورٍ لسوريا‪ ..‬احتضن األخير أبناء األ ّول خالل خشية انتقال العدوى السورية إلى األردن حسب مخاوف بعض‬ ‫لبنان أ ّول ٍ‬ ‫اإلسرائيلي في تموز ‪ ،2006‬فكانت منازل السوريين المسؤولين هناك‪ ..‬عالوة ًعلى القيود المعيشية من إقامتهم‬ ‫العدوان‬ ‫ّ‬ ‫حمص مناصفة ًبينهم‪ ،‬عالوة ًعلى اختالط الشعبين في مساكنَ مكتظ ٍة ومرتفعة األجور‪ .‬لكن لم يمنع ذلك بعض‬ ‫وخاصة‬ ‫ً َ‬ ‫وزيارات قديم ٍة ومستم ّرة‪ ..‬لكن في الس ّكان األردنيين م ّمن يعانون أص ًال من مشاكل الفقر والبطالة‬ ‫وعادات‬ ‫زيجات‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫اجتماعي ًا من ٍ‬ ‫ّ‬ ‫والتضخم من اتّهام السور ّيين الوافدين مؤخر ًا بسرقة فرص‬ ‫مطلع حزيران ‪ 2012‬ص ّرحت مصاد ُر أمنية ٌ لبنانية ٌ أنّ اثنين من‬ ‫العمال السور ّيين في ورشة بنا ٍء شرق (صيدا) قد ُط ِعنا بسكي ِن العمل واالستيالء على عقارات السكن وإفساد بعض المظاهر‬ ‫وقت المجتمع ّية؛ ولكنّ ذلك ال يتجاوز جشع بعض المالكين األردن ّيين‬ ‫مجهول؛ و ُن ِقال على إثر ذلك إلى مشفى المنطقة‪ ..‬وفي ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫سوري آخ ُر للضرب على يد أنفسهم م ّمن يرفعون اإليجارات أو المش ّغلين الجشعين م ّمن‬ ‫الحق من أواخر الشهر نفسه‪ ،‬تع ّرض ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫مجهول في (حدّاثا) الجنوبية‪ ،‬و ُن ِقل إلى مشفى البلدة‪ ..‬ور ّبما لم يعرضون أكثر األعمال مقابل أبخس الرواتب؛ استغال ًال لحاجة‬ ‫ٍ‬ ‫السوري في معيش ٍة تحفظ ماء وجهه‪ ،‬ففي مقابل ٍة مع (فرانس‬ ‫اعتداءات فرد ّي ٍة «استنكرتها» الدولة‬ ‫يح ّد الموضوع عند جملة‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫المحلي‪ ،‬إنّما زاد على سوء األوضاع المعيشية‬ ‫من باب األمان‬ ‫ّ‬ ‫للسور ّيين في لبنان القبض على أربعة ع ّم ٍال منهم‪ ،‬ات ِّهموا‬ ‫ّعاءات لم يجرِ التح ّري منها إال‬ ‫بسلسل ٍة من السرقات والنشل باد ٍ‬ ‫وأقوال !!‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫بشهادات ٍ‬

‫«أم الدنيا» ‪ ..‬قاسية ٌعلى السوريين‬ ‫ّ‬ ‫حاصرهم األسد في بلدهم األم‪ ..‬أمطرهم‬ ‫بالقذائف والصواريخ‪ ،‬وقطع عنهم الماء‬ ‫والكهرباء‪ ،‬وأبكى أطفالهم عندما حرمهم‬ ‫كأس الحليب‪ ..‬فف ّروا إلى بلدان ٍمجاورة‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫مجهول فيها ومــرهــونٌ بنخوة‬ ‫مصيرهم‬ ‫الشعوب والسلطات الحاكمة في تلك البلدان‪..‬‬ ‫وكأنّ مصير السوري الح ّر سوا ًء في الداخل أو‬ ‫في الخارج أن ُيتّهم بأنّه ٌ‬ ‫عميل ومصدر خطر‬ ‫ٍعلى أمن البالد‪ ،‬فيستوجب األمر اعتقاله‬ ‫وتعذيبه وإهانته‪ ..‬وجاءت معاناة بعض‬ ‫الالجئين السوريين هذه المرة من مصر أ ّم‬ ‫الدنيا‪ ،‬حيث بات الالجئ السوري يعيش ظروف ًا‬

‫من الخوف والقلق ال تختلف كثير ًا ع ّما عاناه‬ ‫في سوريا‪ .‬وشهدت الفترة األخيرة تزايد أعداد‬ ‫المعتقلين السور ّيين في مصر‪ ،‬وترافق ذلك مع‬ ‫حمالت إعالمي ٍة تحريضي ٍة هدفها زرع ال ِعداء‬ ‫ٍ‬ ‫والكراهية ّللجئ السوري‪ ،‬في حين جاء على‬ ‫العسكري للقوات المس ّلحة‬ ‫لسان المتحدّث‬ ‫ّ‬ ‫(أحمد مح ّمد علي) أنّ الالجئين السوريين «باتوا‬ ‫القومي لمصر»؛‬ ‫يش ّكلون خطر ًا على األمن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وبث المتحدّث على صفحته الشخصية على‬ ‫(الفيس بوك) صور ًة لالجئين سوريين ألقت‬ ‫قوات األمن المصرية القبض عليهم أثناء‬ ‫دخولهم إلى مصر بطريق ٍة غيرِ شرعي ٍة؛ نتيجة‬

‫اتفقت معظم المصادر اإلعالم ّية والجهات اإلنسان ّية‬ ‫التركي الحازم من قضية الالجئين‬ ‫على إيجابية الموقف‬ ‫ّ‬ ‫السوريين‪ ،‬والــذي وصفه البعض بأنّه استفادة ٌكبرى‬ ‫للجهتين من “الفراغ السياسي في الشرق األوسط “تجاه‬ ‫التعامل الف ّعال مع القضية السورية وخصوص ًا الالجئين‪.‬‬ ‫فالسلطات الترك ّية عندما فتحت حدودها بداية ًلم تعتبر‬ ‫الوافدين السوريين مج ّرد الجئين‪ ،‬إنّما أ ّمنت لهم حماية‬ ‫ًمؤقتة ًلحين انتهاء الحرب تتناسب مع ظروف التد ّفق‬ ‫الجماعي لهم‪ ،‬ث ّم اتّجهت لتطوير المجاالت المعيشية‬ ‫ّ‬ ‫واالجتماعية ألفراد هذه العائالت كما التعليمية ألبنائهم‪،‬‬ ‫إذ أنّ مخ ّيم (كيليس) لوحده يحتوي مراك َز تعليمية ً ُيقيمها‬ ‫مجلس من المع ّلمين السور ّيين المتط ّوعين‬ ‫مدرا ٌء أتراك مع ٍ‬ ‫جميع ًا‪ ،‬منها مدرسة ٌلألجيال من ‪ 5‬إلى ‪ 18‬عام ًا‪ ،‬إلى‬ ‫جانب روض ٍة لألطفال الصغار‪ ..‬فيما ص ّرحت وزيرة األسرة‬ ‫والشؤون االجتماعية التركية في ‪ 2013.01.31‬أنّ‬ ‫تصاريح عمل‬ ‫“الالجئين السوريين سيحصلون قريب ًا على‬ ‫ِ‬ ‫ٍفي تركيا”‪ ،‬مشيرة ًإلى أنّ “السور ّيين الوافدين والمقيمين‬ ‫خارج المخيمات يحتاجون إلى مصدرٍ مالي ٍ ُيعينهم على‬ ‫االستمرار”‪ .‬وعالوة ًعلى ذلك‪ ..‬ذ ّللت السلطات التركية على‬ ‫بلدان أخرى‬ ‫عقبات‬ ‫ِ‬ ‫أرضها ّأي ٍ‬ ‫واجهت السور ّيين على أراضي ٍ‬ ‫بخصوص الدخول واإلقامة؛ فنق ًال عن مصاد َر من شعبة‬ ‫إقامات‬ ‫األجانب في الشرطة الترك ّية‪ ،‬أحدثت حكومتهم‬ ‫ٍ‬ ‫خاصة ًبالسور ّيين فقط لمدة خمسة أشهرٍ‪ ،‬قابلة ًللتجديد‬ ‫مرات لحين عودة الحياة إلى طبيعتها في سوريا على‬ ‫أربع ٍ‬ ‫ح ّد وصفهم‪ ..‬أ ّما من انتهت صالح ّية جواز سفره‪ ،‬فسهّ لت‬ ‫له حكومتهم استمرار اإلقامة على أراضيها‪ ،‬شريطة أنّ الجواز‬ ‫كان صالح ًا عند دخوله‪.‬‬ ‫ُيذ َكر أنّ عدد الالجئين السوريين إلى دول الجوار قد تجاوز‬ ‫العليا لشؤون‬ ‫‪ /1.6/‬مليون‪ ،‬حسب ما أحصته المفوض ّية ُ‬ ‫الالجئين في ‪ ،2013.05.31‬بينهم أكثر من ‪/500/‬‬ ‫ألف يعيشون خارج‬ ‫ألف لجؤوا إلى ترك ّيا‪ ،‬منهم ‪ٍ / 300/‬‬ ‫ٍ‬ ‫المخ ّيمات وفي مختلف المدن الترك ّية‪ ..‬ال يجمعهم جميع ًا‬ ‫ّإل صمو ٌد ٌ‬ ‫وأمل بأنّ «مالنا غيرك يا الله»‪..‬‬

‫َتضييق السلطات المصرية على القادمين‬ ‫من سوريا‪ ،‬واتّهمهم بأنّهم «مصد ُر خطرٍ»‪،‬‬ ‫وكان من بينهم نسا ٌء وأطفال‪ .‬نتيجة ًلذلك‪..‬‬ ‫طالبت “هيومن رايتس ووتش” السلطات‬ ‫المصرية بوقف االعتقاالت التي وصفتها‬ ‫بـ”التعسفية” بحقّ السوريين وتهديدهم‬ ‫بالترحيل؛ ّ‬ ‫دت المنظمة أنّ «على السلطات‬ ‫وأك ِ‬ ‫المصرية إطالق سراح المعتقلين السور ّيين‪ ،‬ما‬ ‫جريمة يعترف‬ ‫لم ِّ‬ ‫توجه إليهم تهم ًا بارتكابهم ً‬ ‫بها القانون المصري‪ّ ،‬‬ ‫وأل تقوم بترحيل‬ ‫السوريين الذين يحملون تأشيرات دخول ٍأو‬ ‫طالبي اللجوء قبل إجــراء مراجع ٍة حيادي ٍة‬ ‫ناشط‬ ‫ونقلت المنظمة عن‬ ‫ألوضاعهم»‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫سوري ٍقوله‪ ،‬إنّ “االعتقاالت في صفوف‬ ‫السوريين في مصر ارتفعت إلى‬ ‫ٍ‬ ‫مستويات غيرِ‬ ‫مسبوق ٍة”‪ .‬كما ويعاني الالجئون السوريون في‬

‫معيشية صعبة ً‪ ،‬فأغلب الالجئين‬ ‫مصر أوضاع ًا‬ ‫ً‬ ‫ف ّروا من سوريا تاركين ورائهم بيوتهم المد ّمرة‪،‬‬ ‫ويعانون من َع َوز ٍمالي ٍشدي ٍد‪ ،‬إلى جانب ق ّلة‬ ‫المخصصة لالجئين‬ ‫المساعدات اإلنسانية‬ ‫ّ‬ ‫السوريين في مصر‪ ..‬وتحدّثت تقاري ُر إعالمية‬ ‫ٌعن أنّ وضع السوريين في مصر خالل فترة‬ ‫حكم الرئيس المعزول (مح ّمد مرسي) كان‬ ‫رت الحكومة‬ ‫أفضل من الوقت الحالي‪ ،‬حيث غ ّي ِ‬ ‫المصرية الحالية سياستها بالنسبة للسوريين‬ ‫القادمين إلى مصر‪ ،‬عبر مطالبتهم بالحصول‬ ‫على تأشير ٍة وتصريح ٍ أمني ٍ لدخول البالد‪.‬‬ ‫ُيذ َكر أنّ عدد الالجئين السوريين في مصر قد‬ ‫يصل إلى ‪ /200/‬ألف الجئ ٍنهاية العام‬ ‫الحالي‪ ،‬حسب ما ذكرته صحيفة (األهرام)‬ ‫المصرية‪.‬‬


‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬

‫ثوريات‬ ‫ّ‬

‫الثالثاء | ‪ 20‬آب ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪39‬‬

‫«شباب سورية» ‪ ..‬تفاعل حاض ٌر يبني مستقبل‬ ‫السوري‪،‬‬ ‫بألوان مختلف ٍة من الطيف‬ ‫ّ‬ ‫رغم تمازج األفكار ٍ‬ ‫وتعدّد أقالم الطروحات واالقتراحات لرسم المستقبل‬ ‫الجديد‪ ،‬وحتّى تباين وجهات النظر من عدّة زوايا‬ ‫عات‪ ..‬اجتمع عد ٌد من الش ّبان والشا ّبات السور ّيين‬ ‫وتط ّل ٍ‬ ‫ً‬ ‫االجتماعي‬ ‫التواصل‬ ‫موقع‬ ‫على‬ ‫ا‬ ‫ـ‬ ‫ـارج‬ ‫ـ‬ ‫وخ‬ ‫داخــ ًا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫(فيسبوك)‪ ،‬يقاربون ما تباعد ويوضحون ما أ ْب ِهم‬ ‫تصب‬ ‫ـوارات وأفكارٍ ّ‬ ‫ويكشفون ما خفي من أخبارٍ وحـ ٍ‬ ‫دوم ًا في رؤيتهم لمصلحة الوطن الواحد؛ وهم تحت‬ ‫مس ّمى مجموعات (شباب سورية)‪ ،‬الذين التقت (عهد‬ ‫الشام) باثنين من المسؤولين عنها‪ ،‬وكان لنا معهم‬ ‫اللقاء التالي‪..‬‬ ‫ مــن هــم (شباب ســوريــة)‪ ..‬ول ـ َـم كانت‬‫كبير؟‬ ‫انطالقتهم حتى بلوغ‬ ‫كيان ّ‬ ‫منوع ٍ ٍ‬ ‫ٍ‬

‫تمكنت مجموعة من‬ ‫وبالرغم من هذه الفوضى الظاهرية‬ ‫ِ‬ ‫وصل الن َُخب المث ّقفة بالشباب السوري بشتى مشارِ ِبه‬ ‫دون أي حواجز‪ ،‬حيث ّ‬ ‫مت المجموعة عشرات الحوارات‬ ‫نظ ِ‬ ‫والمقابالت مع ن َُخ ٍب ثقافي ٍة وسياسي ٍة وناشطين‬ ‫ميدانيين‪.‬‬

‫روايات شهود العيان في حال توافرت أو جمع الروايات‬ ‫األخــرى المك ّملة للخبر عن طريق السماح بإضافة‬ ‫التفاصيل بالتعليقات‪ ،‬ومن ث ّم يأتي الدور الرئيسي‬ ‫لألعضاء بالنفي أو التأكيد إنْ أمكن ذلك‪ ..‬وبات في‬ ‫متخصصون بمناطقهم‪ ،‬ولكنّ الظروف‬ ‫المجموعة أعضا ٌء ّ‬ ‫ً‬ ‫األمنية وتطورات عمل الناشطين حدّت كثيرا من ذلك‪،‬‬ ‫وبات العمل غالب ًا يقتصر على الن َْسب لمصاد َر ذات‬ ‫مصداقي ٍة ونعرفها ِض ْمن ًا‪.‬‬

‫المرجوة من حواراتها؟‬ ‫الفائدة‬ ‫ّ‬

‫‪-‬مع هذا اإلقبال الكبير على مجموعات‬

‫ مجموعة (حــــوار شــبــاب ســـوريـــة)‪ ..‬ما‬‫الــنــوافــذ التي تفتحها للنقاش؟‪ ..‬وما‬

‫كل النوافذ مسموحة ٌفي مجموعة الحوار‪ ،‬والممنوع‬ ‫الوحيد هو أسلوب االستهزاء والتجاوزات آلداب‬ ‫الحديث‪ّ ،‬إل أنّ ِحدّة االستقطابات في الشارع السوري‬ ‫اليوم ووصولها درجة التناقض والتضا ّد أحيان ًا بات‬ ‫بضغط من المجموع؛ وهو ما‬ ‫يغلق بعض أبواب الحوار‬ ‫ٍ‬ ‫نحاول ح ّله بالتشاور بين مشرفي المجموعة وأعضائها‪..‬‬ ‫كأي فائد ٍة مرج ّو ٍة‬ ‫والفائدة الموجودة من الحوارات هي ّ‬ ‫مشروع معرِفي‪ ٍ،‬بخلق الوعي والمساهمة ببناء‬ ‫من ّأي‬ ‫ٍ‬ ‫الفكر الواحد والمن ّوع‪.‬‬

‫(شباب سورية) اليوم هم مجموعة ٌكبيرة ٌمن الشباب‬ ‫السوري كام ًال‪..‬‬ ‫السوري الساعي لتح ّري حقيقة المشهد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وكانت انطالقة الفكرة من أحد الشباب الذي تب ّين أثر‬ ‫االجتماعي خالل ثورات الربيع‬ ‫استخدام مواقع التواصل‬ ‫ّ‬ ‫وإشاعات؛‬ ‫تشويش‬ ‫من‬ ‫لحقها‬ ‫العربي السابقة وما‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫جماعي لنفي أو‬ ‫د‬ ‫كجه‬ ‫المجموعة‬ ‫لذلك ت ّم تأسيس‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫تأكيد اإلشاعات‪ ،‬وجمع تفاصيل صحيح ٍة من الشهود‬ ‫ّ‬ ‫والمطلعين‪ ..‬بدأنا كمجموع ٍة من األصدقاء وحلقات‬ ‫أصدقائهم وهكذا دواليك‪ ..‬حتى وصلنا لما نحن‬ ‫عليه اليوم‪ ،‬ورغم عدم مرونة شروط اإلضافة كالمعرفة‬ ‫الشخص ّية وتأكيد المصداق ّية‪ّ ،‬إل أنّنا استقطبنا عدد ًا‬ ‫كبير ًا‪ ،‬فاألعضاء مع المشرفين والجنود المجهولين منهم‬ ‫أرشيف ألحداث الثورة‪.‬‬ ‫ساهموا ببناء أكبر ٍ‬

‫»‬

‫ّ‬ ‫المؤلفة لـ(شباب‬ ‫‪ -‬ما هي المجموعات‬

‫‪-‬مجموعة (أخبار شباب سورية) الشاملة‬

‫كل منها؟‬ ‫سورية) ؟‪ ..‬وما ّ‬ ‫ميزات وعمل ٍ‬

‫لــكـ ّ‬ ‫ـافــة الــمــنــاطــق‪ ..‬هــل يــمــكــن وصــف‬

‫بداية ً كانت مجموعة (أخبار شباب سورية) فقط‪ ..‬يعمل‬ ‫ٌ‬ ‫صح تسميتها بغرف عمليات‬ ‫خلفها‬ ‫مجموعات إن ّ‬ ‫األخبار‪ ،‬تقوم بدورٍ مساع ٍد وتنظيمي ٍللعمل‪ ،‬ويم ّيزها أ ّوالً‬ ‫المصداقية العالية التي يضمنها ٌ‬ ‫كل من شرط اإلضافة‬ ‫والمجموعة التي تراقب األخبار وتفنّد الشائعات‪ ،‬وثاني ًا‬ ‫منع التعليق على األخبار بالرأي مما يقلل التشويش‬ ‫الموجود أص ًال من مصادر األخبار المتعدّدة ومتفاوتة‬ ‫المصداقية‪ .‬ث ّم أنشأنا مجموعة (حوار شباب سورية)‬ ‫بعد سن ٍة ونصف‪ ..‬اقتضت طبيعتها الحوارية عدم‬ ‫االقتصار على أعضاء المجموعة‪ ،‬والتنازل عن شرط‬ ‫ببيئات‬ ‫المعرفة الشخصية لإلضافة‪ ،‬كي ال ينحصر الرأي‬ ‫ٍ‬ ‫اجتماعي ٍة معين ٍة‪ ،‬وهو ما فتح باب المجموعة على‬ ‫ِمصرا َعيه أمام نوع ٍمن الحرية المتح ّللة من كل قي ٍد‪،‬‬

‫«‬ ‫ال يمكن وصف األعضاء بالمراسلين‬ ‫فهم بالصفة األولى متابعون‪ ،‬ال‬ ‫تتعدى نسبة مشاركتهم بأحسن‬ ‫األحوال ‪ %10‬من مجموع األعضاء‬

‫أعضائها بالمراسلين ؟‪ ..‬وكيف يتسنّ ى‬ ‫صحة كل ما َي ِردها من أخبار؟‬ ‫تحري ّ‬ ‫لكم ّ‬

‫ال يمكن وصف األعضاء بالمراسلين فهم بالصفة األولى‬ ‫متابعون‪ ،‬ال تتعدى نسبة مشاركتهم بأحسن األحوال‬ ‫‪ %10‬من مجموع األعضاء‪ ،‬وهي نسبة ٌكبيرة ٌعلى‬ ‫مقياس (الفيس بوك)‪ ،‬ور ّبما الوصف األدقّ هو مصطلح‬ ‫“المواطن الصحفي” الذي ظهر بالترافق مع اإلعالم‬ ‫البديل أو إعالم وسائل التواصل االجتماعي‪ ..‬أ ّما آلية‬ ‫التح ّري‪ ،‬فبالدرجة األولى عبر معاملة كافة األنباء على‬ ‫أساس اإلشاعة‪ ،‬ث ّم إرجاع ّ‬ ‫كل خبرٍ إلى مصدره الكفيل‬ ‫بتفنيده عن اإلشاعات‪ ،‬ث ّم يت ّم حذف األخبار التي‬ ‫ال تُع َرف مصادرها‪ ،‬والدرجة الثانية من التح ّري هي‬

‫لم ال نرى لديكم صفحات‬ ‫(شباب سورية)‪َ ،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫إلكترونيا تجمع خالصة‬ ‫موقعا‬ ‫فيس بوك أو‬ ‫ّ‬ ‫الموثقة؟‬ ‫الحوارات المفيدة واألخبار‬

‫منذ بداية أ ّول مجموع ٍة والصفحة موجودة ولكنها غير‬ ‫إلكتروني‪ ،‬لكن‬ ‫مف ّعل ٍة‪ ..‬كما ت ّم طرح فكرة إنشاء موقع ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ارتأى مدراء المجموعة عدم اإلقدام على الخطوة ألنها‬ ‫ستستوجب إعادة صياغة األخبار وتح ّمل مسؤولية‬ ‫نسبها وتبنّي رواي ٍة معين ٍة منها؛ باإلضافة إلى أنّ‬ ‫أعضاء المجموعة متابعون فقط‪ ،‬فلسنا مف ّوضين‬ ‫منهم لتمثيلهم أو طرح صيغ ٍة معين ٍة باسمهم‪ ،‬ولذلك‬ ‫مسؤولية ٌ أخالقية ٌ آثرنا ّأل نحملها اآلن‪ ،‬بل نحافظ على‬ ‫لعمل‬ ‫المجموعة بما هي عليه‪ ،‬ألنها تحتاج بح ّد ذاتها ٍ‬ ‫دؤوب‪ ،‬وهي تقوم بدورٍ مهم ٍومصدرٍ لكثيرٍ من وسائل‬ ‫ٍ‬ ‫اإلعالم والصحف ّيين‪ ..‬تجدر اإلشارة إلى وجود مد ّون ٍة هي‬ ‫أنش َئت بالتعاون بين جريدة‬ ‫(األيام‪ -‬شباب سورية) ِ‬ ‫مشرف‪ ،‬وبين مدراء‬ ‫محترف‬ ‫(األيــام)‬ ‫ٍ‬ ‫كطرف إعالمي ٍ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫مشارك‪ ،‬وبين‬ ‫كطرف‬ ‫مجموعة أخبار (شباب سورية)‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫صحة‬ ‫منظمة (ميدان) التي تط ّور برنامج ًا للتحقق من ّ‬ ‫راع‪ ،‬لكنّها ما‬ ‫األخبار‪ ،‬ت ّم استخدامه على المد ّونة ٍ‬ ‫كطرف ٍ‬ ‫زالت ّ‬ ‫بالطور التجريبي‪.‬‬ ‫ هل تقتصر أعمالكم على مجموعات‬‫نشاطات‬ ‫أي‬ ‫ٍ‬ ‫الحوار واألخبار ؟‪ ..‬أم يوجد ّ‬ ‫أخرى على األرض يرعاها ويشارك فيها‬ ‫(شباب سورية)؟‬

‫نعم‪ ..‬تقتصر النشاطات على مجموعتَي األخبار والحوار‪،‬‬ ‫تعاون غير‬ ‫وحتى العالقة بين المجموعتَين هي عالقة ٍ‬ ‫مباشرٍ‪ ،‬فقط بحكم أنّ مدراء األخبار هم مؤسسوها‪ ،‬أ ّما‬ ‫الفردي‬ ‫نشاطات أخرى للمدراء فهي تحمل الطابع‬ ‫ّأي‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫للشخص المشارِك بها‪ ،‬وال يت ّم المشاركة فيها باسم‬ ‫المجموعات‪.‬‬


‫الثالثاء | ‪ 20‬آب ‪2013‬‬

‫عسكري‬

‫السنة الثانية | العدد ‪39‬‬

‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬

‫صواريخ الـ(‪ ..)300-S‬هل ُت ّ‬ ‫مكن األسد؟‬ ‫المط ّورة من هذه المنظومة تسمية (‪-S300‬‬ ‫‪ ،)PMO‬وليس ِبو ْسع هذه المنظومة مكافحة‬ ‫الصواريخ البالستية فحسب بل والصواريخ‬ ‫التكتيكية العملياتية المتوسطة المدى‪ ،‬علم ًا أنّ‬ ‫مدى هذه الصواريخ المتطورة وصل حتى اآلن إلى‬ ‫‪ /195/‬كيلومتر ًا‪.‬‬

‫تضاربت األنباء حول تس ّلم نظام األسد‬ ‫ ‬ ‫ِ‬ ‫صواريخ الـ(‪ )300-S‬روسية الصنع‪ ،‬وكان (بشار األسد)‬ ‫قد ألمح في لقا ٍء تلفزيوني ٍنهاية الشهر الخامس‬ ‫الماضي إلى أنّ روسيا قد أرسلت فع ًال جزء ًا من الشحنة؛‬ ‫مشير ًا إلى أنّ بقية الحمولة ستصل في ٍ‬ ‫وقت الحق‪ٍ،‬‬ ‫ويأتي ذلك من خالل صفق ٍة روسي ٍة‪ -‬سوري ٍة و ِق َعت عام‬ ‫‪ ،/2010/‬لحصول سوريا على هذه الصواريخ بكلفة‬ ‫أميركي‪..‬‬ ‫مليار دوالر ٍ ّ‬ ‫ُ‬ ‫وسائل إعالم ٍروسية ٌأنّ روسيا لم‬ ‫وفي المقابل ذكرت‬ ‫تسلم بعد صواريخ الـ ‪ ،S300‬إلى األسد‪ ،‬وأضافت أن‬ ‫روسيا قد تمتنع عن تسليم هذه األسلحة‪ ،‬مما يش ّكل‬ ‫نفي ًا لما قاله األسد‪ ..‬وأوردت صحيفة (فيدوموستي)‬ ‫نق ًال عن مصدر ٍفي صناعة الدفاع قوله إنّه «ليس‬ ‫من الواضح ما إذا سيت ّم تسليم الصواريخ الى سوريا‬ ‫هذا العام»‪ ،‬بينما نقلت صحيفة (كومرسانت) عن‬ ‫مصدر ٍآخر بأنّ «التسليم مق ّر ٌر في الربع الثاني من‬ ‫العام المقبل»‪ ..‬ولم تنتظر إسرائيل كثير ًا حتى خرجت‬ ‫عن صمتها على لسان وزير دفاعها (موشيه َيعالون)‪،‬‬ ‫الذي قال «إذا ما س ّلمت روسيا صواريخ الـ(‪)300-S‬‬ ‫إلى سوريا فإنّ اسرائيل تعرف ما ستفعله‪ ،‬في حال‬ ‫تحق ّقها من امتالك األسد لهذه الصواريخ»‪.‬‬ ‫فما هي إذ ًا صواريخ الـ(‪)300-S‬؟‬ ‫تع ّد هذه الصواريخ منظومة دفاع ٍجوي ٍصاروخية‬ ‫ًبعيد َة المدى (أرض‪ -‬جو)‪ُ ،‬ص ِنعت بأيا ٍد روسي ٍة‬ ‫وأن ِت َجت من ِق َبل شركة (ألماز) للصناعات العلم ّية‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫وإصدارات عديدة ٌذات‬ ‫ومن الـ(‪ )300-S‬انبثقت أنواعٌ‬ ‫وقدرات‬ ‫ومدى أكب َر‬ ‫صواريخَ مختلف ٍة‬ ‫محسن ٍة ً‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ورادارات ّ‬

‫ولن يكون بمقدور أي طائر ٍة مقاتل ٍة في العالم‬ ‫مجهّ ز ٍة بتكنولوجيا الهروب أو النفاذ من‬ ‫هذه المنظومة‪ ،‬وحتى الصواريخ الباليستية‬ ‫و(التوماهوك) ال يمكنها الفرار منه‪ ،‬و ُيع َت َبر صاروخ‬ ‫(‪ )BMU-S300‬اليوم من أفضل صواريخ الدفاع‬ ‫الجوي روسية الصنع‪ ،‬ويشبه في عمله صاروخ‬ ‫بقابليات‬ ‫(باتريوت) األميركي‪ ،‬ولكنّه يتمتّع‬ ‫ٍ‬ ‫أعلى بكثير ٍمنه‪ ،‬ودقته أيض ًا أعلى من د ّقة هذا‬ ‫الصاروخ‪ ،‬ال س ّيما وأنّه يستطيع إسقاط جميع‬ ‫أنواع المقاتالت‪.‬‬ ‫وتتمتّع منظومة صواريخ الـ(‪ )300-S‬بقدرتها‬ ‫مدى يتراوح بين ‪5‬‬ ‫على تدمير األهداف ضمن ً‬ ‫َ‬ ‫أفضل‪ ،‬ض ّد الصواريخ البالستية قصيرة المدى أو‬ ‫األهداف التي تطير على ارتفاع منخفض‪ ..‬وتتألف إلى ‪ 195‬كيلومتر ًا‪ ،‬وبإمكان هذه الصواريخ أن تصيب‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫أهدافها على ارتفاع ٍيتراوح بين ‪ 10‬إلى ‪ 27‬كيلومتر ًا‪،‬‬ ‫هذه المنظومة الصاروخية من ثالثة أنواع ٍ‪:‬‬ ‫وبحري‪ .‬في حين يصل احتمال تدمير الطائرات عبر هذه‬ ‫بري ٌ‬ ‫أو ًال‪ ،‬صواريخ الـ(‪ )P-300-S‬ولها نوعان‪ٌ ،‬‬ ‫الصواريخ بنسبة ‪ ،%90‬ويقول الخبراء العسكريون إنّ‬ ‫ثاني ًا‪ ،‬صواريخ الـ(‪.)12-S300VSA‬‬ ‫سرعة إطالق هذه الصواريخ عاليةٌ جد ًا‪ ،‬وتصل إلى‬ ‫ثالث ًا‪ ،‬صواريخ الـ(‪.)21-SA 400-S‬‬ ‫صاروخ ٍواح ٍد كل ثالث ثوان‪ٍ.‬‬ ‫يع ّد االتّحاد السوفييتي الس ّباق في استخدام هذه‬ ‫األنظمة من الصواريخ‪ ،‬حيث استخدمها للمرة األولى يعود تحذير الغرب من امتالك سوريا لمنظومة صواريخ‬ ‫وص ّم َمت للدفاع عن المعامل الكبيرة (‪ )P-300-S‬إلى سعي نظام األسد لتوفير حماية‬ ‫عام ‪ُ ،/1976/‬‬ ‫الحساسة‪ ،‬باإلضافة إلى حماية القواعد مق ّراته العسكرية‪ ،‬في حال ق ّرر الغرب ّ‬ ‫التدخل وفرض‬ ‫والمنشآت ّ‬ ‫الجوي من ضربات الطائرات منطقة حظر ٍجوي‪ ٍ،‬كما أنّ من شأن هذه الصواريخ أنْ‬ ‫العسكرية ومراكز الرصد ّ‬ ‫اإلسرائيلي في المجال السوري‬ ‫ضربات بمواق َع تح ّد من حركة الطيران‬ ‫ّ‬ ‫المعادية‪ ،‬كما لديها اإلمكانية إلنزال‬ ‫ٍ‬ ‫أرضي ٍة‪ ..‬ومع بداية عام ‪ /1978/‬وصل عدد هذه أو اللبناني‪ ،‬حسب ما ذكرته وكالة األنباء الفرنسية‪.‬‬ ‫و ُيشار إلى أنّ خبرا ًء عسكر ّيين رأوا بأنّ امتالك األسد‬ ‫الصواريخ إلى ثمانين وحد ِة صواريخ‪.‬‬ ‫لهذه الصواريخ أم ٌر في صالحه‪ ،‬ال س ّيما وأنّه يخوض‬ ‫َ‬ ‫معارك ضارية ًضد معارِ ِضيه‪ ،‬وستكون هذه الصواريخ‬ ‫وتأتي أهمية صواريخ (‪ )P-300-S‬من خالل قدرتها‬ ‫ضربات جوي ٍة إسرائيلي ٍة‬ ‫على ص ّد وتدمير الصواريخ البالستية‪ ،‬فض ًال عن بمثابة الضامن له من أي‬ ‫ٍ‬ ‫مقبل ٍة‪ ،‬بعد أن تك ّررت االعتداءات اإلسرائيلية على‬ ‫ِ‬ ‫هدف‬ ‫أنّها مجهّ ز ٌة‬ ‫برادارات قادر ٍة على تت ّبع ‪ٍ /100/‬‬ ‫ٍ‬ ‫واالشتباك مع ‪ /12/‬هدف ًا في نفس الوقت‪ ،‬كما األراضي السورية في الفترة السابقة‪.‬‬ ‫تحتاج هذه الصواريخ إلى خمس دقائق فقط لتكون‬ ‫ألي صيان ٍة الجدير بالذكر‪ ..‬أنّ صحيفة (كومرسانت) الروسية ّأكدت‬ ‫جاهز ًة لإلطالق‪ ،‬إلى جانب أنّها ال تحتاج ّ‬ ‫على مدى الحياة‪ ،‬حسب ما ذكره خبرا ٌء عسكريون‪ ..‬بأنّ خبرا َء روس سيصلون إلى األراضي السورية‪ ،‬لضمان‬ ‫ويضيف الخبراء بأنّ روسيا ط ّورت هذه المنظومة عمل صواريخ الـ(‪ ..)300-S‬وحمل التقرير نبرة تهدي ٍد‬ ‫وأوجدت صواريخ (‪ ،)300-300V Antey-S‬ويختلف من روسيا‪ ،‬أنّه إذا تأذى أي مواطن ٍروسي ٍواح ٍد نتيج ًة‬ ‫هذا النظام قلي ًال عن اإلصدارات األخرى‪ ،‬فقد ُص ّم َم الستهداف هذه الصواريخ على األراضي السورية‬ ‫ليكون في الخطوط األمامية أو في مقدمة أنظمة الدفاع فستكون العواقب السياسية خطيرة ًجد ًا؛ وأضاف‬ ‫الجوي‪ ،‬لص ّد واعتراض الطائرات والصواريخ البالستية التقرير أنّه ما من قياد ٍة تتحلى بالمنطق و ُت ْق ِدم على‬ ‫وصواريخ (كروز)‪ ..‬كما أطلقت روسيا على آخر نماذجها مثل هذه الخطوة‪.‬‬


‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬

‫شهداء ‪ -‬معتقلون‬

‫الثالثاء | ‪ 20‬آب ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪39‬‬

‫شهداء‬ ‫حامل األمانة‪ ..‬يسلّمها شهيداً‬

‫« ِارفع صوتك من أجل‬ ‫أطفال سوريا»‬

‫اإلعالمي الشهيد‬

‫حسان الدمشقي‬ ‫أبو ّ‬ ‫“أنا ثائ ٌر‪ ..‬أحتسب أجري عند الله‪ ،‬وال أفاخر‬ ‫ ‬ ‫أعمالي في الثورة أمام المأل”‪ ،‬هذا هو المنهج الذي اتّبعه‬ ‫حسان) دوم ًا‪ ،‬فكان بتعدّد نشاطاته منذ بداية الثورة‬ ‫(أبو ّ‬ ‫وحتى يوم استشهاده يؤدّيها تحت راي ٍة س ِمح ٍة؛ تجاوزت‬ ‫وأعراف وقوانينَ ومصالح‪ ،‬فحسب أحد أصدقاء‬ ‫أهداف‬ ‫ّأي‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫حي جوبر المبكرة‪ ،‬قال له‬ ‫مظاهرات‬ ‫في‬ ‫التقاه‬ ‫الذي‬ ‫دربه‬ ‫ّ‬ ‫حسان)‪“ :‬أنا أخرج في هذه المظاهرات لغاي ٍة واحد ٍة‬ ‫(أبو ّ‬ ‫هي إعالء كلمة ال إله إال الله محم ٌد رسول الله”‪.‬‬ ‫العشريني من‬ ‫حسان الطرابلسي) الشاب‬ ‫هو (مح ّمد نذير ّ‬ ‫ّ‬ ‫مواليد مدينة دمشق‪ ،‬ج ّد قبل الثورة على مقاعد قسم‬ ‫األدب اإلنكليزي في كلية اآلداب بجامعة دمشق‪ ،‬لكنّ‬ ‫الشاب المجاهد طوال حياته‬ ‫اشتعال فتيل الثورة سرق‬ ‫ّ‬ ‫وشغله عن إكمال دراسته وتخ ّرجه ليلتحق بين صفوف‬ ‫الث ّوار‪ ..‬فعمل بداية ًضمن مجموعة الناشطين اإلعالميين‬ ‫حي جوبر‪ ،‬ث ّم كان مسؤو ًال عن تنسيقية‬ ‫التابعين لمكتب ّ‬ ‫الحي‪ ،‬أيض ًا عمل مراس ًال باسم شبكة شام اإلخبارية عن‬ ‫الدمشقي منذ سن ٍة وبضعة أشهرٍ‪ ،‬وأخير ًا عمل‬ ‫الريف‬ ‫ّ‬ ‫مذيع ًا لألخبار في العاصمة أون الين‪ ،‬عالوة ًعلى نشاطه‬ ‫المستم ّر في التغطية اإلعالمية لمعارك الكتائب العسكرية‬ ‫على جبهة جوبر وما حولها‪.‬‬ ‫ارتقى الشهيد منتصب القامة وسط ميدان معركة (فتح‬ ‫العاصمة) بالقرب من كراجات العباسيين‪ ،‬يوم الثالثاء‬ ‫‪/30‬تموز‪ 2013/‬الموافق ل ِـ ‪ /21‬رمضان األخير‪ ،‬صائم ًا‬

‫ٍ‬ ‫جديد‪..‬‬ ‫عصافير الجنّة تغ ّرد من‬

‫في اليوم األول من عشر العتق من النّار‪ ،‬وقد كانت مه ّمته‬ ‫حمل آلة التصوير التي تختزل تغطية ًإعالمية ًللمعركة‪،‬‬ ‫احتدمت المعركة ترك الكاميرا جانب ًا وحمل‬ ‫لكن عندما‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫مدبرٍ برصاص‬ ‫غير‬ ‫ال‬ ‫مقب‬ ‫فيستشهد‬ ‫ليقاتل‪،‬‬ ‫سالحه‬ ‫ِ‬ ‫االشتباكات‪..‬‬ ‫حي جوبر الذي‬ ‫وقد ُووري جثمانه الطاهر الثرى في مدافن ّ‬ ‫احتضنه في حياته ومماته‪.‬‬ ‫الدمشقي قبل‬ ‫نقل صديقٌ آخر ما قاله المجاهد‬ ‫ّ‬ ‫بقليل‪:‬‬ ‫استشهاده ٍ‬ ‫“لقد ش َم ْم ُت اليوم رائحة النصر من دمشق‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫تنفست هوا ًء عذب ًا قادم ًا من دمشق‬ ‫صدّقوني‬ ‫وما يفصلني عنها ِسوى أمتا ٌر معدودة ٌ !!‬ ‫ال ّلهم اكتب لنا النصر‪”..‬‬ ‫وع ّقب صديقه (مح ّمد) بعدها‪“ :‬لع ّلها كانت رائحة‬ ‫الجنّة”‬ ‫كما رثاه أحد أصدقاء النضال‪:‬‬ ‫“كم من الشباب هربوا من الجهاد وف ّروا إلى قلب‬ ‫العاصمة دمشق مختبئين بين النساء أو خرجوا من بالد‬ ‫حي جوبر ساحة معرك ٍة وأرض‬ ‫الشام نهائي ًا بعد أن أصبح ّ‬ ‫جها ٍد؛ لكنّك كنت رج ًال صادق ًا مجاهد ًا‪ ..‬ونعرف أنك‬ ‫كنت تستطيع الذهاب أينما أردت‪ ،‬لكنّك بقيت بيننا‬ ‫حي جوبر‪ ،‬تحت القصف العنيف من قذائف الهاون‬ ‫في ّ‬ ‫والدبابات والمدفعية”‪.‬‬

‫انقضى عيد الفطر ليس بسعي ٍد للبعض مع‬ ‫افتقاد معظم األهالي لضحكات أبناءهم‬ ‫الشهداء‪..‬‬ ‫لذلك‪ ،‬ومع أ ّول أيام العيد‪ ..‬أطلق ناشطون‬ ‫حملة ًداعمة ًمعنوي ًا لذويهم تحت عنوان‬ ‫(اِرفع صوتك من أجل أطفال سوريا)؛‬ ‫قامت بالتذكير بشهدا ٍء عرفناهم من‬ ‫األطفال السور ّيين وتوثيق حاالت‬ ‫ألطفال آخرين لم نعرفهم‪،‬‬ ‫استشها ٍد‬ ‫ٍ‬ ‫وذلك بالمعلومات والصور ألكثر من ‪55‬‬ ‫طف ًال شهيد ًا‪ .‬ارتكزت الحملة على طباعة‬ ‫وتوزيع (بروشورات) مترجم ٍة لستّ‬ ‫لغات‬ ‫ٍ‬ ‫هي العربية واإلنكليزية والفرنسية‬ ‫واأللمانية واإليطالية واإلسبانية‪ ،‬دعت‬ ‫ّ‬ ‫متابع إلى تعميمها في منازل‬ ‫كل‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫وشوارع وجامعات ومحال ‪ 60‬مدينة‬ ‫ًأميركية ًوأوروبية ً؛ ومن لم يتم ّكنوا من‬ ‫المساهمة على األرض أمكنهم نشر َو ْس ِم‬ ‫الحملة (‪)SpeakUp4SyrianChildren#‬‬ ‫عبر حساباتهم على مواقع التواصل‬ ‫تطبيقات أح ِدثت‬ ‫االجتماعي‪ ،‬عالوة ًعلى‬ ‫ٍ‬ ‫للهواتف الج ّوالة تحمل ال َو ْس َم نفسه‪.‬‬ ‫لقيت الحملة تفاع ًال جيد ًا سوا ًء من قبل‬ ‫الجهات اإلنسانية والناشطين المدنيين‬ ‫الذين أرسلوا بصورٍ تعرض طرق مشاركاتهم‬ ‫ورفعهم شعار الحملة؛ أو من قبل ناشطي‬ ‫اإلنترنت الذين استغ ّلوا دقائق ذروة‬ ‫المتابعة لنشر شعار الحملة وصورتها‪.‬‬

‫معتقلون‬ ‫ارحموا العقل‪ ..‬ارحموا عزيزاً ُذ ّل‬ ‫للشابة (سارة خالد العالو)‬ ‫الحرية‬ ‫ّ‬

‫ّهامات كبير ٍة وباطل ٍة‪ ،‬كما تعدّدت اتصاالتهم مع األفرع‬ ‫اعتقالهنّ‬ ‫ِ‬ ‫إلبدالهنّ بجنو ٍد من ق ّوات األسد أسرهم الجيش ات ٍ‬ ‫الح ّر في مناطقَ متعدّد ٍة‪ ،‬وانتهى بهنّ فشل مثل هذه األمن ّية لمحاولة إثبات حقيقة هو ّية ابنتهم‪ ،‬لكنّ ذلك‬ ‫ليفاجؤوا بتحقيق ق ّوات النظام معها‬ ‫المقايضة إلى عرضهنّ كـ»إرهابيات»‪..‬‬ ‫باء بالفشل تمام ًا‪َ ،‬‬ ‫علن ًا على الشاشات‪ ،‬وإجبارها على الكذب طبق ًا لرواياتهم‬ ‫(سارة خالد عالو) من مواليد دير الزور عام ‪ ،/1994/‬انتقلت المعتادة‪.‬‬ ‫إلى مدينة دمشق للدراسة منذ سنتين وكانت من األوائل‬ ‫نشاط‬ ‫في دراستها‪ ،‬وعاشت لدى أقربا ٍء لها ليس لهم ّأي ٍ‬ ‫سجلت طالبة ً على مقاعد‬ ‫ثوري أو‬ ‫سياسي كذلك‪ ،‬وأخير ًا ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫كلية الشريعة في جامعة دمشق‪ ..‬جاء اعتقالها السابق‬ ‫لظهورها على الشاشة منذ حوالي الشهرين‪ ،‬حين جاءت‬ ‫مجموعة ٌ من ق ّوات األمن السياسي واعتقلتها مع صديقتَين‬ ‫لها في الك ّلية‪.‬‬

‫ظهرت الشا ّبة عشرين ّية الربيع (سارة خالد عالو) أمسية يوم‬ ‫الرسمي‪،‬‬ ‫االثنين ‪ 12.08.2013‬على شاشة التلفزيون السوري‬ ‫ّ‬ ‫الذي لم يتوانى عن حياكة قصص اإلرهابيين والمتط ّفلين‪،‬‬ ‫وكانت هذه الشا ّبة إحدى تلك القصص الجديدة‪ ،‬إذ ع ّرفها‬ ‫إعالم النظام بأنّها أميرة جبهة النُصرة في مدينة (البوكمال)‬ ‫وقياد ّية ٌفي كتيبة (سرايا التوحيد)‪ ،‬بينما كانت (سارة)‬ ‫بعيدة ً ّ‬ ‫مناهض لألسد أو حتّى‬ ‫ثوري‬ ‫كل ال ُبعد عن ّأي ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫نشاط ٍ‬ ‫منخرط في السياسة !!‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫حسب الروايات التي ّ‬ ‫وضحت خيوط الحبكة التي عرضها‬ ‫معتقالت‬ ‫إعالم النظام‪ ،‬فإنّ (سارة) واحدة ٌمن‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫كثيرات ت ّم تعدّدت محاوالت ذويها دحض ما ن ُِسب إلى ابنتهم من‬


‫الثالثاء | ‪ 20‬آب ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪39‬‬

‫أدب ‪ -‬فن ‪14‬‬ ‫‪14‬‬

‫إلى‬ ‫جنيف ‪...‬‬ ‫عبد السالم الشبلي شديد‬

‫فأريد أن أذهب إىل جنيف‬ ‫هل أحدٌ منكم سيمنعني؟‬ ‫أوراق مفاوضتي كاملة ٌ‬ ‫ُ‬ ‫حملت ك َفني‬ ‫وبحقيبتي‬ ‫تركت خلفي وطناً قتي ًال‬ ‫وعصابة ً ترقبني لتقتلني‬ ‫ال تظنّوا ْأن لن أعود‪..‬‬ ‫مل َي ُع ْد يخيفني ما ينتظرين‬ ‫****‬ ‫أريد أن أذهب إىل جنيف‬ ‫أريد أن أج ّرب الفنادق‬ ‫والوسادة الناعمة‪..‬‬ ‫التي أ ْن َست ُْكم قض ّية الوطن‬ ‫وأسألكم إذا ما فشلنا يف الحوار‪..‬‬ ‫فهل تعودوا معي إىل الخنادق؟‬ ‫هل تحملوا عني بعض الذي يؤملني؟‬ ‫****‬ ‫أريد أن أذهب إىل جنيف‬ ‫حا ِم ًال إليكم سالماً‬ ‫من تحت ّ‬ ‫كممة األوكسجني‬ ‫أال تعلمون أ ّننا ِصنا نتعاطى‬ ‫الكياموي‬ ‫لننىس خيانتكم !!‬ ‫أال تعلمون أ ّننا رصنا ّ‬ ‫نفضل املوت‬ ‫بالكيامويّ‬ ‫عىل املوت تحت أثر أنبا ِئ ُكم !!‬ ‫أمل تعلموا أ ّنه يف بالدنا أصبح‬ ‫األوكسجني‬ ‫رهيناً مبزاج مج ِر ِم الزّمن !!‬ ‫****‬

‫مر قهوتها ‪..‬‬ ‫ال تزيدوا ّ‬ ‫على ّ‬ ‫حافة النافذة المضمّدة كسور زجاجها‬ ‫من رصاص الليلة الماضية‪ ،‬ترتشف فنجان‬ ‫قهوتها الذي يرتجف كما قلبها مع ّ‬ ‫كل قذيفةٍ‬ ‫تضرب الجانب اآلخر من المكان‪ ..‬فنجان القهوة‬ ‫المرّة وهو آخر ما ّ‬ ‫تبقى لها من عيدٍ‪ ،‬والذي ما‬ ‫أحالم‬ ‫فتئ يلدغ طرف لسانها ليوقظها من‬ ‫ٍ‬ ‫وتمنّياتٍ‪..‬ربّما ال شيء تغيّر عليها عيدَ هذا‬ ‫العام ّإل كمٌ من الحزن يصدّع رأسها كلّما ذكرت‬ ‫زوجها في المعتقل؛ بعدما خرجتْ منه بينما‬ ‫كبير تحدّه جدران منفردةٍ‬ ‫باق على عهدٍ ٍ‬ ‫هو ٍ‬ ‫ضئيلةٍ‪..‬‬ ‫أراقبها بصمتٍ طوال زيارتنا لها‪ ..‬ال تقوى على‬ ‫سماع ضحكات العيد من الشارع لتمأل أذنَيها‬ ‫اللتان ال تفارقهما صرخات ألمه‪ ،‬وال تهوى‬ ‫وتوديع‬ ‫استقبال‬ ‫ممارسة طقوس العيد من‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫كثر تعدّدت وجوههم لكنّهم تشابهوا‬ ‫لزائرين ٍ‬ ‫بعينيها أمام خيال زوجها‪ ..‬فكيف ذلك وهو‬

‫كاركتير |‬

‫عبد المهيمن بدوي‬

‫| شذى الحرية‬ ‫ربّما يودّع حيا ًة ويستقبل سرمداً أفضل منها‪!..‬‬ ‫أعود وأالحقها بعينيّ‪ ..‬علّي ّ‬ ‫أبث فيها بعض‬ ‫األمل‪ ،‬وسط النّدب والبكاء الذي أحيطت به هذه‬ ‫الزوجة المسكينة‪ ،‬وهي أحوج ما تكون لبقعة‬ ‫قوةٍ تحاول مدّها ومدّها مهما صغرت‪ ..‬لكن‬ ‫كُتِب عليها الموت هم ًا أمام مراقبة تحسّر‬ ‫َ‬ ‫أفسدْن ربيع ثورتها التي انتهجت وزوجها‬ ‫من‬ ‫بخريف أنفسهنّ‪ ..‬فبينما كنّ قاعداتٍ‬ ‫ً‬ ‫ألم‪ ،‬هي تعلم‬ ‫تُحصيْنَ آالما جسدّيةًفاقت أيّ ٍ‬ ‫في نفسها أنّه ملتفٌ بيدٍ إلهيّةٍ تُع ِينُه‬ ‫وصبر‪ ،‬فهو من أحرار القلوب‬ ‫ببلسم من إيمانٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫طلقاء العقول أرقياء النفوس‪ ،‬الذين وإن قضوا‬ ‫عيداً في قيود األسر فنحن نقضي أعياداً في‬ ‫قيود االنتظار‪..‬‬ ‫قيوداً ال مفتاح لها ّإل العمل واألمل‪ ..‬ليخرج‬ ‫معتقلونا إلى عيدٍ حقيقي بالنصر‪.‬‬ ‫ٍ‬


‫‪15‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪Facebook‬‬

‫الثالثاء | ‪ 20‬آب ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪39‬‬

‫@ أحمد دعدوش‬ ‫يتساءل البعض‪ :‬هل يجوز االهتمام بأمور تربوية واجتماعية وحتى‬ ‫إعالمية في ظل الحرب التي يشنها النظام الطائفي وأعوانه على‬ ‫الشعب السوري؟‬ ‫الجواب في رأيي يتعلق بالسائل نفسه‪ ،‬فال يمكن أن نطالب كل‬ ‫المجتمع بحمل السالح أو تمويل المقاتلين وتقديم اإلغاثة والطبابة‪،‬‬ ‫بل ال يجوز أن نجمد طاقات أخرى نحن بأمس الحاجة إليها‪ ،‬كما ال يجوز‬ ‫أن نترك المحتاجين لخدمات نفسية وتربوية واجتماعية أخرى بحجة‬ ‫االنشغال بالمعركة طالما كان لدينا من هو قادر على مساعدتهم‪،‬‬ ‫علما بأن تربية الجيل وحل المشاكل النفسية هي من الضروريات التي‬ ‫ال يمكن تأجيلها أيضا‪.‬‬

‫@ ‪Der Ritter‬‬

‫عندما تكون لدينا دولة موحدة قادرة على توجيه الدعم وحصره في‬ ‫مجاالت محددة فيمكن القول إن التسليح واإلغاثة لهما األولوية دون‬ ‫غيرهما‪ ،‬لكن الجهود اآلن مشتتة ولدينا الكثير من المتطوعين الذين‬ ‫يجب أن يقدم كل منهم ما يقدر عليه وبأسرع وقت‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫@ الفتات كفرنبل المحتلة‬

‫أغيد الطباع @‬ ‫صبح األمر أوضح كل يوم ‪ ..‬و يفقد الرماديون أسباب‬ ‫الوجود مع كل ساعة فعندما يخيرونك كمسلم لم تفقد‬ ‫ذاكرتك اإلنتمائية ‪ ،‬و لم تصب بانفصام في الشخصية‬ ‫بين إسالم معدل ‪ ..‬أيقونته ‪ ..‬الوليد بن طالل ‪..‬‬ ‫و أخر أصيل تمتد فروعه و تتجدد دوما ‪ ..‬منذ رسول اهلل‬ ‫عليه الصالة و السالم ‪ ..‬مرورا بأصحابه و من تبعوهم‬ ‫و من اقتدوا من بعدهم و ‪..‬‬ ‫إلى أخر قابض على الجمر من أحبابه اليوم ‪ ..‬و أخر‬ ‫شهيد أو شهيدة ‪ ..‬و أخر بسمة على ثغر واصل حط‬ ‫رحيله قبل قليل فقط‪ ..‬عندها من الصعب ان تدعي‬ ‫الحيرة و تلبس لبوس الجهل ‪ ..‬لفترة أطول فاختر يا‬ ‫صاحبي ‪..‬‬ ‫إن الحياد اليوم ‪ ..‬كاد أن يكون إلحادا‬

‫معاوية الصباغ‪@ ‎‬‬ ‫في القرن الحادي والعشرين سيكون الفشل مصير‬ ‫أي تنظيم أو مؤسسة شمولية التخصص واالحترافية‬ ‫والتركيز هي ركائز العمل المؤسسي‬

‫عبد الغني المصري‪@ ‎‬‬ ‫للذين يتهمون ان التنظيم الفالني يسعى للسلطة‪...‬‬ ‫اساسا اي جــزب او تنظيم ليس هدفه السلطة‬ ‫فهو تنظيم فاشل‪...‬الن اي حزب االصل في وجوده‬ ‫انه يحمل برنامجا للتطبيق‪ ...‬وهذا التطبيق يتطلب‬ ‫استالمه للسلطة‪ ..‬ونتائج عمله بعد انتهاء استالمه‬ ‫للسلطة هي الحكم على نجاحه او فشله‪...‬‬

‫د‪ .‬براء السراج @‬ ‫ماندمت على شيء ندمي على يوم من أيام تدمر لم‬ ‫أصبر فيه على بالء ذلك اليوم فتأففت من قدري‪ .‬الصبر‬ ‫في تدمر وليس عندما تصبح في هارفارد ياهذا!‬


‫الثالثاء | ‪ 20‬آب ‪2013‬‬

‫«استخدمنا وال تستبدلنا»‪..‬‬ ‫مكتب االستشارات األمنية للثوة ‪ /‬عهد الشام‬

‫السنة الثانية | العدد ‪39‬‬

‫األخــيــرة‬

‫‪16‬‬ ‫‪16‬‬

‫بس سريعة ولساعات‪ ..‬والله اشتقتلهن واشتقت ألقعد معهن‪ ..‬اشتقت لطبخ‬ ‫ماما‪ ،‬اشتقت لغرفتي‪ ،‬اشتقت لهوا الشام‪ ..‬الله يفرج بس‬ ‫ عليا‪ :‬طولي بالك حبيبتي‪ ،‬بتفرج إن شاء الله‪..‬‬‫ رانيا‪ :‬عم ف ّكر انزل عالعيد على بيتنا‪ ..‬األمن صرلو فترة ما إجى وال سأل عني‬‫ عليا‪ :‬وبركي البيت مراقب !!؟؟‪ ..‬بيجوز حاطين مين يراقبه لتجي إنتي ويفوتو‬‫يداهمو‬ ‫ رانيا‪ :‬أنا تعبانة كتير ومحتاجة شوف أهلي‪ ..‬نازلة وشو ما بدو يصير يصير‪،‬‬‫بدهن يجو أهال ًوسهال ً !!‪ ..‬بعدين كلها يومين تالتة‪ ،‬وإزا لقيت الوضع أمان‬ ‫رح إبقى أسبوع‬ ‫يحميك‬ ‫ عليا‪ :‬طيب‪ ،‬طمنينا ع ِنك كل يوم‪ ..‬الله‬‫ِ‬

‫بدأت صداقتنا منذ بداية الثورة‪ ..‬حيث لم أدَع مظاهر ًة سلمية ً أو تشييع ًا لشهي ٍد‬ ‫لم أشارك به‪ ،‬وفي ّ‬ ‫كل م ّر ٍة كنت ألمح فتا ًة في العشرينات من العمر‪ ،‬تحمل‬ ‫من الجرأة واإلقدام ما لم أشاهده عند العديد من الشباب!!‪ ..‬لم تكن تخاف من‬ ‫االعتقال‪ ،‬بل كانت تندفع مع صديقاتها لتخليص الش ّبان من إيدي األمن في‬ ‫اكتراث لما سي ِح ّل بها‪ ..‬فاعتقالها لم يزِدها إال عزم ًا وإصرار ًا‬ ‫حال اعتقالهم‪ ،‬دون‬ ‫ٍ‬ ‫شاءت األقدار أن نجتمع مع بعضنا‬ ‫في مشوارها للدفاع عن الحقّ ورفع كلمة الله‪ِ .‬‬ ‫مشترك ونصبح صديقتَي ِن مق ّربتَين‪ ،‬ورغم مضايقات األمن ****‬ ‫عمل‬ ‫ٍ‬ ‫في أكثر من ٍ‬ ‫ذهبت إلى منزل أهلها وتم ّكنت من البقاء معهم طيلة أ ّيام العيد الثالثة بسالم‬ ‫لها وتل ّقيها ألكثر من تهدي ٍد لم تتوقف يوم ًا عن العمل‪.‬‬ ‫شخص وع ّرف عن نفسه بأنّه من طرف‬ ‫ٍأمان ٍ لكن‪ ..‬وفي اليوم الرابع‪ ،‬اتّصل بها ٌ‬ ‫****‬ ‫َ‬ ‫مستعجل ٍة منها‪..‬‬ ‫أغراض‬ ‫َ‬ ‫أحد األشخاص المعروفين‪ ،‬وبأنّ األخير أرسله إلحضار ٍ‬ ‫غريب ولم ت ْرتَح لهذا اللقاء‪ ،‬ولكنّ خوفها من أن تخذل هذا‬ ‫شع َر ْت (رانيا) بشي ٍء ٍ‬ ‫م ّر ًة‪ ..‬ونحن عائدتان من إحدى المظاهرات الخطرة‪..‬‬ ‫وبأمس الحاجة لألغراض جعلها تخرج وال تبالي‪ ،‬وما‬ ‫ عليا‪ :‬رانيا عم خاف عليكي‪ ،‬مشان الله ديري بالك على حالك‪ ..‬هدول ما معهن الشخص إن كان صادق ًا‬‫ّ‬ ‫العسكري يتر ّبصون لها‬ ‫بالزي‬ ‫ّ‬ ‫وأنت صار الزم تنتبهي أكتر‪ ،‬وعاألقل تجهزي جواز سفرك‪ ،‬ما بتعرفي شو إن خرجت من المنزل حتى كان عد ٌد من الرجال ّ‬ ‫لعبة‪ِ ،‬‬ ‫بالمرصاد !!‪ ..‬اعتقلوها‪ ..‬واقتحموا منزلها‪ ..‬ثم صادروا األجهزة اإللكترونية م ّما‬ ‫بيصير فجأ ًة!!‪ ..‬على األقل بتطلعي من البلد بسرعة‪.‬‬ ‫وكانت الصدمة‬ ‫تمض ساعتان حتى تل ّقى أهل (رانيا) اتصا ًال‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫ رانيا‪ :‬مستحيل !!‪ ..‬أنا ما بطلع من الشام‪ ..‬لما اتضايق كتير من الوضع األمني غال ثمنه‪ ..‬لم ِ‬‫الكبرى‪ ،‬أنّ من اعتقل ابنتهم لم يكن رجال األمن كما ظنّوا بل هم ش ّبيحة ٌ تعمل‬ ‫وقتها بطلع على المناطق المح ّررة بالريف‪ ،‬بس ب ّرا الشام ما بطلع !!‪.‬‬ ‫جواسيس منتشرة ٌفي المنطقة المح ّررة التي انتقلت إليها‬ ‫ عليا‪ :‬بس أنت شفتي شو صار بالناس يلي اع ُت ِقلوا من قبل‪ ..‬تجربة االعتقال لدى النظام‪ ،‬ولهم‬‫ُ‬ ‫مؤخر ًا‪ ،‬استطاعوا جمع بعض المعلومات عنها ومراقبتها‪ ،‬ومن خالل بعض‬ ‫ما عادت متل أ ّول‪..‬‬ ‫معلومات‬ ‫وجهوها ألهالي المنطقة والجيران تمكنوا من معرفة‬ ‫ رانيا‪ :‬حبيبتي‪ ،‬أنا مشروع شهيد‪ ..‬مالي خايفة طالما عم قول الحق‪ ،‬وغير يلي األسئلة التي ّ‬‫ٍ‬ ‫الله كاتبه ما بيصير‪ ..‬الله يستخدمنا وال يستبدلنا‪ ..‬طول ما عم اشتغل فأنا كافي ٍة عن (رانيا)‪ ..‬طلب الخاطفون فدية ًمالية ًكبرى من األهل‪ ،‬وبم ّد ٍة قصير ٍة‬ ‫جد ًا استطاع األهل تأمين الفدية بالوقت المحدّد‪ ،‬ولكنّ هذا لم يكن كافي ًا‪..‬‬ ‫منيحة‬ ‫عام ٌ‬ ‫كامل‪ ،‬وحتّى اآلن ال أحد‬ ‫أنت من العالم المنيحة يلي فالخاطفون لم يعيدوها !!‪ ..‬وقد مضى على ذلك ٌ‬ ‫ عليا‪ :‬ما فيني قلك غير الله يحميكي ويعمي عنك‪ِ ..‬‬‫يستطيع أن يعرف ماذا جرى ؟‪ ..‬أو أين هي ؟‪ ..‬وما هو مصيرها ؟‪..‬‬ ‫منحتاجها لمرحلة التعمير‪ ،‬وإن شاء الله منحتفل بالنصر سوا‪..‬‬ ‫ رانيا‪ :‬ال !!‪ ..‬شو تعمير ونصر ؟؟‪ ..‬الله يكتبلي الشهادة‪ ..‬مابدي إبقى لوقتها ****‬‫ٌ‬ ‫قليل من الحذر والتزام اإلجراءات األمنية في المناطق المح ّررة كان كفي ًال بأن‬ ‫****‬ ‫ليح ّل بد ًال عنها العمل المس ّلح واإلسعافات ُيبقي صديقتي في ب ّر األمان ويب ِعد عنها هذا المصير المجهول‪.‬‬ ‫بدأت المظاهر السلم ّية بالتو ّقف ُ‬ ‫ِ‬ ‫لمناطقَ‬ ‫كبير ٍة من الغوطة الشرقية‪ ،‬واتّجه‬ ‫األولية‪ ..‬فقد وصل نفوذ الجيش الحر‬ ‫كثي ٌر من الث ّوار إ ّما لحمل السالح أو االلتحاق بدورات اإلسعاف للمساعدة بمداواة‬ ‫الجرحى‪ ،‬في ّ‬ ‫ظل انعدام المشافي ورفض العديد من األطباء المساعدة‪ ،‬كما اتّجه‬ ‫البعض لتأمين المستلزمات الط ّبية واإلغاثية‪ ..‬وبدأت ق ّوات األمن بمالحقتهم‪،‬‬ ‫فهو يريد لسكان هذه المناطق الموت‪ ..‬اع ُت ِق َلت فتاة ٌ كانت تعمل معنا‪ ،‬وتحت‬ ‫َ‬ ‫مشاكل أمنية ً‪ ،‬حيث ت ّم تعميم‬ ‫ضغط التعذيب اعترفت بأسمائنا‪ ،‬ما س ّبب لنا‬ ‫ضغط من عائلتي‪-‬‬ ‫أسمائنا على الحواجز ومداهمة منازلنا جميع ًا‪ ..‬أنا ‪-‬وتحت ٍ‬ ‫سافرت إلى خارج البالد‪ ،‬أ ّما «رانيا» فلم تتق ّبل فكرة السفر‪ ،‬واتّجهت إلى إحدى‬ ‫المناطق المح ّررة التي اعتادت زيارتها سابق ًا لمشاهدة األحوال على أرض‬ ‫أمني‪.‬‬ ‫الواقع‪ ،‬ولكن انتقلت إلى هناك تحت اسم ٍمستعار ٍخوف ًا من ّأي اختراق ٍ ّ‬ ‫****‬ ‫ عليا‪ :‬كيفك ؟؟‪ ..‬طمنيني ع ِنك‪ ..‬اشتقتلك وللصبايا كتير‬‫‪ -‬رانيا‪ :‬الحمد لله بخير‪ ..‬من تالت شهور مستق ّرة هون‪ ،‬وعم إنزل زيارة لبيت أهلي‬

‫جريدة عهد الشام ‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫شهريا‬ ‫مؤقتا نصف‬ ‫أسـبوعية ثوريّـــة مستـقلة ‪ -‬تصدر‬ ‫تأسست عام ‪ - 2012‬تصدر من دمشق‬

‫للتواصل وتصفح األعداد‪:‬‬ ‫‪Email: ahed.alsham@gmail.com‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.