عــهــد الـشـام || العدد الـ 31

Page 1

‫‪31‬‬

‫على عهد الشهداء ‪..‬‬ ‫ ‬

‫‪www.facebook.com/Ahed.alsham‬‬

‫أسـبوعية ثوريّـــة مستـقلة ‪ -‬تصدر مؤقتاً نصف شهرياً‬

‫السنة الثانية ‪ -‬الجمعة ‪/15 -‬آذار ‪2013‬‬

‫‪ FRIDAY 15 MARCH - 2013‬‬

‫األسد يعلن الجهاد‪ ،‬بريطانيا وفرنسا يتجهان نحو تسليح «المعارضة» ‪2‬‬ ‫خسائر بالمليارات بالقطاع الصناعي والمشافي تتحول لـ «غرف الموت»‬

‫ً‬ ‫شهيدا‬ ‫قناص مجمع الخدمات ببرزةيحصد ‪14‬‬

‫كلمة‪..‬‬

‫‪U‬‬

‫صرخة الغضب ‪ ..‬مألت دمشق من عتبات جامعها‬ ‫األموي وانطلقت عبر حاراتها دون توقف حتى‬ ‫اختلطت مع صوت المدافع وهدير الطيران ‪..‬‬ ‫عامان على ح ّرية الكلمة‪ ،‬خرجت من أفوا ٍه اعتادت‬ ‫أن تكم ّم‪ ،‬دفع السوريون ثمن حريتها أغلى‬ ‫مالديهم‪ ،‬لم يكونوا على علم بأن ثمن حرية تلك‬ ‫الكلمات هو ذاك الوطن بكل مافيه‪ ..‬وأنه عليهم‬ ‫أن يحتملوا ه ّد مابنوه من شباب وأبناء‪ ..‬وتدمير‬ ‫ما أقاموه من بنيان وأعمال ‪ ..‬كل ذلك كان ثمن ًا‬ ‫لتلك الكلمات‪..‬‬ ‫لم تكن مجرد كلمات‪ ،‬فتلك الهتافات التي عبرت‬ ‫حناجر السوريين يومها كتبت بالدّم الطاهر‪،‬‬ ‫وسطرت بأحرف من عرق المجاهدين ‪ ..‬فها نحن‬ ‫ُ‬ ‫اليوم نثبت للعالم أجمع بأن كلماتنا تستحق كل‬ ‫ما بذلنا ‪ ..‬فهي غالية بغالء دم الشهداء وطاهرة‬ ‫بطهر أنفاسهم‪ ..‬وقوية صلبة كما صبر المعتقلين‬ ‫رغم أنينهم‪..‬‬ ‫تحررت الكلمة في سوريا ولن تعود ألسرها‪..‬‬ ‫ستمضي في طريق طويل‪ ،‬لبناء أحالم الثورة‬ ‫النقية وإلعمار ما هدم بعزيمة االنتصار ‪.‬‬ ‫ ‬

‫‪6‬‬

‫فريق التحرير‬

‫ّ‬ ‫السوريين‬ ‫تأوهات‬ ‫بال مسكن !!‬

‫‪2‬‬

‫‪2011/3 - 25‬‬

‫‪4‬‬

‫الجامع األموي‬

‫عثرات على طريق‬ ‫الحكومة‬

‫‪6‬‬

‫العدالة االنتقالية‬ ‫طريق سوريا الجديدة‬

‫‪12‬‬

‫ضرب المقار األمنية‪..‬‬ ‫الغايــة والــوســيلــة‬

‫‪8‬‬

‫ّ‬ ‫تقدم مستمر‬ ‫ّ‬ ‫متجددة‬ ‫وتحديات‬

‫‪11‬‬

‫«غراس النهضة»‬ ‫نشاط إغاثي و بناء فكر‬

‫‪10‬‬

‫الحياة من رحم األنثى‬

‫‪7‬‬


‫الجمعة | ‪ 15‬آذار ‪2013‬‬

‫سيـاسـي ‪ -‬دولي‬

‫السنة الثانية | العدد ‪31‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬

‫أحداث‬ ‫الخطيب في شوارع سوريا‬

‫زار الشيخ معاذ الخطيب رئيس االئتالف‬ ‫الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية مطلع‬ ‫شهر آذار الجاري منطقتي جرابلس ومنبج‬ ‫المحررتين في الشمال السوري ‪ ,‬وقد التقى‬ ‫أثناء زيارته الوجهاء‪ ,‬كما قابل رؤساء وأعضاء‬ ‫الهيئة الشرعية ومجلس القضاء و اطلع على‬ ‫تدريبات الجيش الحر في المعسكرات والتقى‬ ‫بعض القادة الميدانيين والعسكريين‪.‬‬ ‫المعارضة تختلف على الحكومة‬

‫تج ّلى الخالف حول تشكيل الحكومة المؤقتة‬ ‫داخل أوساط المعارضة السورية للعلن‪ ،‬حيث‬ ‫تحدّثت مصادر عن نية الشيخ معاذ الخطيب‬ ‫«رئيس االئتالف» بتقديم استقالته تزامن ًا مع‬ ‫تأجيل االجتماع المقرر لبحث تشكيل الحكومة‬ ‫عدة مرات ليقرر عقده في ‪ 18‬من الشهر الجاري‪.‬‬ ‫وبين تشكيل «هيئة تنفيذية» أو «حكومة‬ ‫مؤقتة» تباينت طروحات المعارضة في‬ ‫ظل ما يعتبرونه عدم جدية الدول الداعمة‬ ‫للمعارضة بتقديم االعتراف السياسي‪ .‬وكانت‬ ‫الجامعة العربية في آخر اجتماع لها قررت‬ ‫منح االئتالف مقعد سورية في الجامعة بعد‬ ‫تشكيله لهيئة تنفيذية‪ ،‬وذلك في ظل حديث‬ ‫عن ضرورة تشكيل حكومة عاملة على األراضي‬ ‫المحررة من سورية لتفادي المزيد من الفوضى‪.‬‬ ‫حزب اهلل يتورط ‪..‬‬

‫أشارت صحيفة «نيويورك تايمز» األميركية‬ ‫إلى أن «تورط حزب الله المتزايد في الحرب‬ ‫السورية يجعل مصيره أكثر إرتباط ًا بمصير‬ ‫الرئيس السوري بشار األسد الذي يحاول دعمه»‪.‬‬ ‫وأكدت الصحيفة أن «وحدات الجيش السوري‬ ‫الحر نجحت خالل عملية مخططة في مدينة‬ ‫القصير بالقرب من الحدود اللبنانية في قتل‬ ‫علي حسين ناصيف‪ ،‬الذي إتضح فيما بعد‬ ‫أنه قائد كافة قوات حزب الله في سوريا‪،‬‬ ‫ويعكس مقتله مدى تورط حزب الله المسلح‬ ‫في الصراع السوري‪ ،‬الذي أصبح جلي ًا للغاية»‪.‬‬

‫األسد يعلن الجهاد !!‬ ‫في خطوة اعتبرت خطيرة من الناحية‬ ‫ ‬ ‫الشرعية‪ ,‬أصدر مجلس اإلفتاء األعلى التابع للنظام‬ ‫والذي يسيطر عليه حسون الموالي لبشار األسد فتوى‬ ‫يوم األحد تدعو المواطنين لالنضمام إلى الجيش‬ ‫واصفا ذلك بأنه «مسؤولية إيمانية ووطنية»‪.‬‬ ‫ودعا المجلس أفراد الجيش السوري الذين يخوضون‬ ‫«المعارك في الدفاع عن شعبنا وأمتنا بمراقبة‬ ‫الله عز وجل في جهادكم ودفاعكم عن سوريا‬ ‫رفع ًا لكلمة الله والحق في وطننا الغالي‪ ,‬وأضاف‬ ‫في بيان «نناشد شعبنا في سوريا للوقوف صفا‬ ‫واحدا مع جيشنا العربي السوري وقواتنا المسلحة‬ ‫وندعو أبناءنا للقيام بفريضة االلتحاق بالجيش‬ ‫العربي السوري»‪ ,‬وتكمن خطورة هذه الفتوى بأنها‬ ‫تعطي ضو ًء أخضر لقوات النظام كي تجبر الشباب‬ ‫على االلتحاق بخدمة العلم‪ ,‬وتوضح أن النظام‬ ‫الذي لطالما ادعى بأنه «قلعة العلمانية األخيرة‬ ‫في المنطقة» يعتمد على الورقة الدينية ويجيرها‬ ‫لمصلحته من باب اإلفالس السياسي‪.‬‬ ‫توضيح حول مفهوم التعبئة‬

‫تبع ذلك اإلعالن حملة من الجدل واإلشاعات في‬ ‫وسائل اإلعالم وصفحات الفيس بوك‪،‬تحدثت عن‬ ‫إعالن حالة النفير العام‪ ،‬ومن ثم رافقتها بيانات‬ ‫توضيحية من بعض المختصين قانوني ًا‪،‬لضبط تلك‬ ‫الحالة تبين مايترتب على تطبيق هذه المرحلة من‬ ‫الناحية القانونية‪،‬وليس ماتشهده البالد من ظروف‬ ‫يتجاوز معها نظام األسد أي قانون‪،‬كالبيان الذي‬ ‫أصدره المحامي «عالء السيد» أهم ماورد فيه وجود‬ ‫نوعين من التعبئة (العامة ‪ -‬الجزئية)‬ ‫األولـــى تعلن بــمــرســوم بعد مــوافــقــة مجلس‬ ‫الشعب‪،‬وتوضع بموجبه جميع إمكانيات البالد‬ ‫العامة والخاصة في خدمة المجهود الحربي‪،‬والتشمل‬ ‫التعبئة العامة المؤجل دراسي ًا‪،‬وال الوحيد المعفى‬

‫من الخدمة‪،‬وهي تشمل سحب اإلحتياط ممن خدم‬ ‫بالعسكرية سابق ًا‪ .‬والثانية تصدرمباشرة من «رئيس‬ ‫الجمهورية» دون الرجوع لمجلس الشعب‪،‬وتضع جزء‬ ‫من إمكانيات البالد العامة والخاصة لخدمة المجهود‬ ‫الحربي» وينتهي البيان بخالصة أنه لم يصدر أي‬ ‫مرسوم أو خبر رسمي يعلن حالة التعبئة‪ .‬العامة أو‬ ‫الخاصة‪.‬‬ ‫مابعد الفتوى !‬

‫حالة من السخرية واإلستهزاء طبعت أفراد المجتمع‬ ‫السوري حول هذه الفتوى فالجيش الــذي قتل‬ ‫عشرات اآلالف من األبرياء خالل سنتين وعمد‬ ‫على قصف المساجد والتعدي على جميع الرموز‬ ‫اإلسالمية‪،‬يتحدَث اليوم عن فرض الجهاد تحت‬ ‫رايته‪،‬وبحسب ردود أفعال الشعب السوري‪،‬فإن‬ ‫جيش األسد لم يكن ليلمح عن إعالن النفير العام إال‬ ‫بعد الضربات المتتالية التي تلقاها من الجيش الحر‬ ‫والتي سببت نقص ًا في مخزونه البشري‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلنشقاق عشرات اآلالف من الجنود عن جيش‬ ‫النظام منذ بداية الثورة‪،‬حتى أن الكثير من شباب‬ ‫الطائفة العلوية الذين يشكلون الغالبية ممن يعتمد‬ ‫عليهم جيش النظام‪،‬أصبحوا يفرون اليوم عن خدمة‬ ‫هذا الجيش رفض ًا للموت من أجل حكم «بشار‬ ‫األسد»‪،‬وليس ذلك فقط بل نقل عن مراسل الجزيرة‬ ‫«أحمد زيدان»المتواجد في دمشق أن أعداد كثيرة‬ ‫من الشباب سارعت لإللتحاق بالجيش الحر بعد‬ ‫سماعهم بهذه الفتوى تلبية لما يعتبرونه بالجهاد‬ ‫الحقيقي‪.‬‬ ‫مواقف وتصريحات‬

‫فرنسا تميل نحو بريطانيا‬

‫قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس يوم‬ ‫الخميس إن فرنسا وبريطانيا ستدعوان الجتماع‬ ‫باالتحاد األوروبــي وربما يكون ذلك قبل نهاية‬ ‫مــارس اذار لبحث رفع الحظر عن تقديم السالح‬ ‫للمعارضة السورية‪ .‬وقال فابيوس متحدثا إلذاعة‬ ‫فرانس انفو «علينا أن نتحرك بسرعة كبيرة‪ .‬من‬ ‫المفترض أن يبحث األوروبيون هذه المسألة خالل‬ ‫عدة أسابيع لكننا سنطلب نحن والبريطانيون تقديم‬ ‫موعد ذلك االجتماع‪».‬‬

‫كيري ‪« :‬على المعارضة الجلوس للتفاوض»!!‬

‫قال وزيــر الخارجية األميركي إن ما تريده أميركا‬ ‫والعالم هو وقــف القتل في سوريا‪ ،‬مضيف ًا أن‬ ‫المطلوب هو «جلوس الرئيس السوري بشار األسد‬ ‫والمعارضة السورية على طاولة التفاوض إلنشاء‬ ‫حكومة انتقالية»‪ ،‬بحسب اإلطار الذي تم التوصل‬ ‫إليه في جنيف‪ .‬وخــال مؤتمر صحفي جمعه مع‬ ‫نظيره النروجي‪ ،‬أكد جون كيري استمرار واشنطن‬ ‫في «الضغط على نظام األسد للجلوس على طاولة‬ ‫المفاوضات والتوصل إلى حكومة انتقالية»‪.‬‬

‫بريطانيا خارج سرب االتحاد األوروبي‬

‫لفت رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وخالل جلسة‬ ‫استماع أمام لجنة برلمانية في لندن إلى أن بالده يمكن أن‬ ‫تنأى بنفسها عن الحظر على األسلحة الذي يفرضه االتحاد‬ ‫االوروبي‪ ،‬وذلك عبر تزويد المعارضين السوريين سالحا‪.‬‬ ‫وقال كاميرون «لم نتخذ بعد قرار» تسليم أسلحة‪ ،‬ولكن‬ ‫إذا قرر االتحاد االوروبي المنقسم أصال حول هذه المسالة‬ ‫عدم تسليح المعارضين السوريين «فإن نتحرك بحسب‬ ‫ما نراه مناسبا ليس أمرا مستحيال»‪ .‬وأضاف «ما زلنا بلدا‬ ‫مستقال‪ ،‬يمكننا أن نتبنى سياسة خارجية مستقلة»‪.‬‬


‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬

‫مـحـلـيـات‬ ‫الخطر القادم من الغوطتين‬

‫استمر جيش األســد بمحاوالته لتهدئة‬ ‫الوضع العسكري في المناطق الجنوبية‬ ‫من دمشق بطلبات الهدنة المتكررة‪،‬‬ ‫مقابل مواجهة الخطر القادم من الغوطة‬ ‫الشرقية‪ ،‬وخاصة من منطقة جوبر‪ ،‬فبعد‬ ‫تحرير حواجز المتحلق الجنوبي في الغوطة‬ ‫الشرقية‪ ،‬استمر تقدم الجيش الحر بشكل‬ ‫تدريجي نحو العاصمة دمشق حتى أصبح‬ ‫على مسافة قريبة من «سوق الزبلطاني»‬ ‫وساحة العباسيين‪ ،‬كما طالت قناصة‬ ‫األخير وقذائفه مجمع (‪)8‬آذار ع ِدة مرات‪،‬‬ ‫والــذي يعتبر من أهم النقاط العسكرية‬ ‫لجيش األســد على مداخل دمشق‪ ،‬ومن‬ ‫الجهة األخ ــرى تفرض كتائب الثوار‬ ‫سيطرتها على مخيم اليرموك وربما تكون‬ ‫األنظار موجهة في األيام القادمة إلى حي‬ ‫الميدان بعد أن أصبحت اإلشتباكات تسمع‬ ‫بوضوح في الحي من «ساحة البطيخة»‬ ‫وحينها سيزيد من حجم الخناق على‬ ‫نظام األسد في دمشق ويقرب من المعركة‬ ‫المنتظرة والخطر القادم من الغوطتين‬ ‫الشرقية والغربية‪.‬‬

‫إيران تسعف قوات النظام‬

‫أوضح السفير اإليراني بدمشق «محمد‬ ‫رضا شيباني» أن (‪ )15‬سيارة إسعاف‬ ‫بكامل التجهيزات ستقدم من إيران إلى‬ ‫«وزارة الصحة» السورية خالل االسبوعين‬ ‫القادمين‪ ،‬بهدف سد جزء من احتياجات‬ ‫منظومة اإلسعاف من هذه السيارات‪.‬‬ ‫وبحسب الناشطين في دمشق فإن قوات‬ ‫األســد استنزفت قــدرات وزارة الصحة‬ ‫والمشافي الحكومية حيث استخدمت‬ ‫سيارات اإلسعاف التي كانت مخصصة‬ ‫للمواطنين لخدمة الجيش النظامي وإسعاف‬ ‫القتلى والجرحى من المعارك الدائرة يومي ًا‬ ‫على ع ِدة جبهات في دمشق ضد كتائب‬ ‫الجيش الحر‪ ،‬وأعنف تلك الجبهات (جوبر‬ ‫ داريا) مايتطلب دعم ًا يسد النقص في‬‫المجال اإلسعافي الذي تقوم إيران حليف‬ ‫األسد بتقديمه‪.‬‬

‫الجمعة | ‪ 15‬آذار ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪31‬‬

‫قناص برزة ‪ ..‬وقرابين األسد‬ ‫عهد الشام ‪ -‬مراسلين‬

‫منذ انــدالع الثورة من حوالي العامين‪،‬‬ ‫ ‬ ‫والقناصة تعد من اهم األسلحة المستخدمة في حرب‬ ‫نظام بشار األسد ضد شعبه‪ ،‬وحازت نسبة كبيرة من‬ ‫ضحاياه‪ ،‬بين رجال ونساء وأطفال وشيوخ‪ ،‬يتمركز‬ ‫عال ويتصيد عبر منظار قناصته أي‬ ‫سطح ٍ‬ ‫حاملها على ٍ‬ ‫قتل أو تسلية‪،‬‬ ‫بغاية‬ ‫إما‬ ‫حيوان‪،‬‬ ‫حتى‬ ‫حركة إلنسان أو‬ ‫ٍ‬ ‫وبضغطة صغيرة على زنادها باتجاه جسد الضحية‪،‬‬ ‫بطلقة تدمي وتقتل‪.‬‬ ‫لقناص مجمع الخدمات ببرزه في دمشق رواية ملحمية‬ ‫مع أهل الحي‪ ،‬بدأت أحداثها عند قنصه للطفلة «اسراء‬ ‫يونس» التي لم تتجاوز األحد عشر عام ًا‪ ،‬من شرفة منزلها‬ ‫في شهر نيسان من العام ‪ ،2011‬وازدهــرت في كل‬ ‫سبت مع قنصه لعد ٍد كبيرٍ من الشباب في تشييع شهداء‬ ‫ٍ‬ ‫مظاهرات كل جمعة أمثال «مرفق سليمان» مهندس‬ ‫الزراعة « و»ميسون الريس» ‪ ،‬وبلغت ذروتها الشهر الماضي‬ ‫حيوات ألشخاص خارجين لعملهم في‬ ‫يوم اغتياله أرب َع‬ ‫ٍ‬ ‫طفل‬ ‫روح‬ ‫إليهم‬ ‫انضمت‬ ‫حتى‬ ‫انتهى‬ ‫ما‬ ‫الذي‬ ‫بداية النهار‬ ‫ٍ‬ ‫في الخامسة عشر من عمره خارج ًا من مدرسته‪.‬‬

‫الخدمات وغيره من القناصة المنتشرين على أطراف حي‬ ‫برزه الخارجية‪ ،‬وراح ضحية هذا الجنون أح َد عشر شهيد ًا‬ ‫بينهم شهيدتين «سهى حيبا» و»ربا كريم»‪ ،‬والعديد‬ ‫من الجثث التي ما تزال ملقاة في الطريق لتعذر الوصول‬ ‫استهداف القناص لكل من يحاول االقتراب‪.‬‬ ‫إليها بسبب‬ ‫ِ‬

‫ال يفرق القناص في انتقاءه لضحاياه من المدنيين بين‬ ‫مؤي ٍد للثورة او لنظام بشار األسد‪ ،‬بين صغير أو كبير‪ ،‬ويوم ًا‬ ‫بعد يوم تزداد ضحايا هذا السالح‪ ،‬وتتغير استراتيجية‬ ‫استخدامه‪ ،‬فقد لوحظ مؤخر ًا استهداف القناص الجزء‬ ‫ٌ‬ ‫أيام من ذكرى الثور ِة الثانية‪ ،‬السفلي من جسد اإلنسان بغرض إصابته بشلل دائم‬ ‫فصل جدي ٌد بدأ قبل ثالثة ٍ‬ ‫إلى‬ ‫زحفها‬ ‫الحر‬ ‫السوري‬ ‫الجيش‬ ‫كتائب‬ ‫من‬ ‫د‬ ‫عد‬ ‫إعالن‬ ‫مع‬ ‫ٍ‬ ‫سجل خالل الثورة أكثر من \‪ \750‬حاله‬ ‫وقد‬ ‫حياته‪،‬‬ ‫في‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫تضييق‬ ‫مع‬ ‫ا‬ ‫طرد‬ ‫النظام‬ ‫جنون‬ ‫فازداد‬ ‫«دمشق»‪،‬‬ ‫العاصمة‬ ‫إصابة من هذا النوع‪ .‬برصاص قناص‪.‬‬ ‫الخناق عليه‪ ،‬ومعه ازداد بطش وعشوائية قناص مجمع‬

‫ش ــاه ــد ع ـ ـيـ ــان‪ :‬الــمــش ــاف ــي غ ــرف‬ ‫ل ـل ـمــوت وم ـص ـيــر ال ـج ـثــث مجهول‬ ‫ذكــر أحــد شهود عيان من مشفى المجتهد‬ ‫المصير المخيف الذي تتعرض له جثث الجيش‬ ‫النظامي‪ ،‬نتيجة اإلهمال والتكديس وأعداد‬ ‫القتلى المتزايدة التي تصل إلى المشفى‬ ‫حصيلة اإلشتباكات الدائرة مع الجيش الحر‬ ‫في المناطق الساخنة يومي ًا‪ ،‬غالب ًا تترك الجثث‬ ‫فترة طويلة ملقاة واليتم التعرف على ذويها‪،‬‬ ‫ومن ضمن ماوصف الشاهد م‪.‬س عن ذلك‬ ‫الوضع قائ ًال «واألشنع كان عند لجوئي ألحد‬ ‫النوافذ الستنشاق بعض الهواء‪ ،‬كان رؤيتي‬ ‫لبعض القطط تأكل من جثث أخــرى ملقاة‬ ‫خارج المبنى داخل أسوار المشفى من الجهة‬ ‫الخلفية المقابلة تقريب ًا لمسجد الحيواطية‪،‬‬ ‫وكان جواب المرافق لي عنهم بأنهم أشخاص‬ ‫تم احضارهم للمشفى‪ ،‬ولم يتعرف عليهم أحد‬ ‫حتى اآلن» و ُيذكر أن مشفى المجتهد وغيرها‬ ‫من المشافي الحكومية كانت تعرف قبل‬ ‫الثورة بأنها من أكبر مشافي دمشق وأصبحت‬ ‫اليوم أحد مصادر األوبئة والموت واألمراض‪.‬‬

‫خسائر بالمليارات في القطاع الصناعي‬ ‫ً‬ ‫تضررا‬ ‫المنشآت الصغيرة والمتوسطة األكثر‬

‫دم َرت وحشية النظام في قمعه للثورة السورية‬ ‫ ‬ ‫البنية التحتية‪ ،‬والقطاعات االقتصادية كافة من معامل‬ ‫ومنشآت فالقذائف التي تنهال يومي ًا على المدن السورية‬ ‫لم تفرق بين مصنع ومنزل‪،‬وذكرت وزارة الصناعة معترفة‬ ‫بالخسائر التي لحقت بالمنشآت نهاية العام الماضي ‪2012‬‬ ‫والتي ق ِدرت بنحو ‪ 40.5‬مليار ليرة سورية‪ ،‬أي ما يعادل ‪420‬‬ ‫مليون دوالر بحسب سعر الصرف الزائد‪ ،‬شملت ‪ 26.7‬مليار ليرة‬ ‫كأضرار مباشرة‪ ،‬و‪ 13.7‬مليار ليرة (‪ 140‬مليون دوالر) كأضرار‬ ‫غير مباشرة‪ ،‬مايوضح مالحق بالحرفيين والصناعيين من أصحاب‬ ‫الورش والمعامل الصغيرة‪،‬خاصة أن نسبة عالية من هذه الفئة‬ ‫تعمل في مناطق الساخنة‪ ،‬والتي سعى جيش النظام لتدمير‬ ‫بنيتها‪ ،‬وهو ما يفتح الباب للسؤال عن مصير هذا القطاع الذي‬ ‫يشكل ‪ ٪ 95‬من مشروعات القطاع الخاص‪ ،‬وما بين ‪80 - 70‬‬ ‫‪ %‬من مشروعات القطاع العام‪ ،‬ويسهم بأرقام مرتفعة في‬ ‫الناتج المحلي والدخل‪ .‬عوض ًا عن ذلك فإن الكثير من هؤالء‬ ‫التجار والصناعيين في تلك المناطق الساخنة كريف دمشق‬ ‫صدرت بحقهم إجراءات لحجز أموالهم وأصبحوا مطلوبين بسبب‬ ‫دعمهم باألموال للجيش الحر‪.‬‬


‫الجمعة | ‪ 15‬آذار ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪31‬‬

‫تحقيق ‪ -‬الغالف ‪4‬‬ ‫‪4‬‬

‫ثوار دمشق‪« ..‬المهمة المستحيلة»‬

‫عامان والثورة مستمرة‪ ،‬تحديات ومخاطر ومجاالت نشاط مختلفة‬ ‫تحقيق ‪ -‬مراد السوري‬ ‫عهد الشام | خاص‬

‫يحيي السوريون المعارضون اليوم‬ ‫الذكرى السنوية الثانية إلندالع‬ ‫وقت تستمر فيه قوات‬ ‫الثورة‪ ،‬في‬ ‫ٍ‬ ‫األسد بقتل المدنيين من أطفال‬ ‫وشباب وشيوخ‪ ،‬وتزرخ المدن تحت‬ ‫وطأة القصف الذي غ ّير مالمحها‬ ‫و إيقاع الحياة فيها‪ ،‬ومع تصاعد‬ ‫وتيرة اإلشتباكات وتقدم الجيش‬ ‫السوري الحر على أكثر من جبهة‪،‬‬ ‫تصاعدت معه قبضة النظام األمنية‬ ‫الذي قسم المدن التي يسيطر عليها‬ ‫ً‬ ‫معلنا‬ ‫إلى أحياء منفصلة عن بضعها‪،‬‬ ‫إياها مناطق عسكرية ولو كان ذلك‬ ‫بشكل غير مباشر‪.‬‬

‫ولم تكن مدينة دمشق أفضل حا ًال من‬ ‫المدن السورية األخرى‪ ،‬فنظام األسد‬ ‫وكأنما حكم عليها باإلعتقال التعسفي‪،‬‬ ‫حيث تشهد المدينة وريفها يومي ًا أعمال‬ ‫قصف وهدم واعتقال ومداهمات‪ ،‬وعلى‬ ‫الرغم من ذلك فإن ناشطي المدينة لم‬ ‫يهدأوا يوم ًا‪ ،‬غير آبهين بحجم المخاطر‬ ‫التي تحيط بهم‪ ،‬حيث يعمل الناشطون‬ ‫كخاليا نحل‪ ،‬واصلين ليلهم بالنهار‪،‬‬ ‫وأمام هذا المشهد المعقد الذي يعيشه‬ ‫ناشطوا العاصمة‪ ،‬التقت جريدة «عهد‬ ‫الشام» بعدد منهم في دمشق وأعدت‬ ‫هذا التحقيق‪.‬‬ ‫دمشق‪ ..‬مدينة المخاطر للناشطين‬

‫يقول الناشطون في دمشق أن عملهم‬ ‫الحالي يشبه السير في حقل األلغام‪،‬‬ ‫عمل غير مدروس قد‬ ‫فأي خطو ٍة أو ٍ‬ ‫يكون نقطة نهاية في سطور حياتهم‪،‬‬ ‫فالمدينة محاصرة بأكثر من مئتين‬ ‫وخمسين حاجز عسكري‪ ،‬مهمتها‬ ‫اعتقال المطلوبين من النشطاء ومالحقة‬ ‫المتخلفين عن خدمة جيش األسد‪،‬‬ ‫التقينا بالناطقة باسم مجلس قيادة‬ ‫الثورة في دمشق باللغة اإلنكليزية «‬

‫مع العديد من الناس‪ ،‬حواجز ومراقبة‬ ‫على الهواتف واإلنترنت‪ ،‬وكل ذلك‬ ‫انعكس على إمكانية التنسيق بشكل‬ ‫جيد مع الناشطين اآلخرين‪ ،‬لذلك أصبح‬ ‫الناشط في دمشق‪ ،‬مضطر ًا إلى زيادة‬ ‫نسبة الحذر لديه‪ ،‬فالحرب بين النظام‬ ‫والناشطين « حرب دهاء «‪ ،‬ال سميا وأن‬ ‫أجهزة النظام تط ّور قدراتها منذ سنتين‬ ‫لتعقب ناشطي المدينة‪ ،‬وهي تستعين‬ ‫بالخبرات اإليرانية التي تمد لها يد‬ ‫العون‪ ،‬ولكن على الرغم من ذلك فإن‬ ‫سالحنا اآلن هو الصبر والعزيمة والثبات‪،‬‬ ‫لذلك أصبحنا نلجأ إلى اساليب بديلة‬ ‫أمان لنا‪.‬‬ ‫للتواصل‪ ،‬تكون أكثر ٍ‬

‫سوزان أحمد «‪ ،‬وقالت بإن الناشط في‬ ‫ٌ‬ ‫مستهدف في كل مكان‪ ،‬لكن في‬ ‫سوريا‬ ‫دمشق ماتزال قبضة النظام أقوى وله‬ ‫عيون منتشرة‪ ،‬مما يجعل الناشط عرض ًة‬ ‫لخطر اإلختراق واالستهداف بشكل‬ ‫أكبر‪ ،‬وتتشابه وجهة نظر الناشط في‬ ‫مجال األمن اإللكتروني « أبو عبدو « مع‬ ‫وجهة نظر « سوزان «‪ ،‬حيث ّأكد على‬ ‫زيادة الخطر على الناشطين في دمشق‪،‬‬ ‫كون النظام يحاول جاهد ًا أن يحافظ‬ ‫على الحياة الطبيعية في العاصمة‬ ‫ويخفي أي مظاهر للثورة‪ ،‬فدمشق‬ ‫هي المدينة الوحيدة التي ال يستطيع‬ ‫النظام االنسحاب منها‪ ،‬والمعركة‬ ‫الحاسمة ستكون في شوارعها‪ ،‬لذلك‬ ‫يعمد النظام إلى استهداف الناشطين «‬ ‫أصبح الناشط في دمشق‪،‬‬ ‫بشكل كبير‪.‬‬ ‫« حرب دهاء»‬

‫ونتيجة لتقسيم دمشق وتحويلها‬ ‫إلى مناطق معزولة عن بعضها أ ّثر‬ ‫ذلك على عمل الناشطين‪ ،‬وقلل من‬ ‫إمكانية تنسيق العمل بينهم بشكل‬ ‫شخصي‪ ،‬حيث قالت عضو مكتب‬ ‫دمشق اإلعالمي « لينا الشامي «‪،‬‬ ‫بتنا نعاني من التضييق على حركاتنا‬ ‫كناشطين‪ ،‬وانقطع تواصلنا بشكل كبير‬

‫مضط ًرا إلى زيادة نسبة الحذر‬ ‫لديه‪ ،‬فالحرب بين النظام‬ ‫والناشطين « حرب دهاء»‬ ‫السميا أن أجهزة النظام‬ ‫تطور منذ سنتين قدراتها‬ ‫لتعقب ناشطي المدينة‪،‬‬ ‫و تستعين بالخبرات اإليرانية‬ ‫التي تمد لها يد العون‬

‫»‬

‫الرصاص والكاميرا واحد ‪..‬‬

‫لم تعد قوات نظام األسد تفرق بين‬ ‫« كالشينكوف « و « كاميرا تصوير «‪،‬‬ ‫سالح قاتل‪،‬‬ ‫فكالهما في نظر النظام ٌ‬ ‫يستوجب قتل صاحبه أو اعتقاله‬ ‫وإهانته‪ ،‬ومنذ بداية الثورة استهدف‬ ‫النظام العديد من المراكز اإلعالمية‬ ‫في ريف دمشق‪ ،‬كما حصل في المركز‬ ‫اإلعالمي لحي السيدة زينب‪ ،‬وذلك‬ ‫إلسكات صوت الحقيقة وتكذيب‬ ‫جماعات‬ ‫إدعاءات النظام‪ ،‬بأنه يقاتل‬ ‫ٍ‬ ‫إرهابية تستهدف أمن المدنين العزل‪،‬‬ ‫وبحسب ناشطين فإن الناشط اإلعالمي‬ ‫غالب ًا ما ُيعدم ميداني ًا‪ ،‬أو ُيعذب في‬ ‫أقبية النظام حتى الموت‪ ،‬عقاب ًا له‬ ‫على تصوير قذائف األسد وهي تفتك‬ ‫أجساد المدنين العزل‪ ،‬الناشط « إبراهيم‬ ‫« قال بإن النظام له عقليته الخاصة‬ ‫بالتعامل مع الناشط‪ ،‬وأحيانا يكون‬ ‫عقابه أكبر من عقاب حامل السالح‪ ،‬ألن‬ ‫قوات األسد ربما تنظر إلى الثائر المسلح‬ ‫على أنه قد غرر به ‪ ،‬أما الناشط الذي‬ ‫ُيصور ويشارك في الجانب اإلعالمي‬ ‫بالثورة‪ ،‬فهو بنظر النظام سجين رأي‪،‬‬ ‫ويضيف « إبراهيم» عندما أصدر االسد‬ ‫قرار ًا « بالعفو» عن بعض المساجين‪،‬‬


‫‪ 5‬تحقيق ‪ -‬الغالف‬

‫الجمعة | ‪ 15‬آذار ‪2013‬‬

‫‪5‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪31‬‬

‫وبحسب تقرير اللجنة السوري لحقوق‬

‫اإلنسان‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪« ،2013/8/1‬‬

‫فإن اللجنة وثقت مقتل أكثر من سبعة‬ ‫وعشرين ناشط إعالمي باالسم في مدينة‬ ‫دمشق وريفها‪ ،‬إضافة إلى وجود أسماء‬ ‫كثيرة لم توثق بسبب رفض ذويهم ذكر‬ ‫اسمائهم‪ ،‬ويشير التقرير إلى وجود عشرات‬ ‫الناشطين الذين يخضعون يومي ًا للتعذيب‬ ‫في أقبنية السجون والمعتقالت‪.‬‬ ‫عمل محفوف بالمخاطر‬

‫يؤكد الناشط اإلعالمي « جمال» على أن‬ ‫العمل اإلعالمي اآلن خط ٌر للغاية‪ ،‬خصوص ًا‬ ‫عندما يكون الناشط على الخطوط األولى‬ ‫لإلشتباك وخاصة في المعارك التي تدور‬ ‫اآلن بدمشق وريفها‪ ،‬ويضيف « جمال‬ ‫«‪ ،‬بأن النظام يخشى من اإلعالميين‪ ،‬ألن‬ ‫وجود عين الحقيقة تعني كشف النظام‬ ‫وزيادة الضغوط عليه نتيجة إجرامه‪ ،‬وفي‬ ‫حال غابت التغطية اإلعالمية لمجريات‬ ‫االرض‪ ،‬فذلك يعني تكرارا لما حصل في‬ ‫عام ‪ 1982‬عندما أبيدت مدينة حماة‬ ‫بالكامل ولم تحصل أي ردة فعل‪ ،‬ألن‬ ‫الحقيقة غابت وقتها‪.‬‬ ‫من جهتها قالت الناشطة « سوزان‬ ‫أحمد»‪ ،‬إن عمل الناشط اإلعالمي في‬ ‫دمشق أصبح أكثر أهمية‪ ،‬لنقل صورة‬ ‫الواقع وصوت الداخل المخنوق‪ ،‬وعن سبب‬ ‫استهداف الناشطين اإلعالمين بشكل‬ ‫كبير‪ ،‬ترى سوزان بإن النظام يسعى إلخفاء‬ ‫جرائمه ويمنع توثيق الحقائق التي تدينه‪،‬‬ ‫ألنها قد تستعمل ضده الحق ًا في محكمة‬ ‫العدل الدولية‪ ،‬لمحاسبته على كل ما فعل‬ ‫وما انتهك من حقوق‪.‬‬ ‫وبينما تقود قوات االسد حربها العسكرية‬ ‫على األرض‪ ،‬فإنها تخوض أيض ًا حرب ًا‬ ‫إعالمية هدفها تشويه الحقائق‪ ،‬لذلك‬ ‫يسعى النظام من خالل منظومته اإلعالمية‬ ‫المحلية إلى تطبيق سياسة اإلعالم النازي‬ ‫في زمن هتلر‪ ،‬مطبق ًا لشعار « اكذب‬ ‫اكذب حتى يصدقك الناس «‪ ،‬ويساعده‬ ‫في ذلك وسائل إعالم الدول الحليفة‬ ‫لألسد‪ ،‬وفي هذا الصدد قالت الناشطة «‬ ‫لينا الشامي «‪ ،‬إن النظام كان يعتمد دوم ًا‬ ‫الصوت الواحد‪ ،‬وبالتالي فأي صوت آخر‬ ‫سيعتبره إهانة وكسر لسلطته‪ ،‬لذلك فإنه‬ ‫يوفر الماليين ليطور قنواته‪ ،‬وهو يستعين‬ ‫بالقنوات اإليرانية لتأتي إلى سوريا‬ ‫وتص ّور ما يريد النظام أن يريه للعالم‪.‬‬

‫إن النظام له عقليته الخاصة‬ ‫بالتعامل مع الناشط‪ ،‬وأحيانا‬ ‫يكون عقابه أكثر من‬ ‫عقاب حامل السالح‪ ،‬ألن‬ ‫قوات األسد قد تنظر إلى‬ ‫الثائر المسلح على أنه قد‬ ‫غرر به ‪ ،‬أما الناشط الذي‬ ‫يصور ويشارك في الجانب‬ ‫اإلعالمي بالثورة‪ ،‬فهو بنظر‬ ‫النظام سجين رأي‬

‫»‬

‫حصار وتجويع وتضييق‬

‫يص ُّر نظام األسد على أن تعاني المدن‬ ‫والبلدات الثائرة في دمشق وريفها‬ ‫األمرين‪ ،‬فلم تكتفي قواته بقصف‬ ‫المدن وارتكاب المجازر‪ ،‬إضافة إلى تهجير‬ ‫المدنين وحرق بيوتهم بعد سرقتها‪ ،‬بل‬ ‫تعمد إلى فرض حصار مطبق عليها‪،‬‬ ‫معتمد ًا أسلوب العقوبة الجماعية وتجويع‬ ‫المدنين الذين لم يجدوا ملجأ لهم خارج‬ ‫حدود بلداتهم‪ ،‬فاضطروا إلى الصمود‬ ‫تحت القصف‪ ،‬وهو ما دفع بالعديد من‬ ‫الناشطين للعمل في المجال اإلغاثي‪،‬‬ ‫لمساعدة الالجئين والقابعين تحت وطأة‬ ‫القصف‪.‬‬ ‫التقينا بالناشطة في مجال اإلغاثة‬ ‫«لونا»‪ ،‬وقالت بأن النظام تجاوز أبشع‬ ‫أنواع السادية في ممارسة السلطة‪ ،‬ليطال‬ ‫حتى العاملين في مجال إغاثة إخوتهم‬ ‫المنكوبين‪ ،‬ويتعرض لهم بالتضييق‬ ‫واالعتقال والمالحقة بل بالقتل والتنكيل‪،‬‬ ‫فأصبح من يحمل الغذاء كالمجرم وكأن‬ ‫الغذاء أصبح سالح ًا ُيقتل المرء من أجله‪.‬‬ ‫وتصف «لونا» الناشطين العاملين في‬ ‫اإلغاثة‪ ،‬بأنهم يحملون أرواحهم على‬ ‫أكتافهم في كل مرة يفكرون فيها أخذ‬ ‫سلة غذائية لعائلة مهجرة أو محتاجة‪،‬‬ ‫ويزداد العمل صعوبة بسبب انتشار‬ ‫الحواجز في شوارع دمشق‪ ،‬وهو ما يضطر‬ ‫الناشط ألن يسلك طريق ًا بعيد ًا عنها‪،‬‬ ‫إضافة إلى تقيسم حمولته من المواد‬ ‫اإلغاثية ألجزاء صغيرة موزعة على أكبر‬ ‫عدد من األشخاص‪ ،‬لكي تمر بسالم‬ ‫ودون إثارة شكوك قوات األسد‪ ،‬وأمام‬ ‫هذا المشهد تضيف « لونا « بأن العمل‬ ‫اإلغاثي في دمشق وريفها اآلن أصبح‬

‫جهاد ًا إلعالء كلمة اإلنسانية وطريق ًا‬ ‫الرتقاء المزيد من الشهداء‪.‬‬ ‫نزيف الدم ال يتوقف‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫وحرام على الناس الدواء‬

‫بدم بار ٍد‪ ،‬تختار قوات األسد للمدنيين‬ ‫« ٍ‬ ‫الموت البطي»‪ ،‬بهذه الكلمات بدأ الناشط‬ ‫في مجال الدواء « أبو حسن « حديثه‬ ‫لنا‪ ،‬حيث أكد بأن المدن التي تعاني‬ ‫اليوم من القصف‪ ،‬تفتقر للمواد والكوادر‬ ‫الطبية البسيطة‪ ،‬فالنظام يريد أن يؤذي‬ ‫أجسادنا وال يسمح لنا بمداواتها‪ ،‬فهو بين‬ ‫الحين واألخر يقصف ويداهم المشافي‬ ‫الميدانية‪ ،‬أما األطباء والناشطين في‬ ‫المجال الطبي‪ ،‬فغالبا ما يكون مصيرهم‬ ‫الموت‪ ،‬بتهمة الخيانة ومداواة عصابات‬ ‫إرهابية مسلحة‪.‬‬ ‫يشكو « أبو حسن «‪ ،‬نقص المواد الطبية‪،‬‬ ‫وصعوبة نقل األدوية بين أحياء دمشق‪،‬‬ ‫أو من داخل دمشق إلى ريفها‪ ،‬فاألحياء‬ ‫محاصرة‪ ،‬ومازال النظام يعتمد على‬ ‫المخبرين‪ ،‬وفي حال شاهدوك تحمل‬ ‫كرتونة أو حقيبة سوداء‪ ،‬فأنت أصبحت‬ ‫في دائرة الخطر واإلعتقال كما حصل‬ ‫مع بعض األطباء في أحد أرياف دمشق‪،‬‬ ‫حيث داهمت قوات األمن منزله واعتقلته‬ ‫بسبب « إخبارية « من أحد االشخاص‬ ‫المتعاونين مع أجهزة المخابرات‪ ،‬واتهموه‬ ‫بمد العصابات المسلحة بالدواء ‪.‬‬ ‫ويقول الناشطون بأن عدد ًا من الناشطين‬ ‫في مجال نقل وتوصيل الدواء‪ ،‬استشهدوا‬ ‫في أقبية التعذيب‪ ،‬كما حصل مع الناشط‬ ‫الشهيد « أنس العظمة «‪ ،‬الذي اتهمته‬ ‫قوات النظام بتمويل المشافي الميدانية‬ ‫باألدوية‪ ،‬فاعتقلته لمدة ثالثة أشهر‪ ،‬ذاق‬ ‫فيها أشد أصناف العذاب والتنكيل ما أدى‬ ‫إلى استشهاده‪.‬‬

‫«‬ ‫أصبح من يحمل الغذاء‬ ‫كالمجرم وكأن الغذاء أصبح‬ ‫سالح ُيقتل المرء من أجله‬

‫»‬

‫للمظاهرات السلمية صوت في دمشق‬

‫ومن بين أصوات الرصاص وغبار‬ ‫المعارك‪ ،‬وبينما يعلو صوت األسلحة‬ ‫على كل صوت‪ ،‬يص ًّر الناشطون على‬ ‫استمرار المظاهر السلمية للثورة‪ ،‬من خالل‬

‫المظاهرات التي مازالت حتى هذه االيام‬ ‫تُفاجئ قوات األمن في شوارع دمشق‪.‬‬ ‫يصف لنا الناشط « محمود « كيف‬ ‫يتغلب المتظاهرون السلميون على الحصار‬ ‫األمني المفروض عليهم‪ ،‬حيث يعملون‬ ‫على نظام الخاليا والمجموعات المغلقة‪،‬‬ ‫وليس بالضرورة أن يكون الجميع على‬ ‫معرفة ببعضهم‪ ،‬فهم يتبعون آلية معينة‬ ‫للتواصل فيما بينهم ورسم خريطة لمكان‬ ‫المظاهرة‪ ،‬مع اإلشارة إلى المخاطر التي‬ ‫قد تصادفهم أثناءها‪ ،‬وبعدها تخرج‬ ‫مظاهرات خاطفة تفاجئ الجميع وال‬ ‫تستمر أكثر من خمس دقائق‪ ،‬ويؤكد «‬ ‫محمود « على أن أهمية هذه المظاهرات‬ ‫باتت رمزية‪ ،‬ولكن غيابها بشكل كامل «‬ ‫مشكلة»‪.‬‬ ‫‪.......................‬‬ ‫يجمع الناشطون في دمشق وريفها‪ ،‬على‬ ‫أن عملهم قد يكلفهم أرواحهم‪ ،‬وأن‬ ‫لدمشق خصوصية أمنية وعسكرية تفرض‬ ‫عليهم مزيد ًا من المخاطر والحذر بالوقت‬ ‫نفسه‪ ،‬في حين يرى الناشط « براء الشامي‬ ‫« بأن الناشطون ال يختلفون باختالف‬ ‫أعمالهم‪ ،‬فالثورة ال تعني فقط السالح‬ ‫وأرض المعركة‪ ،‬بل هي ٌّ‬ ‫كل متكامل من‬ ‫عمل الجميع‪ ،‬في اإلغاثة والدواء واإلعالم‬ ‫والتظاهر وحمل السالح ‪.‬ف‬

‫بعد عامين‬

‫‪-‬‬

‫الشهداء في سوريا (‪)57434‬‬

‫دمشق‪:‬‬

‫ عدد الشهداء ( ‪)4446‬‬‫ الشهداء األطفال (‪) 258‬‬‫ عدد المعتقلين (‪) 4310‬‬‫ عدد المفقودين (‪) 276‬‬‫ الشهداء إعدام ميداني (‪) 941‬‬‫ريف دمشق‬

‫ عدد الشهداء ( ‪)12541‬‬‫ الشهداء األطفال (‪) 1013‬‬‫عددالمعتقلين(‪)10237‬‬‫ عدد المفقودين (‪) 309‬‬‫ الشهداء إعدام ميداني ( ‪)1998‬‬‫المصدر‪:‬‬ ‫مركز توثيق االنتهاكات في سوريا‬ ‫قاعدة بيانات شهداء الثورة السورية‬

‫ ‬ ‫ ‬

‫هذه األرقام حتى تاريخ ‪2013/3/9‬‬


‫الجمعة | ‪ 15‬آذار ‪2013‬‬

‫العدالة االنتقالية‬ ‫طريقنا لسوريا الجديدة‬

‫المحامية نورا غازي ‪ -‬عهد الشام‬ ‫ٌ‬ ‫مصطلح يتكرر سماعه في هذا‬ ‫العدالة االنتقالية‬ ‫ ‬ ‫ُ‬ ‫الوقت العصيب الذي نمر به حيث يرتكب من الجرائم ما لم‬ ‫عنف وساديةٍ ‪.‬فما‬ ‫يمر بعد على تاريخ البشرية بما تحمله من ٍ‬ ‫معنى هذا المصطلح ؟‬

‫العدالة االنتقالية هي مفهوم جديد وهو مجموعة من التدابير‬ ‫القضائية وغير القضائية التي قامت بتطبيقها ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫مختلفة‬ ‫دول‬ ‫من أجل معالجة ما ورثته من انتهاكات جسيمة لحقوق‬ ‫اإلنسان ‪ .‬وتتضمن هذه التدابير عدة نواحي منها ‪:‬‬ ‫‪ -1‬المالحقة القضائية تعني محاسبة المسؤولين عن تلك‬ ‫االنتهاكات وفق القوانين الدولية والوطنية بعيد ًا عن الثأر‬ ‫واالنتقام‪.‬‬ ‫‪ -2‬جبر الضرر الذي يشمل تعويضات مادية وتعويضات‬ ‫معنوية كاالعتذار العلني وإعالن يوم للذكرى ‪..‬‬ ‫‪ -3‬إصالح المؤسسات المختلفة في الدولة ( الجيش – القضاء‬ ‫– التعليم وغيرها)‬ ‫‪ -4‬لجان الحقيقة لتقصي الحقائق وكشف الجرائم ومرتكبيها‬ ‫ومحاسبتهم ‪.‬‬ ‫تكمن أهمية العدالة االنتقالية في تعويض الضحايا عن‬ ‫األضرار التي لحقت بهم وبالمجتمع بعيد ًا عن الحقد والثأر‬ ‫والفوضى والفلتان االمني ولمنع انتشار الجريمة وإعادة تاهيل‬ ‫الضحايا وإيفاء الواجبات وضمان عدم تكرار االنتهاكات ‪.‬‬ ‫وتبلور مفهوم العدالة االنتقالية في العقود الثالثة األخيرة‬ ‫عقب ظهور مجموعة من المفاهيم الديمقراطية‪ ،‬وهي تختلف‬ ‫عن العدالة التقليدية كونها تعنى بالفترات االنتقالية‬ ‫(االنتقال من حالة نزاع داخلي مسلح إلى حالة سلم – االنتقال‬ ‫من حكم سياسي استبدادي إلى حكم ديمقراطي – التحرر من‬ ‫احتالل أجنبي )‬ ‫وربما يعود الفضل إلى نيلسون مانديال في تطبيق هذا‬ ‫المفهوم عقب تحرر جنوب افريقيا عام ‪ 1994‬حيث بدأ‬ ‫بتطبيق مفهومها منذ أن كان في السجن ‪.‬‬ ‫ويشمل مفهومها المصالحة الوطنية بين األطراف المختلفة‬ ‫ليتم إعادة بناء الدولة على أسس شرعية قانونية تعددية‬ ‫ديموقراطية ‪.‬‬ ‫فلنحافظ على ثورتنا وأهدافها في الحرية والكرامة وبناء‬ ‫االنسان والمجتمع بعيد ًا عن األحقاد واالنتقام ولنبتعد عن كل‬ ‫محاوالت النظام لجرنا إلى دوامة العنف والفوضى‪.‬‬

‫اقتصاد ‪ -‬حقوق ‪6‬‬ ‫‪6‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪31‬‬

‫وما يزيد من تعقيد المشكلة صعوبة شحن‬ ‫المنتجات ‪-‬في حال توافرها‪ -‬فأغلب‬ ‫شركات الشحن أقفلت أبوابها‪ ،‬ومن تب ّقى‬ ‫منها يطلب أسعار ًا باهظة ً‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫تعامل حواجز األسد مع المواد الطبية على‬ ‫أنها “سالح”‪ ،‬فإذا كان الموزّع الذي يحمل‬ ‫| عهد الشام‬ ‫األدوية النظامية يحسب َ‬ ‫حساب قبل‬ ‫ألف‬ ‫ٍ‬ ‫بعد تض ّرر أو تدمير ‪ ٪55‬من المستشفيات أن يم ّر من إحدى هذه الحواجز‪ ،‬ثم يدفع “أتاو ًة”‬ ‫العامة و‪ ٪10‬من مراكز ّ‬ ‫فإن المواطن الذي يحمل أدوية ًمن‬ ‫الصحة العمومية‪ ،‬لقاء مروره‪ّ ،‬‬ ‫كامل على الحواجز‬ ‫وتع ّرض أكثر من ‪ 700‬صيدلي ٍة في ريف الصيدلية يتع ّرض‬ ‫لتحقيق ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫األسدية‪ ،‬وس ُيع َت َقل إذا لم ُيكن يحمل وصفة‬ ‫حكومي‪!!.‬‬ ‫مشفى‬ ‫ًطبيةً صادرةً عن ً‬ ‫ّ‬

‫تأوهات سوريا ‪..‬‬ ‫بال ُم ّ‬ ‫سكن!!‬

‫وأمام هذه الصعوبات والتحديات وآالم‬ ‫المرض‪ ،‬ال يجد المواطن السوري ُب ّد ًا من‬ ‫التوجه إلى البديل من السوق غير النظامية‬ ‫ّ‬ ‫و األدوية المهربة‪ ،‬والتي غالب ًا ما تكون‬ ‫غير مالئم ٍة لمدخول المواطنين‪ ،‬فض ًال عن‬ ‫الصحة‬ ‫عدم ضمانها كونها خارج رقابة ّ‬ ‫والمعنيين‪.‬‬

‫دمشق وحدها للسرقة والنهب أو‬ ‫التدمير «‬ ‫الكامل‪ ،‬وتجاوز خسائر ّ‬ ‫الصحي‬ ‫القطاع‬ ‫ّ‬

‫في سوريا السبعة مليارات لير ٍة سورية‪..‬‬ ‫أصناف معين ٍة من الدواء في‬ ‫بات نقص‬ ‫ٍ‬ ‫الصيدليات بدمشق أمر ًا شبه طبيعي‪،‬‬ ‫وأضحت الرفوف الفارغة في الصيدليات‬ ‫ُ‬ ‫تضاعف ألم من أتى باحث ًا عن ُمس ّكن‬ ‫آلالمه‪..‬‬

‫لجأت بعض المعامل إلى إيقاف‬ ‫تصنيع ما يزيد على ‪ ٪ 80‬من‬ ‫تسببه من‬ ‫أصناف األدوية‪ ،‬لما ّ‬ ‫لقلة موادها‬ ‫خسائر‬ ‫مادية تعود ّ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫األولية‪ِ ،‬ز ْد على ذلك قرار وزارة‬ ‫الصحة برفع أسعار األدوية ما‬ ‫بين‪٪ 1 00 - 40‬‬

‫ّأن هناك نقص ًا متزايد ًا في األدوية‬ ‫والمنتجات الصيدالنية الضرورية‪ ،‬كأدوية‬ ‫مات غذائي ٍة لألطفال‬ ‫السكر والضغط ومت ّم ٍ‬ ‫مضادات للسرطان ‪ ،‬إضافة ًإلى عدم‬ ‫و‬ ‫ٍ‬ ‫توافر المواد الخام‪ ..‬ويعود السبب في‬ ‫رئيسي إلى انخفاض اإلنتاج‪،‬‬ ‫بشكل‬ ‫ذلك‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫فأغلب معامل األدوية تقع في األرياف‬ ‫سواء ًا في حلب أو حمص أو دمشق‪ ،‬ونظر ًا‬ ‫لألوضاع األمنية فقد أغ ِلقَ معظمها بعد أن‬ ‫كانت تغطي‪ ٪90‬من االحتياجات المحلية‪،‬‬ ‫هذا وقد لجأت بعض المعامل إلى إيقاف‬ ‫تصنيع ما يزيد على ‪ ٪80‬من أصناف‬ ‫األدوية‪ ،‬لما تس ّببه من خسائ َر مادي ٍة تعود‬ ‫لق ّلة موادها األولية‪ ،‬زِ ْد على ذلك قرار‬ ‫وزارة الصحة األخير برفع أسعار األدوية‬ ‫بنسب تراوحت ما بين ‪ ٪100-40‬وتفوق‬ ‫ٍ‬ ‫اإلمكانيات الما ّدية لألفراد‪ ،‬األمر الذي ّأكده‬ ‫المجلس العلمي للصناعات الدوائية‪.‬‬

‫وك َمن يقتل القتيل ويسير في جنازته‪..‬‬ ‫أبدت الشركة الروسية «خمستا ندارت»‬ ‫استعدادها للتعامل مع سورية‪ ،‬وبيعها‬ ‫عدد ًا من المواد من ضمنها األدوية‪ !!.‬مؤكد ًة‬ ‫ّأن لديها إمكانيات التصدير إلى سورية في‬ ‫حال وجود رغب ٍة في التعامل مع الشركة‪،‬‬ ‫وجهه اتحاد غرف‬ ‫وذلك وفق‬ ‫كتاب ّ‬ ‫ٍ‬ ‫الصناعة‪ ،‬ثم يعود المدير العام لمؤسسة‬ ‫التجارة الخارجية «محمد حمود» ليؤكد أن‬ ‫كميات المستوردات من الجانب اإليراني قد‬ ‫بلغت ‪ 90‬طن ًا من األدوية حتى اآلن؛ في‬ ‫«الشعار» ذلك بأن‬ ‫الوقت الذي ب ّرر فيه‬ ‫ّ‬ ‫سورية تعاني من الحصار المفروض أوروبيا‪ً،‬‬ ‫ما أدى لضرورة تدارك األمر وتوفير هذه‬ ‫األدوية من جنوب إفريقية وروسيا وإيران‬ ‫والصين وبيالروسيا‪ ..‬وهذا كله ُيدفع من‬ ‫السوري وعلى حساب أوجاعه‬ ‫أموال الشعب‬ ‫ّ‬ ‫وآآلمه‪ ..‬فبي ٍد يداوون وبأخرى يقتلون !!‪.‬‬

‫تقاري ٌر ّ‬ ‫ٌ‬ ‫لمنظمة الصحة الدولية‬ ‫وتصريحات »‬ ‫ٌ‬ ‫الصحة السورية‪ ،‬ب ّينت‬ ‫متكررة لوزارة‬ ‫ّ‬


‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ ‬

‫رأي‬

‫الجمعة | ‪ 15‬آذار ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪31‬‬

‫عثرات على طريق الحكومة‬

‫محمد الجيروني ‪ -‬عهد الشام‬

‫ٌ‬ ‫كبيرة من سوريا غير‬ ‫أضحت أجزا ٌء‬ ‫خاضع ٍة لسلطة نظام األسد‪ ،‬والكتائب‬ ‫التي تحرر األراضي تباع ًا ليست مؤهلة‬ ‫كي تدير شؤون المناطق التي تدخل‬ ‫إليها‪ ،‬والتي تزيد نسبتها عن سبعين‬ ‫بالمئة ِمن سوريا‪.‬‬ ‫واآلن‪..‬وجراء كثرة النداءات في سبيل‬ ‫تحرك فعلي يمكن أن ُيحسب لالئتالف‬

‫حكومة انتقالية‪ ،‬تترتب عليه تبعات‬ ‫دولية أولها تضاؤل ثقة المحيط العربي‬ ‫بعد مضي أربعة أشهر على إنشائه‪ ،‬يدور والمجتمع الدولي بالمعارضة التي يزعم‬ ‫الحديث عن إنشاء حكومة انتقالية داخل‬ ‫سوريا في المناطق المحررة‪ ،‬ذلك أن حكومة أفرادها أنهم يمثلون الثورة السورية‪،‬‬ ‫منفى ليست قادرة على إدارة شؤون مناطق وترسيخ ًا لنظرية نظام األسد التي تقول‬ ‫بعبارة «األسد أو ال أحد» والتي تلخص‬ ‫بوضع حرج كالذي تمر به سوريا اآلن‪.‬‬ ‫ُطرح موضوع الحكومة االنتقالية أكثر عجز المعارضة عن إحداث أي أثر أو‬ ‫وطرحت أسماء عدة‪ ،‬امتالك زمام المبادرة من يد النظام الذي‬ ‫من مرة للنقاش‪ُ ،‬‬ ‫ِمنها ما كان مرتبط ًا بالنظام سابق ًا ثم حرص على أن يكون في واجهة الصورة‬ ‫انشق‪ ،‬ومنها من أعلن عداءه للنظام منذ دوم ًا مبرهن ًا عجز المجتمع السوري عن‬ ‫إنشاء كيان سياسي حر‪ .‬ولكن على الضفة‬ ‫بدء الثورة‪.‬‬ ‫األخرى‪ ،‬يمكننا تبرير موقف االئتالف‬ ‫في تاريخ الثاني عشر من كانون الثاني‬ ‫المنصرم‪ ،‬أخفقت المداوالت الجارية بسبب استمرار المجتمع الدولي المتمثل‬ ‫بين أعضاء االئتالف بمدينة اسطنبول في الغرب والمحيط العربي واإلقليمي‬ ‫في تشكيل حكومة انتقالية لخالفات بموقفهم المتردد حيال الثورة‪ ،‬والوعود‬ ‫لم تُذكر في اإلعالم‪ ،‬غير أن جو ًا ِمن المتكررة والتي لم تدخل حيز التنفيذ‪،‬‬ ‫التوتر هيمن على االجتماع الذي يضم والمتعلقة خصوص ًا بالدعم المادي‬ ‫أطياف ًا شتى من المعارضة‪.‬‬ ‫واللوجستي‪ ،‬بمقابل دعم مستمر وغير‬ ‫مشروط من جهة روسيا وإيران اللتان‬ ‫إن استمرار االئتالف في دوامة اجتماعات تعتبران الحبل السري الوحيد لبقاء نظام‬ ‫التي ال تأتي بنتيج ٍة تفضي إلنشا ِء األسد مستمر ًا لهذه اللحظة‪.‬‬

‫المعابر عنوان تدخل وبوابة للطائفية‬ ‫معبر اليعربية الحدودي بين سوريا والعراق‪ ،‬هو المنفذ‬ ‫الحدودي بين محافظتي الحسكة ونينوى‪ ،‬وهو من المعابر‬ ‫التي استطاع الجيش الحر انتزاع زمام السيطرة عليه في‬ ‫منتصف العام الماضي‪ ،‬وكان الرد العراقي آنذاك أن أغلق‬ ‫المعبر من جانبه‪ُ ،‬م ِّ‬ ‫فض ًال الظهور بمظهر المحايد الذي ينآى‬ ‫بنفسه عن الثورة الحاصلة في البلد المجاور له‪.‬‬ ‫ومنذ فترة قريبة‪ ،‬حصلت معارك بين الجيش الحر والنظامي‬ ‫سعي ًا السترجاعه وإعادة السيطرة عليه‪ ،‬ولكنها باءت‬ ‫بالفشل ورسخت قوة الثوار على األرض السورية‪.‬‬ ‫ليس الغريب أن تكون المعركة بين الجيشين الحر والنظامي‬ ‫في سبيل السيطرة على المعبر‪ ،‬بل في تدخل للجيش‬ ‫العراقي أمكن وصفه بالسافر والمنحاز بصورة جلية لألسد‬ ‫وحكمه‪ ،‬ودالالت هذا التدخل ال تقف عند استخدام سالح‬ ‫الطيران الستهداف الثوار والدال على تأهب مسبق وإعداد‪،‬‬ ‫بل تتعدى لتصل إلى إدراك مدى التنسيق بين الحكومتين‬ ‫العراقية واألسدية في سبيل إجهاض الثورة السورية‪.‬‬ ‫تصريحات «نوري المالكي» لم تخرج عن ذلك السياق‬ ‫المنت َ​َظر والمعادي للشعب السوري‪ ،‬ولم ُ‬ ‫تخل ِمن ن َفس‬ ‫طائفي حينما قال بأن انتصار الثورة السورية سيذكي‬ ‫الحروب الطائفية في المنطقة‪ ...‬ولكن المستغرب وعلى‬ ‫كافة الصعد‪ ،‬هو أنه كيف لنظام األسد أن يعتمد على أعداء‬ ‫األمس أمثال نوري المالكي كي يكونوا حلفاء اليوم‪ ،‬وال‬

‫يسمى ذلك تدخ ًال سافر ًا في الشأن السوري‪ ،‬أما إذا أضحى‬ ‫الموضوعُ هو مساعد ُة الشعب السوري من أجل الحصول‬ ‫على حري ِت ِه‪ ،‬ودع ُم ُه كي يتمكن من إسقاط حكم األسد‪،‬‬ ‫يسمى ذلك تدخ ًال في الشأن السوري؟ إن ذلك له تفسير‬ ‫واحد وهو أن سوريا كانت تحت احتالل إيراني روسي‪،‬‬ ‫والعراق الذي يحكمه المالكي تحت سيطرة إيران‪ ،‬وهذا ما‬ ‫يجعل أي تدخل عراقي هو تدخل إيراني مقنَّع‪.‬‬ ‫ليس بعيد ًا عن التصريحات الطائفية‪ ،‬فإن حزب الله الذي‬ ‫قرى في وضح النهار‪،‬‬ ‫دخل لألراضي السورية واحتل ثماني ً‬ ‫وال زالت المعارك بينه وبين الجيش الحر قائمة في القصير‬ ‫على وجه التحديد‪ ،‬قد أفصح على لسان زعيمه حسن نصر‬ ‫الله أنه دخل كي يحمي لبنانيين شيعة يقطنون هناك‪،‬‬ ‫والسؤال هنا بالضرورة‪ ..‬كيف دخلوا؟ ولماذا؟ ومن سمح‬ ‫لهم بالدخول‪ ،‬وعلى أي أساس يرسل عسكره للدفاع عنهم‬ ‫إن لم يكونوا مسلحين مثله؟‬ ‫‪6‬النظام بها الدعم من حلفائه‪ ،‬وشدة خطورتها التي من‬ ‫الممكن أن تنحو بالمنطقة كلها إلى صراع طائفي سببه‬ ‫تدخل هذه الفئات بالشأن السوري‪ .‬وإن قتل الشعب‬ ‫السوري بأي ٍد غير سورية «إضافة إلى قوات نظام األسد»‬ ‫ليس سوى خدمة إليران و ِمن ورائها روسيا‪ ،‬لمنع قيام أي‬ ‫دولة سورية ذات كيان حر ومستقل ومع ِّبر عن حقيقة‬ ‫الشعب السوري ومكونه األساسي‪.‬‬

‫مغادرة الشريك ‪..‬‬

‫في بداية العقد الماضي‪ ،‬ظهرت شخصية‬ ‫سياسية في فنزويلال أحبها الفقرا‪ ،‬ظهرت لهم‬ ‫بصورة المخ ِّلص الذي سيقلب حياتهم نعيم ًا‬ ‫بعد أن كانت جحيم ًا‪ ،‬بخطاب سياسي يدغدغ‬ ‫العواطف ويصنع أمجاد ًا ال تعدو كونها حبيسة‬ ‫خياالت المستمعين المساكين‪.‬‬ ‫الرئيس الفينزويللي الذي ودع الدنيا مؤخر ًا بعد‬ ‫عجز األطباء عن مداواته من مرض السرطان الذي‬ ‫أصيب به‪ .‬تأثر السوريون به كثير ًا‪ ،‬وباألخص‬ ‫في مواقفه مع ما يسمى بمحور الممانعة أيام‬ ‫وصدموا به بعد‬ ‫حرب تموز والحرب على غزة‪ُ ،‬‬ ‫موقفه المعادي للثورة وترديده لعبارات صديقه‬ ‫بشار نفسها‪ ،‬بعد أن ظنوا مخطئين أنه نصير‬ ‫قضايا الشعوب الطامحة للتحرر‪.‬‬ ‫األسئلة عن عهد ذلك الرئيس كثيرة‪ ،‬ومنها‪،‬‬ ‫هل حق ًا أصبحت حياة الفنزويلليون أفضل؟‬ ‫هل توقف تشافيز عن االعتماد على الواليات‬ ‫المتحدة «التي يشتمها صباح مساء» في‬ ‫اقتصاده؟ هل حافظت عملة بلده «البوليفار»‬ ‫على قيمتها؟‬ ‫إن تشافيز مارس سياسة بشار ما قبل الثورة‬ ‫دعم لدول الجوار‬ ‫في بلده‪ ،‬إطالق وعو ٍد كاذبة‪ٌ ،‬‬ ‫كاإلكوادور وكوبا اقتصادي ًا كي يكونوا حلفاء‬ ‫له على حساب شعبه الذي يعاني من الجريمة‬ ‫وتمس ٌك بالسلطة حتى‬ ‫المنظمة والفقر الشديد‪ُّ ...‬‬ ‫الرمق األخير على شاكلة الحكام الذين تدعمهم‬ ‫روسيا «حكام مدى الحياة»‪ ...‬ولن تكون اإلجابة‬ ‫عن ٍّأي ِمن األسئلة المطروحة هذه إال بال‪ ،‬ألن‬ ‫تشافيز حق ًا لم يتمكن إال ِمن شيء واحد وهو‬ ‫إلقاء الخطب‪.‬‬ ‫ونستطرد في االستنتاج لنقول‪ :‬ومن يعرف‪ ،‬لو‬ ‫أن تشافيز عاش أكثر ونجا من السرطان‪ ،‬وثار‬ ‫عليه شعبه‪ ،‬قد يفعل مثلما فعل بشار‪ ...‬قد‬ ‫يقتل ويقمع الثورة بالحديد والنار‪ ،‬أو قد ُيغرِقُ‬ ‫الشباب بالجريمة المنظمة والمخدرات والبحث‬ ‫عن الرزق بال طائل‪.‬‬


‫الجمعة | ‪ 15‬آذار ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪31‬‬

‫مـقـاالت‬

‫‪8‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫متجددة‬ ‫تقدم مستمر وتحديات‬ ‫عبد اهلل الدمشقي‬ ‫مع إطاللة الربيع الجديد‪ ،‬تطل الثورة السورية على‬ ‫ ‬ ‫عامها الثالث‪ ،‬والشعب السوري يقترب أكثر من أي وقت مضى‬ ‫من حريته المنشودة التي سكب أنهار الدماء لنيلها‪ .‬ومع اخضرار‬ ‫سهول حوران وجبال إدلب‪ ،‬وتفتح أزهار الغوطة تختلط دموع‬ ‫الحزن بدموع الفرح فالطاغية قتل عشرات األلوف وأودع مثلهم‬ ‫في السجون وشرد الماليين وترك من الدمار والجراحات واآلالم‬ ‫مالم تشهد سورية مثله في تاريخها‪ ،‬لكن الطاغية الجبان أصبح‬ ‫ً‬ ‫محاصرا في العاصمة ينتظر نهايته المشؤومة بعد أن سيطر الثوار‬ ‫على ثالثة أرباع البالد‪ ،‬والعالم نفض يده من النظام القاتل مكرهاً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫شرعيا‬ ‫ممثال‬ ‫ال بطل واعترف بالمعارضة ممثلة باالئتالف الوطني‬ ‫ً‬ ‫وحيدا للشعب السوري‪ ،‬والثوار على األرض يحققون االنتصارات‬ ‫ً‬ ‫واحدا تلو اآلخر‪ ،‬ومعنوياتهم في ارتفاع مستمر‪.‬‬

‫وفي الذكرى الثالثة النطالق هذه الثورة المباركة ال بد من نظرة‬ ‫بانورامية على مسار الثورة‪ ،‬تستعرض أين وصلت‪ ،‬وإلى أين يجب‬ ‫أن نتجه‪ ،‬وما التحديات التي تواجهها‪ ،‬لكي ال تضيع البوصلة‬ ‫وينحرف المسار‪ .‬كلنا يعلم أن الثورة بدأت سلمية منادية بالحرية‬ ‫والكرامة وأن الشعب أرادها أن تستمر سلمية لذلك صمد الشباب‬ ‫بصدورهم العارية في وجه الرصاص الذي كان يفرق مظاهراتهم‬ ‫السلمية شهور ًا طويلة‪ ،‬لكن إيغال النظام في القتل والتوحش‪،‬‬ ‫وكثرة االنشقاقات من جنودنا األبطال الذين رفضوا أوامر النظام‬ ‫بقتل إخوانهم‪ ،‬صنع مقاومة مسلحة على األرض بدأت بحماية‬ ‫المظاهرات ثم تحولت إلى حماية القرى واألحياء من هجمات‬ ‫الشبيحة ومجازرهم ثم اتسعت لتتحول إلى مقاومة شعبية مسلحة‬ ‫انتشرت في طول البالد وعرضها وآلت على نفسها أن تضع حد ًا‬ ‫إلجرام هذا النظام بقوة السالح إلى جانب قوة الشعب الذي‬ ‫احتضن المقاومة فعاقبه النظام بتدمير القرى والمدن بكل أنواع‬ ‫األسلحة الفتاكة على وجه لم نجد له مثي ًال في تاريخ الطغاة الذين‬ ‫قمعوا ثورات شعوبهم‪.‬‬ ‫لقد أراد النظام منذ بداية الثورة أن يسمها بالعنف واإلرهاب‬ ‫ليخوف العالم والسوريين منها‪ ،‬وأفلت شبيحته ليرتكبوا المجازر‬ ‫وخصوص ًا في مناطق التماس الطائفي ليجر الشعب إلى حرب‬ ‫طائفية تضيع في أتونها مطالب الشعب بالحرية والكرامة فينسى‬ ‫العالم أن هناك ثورة في سورية قامت ضد الظلم واالستبداد‬ ‫ويتعامل معها على أنها حرب بين طرفين‪ .‬لم ينجح النظام في جر‬ ‫البالد إلى صراع طائفي‪ ،‬لكنه نجح نسبي ًا في تحقيق الهدف األول‬ ‫وهو إخافة العالم وبعض السوريين من انتصار الثورة ألنها تحمل‬ ‫طابع ًا إسالمي ًا جهادي ًا‪ ،‬ومن هنا كان لزام ًا على الثورة أن تُفهم‬ ‫اآلخرين بسلوك الثوار على األرض وبخطابها اإلعالمي أن الثوار‬ ‫عندما يرفعون الشعارات اإلسالمية فألننا شعب مسلم‪ ،‬وما كل من‬ ‫طالت لحيته صار إرهابي ًا يهدد أمن العالم‪ ،‬بل إن اإلسالم يضبط‬ ‫سلوك المقاتلين في الحروب ويحرم الدماء واألعراض واألموال أكثر‬ ‫من أي مرجعية أخرى‪ ،‬على الثورة أن تبرز للعالم ولبعض السوريين‬

‫الخائفين أن الحوادث التي يحاول‬ ‫النظام وإعالم الغرب التركيز عليها‬ ‫تحدث في سياق ثورات من هذا النوع‬ ‫لكنها ليست من االنتشار بحيث أنها‬ ‫ظاهرة عامة‪ ،‬إن أكثر حوادث القتل‬ ‫والخطف واالعتداء على األمالك تحدث‬ ‫من قبل الشبيحة ورجال النظام ولكن‬ ‫يجب أال ننكر أن بعض ًا ممن ينتمون‬ ‫إلى الجيش الحر يقومون بهذه األمور‬ ‫تحت ذرائع شتى‪ ،‬وهو ما يجب أن يتم‬ ‫التصدي له بكل حزم من قبل قيادات‬ ‫الجيش الحر والهيئات القضائية في‬ ‫المناطق المحررة لكي ال يتوسع‪ ،‬وعلى‬ ‫العلماء أن يلعبوا دور ًا ريادي ًا في هذا‬ ‫األمر‪ ،‬وأال يكتفوا بإطالالت خجولة في‬ ‫وسائل اإلعالم أو بيانات متفرقة‪ ،‬وأال‬ ‫يقفوا موقف ًا دفاعي ًا يدفعون فيه تهمة‬ ‫اإلرهاب عن اإلسالم‪ ،‬بل يجب أن يبرزوا‬ ‫للعالم حقيقة ديننا الحنيف وحرمة‬ ‫الدماء واألموال فيه‪ ،‬وأن يكون ذلك‬ ‫في مؤتمر جامع لكل تجمعات العلماء‬ ‫التي تشكلت بعد الثورة كهيئة علماء‬ ‫المسلمين ورابطة علماء الشام والتجمع‬ ‫اإلسالمي من أجل سورية وغيرها‪ ،‬ليعلنوا‬ ‫على العالم في مؤتمر جامع ُيدعى إليه‬ ‫قادة الكتائب اإلسالمية والجيش الحر‪،‬‬ ‫ميثاق شرف للمقاتلين يلتزمون فيه‬ ‫بتعاليم اإلسالم وقيمه‪ ،‬ويصبح كل‬ ‫خارج على هذا الميثاق مخالف للشرع‬ ‫يستوجب الردع والعقوبة‪ .‬أما التحدي‬ ‫اآلخر الذي يواجه الجيش الحر والكتائب‬

‫المسلحة اليوم فهو تجميع الصفوف‬ ‫وانضمام المجموعات المقاتلة إلى‬ ‫بعضها البعض توحيد ًا للقوى وتجنب ًا‬ ‫للفوضى وهو أمر يحدث بشكل تدريجي‬ ‫على مستوى كل محافظة وعلى مستوى‬ ‫سورية ككل‪.‬‬ ‫من التحديات التي تواجه الثورة في‬ ‫عامها الثالث‪ ،‬قدرة المواطنين على إدارة‬ ‫المناطق المحررة‪ ،‬وقد بدأت المجالس‬ ‫المحلية بالقيام بهذه المهمة محققة‬ ‫نجاح ًا واضح ًا يتفاوت من منطقة إلى‬ ‫أخرى‪ ،‬وهنا ال بد من اعتماد االنتخابات‬ ‫في اختيار أعضاء هذه المجالس إذا كانت‬ ‫الظروف األمنية تسمح بإجرائها ويجب‬ ‫رفدها بأصحاب الكفاءات وتزويدها بما‬ ‫تحتاج إليه من تدريب ووسائل لتقوم‬ ‫بمهمتها على أحسن وجه‪.‬‬ ‫على الثورة أن تستقبل عامها الثالث‬ ‫بزخم جديد‪ ،‬فنحن اليوم أكثر تصميم ًا‬ ‫من أي وقت مضى على تحقيق أهداف‬ ‫الثورة‪ ،‬كيف ال‪ ،‬وقد قضى في سبيل‬ ‫ثورتنا عشرات األلوف من الشهداء‪ُ ،‬وعذب‬ ‫مثلهم من المعتقلين‪ُ ،‬‬ ‫وش ّرد الماليين ‪...‬‬ ‫إن دماء الشهداء ودموع المعذبين أمانة‬ ‫في أعناقنا‪ ،‬سنحافظ عليها بالحفاظ على‬ ‫الهدف الذي ثاروا من أجله؛ بناء وطن‬ ‫يحترم كرامة مواطنيه ويحقق العدالة‬ ‫بينهم‪.‬‬


‫مـقـاالت‬

‫‪9‬‬

‫الجمعة | ‪ 15‬آذار ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪31‬‬

‫كيف طاب لكم أن تقتلوه مرتين !!‬

‫ماذا أقول؟‬

‫| عمر المرادي‬

‫| د‪ .‬براء السراج‬ ‫ما إن أبدأ كتابة مقالتي إال ويعتريني المانع‬ ‫نفسه الذي منعني سابق ًا لسنوات من كتابة‬ ‫مذكرات سجن تدمر‪ .‬الشيء يستطيع وصف‬ ‫مامررنا به والشيء يستطيع التعبير عن ما تمر‬ ‫به سوريا اليوم‪ .‬نصف قرن بالتمام والكمال‬ ‫والبلد مختطف بانقالب بعث ‪ ١٩٦٣‬ثم‬ ‫بانقالب ‪ ١٩٧٠‬الطائفي ثم بوراثة ‪.٢٠٠٠‬‬ ‫ماذا أقول والبلد تعرض لنصف قرن من‬ ‫التخريب الممنهج من إفقار وتهجير وسجون‬ ‫ثم بسنتين من قصف وقنص وميغ وسكود‪.‬‬

‫مخيم الزعتري‬

‫في يوم المرأة العالمي‪ ,‬نُشر مقال صادم وبكل المعايير األخالقية أعده مراسل إحدى وكاالت األنباء‬ ‫الغربية‪ ,‬يسلط فيه الضوء على «الدعارة» بين صفوف السوريات في مخيم الزعتري‪ ,‬وبعض المدن‬ ‫االردنية‪ ,‬معتبرا أن األمر ظاهرة واقعية‪ ,‬وتحتاج إلى حل سريع‪ ,‬مستشهدا ‪ -‬اي الكاتب ‪ -‬بعدة حاالت‬ ‫على حد زعمه ‪.‬‬ ‫مقا ًال كانت كلماته كالسيف البارد‪ ,‬يحز رقاب نسائنا ورجالنا على ح ّد سواء‪ ,‬مشاهده تدّمر وال تبني‪ ,‬لم‬ ‫يف ّوت الكاتب فرصة إلظهار وضاعته وخبث نواياه‪ ,‬فأعطى القصة أمثلة في غاية السماجة والبشاعة‪,‬‬ ‫والقذارة وفيه من المبالغة الشيء الكثير‪ ,‬لم تعرف حدود ًا النتهازيتها‪ ,‬فحرص الكاتب على أن يجعل‬ ‫الجزء ّ‬ ‫كل‪ ,‬والفرع أصال‪ ,‬واالستثناء قاعدة‪ ,‬والكذب صدقا !!‪ ..‬ولكن هيهات‪ ,‬هيهات ‪.‬‬ ‫ومن سخر ّية المشهد‪ ,‬أنه بينما كان دعاة الحرية يتباكون على حقوق المرأة وعلى تسم ّية جمعة لها‪ ,‬جاء‬ ‫توقيت نشر هذا المقال مساء ما يسمى بيوم المرأة العالمي‪ ,‬فسكت الدعاة الرعاة العراة سكوت المقابر‪,‬‬ ‫وكأن أقالمهم ال تعرف طريقها إال لدعوة المرأة لإلنتقال من حالة العفاف إلى الفجور‪ ,‬فإن وصلت المرأة‬ ‫«تحصل المطلوب» !!‪ ,‬ألنهم‬ ‫إلى ذروة ال ُفجور والعهر والعري‪ ,‬ح ّبروا صفحاتهم بخاتمة سوآتهم فكتبوا ‪ّ :‬‬ ‫يريدون حرية الوصول للمرأة‪ ,‬وليس حر ّية المرأة التي تنهض بالمجتمع واألمة ‪.‬‬ ‫كيف طاب لكم أن تقتلوا الشهيد مرتين ؟!‪ ,‬م ّرة على يد النظام‪ ,‬وم ّرة بأيدكم‪ ,‬فنشرتم ما يسيء لصورة‬ ‫المرأة السورية‪ ,‬وجعلتم من األعمال الفردية ظاهرة‪ ,‬ودفعتم العقل إلى تشويه صورة المرأة الكريمة‬ ‫السمعة‪ ,‬فهل تصورتم في أذهانكم‬ ‫العفيفة الشريفة الطاهرة‪ ,‬وجمعتم لالجئين بين ذل العيش وتشويه ّ‬ ‫المريضة العقيمة بعد اآلن كيف ستكون نظرة السوريين لبعضهم البعض ؟!‪ ,‬وهل فطنتم كيف سيقال‪,‬‬ ‫أن فالن ًا بن فالن من مواليد المخيمات‪ ,‬لمز ًا وغمز ًا‪ ,‬وطعن ًا بالشرف واألصل والنسب ؟!‪.‬‬ ‫المذلة اليوم‪ ,‬لم تعد تقتصر على نظام يفتك ويهين فحسب‪ ,‬بل تعداه إلى النيل من سمعة وكرامة‬ ‫وشرف بناتنا وأعراضنا في مخيمات اللجوء‪ ,‬على لسان من تقطر كلماته س ّم ًا زعاف ًا‪ ,‬وأقالمه حقد ًا ولؤم ًا ‪..‬‬ ‫أرجوكم‪ ,‬ال تجمعوا لالجئ بين ذ ّلين ( ذل غربته وذل سمعته )‪ ,‬وال بين غربتين ( غربة الدين وغربة الوطن‬ ‫)‪ ,‬وال ُيعالج الخطأ بخطيئة أكبر منه ‪.‬‬

‫ماذا أقول وأينما التفت في قاعة تجمع‬ ‫فيها السوريون لنصرة ثورتهم فسأجد أب ًا‬ ‫فقد ابنه أو عائل ًة وصلت حديث ًا للمهجر وقد‬ ‫فقدت كل شيء‪ .‬ماذا أكتب وعن ماذا أكتب‪،‬‬ ‫بل ماقيمة كلماتي أمام خبرٍ عن أخوة ماتوا‬ ‫تحت التعذيب أو التزال جثثهم تكتشف هنا‬ ‫وهناك في كل مكان من أرض سوريا؟ هل‬ ‫هناك قيمة ألي «تنظير» أو حزن أو تهديد‬ ‫أمام كلمتي «تحت التعذيب»؟ ماذا أقول‬ ‫ومن صاح «الموت وال المذلة» بات إما شهيد ًا‬ ‫مجرم‬ ‫أو سجين ًا أو الجئ ًا أو مرابط ًا بسالحه أمام ٍ‬ ‫موظف عند نظام دولي ليس أقل منه إجرام ًا!‬ ‫أقص حكايات تدمر على جيل‬ ‫كيف لي أن َّ‬ ‫ولد أثناءها وليدخل سجون األسد االبن التي‬ ‫التقل إجرام ًا عن األب؟ تعجز الكلمات وتضيع‬ ‫معانيها تحت أصوات القذائف‪..‬‬ ‫حـــكـــي‬ ‫حدث في ‪: 2013/3/15‬‬ ‫احمد و حسين لساتهم عم يتخانقوا إذا ‪ 15‬وال ‪ 18‬ووصلت‬ ‫معهم لحد التخوين والشتم ‪.‬‬ ‫رامي ما نام الليل هو وعم يدور على هفوة للثوار والجيش‬ ‫الحر ليسلط الضزء عليها مع شعاره الدائم « أنا حريص‬ ‫عالثورة» ‪ ،‬والء صرلها من مبارح عم تنزل بوستات‬ ‫«عاجبكم هيك يا نظام و يا معارضة ‪ ،‬عاجبكم شو صار‬ ‫بالبلد خالل هالسنتين» ‪.‬‬ ‫الناشط او السياسي فالن صرع العالم كلها « كعادته‬ ‫اليومية « انو طلع بهالقناة وصرح لهاإلذاعة ‪.‬‬ ‫محمد عم يشتغل عالساكت وصرلو فترة ما عم يكتب‬ ‫شي ‪ .‬رائد حامل سالحو وعم يقاتل عالجبهة بحمص‬ ‫مشان ما يفوت النظام على حارتو ويشنع بأهلها ‪ .‬وائل‬ ‫اليوم اعتقلوه بمداهمة ‪ ،‬و مايا يللي عمرها اربع سنين‬ ‫استشهدت اليوم ‪...‬‬


‫الجمعة | ‪ 15‬آذار ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪31‬‬

‫مجــتمع‬

‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬

‫ثورة انسان من أجل الحياة ‪..‬‬

‫عهد الشام ‪ -‬تقرير‬

‫انتشرت مؤخر ًا على الموقع االجتماعي ‪facebook‬‬ ‫دعوة للمشاركة في نشاطات ثورية إلحياء مبادئ‬ ‫الثورة السورية وتوجيه الرأي العالمي نحوها باسم «‬ ‫ثورة إنسان من أجل الحياة» ع ّرف القائمون الحملة‬ ‫بأنها مبادرة تط ّوع ّية شباب ّية ثور ّية مستق ّلة تهدف‬ ‫إلى توحيد قاعدة العمل الثوري والمدني على امتداد‬ ‫خارطة الوطن‪ ،‬وهي حملة تمتد على أربعة أيام من‬ ‫‪15‬وحتى ‪ 18‬من آذار هدفها توثيق أحداث الثورة‬ ‫خالل السنتين الماضيتين وإحياء ذكرى الشهداء وتخليد‬ ‫تضحيات الشعب السوري‪ ،‬والتذكير بالقيم االنسانيه‬ ‫التي انطلقت من أجلها الثورة وهي الكرامة والحرية‬ ‫والديمقراطية والعدالة االجتماعية‪.‬‬ ‫انض ّم للحملة عدد كبير من تج ّمعات الحراك السلمي‬ ‫والثوري في سوريا وما تزال الدعوة مفتوحة لجميع‬ ‫النشطاء والتج ّمعات للمشاركة بالفعاليات القادمه‬ ‫إليصال رسالة الحملة للعالم‪.‬‬ ‫أعطى القائمون على الحملة اليوم األول اللون األزرق‬ ‫باسم الثورة السورية ثورة ألجل االنسانية لتوجيه‬

‫المعتقلون شعلة الثورة ‪..‬‬ ‫تحت مسمى (أسبوع الوفاء لطالب الجامعات‬ ‫المعتقلين) قامت صفحة « وعد يا جامعتي»‬ ‫بنشر العديد من الصور لطالب اعتقلوا خالل الثورة‬ ‫السورية على أبواب جامعاتهم أو من منازلهم‬ ‫بسبب دعمهم للثورة السورية ومناصرتهم إياها ‪.‬‬ ‫قامت هذه الحملة خالل أسبوع بهدف دعم‬ ‫الطالب المعتقلين ودعوة إصدقائهم لنشر‬ ‫أسمائهم وصورهم وسيرهم الذاتيه للوقوف في‬ ‫وجه الخوف والخروج من دائرة الصمت وشجع‬ ‫القائمون عليها جميع المنضمين بقولهم «‬ ‫ألننا نعترف بتضحيات معتقلينا‪ ،‬وألننا نشتاق‬ ‫لهم ونريدهم بيننا‪..‬وألنهم يمضون أغلى سنين‬ ‫عمرهم في الظلمات‪..‬وألنهم شعلة نهتدي بها»‬ ‫علينا أن نناصرهم وندعمهم‪.‬‬ ‫تقوم الصفحة يومي ًا بنشر اسماء للطالب المعتقلين‬ ‫وصورهم مع ذكر الكلية التي يدرسون فيها ومكان‬ ‫والدتهم وتاريخ االعتقال باإلضافة القتباس‬ ‫مما قالوه أو ما كتبه عنهم أصدقاؤهم‪ ،‬كما تنشر‬ ‫شهادات لمعتقلين خرجوا حديث ًا من أقبية السجون‬ ‫إللقاء الضوء على معاناتهم وما يقاسوه من آالم‬ ‫وعذابات يومية‪ ،‬باإلضافة لوضع فيديوهات‬ ‫مناصرة للثورة السورية ومطالبة بإعادة المعتقلين‬ ‫واإلفراج عنهم حسب ما تنص عليه المعاهدات‬ ‫والقوانينالدولية‪.‬‬

‫رسالة من إنسان إلنسان بعيد ًا عن الحكومات والوعود‬ ‫الفارغة إلرسال صرخات لإلنسانية أجمع لتتحرك‬ ‫إزاء المأساة وتقف في وجه الظلم والذل والموت‬ ‫المجاني لمساندة سوريا وسيقام في هذا اليوم عدد من‬ ‫الفعاليات في سبيل تحقيق الهدف‪.‬‬ ‫أما اليوم الثاني وهو السادس عشر فسيحمل اللون‬ ‫األحمر إشارة إلى الدماء التي سفكها النظام وال يزال‬ ‫طيلة فترة السنتين السابقتين‪ ،‬ويأتي هذا اليوم ليوثق‬ ‫ممارسات النظام وليعريه أمام من اليزال يناصره‪،‬‬ ‫ويرافق ذلك نشاطات في الخارج والداخل السوري‪.‬‬ ‫أما اليوم السابع عشر فهو رسالة للمعارضة السياسية‬ ‫والجيش الحر بعد الحجم الهائل من الجراح والدمار‬ ‫ليذكر األطراف جميعها برسالة الثورة ومبادئها‪ ،‬مطالب ًا‬ ‫جميع التشكيالت الثورية للوصول إلى حل سياسي‬ ‫ينهي األزمه ويقف ضد النظام وأتباعه بهدف انتزاع‬ ‫الحكم من األسد وإعادتها ألصحابها الحقيقين وسيتم‬ ‫التعبير عن هذا اليوم بالفتات ترفع في المظاهرات وبخ‬ ‫غرافيتي وتوزيع منشورات تحمل هذه الرسالة‪.‬‬

‫ويحمل اليوم األخير الثامن عشر من آذار اللون األخضر‬ ‫باسم ثورة الربيع ثورة ألجل الكرامه تأكيد ًا على أن‬ ‫باق ومستمر وصامد وأن ثورته لن‬ ‫الشعب السوري ٍ‬ ‫تنتهي بإسقاط النظام فالمسيرة طويلة واألحالم ال‬ ‫سقف لها‪.‬‬ ‫تدعو الصفحة الجميع للمشاركة في الداخل والخارج‬ ‫بالنشاطات والفعاليات المقترحه في سبيل جمع‬ ‫الجهود لتوجيه األنظار للثورة السورية في ذكراها‬ ‫الثانية وإليقاف الدم وإسقاط النظام والبدء ببناء حياة‬ ‫سوريا التي قامت ألجلها هذه الثورة اإلنسانية‪.‬‬

‫رَح ِم األنثى‪ ..‬الثورة ُأنثى‪..‬‬ ‫الحياة ُمن ِ‬ ‫ُ‬ ‫هي‪..‬‬ ‫يوم‬ ‫وأنت َ‬ ‫المرأة العالمي‪ ..‬أنا َ‬ ‫هي‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬

‫بالنرجس والياسمين ُر ِس َم شعار (أنا هي)‪ ،‬للحملة التي‬ ‫انطلقت شباط الفائت‪ ،‬تضامن ًا مع المرأة السورية في‬ ‫جميع جوانب الحياة‪ ،‬وإزالة كافة أشكال اإلقصاء والقهر‬ ‫ينص عليه تعريف الحملة‪..‬‬ ‫والنظرة الدونية لها‪ ،‬حسب ما ّ‬ ‫شروط‬ ‫ينشر القائمون على الحملة صور ًا لداعميها حسب ٍ‬ ‫محدد ٍة‪ ،‬عبر صفحتها على «الفيسبوك» كما ينشرون‬ ‫تعريف وبنود الحملة باللغات العربية‪ ،‬واإلنكليزية‪،‬‬ ‫لغات أخرى‪ ،‬كي يصل نداء التضامن مع‬ ‫والفرنسية‪ ،‬وعشر ٍ‬ ‫المرأة السورية ألكثر من ‪ /54/‬ألف ًا حول العالم‪.‬‬ ‫نصف الحياة‪ُ ،‬‬ ‫المرأ ُة السورية‪ُ ..‬‬ ‫نصف الشهادة‬ ‫من بين ضحايا الهمج ّية اليومية التي يمارسها األسد على‬ ‫المدن ّيين والسلم ّيين خطف ًا واعتقا ًال‪ ،‬رصد مركز توثيق‬ ‫االنتهاكات في سوريا من ضمن حاالت االعتقال ‪/261/‬‬ ‫معتقلة ًبدمشق و‪ /103/‬في ريفها؛ من النساء البالغات‪،‬‬ ‫بينهنّ الحاجة (أم مازن حسين الخالد) التي اع ُت ِق َل ْت خمسة‬ ‫أشهرٍ‪ ،‬ألنها شتمت رجال األمن الذين داهموا بيتها في‬ ‫الزبداني‪ّ ..‬‬ ‫ولعل ما ُي ِرهق قلب اإلنسان من بين حاالت‬ ‫قاصرات من دمشق وريفها‪،‬‬ ‫طفالت‬ ‫االعتقال هذه‪ ،‬تسع‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫منهنّ ستةٌ ما زلن في ظلمة الزنزانة‪.‬‬ ‫كما حصدت آلة القتل األسدية النسو َة كما الرجال‪ ،‬ووثق‬ ‫المركز من الشهيدات ‪ /175/‬في دمشق و‪ /644/‬في‬ ‫لحاالت‬ ‫إعدام ميداني‪ ،‬إضافة ً ٍ‬ ‫ريفها‪ ،‬بينهنّ ‪ /81/‬حالة ٍ‬ ‫خطف أو اعتقال؛‬ ‫خالل‬ ‫التعذيب‬ ‫متف ّرق ٍة من الموت تحت‬ ‫ٍ‬ ‫أما الطفالت فمنهن ‪ /254/‬شهيدة ً‪ ،‬معظمهنّ ارتقين‬

‫بريف دمشق إثر القصف‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫السالح‬ ‫الجيش الح ّر‪ ،‬هنّ‬ ‫وفي ِ‬ ‫رفيقات ِ‬ ‫ذكرت صحيفة الـ(ديلي تليغراف)‪ ،‬أنّ الثورة الشعبية‬ ‫السورية خالل العشرة أشهرٍ األخيرة‪ ،‬باتت تض ّم فرق ًا‬ ‫السوري‬ ‫وكتائب من النساء اللواتي انضم ْمنَ إلى الجيش‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫الح ّر‪ ،‬ومنهن نذكر‪ ..‬العقيد ( ُز َبيدة ال ِميقي) أ ّول امرأ ٍة‬ ‫أعلن َْت انشقاقها‪ ،‬والمالزم أول (أميرة عرعور) قائدة كتيبة‬ ‫األقصى المبارك‪ ،‬ومن المدن ّيات كانت (أم عدي) إحدى‬ ‫س ّيدات دير الزور وهي ٌأم لعدة أطفال؛ التي بقيت تقاتل‬ ‫س ّر ًا إلى جانب رجال الجيش الحر‪ ،‬ثأر ًا لمقتل شقيقها‬ ‫وأقاربها برصاص جنود األسد‪ ،‬وحماية ًألطفالها‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫دمع أ ّمي‪..‬‬ ‫أخجل من ِ‬ ‫وقبل أن تكون ناشطة ًومقاتلة‪ ،‬رأينا المرأة السورية أم ًا‬ ‫دافئ للشهيد والمعتقل‬ ‫وزوجة ً وأخت ًا وابنة ً‪ ،‬وكل ٍ‬ ‫حضن ٍ‬ ‫والناشط السوري‪ ..‬فأم الشهيد عبد الله البابا الذي ارتقى‬ ‫تحت التعذيب‪ ،‬ر َثتْه بعد غياب‪( ..‬ننتظر معجز ًة تأخذ‬ ‫حي‪،‬‬ ‫لنا ح ّقنا م ّمن ظلمنا‪ ..‬حرموني من رؤيتك وأنت ّ‬ ‫وحرموني من رؤيتك عند استشهادك‪ ،‬وحرموني من أن‬ ‫يكون لك قب ٌر أزوره‪)..‬‬ ‫وتتّسع قائمة األسماء من النساء السوريات اللواتي ْ‬ ‫صرخنَ‬ ‫وأخريات بقينَ وراء ستارٍ من الصمت‪ ،‬ينتظرن‬ ‫مأل الحرية‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫المعتقلين‪ ،‬أو يستذكرن الشهداء‪ ،‬أو يجمعن شتات األسر‬ ‫الالجئة المحطمة‪ ،‬أو يحملن أعباء الوطن في سالح‪.‬‬


‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬

‫مجــتمع‬

‫الجمعة | ‪ 15‬آذار ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪31‬‬

‫لقاء «غراس النهضة» نشاط إغاثي و بناء للفكر‬ ‫ ‬

‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫منظمة ضرور ًة‬ ‫إغاثية‬ ‫وجود مشاريع‬ ‫مع دخول الثورة السورية عامها الثالث بدأ‬ ‫ُ‬

‫ملحةً‬ ‫ٍ‬ ‫المتردية للنازحين والمنكوبين في المناطق المحررة‬ ‫المادية‬ ‫بعض من األوضاع‬ ‫وهامة لمعالجة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫الطبية وغيرها فإنه‬ ‫والداخل السوري‪ ،‬ومع استمرار القصف وازدياد الجرحى والشهداء ونقص المواد‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫مجموعات تكون رافدة ومساعدة في كل منطقةً ‪ ..‬قامت جريدة عهد الشام بلقاء‬ ‫البد من إنشاء‬

‫مجموعة «غراس النهضة» لتسليط الضوء على المشاريع التنموية القائمة عليها والمشاكل التي‬ ‫تواجه الشباب العاملين في اإلغاثة في ظل القبضة األمنية المحكمة على مدينة دمشق‪ ،‬وتحدثت‬ ‫«براءة» ‪ -‬إحدى اإلداريين في غراس النهضة ومسؤولة العالقات العامة‪ -‬عن تشكيل مجموعة « غراس‬ ‫النهضة» وكيفية عملها على األرض مجيبةً عن األسئلة التالية‪:‬‬

‫في مجال اإلغاثة فهي (كفالة اليتيم) و‬ ‫(قرة العين) لكفالة الرضع وأيض ًا (الفرن‬ ‫غراس النهضة‪ ،‬كيف تشكلت‬ ‫والطحين) وبالنسبة للمشاريع التنموية‬ ‫ومتى بدأت فكرتها؟‬ ‫شباب غراس النهضة‪ ،‬ثوار منذ اليوم فنعمل على مشروعين هما التعليم‬ ‫ٌ‬ ‫وبعضهم قبل و(أيادي الحرية)‪.‬‬ ‫األول للربيع السوري‪،‬‬ ‫ذلك‪...‬حيث أنَّ أكثر أعضاء المجموعة‬ ‫كيف تجدون تقبل األهالي في الريف‬ ‫كانوا يعملون بمشاريع تنموية ونهضوية‬ ‫الدمشقي للمشاريع التنموية؟‬ ‫ومشاريع خدمية وتطوعية لخدمة البلد‪،‬‬ ‫وعندما بدأت الثورة انضموا للثوار في الريف بيئة خصبة جد ًا‪ ،‬أهله يعانون‬ ‫مجموعات الفراغ الشديد والصغار منهم لديهم حنين‬ ‫كل شيء‪ ،‬وبدأوا على شكل‬ ‫ٍ‬ ‫صغيرة‪..‬بمشاريع صغيرة لخدمة الريف للطفولة‪....‬يتقبلون المشاريع الجديدة‬ ‫والمنكوبين‪ ،‬وبعد عدة زيارات متتالية برحابة صدرٍ كبير ٍة لمجرد أنها مفيدة‬ ‫للريف بدأوا باالجتماع لتربة اخصب ويسعون إلنجاحها بشكل جيد قدر اإلمكان‬ ‫للنهضة والتغيير‪ ..‬اتفقنا على الهدف وهنا أتحدث عن الريف المحرر بالطبع‪.‬‬ ‫وكنا يد ًا بيد في المشاريع التي بدأت تكبر‬ ‫«‬ ‫مع الزمن وتخدم أكبر عدد نصل إليه‪.‬‬ ‫رسالتنا النهوض باإلنسان‬ ‫ما الرسالة التي تطمح‬ ‫ماديا واجتماعيا وفكريا وصوال‬ ‫غراس النهضة إيصالها؟‬ ‫لنهضة شاملة تعم األمة‬ ‫رسالتنا واضحة ‪ ..‬النهوض باإلنسان مادي ًا وشبابها‬

‫واجتماعي ًا وفكري ًا و ثقافي ًا وصو ًال‬ ‫لنهضة »‬ ‫شاملة تعم األمة وشبابها بإذن الله‪،‬‬ ‫ما هي الصعوبات التي تواجهكم في‬

‫وبداي ًة وفي الوقت الحالي نحن نعمل‬ ‫على الدعم االغاثي‪ ،‬ألن االنسان الجائع‬ ‫غير قادر على اإلنتاج باإلضافة لتفعيل نواجه العديد من الصعوبات والمشكالت‬ ‫لكن تعد أكبر صعوبة االنتشار األمني‬ ‫مشاريع مختلفة‪.‬‬ ‫الكثيف‪ ،‬فالوضع في دمشق وريفها‬ ‫لغراس النهضة صفحة على الموقع صعب جد ًا وجميع من يعمل باإلغاثة‬ ‫ٌ‬ ‫معرض لخطر االعتقال والموت نتيجة‬ ‫االجتماعي ‪ facebook‬مالذي يميزها‬ ‫تعدد الحواجز وتقاربها والتشديد على‬ ‫عن غيرها؟‬ ‫صفحتنا تعبر عن فكر وعمل فريق فعال المواد اإلغاثية والتدقيق على الهويات‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ناجحة‪ ،‬والسيارات‪ ،‬أما المناطق المحررة من الداخل‬ ‫فعالة‬ ‫على األرض‪ ،‬ذو مشاريع‬ ‫ّ‬ ‫ليست عمل فردي‪ ،‬وإنما لوحةٌ يرسمها فهي غير مستقرة ومعرضة للقصف في‬ ‫كل لحظة‪.‬‬ ‫تعاون جميع أفراد الفريق‪.‬‬ ‫وبالتأكيد من الصعوبات المالحقة األمنية‬ ‫ماهي مجاالت عمل غراس النهضة للناشطين اإلغاثيين‪ ،‬وأيض ًا عمليات نهب‬ ‫ً‬ ‫حاليا وما المشاريع التي تعمل عليها؟ وحجز وسرقة المواد اإلغاثية على الحواجز‪،‬‬ ‫مجاالت عمل غراس إغاثية‪ ،‬خدمية‪ ،‬تقنية‪ ،‬باإلضافة لعمليات المداهمة التي تلحق‬ ‫طبية‪ ،‬تنموية‪ ..‬أما أميز المشاريع حالية بالمنطقة المنكوبة وسرقة المستودعات‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وكذلك يقوم النظام األسدي باستهداف‬

‫المستودعات اإلغاثية ومحاوالت قصفها المجموعات اإلغاثية‪ ،‬وأيض ًا تعدد مكاتب‬ ‫باستمرار بهدف تدمير البنى التحتيه ألي المعونات في المنطقة الواحدة‪ ،‬باإلضافة‬ ‫لمشاكل النزوح بين المناطق وعدم مراعاته‬ ‫منطقة تحاول النهوض من جديد‪.‬‬ ‫من قبل المانحين للمساعدات‪.‬‬ ‫أ ّما عن الوضع االقتصادي قالت «براءة»‪:‬‬ ‫الوضع االقتصادي و الوضع العام ليسا «‬ ‫طبيعين أو متوازنيين حتم ًا ‪ ..‬فنحن جهود اإلعالم في داريا‬ ‫كمجموعة وكأي أحد يعمل في المجال تعطيها قوة وصمود مقارنة‬ ‫اإلغاثي أو المساعدات نواجه صعوبة مع «العبادة»‬ ‫كبيرة في تأمين المواد العينية ناهيك عن‬ ‫فقر السوق بالمواد الرئيسية كالطحين والرز »‬ ‫وبكل تأكيد الخبز ‪..‬‬ ‫وذكرت براءة أنه من المشاكل الكبيرة هي‬ ‫كما نجد تحدي في تحويل األموال من تأثير اإلعالم على المناطق وتوجيه األنظار‬ ‫الخارج للداخل السوري بدون أي تبعات نحوها حيث قالت‪ :‬أن جهود اإلعالم في‬ ‫ومالحقات أمنية باإلضافة لصعوبة داريا يعطيها قو ًة وصمود ًا ومساعد ًة‬ ‫التنقل بشكل عام بسبب سوء المواصالت بشكل أكبر مقارن ًة بمنطقة أخرى ضعيفة‬ ‫وغالء البانزين والطرقات المغلقة في إعالمي ًا وتقني ًا كـ «العبادة» أو «الوحوش»‬ ‫حيث تعانيان األمرين وال يردهما أي دعم‬ ‫دمشق‪.‬‬ ‫بسبب انخفاض الجهود اإلعالمية فيهما‪.‬‬ ‫وعن تمويل «غراس النهضة» أشارت‬ ‫«براءة» إلى أنهم يحصلون عليه من‬ ‫جهات متعددة ‪ ،‬فردية وجماعية‬ ‫وأضافت‪ :‬نرفض التبعية وال نطالب بها‬ ‫أحد ًا‪..‬عملنا مشترك مع الجميع وألجل‬ ‫الجميع‪ ،‬كما نلتزم بالتوثيق بما يحفظ‬ ‫معياري الكرامة لألهالي وأمن المناطق‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وتحدثت مسؤولة العالقات العامة‬ ‫«براءة» عن مشاكل ثانية تشترك فيها‬ ‫المناطق المحررة غير المحررة‪ :‬وهي تعدد‬

‫أين تجدون «غراس النهضة»‬ ‫بعد سقوط النظام؟‬

‫مؤسسة تنموية تقدم خدمات مجتمع‬ ‫وتساعد دمشق وريفها على النهوض‬ ‫واالستمرار لبناء سوريا‪ ،‬وبكل تأكيد غراس‬ ‫تحترم جميع المجموعات األخرى والنشيطة‬ ‫في مجاالت العمل اإلغاثي والتنموي‬ ‫وتضع يدها بيدهم ألجل خدمة البالد‪.‬‬

‫تنفيذ مشاريع غراس النهضة؟‬

‫أحد مشاريع غراس النهضة‬


‫الجمعة | ‪ 15‬آذار ‪2013‬‬

‫ ‬

‫ضرب المقار األمنية بقلب العاصمة‬

‫الغايــة والــوســيلــة ‪..‬‬ ‫‪ -‬عهد الشام‬

‫بدأ (دومينو) األسد يتساقط الواحد تلو‬ ‫ّ‬ ‫العسكرية‬ ‫اآلخر‪ ،‬بعد فشل ِدفاعاته‬ ‫في ريف دمشق مام هجمات الجيش‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الحر وبقيت العاصمة ورقة‬ ‫السوري‬ ‫ّ‬ ‫ًأخيرة ً‪ ،‬تتهاوى لتسقط بيمين الحر أو‬ ‫تبقىبيسار األسد‪.‬‬ ‫الحرب والضرب في الصميم ‪..‬‬

‫مع مطلع ‪ 2013‬ن ُِظمت هجمات الح ّر‬ ‫على المقا ّر األمن ّية بالعاصمة تحت‬ ‫اسم (ال َم َلح َمة ُ‬ ‫الكبرى)؛ التي أع ِلن عنها‬ ‫مطلع شباط الفائت‪ ،‬وابتدأها الجيش‬ ‫بهجوم على فرع المعلومات الجو ّية‪،‬‬ ‫الحر‬ ‫ٍ‬ ‫وضرب أفرع المخابرات الجو ّية في مناطق‬ ‫داريا وحوش بالس وملعب العباسيين‪.‬‬ ‫ولم تبقَ ساحة العباسيين ميدان المواجهة‬ ‫الوحيد بعد انسحاب جنود األسد منها‪،‬‬ ‫بل عاد الحر إلى ساحة األمويين حين‬ ‫استه ِدف مق ّر هيئة األركان‪ ،‬فتصدّرت‬ ‫العملية عناوين اإلعالم يوم ‪،02/21‬‬ ‫ليتبعها أنبا ٌء عن ضرب فرع االتّصاالت‬ ‫(للتنصت) ببرزة‪ ..‬وفي اليوم التالي كان‬ ‫ّ‬ ‫محيط القصر الجمهوري الهدف رد ًا على‬ ‫مجزرة تفجير المزرعة؛ وأعاد الجيش الحر‬ ‫الك ّرة بقصف مق ّر هيئة األركان ونادي‬ ‫الضباط في ساحة األمويين مطلع آذار‪..‬‬ ‫فيما ن ُِس َبت إليه العملية األعنف وهي‬ ‫األمني في‬ ‫استهداف منطقة المربع‬ ‫ّ‬ ‫كفرسوسة يوم ‪ ،02/28‬والتي طالت فرع‬ ‫العسكري‪.‬‬ ‫المداهمة ‪ 215‬ومبنى القضاء‬ ‫ّ‬ ‫جاء بعدها استهداف مجمع أمن الدولة‬ ‫يومين متتاليين ‪ 3/13-12‬بعدد كبير من‬ ‫قذائف الهاون أصابت األفرع والمناطق‬ ‫المحيطة بها كملعب تشرين والفحامة ‪..‬‬ ‫تسببت في استشهاد ‪ 7‬مدنيين وإصابة‬ ‫آخرين‪ .‬دون تبني من أي جهة‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫والترصد‪..‬‬ ‫اإلصرار‬ ‫سبق‬ ‫هجوم مع ِ‬ ‫ِ‬

‫بعد ما أعلنتْه قيادة الداخل المشتركة‬ ‫للجيش الح ّر عن بد ِء عمليات (بركان‬ ‫دمشق‪ ..‬زلزال سوريا) بتاريخ ‪-7-16‬‬ ‫‪2012‬؛ انتظمت تح ّركات الحر بدمشق‪ ،‬ما‬ ‫م ّكنه من اإلعالن ال ُمسبق والتهديد بضرب‬

‫أه ّم نقاطها األمنية وحصار مناطقها‬ ‫االستراتيجية‪ .‬ففي ‪ 11-17‬أع َلنَت قوات‬ ‫المغاوير تجديد عملياتها العسكرية لتحرير‬ ‫دمشق انطالق ًا من أحيائها الجنوبية‪ .‬وكان‬ ‫لواء اإلسالم قد أعلن في بيان على صفحته‬ ‫بأنه قرر استهداف األفرع األمنية في‬ ‫قلب العاصمة بقذائف هاون وصواريخ‬ ‫محلية الصنع دقيقة بحسب البيان أثبت‬ ‫فعاليتها في استهداف األركان مطلع‬ ‫آذار‪ .‬وطلب اللواء من المدنيين االبتعاد عن‬ ‫األفرع األمنية والمناطق العسكرية داخل‬ ‫العاصمة ودعى القاطنين بجوارها للرحيل‬ ‫خشية االنتقام‪.‬‬

‫«‬ ‫تمكنت بعض الكتائب‬ ‫المختصة بالتصنيع من تطوير‬ ‫صواريخ محلية دقيقة يصل‬ ‫مداها ‪ 90‬كم‬

‫»‬

‫أسلحة ّ‬ ‫مصنعة وغنائم واسعة‬

‫السنة الثانية | العدد ‪31‬‬

‫عند استخدام الهاون والصواريخ المحلية‬ ‫بحسب خبراء‪ ،‬ومن جهة أخرى يسقط‬ ‫العديد من قذائف الهاون بشكل عشوائي‬ ‫في أحياء قلب العاصمة دون أي تبني من‬ ‫أحد الكتائب المقاتلة آخرها سقوط ‪9‬‬ ‫قذائف هاون في حي الفحامة‪.‬‬

‫اتساع السيطرة والشام في مرمى النار‬

‫مع توسع األراضي التي يسيطر عليها‬ ‫الجيش الحر في محيط دمشق ومع سيطرة‬ ‫النظام على كافة القطع العسكرية‬ ‫المتربعة على جبل قاسيون وجبال‬ ‫المعضمية «الفرقة الرابعة» أصبحت‬ ‫دمشق بالكامل تحت مرمى الجيش الحر‬ ‫والنظام‪ ،‬ويدور الجدل والغضب أحيان ًا‬ ‫بين ناشطي دمشق وسكانها عن مدى‬ ‫فعالية استخدام الجيش الحر القصف من‬ ‫بعيد في وضح النهار لألفرع األمنية‪ ،‬بينما‬ ‫يوجه آخرون أصابع االتهام للقذائف‬ ‫العشوائية إلى قوات النظام والتي ال تهدأ‬ ‫عن قصف األحياء الثائرة المجاورة بجميع‬ ‫أنواع األسلحة وتستطيع أن تطال أي حي‬ ‫من أحياء دمشق ‪.‬‬ ‫النظام واالنتقام‪..‬‬

‫ليس بعيد ًا عما تفعله يومي ًا قوات األسد‬ ‫من دك أحياء الريف الغربي والشرقي‬ ‫وحتى أحياء برزة وجوبر والقابون‪ ،‬يشير‬ ‫العديد من النشطاء إلى عمليات االنتقام‬ ‫الممنهج للنظام متمثل ًة بضرب األحياء‬ ‫بقذائف الهاون بهدف إثارة الرعب‬ ‫والفوضى في شوارع العاصمة وتشويه‬ ‫صورة مقاتلي الجيش الحر مستغ ًال‬ ‫كون الكتائب أعلنت استهدافها لقلب‬ ‫العاصمة‪..‬‬

‫تن ّوعت أسلحة مقاتلي الح ّر الداخلة في‬ ‫عمليات ضرب العاصمة‪ ،‬بين الغنائم‬ ‫كالراجمات والمضادات التقليدية‬ ‫وصواريخ األرض‪ -‬أرض ‪ ، ،107‬والصناعة‬ ‫اليدوية لألسلحة كالقذائف والصواريخ‬ ‫والهاون ‪ ،120‬حيث يعيد‬ ‫المتوسطة‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫كل «‬ ‫المقاتلون تركيب ما لم ينفجر َع ِق َب ّ‬ ‫معرك ٍة‪ ،‬أو يف ّككون األسلحة المعطوبة‪ ،‬معظم األفرع األمنية تحتمي‬ ‫الطلقات والقذائف‪ .‬باألحياء السكنية المكتظة أو‬ ‫و ُيع ّبؤون فوارغ‬ ‫ِ‬ ‫وقد استطاعت بعض الكتائب المقاتلة تقع بجوار أسواق مزدحمة‬ ‫المتخصصة بالتصنيع من انتاج صواريخ‬ ‫محلية الصنع بعيدة المدى وصل مدى‬ ‫بعضها بحسب ما أعلن لواء اإلسالن‬ ‫العامل في الغوطة الشرقية إلى ‪ 90‬كم‪.‬‬ ‫خطأ في الهدف أم مكيدة النظام!؟‬

‫أعلن الجيش الحر وكتائبه كقوات المغاوير‬ ‫ولواء اإلسالم عن عدة عمليات قصف‬ ‫بالهاون والصواريخ للتجمعات األمنية‬ ‫أو القصر الجمهوري ومحيطه من مناطق‬ ‫عسكرية‪ ،‬وكل ما أعلن عنه تم ّيز بدقة‬ ‫الهدف رغم ارتفاع معدل الخطأ باإلصابه‬

‫عسكري‬

‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬

‫»‬ ‫مدى الفاعلية ؟‬

‫وبالمقابل يصف بعض المحللين‬ ‫استهداف المقرات األمنية من قبل الجيش‬ ‫الحر بأنه نوع من الحرب النفسية أكثر من‬ ‫كونه إنجاز عسكري‪ ،‬بالمقابل فإن معظم‬ ‫األفرع األمنية تحتمي بمناطق سكنية‬ ‫مكتظة كالمهاجرين والصالحية والفحامة‪،‬‬ ‫أو تقع بجوار أسواق دمشق المزدحمة‬ ‫بسبب كثرة النازحين داخلها‪ .‬ما يجعل‬ ‫المدنيين عرضة لإلصابة‪ .‬عدا عن كون تلك‬ ‫األفرع مليئة بالمعتقلين مايدفع للتخوف‬ ‫من حاالت االنتقام‪ .‬خاص ًة أن الفرع يبقى‬ ‫بمأمن حتى بعد ضربه ‪..‬‬ ‫إعالم ضائع‬

‫مع كل قذيفة هاون تسقط داخل‬ ‫العاصمة يهلع اإلعالم الرسمي لتزوير‬ ‫بعض المشاهد أو تعظيم إصابات دون‬ ‫أخرى كما فعلت وكالة األنباء الرسمية‬ ‫السورية (سانا)‪ ،‬والتي َر َوت مشهد سقوط‬ ‫القذائف على مبنى أمن الدولة بكفرسوسة‬ ‫ٌ‬ ‫استهداف‬ ‫في ‪ ،2013-3-11‬بأنها‬ ‫للمحال التجارية والمدنيين‪ ،‬ولملعب‬ ‫تشرين الذي ض ّم مباراة كرة قدم‪ ،‬متجاهلة‬ ‫ًورود ّأي أنبا ٍء عن إصابة مبنى األمن أو‬ ‫محيطه‪.‬‬ ‫إن الوقائع على األرض واشتداد المعارك‬ ‫على أطراف العاصمة تجعل من األيام‬ ‫القليلة القادمة لحظات حسم ال بد منه‪،‬‬ ‫وفي ظل ذلك تبقى استراتيجيات الجيش‬ ‫الحر رغم عدم التكافئ عنصر هام في‬ ‫كسب الثقة والتأييد داخل العاصمة‬ ‫مع حماية دماء وممتلكات المدنيين من‬ ‫االستهداف من قبل الجيش الحر مهما‬ ‫كان نوع السالح المستخدم‪ ،‬ويبقى النظام‬ ‫المجرم صاحب المسؤولية عن كل قطرة دم‬ ‫تنزف‪.‬‬


‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬

‫شهداء ‪ -‬معتقلون‬

‫الجمعة | ‪ 15‬آذار ‪2013‬‬

‫شــهــــــداء‬ ‫ليس من السهل أن تختص َر حيا ًة بكلمتين‬ ‫َ‬ ‫أو تعبر عنها بسطور‪ ،‬وليس من الممكن‬ ‫شاب أمضى حياته يعمل‬ ‫أن تكتب عن ٍ‬ ‫لوطنه وال عن ٍأب رباه ليكون ذلك‪ ،‬لكن‬ ‫من الممكن أن تبكي عليهما كثير ًا وتبتسم‬ ‫لروحهما فقد مضيا شهيدين كما أرادا في‬ ‫حياتهما‪..‬‬ ‫في تاريخ ‪ 2012\12\13‬غاب األب‬ ‫واالبن عن العائلة إثر قذيفة هاون على‬ ‫منطقة برزة البلد‪ ،‬األب «أسامة الحناوي»‬ ‫لم يكن شخص ًا عادي ًا فهو عقي ٌد طيا ٌر‬ ‫حربي من الطراز االول‪ ،‬شارك في الحرب‬ ‫مع اسرائيل أما االبن « أحمد الحناوي»‬ ‫فكان من أوائل المتظاهرين المناديين‬ ‫بالحرية والعدالة‪.‬‬ ‫ُيذكر أن األب أسامة استشهد عن عمر‬ ‫«‪ »56‬عام ًا وأنه كان من أشرف العاملين‬ ‫في سالح الجو وكان كالجبل في شموخه‬ ‫ودفاعه عن قيمه‪ ،‬و قام بتربية ابناءه‬ ‫جميع ًا على حب االنسان والوطن وتقديم‬ ‫األفضل لسوريا األم التي رعته وربته‬ ‫والتي دافع عنها في شبابه‪.‬‬ ‫كتبت له ابنته على صفحة ذكراه في‬

‫السنة الثانية | العدد ‪31‬‬

‫األب واالبن الشهيد‬ ‫«أحمد وأسامة نحالوي»‬

‫الموقع االجتماعي ‪( :facebook‬أرأيت يا‬ ‫«أبي» «الجبل» وشموخه؟ أرأيته كيف‬ ‫يصمد ؟أرأيته كيف يزداد ارتفا ًعا فيزداد‬ ‫مهاب ًة؟ وهو مع مهابته ترتاح الناس‬ ‫لرؤيته‪..‬أرأيته كيف يمد أياديه أسفل‬ ‫الوادي ف ُيلهم من حوله الثبات والحلم؟‬ ‫أما وإني يا أبي قد رأيت أعجب من هذا‪..‬‬ ‫َ‬ ‫رأيتك تجمع ه َّم الجبال وه َّم األبوة‪ ،‬تلك‬ ‫األبوة المضاعفة التي حملتها‪ ،‬فحملت‬

‫جميعا في‬ ‫في قلبك مجموع ما نحمله ً‬ ‫قلوبنا؛ ولذلك ترانا نحيا بنبضك‪ ،‬وبجسور‬ ‫حبك أضحينا شبا ًبا تفتخر بهم‪،‬فإن مالك‬ ‫الشيء يعطي ما ال يعطيه فاقده‪ ..‬بل إن‬ ‫حنانك لم يكن له مثيل‪).‬‬ ‫أما أحمد االبن‪ ،‬فكان األمل والتفاؤل‬ ‫ألصدقائه ورغم انه لما يبلغ الثمانية عشر‬ ‫من العمر إال أنه كان ناشط ًا منذ بداية‬ ‫الثورة وكان يطلب من والدته أن تدعو له‬

‫بالشهادة في كل مر ٍة خرج فيها للتظاهر‪،‬‬ ‫كما أنه اعتبر مغادرة برزة البلد تولي ًا عن‬ ‫لمكان‬ ‫الزحف فلذلك رفض الخروج منها ٍ‬ ‫أكثر مكان ًا وقضى فيها شهيد ًا نتيجة‬ ‫قذيفة هاون‪.‬‬ ‫كتب عنه صديقه بعد استشهاده‪( :‬لقد‬ ‫سحرني أحمد من خالل صالبته و جرأته‬ ‫وإقدامه‪ ،‬فبفضل حبه للمطالعة تبلورت‬ ‫بعقله االفكار مع الزمن‪ ،‬لقد كان أحمد يروض‬ ‫نفسه على الصمت ليحلل آراء االخرين ثم‬ ‫يخرج عن صمته مفند ًا ما دار من آراء‪ ،‬لقد‬ ‫تعمق في دراسة نظريات ائمة ممارسي‬ ‫العنف‪ ،‬واكتشف أنه أمام عقيدة مستوحاة‬ ‫من األنانيه و الحقد عقيدة يعني انتصارها‬ ‫على شعبها تسديد ضربة قاضية للبشرية‪،‬‬ ‫لقد كان أحمد شاب ًا سوري ًا بكل ما فيه الكلمة‬ ‫من معنى يؤمن بزعيم عادل مفكر يسير‬ ‫مقدرات سوريا إلى ما فيه خيرها وازدهارها‪).‬‬ ‫كان أحمد ال يهاب الرصاص ويدفع‬ ‫اآلخرين للعمل في سبيل الحرية وإسقاط‬ ‫النظام‪ ،‬ضحى بدراسته من أجل الثورة ولم‬ ‫يهتم بأي شيء سواها تطبعت تصرفاته‬ ‫بطابع الثوار رغم صغر سنه وبدأ الكفاح مع‬ ‫أبناء حييه في سبيل تحرير سوريا‪ ,‬كانت‬ ‫الحرية أغلى ما يريده‪ ،‬كان يقول دوم ًا (عند‬ ‫النصر سأرقص بساحة الحرية)‪.‬‬

‫مــعــتــقلون‬

‫راعية الطفولة‪ ..‬خلف القضبان « مجدولين خضور»‬ ‫في يوم المرأة العالمي‪ ،‬وبينما تحتفل الدول‬ ‫ ‬ ‫والشعوب بالمرأة كصانعة لألجيال وبناء ٍة للمجتمع ‪..‬‬ ‫يحتفي النظام السوري بأفضل نساء سوريا في السجون‬ ‫ليسلب منهن حريتهن ويضع القيود على أفواههن‬ ‫لتصمت عن العالم واإلنسانية‪..‬‬ ‫مجدولين خضور إحدى الفتيات اللواتي اعتقلن خالل‬ ‫الثورة السورية ومنذ تاريخ ‪ ،2013\1\19‬يؤكد كثيرون‬ ‫أن مجدولين لم تفعل شيء سوى أنها رفعت صوتها في‬ ‫وجه الظالم لترفض القتل وزهق الدماء وتعذيب األطفال‬ ‫وتشريد العائالت‪.‬‬ ‫مجدولين تبلغ من العمر ‪ 31‬وهي من خريجي كلية‬ ‫االقتصاد وأصلها من محافظة طرطوس‪ ،‬تطوعت خالل‬ ‫الثورة السورية في مدارس النازحين وقامت على رعاية‬ ‫األطفال المهجرين من منازلهم لتحضر لهم المالبس‬ ‫والطعام وتروي لهم يومي ًا قصص اإلنسانية وسوريا الوطن‬ ‫واألم‪.‬‬ ‫ذكر أحد أصدقاء مجدولين على صفحة التضامن معها‬ ‫في الموقع االجتماعي ‪( :facebook‬كانت تعرف أن الثمن‬ ‫سيكون غالي ًا ‪ ،‬كيف ال تفعل وقد عاشت قصص ّ‬ ‫الشهداء‬ ‫‪ ،‬وواست المعتقلين ومسحت جراح المتألمين ‪ ،‬وعلى قدر‬

‫تجاربها كانت تعلم معنى التضحية ‪ ،‬معنى أن يبذل‬ ‫اإلنسان نفسه للوطن‪ ،‬وأال يدخر منها شيئ ًا إال أعطاه ّ‬ ‫بكل‬ ‫إخالص ‪ ،‬وهكذا كانت مجدولين ‪.)..‬‬ ‫يتساءل أصدقاء مجدولين مالذي سيقوله لها سجانها‬ ‫وهي ابنه طرطوس وصديقة األطفال ومحب ُة الوطن هل‬ ‫سيلقاها بعين التعذيب ليسألها عن سلفيتها أو خيانتها‪،‬‬ ‫أو طائفيتها ولربما يسألها عن أصدقائها األطفال وما‬ ‫علمتهم ودرستهم ! كما يذكر ٌ‬ ‫بعض من رفاقها على‬ ‫صفحتها كالمها عن االعتقال وخوفها منه فما زالوا إلى‬ ‫اآلن يعدون األيام لتعود إليهم بعد أن وضعوها اآلن في‬ ‫اإليداع بسجن عدرا للنساء‪.‬‬ ‫وفي يوم المرأة العالمي يكتب غسان الكاكوني على‬ ‫صفحتها‪( :‬ماجدولين الطفله واالبنه واألنثى الشفافة‬ ‫الرقيقه ‪،‬ماجدولين الوطن بكل تنوعه ‪ ،‬ماجدولين الثوره‬ ‫وماجدولين الحريه‪ ،‬تحيه خاصه لك ولكل حرائر الوطن‬ ‫ولكل أسرانا وقلوبنا معكم‪ ،‬لكم الحريه ولسجانيكم الذل‬ ‫والهوان‪ ،‬مجدولين صيبه أكثر من رائعه أعرفها مذ هي‬ ‫طفله وكبرت وترعرت وهي تحمل هموم الوطن وتربطني‬ ‫بها عالقة قربى وعالقه وطن جمعنا بهمومنا كسوريين ‪،‬‬ ‫لسوريا ولمجدولين ولكل أحبتنا في األسر الحريه(‪.‬‬

‫يأت ذكر مجدولين في مجلس إال أن ذكروها بمناقب‬ ‫لم ِ‬ ‫عديدة ولكن كانت أميزها أنها تحب الحياة والناس‬ ‫باختالفهم وتنوعهم وتتقبل جميع األفكار التي تطرح‬ ‫أمامها‪ ،‬كما انها تتفهم وجهات النظر ولو اختلفت عن ما‬ ‫تراه لتتبنى ما تجد فيه الحكمة والطريق الصحيح‪.‬‬


‫الجمعة | ‪ 15‬آذار ‪2013‬‬

‫أدب ‪ -‬فن ‪14‬‬ ‫‪14‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪31‬‬

‫ال تحزن‬ ‫| عبد السالم الشبلي الشديد‬

‫ال ْ‬ ‫تحزن فلن يعو َد الزمن‬

‫ال تحزن‬

‫ال تحزن‬

‫إن اعتقلوا مناض ًال‬

‫أطعموك الخبز املط ّ‬ ‫َ‬ ‫يل‬ ‫ْإن‬ ‫بالع َفن‬

‫أو أعدموا بط ًال‬

‫وال تجزَعْ‬ ‫‪2011/3 - 25‬‬

‫الجامع األموي‬

‫مذكرات ثائر ‪ :‬غضب «الجامع األموي»‬ ‫| سوري قرر الثورة‬

‫واه ٌم َمن يعتقد بأن إرهاصات الثورة كانت في آذار ‪ ،2011‬فالحقد على آل األسد‬ ‫ ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫بمستقبل ال يكون األسد أحد‬ ‫التفكير‬ ‫مجرد‬ ‫من‬ ‫كنا‬ ‫ل‬ ‫يتم‬ ‫الذي‬ ‫الخوف‬ ‫نا‬ ‫ب‬ ‫حس‬ ‫بكثير‪،‬‬ ‫ذاك‬ ‫قبل‬ ‫كان‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫مك ّوناته؛ ٌ‬ ‫صغيرة كانت كافية ً إلشعال سوريا كلها‪ ..‬اشتعلت في نفس كل سوري‪ ،‬قبل‬ ‫شرارة‬ ‫أن تبدأ في دمشق أو درعا أو أي محافظ ٍة أخرى‪ ..‬انطالقة الثورة السورية ستعلم الشعوب المعنى‬ ‫األسمى للثورة‪ ..‬وكتب الله لنا الحياة لنروي قصتها‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫أحداث الجامع األموي‪ ،‬واستشها ٌد في‬ ‫أخبار يوم الجمعة ‪ 2011-3-18‬كانت مفاجئة ً فع ًال‪..‬‬ ‫درعا‬ ‫وتواصينا الصالة في الجامع األموي يوم الجمعة‪..‬‬ ‫التقينا مع بعض أصحابنا يوم األربعاء ‪َ 3-23‬‬ ‫سا َد التوتر نفسي خالل اليومين وفارقني النوم صباح الجمعة‪ ،‬إال أن التَوق للحظات الحرية كان‬ ‫أقوى من الخوف والقهر مع ًا‪ ..‬الشوارع خاوية ٌ تمام ًا وكأنها تتزين ليوم ٍس ُيذ َكر على مر التاريخ‪،‬‬ ‫بأن الشعب السوري قرر الحياة يوم ًا ما‪..‬‬ ‫دخلنا من جهة «العصرونية»‪ ،‬ولم نعدم عمال التنظيفات يتأملون في ال ُمشاة فقط‪ ،‬ولن أخفي‬ ‫مراجعتي لنفسي بأن أعود من حيث أتيت‪ ،‬إال أن شعورا غريبا شدّني ألكمل‪ ..‬وصلنا باب األموي‬ ‫وتفاجأنا بأكثر من ‪ 200‬عنصر أمن بلباس ٍأسود في الساحة المؤدية إلى الحميدية‪.‬‬ ‫بدأ خطيب األموي ‪ -‬البديل عن البوطي‪ -‬بخطبته‪ ،‬وافتتحها بشواهد عن ال ِفتنة وضرورة التزام‬ ‫المنازل ّ‬ ‫والكف عن الخوض في الخطر وإلقاء األيادي إلى التهلكة‪ ..‬عبث ًا كنت أحاول إبعاد التوتر‬ ‫عن نفسي‪ ،‬خصوص ًا بعد أن قام عناصر أمن األموي َ‬ ‫بجن َز َرة جميع أبواب األموي باستثناء باب ٍ‬ ‫ُ‬ ‫حاولت أن أسهو مرار ًا دون جدوى‪ ،‬عسى أن أكفى ش ّر أحد األمرين‪ ..‬التوتر المرهق للنفس‪،‬‬ ‫واحد‪..‬‬ ‫وسماع الخطبة المقيتة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫أصوات صراخ ٍ خارج المسجد‪ ،‬فبدأت الناس بالتلفت والحير ُة با ِدية ٌعليهم‪ُ ..‬شحِنَ الجو‬ ‫سمعنا‬ ‫بالمزيد والمزيد‪ ..‬إال أن الشيء الوحيد الذي لم يتغير هو كالم الخطيب‪ ،‬فقد استرسل بموضوع‬ ‫ال ِفتنة ّ‬ ‫وكف الناس عن موضة هذا العصر (الثورة)‪ ..‬فجأ ًة ساد ٌ‬ ‫رهيب جد ًا‪ ،‬قطعه صراخ‬ ‫صمت ٌ‬ ‫(سباب)‪ ،‬وكانت تلك هي الشرارة التي أشعلت‬ ‫أحدهم بوجه الخطيب بما نسميها اصطالح ًا ُ‬ ‫نفديك يا درعا)‪ ..‬ألقى‬ ‫األموي ثانية‪ ،‬وبدأت الناس بالهتاف داخل المسجد (بالروح‪ ..‬بالدم‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫الله في قلوبنا تلك القوة التي دفعتنا باتجاه أبواب األموي صارخين ألول مرة (الله‪ ..‬سوريا‪..‬‬ ‫حرية وبس)‪ ،‬والشيء الوحيد الذي صمد في وجه هذا التغيير للمرة العاشرة‪ ..‬هو خطيب الجمعة‪.‬‬ ‫ومنذ لحظة خروجنا من باب األموي وحتى اعتصامنا في ساحة المرجة‪ ،‬امتألت أصداء دمشق‬ ‫بهتافات التكبير والتهليل وفداء درعا‪ ،‬واستبدال األسد في المعادلة الثالثية‪ ،‬بالحرية‪ ..‬ولن‬ ‫ممسك ًا بالمصحف المرفوع بين يديه‪ ،‬والمفتوح على سورة‬ ‫ننسى ذلك الرجل على أكتاف األحرار‪ِ ،‬‬ ‫(يوسف) تحديد ًا‪ ،‬والتي ع ّبرت تمام ًا عن حالنا‪ ،‬بال ٌء وبالء إلى أن نصل إلى التمكين بإذن الله مع ًا‬ ‫جميع ًا‪ ..‬والقاسم المشترك بين جميع من خرج يومها كان صالة الجمعة ظهر ًا في البيوت ‪ -‬أو‬ ‫في المعتقل لمن ابتاله الله ‪ -‬إال أن لسان حالهم ومقالهم مع ًا يقول‪..‬‬ ‫«اليوم فقط شعرت بأني صليت الجمعة حقا»‬

‫فالزمن‪ ..‬ما أك َرثه تق ّلب الزمن‬ ‫***‬ ‫ال تحزن‬ ‫َ‬ ‫أجربوك عىل التدفئة‬ ‫إن‬ ‫بالحطب‬ ‫واستنشقْ أوكسيد الكربون‬ ‫ِ‬ ‫وتغ ّذى‪ ..‬فليس أطيب من‬ ‫اللهب‬ ‫***‬ ‫ال تحزن‬ ‫َ‬ ‫أجربوك عىل تأليه هُ َبل‬ ‫إن‬ ‫وقل يا هُ َبل‪ ..‬أعلوا هُ َبل‬ ‫َ‬ ‫داخلك هُ َبل‬ ‫وال َعنْ يف‬ ‫إن ثورتك بعد اليوم‬ ‫ستج ّب كل ما حصل‬ ‫ُ‬ ‫***‬ ‫ال تحزن‬ ‫ْإن عىل طوابري الخبز اغتالوك‬ ‫أو قتلوا أخوك‬ ‫وتأكد أنك إن ّ‬ ‫مت اليوم‬ ‫فإنهم سيموتون غداً‬ ‫***‬ ‫ال تحزن‬ ‫إن جعلوا النار تأكل جسدك‬ ‫وإن جعلوا النفط كفن‬ ‫وارصخ بدل أنقذوين‪..‬‬ ‫أنه لن يعود الزمن‬ ‫***‬

‫عمر املختار أع ِد َم وانترصت ليبيا‬ ‫وانتهت امل َِحن‬ ‫ومل َي ُعد الزمن‬ ‫***‬ ‫ال تحزن‬ ‫إن طال الظالم عليك‬ ‫فليس من قيم ٍة للشمس‬ ‫إن استم ّرت برؤيتها عينيك‬ ‫***‬ ‫ال تحزن‬ ‫إن قطعوك عن املاء‬ ‫وتج ّلد‬ ‫واس َت ِعر غضب الصحراء‬ ‫َ‬ ‫واعطش عطش الصحراء‬ ‫وا َ‬ ‫رش ْب من كأس اإلباء‬ ‫وتوعّد بسيلٍ من الغضب‬ ‫يقتلعهم من األحشاء‬ ‫***‬ ‫ال تحزن‬ ‫إن أخاطوا فمك‪ ..‬اعمل باليدين‬ ‫فليس أقدر من أخ َر ٍس إذا ام َتهَن‬ ‫وقل يف صمتك املتو ّقد‬ ‫ال لن يعود الزمن‬ ‫***‬ ‫ال تحزن إذا ما اعتقلوك‬ ‫ويف زنزان ٍة صلبوك‬ ‫فاملسيح ُش ِبه لهم صلبه‬ ‫وسيعود لينرصك‬ ‫و لن يعود الزمن‬


‫‪15‬‬ ‫‪15‬‬

‫الجمعة | ‪ 15‬آذار ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪31‬‬

‫@تنسيقية حي كفرسوسة‬ ‫إن نزع راية التوحيد التي كان رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يرفعها في‬ ‫معاركه وجاء وصفها في األثر عن صحابة رسول اهلل أنه كان مكتوبا عليها «ال‬ ‫إله إال اهلل محمد رسول اهلل»‪ ،‬نزعُ هذه الراية واستحقارها هو إهانة لمعتقد‬ ‫المسلمين المتمحور أساسا حول كلمة «ال إله إال اهلل محمد رسول اهلل» ‪،‬وهذا‬ ‫مخالف ألسس المواطنة والعيش المشترك الذي نريد بناء سوريا عليه‪.‬‬ ‫إن إعطاء الذريعة ألي كان بنزع هذه الراية أو حرقها أو رميها بحجة التعبير عن‬ ‫رأي سياسي ومعاداته لفكر معين ؛ سيخلق حالة فتنة بين مكونات الشعب‬ ‫السوري‪.‬‬

‫@صفحة ‪Damascus‬‬ ‫قسم ًا سنقتص من كل من تجاوز على هذه الثورة باسم الجيش الحر ‪ ..‬هؤالء‬ ‫الشبيحة الذين تجاوزوا على الثورة وباسم الجيش الحر والجيش الحر منهم براء ‪..‬‬ ‫اليمكن أن نتجاوز على أهلنا الذين كانوا الحاضنة الشعبية لنا ‪..‬‬ ‫مهمتنا حمايتكم ومن فعل غير ذلك من نهب للمتلكات ربما اآلن ليس وقت‬ ‫حسابه لكنه أين سيهرب ؟؟ واهلل لن يهرب لكن اآلن لدينا عدو واحد فقط هو‬ ‫نظام بشار األسد وعصابته ‪ ..‬ربما قسم من الشبيحة المندسين في الجيش الحر‬ ‫يسمعني اآلن ‪ ..‬أقول لهم لن تفلتوا من العقاب من عقاب الشعب ومن عقاب‬ ‫الجيش الحر ‪ ..‬اعذرونا في هذه المرحلة النستطيع إال أن نوجه جهدنا الرئيسي‬ ‫إال باتجاه النظام المجرم ‪ ..‬بينما هؤالء جايينهم الدور وان شاء اهلل قريب ًا جداً ‪..‬‬ ‫(العقيد عبد الجبار العكيدي رئيس المجلس العسكري‬ ‫في حلب في كلمته أثناء مظاهرة بستان القصر)‬

‫@ تجمع ثوار دمشق‬

‫‪@New syria‬‬ ‫ال تقل لي ‪ 15‬و‪ 18‬آذار ‪ ..‬فلوال نخوة الدرعاوية وبطولة‬ ‫الحماصنة وبأس شباب الغوطة وشجاعة ثوار الشام‬ ‫وعزيمة أسود الدير وقوة األدالبة وحماس الحلبية‬ ‫وحمية الحموية وشموخ الالذقانية وعزة البانياسية‬ ‫ّ‬ ‫وإصرار الجوالنيين وضيافة الرقاوية وكرم أهل الجبل‪،‬‬ ‫لوال هذه األلوان مجتمعة‬ ‫لما ارتسمت هذه الملحمة الثورية الرائعة التي لم‬ ‫ً‬ ‫مثيال ‪...‬‬ ‫يشهد لها تاريخ البشرية‬

‫‪@Mariam Free-mind‬‬ ‫ورقــة االستثناء التي نمنحها ألنفسنا لنعطيها‬ ‫صالحيات إضافية تحت مسميات مخنلفة‪ ،‬قد تكون‬ ‫في البداية ليست سوى انحراف زاوية حادة صغيرة ال‬ ‫تكاد تالحظ بالعين عند نقطة البداية ‪ ..‬لكن األمر عندما‬ ‫يتطور سيكون انفراجا للزاوية‪ ،‬ميال وابتعادا عن الهدف‪،‬‬ ‫ضياعا في طريق منحرف ‪ ..‬انحراف لم نكد نخوض‬ ‫فيه لوال تهاوننا بتلك الزاوية الصغيرة في البداية التي‬ ‫سمحنا ألنفسنا أن نميل عن استقامتها‬

‫‪@Strategy Planner‬‬ ‫ثوار أحبوا وطنهم ومضوا يسطرون التاريخ على سطوره‬ ‫ٌ‬ ‫وضعوا أخوتهم في هللا وشراكتهم في الوطن فوق كل‬ ‫شيء ‪..‬‬ ‫عرفوا أن أمن وطنهم إنما يحفظه قدرتهم على االتحاد‬ ‫حول أهدافهم‪ ،‬والتشارك في العمل ‪ ..‬وأن تعاونهم‬ ‫في الثورة هو ما يشكل درعـ ً‬ ‫ـا يحميها من الفتنة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وهنيئا للوطن‬ ‫بوطن كسوريا ‪..‬‬ ‫هنيئا للثوار‬ ‫والفوضى ‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫بثوار رائعين بخلقهم وقيمهم وعملهم‪.‬‬ ‫ٍ‬

‫إيمان محمد@‬ ‫كل لحظة صمود ُتبنى بها نفوس‪ ،‬كل قذيفة ُتطلق‪،‬‬ ‫قوة البقاء‪ّ ،‬‬ ‫كل طائرة تقصف‪ ،‬تجابه همم الرجال‪،‬‬ ‫ُتظهر ّ‬ ‫ّ‬ ‫كل معركة تدور‪ ،‬تشهد مالحم األبطال‪ ..‬كل دقيقة‬ ‫رباط هي روضة من رياض الج ّنات‪...‬‬ ‫الهم‪ ...‬يكفينا‬ ‫حجم‬ ‫بآالمها‪ ،‬بزلزلة النفوس فيها‪ ،‬بعظم‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫شرفا أننا صامدون‪ ،‬وأن فينا ومعنا قلوب تنبض لتعمل‪..‬‬ ‫اللهم إننا نسألك اإلخــاص وأن ترزقنا الشهادة‪،‬‬ ‫وتقبضنا على التقوى‪..‬‬


‫الجمعة | ‪ 15‬آذار ‪2013‬‬

‫السنة الثانية | العدد ‪31‬‬

‫األخــيــرة‬

‫دفاع مدني ‪ -‬أيام الحرية‬

‫ أسماء الشهود إن أمكن للتواصل معهم الحق ًا‬‫كيفية توثيق جرائم النظام‬ ‫ثاني ًا‪ :‬ال تقبل المحاكم الصور التي تظهر فيها‬ ‫الدماء سواء كانت حديثة أو قديمة لذلك يتم‬ ‫تصوير الجثة بعد غسلها من الدماء كما عثر عليها‬ ‫تقدير ًا لكل عزيز فقدناه في سبيل الحرية و انطالق ًا بأوضاع تُظهر الجراح واإلصابات المختلفة كي يتم‬ ‫من مبدأ العدل فقد وجبت محاسبة قاتليه‪ ،‬وفي التعرف على طبيعتها‪.‬‬ ‫ظل غياب الوسائل و الفرق المتخصصة لتوثيق‬ ‫جرائم النظام علينا كأفراد أن نقوم بهذه المهمة‪ .‬قبل أن تنشر أية صورة لشهيد‪ ،‬طفلة‪ ،‬شيخ‪ ،‬أو فتاة‬ ‫بعمر الورد‪ ..‬فكر بأهالي الضحايا عند نشر صورهم‬ ‫تُعد «الصور الثابتة و المتحركة « من أهم طرق واحترم حساسياتهم تجاه موت أعزائهم‪ ..‬و تذكر‬ ‫التوثيق وكي نكون حرفيين في ذلك علينا معرفة أن الهدف هو توثيق الصور من أجل المحاسبة ال‬ ‫مايلي‪:‬‬ ‫من أجل التحريض و إثارة العواطف‪ .‬تقدير ًا لكل‬ ‫عزيز فقدناه في سبيل الحرية و انطالق ًا من مبدأ‬ ‫أو ًال‪ :‬تسجيل المعلومات التالية باللغتين العربية العدل فقد وجبت محاسبة قاتليه‪ ،‬وفي ظل غياب‬ ‫واإلنكليزية إن إمكن‪:‬‬ ‫الوسائل و الفرق المتخصصة لتوثيق جرائم النظام‬ ‫ تاريخ حدوث الجريمة و توقيتها‬‫علينا كأفراد أن نقوم بهذه المهمة‪.‬‬ ‫ مكان حدوث الجريمة‬‫الثالثي‪،‬‬ ‫(االسم‬ ‫الضحية‬ ‫عن‬ ‫الشخصية‬ ‫ المعلومات‬‫تُعد «الصور الثابتة و المتحركة « من أهم طرق‬ ‫االجتماعي)‬ ‫الوضع‬ ‫العمل‪،‬‬ ‫الوالدة‪،‬‬ ‫تاريخ‬ ‫مكان و‬ ‫التوثيق وكي نكون حرفيين في ذلك علينا معرفة‬ ‫ طريقة ارتكاب الجريمة واألدوات المستخدمة‬‫مايلي‪:‬‬

‫أو ًال‪ :‬تسجيل المعلومات التالية باللغتين العربية‬ ‫واإلنكليزية إن إمكن‪:‬‬ ‫ تاريخ حدوث الجريمة و توقيتها‬‫ مكان حدوث الجريمة‬‫ المعلومات الشخصية عن الضحية (االسم الثالثي‪،‬‬‫مكان و تاريخ الوالدة‪ ،‬العمل‪ ،‬الوضع االجتماعي)‬ ‫ طريقة ارتكاب الجريمة واألدوات المستخدمة‬‫ أسماء الشهود إن أمكن للتواصل معهم الحق ًا‬‫ثاني ًا‪ :‬ال تقبل المحاكم الصور التي تظهر فيها‬ ‫الدماء سواء كانت حديثة أو قديمة لذلك يتم‬ ‫تصوير الجثة بعد غسلها من الدماء كما عثر عليها‬ ‫بأوضاع تُظهر الجراح واإلصابات المختلفة كي يتم‬ ‫التعرف على طبيعتها‪.‬‬ ‫قبل أن تنشر أية صورة لشهيد‪ ،‬طفلة‪ ،‬شيخ‪ ،‬أو فتاة‬ ‫بعمر الورد‪ ..‬فكر بأهالي الضحايا عند نشر صورهم‬ ‫واحترم حساسياتهم تجاه موت أعزائهم‪ ..‬و تذكر‬ ‫أن الهدف هو توثيق الصور من أجل المحاسبة ال من‬

‫صفحة الدعم النفسي‬ ‫كيف ينبغي أن اصيغ ما حدث بعد الوفاة؟‬ ‫كيف يمكن أن نساعد طفال ثاكال؟‬ ‫ضد إرادته‪ .‬فإذا كان الطفل يخطط لحضور الجنازة‬ ‫ال يمكن ايجاد إجابة على هذا السؤال في كتب‪ ،‬فاتخذ ترتيبات تجعل شخص ًا من المقربين إليك‬ ‫أسئلة يتكرر توجيهها‪:‬‬ ‫بل تنبع االجابة عليه من أعماق كل فرد‪ .‬أطلع يظل قريب ًا منه ويقوم برعايته‪ .‬وسيكون بإمكان‬ ‫طفلك على أفكارك الشخصية وأكد على حقيقة هذا الشخص مساعدة الطفل على فهم ما يجري‪.‬‬ ‫|الدكتور جاسم منصور‬ ‫أنه قد يصوغ أفكارا خاصة به‪ .‬وإذا كنت تظن بأن‬ ‫ابالغ الطفل عن اآلخرة او الجنة سيسهل األمر على‬ ‫الطفل‪ ،‬فاستخدم ذلك الشرح إذن‪ ،‬وتجنب شروحات‬ ‫ما الذي سأقوله لطفلي عما حدث؟‬ ‫يخشى العديد من الكبار من أنهم قد يخيفون تؤكد على قطعية وجود الشخص‪.‬‬ ‫أطفالهم إذا اخبروهم بما حدث فع ًال‪ .‬غير أن‬ ‫األفكار التي تكون لدى األطفال‪ ،‬في حاالت كثيرة‪ ،‬هل يجوز السماح لألطفال بحضور الجنازات؟‬ ‫عن األحــداث تكون مرعبة أكثر مما حدث في يعتمد هذا في الواقع على سن الطفل‪ ،‬وظروف‬ ‫الواقع‪ ،‬ولذا فمن المهم أن تخبر الطفل بالحقائق الوفاة‪ ،‬والعالقة بين الطفل والمتوفى‪ .‬حاول اشراك‬ ‫الصحيحة المتعلقة بالحدث‪ ،‬ويمكنك أن تقرر كم الطفل في اتخاذ القرار‪ .‬أطلعه على ما يحدث في‬ ‫من التفاصيل التي يحسن أن تتقاسمها مع طفلك‪ ،‬الجنازة؛ وما الذي يمكن ان يتوقعه‪ ،‬عملي ًا وعاطفي ًا‪،‬‬ ‫لكن احرص على أن يكون ما تقوله له صحيح ًا‪ .‬وقد وقررا انتما مع ًا إن كان سيحضر الجنازة‪ ،‬يمكن أن‬ ‫ال تكون لديك أجوبة على جميع االسئلة المطروحة‪ ،‬تكون الجنازة تجربة مكدرة جد ًا عاطفي ًا من جهة‪،‬‬ ‫لكن يجد الطفل راحة كبرى في مجرد طرح السؤال ومن جهة أخرى‪ ،‬فإن ترك األطفال وحدهم‪ ،‬يمكن‬ ‫في الغالب‪ ،‬وإذا كان هناك سؤال لست واثقا من أن يثير نفس المشاعر أو مشاعر أصعب منها‪ .‬إن‬ ‫اإلجابة عليه‪ ،‬فيمكنك دائم ًا أن تقول لطفلك انك تخلف الطفل عنوة عن حضور الجنازة قد يخلق لديه‬ ‫تريد وقت ًا للتفكير فيه‪ ،‬واحرص على العودة إلى االنطباع بأن الموت شيء مروع ال يمكن مواجهته‪،‬‬ ‫وعلى أية حال‪ ،‬ال تمارس الضغط على طفلك‪،‬‬ ‫الطفل بإجابة خالل فترة زمنية معقولة‪.‬‬ ‫الختيار هذا الطريق أو ذاك أو تجبره على عمل شيء‬

‫جريدة عهد الشام ‪:‬‬ ‫أسـبوعية ثوريّـــة مستـقلة ‪ -‬تصدر مؤقتاً نصف شهرياً‬ ‫تأسست عام ‪ - 2012‬تصدر من دمشق‬

‫للتواصل وتصفح األعداد‪:‬‬ ‫‪Email: ahed.alsham@gmail.com‬‬

‫‪16‬‬ ‫‪16‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.