عــهــد الـشـام | العدد السابع والعشرون 11.12.2012

Page 1

‫اقرأها ثم مررها لمن تثق بهم‪ ..‬بدل إتالفها‬ ‫الثالثاء ‪ 11‬كانون األول ‪2012‬‬

‫السنة األولى | العدد السابع والعشرون‬

‫[كلمة]‬ ‫بين «السالح» و الـ «كيماوي» !!‬

‫اقترب النصر‬

‫عدسة شاب دمشقي‬

‫تقرأون في العدد ‪..‬‬

‫ضيق السفر ‪ ..‬وطول االنتظار‪ ..‬ص‪3‬‬ ‫عمليات نوعية وانهيار لمقاتالت األسد ‪ ..‬ص‪3‬‬ ‫ٌ‬ ‫هاجس يومي ‪ ..‬ص‪4‬‬ ‫رغيف الخبز‬

‫الدولة اإلسالمية‬ ‫واقع أم شعار؟‬

‫عهدالحقوقالمدنيةوالسياسية‪..‬ص‪5‬‬ ‫الغوطة الشرقية ستزهر حرية ‪ ..‬ص‪6‬‬

‫‪7‬‬

‫شهيد التعذيب والكيد هشام تقي الدين ‪ ..‬ص‪8‬‬ ‫القابون مهد الحياة والثورة ‪ ..‬ص‪9‬‬

‫احتشدت تصريحات المجتمع الغربي وزعماؤه‬ ‫بشكل مزدحم ومكثف معبر ًة عن مخاوفها الشديدة‬ ‫وقلقها إزاء احتمال استخدام النظام للسالح الكيماوي‬ ‫«المحظور» ‪ ،‬فبين اللكنة الحاسمة للرئيس األمريكي‬ ‫اوباما وبين التحذيرات من رئاسة الحكومة البريطانية‪،‬‬ ‫بدت معالم استخدام النظام لبعض تلك االسلحة في‬ ‫حاالت محدودة بمناطق عدة في سوريا آخرها في‬ ‫دير الزور وداريا بريف دمشق مع استخدام للقنابل‬ ‫الفسفورية الحارقة بشكل موثق‪.‬‬ ‫حديث في اإلعالم ترافق مع الحزم والتحرك في‬ ‫الموقف الغربي‪ ،‬جاء بعد انحسار سيطرة النظام يوم ًا‬ ‫تلو آخر عن مناطق في ريف العاصمة دمشق وفقدانه‬ ‫للسيطرة منذ أكثر من أسبوع على الطريق المؤدي‬ ‫لمطار دمشق الدولي الشريان الحيوي للنظام‪ .‬وعجز‬ ‫النظام عن دخول أحياء ريف دمشق منذ فترة طويلة‪.‬‬ ‫استشعر الغرب بأن األسد في حاالت االنهيار‬ ‫النهائي وأن سوريا باتت أقرب من أي وقت مضى‬ ‫لنيل حريتها وسيادتها على عاصمتها دمشق‪ ،‬وبأن‬ ‫الخناق المحكم على األسد ومقاتليه يجعل من تحقيق‬ ‫النصر في معركة دمشق مجرد عملية وقت ال أكثر ‪،‬‬ ‫هناك تحدثت اإلدارة األمريكية عن التدخل العسكري‬ ‫األكيد عند استخدام النظام للسالح الكيماوي !!‬ ‫على األرض السورية منذ عشرين شهر ًا يقتل السوريون‬ ‫ويفتك بالمدن و ُيباد الشعب‪ ،‬عشرات اآلالف من‬ ‫الشهداء قتلو بأنواع السالح المتعددة التي بحوزة‬ ‫النظام‪ ،‬لكن المشكلة اآلن مع نوعية السالح الجديد‬ ‫وليس مع أعداد الشهداء‪.‬‬ ‫عند النظر لتخاذل المواقف الدولية على مدى الثورة‬ ‫السورية يأتي الحديث عن إنقاذ الشعب السوري من‬ ‫إبادة السالح «الكيماوي» !!‪ ،‬حرص العالم على دماء‬ ‫السوريين أو لعله الرهان األخير يكون فيه العالم‬ ‫المنقذ والحامي لحياة الشعوب !! ‪ ..‬الرهان الذي يمكن‬ ‫الغرب من فرض مبدأ الحماية أو على األقل يحد من‬ ‫عظمة انتصار السوريين وحدهم على نظام اإلجرام‪..‬‬ ‫صفحتنا على الفيسبوك‬ ‫‪www.facebook.com/Ahed.alsham‬‬


‫العدد السابع والعشرون | أخبار الثــورة‬

‫‪2‬‬

‫الملخص األسبوعي ‪:‬‬

‫اشتباكات على طريق المطار في العاصمة‬ ‫ّ‬ ‫وتخوف من استخدام الكيمياوي‬ ‫ ‬

‫مــن بـيــن قـصــف الـمـيــغ والـبــرامـيــل الـمـتـفـجــرة‪،‬وحــديــث المجتمع‬

‫الــدولــي عــن إمكانية استخدام قــوات األســد لألسلحة الكيماوية إلخـمــاد ثــورة‬ ‫َ‬ ‫الشعب‪،‬يتقدم الجيش الحر َ‬ ‫ويح ِقق انجازات مهمة على قوات األسد‪،‬فتسقط‬ ‫المقرَ ات والكتائب العسكرية التي تحتوي على الذخائر واألسلحة الثقيلة لتصبح‬ ‫تحت سيطرة األخـيــر‪،‬وخــاصــة فــي الغوطة الشرقية أقــرب المناطق للعاصمة‬ ‫دمشق‪.‬انتصارات متتالية ديَ قت دائرة الخناق على جيش األسد‪،‬وفتحت عليه‬ ‫عديدة َ‬ ‫شتتت قواته‪.‬في الوقت الذي أعلن الجيش الحر عن‬ ‫جبهات مواجهة ِ‬ ‫«مطار دمشق الدولي» منطقة عمليات عسكرية َ‬ ‫حذر المدنيين االقتراب منها‬ ‫ليمنع بإيقافه الطائرات الروسية واإليرانية أن َ‬ ‫تقل األسلحة عبره لنظام األسد‪.‬‬ ‫احصائية | في الحديث عن شهداء الـثــورة أصدرت»الشبكة السورية لحقوق‬ ‫اإلنسان» ً‬ ‫بيانا تضمن حصيلة الشهداء من شهر تشرين الثاني حيث وصل الرقم‬ ‫إلى (‪ )3486‬شهيد بمعدل (‪ )117‬شهيد كل يوم‪ ،‬و(‪)5‬شهداء كل ساعة‪.‬‬

‫دمشق خالل األسبوع|تتجلى معالم الحرب في الفترة األخيرة‪،‬وفقدان‬ ‫األسد القدرة على تأمين االحتياجات األساسية للعاصمة من المحروقات‬ ‫(الغاز – المازوت – البنزين) وارتفاع أسعارها بشكل كبير‪،‬باالضافة‬ ‫لندرة الطحين الذي أدى لصعوبة في تأمين الخبز‪ ،‬كما تفاقمت مشكلة‬ ‫المواصالت وق ِلة عمل باصات النقل وترك الكثير من األشخاص لهذه‬ ‫المهنة بسبب ارتفاع أسعار المازوت مع صعوبة تأمينه‪ .‬وساعد على بروز‬ ‫هذه األزمة الحواجز العسكرية المنتشرة في جميع الطرقات‪،‬والتي أ َدت‬ ‫ألزمة مرورية حيث توقف جميع السيارات وتفتشها وتبحث عن الناشطين‪.‬‬ ‫بباق المحافظات‬ ‫يرافق هذه األوضاع الصعبة التي تعيشها دمشق أسو َة ِ‬ ‫السورية األخرى القصف الذي يهز األحياء الدمشقية بشكل يومي على‬ ‫المناطق الساخنة القريبة والتي خرجت في معظمها عن سيطرة قوات‬ ‫األسد‪.‬‬ ‫انتهاكات األحياء|الينخفض عدد الشهداء الوسطي يومي ًا عن (‪)30‬‬ ‫شهيد ًا في دمشق وريفها‪،‬وغالب ًا مايرتقى أكثر عدد من الشهداء في‬ ‫العاصمة وريفها وحلب وريفخها ‪،‬حيث تتر َكز أعنف العمليات العسكرية‬ ‫في المناطق الشمالية والجنوبية‪.‬ويتر َكز القصف اليومي لقوات األسد على‬ ‫دمشق (التضامن والعسالي والقدم والحجر األسود وجوبر وببيال مخيم‬ ‫فلسطين واليرموك) ويستمر القصف يومي ًا على حي المادنية في منطقة‬ ‫العسالي والغوطة الشرقية(عين ترما ودوما وسقباو عربين و زملكا وكفربطنا)‬ ‫حيث سقطت قذيفة على دوما يوم السبت‪2012-12-8‬خ َلفت غازات‬ ‫مشبوهة ونيران قوية لم يستطع األهالي إخمادها حتى بإستخدام الماء‬

‫والتراب فيما يحتمل أن تكون ناتجة عن غازات سامة وأسلحة كيماوية‪.‬‬ ‫وعلى الجانب اآلخر يشن جيش األسد هجمة عنيفة على مدينة داريا‬ ‫منذ شهر لمحاولة اقتحامها حيث تقصف المنطقة براجمات الصواريخ‬ ‫وطائرات الميغ الحربية‪،‬وترسل كتائب األسد لداريا بشكل يومي تعزيزات‬ ‫عسكرية من «مطار المزة العسكري» وكتائب «الفرقة الرابعة» لمحاولة‬ ‫استعادة السيطرة عليها‪،‬يترافق ذلك مع انقطاع التيار الكهربائي عن‬ ‫المنطقة‪،‬وتعيش داريا وضع انساني كارثي بسبب القصف اليومي‪،‬ونزوح‬ ‫جميع أهلها عنها‪ .‬والحدث األبرز كان في يوم األحد ‪ 2012-12-9‬حيث‬ ‫و ِثق استشهاد (‪ )3‬أشخاص في داريا نتيجة اختناقهم بغازات سا ِمة‬ ‫استخدمها جيش األسد في ضرب المدينة‪.‬‬ ‫الجيش الحر‬ ‫عمليات|تقدم نوعي لعمليات الجيش الحر في الغوطتين الشرقية والغربية‬ ‫كان أبرزها تحرير قسم كبير من «إدارة المركبات» والتي يصدر منها‬ ‫القذائف وراجمات الصواريخ على مدن الريف حيث استخدم الجيش الحر‬ ‫الدبابات في قصف اإلدارة‪،‬وغنم منها(‪ )5‬دبابات في األجزاء التي‬ ‫استطاع تحريرها‪.‬وفي «مطار دمشق الدولي» أعلن الجيش الحر استهدافه‬ ‫ألجهزة رادارات المطار‪،‬كما يحاصرأيض ًا مطار عقربا العسكري في محاولة‬ ‫لتحريره‪.‬وعلى الطريق الرئيسي للمطار استطاعت كتيبة «البراء بن مالك»‬ ‫اغتنام خوذ وألبسة مضادة للسالح الكيماوي وجدت مع قوات األسد بعد‬ ‫اإلشتباك معها‪.‬‬ ‫اشتباكات| أبرز مناطق االشتباكات تحدث في داريا وكانت األعنف يوم‬ ‫الجمعة ‪ 2012-12-7‬حيث حاول جيش األسد منذ الفجر اقتحام المنطقة‬ ‫من الجهة الجنوبية بعد فشله من الجهة الشرقية‪،‬تحت غطاء القصف‬ ‫العنيف والذي قدر في ذلك اليوم بــ أكثر من (‪ )400‬قذيفة‪،‬حيث ك َثفت‬ ‫قوات األسد من القصف األرضي لعدم قدرة استخدام سالح الجو بسبب‬ ‫حالة الطقس وهطول األمطار‪،‬لكن الجيش الحر تصدى لذلك واستطاع‬ ‫تدمير (‪ )4‬دبابات في داريا وواحدة في المعضمية‪ .‬وفي القدم يحاول‬ ‫الجيش الحر التخفيف عن داريا المحاصرة بضرب قوات األسد المتواجدة‬ ‫على طريق (دمشق – درعا) الدولي حيث تم َكنت الكتائب المقاتلة‬ ‫هناك من تدمير ثالث دبابات يوم األحد ‪ .2012-12-8‬كما تستمر‬ ‫اإلشتباكات في التضامن مع قوات األسد في «شارع نسرين» لمحاولة‬ ‫السيطرة عليه‪،‬وفي ببيال ضرب الجيش الحر الحواجز المتواجدة في البلدة‬ ‫لمحاولة تحريرها منها فأعطب دبابة وقتل عدد من الجنود‪.‬‬


‫‪3‬‬

‫العدد السابع والعشرون | تـقـريـر‬

‫ضيق السفر ‪ ..‬وطول االنتظار ‪..‬‬ ‫قبل عدة أشهر لم يكن يتطلب الحصول على جواز السفر في سوريا أكثر‬ ‫من يومين أو ثالثة‪ ،‬تحولت اليوم لمهمة أشبه بالمستحيلة تتجاوز الشهرين‬ ‫مليئة بالصعوبات و العقبات و قد ُ‬ ‫إخراجه إلى الشهرين أو‬ ‫تصل مدة ِ‬ ‫َ‬ ‫ناهيك عن ابتزازِ الموظفين و استغال ِلهم حاج َة الناس و الرشاوى‬ ‫تزيد‪،‬‬ ‫خوض غمارِ معركة‬ ‫التي تد َف ُع لهم لتقريب موعد‬ ‫االستالم و تفادي ِ‬ ‫ِ‬ ‫األرقام إلى عشرين َ‬ ‫ألف لير ٍة‬ ‫الحصول على الجوازِ حيث وصلت بعض‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫مقابل الجوازِ الواحد فيما كلف ُته الحقيقية ال تتجاو ُز األلفي ليرة و تحدث مسؤول في «الهجرة والجوازات» أثنا َء مقابلته مع «اذاعة‬ ‫سوري ٍة‬ ‫دمشق» بأن عدد جوازات السفرِ التي يطل ُبها المواطنون في دمشق تصل‬ ‫سورية‪.‬‬ ‫اليوم الواحد ‪ ،‬وقد كان قبل األزمة (الثور ُة)‬ ‫إلى سبعة آالف جوازٍ تقريب ًا في ِ‬ ‫خمسمئة جوازٍ يومي ًا‪.‬‬ ‫وعند المرور قرب مبنى الهجرة و الجوازات في البرامكة بالعاصمة دمشق بمعدل مئتين إلى ِ‬ ‫األسباب التي دفعت بالكثيرين إلى السفر و مغادر ِة البالد‪ ،‬فأثناء‬ ‫الجموع المحتشدة ضمن طوابير تصل إلى وتعد َدت‬ ‫ال ب َّد َأن يلفت نظ َرك منظر‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫سماع قصص‬ ‫من‬ ‫تتمكن‬ ‫والجوازات‬ ‫الهجرة‬ ‫بناء‬ ‫عند‬ ‫الحشود‬ ‫بين‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫تجوا‬ ‫قد‬ ‫منهم‬ ‫ا‬ ‫كثير‬ ‫أن‬ ‫ا‬ ‫علم‬ ‫‪،‬‬ ‫للجواز‬ ‫الالزمة‬ ‫األوراق‬ ‫خارج حدود البناء منتظرة‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫الرسمي ليحظى بدورٍ له بين هذه الحشود الناس و أسباب رحي ِل ِهم‪ ،‬فإ ِّما هارب ًا من قبضة جيش األسد والمالحقة‬ ‫الدوام‬ ‫ْء‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫قبل‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫باكر‬ ‫أتى‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫البيت و‬ ‫باإلضافة إلى أبناء المحافظات السورية األخرى الهاربين ْ‬ ‫من م ُد ِن ِهم و ألجل الخدم ٍة العسكري ٍة‪ ،‬وإ َّما طلب ًا لألمن واالستقرار بعد خسارة ِ‬ ‫قراهُ م و الذين أتَوا للحصول على جواز سفرِهم من دمشق‪ .‬يقابل ذلك عد ٌد المال و العمل‪ ...‬وإ َّما فرارا من مالحقة نظام ِاألسد للثوارِ و الناشطين في‬ ‫موظف أو اثنين ْ‬ ‫فقط في ِّ‬ ‫كل ُك َّو ٍة ممن الثور ِة‪ .‬و على الرغم من اختالف األسباب يبقى السبب الرئيسي واحد ًا ‪..‬‬ ‫محدو ٌد من الموظفين يصل إلى‬ ‫ٍ‬ ‫يقومون بتسييرِ أمورِ ِّ‬ ‫ويبقى موعد العودة لهم مع رحيل النظام‪.‬‬ ‫كل هذ ِه الحشو ِد‪.‬‬

‫«اسقاط الطائرات» عمليات نوعية وانهيار لمقاتالت األسد‬ ‫تنامت في الـ ‪ 5‬أشهر األخيرة من عمر الثورة السورية قدرة الجيش الحر على‬ ‫إستهداف طائرات األسد الحربية‪ ،‬ساعده في ذلك السيطرة على معظم‬ ‫كتائب الدفاع الجوي لدى قوات االسد‪،‬والتي غنم منها أسلحة مضاد طيران‬ ‫تعرف برشاشات (م‪.‬ط)‪.‬ففي إحصائية نشرت على قناة اآلن اإلخبارية‬ ‫تضمنت تمكن الجيش الحر من تدمير (‪ )85‬طائرة حربية حتى تاريخ‬ ‫‪ 2012-11-29‬من بينها (‪ )64‬طائرة تم إسقاطهم أثناء قصفهم‬ ‫للمدن السورية‪ ،‬و(‪ )21‬طائرة دم َرت في مقراتها داخل المطارات‪.‬وفي‬ ‫الحديث عن أنواع الطائرات المدمرة فـهناك (‪ )31‬طائرة ن َفاثة بين‬ ‫«ميغ – سوخوي» و(‪ )54‬طائرة مروحية نوع «هوليكبتر»‪.‬‬ ‫تحتل محافظة إدلب المركز األول بتدميرها (‪ )38‬طائرة ولهذا يسمي‬ ‫ناشطو الثورة هذه المحافظة بـ «مقبرة الطائرات» تليها محافظة حلب‬ ‫في المركز الثاني بإسقاطها (‪ )16‬طائرة ‪ ،‬ثم دير الزور بإسقاط (‪)12‬‬ ‫طائرة ‪،‬أما دمشق وريفها فتأتي بالمركز الرابع بتدمير (‪ )11‬طائرة‪ .‬وثالث‬ ‫طائرات واحدة في حمص والثانية في درعا واألخيرة في الالذقية‪.‬‬ ‫يذكر أن أكثر من (‪ )30‬طائرة من بين هذه اإلحصائية موثقة بالفيديوهات‬ ‫المنشورة على موقع يوتيوب‪،‬حيث سقطت أول طائرة في دير الزور بتاريخ‬ ‫‪ ،2012-6-4‬وأول طائرة تسقط في حلب كانت نوع ميغ بتاريخ‬ ‫‪ 2012-8-5‬أثناء تنفيذها غارات جوية بمحيط مبنى اإلذاعة والتلفزيون‪.‬‬

‫في دمشق سقطت أول طائرة في منطقة جوبر بتاريخ‪،2012-8-26‬ويذكر‬ ‫أن أول طائرة تدمر بإستخدام صاروخ حراري كانت في منطقة «عندان»‬ ‫بريف حلب بتاريخ ‪ 2012-11-27‬حيث غنم الجيش الحر هذه الصواريخ‬ ‫من تحرير الفوج (‪.)46‬‬


‫العدد السابع والعشرون | آراء وتحليالت‬

‫‪4‬‬

‫ٌ‬ ‫هاجس يومي‬ ‫رغيف الخبز‬

‫طوابير من الدمشقيين على نوافذ األفران في انتظار رغيف الخبز‬

‫ ‬

‫ٌ‬ ‫أرتال طويلة‪ ،‬على كل نافذة مخبز وسط العاصمة‬ ‫ ‬ ‫دمشق يقف الرجال والنساء وحتى األطفال في انتظار الرغيف‪،‬‬ ‫ً‬ ‫يوميا ومنذ فترة ليست بقصيرة إال أن إعالم‬ ‫ورغم تكرار المشهد‬ ‫بتبريرات غير واضحة‬ ‫النظام وجميع أفراده ينفون هذا األمر‬ ‫ٍ‬ ‫ومقنعه حيث قال عثمان حامد المدير العام للشركة العامة‬ ‫للمخابز ‪ « :‬ان ما أثير حول نقص مادة الخبز غير مبرر وسببه‬ ‫الشائعات وبعض النفوس المريضة بقصد تفريغ المخابز من‬ ‫هذه المادة وايجاد مشكلة لدى المواطن وخلق المخاوف من‬ ‫ً‬ ‫‪.‬مؤكدا ان جميع المخابز على جاهزية تامة‬ ‫فقدان رغيف الخبز»‬ ‫وتعمل بكامل طاقتها وتمت زيادة عدد خطوط االنتاج الحتواء‬ ‫الطلب الزائد على رغيف الخبز‪.‬‬

‫إال ّأن هذا الكالم ال يتوافق مع الواقع الموجود على نوافذ المخابز وعلى‬ ‫رفوف األفران في جميع األحياء الدمشقية حيث يقول صادق وهو أب‬ ‫لخمسة أطفال‪« :‬أصبحنا نستيقظ أنا وعائلتي من الصباح الباكر تجهيز ًا‬ ‫لرحلة الوقوف على نوافذ المخابز‪ ،‬حيث أننا كثير ًا ما نقف أكثر من خمس‬ ‫ساعات وال نستطيع الحصول على رغيف واحد‪ ،‬لذا نتوزع على عدّة أفران‬ ‫ع ّلنا نحصل على ما يكفينا من الخبز وهو الغذاء األساسي لكل عائلة»‪.‬‬

‫يعزي عدد من األشخاص أزمة الخبز إلى الضغط الكبير الذي حصل على‬ ‫أفران العاصمة نتيجة نزوح عدد كبير من أبناء الريف إليها‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلغالق الطرقات وصعوبة وصول الشاحنات المحملة بالطحين لألفران في‬ ‫قلب العاصمة‪ ،‬وأيض ًا إلى ارتفاع أسعار المازوت والبانزين وغيرها التي‬ ‫أثرت على عمل األفران في مختلف األحياء‪.‬‬ ‫باالضافة إلى العنف الذي أصاب المناطق الزراعية التي ضربها الجفاف‬ ‫والتي كانت مهد للثورة حيث يصبح بهذا من الصعب حساب المدة‬ ‫التي قد تتناقص فيها اإلمدادات‪ .‬حيث أنه ليست المخابز وحدها هي‬ ‫التي تعتمد على الحبوب بل والمزارعون الذي يربون الدواجن واألغنام‬ ‫والماشية‪.‬‬ ‫ونتيج ًة لكل ذلك لجأ كثي ٌر من التجار الستغالل األزمة الجارية في سبيل‬ ‫الحصول على المزيد من المال حيث يعمد بعضهم وأصحاب المحال‬ ‫الغذائية والبقاليات إلى بيع الربطة الواحدة من الخبز بسعر يزيد ثالثة‬ ‫أضعاف عن ما تستحق‪ ،‬ورفع أسعار باقي المواد كما يحلو لهم حيث‬ ‫وصل سعر البيض إلى ما يزيد عن ‪ 30‬ليرة للبيضة الواحدة‪.‬‬ ‫وقال مسؤول في وزارة الزراعة السورية يوم الجمعة إن أرقام محصول‬ ‫القمح المتوقعة لهذا العام أقل بمقدار الربع عن األرقام التي ذكرتها‬ ‫وكالة األنباء السورية الرسمية (سانا)‪ .‬وتوقع المسؤول أن يبلغ محصول‬ ‫القمح ‪ 3.7‬مليون طن والشعير ‪ 843‬ألف طن مقارنة مع ‪ 4.6‬مليون و‪1.6‬‬ ‫مليون‪.‬‬

‫بينما يقول زيد‪« :‬أن أزمة الخبز لم تعد طبيعية‪ ،‬حيث أن كثير ًا من‬ ‫األشخاص أصحاب النفوس الدنيئة بدأت تستغل األمر في وضع‬ ‫بسطات لبيع الخبز بأسعار مرتفعه جد ًا وال يقدر عليها أحد إال أن‬ ‫المواطن قد يضطر لشراءها بسبب توقف األفران عن تقديم الربطات‬ ‫بعد وقوفه طوي ًال في الدور «‪ .‬ويحتاج هذا األمر برأي زيد إلى ضبط من‬ ‫الدوريات الخاصة بوزارة التموين إال أن هذا ال يحدث أبد ًا بسبب انشغال بينما يقول محللون مستقلون إن األرقام الحكومية متفائلة‪ ،‬حيث قالت‬ ‫جميع العناصر في إخماد االحتجاجات في المناطق الثائرة المحتجة‪ .‬شركة استراتيجي جرينز الفرنسية إنها خفضت توقعها لمحصول القمح‬ ‫السوري اللين والصلد في عام ‪ 2012‬بمقدار ‪ 900‬ألف طن إلى ‪ 2.5‬مليون‬ ‫طن‪ .‬وهذا يقارن بنحو ‪ 3.3‬مليون طن في عام ‪.2011‬‬


‫‪5‬‬

‫العدد السابع والعشرون | مقاالت‬

‫العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية‬ ‫|المحامية نورا غزي‬ ‫صدر بتاريخ كانون االول عام ‪ 1966‬وبدأ النفاذ بتاريخ ‪1976/3/23‬‬ ‫الجزء الثاني ‪ :‬المادة الثانية‪:‬‬ ‫تتعهد كل دولة طرف في هذا العهد باحترام الحقوق المعترف بها فيه‪،‬‬ ‫‪ -1‬وبكفالة هذه الحقوق لجميع االفراد الموجودين في إقليمها والداخلين في‬ ‫واليتها دون أي تمييز بسبب العرق أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي‬ ‫السياسي أو غير السياسي أو األصل القومي أو االجتماعي أو الثروة أو النسب أو غير‬ ‫ذلك من االسباب ‪.‬‬ ‫‪-2‬تتعهد كل دولة طرف في هذا العهد إذا كانت تدابيرها التشريعية أو غير‬ ‫التشريعية القائمة ال تكفل فعال إعمال الحقوق المعترف بها في هذا العهد بأن‬ ‫تتخذ طبقا إلجراءاتها الدستورية وألحكام هذا العهد ما يكون ضرورة لهذا اإلعمال‬ ‫من تدابير تشريعية أو غير تشريعية‪.‬‬ ‫‪ -3‬تتعهد كل دولة طرف في هذا العهد ‪:‬أ‪-‬بأن تكفل توفير سبيل للتظلم ألي‬ ‫شخص انتهكت حقوقه او حرياته المعترف بها في هذا العهد حتى لو صدر‬ ‫االنتهاك عن أشخاص يتصرفون بصفتهم الرسمية‪.‬‬ ‫ب‪ -‬بأن تكفل لكل متظلم على هذا النحو أن تبث في الحقوق التي يدعي انتهاكها‬ ‫سلطة قضائية أو إدارية أو تشريعية مختصة او اية سلطة مختصة أخرى ينص‬ ‫عليها نظام الدولة القانوني وبأن تنمي إمكانيات التظلم القضائي‪.‬‬ ‫ج‪-‬بأن تكفل قيام السلطات المختصة بإنفاذ االحكام الصادرة لمصالح المتظلمين‪.‬‬ ‫الجزء الثالث ‪:‬‬ ‫المادة السادسة‪:‬‬ ‫‪ -1‬الحق في الحياة حق مالزم لكل انسان وعلى القانون أن يحمي هذا الحق وال يجوز‬ ‫حرمان احد من حياته تعسفا ‪.‬‬ ‫‪ -2‬اليجوز في البلدان التي لم تلغ فيها عقوبة االعدام ان يحكم بهذه العقوبة‬ ‫إال جزاء على أشد الجرائم خطورة وفقا للتشريع النافذ وقت ارتكاب الجريمة وغير‬ ‫المخالف الحكام هذا العهد والتفاقية منع جريمة االبادة الجماعية والمعاقبة عليها‬ ‫‪ ،‬واليجوز تطبيق هذه العقوبة إال بمقتضى حكم نهائي صادر عن محكمة مختصة ‪.‬‬ ‫‪ -3‬حين يكون الحرمان من الحياة جريمة من جرائم االبادة الجماعية يكون من‬ ‫المفهوم بداهة أنه ليس في هذه المادة اي نص يجيز الية دولة ان تعفي نفسها‬ ‫على اية صورة من اي التزام يكون مترتبا عليها بمقتضى احكام اتفاقية جريمة‬ ‫االبادة الجماعية والمعاقبة عليها‪.‬‬ ‫‪ -4‬الي شخص حكم عليه باالعدام حق التماس العفو الخاص أو إبدال العقوبة‬ ‫ويجوز منح العفو العام أو العفو الخاص أو إبدال عقوبة االعدام في جميع الحاالت‪.‬‬ ‫‪ -5‬ال يجوز الحكم بعقوبة االعدام على جرائم ارتكبها أشخاص دون الثامنة عشر من‬ ‫العمر وال تنفذ هذه العقوبة بالحوامل‪.‬‬ ‫المادة السابعة ‪:‬‬ ‫ال يجوز إخضاع أحد للتعذيب وال للمعاملة أو العقوبة القاسية أو الالإنسانية أو‬ ‫الحاطة بالكرامة وعلى وجه الخصوص اليجوز إجراء اية تجربة طبية او علمية على‬ ‫احد دون رضاه الحر‪.‬‬ ‫المادة التاسعة ‪:‬‬ ‫‪ -1‬لكل فرد حق في الحرية وفي االمان على شخصه واليجوز توقيف احد او اعتقاله‬ ‫تعسفا وال يجوز حرمان احد من حريته إال السباب ينص عليها القانون وطبق االجراء‬ ‫المقرر فيه ‪.‬‬ ‫‪ -2‬يتوجب إبالغ اي شخص يتم توقيفه باسباب هذا التوقيف لدى وقوعه كما‬ ‫يتوجب إبالغه سريعا باية تهمة توجه إليه‪.‬‬ ‫‪ -3‬يقدم الموقوف أو المعتقل بتهمة جزائية سريعا إلى أحد القضاة أو أحد‬ ‫الموظفين المخولين قانونا مباشرة وظائف قضائية ويكون من حقه أن يحاكم خالل‬

‫مهلة معقولة أو أن يفرج عنه ‪ ،‬وال يجوز أن يكون احتجاز االشخاص الذين ينتظرون‬ ‫المحاكمة هو القاعدة العامة ولكن من الجائز تعليق االفراج عنهم على ضمانات‬ ‫لكفالة حضورهم المحاكمة في اية مرحلة اخرى من مراحل االجراءات القضائية‬ ‫ولكفالة تنفيذ الحكم عند االقتضاء‪.‬‬ ‫‪ -4‬لكل شخص حرم من حريته بالتوقيف او االعتقال حق الرجوع الى محكمة لكي‬ ‫تفصل هذه المحكمة في دعواه دون إبطاء في قانونية اعتقاله وتأمر باإلفراج عنه‬ ‫إذا كان االعتقال غير قانوني‪.‬‬ ‫‪-5‬لكل شخص كان ضحية توقيف او اعتقال غير قانوني حق في الحصول على‬ ‫تعويض‪.‬‬ ‫المادة العاشرة ‪:‬‬ ‫‪ -1‬يعامل جميع المحرومين من حريتهم معاملة انسانية تحترم الكرامة االصيلة في‬ ‫الشخص االنساني‬ ‫أ‪ -‬يفصل االشخاص المتهمين عن االشخاص المدانين اال في ظروف استثنائية‬ ‫ويكونون محل معاملة على حدة تتفق مع كونهم اشخاص غير مدانين‬ ‫ب‪ -‬يفصل المتهمون االحداث عن البالغين ويحالون بالسرعة الممكنة إلى القضاء‬ ‫للفص في قضاياهم‬ ‫‪ -2‬يجب ان يراعي نظام السجون معاملة المسجونين معاملة يكون هدفها االساسي‬ ‫اصالحهم واعادة تاهيلهم االجتماعي ‪ ،‬ويفصل المذنبين االحداث عن البالغين‬ ‫ويعاملون معاملة تتفق مع سنهم ومركزهم القانوني‬ ‫المادة الواحدة والعشرين‪:‬‬ ‫يكون الحق في التجمع السلمي معترفا به وال يجوز ان يوضع من القيود على ممارسة‬ ‫هذا الحق اال تلك التي تفرض طبقا للقانون وتشكل تدابير ضرورية في مجتمع‬ ‫ديموقراطي لصيانة االمن القومي او السالمة العامة او النظام العام او حماية الصحة‬ ‫العامة او اآلداب العامة او حماية حقوق اآلخرين او حرياتهم ‪.‬‬ ‫المادة الثانية والعشرين ‪:‬‬ ‫‪ -1‬لكل فرد حق في حرية تكوين الجمعيات مع آخرين بما في ذلك حق انشاء‬ ‫نقابات واالنضمام اليها من اجل حماية مصالحه‪.‬‬ ‫‪ -2‬ال يجوز ان يوضع من القيود على ممارسة هذا الحق االتلك التي ينص عليها‬ ‫القانون وتشكل تدابير ضرورية في مجتمع ديموقراطي لصيانة االمن القومي او‬ ‫السالمة العامة او النظام العام او حماية الصحة العامة او اآلداب العامة او حماية‬ ‫حقوق اآلخرين او حرياتهم ‪ ،‬وال تحول هذه المادة دون اخضاع افراد القوات المسلحة‬ ‫ورجال الشرطة لقيود قانونية على ممارسة هذا الحق ‪.‬‬ ‫هذه أهم مواد العهد والذي يعتبر من أهم االتفاقيات الدولية التي تصون حقوق‬ ‫االنسان وحرياته والتي استندت عليها معظم الدساتير ومنها الدستور السوري ونجد‬ ‫خرق ًا واضح ًا من قبل النظام السوري لهذا العهد وكعادته تبقى معظم القوانين‬ ‫الوطنية والدولية بالنسبة اليه مجرد حبر ًا على ورق‪.‬‬


‫العدد السابع والعشرون | سلمي ومسلح‬

‫‪6‬‬

‫ّ‬ ‫حرية‬ ‫على يد الجيش الحر ‪ ..‬الغوطة الشرقية ستزهر‬ ‫تُعت َبر مدينة دوما مركز الغوطة الشرقية وبدايتها‪ ،‬بعدها تواصل الغوطة الشرقية‬ ‫وبلدات أخرى‪ ،‬أبرزها المليحة وعقربا وحزّه وكفر بطنا وعربين‬ ‫مدن‬ ‫ٍ‬ ‫اتّساعها إلى ٍ‬ ‫ومسرابا‪،‬حتىتلتقيبالغوطةالغربيةفتحتضنانقلبدمشقبدائر ٍةمنالبساتين‪..‬‬ ‫ربما يعكس الوضع األمني واإلنساني في دوما حال شقيقاتها في الغوطة‬ ‫الشرقية‪ ،‬حيث فقد نظام األســد سيطرته المباشرة على هذه المناطق‪،‬‬ ‫وتف ّرقت كتائبه بين قتلى وجرحى أمام ضربات الجيش الحر‪ ،‬أو منش ّقين‬ ‫استسلموا للجيش الحر وق ِنعوا به‪ ..‬إال أن األسد زاد التعزيزات العسكرية‬ ‫حرب مفتوحة‪ ،‬أجبرت‬ ‫ليح ّول معظم مناطق الغوطة الشرقية إلى‬ ‫ِ‬ ‫ساحات ٍ‬ ‫السكان على النزوح بأعدا ٍد كبيرة‪ ،‬كي ال يبقى في هذه المناطق إال الناشطون‬ ‫بأمان وحري ٍة في ّ‬ ‫ظل حماية الجيش الحر‬ ‫اإلعالميون‪ ،‬الذين باتوا يتح ّركون ٍ‬ ‫لهم‪ ،‬رغم تمركز قنّاصة األسد على أطراف المدن وفي الشوارع الرئيسية‪.‬‬

‫وقذائف الهاون على الغوطة‪ ..‬كما استهدف كتيبة للدفاع الجوي في منطقة‬ ‫خرابو‪ ،‬وسيطر على كتيبة ثانية وعلى محطة ّ‬ ‫الفضائي‪ ،‬كما ح ّرر كلية الزراعة‬ ‫للبث‬ ‫ّ‬ ‫التي كانت مقر ًا للشبيحة‪ ،‬بعدها اقتحم كتيبة (باال) التي تعد ثاني أكبر كتيبة‬ ‫للدفاع جوي في المنطقة‪ ،‬وفي حتيتة الجرش سيطر الجيش السوري الحر على‬ ‫مق ّر قيادة لواء التأمين اإللكتروني‪ ،‬ومؤخر ًا نسف مح ّوالت الطاقة الكهربائية‬ ‫الغسولة‪ ،‬رد ًا‬ ‫في مطار دمشق الدولي‪ ،‬كما استهدف مساكن الضباط في منطقة ّ‬ ‫بشكل شبه دائم‪.‬‬ ‫على قيام النظام بقطع الكهرباء عن مدن الغوطة الشرقية‬ ‫ٍ‬ ‫ولم تكن عمليات الجيش الحر في الغوطة الشرقية ّ‬ ‫لشل حركة كتائب األسد‬ ‫فحسب‪ ،‬بقدر ما ش ّكلت أيضا دعم ًا عسكري ًا للجيش الحر نفسه‪ ،‬ففي ّ‬ ‫كل‬ ‫عملي ٍة يغنم ما تمتلئ به مقرات النظام من األسلحة الثقيلة والمتوسطة وحتى‬ ‫الخفيفة‪ ..‬فكانت حصيلة غنائمه من ّوعة وداعمة‪ ،‬بدء ًا من المدفعيات ومضا ّدات‬ ‫الطيران والصواريخ‪ ،‬انتها ًء بالرشاشات والبنادق وحتى سيارت الزيل والنقل‪.‬‬

‫لكن الجيش السوري الحر ورغم خل ّو هذه المناطق من معظم سكانها‪ ،‬أبى‬ ‫ّإل أن ُيعيد تجرِبة المناطق الشمالية‪ ،‬فيح ّررها ليعود أهلوها يد ًا واحدة‬ ‫مع الجيش الحر ضد كتائب األسد‪ ..‬وفع ًال بدأ يك ّثف الجيش السوري الحر‬ ‫الحربي الذي‬ ‫عملياته خالل الشهر الجاري‪ ،‬بــدء ًا من استهداف الطيران‬ ‫ّ‬ ‫يع ّد المحور األقــوى الذي يعتمد عليه النظام‪ ،‬إذ تم ّكنت كتائب الجيش‬ ‫الحر من إصابة طائرة سيخوي إصابة مباشرة بمضا ٍد جوي وإعطابها‪،‬‬ ‫وإسقاط طائرتي ميغ وطائرتين مروحيتين إحداهما في بلدة دير العصافير‪ .‬بعدما نجحت تجربة الشمال السوري‪ ،‬لتعلن أن أكثر من ‪ 80‬بالمائة من المناطق‬ ‫الشمالية تحت سيطرة الجيش الحر‪ ،‬فإنها تتك ّرر اليوم في الغوطة الشرقية‬ ‫ثم اتّجه الجيش السوري الحر في عملياته نحو اقتحام مقا ّر الكتائب التي من ريف دمشق‪ ،‬ولكن بقو ٍة وشراس ٍة أكبر‪ ،‬طالما وصل الجيش السوري الحر‬ ‫العشوائي على المناطق السكنية في الغوطة الشرقية‪ ..‬ففي إلى قلب العاصمة وتمركز على مشارفها‪ ،‬ليدقّ أبواب مقرات النظام بنفسه‪.‬‬ ‫يخرج منها القصف‬ ‫ّ‬ ‫جسرين‪ ،‬اقتحم كتيبة الفوج واحد وستين التي كانت تنهال براجمات الصواريخ‬

‫ولم يو ّفر الجيش السوري الحر أ ّي ًا من جنود األسد‪ ،‬الذين إ ّما انش ّقوا منتظرِين‬ ‫هذه الفرصة من قبل‪ ،‬أو اتّخذهم الجيش الحر أســرى ومعتقلين‪ ،‬حيث‬ ‫أسر الجيش السوري الحر ثالثة عمداء وعقيد ًا ومقدّم ًا ومج ّن ِدين آخرِين من‬ ‫طويل للكتيبة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫قوات األسد التابعين لكتيبة إنشاء المطارات‪ ،‬بعد حصارٍ‬

‫ٌ‬ ‫«وعد يا جامعتي»‬ ‫مبادرة‬

‫ُيعتَبر شباب الجامعات المع ّبر الحقيقي عن‬ ‫ثقافة وتقدم ورقي أي شعب في العالم‪ ،‬وشباب‬ ‫الجامعات السورية اليوم يدفعون ثمن األوضاع‬ ‫الحياتية المتردية كما هو حال الشعب السوري كله‪.‬‬ ‫وكغيرهم من السوريين يتعرض شباب الجامعات‬ ‫في سوريا النتهاك حقوقهم بالتعبير عن رأيهم‪،‬‬ ‫ُيمنعون من ممارسة حقوقهم االعتيادية في‬ ‫الجامعات‪ ،‬يتعرضون للضرب واألذى واالختطاف‬ ‫واالعتقال كل يوم‪.‬تعرض عدد منهم للفصل‬ ‫التعسفي بناء على قــرارات أمنية جائرة‪ ،‬وتم‬ ‫استهداف وقتل العديد من طالب الجامعات داخل‬ ‫وخارج الحرم الجامعي‪ ،‬فيما يقبع مئات آخرون في‬ ‫أقبية السجون في ظروف تدعو للقلق الحقيقي‬ ‫حيال سالمتهم‪.‬‬ ‫تم ايقاف الدوام في جامعة حمص في فترات‬ ‫معينة مما اضطر طالبها حينها للدوام في الجامعات‬ ‫األخرى في أرجاء سوريا‪ ،‬فيما يعاني باقي طالب‬

‫الجامعات الحكومية والخاصة من صعوبات شديدة‬ ‫في متابعة دروسهم ومحاضراتهم ومشاكل‬ ‫تمنعهم من التنقل للوصول إلى كلياتهم‪.‬‬ ‫لــذا أطلق ناشطوا الــثــورة السورية عبر موقع‬ ‫التواصل االجتماعي ‪ Facebook‬مبادرة «وعد يا‬ ‫جامعتي» للتذكير بمعاناة الطالب السوريين داخل‬ ‫وخارج الجامعة‪ ،‬ودعوا في بيان إطالق المبادرة‬ ‫إلى احترام حرمات جامعاتنا وقدسيتها‪ ،‬ومنع‬ ‫المظاهر المسلحة داخل حرمها وايقاف االعتداءات‬ ‫الجسدية والضغوط المعنوية وتهديد طالبنا داخل‬ ‫وخارج الحرم الجامعي‪ ،‬مع إطالق سراح كافة الطالب‬ ‫المعتقلين والكشف عن مصير المفقودين منهم‪،‬‬ ‫و إصالح وضع الطالب المفصولين بناء على قرارات‬ ‫صدرت بطريقة غير نظامية‪ ،‬واعادتهم إلكمال‬ ‫دراستهم في الجامعة‪.‬‬ ‫تقول عبير إحدى المشاركات في المبادرة ‪« :‬من‬ ‫الصعب أن ننسى زمالءنا الشهداء والمعتقلين‬

‫والمفصولين‪ ،‬وسنسعى إليصال صوتنا ومطالبنا‬ ‫بالحرية والعدالة والكرامة حتى نحصل عليها‪،‬‬ ‫فهناك العديد منهم في السجون واالعتقاالت تتم‬ ‫بشكل تعسفي ضمن الحرم الجامعي»‬ ‫تقوم صفحة الحملة بنشر مواضيع تتعلق بهموم‬ ‫ومظالم الطلبة في الجامعات السورية‪ ،‬وتتيح‬ ‫مساحة ح ّرة للطالب لنشر تجاربهم وقصصهم فيما‬ ‫تعرضوا له داخل الجامعة‪ ،‬وتتابع قضايا الطالب‬ ‫المعتقلين منهم والمفصولين بسبب مواقفهم من‬ ‫الثورة في سوريا‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫العدد السابع والعشرون | مقاالت‬

‫الدولة (اإلسالمية)‪ :‬واقع نصنعه؟ أم شعار نرفعه؟‬ ‫|عبد الله الدمشقي‬

‫إسالمنا‪ ،‬ال نخفي انتماءنا إليه‪ ،‬واعتزازنا به‪ ،‬وال نخفي قناعتنا بأنه منهج‬ ‫حياة شامل وليس عالقة بين المرء وربه فحسب‪ ،‬وال نخفي أننا نعتقد أن‬ ‫الحياة ال تصلح إال به‪ ،‬وأن في مرجعيتنا الحضارية اإلسالمية إجابات على‬ ‫كثير من األسئلة التي أرهقت حضارة الغرب المادية‪ ،‬وال نخفي أننا نعتقد‬ ‫أن سعادة البشرية تكمن في ظالل هذه المرجعية التي بسطت أخالقها‬ ‫الرفيعة وقيمها اإلنسانية السامية في طول األرض وعرضها ذات يوم‬ ‫فكانت حضارة من أروع الحضارات التي عرفتها البشرية‪ ،‬حضارة نمت‬ ‫وازدهرت في أحضانها المعارف والعلوم التي كانت أساس ًا لعصر النهضة‬ ‫في أوروبة بشهادة المنصفين من علماء ومؤرخي الغرب أنفسهم‪ .‬هذه‬ ‫حقائق ومبادئ نعلنها على المأل بالفم المآلن دون تورية أو خجل‪ ،‬ومن غير‬ ‫مجاملة أو محاباة‪ ،‬فكما أن لآلخرين الحق في أن يعلنوا عن مرجعياتهم‬ ‫ويعلنوا أنهم يعملون لتحقيقها واقع ًا على األرض ويعلنوا أنهم يرسمون‬ ‫خططهم وبرامجهم السياسية على أساسها‪ ،‬لنا الحق ذاته في أن نفعل كما‬ ‫يفعلون‪ ،‬رضي من رضي وسخط من سخط ‪...‬‬ ‫ولكن عندما يتعلق األمر بإعالن (الدولة اإلسالمية) يجب أن نتوقف ملياً‬ ‫عند هذا الشعار وعند المصلحة من رفعه اآلن قبل أن تقوم للدولة السورية‬ ‫قائمة‪ ،‬وقبل أن يعرف الناس ما تعنيه (دولة إسالمية)‪ ،‬بل قبل أن يعرفوا‬ ‫ما يعنيه مفهوم (الدولة) في العصر الحديث‪ .‬أو ًال ال بد من التذكير بأن‬ ‫مصطلح (إسالمي) ال وجود له في القرآن الكريم أو األحاديث النبوية‪ ،‬وإنما‬ ‫هو مصطلح حديث استخدم للداللة على من يتخذ اإلسالم مرجعية له في‬ ‫إطار ما كالسياسة أو االقتصاد أو اإلعالم أو التربية وغير ذلك‪ ،‬وإن اإلصرار‬ ‫على تسمية (إسالمي) يعكس حالة الغربة التي تعيشها األمة بعيد ًا عن‬ ‫دينها‪ ،‬وعجزها عن تحقيق هويتها اإلسالمية على أرض الواقع‪ ،‬فتسلك‬ ‫الطريق األسهل واألسرع الذي يشبع حاجتها النفسية إلى الشعور بالهوية‬ ‫واالنتماء بالتركيز على (االسم) بد ًال من الطريق األصعب واألطول وهو‬ ‫التركيز على تحقيق (ا ُلمس ّمى) واقع ًا على األرض يتجلى بالتزام أفراد‬ ‫المجتمع بأخالق اإلسالم ومقاصده‪ ،‬أرأيت إلى الرجل المتحقق بصفات‬ ‫الرجولة‪ ،‬هل يحتاج أن يقول لآلخرين دائم ًا (أنا رجل)! إن المجتمع المسلم‬ ‫هو الذي ينتج دولته وليس العكس‪ ،‬وعندما نعمل على بناء هذا المجتمع‬ ‫الذي يتخلق أفراده بأخالق اإلسالم ويعملون على تحقيق مقاصده ال يعود‬ ‫مهم ًا اسم الدولة التي تدير شؤون هذا المجتمع‪ .‬لقد التصقت عبارة (الدولة‬ ‫اإلسالمية) بالكثير من الصور والمفاهيم الخاطئة‪ ،‬إما نتيجة لجهل البعض‬ ‫بحقيقة اإلسالم‪ ،‬أو نتيجة لخبثه وتعمده تشويه هذه الحقيقة! عندما تقول‬ ‫(دولة إسالمية) سيرتسم في أذهان الكثيرين في داخل سورية وخارجها‬ ‫أعناق ًا تُدقّ وأشخاص ًا ُيرجمون وظهور ًا تُجلد وأي ٍد تُقطع!! وسيبنون موقفهم‬ ‫من هذه الدولة بناء على هذا التصور‪ ،‬مع أن آيات الحدود تعد على أصابع‬ ‫اليد من بين مئات اآليات القرآنية التي تعمل على بناء اإلنسان القويم‬ ‫والمجتمع الناهض‪ ،‬ووفق منهج ال يطبق الحدود إال بعد أن يحقق في‬ ‫المجتمع كل ما يحصنه من دواعي الجريمة واالنـــحراف وضمن شروط غاية‬

‫في الدقة والحذر (ادرؤوا الحدود بالشبهات)‪ ،‬فهل من مصلحتنا ومصلحة‬ ‫ديننا أن نرفع شعار ًا يقدح في أذهان الناس صورة خاطئة عن الدين قبل أن‬ ‫نبسط مبادئ هذا الدين وحقائقه في المجتمع ونزيل ما علق باإلسالم من‬ ‫صور نمطية خاطئة؟! وهل من المصلحة أن ننادي بالدولة اإلسالمية ونحن‬ ‫لم نبن دولتنا بعد‪ ،‬ولم نتفق على ما تعنيه (الدولة اإلسالمية) حتى بين‬ ‫الداعين إلى هذه الدولة أنفسهم؟ إن االنتصارات التي يحققها ثوارنا على‬ ‫األرض ببطوالت تشبه األساطير يجب عدم تضييعها بصراعات مبكرة حول‬ ‫طبيعة الدولة وتسميتها‪ ،‬يجب أن نترك تحديد ذلك إلى ما بعد التخلص‬ ‫من هذا النظام الغاشم‪ ،‬وعندها أمامنا خياران ال ثالث لهما‪ :‬إما االحتكام‬ ‫إلى السالح أو إلى صناديق االقتراع‪..‬‬ ‫ألم ينتصر المجاهدون األفغان على أعظم جيش بري في العالم ثم تقاتلوا‬ ‫بعد ذلك فيما بينهم ألنهم لجأوا إلى الخيار األول فال دول ًة أقاموا وال إسالم ًا‬ ‫نصروا؟! يجب أن نحرص بعد إسقاط النظام على وحدة سورية وسالمة‬ ‫أراضيها وعدم حدوث أي اقتتال داخلي بين أبناء الوطن الواحد وإعادة‬ ‫السالم واألمن إلى مجتمعنا‪ ،‬أما اسم الدولة ومرجعيتها فيجب أن ُيترك‬ ‫لصناديق االقتراع‪ ،‬وعجبي من الذين يقولون ال يجوز االستفتاء على شرع‬ ‫الله‪ ،‬فاالستفتاء هنا ليس على الشرع وإنما على كيفية وتوقيت التطبيق‪،‬‬ ‫وسيكون ذلك على شكل مواد في الدستور القادم تضعه هيئة تأسيسية‬ ‫َ‬ ‫منتخبة و ُيعرض على االستفتاء الشعبي‪ ،‬هذه الهيئة سيكون فيها علماء‬ ‫وفقهاء ورجال قانون ال يقلون حرص ًا على تطبيق اإلسالم وتحقيق مقاصده‬ ‫عن عامة الناس‪.‬‬ ‫قولوا لي بربكم‪ ،‬إذا لم ُيفسح المجال لألمة كي تعبر عن رأيها في هذا‬ ‫الموضوع األهم – اسم الدولة ومرجعيتها ‪ -‬وعبر صناديق االقتراع‪ ،‬فكيف‬ ‫نقول إن ثورتنا قامت لتحرير األمة من الوصاية عليها وإفــــساح المجال‬ ‫لها لتشعبر عن إرادتها بحرية؟!!‬


‫العدد السابع والعشرون | شهداء ومعتقلون ‪8‬‬

‫شهيد التعذيب والكيد‪..‬‬

‫[شهيد ]‬

‫هشام تقي الدين‬

‫اعتقلوه صائم ًا يوم عرفة‪ ،‬غيبوه عن أهله واصدقائه خمسة عشر يوم ًا‬ ‫ليعود إليهم شهيد ًا لم يكن هشام يعرف أن مجرد تعبيره عن رأيه‬ ‫سيعرضه آلالم تنتهي باستشهاده تحت التعذيب في أقبية المخابرات‬ ‫السور ّية‪.‬‬ ‫الشاب هشام تقي الدين من منطقة المهاجرين‪ُ ،‬عرف برقيه وطموحه‬ ‫المميز فبعد تخرجه من المعهد المالي المصرفي ذهب إلى بيروت ليكمل‬ ‫دراسته في مجال إدارة األعمال وأثناء عودته لسوريا في إجازة قامت‬ ‫قوات األمن التابعة لفرع الخطيب باقتحام منزله واعتقاله‪.‬‬ ‫هشام من مواليد عام ‪ 1991‬وصفه أصدقاؤه على عدد من صفحات‬ ‫االنترنت بالنشيط و المؤدب وكذلك الخلوق والمحب لمساعدة الناس‬ ‫والمخلص لوطنه وأكدوا انهم لم يعرفوا عنه سوى األخالق واألدب‪.‬‬ ‫لم يكن سبب اعتقال هشام معروف ًا في البداية‪ ،‬وإلى يوم استشهاده‬ ‫كان يعتقد كثيرون ان األمر حصل بالخطأ إال أن األخبار التي وصلت‬ ‫ألهله وضحت أن اعتقاله كان بسبب تقرير كيدي من أحد المؤيدين‬ ‫للنظام حيث سمعه مر ًة يعبر بكلماته عن رفض الظلم الحاصل وشالل‬ ‫الدم في سوريا ويطالب بإسقاط النظام األسدي ألنه سبب ما يحدث‪.‬‬

‫ٌ‬ ‫متهم حتى تثبت براءته‪..‬‬ ‫المعتقل عز الدين عبد الرزاق‬

‫« هنا في سوريا ال يوجد قانون انت متهم حتى تثبت براءتك ومن‬ ‫المستحيل ان ترى سوري ًا لم يعتقل في حياته هذه معجزة» هذه كانت‬ ‫كلمات المعتقل عز الدين عبد الرزاق بعد نقاشه مع أحد أصدقاءه حول نظام‬ ‫المخابرات السوري‪.‬‬ ‫عز الدين عبد الرزاق من مواليد عام ‪ 1977‬درس االبتدائية‪ ،‬وتعلم مهنة‬ ‫الحالقة وعمل بها في صالونه الخاص ليتكفل بمصروف والديه يصفه‬ ‫أصدقاؤه بالشاب البسيط المسالم ويأسفون العتقاله اآلن بعد وفاة والدته‬ ‫منذ عدة أشهر ليبقى والده صاحب الـ ‪ 84‬عام ًا وحيد ًا بدون رعاية‪.‬‬

‫استشهد هشام يوم الثالثاء ‪ 2012\11\13‬بعد اعتقال دام ‪14‬‬ ‫يوم ًا إثر تعرضه لتعذيب من عناصر األمن األسدي ومنع الدواء الالزم‬ ‫له لمرض الربو و تم تسليم الجثمان إلى أهله ليوارى الثرى من جامع‬ ‫الخيرفي منطقة المهاجرين عقب صالة العصر‪ ،‬ليقوم بعد ذلك شباب‬ ‫المهاجرين بالخروج في مظاهرة مسائية بالقرب من منزله هتفت ألم‬ ‫الشهيد والوفاء لروحه واالستمرار على العهد حتى الحر ّية‪.‬‬

‫[معتقل ]‬ ‫اعتقل عز الدين بتاريخ ‪ 2012/9/4‬من منطقة دمر البلد بدمشق إثر‬ ‫تقرير كيدي كتبه أحد أعوان النظام لفرع األمن العسكري‪ ،‬و ُيذكر وصول اخبار‬ ‫ألهل عز الدين من المعتقل بأنه بين الحياة والموت إثر التعذيب بسبب‬ ‫إصابته بداء السكري ونحول جسمه الذي ال يحتمل الضرب‪.‬‬ ‫يذكر أصدقاء عز الدين انه موهوب في قص الشعر والتزيين يحب الجمال‬ ‫ويحب الطبيعة و العناية بالنباتات وتنسيق الزهور و يعشق الموسيقا الهادئة‬ ‫التي يطرب أصدقاءه بها عند زيارتهم له في صالونه‪.‬‬ ‫طالب أهالي دمر باإلفراج عن عزالدين‪ ،‬ونادوا بحرية جميع المعتقلين من‬ ‫سجون النظام السوري وحذروا من خطر فرع األمن العسكري ‪ 215‬حيث انه‬ ‫يقوم بتعذيب المعتقلين وحسب االحصائيات وصل عدد الشهداء تحت‬ ‫التعذيب فيه إلى ‪ 5‬شباب من أهالي منطقة دمر البلد دون أن تقوم عناصر‬ ‫األمن بتسليم الجثث إلى األهالي واعتبر سكان منطقة دمر أن هذه جريمة‬ ‫خطيرة ويجب التحرك بشكل سريع إليقافها‪.‬‬


‫‪9‬‬

‫العدد السابع والعشرون | ذاكرة الثورة‬

‫القابون‪ ..‬مهد الحياة والثورة‬ ‫حي القابون على ُبعد ‪ ٣‬كم من ساحة‬ ‫يقع ّ‬ ‫يتوسط برزة شما ًال وجوبر جنوب ًا ومن‬ ‫المرجة‪ّ ،‬‬ ‫الشرق حرستا‪..‬‬ ‫تتدفق الحياة في حي القابون من فر َعي نهر‬ ‫بردى‪ ،‬يزيد وتورا‪ ..‬كما تعلوا كلمة الله من أشهر‬ ‫مساجده‪ ،‬الكبير والعمري والغفران والحسن وأيض ًا‬ ‫مسجد الشيخ جابر األنصاري‪ ،‬ومنه خرج أبرز علماء‬ ‫دمشق الذين ُعرِفوا بجرأتهم في قول الحق‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫كالعلمة محمد حمزة ومحمد علي الحموي‪.‬‬ ‫أط ِلق على القابون اسم (البلدة المظلومة) لكثرة‬ ‫ما وقع عليها من مظالم عبر األزمنة‪..‬‬

‫[ ذاكرة المكان ]‬

‫ففي ظل حكم حافظ األسد‪ ،‬عمد إلى تقليص‬ ‫المساحة السكنية والزراعية‪ ،‬لخوفه من تكافل‬ ‫األهالي الذين ثاروا في وجه سياساته الباطلة‪،‬‬ ‫ومن ثوراتهم ما عرف بانتفاضة (ال ُتربة) والتي‬ ‫خرج بها األهالي بصغيرهم وكبيرهم إللغاء‬ ‫مشروع أراد األسد إقامته مكان المقبرة‪ ،‬وما‬ ‫ٍ‬ ‫كان إال أن ل ّبى مطالبهم مجبر ًا‪ ...‬وفي الثورة‬ ‫السورية‪ ،‬خرج القابون الدمشقي أول مظاهر ٍة‬ ‫بتاريخ ‪ ،2011\3\25‬كما خرج في أكبر مظاهر ٍة‬ ‫عرفتها العاصمة في زفاف شهداء مجزرة جمعة‬ ‫(أسرى الحرية(‪ ،‬حيث تجمع ما ُيقدّر بخمسينَ ألف‬ ‫متظاهرٍ من أبناء القابون‪.‬‬

‫[ ذاكرة الزمان ]‬ ‫الليلة الفصل في حياة القابون الدمشقي‬ ‫ليلة االثنين ‪ ،2012/7/16‬تستيقظ ِذكراها‬ ‫المؤلمة كأكثر الليالي التي شهدها أهالي‬ ‫القابون عبق ًا برائحة الموت‪..‬‬ ‫لقصف‬ ‫الحي من كافة محاوره‬ ‫ٍ‬ ‫إذ تع ّرض ّ‬ ‫عنيف ومباشرٍ من الدبابات ومدافع الهاون‬ ‫ٍ‬ ‫والطائرات الحربية على المدنيين العزّل‪،‬‬ ‫حيث ُس ّجل سقوط أكثر من ‪ 15‬قذيفة في‬ ‫الساعة‪ ،‬كما شهد الحي الدمشقي وألول مر ٍة‬ ‫رصاص‬ ‫إطالق‬ ‫عشوائي من رشاشات الطيران‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬

‫لساعات طويلة‪ ..‬بعد هدوء القصف‪،‬‬ ‫المروحي‬ ‫ٍ‬ ‫بدأت كتائب األسد مرحلة أخرى لتدمير‬ ‫الحي‪ ،‬فاقتحمت مناطق القابون الرئيسية‬ ‫كحي تشرين وسوق التهريب‪ ،‬وأحرقوا المنازل‬ ‫والمحال التجارية بعد سرقتها وتخريب‬ ‫تجول‬ ‫أثاثها‪ ..‬كما فرضت كتائب األسد حظر ٍ‬ ‫شخص يقع‬ ‫قسري‪ ،‬حيث كانوا يذبحون أي‬ ‫ٍ‬ ‫تحت أيديهم وين ّكلون بج ّثته‪ ،‬وقد ُو ّثقت‬ ‫أسماء حوالي المائة شهي ٍد من ضحايا هذه‬

‫الجيش الحر ‪ ..‬حامي الشعب‬

‫المجزرة‪ ،‬إضافة إلى شهداء ُش ّوهت جثامينهم‬ ‫وعشرات‬ ‫حتى بات التعرف عليهم صعب ًا جد ًا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫المفقودين الذين تف ّرقوا عن عائالتهم أثناء‬ ‫حركة النزوح الجماعية عن حي القابون‪ ،‬والتي‬ ‫قدّرت بحوالي ‪ 90‬بالمائة من السكان‪ ،‬خرجوا‬ ‫تحت وطأة القصف وأزيز الرصاص‪ ،‬ليصبح‬ ‫حي القابون الدمشقي اليوم خاوي ًا على‬ ‫عروشه إال من تج ّمعات كتائب األسد‪.‬‬

‫[ ٌ‬ ‫عام مضى ]‬

‫جمعة الجيش الحر يحميني ‪ ..2011/11/25‬لم تفلح دعوات األسد دوما‪ .‬بلغ عدد الشهداء ستة وعشرين‪ ،‬بينهم الطفل إسماعيل بكر الذي‬ ‫لمؤيديه باحتالل الساحات العامة في ذلك اليوم‪ ،‬بل على العكس تمام ًا‪ ،‬ارتقى عن عمر سبع سنوات‪ ،‬بعد أن أصابه األمن برصاصة في البطن خالل‬ ‫افترش الشعب الثائر الشوارع بكثافة ككل يوم جمعة‪ ،‬فع ّمت أحياء إطالق النار العشوائي في مدينة الضمير‪.‬‬ ‫محيط العاصمة والمتصلة مع ريف دمشق مظاهرات تطالب بإعدام األسد‪،‬‬ ‫وتهتف نصرة للجيش السوري الحر الذي أصبح الحامي األول لها‪ ،‬وتدعو‬ ‫الجامعة العربية لتدويل الملف السوري والكف عن إعطاء المهل التي تزيد‬ ‫من إراقة دم السوريين‪ ..‬ومن أبرز مظاهرات تلك الجمعة أربع في حي‬ ‫الميدان وسط دمشق‪ ،‬وفي القابون مظاهرة حاشدة من جامع أبي بكر‬ ‫تعزيزات عسكري ٍة لتفريقها‪ ،‬وفي الصالحية مظاهرة‬ ‫الصديق‪ ،‬ت ّم إرسال‬ ‫ٍ‬ ‫خالل تشييع الشهيد أحمد المصري من جامع الشيخ محيي الدين‪ .‬وفي‬ ‫ريف دمشق‪ ،‬حاصرت كتائب األسد المساجد لمنع المظاهرات‪ ،‬ورغم ذلك‬ ‫حاول المص ّلون التظاهر‪ ،‬وخرجت مظاهر ٌة حاشد ٌة من جامع سليق في‬


‫العدد السابع والعشرون | دعــــم‬

‫‪10‬‬

‫[الدعم التقني] طريقة حذف رسائل الفيسبوك بشكل كامل‬

‫| مكتب االستشارات األمنية للثورة‬

‫ط ّور مكتب االستشارات األمنية إضافة جديدة على متصفح ‪Google Chrome‬‬ ‫من أجل حذف رسائل الفيس بوك بسرعة‪ ،‬بعد تطوير الفيس بوك شكل‬ ‫الرسائل‪ ،‬وتوقف عمل اإلضافات القديمة ‪.‬‬ ‫وذلك من باب حرص المكتب على أمن الناشطين وسالمتهم‪ ،‬ومنع اختراق الثورة‬ ‫وكشف معلوماتها السرية ومالحقة الناشطين ‪.‬‬ ‫بشكل دوري‪،‬‬ ‫الفيس‬ ‫على‬ ‫ومحادثاته‬ ‫من المهم جد ًا للناشط‪ ،‬أن يحذف رسائله‬ ‫ٍ‬ ‫معلومات سري ٍة خطير ٍة يمكن أن يسبب وصولها لألمن بالمالحقة‬ ‫لما فيها من‬ ‫ٍ‬ ‫والضرر للناشطين ‪.‬‬ ‫اإلضافة الجديدة‪Facebook Qui :‬‬ ‫‪ck Message Deletion‬‬ ‫توفر هذه اإلضافة إمكانية حذف رسائل الفيس بوك بسهولة وسرعة‪ ،‬حيث‬ ‫تضيف للفيس بوك‪:‬‬ ‫‪ -1‬زر خاص بحذف جميع الرسائل دفع ًة واحدة [ ‪ - Delete all‬حذف جميع‬ ‫الرسائل ]‬ ‫‪ -2‬زر خاص بحذف الرسائل بشكل مفرد [ ‪ x‬حمراء تظهر بجانب كل رسالة عند‬ ‫التأشير عليها ]‬ ‫لتفعيل هذه اإلضافة على متصفح ‪:Google Chrome‬‬ ‫أو ًال‪ :‬في حال كنت تستخدم اإلضافة القديمة ‪Facebook Fast Delete‬‬ ‫‪Messages‬‬ ‫‪ ،‬يجب حذفها من متصفحك قبل تفعيل الجديدة‪ ،‬وذلك بالطريقة التالية‪:‬‬ ‫‪ -1‬ادخل إلى أدوات ‪ >> Tools‬إضافات ‪Extensions‬‬

‫مراحل الحزن بعد حدوث المصيبة‬ ‫| المركز السوري للدعم النفسي والتنمية البشرية ‪،‬األردن‬

‫‪ -2‬عند اإلضافة القديمة‪ ،‬اضغط على ‪Remove from Chrome‬‬ ‫ثاني ًا‪ :‬لتنزيل اإلضافة الجديدة ‪Facebook Quick Message Deletion :‬‬ ‫‪ -1‬ادخل إلى الرابط‬ ‫‪https://chrome.google.com/webstore/detail/facebook-quick‬‬‫‪message-de/hkeikjikmjoejolekplhdknmandafbib‬‬ ‫‪ -2‬اضغط على ‪Add to Chrome‬‬ ‫‪ -3‬قم بالسماح لكروم بتنزيل اإلضافة بالضغط على ‪Add‬‬ ‫مالحظاتهامة‪:‬‬ ‫‪ -1‬هذه اإلضافة مخصصة من أجل متصفح ‪ ،Google Chrome‬ويقوم‬ ‫المكتب بالعمل على تطوير اإلضافة الجديدة المخصصة لمتصفح ‪. Firefox‬‬ ‫يرجى االنتباه جيد ًا للموضوع‪ ،‬وعدم استخدام أي إضافات من جهات أخرى‪،‬‬ ‫تدعي أنها تقوم بنفس العمل‪ ،‬وال تصدر بشكل رسمي عن مكتب االستشارات‬ ‫األمنية ‪.‬‬ ‫‪ -2‬المحادثات الجماعية ال يتم حذفها بزر حذف جميع الرسائل‪ ،‬وإنما يجب‬ ‫حذفها بالطريقة المفردة باستخدام الـ ‪ x‬الحمراء ‪.‬‬ ‫‪ -3‬في حال كنت تستخدم التصفح اآلمن في كروم ‪ ،incognito window‬يجب‬ ‫أن تقوم بالسماح لإلضافة بالعمل في وضع التصفح اآلمن‪ ،‬عن طريق الدخول‬ ‫إلى الـ ‪ ،Extensions‬والضغط على ‪. Allow in incognito‬‬ ‫‪ -4‬زر الـ ‪ x‬األحمر‪ ،‬الخاص بحذف الرسائل المفردة‪ ،‬يظهر عندما تقترب من اسم‬ ‫الشخص في قائمة الرسائل‪ ،‬وفي حال نسيت أن تحذف اإلضافة القديمة فإن‬ ‫هذا الزر لن يظهر أبد ًا ‪.‬‬ ‫‪ -5‬في حال عدم عمل اإلضافة‪ ،‬قم بتحديث الصفحة وأعد استخدامها مر ًة‬ ‫أخرى ‪.‬‬

‫[الدعم النفسي]‬

‫االنكار‪ « :‬أنا بخير «‪ « ،‬ال يمكن أن يحدث هذا‪ ،‬ليس لي‪ : « .‬االنكار عادة ما يكون مجرد دفاع مؤقت للفرد‪ .‬هذا الشعور عامة ُيستبدل بالوعي الشديد‬ ‫بالمواقف واألفراد التي َس ُتترك بعد الموت‪.‬‬ ‫الغضب‪« :‬لم أنا ؟ هذا ليس عد ًال «‪ « ،‬كيف يحدث هذا لي ؟ «‪« ،‬من ال ُمالم على ذلك ؟ « ‪ :‬ما أن يدخل الفرد المرحلة الثانية حتى يدرك أن االنكار ال‬ ‫يمكن أن يستمر‪ ،‬بسبب الغضب الذي ينتاب الفرد يصبح من الصعب جد ًا رعايته لما يكنه من مشاعر ثورة وحسد‪.‬‬ ‫المساومة‪« :‬فقط دعني أعيش لرؤية أطفالي يكبرون‪ « ،».‬سأفعل أي شيء من أجل أن تعود لي « ‪ :‬المرحلة الثالثة تحتوي على األمل بأن الفرد يمكنه‬ ‫فعل أي شيء لتأجيل الموت \ الفقد‪ .‬عادة ما تتم المفاوضة مع قوى عليا‪.‬‬ ‫االكتئاب‪ « :‬سأموت على اي حال‪ ،‬ما الفائدة من اي شيء سأفعله ؟ «‪ « ،‬لقد رحلت\رحل‪،‬‬ ‫لماذا أستمر بعده\بعدها ؟ « ‪ :‬يبدأ الفرد في المرحلة الرابعة في فهم حتمية الموت \الفقد‬ ‫ولهذا يصبح المرء أكثر صمت ًا ويرفض مقابلة الزوار ويمضي الكثير من الوقت في البكاء‪ .‬تسمح‬ ‫هذا المرحلة للفرد بقطع نفسه عن األشياء\ األشخاص المحبوبة له‪ .‬من غير المنصوح به أن تتم‬ ‫محاولة إبهاج الفرد الذي يمر بهذه الحالة ألنها حالة يجب أن يمر بها ويتعامل معها‪.‬‬ ‫التقبل‪« :‬ما حدث حدث ويجب أن أكمل الطريق «‪« ،‬ال فائدة من المقاومة‪ ،‬من األفضل أن‬ ‫استعد لما سيأتي « ‪ :‬تمد المرحلة األخيرة الفرد بشعور من السالم والتفهم للفقد الذي حدث \‬ ‫القادم‪ .‬عامة سيفضل الفرد في هذه المرحلة أن ُيترك وحيد ًا‪ ،‬باإلضافة لذلك قد تنعدم لديه‬ ‫مشاعر األلم‪ ،‬وتعد هذه المرحلة نهاية الصراع مع الفقد‪.‬‬


‫‪11‬‬

‫العدد السابع والعشرون | مشــاركات‬

‫[ مشاركة ] من جنوب دمشق‬ ‫نعم سيدي ‪ ..‬أنا من جنوب دمشق ‪..‬‬ ‫هل تعرفها ‪ ..‬؟؟‬ ‫هل سمعت بمأساتها‪ ..‬؟؟‬

‫| ثائر ينشد العدل‬

‫نعم ‪ ....‬أنا دموع القدم الشريف ‪ ..‬وألم العسالي آه ‪ ..‬ثم آه ‪ ..‬كم اشتاق لرائحة الهواء بين األزقة‬ ‫‪ ..‬وجرح الحجر األسود النازف وصمود التضامن ‪ ..‬والحارات ‪ ..‬كم أنا محتاج لتقبيل ذاك التراب‬ ‫الطاهر ‪..‬‬ ‫منذ اليوم األول للثورة ‪ ..‬صرخت ‪ :‬حرية ‪..‬‬

‫ربما لو توجهت يوم ًا باتجاه سهول حوران ‪ ..‬ومنذ اليوم األول ‪ ..‬وأنا أتعرض للقتل والتعذيب ‪ ..‬ذاك التراب الذي يد ُّلك على أقدم عواصم التاريخ‬ ‫وفي حملة النظام الوحشية عقب مقتل وزراءه ‪ ..‬طهر ًا ‪ ..‬وقداسة ‪..‬‬ ‫لمررت بي ‪..‬‬ ‫ً‬ ‫وربما لو احتجت أمرا ما لتصليح سيارتك ‪ ..‬لزرت انتقلت لمكان آخر ‪..‬‬ ‫أشه ٌر مرت وأنا أعاني التعب والنزوح ‪..‬‬ ‫أسواقي ‪..‬‬ ‫بل ربما لو نجحت بعبور الحواجز اليوم ‪ ..‬لرأيت تركت بيوتي وحاراتي وأسواقي ‪ ..‬وحملت أبنائي أفقد كل ساعة ابن ًا ‪ ..‬و ُيجرح آخر ‪ ..‬وين َّكل بثالث ‪..‬‬ ‫كل ذلك فقط ‪ ..‬ألنني صرخت ‪ :‬حرية ‪..‬‬ ‫ورحلت بعيد ًا ‪..‬‬ ‫جروحي ‪..‬‬ ‫جريح من جنوب دمشق ‪..‬‬ ‫نعم يا سيدي ‪ ..‬أنا جنوب دمشق وكفى ‪..‬‬ ‫يوم ‪ .. 2012-7-18‬كان نقطة البداية في نعم يا سيدي ‪ ..‬أنا ٌ‬ ‫عزائي الوحيد أنك تشعر بمصابي ‪ ..‬لكن خوفي‬ ‫فأنت لو رأيت طيب الهواء عندي ‪ ..‬لعلمت كيف البحث ‪ ..‬عن نفسي ‪..‬‬ ‫يوم تقرر فيه‬ ‫ألرض‬ ‫أن تمضي األيام سريع ًا ‪ ..‬ثم يأتي ٌ‬ ‫تصنع الرجولة ‪ ..‬لشعرت بسكينة وحرقة ٍ‬ ‫عن روحي التي تركتها هناك ‪ ..‬عن بقايا صور ‪ ..‬مساعدتي ‪ ..‬تبحث عني فيه ‪ ..‬فال تجدني ‪..‬‬ ‫طهرتها دماء الشهداء ‪..‬‬ ‫ً‬ ‫ألرض صرخت في وجه الظلم ‪ ..‬وكانت سيفا في وذكريات ‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫وجه القتلة ‪..‬‬

‫[ ]‬

‫قتيبة إدلبي@‬

‫ليس من الجيد أبدا سكوت الكتائب المقاتلة عن بعض‬ ‫قذائف الهاون التي باتت تنزل عشوائيا في اليومين‬ ‫الماضيين في دمشق و أن يوضح جيدا أن ال صلة له‬ ‫بتاتا بها‬

‫‪@Abo Othman Sy‬‬ ‫ماأحوجنا اليوم إلى (التقوى هاهنا التقوى هاهنا )‬ ‫ماأحوجنا إليها في عملنا الثوري نتقي هللا ببعضنا البعض‬ ‫فالتقوى هاهنا ‪ ,‬ماأحوجنا إليها في تعاملنا شباب وبنات‬ ‫الثورة فنتقي هللا في السر والعلن ‪ ,‬ماأحوجنا في أمر‬ ‫الجهاد وقد غلبت علينا أنفسنا فقعدنا قعودا لم نتقي‬ ‫هللا به ‪ ,‬عندما تكون التقوى هاهنا سننتصر بإذن ‪ ,‬اللهم‬ ‫يالطيف بعبادك اجعلنا من المتقين‪.‬‬ ‫‪@Osama Zain Eddin‬‬ ‫إذا كانت الثورة كتاب ‪ ..‬ادعوا هللا أن يقبلني كحركة على‬ ‫أحد الحروف ‪ ..‬وأدعوا أن ال أكون ‪« ..‬السكون»‬

‫ياسر تيسير العيتي@‬ ‫إخوتي الناشطون في مجاالت الثورة المتنوعة‪ ،‬عندما‬ ‫تختلفون حول أمر ما‪ ،‬فاعلموا أنكم على الطريق الصحيح؛‬ ‫عندما يختفي االختالف بين أفراد مجموعة ما‪ ،‬إما إنهم ال‬ ‫ً‬ ‫شيئا ليختلفوا عليه‪ ،‬أو إن عقولهم نسخة واحدة‬ ‫يفعلون‬ ‫ً‬ ‫وهذا مستحيل‪ ،‬أو إنهم يجاملون بعضهم بعضا ويخفون‬ ‫وجهات نظرهم المختلفة وهذا يفقد العمل الجماعي‬ ‫ميزة النظر إلى المسألة من عقول متنوعة وما يؤدي إليه‬ ‫من رؤية أشمل‪ ،‬وأفكار أغنى‪ ،‬وبدائل أكثر وأفضل‪ .‬ولكن‬ ‫كيف يكون االختالف ب ّنا ًء‪ ،‬وعامل قوة وإثراء‪ ،‬بدل أن يكون‬ ‫عامل ضعف وفرقة؟ مفتاح ذلك في اإلنصات وفهم اآلخر‬ ‫ً‬ ‫أوال؛ معظم المشاكل تأتي من عدم اإلنصات‪ .‬والمفتاح‬ ‫الثاني‪ :‬أن تجمع بين الشجاعة واالحترام في تفاعلك مع‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫واحتراما‬ ‫شجاعة تبدي بها وجهة نظرك المختلفة‪،‬‬ ‫اآلخر؛‬ ‫يجعلك تبديها بطريقة ال تسيء بها إلى اآلخر‪ .‬إذا أردت‬ ‫اختبار هذين المفتاحين عد بذاكرتك إلى أشخاص أثروا‬ ‫ً‬ ‫فيك ولعبوا دوراً‬ ‫قياديا في حياتك‪ ،‬ستجد أنهم أولئك‬ ‫الذين حققوا في تفاعلهم معك ميزتي اإلنصات الجيد‬ ‫بهدف الفهم‪ ،‬والجمع بين الشجاعة واالحترام (وما‬ ‫يلقاها إال الذين صبروا‪ ،‬وما يلقاها إال ذو حظ عظيم)‪.‬‬

‫‪www.facebook.com/Ahed.alsham‬‬ ‫صفحتنا على الفيسبوك‬


‫العدد السابع والعشرون | األخيــرة‬

‫[ الدفاع المدني ]‬ ‫كيف تواجه السالح الكيماوي | أيام الحرية‬

‫استخدام األسلحة والمواد الكيميائية والبيولوجية واإلشعاعية والنووية هو‬ ‫«حدث نادر االحتمال » إال أنه عندما يحدث‪ ،‬فمن المرجح أن يسفر عن ضرر‬ ‫جسيم‪ ،‬ولذلك عليك أن تبقى مستعد ًا‪.‬‬ ‫مالحظات لكشف بوادر استعمال السالح الكيماوي‪:‬‬ ‫‪ -1‬يعاني الضحايا من الدُماع وشعور بالحكة و الغثيان‪ ،‬وصعوبة في‬ ‫التنفس والتشنجات وفقدان حس المكان والزمان‪.‬‬ ‫‪ -2‬مالحظة نفوق الحيوانات أو الحشرات في المحيط‪.‬‬ ‫‪ -3‬وجود قطرات أو بقع زيتية على السطوح‪.‬‬ ‫‪ -4‬معظم مواد الحرب الكيماوية بال رائحة باألساس ولكن قد تالحظ وجود‬ ‫روائح غريبة (رائحة لوز مر‪ ،‬قش أو عشب أخضرحديث الجز)‪،‬‬ ‫‪ -5‬ارتداء عناصر األمن لمالبس وأقنعة واقية‪.‬‬ ‫كيفية التصرف عند بدء الهجوم؟‬ ‫‪ -1‬تحرك سريع ًا بعكس اتجاه الرياح من المصدر‪ ،‬أو بعيد ًا عن أي سحابة‬ ‫من الغاز أو الدخان‪.‬‬ ‫‪ -2‬تميل األبخرة الكيماوية للتجمع في األقبية والغرف األرضية لذلك عليك‬ ‫أن تختار موقع ًا فوق األرض وأن يكون على أعلى مستوى ممكن‪ ،‬ويتم اللجوء‬ ‫للغرف الداخلية مع سد كافة الثقوب والتصدعات بالقطن أو القماش المبلل‬ ‫والشريط الالصق مع عدم تشغيل المكيفات‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫[ شعر ]‬

‫يـا بــالدي‬ ‫| أبي الشاعر‬

‫يا بالدي طال شوقي للقا ْء‬ ‫حنّ قلبي و استب ّد َيب العناء‬ ‫ما لجرحي من طبيب أو شفاء‬ ‫حضن كان يل فيه ارمتاء‬ ‫غري‬ ‫ٍ‬ ‫‪...‬‬ ‫أنت أمي يا بالدي كيف يل‬ ‫أن أالقي مثل أمي يف العطاء ؟!‬ ‫أنت سقيايَ و مايئ و الندى‬ ‫ِ‬ ‫خربيني كيف َبعد َِك يل ارتواء‬ ‫‪...‬‬ ‫مظلم و الل ِه قلبي ههنا‬ ‫ٌ‬ ‫ظامئٌ ُيشوى بنار االكتواء‬ ‫دامع شعري و بحري قد حوى‬ ‫ٌ‬ ‫أ ّنة املحزون يف لحن الشقاء‬ ‫‪...‬‬ ‫قد يطيق املر ُء شوقاً دافقاً‬ ‫عارماً لألهل أو لألصدقاء‬ ‫موج ٍع‬ ‫قد يقايس الفتقا ٍر ِ‬ ‫للخ ْط ِو عن ِّ‬ ‫ُمث ِق ٍل َ‬ ‫كل ارتقاء‬ ‫قد ‪ ...‬و لكن كيف يقوى أن يرى‬ ‫من بعي ٍد ّ‬ ‫كل صبح أو مساء‬ ‫أد ُم َع األطفال تروي قص ًة‬ ‫ّ‬ ‫الطغيان َّ‬ ‫ُ‬ ‫سمها ( العزاء )‬ ‫خطها‬ ‫بشعب ط ّي ٍب‬ ‫َبدؤها غد ٌر‬ ‫ٍ‬ ‫َحش ُوها ٌ‬ ‫هتك ألعراض النساء‬ ‫مجرم‬ ‫يقلع األظفا َر فيها‬ ‫ٌ‬ ‫ينتيش بالقتل يطرب للعواء‬ ‫ٌ‬ ‫مقرف‬ ‫قبيح‬ ‫كلها رسدٌ ٌ‬ ‫ملؤها التعذيب آخرها الدماء ؟!!!‬ ‫‪...‬‬ ‫فاعذريني يا بالدي ليس يل‬ ‫يف اغرتايب غري َنوحي و البكاء‬ ‫ليس يل إال رجا ٌء ضارعٌ‬ ‫رب السامء‬ ‫و استغاثايت أيا ّ‬ ‫جم العطاء‬ ‫يا نصري الحقّ يا ّ‬ ‫ما لنا إالك يرفع ذا البالء‬ ‫موقنٌ بالنرص إين موقنٌ‬ ‫ّأن طول الليل ُيتال بالضياء‬ ‫عجل و انتقم‬ ‫فاستجب و انرص و ّ‬ ‫يا مهيمنُ طال قهر األبرياء‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.