عــهــد الـشـام | العدد الرابع والعشرون 10.10.2012

Page 1

‫اقرأها ثم مررها لمن تثق بهم‪ ..‬بدل إتالفها‬ ‫األربعاء ‪ 10‬تشرين األول ‪2012‬‬

‫السنة األولى | العدد الرابع والعشرون‬

‫[كلمة]‬ ‫معادلة القتل ‪..‬‬

‫قدسيا «جرح األمل »‬

‫جامعات ‪..‬‬ ‫تفرق طالبــها‬

‫‪3‬‬

‫النظام للتدمير‬ ‫ّ‬ ‫والحر للتحرير‬

‫‪6‬‬

‫المجتمع المدني‬ ‫ضمانة‪..‬‬

‫‪7‬‬

‫يلف الدمار أحياء ًا بكاملها من عاصمة التاريخ‬ ‫«دمشق» وتجتاح آلة الخراب والقتل كل مكان‬ ‫واعتقال‬ ‫قتل‬ ‫ٍ‬ ‫فال تبقي على حجر وال بشر‪ ،‬بين ٍ‬ ‫واعدامات ميدانية ال تغيب عن يوم من أيام‬ ‫دمشق الحزينة‪.‬‬ ‫يعمد النظام بكل أفعاله اليومية على محيط‬ ‫العاصمة إلى دفن األحياء بركام البيوت‬ ‫المهدمة وخنقها بالحزن والكآبة حتى ال‬ ‫تتمكن من الوقوف مجدد ًا فال يغيب عن‬ ‫منطقة من ريفها أو غوطتيها حتى يعود إليه‪..‬‬ ‫فهي المعادلة الصعبة على النظام والثقيلة‬ ‫على شعب سوريا‪ ،‬فكل منطقة رفضت بأيام‬ ‫ثورتها الخضوع والخنوع لحكم جائر ظالم‪،‬‬ ‫ستحرق وتباد ويقتل ابناؤها‪ ،‬سينتشر قناصو‬ ‫الموت على محيطها وتقصف بالدبابات‬ ‫والطائرات والهاون في كل ساعة ودقيقة‪..‬‬ ‫ليدفعنا إلى البحث عن الخالص من هذا‬ ‫الجحيم الذي ندور فيه !!‬ ‫بعد كل ذلك يتسلل بين رغباتنا شعور بأن‬ ‫ننتهي من كل ذلك لنعود إلى ما كنا عليه‪..‬‬ ‫نعم نرضى بكل الظلم الذي كان على أن‬ ‫نعيش بحجيم الموت!!‬ ‫ولكن‪ ..‬هل يعتبر نظام األسد فرصة للنجاة أو‬ ‫الخالص ؟! هل ستكون الحياة مع نظام األسد‬ ‫رغيدة وسعيدة وتخلص الشعب من الموت‬ ‫والبلد من الخراب !!‬ ‫إن بقاء النظام واستمراره في حكم سوريا‬ ‫هو مثابة موت جماعي ليس فقط ألحالم‬ ‫السوريين بل ألي امل بالبقاء والنهوض من‬ ‫جديد ‪ ..‬لنعمل على األمل بالحياة والخالص‬ ‫بإيدينا بدون تردد ‪« ،‬فأنصاف الثورات مقبرة‬ ‫الشعوب»‪.‬‬ ‫صفحتنا على الفيسبوك‬ ‫‪www.facebook.com/Ahed.alsham‬‬


‫العدد الرابع والعشرون | أخبار الثــورة‬

‫‪2‬‬

‫الملخص األسبوعي ‪:‬‬

‫أنشطة سلمية تتحدى الرصاص‬ ‫وتقطيع دمشق بالحواجز ‪..‬‬ ‫عدسة شاب دمشقي‬

‫الهامة) بيان ًا أعلنت فيه نزوح أكثر من (‪ )200‬ألف نسمة من كال المنطقتين‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫وقتل هناك‪.‬على هذا الحال يفتك جيش‬ ‫قصف هنا‬ ‫ ‬ ‫وإعالنهم من المناطق المنكوبة نتيجة لحجم الدمار والشهداء‪ ،‬كما حرقت عناصر‬ ‫ً‬ ‫النظام بالمدن السورية دون ه��وادة‪ ،‬فالهدنة التعرف طريقا‬ ‫األسد مسجد «العمري» في قدسيا وحوالي (‪ )300‬منزل و(‪ )200‬محل تجاري‬ ‫ً‬ ‫شعبا يطالب بحريته‬ ‫عند آليات ومدافع األس��د طالما أنها تجد‬ ‫في (القابون) كما ارتكبت عناصر األسد جريمة بحق(‪ )4‬أشخاص وتم إعدام‬ ‫ً‬ ‫(‪ )5‬آخرين ميداني ًا على حاجز بالقرب من محطة حجازي للوقود ترافق ذلك مع‬ ‫يوميا ع��ن ال��ـ (‪)100‬‬ ‫وك��رام��ت��ه‪ ،‬ول��ذل��ك ل��م ينخفض ع��دد الشهداء‬ ‫دخول الدبابات وتجريف المنازل والمحالت التجارية وحرقها‪.‬‬ ‫بحسب اإلحصائيات التي تصدرها ال��ـ «شبكة ال��س��وري��ة لحقوق‬ ‫اإلنسان» بل يزداد في بعض األيام الشديدة الدموية ليصل إلى‬ ‫أما (جوبر) فقد قامت أعداد كبيرة من جنود الفرقة الرابعة باقتحامها وقاموا‬ ‫مايقارب الـ (‪ )200‬شهيد‪.‬‬ ‫بمداهمة المنازل وسرقة بعضها‪ ،‬تزامن ذلك مع اعتقاالت عشوائية واستشهد‬ ‫ُ‬ ‫(‪ )8‬أشخاص إثر تلك الحملة‪ ،‬وفي منطقة العسالي أعدم (‪ )30‬شهيد بشكل‬ ‫في ظل هذه األوضاع التي تعيشها سوريا تستمر المظاهرات السلمية المرافقة ميداني‪ ،‬كما ُعثر على (‪ )25‬جثة متفحمة في البساتين الواصلة بين داريا‬ ‫‪2012-10-9‬ورجح الناشطون أنهم من شهداء المجزرة‬ ‫للدفاع المسلح من قبل الجيش الحر حيث سجل « المركز السوري المستقل والقدم صباح الثالثاء‬ ‫ّ‬ ‫إلحصاء اإلحتجاجات» (‪ )226‬مظاهرة في (‪ )178‬منطقة‪,‬في الجمعة التي القديمة التي حصلت في داريا‪.‬‬ ‫سماها ناشطو الثورة «نريد سالح ًا ال تصريحات» ومن أبرز ماجاء في هذا‬ ‫األسبوع إعالن الجيش الحر في إدلب عن معركة تحرير مدينة «معرة النعمان» الجيش الحر‬ ‫يوم اإلثنين ‪ 2012-9-8‬فكانت النتائج األولية السيطرة على ثالث حواجز‬ ‫تابعة لجيش النظام وتدميرها بشكل كامل‪ ،‬ما أدي إلنسحاب قوات األسد من عمليات | تبنى «تجمع أنصار اإلسالم» مساء يوم األحد ‪ 2012-9-7‬تفجير‬ ‫أحد جهات المدينة ثم القيام بجريمة في حق ثالثين معتق ًال فيما أنقذ الجيش سيارة مفخخة في كراج مبنى «قيادة الشرطة» بشارع خالد بن الوليد استهدفت‬ ‫الحر ثالثون آخرين كانوا معهم‪ ،‬أما في مدينة حمص فقد حاول جيش النظام عميد الفرع وقتلت عدد من العناصر‪،‬وفي مساء يوم اإلثنين ُاستهدف فرع‬ ‫بكل مايملك من جنود اقتحام مناطق سيطرة الجيش الحر واالستيالء عليها المخابرات الجوية على اوتستراد حرستا بانفجار ضخم وتواردت أنباء عن تدمير‬ ‫مترافق ًا مع قصف عنيف على األحياء‪ ،‬لكن كتائب الجيش الحر صدت قوات جزء كبيرة منه‪ ،‬وكانت العملية األبرز للجيش الحر في هذا األسبوع إسقاط‬ ‫األسد وألحقت بهم خسائر مادية وبشرية بحسب ماذكر ناشطي الثورة في تلك طائرة هولكبتر في الغوطة الشرقية أثناء قصفها لمدينة دوما ومقتل من فيها‪.‬‬ ‫المناطق‪ ،‬وخاصة في شارع القاهرة الفاصل بين(البياضة والخالدية)‪ .‬أما في االشتباكات | تركزت هذا األسبوع في منطقة القدم والتضامن ونهر عيشة‬ ‫القرادحة مسقط رأس األسد ازدادت وتيرة االشتباكات بين عائالت مناهضة وكانت أعنف ليلة مساء يوم اإلثنين وعلى الجانب اآلخر في قدسيا والهامة‬ ‫«الخير» و «آل اسماعيل» على إثر إعتقال استمرت أسبوع كامل قبل انسحاب الجيش الحر من هاتين المنطقتين يوم‬ ‫للنظام وأخرى موالية له منها عائلة ٍ‬ ‫المعارضين «عبد العزيز الخير» و «علي رحمون» أثناء عودتهم من محطة الجمعة ‪.2012-10-5‬‬ ‫البولمان في مدينة الالذقية يوم الخميس ‪ 2012-9-27‬وانقطاع المعلومات‬ ‫عن أوضاعهم منذ تلك الفترة‪.‬‬ ‫النشاطات السلمية ‪:‬‬ ‫مظاهرات | كانت أبرز المظاهرات في ساحة البرامكة أمام صيدلية «داوود»‪،‬‬ ‫دمشق خالل األسبوع ‪:‬‬ ‫وأخرى في العفيف بالقرب من فرع األمن الداخلي والسفارة الفرنسية‪ ،‬كما‬ ‫خرجت مظاهرة عند قلعة دمشق طالبت بإسقاط األسدوإطالق سراح المعتقلين‪،‬‬ ‫انتهاكات األحياء‬ ‫وكذلك خرج ثوار ركن الدين والصالحية بمظاهرة بالقرب من فرع األمن السياسي‬ ‫تعرضت منطقتا قدسيا والهامة ألعنف حملة عسكرية استخدمت فيها جميع أمام الباب الرئيسي لحديقة أبو النور رغم انتشار الحواجز األمنية في المنطقة‪.‬‬ ‫أنواع األسلحة الثقيلة‪،‬التي استهدفت منازل المدنيين‪،‬وحاولت‬ ‫كتائب الجيش الرجل البخاخ | رسمت كتيبة الرجل البخاخ علم االستقالل على حائط حديقة‬ ‫الحر المتواجدة في المنطقتين تأمين خروج من تبقى من المدنيين منع ً‬ ‫إلرتكاب‬ ‫ا‬ ‫النيربين في المنطقة الواصلة بين المالكي والمهاجرين على بعد أمتار من‬ ‫المجازر بحقهم من قبل الجيش النظامي‪ ،‬وأصدرت كل من تنسيقية (قدسيا‪ -‬القصر الجمهوري‪.‬‬


‫‪3‬‬

‫العدد الرابع والعشرون | تـقـريـر‬

‫جامعات ‪..‬‬ ‫َتف َّر َق طلاّ بها‬ ‫ً‬ ‫طبيبا وكأي شاب‪،‬‬ ‫أراد أن يكون‬ ‫ ‬ ‫مضى في حلمه‪ ،‬ليحقق هدفه‪ ،‬أمضى‬ ‫وقته في الدراسة ومضى في خطواته‬ ‫عام آلخر كان‬ ‫حتى دخول الكلية ومن ٍ‬ ‫لكن! هدفاً‬ ‫يقترب لتحقيق هدفه أكثر ‪ّ ..‬‬ ‫ٌ‬ ‫ومفاجئ لجميع التوقعات‬ ‫محسوب‬ ‫غير‬ ‫ٍ‬ ‫ظهر أمام عينيه فأطفأ نور حلمه مؤقتاً‬ ‫ليمأل قلبه وروحه ًّ‬ ‫حلم الثورة‪.‬‬

‫أسامة ‪ ..‬واح ٌد من آالف الطالب الذين تركوا‬ ‫جامعاتهم وأهملوا دراستهم مقابل االستمرار‬ ‫في ثورة الحر ّية والكرامة‪ ،‬واليوم ومع اقتراب‬ ‫افتتاح أبواب الجامعات يقف كثيرون على‬ ‫مشارف المدرجات وأوراق المحاضرات ليضعوا‬ ‫على موازينهم الحر ّية ‪ ..‬والشهادة الجامعية‪،‬‬ ‫فيثقل قلبهم شعاع الثورة ليمضوا تاركين‬ ‫وراءهم كل ما حلموا به سابق ًا‪.‬‬ ‫لطالما كانت الجامعات في العالم هي منبر‬ ‫الحر ّية‪ ،‬و منطلق الثورات وفيها يشعر الطالب‬ ‫جامعي» ُيمنع‬ ‫«حرم‬ ‫باألمان تبع ًا النه في‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫دخول أي كان إليه ‪ ..‬إال انه في سوريا كانت‬ ‫الجامعة مصدر القمع والضرب والتنكيل‬ ‫ففي جامعة دمشق تعرضت أول مظاهرة منها‬ ‫في كلية الطب لضرب الطالب واعتقال العديد‬ ‫عام من الثورة‬ ‫منهم‪ ،‬وكذلك جرى على مدى ٍ‬ ‫سلمي في الجامعة جابهه الشبيحة‬ ‫بكل ٍ‬ ‫حراك ٍ‬ ‫بالضرب والشتم واالعتقال‪.‬‬

‫ومع استمرار الثورة ظهرت الجامعة وكأنها‬ ‫لطالب ان يتلفظ فيها‬ ‫معتقل كبير‪ ،‬ال يحق‬ ‫ٍ‬ ‫بأي كلمة حقّ ‪ ،‬وسجلت صفحات الثورة أسماء‬ ‫العديد من الطالب كانوا قد اعتقلوا أثناء‬ ‫دخولهم إلى جامعاتهم بسبب وضع أسمائهم‬ ‫على قوائم المطلوبين‪ ،‬حيث قام اتحاد الطلبة‬ ‫بوضع طالب « شبيحة» على أبوات الجامعات‬ ‫يقومون بتفتيش الطالب بشكل دقيق وتسليم‬ ‫عد ٍد من الطالب للفروع األمنية بعد أن يقوموا‬ ‫سبب واضح أو تهم ٍة‬ ‫بضربهم وأذيتهم دون أي ِ‬ ‫مكتوبة وكثير ًا ما كان السبب تقري ٌر قد ُكتب‬ ‫بالطالب من أحد زمالئه في ذات الجامعة‬ ‫والسنة!‬ ‫وباالضافة لتشديد الحراسة على أبواب‬ ‫الجامعات‪ ،‬قام االتحاد بنشر العديد من‬ ‫عناصره المتنكرين بالزي المدني في الحرم‬ ‫الجامعي لمراقبة الطالب ومنع أي حراك من‬ ‫البدء‪ ،‬كما يقوم أولئك بالدخول للمحاضرات‬ ‫التعليمية في سبيل مراقبة دكاترة ومحاضري‬ ‫الجامعة أثناء أداءهم لواجبهم‪ ،‬ناهيك عن‬ ‫بشكل دقيق بين‬ ‫توزع كاميرات المراقبة‬ ‫ٍ‬ ‫المدرجات واألبينة التعليمية لمراقبة جميع‬ ‫تحركات الطلبة‪.‬‬ ‫دعا العديد من أنصار الثورة لإلضراب عن‬ ‫الجامعات وعدم الذهاب إليها خالل العام‬ ‫صدى واسع ًا‬ ‫الماضي ولم يكن لهذه اإلضرابات ً‬ ‫خالل العام الماضي‪ ،‬لكن يأمل اليوم كثيرون أن‬ ‫يكون لها التأثير الكبير على الطالب خصوص ًا‬ ‫انه يوجد اليوم مئات الطلبة المعتقلين فكيف‬ ‫لزميلهم أن يدخل ويجلس على مقعده وزميله‬

‫مغيب عن دراسته وامتحاناته بسبب جرم‬ ‫ٌ‬ ‫الحر ّية؟!‬ ‫ويوجد عدد آخر من الطالب ال يحتاجون دعو ًة‬ ‫لإلضراب فقد أضربوا مسبق ًا عن ٍّ‬ ‫كل هذه الحياة‬ ‫وليس فقط عن الجامعة فهم استشهدوا خالل‬ ‫َ‬ ‫الثورة مقدمين أرواحهم في سبيل أن يعيش‬ ‫زمالؤهم وأوطانهم أفضل مما عاشوا هم!‬ ‫أما آخرون فقد أضربوا اجباري ًا بسبب وضعهم‬ ‫على قوائم المطلوبين والمالحقيين أو صدور‬ ‫فصل تعسيفية بحقهم لمجرد‬ ‫قرارات‬ ‫ٍ‬ ‫مشاركتهم في الحراك الثوري السوري في‬ ‫مناطقهم‪ ،‬فمنعوا من دخول الجامعة وأصبح‬ ‫من الخطر عليهم أن يتوجهوا ليكملوا طريقهم‬ ‫الدراسي‪.‬‬ ‫وتوجد ٌ‬ ‫فئة أخرى من الطالب ُحرمت الوصول‬ ‫لقلب العاصمة ومركز الجامعة بسبب عدم‬ ‫توافر المواصالت مكان سكنها في األرياف‬ ‫المجاورة لدمشق او في المحافظات المكنوبة‪.‬‬ ‫يعتب طالب الجامعات مناصرو الثورة على‬ ‫ال ُ‬ ‫عناصر األمن بقدر ما يتألمون من زمالئهم‬ ‫المؤيدين الذين التحقوا في صفوف الشبيحة‬ ‫ليقوموا بالتشهير بهم وضربهم واعتقالهم‬ ‫والتعدي عليهم ونفيهم من صفوف دراستهم‬ ‫لمجرد آرائهم السياسية والنهم رفعوا كلمة‬ ‫الحق ورفضوا الظلم بعد ان رأوا ما شاهدوه من‬ ‫قتل وتدميرٍ وخراب على أيدي الدكتور المزعوم‬ ‫المقدر للعلم بشار األسد‪.‬‬


‫العدد الرابع والعشرون | آراء وتحليالت‬

‫‪4‬‬

‫األسد وتركيا‪ ..‬و خيارات الحرب‬

‫| عهد الشام‬

‫آثار قذيفة مورتر سورية سقطت على بلدة حدودية تركية‬

‫أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الثالثاء الفائت‬ ‫ ‬ ‫ّأن بالده جاهزة لجميع االحتماالت مع سوريا بعد القصف المتبادل في‬ ‫األيام األخيرة بين الجانبين‪ ،‬وأضاف أن «جنود نظام (الرئيس السوري‬ ‫بشاراألسد ) قصفوا أراضينا بالمدافع‪ ،‬ونحن نرد عليهم بالمثل وسنضرب‬ ‫كما يضربون وجاهزون لكل االحتماالت»‪.‬‬ ‫وتشير تطورات األيام األخيرة‪ ،‬إلى انتقال المناوشات والمواجهة بين‬ ‫نظام األسد والنظام التركي‪ ،‬من أروقة السياسية ولغة الدبلوماسية‪ ،‬إلى‬ ‫لغة المدافع ورد القذيفة بقذيفة‪ ،‬رغم تصريح تركيا الدائم باستمرارها‬ ‫بحشد الدعم الدولي ضد نظام األسد ومحاولة االبتعاد عن الخيار‬ ‫العسكري‪ ،‬ولكن على الرغم من استمرار عربدة قوات األسد على الحدود‬ ‫التركية واستهداف عائلة كاملة بقذائف هاون‪ ،‬إال أن ردة فعل الحكومة‬ ‫التركية مازالت توصف لدى العديد من المحللين بإنها تحت المستوى‬ ‫المتوقع‪.‬‬ ‫ويبدو أن قرار تركيا بالتدخل العسكري في سوريا ليس بالسهولة‬ ‫المتوقعة‪ ،‬خصوص ًا بعد إدراك تركيا بصعوبة خوضها حرب ًا منفردة مع‬ ‫غياب قرارٍ أممي بالتدخل الذي مازال الفشل في إصداره‬ ‫سوريا‪ ،‬في ظل ِ‬ ‫حرب باالشتراك مع حليفتها‬ ‫خوض‬ ‫صعوبة‬ ‫إلى‬ ‫إضافة‬ ‫سيد الموقف‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫الواليات المتحدة‪ ،‬بسبب انشغال األخيرة باالنتخابات الرئيسية‪ ،‬حتى‬ ‫حلف الناتو التي تمثل تركيا أحد أعضائه‪ ،‬وبالرغم من اجتماعه العاجل‬ ‫أراض تركية‪ ،‬أبدى مرار ًا وتكرار ًا على لسان أمينه العام‬ ‫بعد استهداف ٍ‬ ‫راس موسن عدم رغبة الحلف بالتدخل في سورية‪ ،‬واكتفى بدعوة تركيا‬ ‫وسوريا إلى تفادي التصعيد بين الجانبين‪.‬‬ ‫وقد ال تكون حرب تركيا مع النظام السوري‪ ،‬حرب ًا بين طرفين فقط‪ ،‬فمن‬ ‫المحتمل أن تتطور إلى حرب إقليمية‪ ،‬خصوص ًا مع وجود دعم ايراني‬ ‫روسي صيني لنظام األسد‪ ،‬إضافة إلى دخول قوات من حزب الله على‬

‫خط العمليات العسكرية في سورية ضد قوات الجيش الحر‪ ،‬ويزداد‬ ‫األمر صعوبة على تركيا‪ ،‬بعد تحريك نظام األسد لورقة حزب العمال‬ ‫الكردستاني‪ ،‬الذي زاد من عملياته داخل األراضي التركية خصوص ًا مع‬ ‫توارد أنباء عن قيام معسكرات للحزب داخل األراضي السورية‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى قيام حكومة المالكي في العراق إلى سحب التفويض من تركيا‪ ،‬الذي‬ ‫كان يسمح لها بمالحقة عناصر من حزب العمال داخل األراضي العراقية‪،‬‬ ‫ما يعني في المحصلة مزيد ًا من التصعيد بين الحزب والقوات التركية‪.‬‬ ‫وال يمكن تجاهل االرتباط بين موقف الدول العربية من الثورة السورية‬ ‫والتدخل العسكري‪ ،‬وبين اجراءات الحكومة التركية الحالية أو المرتقبة‪،‬‬ ‫وهنا يمكن السؤال حول كيف يمكن لتركيا أن تتخذ قرار ًا منفرد ًا في‬ ‫التدخل عسكري ًا في سورية‪ ،‬في الوقت الذي ينقسم فيه العرب على‬ ‫أنفهسم فيما يتعلق بالتدخل العسكري ضد نظام األسد‪ ،‬وبدا هذا‬ ‫االنقسام واضح ًا في تراجع مصر عن تأييدها لدعوة أمير قطر حمد بن‬ ‫خليفة الذي طالب بتدخل عسكري عربي إلنقاذ الشعب السوري‪ ،‬ناهيك‬ ‫عن تأييد بعض الدول العربية لنظام األسد كـلبنان والعراق الذي حول‬ ‫مفتوح للطائرات اإليرانية المحملة بالسالح الذي ُيقتل‬ ‫مجال‬ ‫أجوائه إلى ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫فيه الشعب‪ ،‬وهو ما أكده نائب الرئيس العراقي السابق طارق الهاشمي‪.‬‬ ‫ويبدو أن سعي تركيا للحفاظ على صورتها أمام الرأي العام العربي‬ ‫ٌ‬ ‫عامل أخر في ترددها عن القيام بعمل عسكري داخل األراضي السورية‪،‬‬ ‫خصوص ًا مع اتهامها من قبل بعض القوميين العرب بسعي تركيا إلى‬ ‫إعادة احتاللها لسورية والعودة أليام العثمانيين‪.‬‬ ‫وبين المنابر الدبلوماسية‪ ،‬وأصوات المدافع التي تدوي من درعا حتى‬ ‫حلب‪ ،‬ومن حمص حتى دير الزور‪ ،‬يبقى الشعب السوري وحيد ًا أعز ًال‬ ‫يواجه آلة القتل اليومية‪ ،‬ويزداد إيمانه بأن سورية الحرية لن تأتي إال‬ ‫بسواعد أبنائها فقط‪.‬‬


‫‪5‬‬

‫العدد الرابع والعشرون | مقاالت‬

‫منحبكجي‬ ‫ثورة!!‬ ‫هم ليسوا من المؤيدين وليسوا ممن يدعمون‬ ‫النظام وال حتى من يقفون خلف األسد قلب ًا‬ ‫وقالب ًا ‪،‬هم «منحبكجية» الثورة ‪ ،‬متعصبون‬ ‫جد ًا آلراءهم ومتطرفون في أحيان كثيرة ‪،‬‬ ‫يقدسون أمر ًا معين ًا ‪ ،‬وال يستطيعون انتقاده أو‬ ‫حتى التخلي عنه ‪،‬وذلك ليس ألنهم ال يقدرون‬ ‫على تغيير آرائهم ‪،‬وإنما ألنهم متفردون في‬ ‫فكرهم وفي طريقة تفكيرهم واستيعابهم‬ ‫لألمور ‪ ،‬والمصيبة في تلك الطبقة أن النقاش‬ ‫معها غالب ًا ال ينتهي بأية نتيجة تذكر ‪،‬إال‬ ‫القليل منهم الذين باإلمكان أن يغيروا من‬ ‫وجهة نظرهم ولكن النسبة الكبيرة فيهم (فالج‬ ‫ال تعالج ) ‪،‬يعني أن تتجاذب أطراف الحديث‬ ‫مع منحبكجية الثورة في األمور التي يقدسونها‬ ‫يشبه المثل القائل (كأنك عبتغني بالطاحون)‪.‬‬ ‫الجيش الحر هناك من يعشقه عشق تظن أنه‬ ‫وصل به الحال إلى درجة التفرد والتوحد مع‬

‫هذا الكيان العظيم ‪ ،‬فتراه عندما تتنقد أي أمر‬ ‫يتعلق بالجيش الحر من أخطاء أو عثرات قد‬ ‫يقع بها سهو ًا أو من الممكن أن يخطئ بها‬ ‫عمد ًا تراه (بيقيم عليك القيامة) إذ أن الجيش‬ ‫الحر هو كيان مقدس ال يجب علينا أن نفتوه‬ ‫بأية كلمة تسيء إليه حتى ولو كانت نصيحة‬ ‫أو موعظة أو تصحيح لخطأ معين ‪ ،‬فمن ينتقد‬ ‫الجيش الحر أمامه فإنه يصبح ضمن (القائمة‬ ‫السوداء) !!‬ ‫وهناك من لديه هوس في شخصيات معينة‬ ‫سواء كانت سياسية أو ميدانية أو دينية ‪،‬‬ ‫فعندما يتم التعقيب على كالم إحدى تلك‬ ‫الشخصيات فرض ًا أو انتقادها أو حتى الرد‬ ‫عليها ‪ ،‬ترى المنحبكجي صب عليك جام غضبه‬ ‫وأنزل عليك سي ًال وافر ًا من (البهادل والحكي‬ ‫النازل والطالع) ‪،‬فتلك الشخصية بالنسبة إليه‬ ‫خط أحمر ال يجب ألي أحد أن يتجاوزه حتى‬ ‫ولو كان من الثائرين ‪ ،‬وهنا ال تستطيع على‬ ‫اإلطالق أن تجادل أو تناقش ذلك المنحبكجي‬ ‫فيما يقدسه ألنك سوف تتعرض (لغسلة‬ ‫مرتبه) مع أنه قد تكون أنت على حق كامل‬ ‫ولديك األدلة والبراهين والمنطق‪.‬‬

‫قراءة في الحالة الدمشقية‬ ‫| عبد الغني المصري‬

‫ورد في صحيفة السفير‪ ،‬وفي مقالة للكاتب عماد مرمل ما يأتي‪ »:‬بعد‬ ‫ساعات على انتهاء معركة مقر األركان العامة في قلب دمشق‪ ،‬قبل أيام‬ ‫قليلة‪ ،‬لجأت الجهات األمنية السورية المختصة الى تغطية مبنى المقر‬ ‫بقطع من القماش األخضر أخفى كل آثار المواجهة‪ ،‬بينما كانت الحركة في‬ ‫محيط المكان تسير بشكل طبيعي تعكس هذه السرعة في احتواء الموقف‬ ‫نمط السلوك السائد في دمشق منذ فترة‪ ،‬حيث تتعايش مظاهر الحياة‬ ‫بكل أشكالها مع الحوادث االمنية واإلجراءات االحترازية في الشارع‪ ،‬بما‬ ‫يعبر عن استعداد النظام الحتمال ان تطول االزمة شهور ًا وربما سنوات‪.‬‬ ‫بهذا المعنى‪ ،‬يبدو واضحا أن سكان دمشق خرجوا من الصدمة‪ ،‬وانتقلوا إلى‬ ‫مرحلة استيعابها‪ ،‬على قاعدة التعامل مع االحداث بشكل موضعي‪ ،‬وفي‬ ‫لحظة وقوعها حصر ًا‪ ،‬فتتأثر الحياة نسبيا عند حصول انفجار او اشتباك‪ ،‬ثم‬ ‫ال تلبث ان تستعيد حيويتها عند عودة الهدوء ويالحظ من يتجول في أحياء‬ ‫العاصمة السورية أن المطاعم غالبا ما تكون مزدحمة بروادها‪ ،‬وأن المدارس‬ ‫والجامعات تعمل بشكل طبيعي‪ ،‬والحركة التجارية مقبولة‪ ،‬وزحمة السير‬ ‫هي السمة الغالبة في الشوارع‪ .‬وفي الوقت ذاته‪ ،‬تنتشر حواجز الجيش في‬ ‫الطرق لتفتيش السيارات والتدقيق في هويات ركابها‪ ،‬وتتكثف التدابير‬ ‫االحتزازية أمام المؤسسات والمقرات الرسمية‪ ،‬وفي داخلها أيضا‪ ،‬حيث‬ ‫تسجل حراسة أمنية مشددة لبعض الشخصيات»‪.‬‬

‫يا أيها المنحبكجي في الثورة أود أن أشير لك‬ ‫بالخط العريض أن الثورة في سوريا قامت‬ ‫بسبب القمع وكبت اآلراء واألفكار ووجهات‬ ‫النظر وقامت بسبب الديكتاتورية المتبعة على‬ ‫الشعب أكمله ‪ ،‬والثورة انتفضت حتى تكسب‬ ‫مجد الحرية وتظفر بها ‪ ،‬لذا من المعيب أن ال‬ ‫نتخلص من تلك الديكتاتورية المقيتة ‪ ،‬ومن‬ ‫المخزي أن ال نستفيد من هذه الثورة وأن ال تغير‬ ‫فينا ما كنا عليه من أخطاء ومن عثرات ‪ ،‬لذا ال‬ ‫تكن متعصب ًا وال متطرف ًا وال متشبث ًا في رأيك‬ ‫حتى النخاع ‪ ،‬وكن دائم ًا محاور ًا ومستمع جيد‬ ‫لباقي األطراف التي تحاورك وال تهملها وتمعن‬ ‫فيها جيد ًا ‪،‬فقد يكون الشيء الذي تقدسه على‬ ‫خطأ أو فيه شيء من الريبة مث ُال ‪،‬لذا حاول‬ ‫أن تطبق الديموقراطية على نفسك أو ًال حتى‬ ‫تظفر بها ‪ ،‬وتذكر دائم ًا أن الرأي األوحد قد ال‬ ‫يكون على صواب دوم ًا ‪ ،‬وأن التطرف في فكرة‬ ‫معينة غالب ًا ما يؤدي إلى إكراه الناس فيك أو ًال‬ ‫ومن ثم بالفكرة بحد ذاتها ‪ ،‬وتذكر أنه ال يوجد‬ ‫شئ كامل إال الله ‪،‬فحتم ًا كل شئ فيه نقصان‬ ‫أو خلل أو عيب ما‪.‬‬

‫وينقل الكاتب عن مسؤول سوري قوله‪« :‬إثر معركة مقر االركان‪ ،‬توقعنا‬ ‫ان تتأثر الحياة اليومية في دمشق‪ .‬لكن‪ ،‬بعد توقف إطالق النار‪ ،‬عادت‬ ‫االمور تدريجي ًا إلى طبيعتها‪ ،‬وفي اليوم التالي توجه الطالب الى مدارسهم‬ ‫وجامعاتهم كالمعتاد‪ ،‬والمهم بالنسبة إلينا ان الوضع االقتصادي يستعيد‬ ‫توازنه شيئ ًا فشيئ ًا بعدما اختل بعض الشيء تحت وطأة تفاعالت االزمة»‪.‬‬ ‫مفاد هذا الكالم‪ ،‬أن النظام‪- ،‬وكأمر واقع‪ ،-‬يمكن أن يتعايش مع عمليات‬ ‫صعبة تحصل ضده‪ ،‬مادام أنه يتبعها هدوء‪ ،‬وتعود الحياة لمجاريها‪.‬‬ ‫أي رغم أن العمليات العسكرية النوعية مؤلمة جدا للنظام‪ ،‬لكن ال بد أن‬ ‫يتبعها ضغط يرهق النظام‪ ،‬ويبقيه مستنفرا‪ ،‬كي يزداد تشتته‪ ،‬وافضل‬ ‫ضغط‪ ،‬على اعصاب النظام‪ ،‬هي المظاهرات‪ ،‬والعصيان المدني‪ ،‬ولو بأدنى‬ ‫درجاته‪ ،‬مثل مقاطعة الدراسة في المدارس والجامعات‪ ،‬الن ذلك يشعر‬ ‫الدولة‪ ،‬أنه ال دولة‪ ،‬ويفقده الثقة بنفسه‪ ،‬بينما امتالء الشوارع مع كل صباح‬ ‫بالطلبة‪ ،‬وشكل الحياة الطبيعية‪ ،‬في دمشق‪ ،‬يزرع نوع من الثقة بنفسه‪ ،‬وإن‬ ‫كانت زائفة‪.‬‬ ‫الجميع يعرف‪ ،‬انه وعبر التاريخ ال تسقط الدول إال بسقوط العاصمة‪ ،‬وإن‬ ‫كانت االطراف تشل النظام‪ ،‬لكنها ال تقضي عليه قضاء ًا مبرم ًا‪ ،‬الضربة‬ ‫القاضية تأتي دوما من العاصمة‪ ،‬والعمل العسكري معقد في العاصمة‪،‬‬ ‫لكن العمل السلمي‪ ،‬بمجموعه المدني‪ ،‬يمكنه أن يشق طريقه رغم حصار‬ ‫النظام‪.‬‬


‫العدد الرابع والعشرون | آراء وتحليالت‬

‫‪6‬‬

‫مناطق الثورة السورية‪..‬‬ ‫النظام في تدمير‬ ‫والجيش الحر للتحرير‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫في ظل غياب مالمح أي طريق للحل‬ ‫ ‬ ‫السياسي مع النظام السوري ال��ذي دفع بشكل‬ ‫الإنساني عجلة الثورة لتصبح عسكرية‪ ،‬تنامت‬ ‫قوة الجيش الحر وتنظيمه بسرعة غير متوقعة‬ ‫فارضا على الدول ‬ ‫ً‬ ‫فأصبح هو الذي يحاصر النظام‬ ‫األخ���رى االع��ت��راف ب��وج��وده وق��ب��ول فكره ال��ذي ‬ ‫ً‬ ‫تجلى بهدف إسقاط النظام ً‬ ‫ّ‬ ‫وأخيرا وتحرير‬ ‫أوال‬ ‫ال��ب�لاد م��ن ع��ص��اب��ة األس���د دون أي ن��ي��ة للتراجع‬ ‫طالما أن األمور تسير لصالح الشعب‪ ،‬وال يخفي‪-‬‬ ‫الجيش ال��ح��ر نيته األه���م ب��ال��وص��ول إل��ى المدن‬ ‫الرئيسية دمشق وحلب‪ ،‬وفي سبيل ذلك حاول‬ ‫واستطاع تحرير مناطق عديدة والحفاظ عليها‬ ‫أمنيا خاصة في بعض األرياف‪ ،‬ومما ه ّيأ للجيش‬ ‫الحر إمكانية تحريرها والسيطرة عليها‪:‬‬

‫إنهاك قوى جيش النظام األسدي‪ :‬سواء بتداعي‬ ‫صفوفه الداخلية التي توالت االنشقاقات فيها‬ ‫برتب عالية وفعالة حيث بلغ العدد حوالي ‪80‬‬ ‫ألف منشق بينهم ضباط وعمداء وعقداء‪ ،‬أو‬ ‫بتوجيه الجيش الحر ضربات قوية كتفجير المقار‬ ‫األمنية الرئيسية والسيطرة على مراكز األمن‬ ‫والشرطة‪ ،‬إضافة إلى استهدافه العتاد الحربي‬ ‫الذي يقتل به الجيش األسدي الشعب األعزل‪،‬‬ ‫حيث تمكن الجيش الحر حتى اآلن من محاصرة‬ ‫ثالثة مطارات عسكرية هي (منّغ بحلب وأبو‬ ‫الضهور بإدلب والغنطو بحماه) وتدمير ما ال‬ ‫يقل عن ‪ 25‬طائرة من أنواع (ميغ ‪ 23‬وميغ‬ ‫‪ 21‬وسيخوي) وإلحاق خسائر فادحة بالقوى‬ ‫الجوية باالستيالء على صواريخ (سام‪ 7‬وكوبرا‬ ‫ومضادات الطيران)‪.‬‬ ‫ اشتداد ق��وة الجيش الحر بعدده وعتاده‬‫وقياداته‪ :‬من خالل ما يغنمه الجيش الحر من‬ ‫محصنة عقب عملياته‬ ‫أسلحة وذخيرة ومقا ّر ّ‬ ‫واشتباكاته مع الجيش النظامي‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫تأييد أهل المناطق المتواجدين فيها لهم‬ ‫إما بتقديم المساعدات كأسرٍ تدعم أبناءها أو‬ ‫تطوع رجالها وشبانها معهم‪ ،‬كما كانت خطوة‬ ‫انتقال قيادة الجيش الحر المركزية من تركيا إلى‬

‫المناطق المحررة داخل سوريا تطور ًا فعليا يخدم‬ ‫واقع الثورة بأشواط إلى جانب إعالن المجلس‬ ‫العسكري للجيش الحر بتصريح لوكالة (فرانس‬ ‫برس) فتح الطريق أمامهم لتحرير بقية مدينة‬ ‫حلب ومنها لكل التراب السوري لتبدأ خطة‬ ‫تحرير دمشق قريبا‪ ،‬وبهذا كان الدعم األكبر‬ ‫نفسيا وتوجيهي ًا‪.‬‬ ‫ االنسحاب التكتيكي للجيش األسدي‪ :‬الذي‬‫أدرك فخ الحصار الذي وقع فيه من قبل الجيش‬ ‫الحر الذي تمركز بقياداته في المناطق الريفية‬ ‫المحررة ثم نقل جهوده إلى دمشق وحلب‬ ‫اللتان تشهدان ازدي��اد ًا ملحوظا في الحراك‬ ‫المرحب بحماية الجيش الحر له‪ ،‬وأظهر‬ ‫السلمي ِّ‬ ‫هذا االنسحاب تخ ّوفا جلي ًا من عمليات جديدة‬ ‫تستهدف النظام الذي ضاعف حدة القصف‬ ‫وحشد األسلحة وعدد الحواجز وخلق الفوضى‬ ‫األمنية لزيادة انتشار عناصره في العاصمتين‪.‬‬ ‫ سهولة وسرعة الحركة في المناطق المحررة‬‫وخاصة الريفية منها‪ :‬التي تعتبر في معظمها‬ ‫إما مناطق جبلية عالية يمكن اعتبارها أبراج ًا‬ ‫لمراقبة جيش النظام أو مكامن بعيدة يحتمي‬ ‫بها الجيش الحر بين كل عملية وأخ��رى‪ ،‬وإما‬ ‫قرى زراعية لم ينزح أهلها عنها فاستضافوا‬ ‫الجيش الحر لحين استطاع تحرير مناطقهم‪،‬‬ ‫إلى جانب احتواء تشكيالت الجيش الحر أفراد ًا‬ ‫من أبناء هذه المناطق نفسها الذين سبروا‬ ‫طرقها ومخابئها وطبيعتها فكانت تحركاتهم‬ ‫اعتيادية ضمن أرضهم‪.‬‬ ‫وقد لعب النظام ورقته المعتادة لستر سوءة‬ ‫هزيمته وانسحابه من هذه المناطق‪ ،‬فعاد إلى‬ ‫رواية العصابات المسلحة التي تخ ّرب كل ما‬ ‫تمر به في هذه المناطق ليكسب المشككين‬ ‫والمترددين إلى صفه مجددا‪ ..‬ولكن تصريح‬ ‫المجلس العسكري للجيش الحر أتى بعكس ما‬ ‫يشتهيه نظام األسد‪ ،‬إذ تعهد المجلس بالتزام‬ ‫الجيش الحر بحماية المدنيين والحفاظ على‬ ‫الممتلكات العامة والخاصة‪ ،‬محذرا المقاتلين‬

‫بأنهم سيتعرضون للمساءلة والمحاسبة‬ ‫والعقاب في حال االعتداء على أي إنسان مدني‬ ‫مهما كانت طائفته أو قوميته أو دينه من دون‬ ‫وجه حق‪ ،‬كما طالب المواطنين التزام بيوتهم‬ ‫حتى يتم تحرير المدينة كي ال يطالهم ضرر‬ ‫أثناء االشتباكات‪ ..‬وكانت تصرفات الجيش الحر‬ ‫في هذه المناطق بعد تحريرها إثباتا آخر يع ّري‬ ‫رواية النظام األسدي عن العصابات المسلحة‪..‬‬ ‫فمثال بعد تعرض ريف درعا للقصف العنيف‬ ‫الذي تبعه حملة دهم واعتقاالت لقوات األسد‬ ‫في بلدة كفر ناسج بريف درعا‪ ،‬تمكن أفراد‬ ‫الجيش الحر من دخول المنطقة مجددا لفك‬ ‫الحصار الذي فرض على بعض العائالت الخائفة‬ ‫في منازلها ويصاحبوهم في رحلة الهرب إلى‬ ‫تل شهاب (‪ 11‬كم) ثم وادي اليرموك بدرعا‬ ‫وسرعان ما وجدوا أنفسهم آمنين في األردن‪.‬‬ ‫وأيضا بعد مجزرة جديدة ارتكبت في قاضي‬ ‫عسكر في ريف حلب أطلقت فيها قوات النظام‬ ‫قذائف الهاون على صف من األهالي كانوا‬ ‫يقفون صباح ًا أمام احد المخابز وقتلت ‪25‬‬ ‫شخص ًا على األقل‪ ،‬قامت أيضا بمنع الطحين‬ ‫والمواد األولية للطعام عن المدينة‪ ،‬فما كان من‬ ‫الجيش الحر إال القيام بجلب كميات من الخبز من‬ ‫المناطق المجاورة وتوزيعها مجانا على األهالي‬ ‫في ريف حلب وقاضي عسكر خاصة‪ ،‬وتكرر هذا‬ ‫المشهد في ريف إدلب عند توزيع الخبز على‬ ‫العوائل المشردة في سراقب‪.‬‬ ‫مع ذلك فإن وتيرة العنف التي تزداد يوميا‬ ‫هي فقط إيذان باقتراب سقوط نظام األسد‬ ‫الذي بات في أيامه األخيرة‪ ،‬كمحاولة يائسة‬ ‫لمواجهة قوة الجيش الحر التي تقترب من نواة‬ ‫العاصمتين خاصة وتزداد في المناطق السورية‬ ‫عامة بالتزامن مع التهاب الحراك السلمي على‬ ‫أراضيها‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫العدد الرابع والعشرون | مقاالت‬

‫المجتمع المدني ضمانة التنمية واالستقرار‬ ‫| عبد اهلل الدمشقي‬

‫قبل الثورة‪ ،‬كان المجتمع السوري‬ ‫ ‬ ‫كالعمالق المكبل بالقيود‪ ،‬فال حرية إعالمية‪،‬‬ ‫اللهم إال مجالت الطبخ والرياضة والفن‬ ‫والسيارات‪ ،‬وال حرية في تشكيل الجمعيات‬ ‫والمنظمات التي ترفع وعي الناس بحقوقهم‬ ‫وتنظمهم وتحشدهم للمطالبة بها وتراقب‬ ‫وتحاسب الفاسدين والمفسدين‪ ،‬اللهم إال‬ ‫الجمعيات الخيرية وتلك الجمعيات التي ال‬ ‫تقترب في طروحاتها ونشاطاتها من الخطوط‬ ‫الحمراء التي تمس مصالح أهل النظام على المدى‬ ‫القريب أو البعيد‪ .‬ثم انقدحت شرارة الثورة‪،‬‬ ‫فأطلقت طاقات ألوف من الشباب والشابات‬ ‫كانت حبيسة قوانين النظام وقيوده‪ ،‬وتشكلت‬ ‫مئات التنسيقيات والهيئات الثورية واإلعالمية‬ ‫واإلغاثية والطبية على امتداد المدن والبلدات‬ ‫والقرى السورية‪ ،‬واكتشف الناس حجم القوة‬ ‫التي يملكونها والقدرة على الفعل والتأثير‪،‬‬ ‫عندما يكسرون قيودهم ويمارسون حريتهم‬ ‫ويطالبون بحقوقهم وينظمون بأنفسهم شؤون‬ ‫حياتهم بعيد ًا عن مؤسسات الدولة‪ ،‬هذه‬ ‫الهيئات الثورية المدنية ستكون بإذن الله بذرة‬ ‫لمنظمات المجتمع المدني التي ستطلق طاقات‬ ‫المجتمع السوري وستعمل على حماية منجزات‬ ‫الثورة وتساهم في تحقيق أهدافها في بناء‬ ‫مجتمع العدالة والكرامة وسيادة القانون‪.‬‬ ‫يع ّرف المجتمع المدني وفق موسوعة ويكيبيديا‬ ‫بأنه كل أنواع األنشطة التطوعية التي تنظمها‬ ‫الجماعة حول مصالح وقيم وأهداف مشتركة‪.‬‬ ‫و تشمل هذه األنشطة المتنوعة تقديم‬ ‫الخدمات‪ ،‬أو دعم التعليم المستقل‪ ،‬أو التأثير‬ ‫على السياسات العامة‪ .‬ويضم المجتمع المدني‬ ‫مجموعة واسعة النطاق من المنظمات غير‬ ‫الحكومية والمنظمات غير الربحية التي لها‬ ‫ٌ‬ ‫وجود في الحياة العامة وتنهض بعبء التعبير‬ ‫عن اهتمامات وقيم أعضائها أو اآلخرين‪،‬‬

‫ً‬ ‫استنادا إلى اعتبارات أخالقية أو ثقافية أو‬ ‫سياسية أو علمية أو دينية أو خيرية‪.‬‬

‫إن المجتمع المدني يحقق التوازن بين سلطة‬ ‫الدولة وسلطة الناس أو سلطة المجتمع‪ ،‬لذلك‬ ‫تعمد األنظمة الشمولية على إلغاء كل مظاهر‬ ‫المجتمع المدني لتكون لها السلطة المطلقة‬ ‫فال تجد من ينافسها أو يراقبها أو يحاسبها‪،‬‬ ‫فعندما استلم النظام الحكم في سوريا ألغى‬ ‫كل النقابات والجمعيات وح ّولها إلى منظمات‬ ‫تابعة له كاالتحاد النسائي واتحاد العمال‬ ‫واتحاد الطلبة واتحاد شبيبة الثورة‪ ،‬لتكون في‬ ‫خدمته بد ًال من أن تكون في‬ ‫خدمة المجتمع‪ .‬وقد رأينا بعد انهيار الشيوعية‬ ‫في الدول الشيوعية كيف نمت التجمعات‬ ‫واألندية الخاصة وجماعات الضغط والنقابات‬ ‫العمالية المستقلة أي كيف عاد المجتمع المدني‬ ‫إلى الحياة مرة أخرى‪.‬‬ ‫تنمي منظمات المجتمع المدني مفاهيم التطوع‬ ‫واالختيار والحرية الشخصية والمسئولية الفردية‬ ‫تجاه المجتمع الذي يعيش فيه المرء ويريد‬

‫العطاء له بما لديه من إمكانيات معرفية أو‬ ‫مادية‪ ،‬وهي تطلق الطاقات الكامنة في المجتمع‬ ‫وتتيح المجال لألفراد ليشكلوا مصائرهم الخاصة‬ ‫ويساعدوا اآلخرين ‪ .‬إن الدمار الهائل على‬ ‫الصعيدين المادي والمعنوي الذي أحدثته عقود‬ ‫االستبداد في بالدنا والذي ت ّوج بالقمع الشديد‬ ‫والتدمير الممنهج وسياسة األرض المحروقة التي‬ ‫يتبعها النظام للقضاء على الثورة‪ ،‬توجب أن‬ ‫تتحول البالد بعد اقتالع النظام إلى ورشة بناء‬ ‫ضخمة تعيد بناء البشر والحجر وترسي مفاهيم‬ ‫الحرية والعدالة والكرامة والسلم األهلي التي‬ ‫قامت هذه الثورة من أجلها وهذا العمل الجبار ال‬ ‫تستطيع مؤسسات الدولة لوحدها القيام به بل‬ ‫ال بد من رفدها بمنظمات مجتمع مدني فعالة‬ ‫تساعد الحكومات القادمة على بناء سورية‬ ‫المستقبل التي نحلم بها جميع ًا وتمنع عودة‬ ‫االستبداد تحت أي مسمى كان‪ ،‬وتمنع التدخالت‬ ‫الخارجية التي ال تصب في مصلحتنا الوطنية‪،‬‬ ‫كل ذلك يحتاج إلى منظمات مجتمع مدني‬ ‫قوية تلبي حاجات الناس المادية والمعنوية‬ ‫وتملك القدرة على الوصول إلى أوسع شريحة‬ ‫من المواطنين وتعريفهم بحقوقهم ومصالحهم‬ ‫وتنظيمهم وتحشيدهم للدفاع عنها‪.‬‬


‫العدد الرابع والعشرون | شهداء ومعتقلون‬

‫‪8‬‬

‫[شهيد ]‬

‫«طارق الكريدي» ابن الح ّيين‬

‫انتظر انشقاقه طوي ًال‪ ،‬كان على يقين أن ثورة‬ ‫الحق هي طريقه وعليه أن يمضي بها فحدث‬ ‫رفاقه عنها‪ّ ،‬‬ ‫وظل يحمسهم للمشاركة فيها‬ ‫وانشقاقهم‪.‬‬ ‫كان يستغل أي فرص ٍة في اجازته ليشارك في‬ ‫المظاهرات السلمية بدايات الثورة‪ ،‬فخرج رافع ًا‬ ‫جثامين الشهداء في التشييعات بين شوراع‬ ‫حي برزة البلد ومنطقة القابون‪ ،‬إلى ان تمكن‬ ‫من االنشقاق ليكون حامي ًا لألرض والعرض مع‬ ‫الحر‪.‬‬ ‫الجنود المجهولين من الجيش ُ‬

‫كان طارق شهم ًا شجاع ًا كما يصفه أصدقاؤه‪،‬‬ ‫انشق مع مجموع ٍة كبيرة من العساكر في تاريخ‬ ‫‪ 8.6.2012‬ليخاطر بنفسه وحياته ويضع‬ ‫كفه على روحه مقابل الحصول على الحر ّية‬ ‫ورفع الظلم وإعالء كلمة الحق‪.‬‬ ‫وف��ي تاريخ ‪ 11.6.2012‬كانت منطقة‬ ‫لقصف عنيف فمضى طارق مع‬ ‫برزة تتعرض‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫أصدقائه من القابون دفاعا عنها ولحماية‬ ‫أهلها فأصابته رصاصتا قناص إحداهما‬ ‫في عنقه وشظايا قذيفة سقطت في المكان‬ ‫الموجود فيه‪.‬‬

‫[معتقل ]‬

‫«رغيد‬ ‫الططري»‬ ‫عميد‬ ‫المعتقلين‬

‫‪ً 31‬‬ ‫عاما دون محاكمة !!‬

‫استشهد طارق رافع ًا سبابته بشهادة ان ال إله‬ ‫صديق له من الجيش الحر والكثير‬ ‫إال الله بجانب‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫من دماء الجرحى والمصابين ليزف هذا الشاب‬ ‫منطقتي برزة والقابون بكامل الفخر وااليمان‬ ‫بالنصر القادم‪.‬‬

‫ٌ‬ ‫��اب من‬ ‫ ‬ ‫أث��ن��اء ج��ول��ت��ي ب��ي��ن ص��ف��ح��ات المعتقلين ص��ادف��ت��ن��ي ص����ورة ل��ش ٍ‬ ‫السبعينات‪ ،‬بلونيها األب��ي��ض واألس���ود تنبض بالحياة والشهامة بنظرة عيني‬ ‫صاحبها وشواربه المفتولة‪ ،‬حملت تلك الصفحة عنوان « الحرية لعميد المعتقلين‬ ‫رغيد أحمد الططري» ‪.‬‬

‫اعتقل رغيد منذ عام ‪ 1981‬وهو‬ ‫ ‬ ‫حتى اآلن في أقبية السجون السورية دون أن‬ ‫تتم محاكمته ودون أدني حقوق االنسان‪ ،‬وهو‬ ‫ممنوع من زيارة أهله بسبب رفضه ارتداء البدلة‬ ‫الجزائية «لباس السجين» وال يعرفون عنه شيئ ًا‬ ‫لدرجة انهم ال يدرون انه ما زال على قيد الحياة‬ ‫أم ال طول هذه المدة‪.‬‬ ‫كان رغيد فنان ًا ورسام ًا وشاعر ًا يعشق لعبة‬ ‫الشطرنج وهو من خيرة الطيارين في سوريا‬ ‫وقام اآلن أبناء أصدقائه بإنشاء هذه الصفحة‬ ‫وعرض العديد من ابداعاته في الرسم‪ ،‬وكتبوا‬ ‫فيها‪ « :‬أشعر بالغصة وانا اكتب هذه السطور‬ ‫‪،‬ال أعلم من اين ابدء و اين سأنتهي ‪،‬كيف‬ ‫سوف يكون هذا العام بالنسبة لك ‪ ،‬عندما‬ ‫اذكر انك معتقل قبل ان أرى النور ينتابني‬ ‫شعور غريب أريد ان اصرخ بأعلى صوتي ‪،‬أريد‬ ‫ان أخبر العالم عن قصة عميد المعتقلين في‬ ‫سجون القتلة سجون النظام السوري»‪.‬‬

‫قصة رغيد تتشابه مع آالف القصص التي مازالت‬ ‫في السجون السورية ونحن ال ندري عنها شيء‬ ‫وقد كتب عنه عمر حاج مصطفى ‪« :‬تتجسد‬ ‫الثورة السورية في حالة رغيد ‪ ..‬فاإلعتقال ألعوام‬ ‫طويلة و معاناة اآلالم الشديدة و فقدان األحبة و‬ ‫األصدقاء كل ذلك لم يستطع أن يلفت نظر رغيد‬ ‫عن المستقبل و لم يمنع ظالم السجن و قضبان‬ ‫الزنزانة أحالمه من التحليق في الفضاء و كل يوم‬ ‫يمضي على رغيد و هو في المعتقل يزيده أمال و‬ ‫إيمانا بأنه للحرية أقرب و لتحقيق الوعد أصدق من‬ ‫أي وقت مضى ‪ ،‬فبالرغم من كل ما يحصل في‬ ‫سوريا اليوم فنحن أكثر إيمانا بأن مستقبلنا سيكون‬ ‫أكثر إشراقا و جماال حتى من أحالمنا و لن يغيب‬ ‫عنه أحد من أبناء هذا الوطن ‪».‬‬ ‫بدأت رحلة اعتقال رغيد من سجون المخابرات‬ ‫الجوية لينتقل بعدها إلى سجن المزة ثم تدمر‬ ‫وصيدنايا و اخير ًا في سجن دمشق المركزي لدى‬ ‫رغيد طفل لم يره اسمه وائل أصبح اآلن شاب ًا‬ ‫ووالدة هرمت في انتظاره‪.‬‬


‫‪9‬‬

‫العدد الرابع والعشرون | مـقـاالت‬

‫[ ذاكرة المكان ]‬

‫مسجد برزةالقديم‪ ..‬الكبير بثورته‬ ‫وجدّد‬ ‫أقدم مساجد برزة ويقع وسط البلدة على امتداد ‪ 35‬قصبة تقريبا‪ُ ،‬بني بعهد الخليفة عمر بن الخطاب ُ‬ ‫بناؤه ثالث مرات عام ‪ 1281‬و‪ 1361‬وأيضا ‪ 1366‬للهجرة‪ ،‬أحرق الفرنسيون مئذنته ودمروها ليتم تشييد‬ ‫مئذنته الجديدة الحالية عام ‪ ،1940‬واجتهد خطيبه الشيخ محروس الرفاعي بتحفيظ القرآن الكريم فيه‬ ‫ألبناء برزة يوميا بين صالتي المغرب والعشاء‪.‬‬ ‫ومع الخناق المحيط بنشاط الجامع الديني تفجر نشاطه الثوري السلمي‪ ،‬إذ شهد أكبر مظاهراته في ‪2011/2/3‬‬ ‫تزامن ًا مع مظاهرة أخرى لمصلي جامع السالم‪ ،‬قوبلتا بالرصاص العشوائي لقناصة النظام الذين أصابوا‬ ‫خمسة أشخاص قام األمن باعتقالهم بعدها رغم جروحهم‪ .‬تكررت مثيلة هذه المظاهرات في ‪2012/2/17‬‬ ‫حيث اجتمع فيها المص ّلون من جامع برزة الكبير وجامع السالم وقابلهم األمن األسدي بإطالق النار العشوائي‬ ‫يسجل فيها أي إصابات‪.‬‬ ‫على المظاهرة‪ ،‬ولم ّ‬ ‫ومن هذا المسجد خرج كل شهيد من برزة بتشييع مهيب‪ ،‬ومازالت تنشط مظاهرات مسجد برزة القديم رغم‬ ‫الحصار األخير الذي ُفرض على المنطقة بالدبابات والعتاد الكامل للجيش األسدي‪.‬‬

‫[ ذاكرة الزمان ]‬

‫برزة العزة‪ ..‬الجرح األول‬ ‫‪ 2012/7/12‬في الثامنة والنصف ليال وبعد التجهيز لمظاهرة مسائية بساحة الحرية في برزة البلد‪ُ ،‬سمع في الحي أصوات رصاص متقطع على طريق‬ ‫مشفى تشرين العسكري‪ ،‬اعتقد األهالي أنها المحاولة المعتادة لجيش النظام لترهيب المتظاهرين ومنعهم من الحراك سرعان ما سقطت أول قذيفة على‬ ‫منزل في منطقة «ضهر المسطاح»‪ ،‬لتتوالى بعدها القذائف مستهدفة المناطق المأهولة وسط الحي وفي حارة الحمام وساحة الحرية بالترافق مع إطالق‬ ‫نار كثيف ومستمر من قبل القناصة الذين انتشروا على مبنى الخدمات ومآذن المساجد مستهدفين أي شيء يتحرك داخل الحي لمنع أي جهة من سحب‬ ‫شهداء القصف وإسعاف جرحاه‪.‬‬ ‫كانت الحصيلة األولية خمسة شهداء بينهم طفلتان وامرأة وعشرات الجرحى ُس ّجلت حالتهم بالخطيرة جد ًا بسبب الشظايا التي أصيبوا بها وشهد الحي‬ ‫تطويق ًا تام ًا لجميع الطرق الخارجية الموصلة إليه من قبل جيش النظام بدباباته وحواجزه لمنع وصول تعزيزات الجيش الحر أو إسعافات الهالل األحمر أو أي‬ ‫مساعدات أخرى كان من الممكن أن تنقذ حي برزة من هذه المجزرة‪.‬‬

‫[ ٌ‬ ‫عام مضى ]‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫مشعل ّ‬ ‫مشعل الحرية‬ ‫تمو‪..‬‬

‫‪ 2011/10/7‬ذكرى استشهاد المعارض الكردي‬ ‫مشعل ت ّمو عن ‪ 53‬عاما برصاص أربعة من شبيحة‬ ‫النظام المسلحين الذين قاموا باقتحام منزله وفتح‬ ‫الرصاص عليه وعلى ابنه الذي أصيب مع ناشطة‬ ‫أخرى تواجدت معهم‪ .‬جاء اغتياله إثر إعالنه تأييد‬ ‫الشعب المتظاهر ضد النظام رافضا الحوار الزائف‬ ‫معه وانضمامه للمجلس الوطني كممثل للمعارضة‬ ‫السورية في المتجمع الدولي‪.‬‬ ‫اشتهر بمعارضته القديمة للنظام‪ ،‬فهو مؤسس‬ ‫التجمع الثقافي»إحياء المجتمع المدني في سوريا‬ ‫«والحزب الكردي»تيار المستقبل» الذي ت ّم حظره‬ ‫رسميا‪ ..‬اعتقل ت ّمو في ‪ 2008‬بتهمة النيل‬

‫من هيبة الدولة وأفرج عنه في حزيران ‪2011‬‬ ‫لتخفيف حدة الحراك الثوري ومظاهرات مناطق‬ ‫األكراد بسوريا‪.‬‬ ‫أثا َر اغتياله سخط ًا شديد ًا في أوساط المعارضة‬ ‫فخرج عشرات‬ ‫السورية وخصوص ًا الكردية‪،‬‬ ‫َ‬ ‫اآلالف متظاهرين احتجاج ًا على مقتله و ُقدّر عدد‬ ‫المشاركين بتشييعه في اليوم التالي بـ‪50.000‬‬ ‫وسرعان ما‬ ‫في الدرباسية والقامشلي وعامودا‪ُ ،‬‬ ‫تحول التشييع إلى مظاهرات طالبت بإسقاط‬ ‫النظام‪ ،‬إلى جانب إضراب عام شهدته الدرباسية‬ ‫مسقط رأسه والقامشلي وغيرها إلكمال احتجاجها‬ ‫وحزنها على اغتيال ابنها‪.‬‬


‫العدد الرابع والعشرون | دعــــم‬

‫‪10‬‬

‫[الدعم التقني] التعامل مع «السكايب» بأمان‬ ‫| مكتب االستشارات األمنية للثورة‬

‫ال��ت��ع��ام��ل م���ع س��ك��اي��ب أس���اس���ي ج ً‬ ‫����دا ع��ن��د ال��ن��اش��ط��ي��ن‪،‬‬ ‫ ‬ ‫وه���و ط��ري��ق��ة س��ه��ل��ة ل��ل��ت��واص��ل ال��س��ري��ع اآلم����ن ف��ي��م��ا ب��ي��ن��ه��م ‪...‬‬ ‫وإح��دى المشكالت الخطيرة التي قد تواجه الناشطين‪ ،‬هي بقاء‬ ‫محادثاتهم القديمة بما فيها من معلومات وات��ص��االت خطيرة‬ ‫‪ ...‬وبقاء معلومات حسابهم على واجهة دخ��ول البرنامج‪ ،‬ما قد‬ ‫يعرضهم للضغط في حال وصول أجهزتهم أليدي األمن‪.‬‬

‫ولحل هذه المشكلة‪ ،‬يجب منع سكايب من حفظ المحادثات‪،‬‬ ‫ومسح جميع المحادثات السابقة لضمان أمن الناشط ‪..‬‬ ‫وبالنسبة ألسماء سكايب في واجهة الدخول‪ ،‬يوجد طريقة‬ ‫لحذفها دوري ًا بعد كل استخدام لسكايب ‪...‬‬ ‫منع سكايب من حفظ المحادثات‪:‬‬ ‫‪ -1‬اضغط ‪ :‬أدوات ‪ tools /‬ثم‪ :‬خيارات ‪Options /‬‬ ‫‪ -2‬اضغط على لوحة المفاتيح شعار ويندوز ومعه حرف ‪R‬‬ ‫‪ -2‬اختر‪ :‬الخصوصية ‪privacy /‬‬ ‫‪ -3‬ضع في خيارات المحفوظات ‪ :History /‬بال محفوظات ‪ -3 no history /‬اكتب التعليمة‪%appdata% :‬‬ ‫‪ -4‬ولمسح المحادثات القديمة‪ ،‬اضغط‪ :‬مسح المحفوظات ‪ -4 Clear history /‬اختر مجلد ‪Skype‬‬ ‫‪ -5‬قم بحذف المجلد الخاص بحساب سكايب الذي تريد حذفه من واجهة‬ ‫الدخول‬ ‫حذف أسماء سكايب من واجهة الدخول‪:‬‬ ‫(وتكرر هذه الطريقة بعد كل دخول إلى سكايب)‬ ‫‪ -1‬قم بإغالق سكايب‬

‫[الدعم النفسي] أساليب الحرب النفسية مع المعتقل‬ ‫| صفحة الدعم النفسي للثورة السورية‬

‫بعض أساليب الحرب النفسية التي‬ ‫ ‬ ‫يمارسها النظام تجاه معتقلي الثورة‪ ،‬التنبه لها هو‬ ‫العامل األقوى في مقاومتها إضافة لإليمان بالله‬ ‫وبالغاية وبالهدف ‪:‬‬ ‫يعمد النظام من خالل االعتقال إلى ‪:‬‬ ‫ التركيز على إرهاق الروح المعنوية وإتعابها‪ :‬من‬‫خالل اإليحاء بأن كل ما يفعله الثوار ويسهرون عليه‬ ‫أمر يعالجه أفراد األمن ببساطة شديدة‪ ،‬وال يكلفهم‬ ‫ذلك من الجهد إال القليل القليل بينما يرهق الثوار‬ ‫ويأخذ من وقتهم الكثير ثم يدفعون ضريبته الحق ًا‬ ‫بشكلباهظ‪.‬‬ ‫ إنهاك المعتقل نفسي ًا وجسدي ًا لدرجة التعب‬‫واإلعياء حتى يصل إلى «ضعف القدرات الفكرية»‪،‬‬ ‫و»ضعف القدرة على االنتباه والتركيز»‪ ،‬ويصبح في‬ ‫هذه المرحلة في حالة تشتت وضياع وأكثر قابلية‬ ‫لتقبل المطلوب وأقل مقاومة للتغيير الذي يريدون‬ ‫تحقيقه‪.‬‬

‫ زعزعة األمن النفسي عند المعتقلين وعند الشريحة‬‫المتصلةبهم‪،‬وكلمااتسعتهذهالشريحةالمتصلة‬ ‫كان هدفهم بهذا مركز ًا أكثر ويحرصون عليه بشكل‬ ‫أكبر‪.‬‬ ‫ اإليحاء للمعتقلين بأن يقارنوا بين ضعفهم‬‫وعجزهم في بعض حاالت اإلنهاك والضعف وبين‬ ‫قوة أو سيطرة النظام‪ ،‬بعد تعذيب يضعف من قدرة‬ ‫الفردالعقليةوالنفسية‪.‬‬ ‫ المناورات بإطالق سراح بعض المعتقلين مما يجعل‬‫األهل واألصحاب في حالة ترقب دائم واهتمام كبير‬ ‫بالموضوع والذي يثبت بطالنه مما يؤدي إلى حالة‬ ‫من االستنزاف النفسي الكبير‪.‬‬ ‫ التخويف واإلذالل الشديد إلثناء عزم المعتقل عن‬‫المضي في ما يؤمن به ألجل نجاح الثورة‪.‬‬ ‫ التأثير النفسي بحيث يخرج المعتقل من زنزانته‬‫رسو ًال وخادم ًا ألهدافهم وهو أحد األغراض التي‬

‫يحرص دائم ًا النظام على إيصالها إلى الثوار ‪ ..‬من‬ ‫أجل تغيير معتقداتهم وأفكارهم حتى إذا ما عاد‬ ‫المعتقلون إلى بيوتهم فإنهم يعملون على نشر‬ ‫ذلك لغيرهم أيض ًا‪.‬‬ ‫ الوصول به إلى مرحلة عدم القدرة على التك ّيف‬‫أو إعادة التوازن العقلي والنفسي ‪-‬بسبب معاناته‪-‬‬ ‫مما يجعل الفرد يائس ًا مستسلم ًا يسهل تطويعه‬ ‫والسيطرةعليه‪.‬‬ ‫ الضغط عليه في تكوين أقواله مما يجبره أمام‬‫نفسه ومع الزمن على تغيير معتقداته حتى ولو‬ ‫بشكل ظاهري يتعمق مع إثبات ذلك عليه وتكرارهم‬ ‫لذلك‪.‬‬ ‫ إجباره على ما يريدون تحقيقه إرغام ًا حتى يكسروه‬‫بالشكل الذي يعلمون أنه يكسره‪.‬‬


‫‪11‬‬

‫العدد الرابع والعشرون | مشــاركات‬

‫[ مشاركة ]‬

‫قرع الـ ـطـ ـب ــول‬ ‫ | الصحفي ‪ -‬مصعب السعود‬ ‫ ‬ ‫ندفن يوم ًا محم ًال بعشرات األبطال ونجهّ ز للقادم قبور ًا في مكان بعيد‪ ،‬لم تعد أيام‬ ‫بالدي كسابق عهدها منذ ما يربو على أربعة عقود إذ لم يكن في األصل هناك وطن بل‬ ‫أشالء من أمجاد السابقين وأثر نحيا به كل عام‪ ،‬لقد كانت الثورة السورية قدر ًا من الله لتعيد‬ ‫وطننا المسلوب مع شروق شمس المغيب في بالد الواق واق إلى أهله بدايتها تصدرها‬ ‫البعض وتخوف منها البعض االخر ووقف ضدها آخرون لكنهم عادوا واجتمعوا بعد‬ ‫أكثر من ‪ 18‬شهرا على دعمها وخوضها والنضال النتصارها والتضحية بكل شيء ألجل‬ ‫بلوغها وتحقيق هدفها في الحرية والكرامة فلهيبها طالهم كالجميع‪ ..‬إال قلة حاربوها‬ ‫معروفة أسبابهم‪..‬‬ ‫ولو أخذنا حمص مث ًال وهي عاصمة الثورة اليوم مدينة األشباح لغاتها الجديدة حفرت‬ ‫بخط السالح ‪..‬هيروشيما باتت تغار من تدميرها ‪..‬عصافيرها مازالت موجودة على األطالل‬ ‫تنتظر توقف آلة القتل والدمار لتباشرعلى الفور في إعادة بناء أعشاشها‪..‬أبناؤها المهجرون‬ ‫قسر ًا في بقاع األرض كباقي السوريين ال يعرفون النوم يستعدون من خالل مجموعاتهم‬ ‫ببرامج وخطط مشحونين بأمل كبير في المستقبل إلعادتها أفضل بكثير مما كانت عليه‬ ‫الن تطورها توقف كباقي المدن السورية منذ عقود‪ ..‬صورها التي غلب عليها الدماء‬ ‫اكتسحت كبريات الصحف والمحطات التلفزيونية العربية واألجنبية وسرقت األضواء من‬ ‫متابعي االنتخابات في بالد العم سام لتصبح الثورة السورية من تقرر رئيس أقوى دولة‬ ‫في العالم وتذهب النوم من زعماء الدب الروسي بل وتجعلهم وزراء حرب لنظام فاشي‬ ‫صرف ‪ ....‬لقد حاول الكتاب والمبدعون أن يصفوا ثورتنا فعجزوا أمام تضحيات أبنائها‬ ‫وبطوالتهم إنها ثورة العصر الحديث فطغاتها أثبتوا أنهم األفضل واألكثر بطشا في هذا‬ ‫الكون فأعتذر لنيرون عما فعل بروما وبرهنت أعمالهم بالدليل القاطع عن حجم عمالتهم‬ ‫وخيانتهم للوطن تحت مسمى دول الممانعة والمقاومة ‪ ..‬إن وقوع أحداث يوم واحد من‬ ‫أيامنا المعتادة في أي دولة بأقصى الشرق او الغرب او الشمال او الجنوب كفيل الستقالة‬ ‫رؤسائها فورا حقنا لدماء شعبهم بغض النظر عن حقهم من عدمه ولتركوا الكراسي‬ ‫المهترئة تلك هي معنى الوطنية والمسؤولية فكيف إذا تحول السوريون بغالبيتهم الى‬ ‫أرقام ألكثر من سنة ونصف اآلالف من الشهداء ومئات اآلالف من الجرحى والمصابين‬ ‫وأرقام فلكية من المهجرين داخال وخارجا فضال عن سجالت ال تنتهي من المطلوبين‪ ..‬هذا‬ ‫المجرم يكذب أما زلتم بحاجة الى براهين اكثر من دماء أهلكم‪..‬يتبجح من خالل وسائل‬ ‫اعالم الطغاة أنهم اليمنعون احدا من المغادرة خارج البالد فلماذا يقصف العزل بالطيران‬ ‫على حدود االردن وتركيا ولبنان حتى اللجوء غير مسموح به ‪..‬أتلك هي سوريا التي أبدعت‬ ‫االبجدية االولى وانطلقت منها الحضارات !! أتلك هي سوريا التي تتعانق فيها المساجد‬ ‫بالكنائس في سينفونيات عالمية!! أتلك هي سوريا عاصمة االمويين !! أتلك هي سورية‬ ‫التي دعا خاتم االنبياء لها‪»« :‬اللهم بارك لنا في شامنا»» ‪..‬إن حمص وادلب وحماة ودرعا‬ ‫وحلب ودمشق وريف دمشق والالذقية ودير الزور وكل شبر وبقعة في هذا الوطن تنزف‬ ‫ّ‬ ‫وتسطر أروع البطوالت والمالحم في سبيل الحرية والكرامة والعدالة االجتماعية وتحقيق‬ ‫الديمقراطية فلماذا يبقي البعض أصابعهم في أذانهم‪ ..‬أال يرغبون بسماع صوت الحق ؟؟‬ ‫لماذا تشتركون في قتل إخوانكم وأهلكم أال تعلمون أن الشعوب سيول جارفة وأن الوقوف‬ ‫بوجهها مجازفة خاسرة فاشلة وكأنكم في كوكب آخر فال قتلى وال جرحى وال معتقلين‬ ‫وال ينقصنا برأيكم إال بعض اإلصالحات على قرع الطبول‪..‬يالسخرية القدر‪ ..‬أال تعقلون أال‬ ‫تنظرون وتتعظون ‪!!..‬‬

‫[ ]‬

‫‪@New Syria‬‬

‫قال لي‪ :‬مات قلبي من شدة األلم الذي أراه ‪..‬‬ ‫أكاد أعيش بال مشاعر‪ ،‬قلت له‪ :‬أن تحيا بقلب‬ ‫ً‬ ‫ألما ‪ ..‬اجعل مما تراه وقوداً لثورة‬ ‫ميت هو أشد‬ ‫على الظلم ال تنتهي حتى آخر نفس في صدرك‬

‫‪@Shafak Syr‬‬ ‫في كل يوم يموت لنا عشرات الشهداء ‪..‬أما‬ ‫الطاغية فيموت لوحده آالف المرات وهو يترقب‬ ‫أجله المحتوم ‪..‬‬

‫أويس العمر@‬ ‫تحية إجالل وإكبار للذين يعملون بصمت وصدق‬ ‫ويبذلون جهد كبير ‪ ..‬وال ينتظرون من أحد أن‬ ‫يقول لهم شكرا ‪ ..‬الشكرا ‪ ..‬زنبرك مؤقت ينتهي‬ ‫مفعوله مع انشغال الشاكر!‬ ‫اإلخ�لاص هلل ‪ ...‬طاقة النهائية دافعة لتطور‬ ‫االنسان لكي يصير «مخضرما» في مجاله ‪ ..‬ال‬ ‫يلحقه الحق مهما بذل ! إال حين يستخدم سر‬ ‫الطاقة ذاته ‪...‬بسيادة مهنتهم‬

‫تنسيقية كفرسوسة@‬ ‫ال َّثورة التي يؤمن أبناؤها بأن من يموت منهم‬ ‫فيها يموت شهيداً ‪ ..‬ومن يعيش بعدها سيعيش‬ ‫سعيداً ‪ ..‬ال يمكن لقوة في األرض أن تقهرها ‪!!..‬‬

‫‪@Ahmad Dy‬‬ ‫أولئك القاده الذين استطاعوا أن يغيروا في األمه‬ ‫‪ ,‬امتلكوا الحكمه قبل أن يمتلكوا االتقان‪.....‬فذلك‬ ‫االتقان إن لم يقترن بالحكمه سيتحول إلى فشل‬ ‫ذريع مهما بلغت درجات نجاحه‪.‬‬

‫‪@Abo Othman Sy‬‬ ‫يقيننا بانتصار الثورة ال يعني أب��دا أن النتخذ‬ ‫األسباب التي تمكننا من االنتصار‪ ,‬الثورة بحاجة‬ ‫في الوقت الحالي لألخذ باالسباب‪.‬‬

‫‪www.facebook.com/Ahed.alsham‬‬ ‫صفحتنا على الفيسبوك‬


‫العدد الرابع والعشرون | األخيــرة‬

‫[ الدفاع المدني ]‬ ‫اللجان األهلية‪..‬‬

‫| أيام الحرية‬

‫مبدأ اللجان االهلية‪:‬‬ ‫ العمل على جمع كلمة أهالي المنطقة على العقل والحكمة لتجاوز أي محنة أو فتنة قد‬‫تقع بينهم‪.‬‬ ‫ خلق أجواء التحاور والنقاش والتشاور‪.‬‬‫ نشر فكر االختالف ال الخالف‪.‬‬‫ تحقيق األمن و االستقرار لهذه المنطقة بالقدر الممكن‪.‬‬‫ مساعدة الدوائر الخدمية في المنطقة على أداء خدماتها لألهالي من أجل تحقيق األمن‬‫واالستقرار لمرحلة مؤقتة فقط ريثما تعود الدولة للقيام بمهامها الكاملة كما يجب ‪.‬‬ ‫تنقسم اللجان إلى‪:‬‬ ‫ أعضاء قادة‪.‬‬‫ أعضاء تنفيذين‪.‬‬‫ متطوعين‪.‬‬‫خطوات تشكيل لجان المناطق‪:‬‬ ‫‪ -1‬اختيار األشخاص القادة و التنفيذيين المؤهلين للقيام بمهام هذه اللجان‪.‬‬ ‫‪ -2‬البدء بنشر فكرة اللجنة بين األهالي و الدعوة إلى جمع التأييد لها من قبل شباب‬ ‫التنسيقيات الميدانيين باإلضافة إلى الشخصيات المؤثرة كرجال الدين و األعيان‪.‬‬ ‫‪ -3‬تأمين المعدات الضرورية لتنفيذ عمل اللجنة (أجهزة كمبيوتر – مكبرات صوت محمولة‬ ‫– لباس موحد – أجهزة و وسائل اتصال مختلفة)‪.‬‬ ‫‪ -4‬فتح حساب للجنة في موقع اإلنترنت أو التواصل االجتماعي‪.‬‬ ‫إن لم تسمح الظروف بالعمل الميداني أو العلني فإن دور اللجان األهلية هو التخطيط‬ ‫والدراسة واستعداد كافة أعضاء الفريق للحظة االنطالق حين تتغير الظروف‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫[ شعر ]‬

‫بشائر النصر‬ ‫| أبو عبيدة الحموي‬

‫بني األحرا ِر أوصيكم يقينا ‪ . . . . .‬وخ ّلوا اليأس عنكم والظنونا‬ ‫وال تهنوا إذا ما ّ‬ ‫الشام مه ِد ا ُملرسلينا‬ ‫حل ٌ‬ ‫خطب ‪ِ . . . . .‬‬ ‫بأرض ِ‬ ‫ّ‬ ‫أكم ألم ٍر ‪ . . . . . . . . . .‬لدح ِر الظامل َ‬ ‫ني الغاصبينا‬ ‫فإن الله ه ّي ْ‬ ‫قوم سالفينا‬ ‫وخ ّب ْ‬ ‫ليوم يك ُتعيدوا ‪ . . . . . . . .‬وتح ُيوا مج َد ٍ‬ ‫أكم ٍ‬ ‫الشآم املخلصونا‬ ‫فأنتم صفو ُة‬ ‫ِ‬ ‫الرحمن حقاً ‪ . . . . . .‬وحامي ُة ِ‬ ‫بتحطيم الطغا ِة الحاقدينا‬ ‫أزيلوا سطو َة الباغي وقوموا ‪. . . .‬‬ ‫ِ‬ ‫اهم ُّ‬ ‫كل فر ٍد صاغرينا‬ ‫أذيقوهم َ‬ ‫كؤوس ال ّذل حتى ‪ . . . . .‬ير ْ‬ ‫ْ‬ ‫سمعتم رصخ َة الثكىل فهُـ ّبوا ‪ . . . .‬وقوموا للحرائ ِر ُم َ‬ ‫غضبينا‬ ‫ْ‬ ‫مستغيث ‪ . . . . . .‬مي ّد يداً فكونوا املنقذينا‬ ‫أيتم‬ ‫ٍ‬ ‫وكم طفلٍ ر ْ‬ ‫التعذيب ظلوا صامدينا‬ ‫وألف ‪ . . .‬عىل‬ ‫ألف ٍ‬ ‫رس من ٍ‬ ‫وكم يف األ ِ‬ ‫ِ‬ ‫بني قومي هل ّموا أجمعينا ‪ . . . . .‬وأنهوا غص ًة ْ‬ ‫دامت سنينا‬ ‫فهذي الشا ُم قد ْ‬ ‫نادت فل ّبوا ‪ . . . .‬وكونوا كالجنو ِد الفاتحينا‬ ‫ُوهم َ‬ ‫هناك ُمجندلينا‬ ‫وتلكم عصب ُة األرشا ِر جاءت ‪ . . .‬فأ ْرد ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫للنرص ْ‬ ‫الحت ‪ . . . .‬بفضلِ الله كونوا واثقينا‬ ‫وتلك بشائ ٌر ِ‬ ‫تذوب صباب ًة تبيك حنينا‬ ‫قلوب ‪ُ . . . . .‬‬ ‫كم ٌ‬ ‫أيا شا َم البطول ِة ْ‬ ‫فهال تأذن َ‬ ‫اقك قد َبـلينا‬ ‫بيوم وصلٍ ‪ . . . . . .‬فإ ّنا من فر ِ‬ ‫ني ِ‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.