عــهــد الـشـام | العدد الثالث والعشرون 27.9.2012

Page 1

‫اقرأها ثم مررها لمن تثق بهم‪ ..‬بدل إتالفها‬ ‫الخميس ‪ 27‬أيلول ‪2012‬‬

‫السنة األولى | العدد الثالث والعشرون‬

‫كلمة ‪:‬‬

‫صمت الغضب ‪..‬‬

‫مصير مجهول ‪..‬‬

‫‪3‬‬

‫هل نحن جاهزون‬ ‫لحكومة انتقالية؟‬

‫‪4‬‬

‫الحوار ‪ ..‬بين الجيش‬ ‫الحر والنظام‬

‫‪6‬‬

‫في الثورة ‪..‬‬

‫هل تعيش أمة في الحرب مثلما كانت تعيش‬ ‫السلم‪ ،‬ال تُنقص شيئ ًا من لهوها وتبذيرها‬ ‫في ِّ‬ ‫وغفلتها؟ هل ُين َفق في األمم الحية المحاربة‬ ‫ٌ‬ ‫قرش واحد إال في شراء النصر؟ هل تختلف‬ ‫أمة على الصغائر وتتنازع على المناصب‬ ‫والعدو قد غشيها في أرضها؟‬ ‫يا ناس‪ :‬إني أكون خائن ًا لديني وألدبي إذا أنا‬ ‫غششتكم أو كتمت الحق عنكم‪ .‬إنكم طالما‬ ‫تن ّكرتم لدينكم ونسيتم أقداركم واحتقرتم‬ ‫نفوسكم وأضعتم سالئفكم الخ ِّيرة وخالئقكم‬ ‫النبيلة‪ ،‬وال سبيل لكم إلى النصر إال بأن تعودوا‬ ‫فتتخ ّلقوا بأخالق النضال التي َخلَّقَ بها‬ ‫أجدا َدكم نب ُّيكم‪ِّ .‬أجلوا كل اختالف بينكم إلى‬ ‫نهاية هذه الحرب‪ ،‬وأرجئوا كل نفقة ال ضرورة‬ ‫لها وكل لهو ال داعي إليه‪ ،‬وواجهوا العدو‬ ‫صف ًا واحد ًا وقلب ًا واحد ًا‪ ،‬قد وقفتم على الظفر‬ ‫قواكم ك َّلها وأموا َلكم‪ .‬واعلموا أنه لن ينفعكم‬ ‫منصب وال مال إن تركتم عدوكم يقوى‬ ‫والله‪-‬‬‫ٌ‬ ‫بضعفكم ويشتد بتخاذلكم ويزيد بنقصكم‪.‬‬ ‫إن الدنيا مقبلة على غمرات سود ومرتقبة‬ ‫أحداث ًا جسام ًا‪ ،‬وستكون معركة ال يخرج منها إال‬ ‫البطل‪ .‬فتي ّقظوا وتنبهوا‪ ،‬وثقوا بربكم‪ ،‬وعودوا‬ ‫إلى خالئقكم‪ ،‬واعرفوا أقداركم‪ ،‬واعتمدوا على‬ ‫نفوسكم‪ ،‬وأيقنوا ‪-‬إن فعلتم‪ -‬أنكم منصورون‪،‬‬ ‫منصورون‪ ،‬منصورون‪.‬‬ ‫‪ -‬الشيخ علي الطنطاوي رحمه اهلل ‪-‬‬

‫صفحتنا على الفيسبوك‬ ‫‪www.facebook.com/Ahed.alsham‬‬


‫العدد الثالث والعشرون | أخبار الثــورة ‪2‬‬

‫الملخص األسبوعي ‪:‬‬

‫اشتباكات تعم العاصمة‬ ‫وتفجير ان في مبنى األركان‬

‫تستنجد سوريا بمدنها وق��راه��ا فالتجد من العالم من يسمعها في‬ ‫الوقت ال��ذي َ‬ ‫وج��ه النظام الطائرات والدبابات والمدافع لضرب أبنائها كل‬ ‫يوم‪.‬وبينما كانت إسرائيل تفتعل ح��رب� ً‬ ‫ُ‬ ‫�اروخ‬ ‫�‬ ‫ص‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫أو‬ ‫سيادتها‬ ‫يمس‬ ‫�ر‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫أل‬ ‫�ا‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫وجهته إحدى حركات المقاومة على مستعمراتها تصمت وترحب بضربات‬ ‫ً‬ ‫موجهة‬ ‫نظام «الممانعة»على األراض��ي المحاذية لها‪،‬طالما أن تلك القذائف‬ ‫على الجيش السوري الحر‪،‬والذي تعتبره مشروع مقاومة مستقبلي ضدها‬ ‫بعد سقوط نظام األسد‪.‬كما حصل هذا األسبوع من قصف لمنطقة «جبَاتا‬ ‫الخشب»‪..‬‬

‫وبحسب إحصائية نشرتها «الشبكة السورية لحقوق اإلنسان» من ‪2011-3-18‬‬ ‫إلى ‪ 2012-8-31‬ألكثر من (‪ )26‬ألف شهيد مو َثقين باألسماء والصور‪،‬ولم‬ ‫يتضمن الرقم الشهداء الذين لم يتمكن من توثيقهم نتيجة قصف النظام للمدن‬ ‫وحصارها وقطع االتصاالت عنها‪،‬مايجعل األهالي َ‬ ‫مضطرين لدفن ذويهم قبل‬ ‫تفخخ الجثث‪.‬ويالحظ في هذه اإلحصائية إرتفاع نسبة الشهداء من األطفال‬ ‫والنساء إلى(‪ %)7‬فيما تشير المعلومات إلى أن هذه النسبة التزيد في حالة‬ ‫وقوع حرب بين طرفين متكافئين ألكثر من (‪ %)2‬مايدل على إفراط النظام في‬ ‫استخدام العنف الممارس بحق األبرياء‪.‬وأفادت الشبكة بإحصائية أخرى عن ارتفاع‬ ‫عدد النازحين في الداخل السوري لحوالي ‪ 4.2‬مليون نازح معظمهم من مدينة‬ ‫حلب‪.‬وارتفع عدد الالجئين إلى خارج سوريا إلى (‪ )547‬ألف‪.‬‬ ‫| دمشق خالل األسبوع‬

‫«تج ُمع أنصار اإلسالم» عملية تفجير (‪ )4‬عبوات ناسفة وسيارة‬ ‫الجيش الحر | تبنَى َ‬ ‫َ‬ ‫مفخخة استهدفت المبنى الرئيسي لقيادة األركان في ساحة األمويين في الساعة‬ ‫الـ (‪ )6‬والنصف من صباح يوم األربعاء ‪،2012-9-26‬م���اأدَى إلى إحتراق‬ ‫المبنى بكامل طوابقه‪،‬وأشار التجمع أن االستهداف جاء في وقت اجتماع عسكري‬ ‫لضباط لهم مسؤولية عن األوامر والتحركات التي تقوم بها وحدات الجيش في‬ ‫العاصمة والريف الدمشقي‪،‬والتي ت َن ِفذ حمالت اإلعدامات الميدانية‪،‬والقصف‬ ‫العشوائي للمدن فوبعد االنفجار أغ َلق األمن معظم طرقات دمشق‪،‬ومنع حركة‬ ‫السير بينما شوهد توافد سيارات اإلسعاف التي تنقل القتلى والجرحى ج َراء‬ ‫العملية إلى مستشفى تشرين العسكري‪،‬وتال العملية حدوث اشتباكات عنيفة‬ ‫بين قوات النظام نفسها حيث أفاد شهود عيان هجوم الحرس المتواجد عند‬ ‫مبنى «االذاعة والتلفزيون»على مبنى األركان إلعتقادهم بحدوث انشقاق داخل‬ ‫المبنى فواجههم حرس األركان معتقدين أنهم عناصر من الجيش الحر‪،‬ماأدى‬ ‫لوقوع العديد من القتلى بين الطرفين‪.‬وذكرت قناة (برس تي في) اإليرانية مقتل‬

‫المراسل «مايا ناصر» أثناء تغطيته للحدث برصاص القناصة التي تواجدت على‬ ‫أسطح األبنية المحيطة بالساحة عقب العملية وإصابة مدير قناة العالم اإليرانية‬ ‫«حسين مرتضى» المتواجد مع الطاقم نفسه برصاصة في البطن‪.‬‬ ‫في يوم الثالثاء ‪ 2012-9-20‬تبنَى «لواء أحفاد الرسول» التابع لــ «تجمع‬ ‫أنصار اإلسالم» عملية تفجير عبوة ناسفة في مدرسة أبناء الشهداء خلف فرع‬ ‫فلسطين والتي أصبحت مقر لتجمع األمن والشبيحة‪،‬وقاعدة استخدمها النظام‬ ‫لقصف مدن دمشق الجنوبية‪،‬فيما ذكر اللواء في موقعه عن قتل عشرات الضباط‬ ‫وصف الض َباط والعناصر‪.‬‬ ‫اشتباكات | أعلنت كتائب الجيش الحر انسحابها من الجنوب الدمشقي بعد أن‬ ‫اشتَد القصف المتواصل من قبل النظام‪،‬وازدياد شراسة اإلعدامات الميدانية التي‬ ‫تأتي كرد على الخسائر المادية والبشرية التي يتالقها جيش األسد في صفوفه‪.‬‬ ‫وفي مساء يوم اإلثنين سمعت اشتباكات عنيفة في معظم أحياء دمشق وخاصة‬ ‫سجلت اشتباكات في المجتهد‪ ،‬وشارع خالد‬ ‫في المزة ونهر عيشة‪،‬ويوم الثالثاء ٍ‬ ‫بن الوليد‪.‬‬ ‫ان�ت�ه��اك��ات األح �ي��اء | لم يتوقف نزيف الدماء في العاصمة كحال باق المدن‬ ‫السورية‪،‬ولم يتوقف مسلسل القتل العشوائي الذي ي َن َفذ في كل حي يقتحمه‬ ‫الجيش في جوبر ارتكبت جريمة بحق (‪ )20‬شخص أعدموا ميداني ًا‪،‬وكذلك في‬ ‫برزة البلد حيث دخلت قوات الشبيحة المسلحة من منطقة «عش الورور» الموالية‬ ‫لنظام األسد‪،‬وأطلقت النار على عائلة بكاملها فاستشهد (‪ )16‬شخص ًا منهم‪،‬ولم‬ ‫سجلت حاالت فردية ألشخاص وجدوا‬ ‫ينجوا سوى طفل صغير‪ .‬وفي سياق متصل ِ‬ ‫مستشهدين بهذه الطريقة في (القدم ‪-‬الحجر األسود‪ -‬القابون‪ -‬قدسيا)‪.‬‬ ‫وضمن سياسة هدم المنازل استخدمت قوات األسد طرق جديدة اعتمدت على‬ ‫تفخيخ األبنية السكنية وتفجيرها بمن فيها من المدنيين كما حصل في منطقة‬ ‫الزاهرة الجديدة وحي الزهور‪.‬‬ ‫النشاطات السلمية | خرجت مظاهرة في منطقة الشيخ سعد بالقرب من مسجد‬ ‫المزة الكبير قطعت الطريق بالمواد المشتعلة وح َيت الجيش الحرمالبث أن تعرضت‬ ‫إلطالق رصاص العناصر المتواجدة في المنطقة‪،‬تبعها استنفار أمني واعتقال‬ ‫عشوائي لـ (‪ )10‬أشخاص‪.‬‬ ‫وخلف القصر العدلي في منطقة القنوات هتف أنصار الثورة بدعم الجيش الحر‬ ‫ونصرة المدن المنكوبة‪ .‬وعلى جانب آخر خرجت مظاهرة يوم األحد بالقرب من‬ ‫«مجلس الشعب» في سوق الصالحية‪.‬‬


‫‪3‬‬

‫العدد الثالث والعشرون | تـقـريـر‬

‫مــصــيـــــر‬ ‫مجهول‬ ‫بين الخطف واالعتقال ‪..‬‬ ‫« أدفع أموال العالم كله‪ ،‬أبيع نفسي وكل‬ ‫ماأملك ‪ ..‬فقط أعيدوه لي» كانت هذه‬ ‫ٌ‬ ‫ألب سوري ُكلم بابنه بعد أن خرج‬ ‫جملة ٍ‬ ‫ولم يعد‪« ،‬صالح» أحد الشبان الذين تم‬ ‫خطفهم اثناء ذهابه لعمله‪ ،‬حيث قام‬ ‫عدد من العناصر المجهولين بإنزاله‬ ‫من سيارته وسرقتها وسرق كل أمواله‬ ‫وأوراق الملكية والشخصية الخاصة به‬ ‫بمكان غير معروف‪ ،‬ليجروا بعد‬ ‫ورموه‬ ‫ٍ‬ ‫ذلك عمليات المقايضة مع أهله على‬ ‫فدية ٍ مقدارها ‪ 3‬ماليين ليرة سورية لكي‬ ‫ً‬ ‫سالما‪.‬‬ ‫يعود لهم ابنهم‬

‫كانت تلك المكالمة الهاتفية هي التي حددت‬ ‫لوالد صالح مصير ابنه‪ ،‬حيث انه اعتقد صالح ًا‬ ‫ولكن حالة أهله بعد المعرفة‬ ‫قد اعتقل ! ّ‬ ‫بخطف صالح أصبحت أسوء وأصعب بكثير من‬ ‫أن يكون معتقل‪ .‬لم يكن أحد من العائلة على‬ ‫علم بأمر صالح حيث حافظ والده على ضبط‬ ‫ِ‬ ‫أعصابه حتى ال يسود جو التوتر بينهم في‬ ‫محاول ٍة لمعرفة الطريقة الصحيحة للتصرف‪ ،‬اما‬ ‫بالنسبة إلخوته فقد كان من الصعب عليهم‬ ‫الحفاظ على أنفسهم دون التفكير بمحاولة‬ ‫خطف ألحد المجموعات التي تقوم بالخطف‬ ‫ليستعيدوا أخاهم‪.‬‬ ‫قام والد صالح بدفع الفدية لكن لم يكن ذلك‬ ‫مجدي ًا حيث اتصل به بعد يومين ممرض من‬ ‫مشفى المجتهد ليطلب منه استالم جثة ابنه‪..‬‬ ‫صالح هو واحد من مئات الشباب والفتيات‬ ‫الذين تم خطفهم منذ بدء الثورة السورية‪،‬‬ ‫حيث أصبح األمر يتصاعد تدريجي ًا حتى وصل‬ ‫للشهور الماضية عادة يومية لحواجز عناصر‬

‫األمن والشبيحة وجماعات اللجان الشعبية التي‬ ‫تخطف وتقوم بسرقة كل شيء وطلب الفدية‬ ‫وغالب ًا تقتل الشخص المخطوف وترميه مع‬ ‫العشرات مثله وبهذا يفقد هويته وال يعرف‬ ‫به أهله‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫مأساة‬ ‫ال يمكن التعبير عن الخطف سوى انه‬ ‫جديدة أضيفت آلالم الشعب السوري‪ ،‬فمن‬ ‫االعتقال والشهادة جاءت حاالت االختطاف‬ ‫لتوقع األهل في حير ٍة ال حدود لها وجو متوترٍ‬ ‫مشحون حول مستقبل مفقودهم هذا غير أن‬ ‫الكثيرين ال تسمح لهم أوضاعهم بدفع مبالغ‬ ‫طائلة ليستعيدوا أبناءهم‪.‬‬ ‫وتأتي المرحلة الثانية بعد طلب الفدية ان‬ ‫يقوم الخاطفين باالتصال مر ًة ثانية بعد فترة‬ ‫وجيزة لمعرفة رد األهل وتهديدهم من جديد‬ ‫ومفاوضتهم على المبلغ و ُينصح خالل ذلك‬ ‫ان يستلم الحديث مع الجهة الخاطفة ٌ‬ ‫رجل‬ ‫أعصاب قوية وشخصية مستقرة غير‬ ‫صاحب‬ ‫ٍ‬ ‫عاطفية‪.‬‬ ‫كثير ًا ما يقع ذوي المخطوفين بمشكلة‬ ‫كبيرة‪،‬حيث انهم من توترهم ينسون طلب‬ ‫الحديث مع ابنهم المخطوف‪ ،‬وهذا ما يجعل‬ ‫احتمالية وجوده مع الخاطفين ضعيفة وفي‬ ‫أكثر من حالة تم بيع الشخص المخطوف‬ ‫لعصابة أخرى مقابل مبلغ مادي لتقوم‬ ‫العصابة الجديدة بطرح مبلغ جديد ومفاوضات‬ ‫تختلف عن األولى‪.‬‬ ‫ويذكر عدد من أصحاب التجارب والناشطين‬ ‫في المجال االنساني انه من الضروري التواصل‬ ‫مع أعضاء التنسيقيات لالستفادة من خبراتهم‬ ‫في التعامل مع الجهات الخاطفة ألنه في‬

‫هذه الحالة ربما يتمكن األشخاص من تحقيق‬ ‫مبادالت من دون دفع اموال والسيطرة على‬ ‫خريطة االختطاف‪ ،‬وكثير ًا ما دلت تجارب‬ ‫االستعادة للمخطوفين الناجحة انه تم ذلك‬ ‫تحت اشراف شيوخ العشائر او عناصر أمنية‬ ‫متعاطفة مع أهل المخطوف او اخذت مبلغ ًا‬ ‫أقل‪.‬‬ ‫وفي عدة حاالت ثانية كان المخطوف معتق ًال‬ ‫أيض ًا حيث قامت عناصر الشبيحة بسرقة جواله‬ ‫الشخصي والتفاوض مع أهله لالستفادة من‬ ‫الموقف في حين أنه كان بأحد الفروع األمنية‪،‬‬ ‫لذا ُينصح أن يقوم أهل المخطوف بالحديث مع‬ ‫ابنهم قبل اتمام العملية بشكل كامل للتأكيد‬ ‫على انه مع الجماعة الخاطفة ليتم تسليمه‬ ‫و ُيؤكد عديدون أن عملية التسليم يجب ان تكون‬ ‫في وضح النهار‪.‬‬ ‫وفي حال عدم رجوع الشخص المخطوف بعد‬ ‫عملية التسليم يجب البحث عنه عند الجهات‬ ‫األمنية والمخافر والمستشفيات‪.‬‬ ‫لم يتوقف الخطف عند الشباب بل تعدى‬ ‫األمر لعدد من الفتيات ومنهم راما العسس‬ ‫التي خطفت في منطقة البرامكة ولم يعرف‬ ‫عنها أهلها شيء حتى اآلن‪ ،‬وقام عدد من‬ ‫اصدقائها بنشر صورتها ومعلومات عنها على‬ ‫الموقع االجتماعي ‪ Facebook‬لربما يتعرف‬ ‫عليها أحد للحصول على أي معلوم ٍة عنها‪.‬‬


‫العدد الثالث والعشرون| آراء وتحليالت ‪4‬‬

‫هل نحن جاهزون لحكومة انتقالية ؟؟‬ ‫ ‬

‫| د‪ .‬صادق موصللي‬

‫بعد ما يزيد على ثمانية عشر شهرا تتجلى في‬ ‫ ‬ ‫سياق الحراك الشعبي السوري عدة أمور على عدة مستويات‪،‬‬ ‫و لن ادخل هنا في تحليل عميق لألمور فقد أشبعها عدد من‬ ‫الكتاب و المثقفين و الناشطين تحليال و توصيفا‪ ،‬لذلك سأحاول‬ ‫االختصار قدر اإلمكان‪ ،‬خاصة بعدما بات مرئيا و مسموعا ما ال‬ ‫تريد االسرة الدولية القيام به من حظر جوي او مناطق آمنة بل‬ ‫و حتى التقاعس الواضح في المساعدات االنسانية‪ ،‬ناهيك عن‬ ‫حتى التفكير بتسليح المعارضة بشكل نوعي و مؤثر‪.‬‬

‫بل حتى تقول بعض المصادر بان الدعم كان قد بدا فعال‪ .‬ال نقول هذا‬ ‫لتبييض صفحة الواليات المتحدة فقد أصابنا من موقفها المتقاعس‬ ‫ما أصابنا من هم و غم و قتل و تنكيل‪ ،‬فهذه السطور ليست لمحاسبة‬ ‫«زيد او عبيد»‪.‬‬ ‫تجد الواليات المتحدة في موقفها ضعف ًا في التعامل مع المعارضة‬ ‫السياسية السورية‪ ،‬الن فرنسا كانت االسرع و األوثق صلة مع المعارضة‬ ‫في الداخل السوري و هي تحاول تعويض ذلك من خالل التحرك مع‬ ‫بعض األطراف السورية و على مستويات مختلفة عن الحراك الفرنسي‪،‬‬ ‫مما يخلق بشكل تلقائي تنافسا بين الموقفين و ما يريدان الوصول اليه‪،‬‬ ‫إذن اللعبة القديمة الجديدة حاضرة االن أيض ًا و بقوة‪ ،‬و اصبح االن جليا‬ ‫ان حل القضية السورية ليس محليا فقط اال في حال قدرة الجيش الحر‬ ‫على حسم االمر من نفسه على االرض‪ ،‬فالحل صار دوليا بامتياز‪.‬‬ ‫و قد يتساءل البعض ماذا عن األطراف العربية؟ و لإلنصاف اقول هنا انه‬ ‫من الظلم وضع المواقف العربية كلها تابعة لتلك الدولة او غيرها فهذا‬ ‫حسب رأيي لم يعد صحيحا تمام ًا‪ ،‬كما ان التنسيق جار بيت تلك الدول و‬ ‫هو تنسيق مهم و واجب في تقديري‪ .‬لألطراف العربية أيض ًا نظرة و تأثير‬ ‫ال يستهان به و لو ان البعض سيعارضني اال أني أتمسك بهذا الرأي‪ ،‬الن‬ ‫الدول العربية بانظمتها اصبحت تحسب حسابا لما تقوم به‪.‬‬

‫تتعالى األصوات مطالبة بحكومة انتقالية لتكون شريكا في ما يمكن‬ ‫ان يحدث في المستقبل‪ ،‬هذه األصوات منها دولية و منها أصوات‬ ‫من الداخل ترى فيما قد يحصل في المستقبل القريب خطرا ما لم‬ ‫يتوفر شريك وطني يحوز على رضا الداخل‪ ،‬خاصة بعدما حصل من‬ ‫استحداث لما يسمى بلجنة متابعة مؤتمر القاهرة للوصول الى مظلة‬ ‫قد يكون الهدف منها االلتفاف على المجلس الوطني‪ ،‬الضغوط التي‬ ‫تمت ممارستها على أطراف المعارضة لحضور مؤتمر القاهرة لم تكن سرا‪،‬‬ ‫بل كانت حتى في بعض االحيان من خالل تصريحات إعالمية تهدد‬ ‫بسحب البساط تحت تلك المجموعة او غيرها‪.‬‬

‫اعتقد ان كل أطراف و مجموعات المعارضة اصبحت تعي تمام ًا بعد‬ ‫حمى المؤتمرات و المجالس ان دخول معمعة االعالن عن حكومة انتقالية‬ ‫االن ليس يسيرا و يترتب عليه الكثير من التبعات في حال فشله او‬ ‫نجاحه على حد سواء‪ ،‬و الثابت ان اي حكومة انتقالية ال تكون نتيجة‬ ‫تنسيق على مستوى واسع بين قوى المعارضة في الداخل و الخارج‬ ‫ستفشل في الحصول على تأييد الشارع السوري المنهك‪ ،‬لذلك ال نسمع‬ ‫الكثير أيض ًا من كل تلك االسماء الرنانة في االعالم عن امكانية و كيفية‬ ‫التحقيق الفعلي للحكومة االنتقالية‪ ،‬و األسباب أيض ًا واضحة في ما ورد‬ ‫أعاله باالضافة الى ان النظام ما زال يقتل و ينكل بالسوريين مما يخيف‬ ‫البعض من دخول معمعة النقاش و التفاوض بشان حكومة انتقالية‪ ،‬اال‬ ‫ان هذه الخطوة ضرورية بكل المقاييس و لكنها تحتاج الى عمل دؤوب‬ ‫و مشاورات ال تنتهي بين الداخل و الخارج‪ ،‬و على المعنيين بهذا األمر‬ ‫من قوى المعارضة و على راسهم المجلس الوطني القيام بهذا الدور و‬ ‫في هذا السياق ياتي مشروع المجلس الوطني لتوحيد القوى و الكتائب‬ ‫العسكرية في الجيش الوطني السوري‪.‬‬

‫يخرج الرئيس الفرنسي مصرحا بانه سيعترف بحكومة انتقالية في حال‬ ‫إعالنها و ال تمر اال بضع ساعات ليخرج تصريح امريكي بان الوقت غير‬ ‫مناسب إلعالن هذه الحكومة‪ ،‬هل التضارب من قبيل الصدفة ام انه‬ ‫فعل و رد فعل؟ طبعا يعلم المتابع علم اليقين انه ال صدف في هكذا‬ ‫تصريحات‪ ،‬كذلك يعرف المتابع ان هناك ما بين الواليات المتحدة و‬ ‫األوربيين و اعني فرنسا تحديدا شبه تنافس لرفع قدرتهما على التأثير‬ ‫على المواقف السياسية للمعارضة السورية‪ ،‬و مثال ذلك االعتراض بقي أن نؤكد أن كل المبادرات المطروحة لن يكتب لها النجاح اذا لم‬ ‫المبطن من جهة فرنسا الكثر من مرة على اي تحرك تركي امريكي تعتمد على قاعدة واسعة من المؤيدين من التجمعات المدنية السياسية‬ ‫لمصلحة الثوار السوريين‪ ،‬و كذلك التلكؤ الفرنسي في دعم المعارضة و األطراف العسكرية على األرض‪.‬‬ ‫المسلحة على االرض بينما كانت امريكا تفكر فعال بالدعم اللوجستي‬


‫‪ 5‬العدد الثالث والعشرون | آراء وتحليالت‬

‫نقد أم خيانة!؟‬ ‫ ‬ ‫ال يختلف اثنان على أن اختالف‬ ‫ ‬ ‫اآلراء وتلونها هو الحالة الطبيعية للمجتمعات‬ ‫السليمة‪ ،‬ويمكن القول بأن أحدا ً من‬ ‫المجتمعات لم ولن ينهض إال بانفتاحه على‬ ‫جميع اآلراء ووجهات النظر‪ ،‬فسيادة اللون‬ ‫الواحد من الرأي يعني جمود الفكر وموت‬ ‫اإلبداع ويعكس ديكتاتورية متمثلة برفض‬ ‫أي رأي أو نقد يخالف الرأي المفروض‪ ،‬من أجل‬ ‫ذلك كافحت الشعوب ضد حكوماتها وال تزال؛‬ ‫إليمانها العميق بحقها اإلنساني أن تعبر‬ ‫عن ما يجول بذهنها من آراء وأفكار‪ ،‬ورفضها‬ ‫الرضوخ لسياسة فرض الرأي في شتى الشؤون‬ ‫والمواضيع المجتمعية التي تالمس اهتمام كل‬ ‫شخص من أفراد المجتمع‪.‬‬ ‫تقول حكمة التاريخ احذرعندماتقاتل عدوك‬ ‫من أن تتخلق بأخالقه‪ ،‬ولم تأتي هذه الحكمة‬ ‫من عبث فهي وليدة الحروب و الثورات التي‬ ‫قامت بها الشعوب ضد حكومات الظلم‬ ‫والطغيان‪ ،‬ولنا في الثورة السورية خير مثال‪،‬‬ ‫فاالتهام بالتخوين من قبل نظام األسد ألي‬

‫شخص يختلف مع سياسته وأفكاره الدموية‬ ‫أسهل من شربة الماء‪ ،‬وألن نقد الثورة حرص ًا‬ ‫على انحراف مسارها هو جزء من الثورة نفسها‪.‬‬ ‫لذلك نستطيع القول أن جميع ثوار سوريا ليسوا‬ ‫على آراء واحدة بالمفهوم المطلق‪ ،‬فلكل منا‬ ‫رؤويته وقرائته للوقائع التي تختلف عن األخر‪،‬‬ ‫وهذا ال يعني بحال من األحوال وجود شرخ في‬ ‫صفوف الثورة‪ ،‬فكل سوري ثار حر متفق على‬ ‫رحيل األسد أو ًال وأخير ًا‪ ،‬ولكن بيت القصيد ال‬ ‫يكمن هنا‪ ،‬وإنما في شيوع ظاهرة تخوين الثوار‬ ‫لبعضهم البعض لمجرد االختالف في الرأي‪،‬‬ ‫والبعض يقع بفخ النظام بإطالق الشتائم‬ ‫والسباب والتشهير بالتخوين ألهداف الثورة‬ ‫ومبادئها وأحيانا التهديد بالقتل فقط لسماع‬ ‫يتهم بالتخوين هو‬ ‫رأي مخالف لرأيه‪ ،‬وكأن من ِ‬ ‫صاحب الوطنية األكبر واألحرص على الثورة‬ ‫وأهدافها!!‪.‬‬ ‫فلو كان القصد من وراء الثورة قمع كل رأي‬ ‫يخالف آراءنا الشخصية؛ لبدا من السذاجة‬ ‫القيام بثورة قدمت إلى اآلن ‪ 28‬ألف شهيد أو‬ ‫أكثر ‪ ،‬وآالف المعتقلين المطالبين بحرية الرأي‬ ‫والتعبير والتخلص من نظام دكتاتوري حكم‬ ‫أربعة عقود بلغة النار ولجم كل قلم حر وقتل‬

‫تقسيم المنطقة واللعب بالنار‬ ‫| عبد الغني المصري‬

‫لخص السيد االبراهيمي ما يدين النظام‪ ،‬وما يدعو إلى فرض اجراءات‬ ‫جدية عليه‪ ،‬حيث قال‪ :‬أن النظام السوري قد اعتاد على تعذيب الناس‪ ،‬وأن‬ ‫الشعب يخشى الذهاب الى المستشفيات‪ .‬كما أشار إلى خطورة تأزم الثورة‬ ‫السورية على السالم العالمي‪.‬‬ ‫محلل غربي على قناة العربية‪ ،‬وعندما سألته المذيعة عن عدم تسليح الجيش‬ ‫بمضاد للطائرات؟‪ ،‬أجاب بان ذلك يوسع سيطرة الجيش الحر‪ ،‬مما يطيل‬ ‫اآلزمة!!!!!‪ .‬أي إن الغرب ال يريد حسم المعركة على االرض‪ ،‬لماذا؟!!!!!!‪.‬‬ ‫الغرب ماض في تدمير الدولة السورية‪ ،‬عبر قاعدة «ال غالب‪ ،‬وال مغلوب»‪،‬‬ ‫واالنكى من ذلك أن الغرب ماض في تقسيم سوريا‪ .‬فتسليم النظام لحزب‬ ‫العمال الكردستاني مناطق واسعة من شمال شرق سوريا‪ ،‬واتخاذها منطلقا‬ ‫لعمليات ضد تركيا‪ ،‬فعل ال يجرؤ النظام االقدام عليه دون ضوء أخضر‬ ‫دولي‪.‬‬ ‫إذا هناك قرار‪ ،‬سواء بالموافقة الضمنية‪ ،‬أو غيرها‪ ،‬على البدء بايجاد كيان‬ ‫كردي شبه مستقل‪ ،‬كما أنه هناك تدمير للداخل السني‪ ،‬سيليه تطهير عرقي‬

‫كل فكر مختلف‪.‬‬ ‫وال يتطلب األمر المزيد من الجهد لمعرفة‬ ‫مدى سهولة تخوين الثوار بعضهم لبعض‪،‬‬ ‫فصفحات الثورة على الفيسبوك مليئة‬ ‫باألمثلة على ذلك‪ ،‬وسياسة نشر الغسيل على‬ ‫المأل وقع بها بعض شخصيات المعارضة التي‬ ‫لها حضورها الثوري وليس من الضرورة بمكان‬ ‫ذكر األسماء‪ ،‬ولكن ما يهم أننا بتنا أمام فئة‬ ‫من الثوار تسيء للثورة أكثر من إفادتها‪ ،‬فليس‬ ‫بالضروة من يختلف معنا بالرأي أن يكون‬ ‫شخص ًا خائن ًا بائعا ً لدماء الشهداء طالما أنه‬ ‫يتفق مع مبادئ الثورة القائمة على التخلص‬ ‫من نظام األسد وبناء دولة تستوعب الجميع‬ ‫دون إقصاء أو ترهيب فكري أو جسدي‪.‬‬ ‫وفي النهاية ليس بمقدور أي انسان أن يدعي‬ ‫الوطنية أكثر من اآل خرين‪ ،‬وال يحق ألي ثائر كان‬ ‫مهما ك ُثر أو قل فعله‪ ،‬أن يمنح األخرين صكوك‬ ‫الوطنية أو توزيع شهادات تقدير ثورية‪ ،‬ومن‬ ‫الضروري معرفة أن نقد الثورة في بعض‬ ‫األحيان يأتي الحرص العميق على حماية‬ ‫الثورة من سقوطها بإيدي أبنائها‪ ،‬وأن سورية‬ ‫الجديدة ستفسح المجال لكل األطياف واألراء‬ ‫بالظهور بعيد ًا عن سياسية اإلقصاء والقمع‬

‫في المناطق الساحلية‪ ،‬وما اعتقال نساء قرية البيضة ببعيد عن ذلك‪.‬‬ ‫هو بداية تقسيم في المنطقة لدويالت‪ ،‬بدايته في رأس المنطقة في دول‬ ‫ذات ثقل سكاني واستراتيجي هي تركيا‪ ،‬والعراق‪ ،‬وسوريا‪ ،‬سيتبع ال محالة‪،‬‬ ‫تقسيم اليمن‪ ،‬والسعودية‪ ،‬وتبقى اسرائيل‪ ،‬وايران‪ ،‬متسيدتان للمنطقة!!!!‪-.‬‬ ‫حكم االقليات مرة أخرى‪.-‬‬ ‫يظن بشار‪ ،‬وتظن ايران‪ ،‬ان الصفقة مع اسرائيل قد نجحت‪ ،‬تمزيق المنطقة‪،‬‬ ‫مقابل الحكم الصفوي‪ ،‬األقلوي‪ ،‬لذا تصرح ايران بكل اريحية عن قواتها‬ ‫في سوريا ولبنان‪ ،‬وبشار يضرب بالطيران السكان العزل‪ ،‬قتل بالمئات‬ ‫الطفال‪ ،‬ونساء‪ ،‬ومدنيين‪ ،‬كل ذلك ال يهم‪ ،‬ما يهم الغرب‪ ،‬هو اسرائيل‪،‬‬ ‫و»العلمانية»‪ ،‬وتمزيق تملمالت العمالق السني‪.‬‬ ‫ما ال يفهمه الغرب‪ ،‬أن العمالق السني‪ ،‬قد استيقظ ‪ ،‬وهو واع‪ ،‬يحترم اآلخر‪،‬‬ ‫ويفهم لغة المصالح‪ .‬لكن نكأ الجراح‪ ،‬ومحاوالت كي الوعي وقهره‪ ،‬سيولد‬ ‫قواعد‪ ،‬ستغدو معها «قاعدة طالبان» نكتة ساذجة‪.‬‬ ‫اللعب بمصير الشعب السوري‪ ،‬ومستقبله سيحرق المنطقة‪ ،‬ولن يسيطر أحد‬ ‫في العالم على فوضى سالح حوالي ‪ 70‬مليون نسمة في المنطقة تشمل‬ ‫سوريا‪ ،‬والعراق‪ ،‬واجزاء واسعة من تركيا‪ ،‬ولبنان‪ .‬فهل هي مخاضات والدة‬ ‫جديدة‪ ،‬أم مالمح محرقة تلتهم الجميع بمن فيهم «اسرائيل»؟‪.‬‬


‫العدد الثالث والعشرون | آراء وتحليالت ‪6‬‬

‫الـــحــوار‪ ..‬بــين همجــية‬ ‫النظام وعقلية الجيش‬ ‫الحر‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫منذ بداية الثورة أصمّ النظام األسدي‬ ‫ ‬ ‫آذان شعبه بكثرة حديثه عن الحوار الوطني الذي‬ ‫لم يفقه منه إال القول الضحل ال الفعل‪ ،‬مشروطا‬ ‫�ات ‬ ‫ه��ذا ال �ح��وار بقيود على ال�م�ع��ارض��ة وم�ع� ّ�وق� ٍ‬ ‫ل�ح��راك الناشطين والجيش ال�ح��ر‪ّ ،‬‬ ‫تجلت هذه ‬ ‫الشروط بتصريحات رجال النظام الذين حددوا‬ ‫ن�ق��اط��ا ت��وح��ي بالنتائج العقيمة ألي ح ��وار مع ‬ ‫النظام قبل حصوله‪..‬‬

‫ماض في تطهير البالد من اإلرهابيين‪ ..‬كإشار ٍة‬ ‫النظام ٍ‬ ‫الستمرار النظام في أعماله اليومية بمالحقة الجيش‬ ‫الحر ومحاولة تجريده من أي شرعية شعبية تحقّ له‬ ‫للدفاع عن المدنيين‪ ،‬وذلك «بتطهير» المناطق من‬ ‫أهلها المدنيين أنفسهم بالقصف واالعتقال‪.‬‬ ‫ مشاركة إيران في الجهود الخاصة بتسوية األزمة‬‫السورية‪ ..‬بحجة أن إي��ران هي جزء من المشكلة‬ ‫السورية وكذلك جزء أساسي من حلها‪ ،‬وبالطبع ألن‬ ‫إيران كانت منذ بداية الثورة السورية َ‬ ‫حليف «تحت‬ ‫الطاولة»‪ ،‬تم ّول النظام األسدي بأركان حربه من‬ ‫عناصر الحرس الثوري وعتاد التس ّلح العسكري‪.‬‬ ‫ رفض طرح خيار تنحي األسد قبل البدء بحوار‬‫وطني‪ ..‬وهذا يعني إقفال طاولة الحوار قبل بدئه‬ ‫واستمرار عائلة األسد بالحكم على المدى الطويل‪،‬‬ ‫وتسليمه كافة أركان الحراك الثوري من ناشطين‬ ‫طبق ذهبي‪ ،‬والضرب عرض‬ ‫وجيش حر أضحية على ٍ‬ ‫حائط حياة الذل السابقة بدماء ضحايا هذا النظام‪.‬‬ ‫ عدم جواز التدخل الخارجي‪ ..‬انطالقا من حبكة‬‫النظام للمؤامرة العالمية عليه‪ ،‬إذ أصبحت أي دولة قد‬ ‫تقبل بحوارٍ أو تفاوض مع هيئات التنسيق المعارضة‬ ‫أو مع قيادات الجيش الحر هي مض ّرة ٌ بمصالح‬ ‫الشعب السوري بينما هي حقيقة ً تض ّر ببقاء النظام‬ ‫األسدي وتج ّرمه‪.‬‬ ‫ رفض تام لطرح خيار منطقة الحظر الجوي فوق‬‫سوريا‪ ..‬ع ّلل النظام ذلك بأنه وج ٌه للتدخل الخارجي‬ ‫بالسلطة وخرق لسيادة الدولة‪ ،‬ولكنه حقيقة ً ليس إال‬ ‫مراقبة للنظام وتقييدا لطائراته الحربية المستهدفة‬ ‫تحديد مواقع الجيش الحر ومالحقة الناشطين‬ ‫السلميين وقصف المناطق المدنية لترحيل سكانها‪.‬‬ ‫‪ -‬استمرار التعاون مع ال��دول المشابهة للنظام‬

‫السوري تاريخيا واقتصاديا وسياسيا كروسيا والصين‬ ‫والهند وفنزويال‪ ..‬إذ تناسب هذه ال��دول النظام‬ ‫األس��دي اقتصاديا بتمويله باألسلحة كما تفعل‬ ‫روسيا والصين‪ ،‬وسياسيا برفع الفيتو الدائم في وجه‬ ‫مقترح دولي لحل األزمة السورية سلميا كالهند‪ ،‬أو‬ ‫أي ٍ‬ ‫تاريخيا كما صرح الرئيس الفنزويلي «تشافيز» بتهديد‬ ‫أمن بالده في حال فشله في االنتخابات األخيرة‬ ‫كإعادة للسيناريو األسدي بحكم سوريا‪.‬‬ ‫ إيقاف أعمال العنف وتجريد حاملي السالح من‬‫سالحهم وتحويلهم إلى الجهات المختصة‪ ..‬فالقشة‬ ‫التي قسمت ظهر النظام األسدي هي االنشقاقات‬ ‫والتسليح الذي يغذي قوة الجيش الحر وشعبيته‬ ‫بحماية المدنيين الذين تزداد بالتالي شجاعتهم‬ ‫بمواجهة النظام فيثورون ويتظاهرون بحماية الجيش‬ ‫الحر‪ ،‬وال هم للنظام اليوم إال القضاء على الجيش الحر‬ ‫وحاضنته الشعبية إلخماد ثورة األراضي السورية‬ ‫وإعادتها لقبضته األمنية‪.‬‬ ‫ومع إقفال طاولة الحوار الفعلية أقفل النظام أيض ًا‬ ‫على شعبه المطالب بالحرية واالنتقام للشهداء أي‬ ‫منافذ للحياة والنجاة‪ ،‬فلم يو ّفر سالح ًا ثقيال و محرما‬ ‫دوليا إال وضرب المناطق السكانية به فش ّرد أهلها‪،‬‬ ‫ولم يترك عائلة إال وبكت ش ّبانها وأطفالها ونساءها‬ ‫بمجازر الذبح واإلع���دام الميداني وباالغتصاب‬ ‫واالعتقال‪ ..‬فما كانت لغة الحوار الوطني للنظام‬ ‫األسدي إال لغو ًا متعطشا ً للسلطة على دماء الشعب‪.‬‬ ‫وبعكسه كان الجيش الحر الذي سبقه لتفعيل لغة‬ ‫الحوار واقعا ملموسا عقالنيا رغم مهامه القتالية‬ ‫لحماية الثورة‪ ..‬وذلك من خالل‪..‬‬ ‫ متحدثوه اإلعالميون‪ ..‬سواء بإعداد التقارير الخاصة‬‫عن الجيش الحر وعملياته أو نقل الوضع الميداني‬ ‫والحياتي للمدنيين والجيش الحر أو حتى تصحيح‬ ‫المعتقدات الخاطئة التي تبثها ادعاءات النظام على‬ ‫الفضائيات‪ ،‬فإن الناطقين اإلعالميين للجيش الحر‬ ‫اعتمدوا الشرح القائم على معطيات الواقع ال ُمعاش‬ ‫في سوريا والحوار الهادئ في الرد على من يشوه‬ ‫حقيقة ما يحصل من خالل مناظرتهم ألبواق النظام‬ ‫على الفضائيات وغيرها‪.‬‬ ‫ التفاوض حول تبادل أسرى النظام بمعتقلي‬‫الحرية‪ ..‬إذ ال يسارع الجيش الحر إل��ى قتل أو‬

‫قصاص أهداف كمائنهم من رجال الجيش األسدي‬ ‫و»شبيحته» الذين تلطخت أيديهم بالدماء السورية‬ ‫بل يحاولون بمحاورة الجيش األسدي والتفاوض معه‬ ‫مبادلتهم كأسرى مع معتقلي الثورة السلمية‪ ،‬فالهم‬ ‫األول للجيش الحر هو استمرار حراك الثورة السلمية‬ ‫وحماية ناشطيها ولو على حساب محاسبة قاتلي‬ ‫الشعب التي تأتي الحقة للنصر‪.‬‬ ‫ التفاوض حول هدنة وقف االشتباك مع الجيش‬‫األسدي ببعض المناطق‪ ..‬رغم الخطر الكبير الذي يرافق‬ ‫مثل هذه الهدن التي عادة ما يخرقها الجيش األسدي‬ ‫بالعودة إلى إطالق الرصاص عشوائيا إال أن الجيش‬ ‫الحر في عدة مناطق حاول ‪-‬ومازال‪ -‬التفاوض مع‬ ‫الجيش األسدي بسياسة حذرة وحوار مقنع يضمن التزام‬ ‫الجيش األسدي بهدنة تمنح فرصة للمدنيين بالهرب أو‬ ‫تنفس صعداء الحياة في المناطق الساخنة‪.‬‬ ‫ حوار قياداته الخارجية مع زعماء الدول لحل يخدم‬‫سوريا‪ ..‬فالتزام قيادات الجيش الحر في الخارج‬ ‫بحوار دائم ومقنع مع زعماء بعض الدول من خالل‬ ‫المؤتمرات واللقاءات التي تنقل الصورة الحقيقية‬ ‫والصوت الشعبي من الداخل هو ما دفع دوال كثيرة‬ ‫لدعم الثورة السورية ومساعدتها ومساندتها دوليا‪.‬‬ ‫ ترحيبه بكل المنشقين ومحاورتهم بما يخدم الثورة‬‫سلمية أو حربية‪ ..‬سواء كان المنشق منخرطا ضمن‬ ‫صفوف الجيش الحر في الداخل للقتال‪ ،‬أو هارب ًا‬ ‫بحياته إلى المناطق الحدودية والدول المجاورة‪ ،‬أو‬ ‫حتى منشق ًا على هامش الجيش الحر لمجرد االنسالخ‬ ‫عن النظام األس��دي‪ ..‬فإن الجيش الحر يستقبله‬ ‫ليتواصل معه بما يخدم الثورة السورية من فكر أو رأي‬ ‫أو تخطيط أو معلومات قبل قرار حمل السالح أو عدمه‪.‬‬ ‫ حرصه على حماية كافة الشرائح الشعبية مؤيدين‬‫أو معارضين والتواصل معهم‪ ..‬فالجيش الحر عندما‬ ‫يحمي المدنيين من القتل اليومي األسدي ال يتأكد من‬ ‫توجههم السياسي قبال بل حماية إنسانيتهم هي‬ ‫ما يه ّمه‪ ،‬ومثل هذه المواقف هي ما يفتح الباب‬ ‫أمام بعض المؤيدين أو الصامتين لينضموا إلى الثورة‬ ‫ويشجعهم على التواصل مع الناشطين وأفراد الجيش‬ ‫الحر لفهم حقيقة فكر الثورة وماهية الحوار والتواصل‬ ‫العقالني الذي يفتقر إليه النظام األسدي‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫العدد الثالث والعشرون | مختارات‬

‫«اإلسالم الفطري» ودوره في الثورات العربية‬ ‫| عبد اهلل الدمشقي‬

‫ما إن الحت تباشير الربيع العربي في تونس‬ ‫الخضراء‪ ،‬حتى انتقلت نسائمه مسرعة في البالد‬ ‫العربية‪ ،‬محيية الموات‪ ،‬وناشرة األمل‪ ،‬فقطع‬ ‫الشعب العربي في شهور عديدة على طريق الحرية‬ ‫والكرامة‪ ،‬ما لم يستطع قطعه في عقود من الزمن‪،‬‬ ‫وألن الله قد جعل لكل أجل كتاب‪ ،‬فإن ما زرعه‬ ‫الله في نفس كل إنسان سوي من عشق للحرية‬ ‫وتوق إلى الكرامة‪ ،‬ظل يعتمل في نفوس العرب‬ ‫عقود ًا من الزمن‪ ،‬إلى أن بلغ السيل الزبى‪ ،‬وفار‬ ‫التنور‪ ،‬ولم يعد لدى الشعب قدرة على احتمال‬ ‫ما ينزل به من ظلم وضيم‪ ،‬وأصبح التخلف الذي‬ ‫حشره فيه االستبداد خطر ًا وجودي ًا على حضارته‬ ‫وهويته‪ ،‬فانفجر الربيع العربي في تونس ناثر ًا‬ ‫أزاهيره في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج‪،‬‬ ‫وما زالت الثورة في بدايتها‪ ،‬وهي لن تضع أوزارها‬ ‫حتى يعود العرب والمسلمين أمة حرة كريمة لها‬ ‫مكانتها بين األمم كما أرادها الله تعالى ( َو َك َذ ِل َك‬ ‫َّاس‬ ‫َج َع ْلن َُاك ْم ُأ َّم ًة َو َس ًطا ِّلت َُكونُو ْا ُشهَ دَاء َع َلى الن ِ‬ ‫َو َي ُكونَ ال َّر ُس ُول َع َل ْي ُك ْم َش ِهيدًا) البقرة ‪.-143-‬‬ ‫ومما تتميز به الثورات العربية‪ ،‬أنها رفعت شعار‬ ‫الحرية والكرامة‪ ،‬ولم ترفع الشعارات اإليديولوجية‬ ‫الكبيرة التي رفعتها كثير من األحزاب في عقود‬ ‫االستبداد سواء تلك حكمت أو تلك التي عارضت‪،‬‬ ‫إذ أدرك الشعب العربي بفطرته أن االنتصار في‬ ‫القضايا الكبيرة وتحرير األرض وإثبات الوجود‬ ‫الحضاري ال يمكن أن يتم على أيدي شعب يقيده‬ ‫الخوف ويسحقه االستبداد فكان ال بد من الحرية‬ ‫والكرامة أو ًال قبل أي مشروع سياسي أو حضاري‬ ‫يعيد لألمة مكانتها ورفعتها‪.‬‬ ‫ال يمكن لعين بصيرة أن تخطئ الدور الذي لعبه‬ ‫اإلسالم في هذه الثورات‪ ،‬وأنا هنا ال أنحدث عن‬ ‫الخطاب اإلسالمي التقليدي الذي خدّر الناس قرون ًا‬ ‫من الزمن وبرر للطغاة ظلمهم وأوقع األمة في‬ ‫الوهم عندما ألقى في روعها أنها بين خيارين‪:‬‬ ‫إما استبداد يجلب لها األمن واالستقرار‪ ،‬أو حرية‬ ‫توقعها في الفتن والفوضى‪ ،‬وحاشا لله أن يخلق‬ ‫الناس ليكونوا بين هذين الخيارين السيئين !!‬ ‫وإنما أتحدث عن اإلسالم الفطري‪ ،‬نقي ًا كما جاء‬ ‫به محمد عليه الصالة والسالم‪ ،‬واضح ًا جلي ًا كما‬ ‫فهمه ذلك األعرابي الذكي عندما قال‪ :‬جئنا لنخرج‬ ‫العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله رب العالمين‬ ‫‪ ،‬اإلسالم الفطري الذي يحطم القيود ويحرر النفوس‬ ‫من العبودية إال لله تعالى والذي عبر عنه عمر بن‬

‫الخطاب عندما وبخ ابن عمرو بن العاص الذي ضرب‬ ‫أحد أبناء مصر قائ ًال له‪ :‬متى استعبدتم الناس وقد‬ ‫ولدتهم أمهاتهم أحرار ًا‪.‬‬ ‫لقد أصبحت توكل كرمان الفتاة المسلمة المحجبة‬ ‫التي نالت جائزة نوبل للسالم رمز ًا للفهم الصحيح‬ ‫لإلسالم‪ ،‬اإلسالم الفطري‪ ،‬الذي ينتشل اإلنسان من‬ ‫وهاد السلبية واالستسالم للواقع السيء‪ ،‬ويحلق به‬ ‫في آفاق اإليجابية والفعل واإلنجاز والقدرة على‬ ‫التغيير‪ .‬أما في سورية فقد ظهرت القيم اإلسالمية‬ ‫الفطرية في شعارات الثوار في كل مدينة وقرية‬ ‫سورية‪ :‬قيمة الحرية والكرامة (هي والله ‪ ..‬هي والله‬ ‫‪ ..‬ما بنركع إال لله)‪ ،‬قيمة اإلخالص لله والترفع عن‬ ‫حطام الدنيا (هي لله ‪ ..‬هي لله ‪ ..‬ال للسلطة أو‬ ‫للجاه)‪ ،‬قيمة االتكال على الله وحده (يا الله ‪ ..‬يا‬ ‫الله ‪ ..‬ما لنا غيرك يا الله)‪ ،‬وظهرت قيمة البطولة‬ ‫والشجاعة وحب الشهادة في صور اآلالف من‬ ‫الشباب الذين جندلتهم يد المنية في ساحات العزة‬ ‫والكرامة فرفعوا أصابعهم بالشهادتين مستقبلين‬ ‫جنة عرضها السموات واألرض‪ ،‬وظهرت قيمة‬ ‫التكافل والتراحم والتعاون‪( ،‬مثل المؤمنين في‬ ‫توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى‬ ‫منه عضو تداعى له سائر األعضاء بالسهر والحمى)‪،‬‬ ‫فدرعا تهتف (يا حماة حنا معاك للموت) وحماة‬ ‫تهتف (يا دير الزور نحن معاك للموت)‪ ،‬وكل مدينة‬ ‫بل كل حي يهتف نصرة للمدن األخرى واألحياء‬ ‫األخرى‪ ،‬وهناك مئات من القصص والتفاصيل‬ ‫الصغيرة التي سيخلدها التاريخ والتي تتحدث عن‬ ‫حالة التعاون والتكافل التي يعيشها السوريون‬ ‫اليوم‪ ،‬وظهرت قيمة المبادرة وتحمل المسؤولية‬ ‫واإليمان بالقدرة على الفعل والقدرة على اإلنجاز‬

‫والقدرة على التغيير في سلوك آالف الشباب الذي‬ ‫يبذلون يومي ًا دون تعب أو كلل متجاوزين أصوات‬ ‫التخويف والتوهين والتيئيس من حولهم عاملين‬ ‫بنصيحة الرسول عليه الصالة والسالم‪ :‬ا ْل ُم ْؤمِنُ ا ْل َق ِو ُّي‬ ‫َخ ْي ٌر َوأَ َح ُّب إِ َلى ال َّل ِه مِنْ ا ْل ُم ْؤ ِم ِن َّ‬ ‫يف َو ِفي ُك ٍّل‬ ‫الض ِع ِ‬ ‫َخ ْي ٌر‪ْ ،‬احرِ ْص َع َلى َما َي ْن َف ُع َك َو ْاس َتعِنْ ِبال َّل ِه َولاَ ت َْع َجزْ‪،‬‬ ‫كل هذه القيم اإلسالمية الفطرية‪ ،‬التي لعبت دور ًا‬ ‫أساسي ًا في انطالق الثورة السورية واستمرارها‪،‬‬ ‫كانت كامنة في جينات السوريين فجاءت شرارة‬ ‫الثورة لتخرج هذا الكمون وتفسح له المجال ليعبر‬ ‫عن نفسه‪ ،‬وهكذا عادت فطرة السوريين إلى‬ ‫اإلسالم الصحيح الذي جاء به محمد‪ ،‬اإلسالم الذي‬ ‫يدعو إلى العزة والكرامة نافضة عنه ما تراكم‬ ‫عبر مئات السنين من فتاوى علماء السالطين التي‬ ‫جعلت اإلسالم في خدمة السلطان بدل أن يكون من‬ ‫أجل رفعة اإلنسان وكرامة اإلنسان‪.‬‬ ‫هناك من يتخوف من أن تأتي هذه الثورات‬ ‫بالتطرف إلى سدة الحكم‪ ،‬متجاهلين أن التطرف‬ ‫والتعصب‪ ،‬إنما ينشأ في أجواء القهر واالستبداد‪ ،‬بل‬ ‫إن االستبداد غذى التطرف وشجعه ليجعله فزاعة في‬ ‫وجه الغرب وفي وجه الشعوب‪ ،‬فزاعة تبرر وجوده‬ ‫لحماية اآلخرين من هذا التطرف‪ ،‬وهي لعبة قد‬ ‫انتهت وخدعة قد انكشفت‪ .‬إن فهم ًا وسطي ًا معتد ًال‬ ‫لإلسالم إنما يتبلور ويترسخ في المجتمعات في أجواء‬ ‫الحرية واحترام الكرامة اإلنسانية‪ ،‬وكما لعب اإلسالم‬ ‫من خالل منظومته القيمية واألخالقية دور ًا مهم ًا في‬ ‫انطالق الثورات العربية فسيلعب في أجواء الحرية‬ ‫واالنفتاح والتنافس السياسي الشريف دور ًا أساسي ًا‬ ‫في بناء دول تسودها العدالة والكرامة وتحقق األمن‬ ‫والرفاه لكل مواطنيها‪.‬‬


‫العدد الثالث والعشرون | شهداء ومعتقلون‪8‬‬

‫« راما العسس» ‪ ..‬خطف الزهور‬

‫خريجة جامعة دمشق من كلية االداب‪ ،‬اختطفت منذ السابع‬ ‫والعشرين من الشهر الماضي بالقرب من منزلها في منطقة‬ ‫البرامكة‪ ،‬وقامت جهة مجهولة باالتصال بأهلها مساء ًا‬ ‫للمطالبة بفدية مالية للحفاظ على حياتها‪ ،‬وبعد تسديد‬ ‫األموال انقطعت جميع االتصاالت مع الجهة الخاطفة و مع‬ ‫راما التي قام أهلها بالسؤال عنها في المشافي والفروع‬ ‫األمنية ومخافر الشرطة دون الحصول على أي معلومة‪.‬‬ ‫لم يكن خطف راما سه ًال على اصدقائها فهي كانت حسب‬ ‫العديد منهم مصدر ًا لألمل والقوة وكتبوا تعبير ًا عن ذلك في‬ ‫صفحة التضامن معها على الموقع االجتماعي ‪facebook‬‬

‫الشــهيد‬ ‫«زاهـــــــر‬ ‫الحموي»‬ ‫أمل البناء ‪..‬‬

‫« تعجز الكلمات‪ ،‬تتساقط الحروف‪،‬تتوه الجمل في ما يجب‬ ‫قوله» وأضافوا لذلك «إن كان الله قد أكرمك بالشهادة‬ ‫فتقبلك الله من الشهداء‪ ،‬وإن كان قد امتحنك باألسر فعجل‬ ‫الله بفك أسرك وفرجك» ‪.‬‬ ‫حيث أن مصير راما ما يزال مجهو ًال‪ ،‬اذ انتشرت العديد من‬ ‫اإلشاعات واألقوال تؤكد وجودها في فرع أمني وأن ما جرى‬ ‫هو ٌ‬ ‫لعبة من النظام لالستفادة من األموال‪ ،‬وأخبار ثانية تؤكد‬ ‫استشهادها بعد القيام بخطفها وانقطاع أخبارها‪.‬‬ ‫يأسف العديد على راما لكنهم يعرفون أن الله اختار لها‬ ‫األفضل حيث انها كانت تتمنى الشهادة وكتبت ايمان‬ ‫محمد عنها « أحالم راما‪ ،‬لم ترتبط يوم ًا باألرض‪ ،‬ولم تتعلق‬ ‫بأثقالها!‪ ،‬كانت من ذلك النوع من االح�لام‪ ،‬الذي يتعب‬ ‫صاحبه وهو يتتبعه‪ ،..‬لكنه يجعله مختلف ًا‪ ،‬وقد يصعب عليه‬ ‫التواصل بلغة أهل األرض‪ ،‬ومن تعلقوا بها»‬ ‫شاركت راما في معظم المظاهرات السلمية التي خرجت في‬ ‫العاصمة دمشق تعرضت إثر ذلك للعديد من الضغوط وقد‬ ‫اعتقلت في المرة األولى يوم ‪ 2011/ 04/11‬م من قبل‬ ‫األمن الجنائي وذلك لمحاولتها المشاركة باعتصام سلمي في‬ ‫العاصمة و أطلق سراحها في اليوم التالي‪.‬‬ ‫بعد ‪ 45‬يوما و خالل مشاركتها بمظاهرة سلمية أخرى هاجمها‬ ‫أيضا عناصر من فرع األمن الجنائي لكنها تمكنت من التملص‬ ‫من االعتقال ‪,‬لم تتراجع راما عن موقفها من دعم الثورة‬ ‫السورية و مساعدة أهالي الشهداء والمعتقلين ولم يتوقف‬ ‫النظام عن مالحقتها ففي الشهر الرابع من العام الحالي أصدر‬ ‫مذكرة استدعاء بحقها من فرع فلسطين متهما إياها بسبب‬ ‫اإلغاثة وداهموا منزلها في حي البرامكة مرتين بغرض القبض‬ ‫عليها فاضطرت لتركه واالختباء‪.‬‬

‫لب الرضى من والدته‪،‬‬ ‫كانت آخر كلماته‪َ ،‬ط ُ‬ ‫وحتى آخر لحظ ٍة في حياته كان أمله في‬ ‫البناء مهما قامت قوات األسد بالهدم‬ ‫الشهيد زاهر الحموي من منطقة القابون‬ ‫استشهد في ‪ 7‬آب من السنة الحالية في‬ ‫يوم من ايام شهر رمضان الكريم‪ ،‬وكانت آخر‬ ‫بحديث أجراه مع والدته وهي تنظر‬ ‫كلماته‬ ‫ٍ‬ ‫بغصة وألم وحمزن كبير إلى منزلهم وقد‬ ‫قامت عناصر األسد بإحراق أثاثه‪ ،‬فما كان‬ ‫من زاهر إال ان نظر في عيني أمه وقال لها»‬ ‫ال تزعلي يا أمي إن شالله بكرا كلو منرجعوا‬

‫متل ما كان» فقابلته والدته بالرضى عليه‪.‬‬ ‫مضى زاه��ر عائد ًا لمنزله فقامت عناصر‬ ‫الشبيحة باعتراض طريقه واطالق النار عليه‬ ‫ليردوه قتي ًال ثم قاموا بتخريب سيارته وسرق‬ ‫أرواق الثبوتية الخاصة به ليكون شهيدأ‬ ‫بدون شهادة وفاة حتى اآلن‪.‬‬ ‫غرق زاهر بدماءه بجانب جامع الهداية‬ ‫وقام األهالي بدفنه مساء ًا‪ ،‬زاهر هو أب‬ ‫لطفلين أحدهما يبلغ من العمر سنتين واآلخر‬ ‫شهريين‬


‫‪9‬‬

‫العدد الثالث والعشرون | مقاالت‬

‫من ذاكرة الزمن‬

‫‪ 17‬شباط ‪ ..‬كرامة الدمشقي انتفضت‬ ‫ظهيرة الخميس‪ ،‬في السابع عشر من شباط العام الماضي‬ ‫ودون أي تخطيط ُمسبق‪ ،‬اشتعلت مظاهرة شعبية عفوية‬ ‫وسط ساحة «الحريقة» الدمشقية‪ ..‬عندما انهال رجال شرطة‬ ‫التجار بعد مشا ّد ٍة‬ ‫بالضرب على «عماد ن َ​َسب» ابن أحد ّ‬ ‫كالمية بينه وبين أحد عناصر شرطة المرور‪ ،‬شارك اثنان من‬ ‫الشرطة المتواجدين في إهانة الشاب وضربه‪ ،‬فأثار صراخ‬ ‫التجار الذين‬ ‫استغاثته سخط الناس على الشرطة حيث تج ّمع ّ‬ ‫أغلقوا محالتهم‪ ،‬واحتشد المتسوقون والما ّرة في الساحة‬ ‫هتاف لثورة الكرامة «الشعب السوري ما بينذل»‪.‬‬ ‫مرددين أول ٍ‬ ‫قدر عدد المتظاهرين بـ‪ 1500‬شخص تمكنوا باحتشادهم من‬ ‫سد الشوارع والمنافذ المجاورة‪.‬‬ ‫حاول «شبيحة» النظام ّ‬ ‫فض المظاهرة بمسيرة مضا ّدة لها‬ ‫باشتراك رجال األمن‪ ،‬كما توافد إلى المكان عدة ضباط برتب‬ ‫كبيرة‪ ،‬قبل حضور وزير الداخلية الذي كان المهدئ المؤقت‬ ‫للمتظاهرين بعد أن حاول االستماع لمطالبهم ووعدهم‬ ‫بإجراء تحقيق بشأن ما حدث للشاب الذي ضرب‪ ،‬ثم انفضت‬ ‫المظاهرة من تلقاء نفسها بعد ثالث ساعات‪.‬‬

‫من ذاكرة المكان‬ ‫تتوسط ساحتها أسواق دمشق القديمة من مدحت‬ ‫باشا والحميدية إلى الخياطين والدرويشية‪ ،‬سميت‬ ‫سابقا «سيدي عامود» نسبة للوالي المدفون فيها‪ ،‬ثم‬ ‫شب فيها إثر قصف القوات‬ ‫بـ»الحريقة» بعد حريق ّ‬ ‫الفرنسية لدمشق عام ‪ 1925‬فالتهمت نيرانه زقاق‬ ‫سيدي عامود وفرن جبران وزقاق المبلط‪ ..‬وألهميتها‬ ‫التجارية ُب ِني قربها غرف صناعة وتجارة دمشق وهي‬ ‫التجار‬ ‫األبنية الواقعة قرب سوق الذهب‪ ،‬وكذلك مكاتب ّ‬ ‫الصغيرة المنتشرة فوق محا ّلهم وسط الحريقة‪ ،‬لذلك ال‬ ‫تعرف موسم ًا معين فحركة الناس فيها نشيطة في أي‬ ‫شهر وفصل‪ ،‬ويتراوح عدد تجارها بين ثالثة إلى أربعة‬ ‫آالف تاجر‪.‬‬ ‫يخب أيضا‬ ‫وكما حركتها التجارية فإن حراكها الثوري لم ُ‬ ‫ولم يغب من صفحة الثورة التي سجلت لها أول مظاهرة‬ ‫خرجت في ‪ 2011/2/7‬تالها بيوم وقفة سلمية ألحد‬ ‫الع ّمال رافعا الفتة تطالب «بشار» بتنظيف البلد من‬ ‫«العصابة»‪ ،‬إضافة إلى اإلضراب التام الذي شهدته‬ ‫لمدة ثالثة أيام بدء ًا بـ‪ 2012/5/28‬ثم تكرر إضرابها‬ ‫يوم ‪ ..2012/7/7‬إضافة إلى الدعم المادي الذي‬ ‫يقدمه تجارها الدمشقيون من مساعدات وأموال تذهب‬ ‫لرعاية الالجئين أو لدعم الجيش الحر‪.‬‬

‫«الحريقة» تحرق‬ ‫الراية البيضاء‬


‫العدد الثالث والعشرون | دعـــم‬

‫‪10‬‬

‫تبادل الملفات عبر اإلنترنت‬

‫الدعم التقنـي‬ ‫للثورة السورية | مكتب االستشارات األمنية للثورة‬

‫كثير م��ن الملفات بينهم ع��ن طريق‬ ‫يحتاج الناشطون لتبادل‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫وخصوصا ملفات الفيديو التي‬ ‫االنترنت‪ ،‬بسهولة‪ ،‬وبسرعةٍ كافية‪،‬‬ ‫تضيع دقتها برفعها على يوتيوب ‪.‬‬

‫‪com‬المواقع المنصوح بها في ذلك هو موقع‪www.box. :‬‬ ‫أحد‬ ‫وهو موقع تحميل مجاني‪ ،‬يتميز ببساطته‪ ،‬ويعطي للناشط‬ ‫مساحة ‪ GB 5‬من الملفات‪ ،‬بحجم ‪ MB 200‬للملف الواحد ‪.‬‬ ‫أو ًال ‪ -‬إلنشاء حساب على الموقع‪:‬‬ ‫‪ -1‬ادخل إلى موقع ‪www.box.com‬‬ ‫‪ -2‬اضغط على ‪sign up‬‬ ‫‪ -3‬اختر ‪Personal : sign up now‬‬ ‫‪ -4‬قم بتعبئة المعلومات المطلوبة‪ ،‬وبإمكانك وضع أي رقم‬ ‫هاتف وهمي غير صحيح عندما يطلب منك ذلك ‪ .‬ثم اضغط‬ ‫‪Continue‬‬ ‫‪ -5‬ادخل إلى ايميلك‪ ،‬ستجد فيه رسالة باسم ‪The Box‬‬ ‫‪ ،Team‬ادخل إليها واضغط على الرابط الموجود داخلها ‪.‬‬ ‫‪ -6‬يتم إعادة توجيهك إلى الموقع بعد تأكيده بااليميل‪ ،‬ويمكنك‬ ‫اآلن استخدام الموقع ‪.‬‬ ‫ثاني ًا ‪ -‬لرفع ملف على الموقع‪:‬‬ ‫‪ -1‬اضغط ‪ log in‬وسجل الدخول بمعلومات حسابك ‪.‬‬ ‫‪ -2‬اضغط ‪Upload‬‬ ‫الدعم النفسي‬ ‫للثورة السورية‬

‫‪ -3‬اختر الملف المراد رفعه‪ ،‬واضغط ‪Upload‬‬ ‫‪ -4‬انتظر حتى يكتمل التحميل‬ ‫‪ -5‬اضغط على ‪ share‬يظهر لك رابط انسخه وأرسله لمن تريده‬ ‫أن يحصل على الملف‬ ‫‪ -6‬اضغط على ‪ Access‬ليسمح لك بإمكانية التحكم بوصول‬ ‫اآلخرين إلى الملف‪:‬‬ ‫ ‪ :open‬للسماح لكل من يملك الرابط بالوصول إلى الملف‬‫‪ :Disable -‬لمنع وصول أي أحد للملف‬

‫التواصل مع االطفال في ظروف األزمات ‪:‬‬ ‫| صفحة الدعم النفسي للثورة السورية‬ ‫إن القدرة على اإلستماع الجيد واإليصال والتواصل‬ ‫الجيد وخصوصأ فيما يتعلق االمر باالطفال تتطلب‬ ‫مهارة يجب ان نتعلمها وال يتعود الكبار عادة كيف‬ ‫يتفاهمون ويتواصلون مع االطفال في ما يتعلق‬ ‫بشؤون حياتهم واألشياء التي تقلقهم ‪..‬وهذا االمر‬ ‫يصبح تحديأ حقيقيأ عندما يتعلق االمر بأطفال‬ ‫يجدون أنفسهم تحت وطأة ازمه ويعيشون ظروف‬ ‫صعبة‪..‬‬ ‫وقد يجد االطفال طرقأ متعدده في التواصل‬ ‫فهم يعبرون عن أنفسهم باللعب والرسم وتكوين‬ ‫االشكال والرقص والغناء والتمثيل والكتابه وعلى‬ ‫الرغم من ان التعاون يساعد على استعادة الثقة‬ ‫بالنفس وإيجاد طرق للتعامل مع الصعوبات فإن‬ ‫االطفال يحتاجون ايضأ إلى فرصه إلستعادة الحياة‬ ‫العادية واللعب ‪.‬‬

‫التواصل مع االطفال عبارة عن عمليه إتصال تسير‬ ‫في إتجاهيين وهي تشمل ‪:‬‬ ‫‪-1‬محاوله فهم األفكار والمشاعر التي يعبرون عنها‬ ‫‪-2‬اإلستجابة والرد بطريقة نافعة ومساعدة‬ ‫وهذا يعني ان قيام تواصل جيد يحتاج إلى ‪:‬‬ ‫‪-1‬مهارات اإلصغاء إلى االخرين ومراقبتهم وفهم‬ ‫الرساله التي يعبرون عنها ‪.‬‬ ‫‪-2‬مهارات في إيصال أفكارهم ومشاعرهم بطريقة‬ ‫مساعدة‬ ‫وتشكل هذه المهارات جزءأ من الحياة اإلجتماعية‬ ‫اليومية العادية ‪.‬أما عندما نجد انفسنا أمام شخص‬ ‫مضطرب يحتاج إلى دعم وخصوصأ إذا كان طفأل‬ ‫فعلينا أن نفكر جيدأ في كيفية اإلستجابه بأفضل‬ ‫الطرق الممكنه ‪.‬‬


‫‪ 11‬العدد الثالث والعشرون | مشــاركات‬

‫ركلة ُ من الجنة إلى الجحيم‬ ‫| ريم الشام‬

‫ارت َوت عينها الذابلة بكا ًء من ندى ابتسامه الحزين‪ُ ،‬ز ّفت إليه على زغاريد‬ ‫الرصاص وبمالبس الحداد‪ ..‬اجتمعا روحا قبل جسد‪ ..‬في عش الثورة‬ ‫والحرب‪ ..‬جنة ً كان الوطن‪ ..‬و نار حبهما جنة وجنون ًا أكبر‪ ،‬وكذلك المنزل‬ ‫فجع القصف نص َفها من رحم حمص الصامدة‪ُ ..‬خ ِلقا ليخلقا‬ ‫جنة ً التهم‪ُ ..‬‬ ‫جنين‪ ..‬على‬ ‫معا الحب ‪ ..‬وفي رحمها الدافئ‪ ..‬خلقت منه بذرة الحياة‪ٌ ..‬‬ ‫بصمات أصابعه رسم الحرية‪ ..‬دقات قلبه الخافتة تتحدى ضجيج القصف‪،‬‬ ‫ظلم‬ ‫جسده الغض غير المكتمل‪ ..‬كقمر أول الشهر‪ ،‬أنار بعينيهما حلكة ليل ٍ‬ ‫مبهَ م النهاية‬ ‫ألم‬ ‫يده المتعبة تحتضن بطنها المنفوخ باحتواء األمل‪ ..‬ركلة‪ ..‬ركلتان‪ٌ ..‬‬ ‫لذيذ تختبره أحشاؤها ألول مرة‪ ،‬فرحته أعجزت الوصف‪ ..‬بك ٌر يحمل اسم‬ ‫الج ّد الشهيد‬ ‫صراخ‪ ..‬بال بكا ٍء‪ ..‬بال‬ ‫على درب الجد البطل‪ُ ..‬مسرعا ُو ِلد أول حفيد‪ ..‬بال ٍ‬ ‫صوت‪ ..‬بال حياة ‪ ..‬أبصر نور الله قبل أن يبصر نور الدنيا‬ ‫ٍ‬ ‫ُل ّف َ بثوب ٍ أبيض‪ ..‬من غيوم السماء‬ ‫عانق ِجيد أمه الدامي‪ ..‬ليرضع حليبا مالئكي‬ ‫أ ّمه التي ح ّرضت والدتَها شظايا قذائف الموت‬ ‫متفجرة من الذكريات‬ ‫وأبوه‪ ..‬دموع ٌ حارقة الوجنات ّ‬ ‫ألقى نظرة لقائهما الواعد في جنة الله‬ ‫ال الوداع األخير عن أرض الغاب‬ ‫صعدا‪ ..‬وضعته في مه ٍد حريري من جناح الله السابع‬ ‫وجنينها يركل ويركل‪ ..‬عصفورا بباب الجنة‬ ‫يطير‪ ..‬منتظر ُا صعود قاتله إليه‬ ‫جحيم ليس ببعيد‬ ‫لكن إلى لظى ٍ‬

‫‪@osama zain‬‬ ‫يوم تنتهي فيه الثورة !!‬ ‫ال أبحث في مخيلتي عن ٍ‬ ‫أبحث عن يوم النصر على الظلم وتحقيق العدل ‪..‬‬ ‫لكن ثورتي ستبقى على قيد الحياة ما دمت أنا‬ ‫كذلك ‪...‬‬ ‫ثورتي حياة ومنهج ‪ ..‬نية وعمل ‪ ..‬إخالص وتوكل‬ ‫وعلم ال يعرف الحدود‬

‫‪@New syria‬‬ ‫المجرم وهو يحاول اغتصاب ضحيته وهي‬ ‫وشاهد‬ ‫َ‬ ‫تغرز أظافرها في عنقه مدافعة عن نفسها‪ ،‬فصاح‪:‬‬ ‫أطالب الطرفين بوقف العنف فوراً‪ ،‬ياله من حقير!‬

‫‪@Obaida Batal‬‬ ‫في سوريا الحرة ‪..‬سيكون من أولويات مرحلة البناء‬ ‫ً‬ ‫شريكا في بناء كل لبنة‬ ‫‪..‬إعالم قادر على ان يكون‬ ‫من حجارة سوريا الجديدة ‪ ....‬قنوات وصحافة إن لم‬ ‫تتخلص من هيمنة رأس المال عليها ‪...‬لن تختلف‬ ‫الحر كما نرى‬ ‫عن إعالم النظام ‪ ...‬نرى اإلع�لام‬ ‫ّ‬ ‫سوريا الجديدة بحلتها القادمة ‪.....‬‬ ‫ساحة رأي وط��رح من دون كالسيكيات اإلع�لام‬ ‫القديم ‪ .....‬إعالم حديث يفكر بالمادة الصحفية قبل‬ ‫(المادة ) أي المال ‪....‬وتحويلها لتجارة بازار إعالمي‬ ‫بين الثمن الغالي والرخيص ‪.....‬‬ ‫ستتخلص سوريا الجديدة من قوالبهم ومن عقولهم‬ ‫ً‬ ‫لتبني عصراً‬ ‫حديثا بكل شيء حتى بسيادة مهنتهم‬

‫موسى العمر@‬ ‫عين السخط أن ُتعدد أخطاء الثوار وسلبياتهم‬ ‫ُ‬ ‫والتنتهي حتى مطلع الفجر!‬ ‫وعين الرضا أن ُتعدد صوابية الثوار وايجابياتهم‬ ‫ُ‬ ‫والتنتهي حتى مطلع الفجر!‬ ‫عين العقل ‪...‬‬ ‫منزلة بينهما يجب اال تغيب هي‬ ‫ُ‬

‫مهداة إلى روح الشهيدة فاطمة خسرف‪..‬‬ ‫وجنينها الشهيد عبد المجيد خالد القاسم‬ ‫البويضة الشرقية ‪2012/9/4‬‬

‫‪www.facebook.com/Ahed.alsham‬‬ ‫صفحتنا على الفيسبوك‬


‫العدد الثالث والعشرون | األخيــرة ‪12‬‬

‫| الدفاع المدني‬

‫حفظ المواد الغذائية عند عدم توفر وسائل للتبريد‪:‬‬

‫|مركز نون لتنمية المجتمع‬

‫‪-1‬تحميص كميات الخبز الموجود إذا كانت كميات كبيرة‬ ‫‪ -2‬إذا تواجد لدينا فواكه طازجية يتم وضعها في الشمس وتجفيفها «التين ‪ ،‬المشمش»‬ ‫حيث تحافظ هذه الفاكهة على ما تحتويه من مواد غذائية بهذه الحالة‬ ‫‪ -3‬وضع كل كمية من مادة غذائية في أكياس وتفريغها من الهواء قبل ترتيبها في‬ ‫الغرفة أو المخزن‪.‬‬ ‫‪ -4‬حفظ كافة أنواع المواد الغذائية في مكان خالي من الرطوبة وال يتعرض ألشعة الشمس‬ ‫‪ -5‬وضع طبليات خشبية أو إطارات مستعملة تحت المواد الغذائية عند التخزين في أي‬ ‫مكان وعدم وضعها على األرض مباشرة‬ ‫المواد الغذائية التي يمكن حفظها بال تبريد‬ ‫الرز‪ ،‬العدس‪ ،‬البرغل‪ ،‬الفول‪ ،‬فول الصويا‪ ،‬السكر‪ ،‬الحنطة‪ ،‬البطاطا‪ ،‬البصل‪ ،‬الثوم ‪ ،‬رب‬ ‫البندورة ‪ ،‬التمر‪ ،‬قمر الدين‪ ،‬المعكرونة‪ ،‬الزيوت(زيت الزيتون ‪ ،‬دوار الشمس‪ ،‬الذرة)باإلضافة‬ ‫الى السمن‬ ‫المعلبات (الطوت ‪ ،‬السردين‪ ،‬المرتديال‪ ،‬الفطر ‪ ،‬الذرة)‬ ‫وفيما يتعلق بمنتجات الحليب فيحظر تخزينها بدون تبريد إذا كانت طازجة (زبدة‪ ،‬حليب‬ ‫سائل‪ ،‬ألبان‪ ،‬أجبان) كما يجظر تخزين البيض بدون تبريد لكم من الممكن تخزين الحليب‬ ‫الجاف في حال وجود أطفال يحتاجون الحليب‬ ‫معلومات عامة‬ ‫يجب بين فترة وأخرى جرد ماكن تخزين األغذية واستعمالها بحسب مدة انتهاء الصالحية‬ ‫اذا تواجدت كميات كبيرة من المنتجات الحيوانية او الخضار الطازجة التي يمكن ان‬ ‫تتعرض للتلف بدون تبريد فيمكن االنفاق على طبخ كل هذه الكميات في القطاع السكني‬ ‫الواحد وتوزيعها على شكل وجبات مطبوخة على كل األفراد في هذا القطاع السكني‬

‫يا حرّة‬ ‫| ابراهيم كوكي‬

‫يا حر ًة‬ ‫وأولو الشوارب مرجفون وخائفون ببيتهم ‪..‬‬ ‫جيل كامل مك ّبلون بقيدهم ‪..‬‬ ‫وشباب ٍ‬ ‫يا ُح َّر ًة ‪!..‬‬ ‫والغاصبون ألرضنا‬ ‫القاتلون لجيلنا ‪..‬‬ ‫السارقونلفكرنا‬ ‫مهام طغوا وتجربوا‪ ..‬أو قتّلوا أو دمروا ‪..‬‬ ‫باقون أرسى للعفن‬ ‫متمرغون بوحلهم ‪ ..‬ومقيدون بجبنهم‪..‬‬ ‫وسوف يلعنهم الزمن ‪..‬‬ ‫وهم مخ َّلدون‬ ‫باقون يف التاريخ ُ‬ ‫وأنت يا ور َد الشجن ‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫أنت الكرامة والرجولة‬ ‫ِ‬ ‫واألصالة واإلباء‬ ‫فحطمي ذاك الوثن ‪..‬‬ ‫وتنقبي يا حر ًة وتحجبي‬ ‫سمعت تأوهي‬ ‫وإذا‬ ‫ِ‬ ‫يدك الكفن ‪...!..‬‬ ‫ال تحرضي ‪ ،‬إال ويف ِ‬ ‫يا حر ًة يف فكرها ‪..‬يا ح َّرة بثباتها‬ ‫يا ح َّر ًة بيقينها ‪..‬يا ح َّرة مهام تجمع حولها‬ ‫مغريات أو فنت ‪!..‬‬ ‫من‬ ‫ٍ‬

‫بكفي سفر‪..‬‬

‫قومي اكرسي قيد الجبان وحطميه‬ ‫وبذ ّله يف األرض هيا أرغميه‬ ‫ال تركني ال تيأيس‬ ‫فالح ّر ال يأرسه قيد يد يديه ‪..‬‬ ‫والحر ال يأرسه قيد يديه ‪!..‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.