عــهــد الـشـام | العدد الثاني والعشرون 12.9.2012

Page 1

‫اقرأها ثم مررها لمن تثق بهم‪ ..‬بدل إتالفها‬ ‫األربعاء ‪ 12‬أيلول ‪2012‬‬

‫السنة األولى | العدد الثاني والعشرون‬

‫كلمة ‪:‬‬

‫عدسة شاب دمشقي | برزة‬ ‫المصاحف التي تم حرقها في جامع عمرو بن العاص من قبل الشبيحة‬

‫اإلساءة ‪..‬‬

‫إن الغرب في «حريته وقيمه الحديثة»‬ ‫والتي بزعمه تحترم الثقافات والحوار واالنفتاح على‬ ‫الشعوب األخرى‪ ،‬لم يعرف حد ًا فاص ًال بين التعبير‬ ‫واإلساءة وبين الحرية والسخرية‪ ،‬فلطالما تتطاول على‬ ‫كل ما يتعلق باإلسالم والمسلمين ونبيهم محمد عليه‬ ‫أفضل الصالة والتسليم‪ .‬ذلك ما كان منهم على مدى‬ ‫تاريخ طويل بلغ ذروته مع استحداث وسائل اإلعالم ‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫ُحق للعالم أن يثور غضبا نتيجة األساءة التي وجهت‬ ‫مؤخرا إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولكن ألم‬ ‫يكن من االولى أن يثور نصرة للدين نفسه!!‬ ‫ألم ير المسلمون الذين احمرت وجوههم غضب ًا لدى‬ ‫سماعهم عن الفيلم دماء أهل الشام تسيل كل يوم!!‬ ‫ألم يروا شبيحة األسد تعيث فساد ًا في مساجد الله‬ ‫تعالى !! فدنسوها و هدموها و قلتو و ذبحو فيها!!‬ ‫إن الغضبة الحق تكون على حدود الله‪ ،‬وأسمى تلك‬ ‫الحدود هي النفس المؤمنة التي خلقها الله وكرمها‪..‬‬ ‫قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ‪ « :‬والذي‬ ‫نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال‬ ‫الدنيا»‪ « ..‬إن لهدم الكعبة حجر ًا حجر ًا ألهون عند الله‬ ‫من إراقة دم امر ٍء مسلم» ‪.‬‬ ‫اإلساءة هي أن يغفل المسلمون جرح أخوتهم‬ ‫بقربهم ‪ .‬إساءة بحق الدين الذي علمنا إياه رسول الله‬ ‫والذي قال ‪« :‬عليكم بالشام ‪ ،‬فمن أبى فليلحق بيمنه‬ ‫‪ ،‬و ليستق من غدره ‪ ،‬فإن الله عز و جل تكفل لي‬ ‫بالشام و أهله»‪ .‬وقال ‪« :‬صفوة الله من أرضه الشام ‪،‬‬ ‫وفيها صفوته من خلقه وعباده ‪ ،‬ولتدخلن الجنة من‬ ‫امتي ثلة ال حساب عليهم وال عذاب‪ ».‬رواه الطبراني‪..‬‬ ‫وقال‪ُ :‬‬ ‫«طو َبى ِل َّلش ِام ‪َ .‬ف ُق ْلنَا ‪ :‬لأِ َ ٍّي َذ ِل َك َيا َر ُس َول ال َّل ِه‬ ‫؟ َق َال ‪ :‬لأِ َ َّن َملاَ ِئ َك َة ال َّر ْح َم ِن َب ِاس َط ٌة أَ ْج ِن َح َتهَ ا َع َليْهَ ا»‬ ‫رواه الترمذي‪.‬‬

‫اإلساءة ‪..‬‬

‫وتذكروا أننا أول من هتفنا في ثورتنا‬ ‫«قائدنا لألبد ‪ ..‬سيدنا محمد»‬

‫المجهول «‪.. »4‬‬

‫‪3‬‬

‫الثورة السورية‬ ‫والسياسة األمريكية‬

‫‪4‬‬

‫مستقبل سوريا‬ ‫والجيش الحر‬

‫‪6‬‬

‫| فريق التحرير‬ ‫صفحتنا على الفيسبوك‬ ‫‪www.facebook.com/Ahed.alsham‬‬


‫العدد الثاني والعشرون | أخبار الثــورة ‪2‬‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وقتل وتدمير وإع��دام��ات ميدانية وتهجير للسكان‬ ‫قصف‬ ‫حصيلة أفعال جيش األس��د بحق أبناء الشعب ال�س��وري كل يوم‪،‬ومن‬ ‫يس ُمونهم في اإلع�لام الرسمي بـ «حماة الديار» أصبحت سوريا تنتهك‬ ‫َ‬ ‫على أيديهم من أقصاها إلى أقصاها‪،‬دون وجود أي رادع إنساني أو دولي‪.‬‬ ‫فلم يترك النظام مدينة والحي مناهض لحكمه اّإل أذاقه حمم القذائف‬ ‫ً‬ ‫يوميا‬ ‫وويالت الدمار‪.‬ونتيجة ذلك لم ينخفض عدد الشهداء في سوريا‬ ‫عن الـ (‪،)100‬وفي دمشق عن الـ (‪.)20‬ومع ذلك لم تخمد ثورة الشعب‪،‬ولم‬ ‫تتوقف ال�م�ظ��اه��رات المطالبة برحيل النظام‪،‬والمتزامنة م��ع معارك‬ ‫الجيش الحر فسجل «المركز السوري المستقل إلحصاء االحتجاجات» في‬ ‫جمعة «حمص المحاصرة تناديكم» (‪ )224‬مظاهرة موزعة على (‪ )180‬نقطة‬ ‫تظاهر‪،‬لم تخرج في العاصمة دمشق من ه��ذه الحصيلة‪،‬أكثر من (‪)10‬‬ ‫مظاهرات في الوقت الذي تركز القصف المستمر على المناطق الجنوبية‬ ‫منها‪.‬‬

‫دمشق خالل األسبوع‪..‬‬ ‫انتهاكات األحياء | تع َرضت مناطق دمشق الجنوبية لقذائف جيش النظام‪،‬وتركز‬ ‫القصف اليومي على (التضامن – القدم‪ -‬العسالي‪ -‬ببيال – يلدا –السبينة‪-‬‬ ‫الحجراألسود‪ -‬مخيم اليرموك) فتركز سقوط أكبر عدد من الجرحى والشهداء في هذه‬ ‫المناطق‪.‬‬ ‫(ببيال‪ -‬يلدا) شهدتا اقتحام جيش األسد الذي سرق الممتلكات‪ ،‬وحرق منازل الناشطين‪،‬‬ ‫واكتشفت جريمة بحق (‪ )4‬أشخاص من بيت «طعمة» في ببيال عقب اقتحام الحي‪.‬‬ ‫أما الحجر األسود تعرض لقصف اعتبر األعنف هذا األسبوع‪ ،‬واستشهد (‪ )6‬أشخاص‬ ‫يوم الثالثاء‪ .‬التضامن لم تكن أفضل حا ًال حيث ارتقى (‪ )35‬شخص في جريمة‬ ‫ارتكبها جيش النظام بإعدامهم ميداني ًا‪ .‬كما تعرضت منطقة القابون لهدم المنازل‬ ‫في محيط مسجد «الحسين» خلف شركة بردى المترافق مع قصف الحي‪ .‬وكذلك‬ ‫سجل سقوط قذيفتي‬ ‫في المزة بساتين استمرت أعمال الهدم للبيوت السكنية‪ .‬كما ِ‬ ‫هاون على مسجد «النقشبندي» في حي السويقة رد ًا على المظاهرات المتكررة التي‬ ‫تخرج منه‪ ،‬أحدثت القذائف أضرار مادية في المسجد‪ ،‬وعلى الجانب اآلخر من دمشق‬ ‫تعرض حي برزة البلد لقصف الطائرات وأضرمت قوات األسد النَار في مسجد «عمرو‬ ‫بن العاص» فاحترق جزء كبير منه‪ .‬قريب ًا من ذلك داهمت قوات النظام منطقة‬ ‫سجلت حالة اعتقال‬ ‫ركن الدين‪ ،‬فسرقت المنازل‪ ،‬واعتقلت عدد من الشباب‪.‬وأخير ًا َ‬ ‫عشوائي ألكثر من (‪ )25‬شاب من قبل عناصر األسد في سوق الشعالن مساء يوم‬ ‫األثنين ‪ 2012-9-10‬في حين تواردت أنباء مس َربة من فروع األمن عن سحب‬

‫الشباب من مواليد (‪)1994 –1990‬للخدمة في جيش النظام‪.‬‬ ‫الجيشالحر‬ ‫عمليات | يوم الجمعة ‪ 2012-9-7‬تبنى «لواء اإلسالم» عملية قتل ضابط في‬ ‫الفرقة الرابعة‪ ،‬لم يذكر اسمه على اتستراد المزة بتفجير عبوة ناسفة استهدفت‬ ‫سيارته‪ ،‬وفي اليوم نفسه انفجرت عبوة ناسفة في منطقة ركن الدين بالقرب من‬ ‫تجمع عناصر األسد في ساحة شمدين أدَت لمقتل (‪ )5‬منهم ووقوع عدد من الجرحى‪.‬‬ ‫ويوم األثنين استهدف منزل «لؤي ديوب» عميل النظام في منطقة المزة القديمة‬ ‫بعبوة ناسفة‪ ،‬ولم يصب المذكور بأذى‪.‬‬ ‫اشتباكات | تر َكزت االشتباكات بين الجيش الحر وجيش األسد هذا األسبوع في معظم‬ ‫المناطق الجنوبية من العاصمة التي تتعرض للقصف (التضامن‪،‬الحجر األسود‪-‬غرب‬ ‫سجلت اشتباكات في‬ ‫ببيال‪-‬يلدا‪-‬مخيم اليرموك‪-‬القدم‪-‬العسالي‪ -‬السبينة) وكذلك َ‬ ‫حي تشرين بمنطقة القابون‪.‬‬ ‫النشاطات السلمية ‪..‬‬ ‫مظاهرات | توزَعت مظاهرات يوم الجمعة هذا األسبوع على أحياء (قدسيا‪ -‬جوبر‪-‬‬ ‫برزة البلد ‪ -‬السويقة‪ -‬الميدان ‪ -‬القابون – القدم‪ -‬العسالي‪ -‬الحجر األسود) رغم تعرض‬ ‫األربع مناطق األخيرة للقصف العنيف‪.‬وضمن نشاط المظاهرات الطيارة خرجت‬ ‫يوم األربعاء مظاهرة في منطقة الفحامة بالقرب من سوق المواسم‪،‬ومظاهرة في‬ ‫كورنيش الميدان يوم الثالثاء بالقرب من مسجد «الحسن» تحدَت االنتشارالعسكري‬ ‫في الحي‪،‬وهتفت للجيش الحر‪.‬كما خرج «اتحاد الطلبة األحرار»بمظاهرة بالمئات في‬ ‫حي قبر عاتكة‪.‬ويذكر أن عدد من المظاهرات شهدها حي ركن الدين ومظاهرة واحدة‬ ‫فيمنطقةالصالحية‪.‬‬ ‫الرجل البخاخ | د َون الرجل البخاخ عبارات الثورة هذا األسبوع في مناطق مهمة من‬ ‫دمشق ومنها عملية بخ ن ِفذت على حائط مدرسة «الرشيد» بالقرب من فرع األمن‬ ‫السياسي في ساحة الميسات‪،‬وكذلك في منطقة المزة القديمة ن َفذت مجموعة من‬ ‫الناشطين عملية بخ على حائط تربة المزة بالقرب من سوق الشيخ سعد المعروف‬ ‫باالنتشار األمني الدائم‪ .‬بينما كانت العملية األخطر في منطقة المهاجرين بإلصاق‬ ‫نعوات لـ «بشار األسد» على جدران الحي باالضافة للبخ في المنطقة التي التبعد‬ ‫مئات األمتار عن منزله‪.‬‬ ‫نشاطات أخرى | ألصق «شباب دمشق لبناء الغد» صور ًا لبشار وحافظ األسد على‬ ‫ع ِدة طرقات في دمشق ضمن حملة س ِميت (سنبني البلد وندوس األسد) ون ِفذت‬ ‫العملية في كل من شوارع (برنية‪ -‬آل البيت باب الجابية‪ -‬الهجرة والجوازات في‬ ‫ركن الدين‪ -‬شارع أحد في مساكن برزة) وأصبحت بعدها صور األسدعرضة للسيارات‬


‫‪3‬‬

‫العدد الثاني والعشرون | تـقـريـر‬

‫مجهول‬ ‫« ‪.. »4‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫أبيض كله نور‪ ،‬ورغم‬ ‫وجه‬ ‫ذلك ال يعرفه أحد‪ ،‬وربما لن يعرفه‬ ‫أحد‪ ،‬لكنه من المؤكد ّ‬ ‫أن لهذا االنسان‬ ‫من ينتظره على أمل الرجوع‪ .‬في‬ ‫كل يوم تودع سوريا العشرات من‬ ‫أبنائها مجهولي الهوية‪ ،‬وفي حين‬ ‫ُ‬ ‫األرض الشهيد بين عشرات‬ ‫تحضن‬ ‫الجثث المجهولة ينشغل األهل بحثاً‬ ‫عن فقيدهم في المشافي والفروع‬ ‫األمنية وجماعات اللجان الشعبية‬ ‫الخاطفين وهم ال يدرون عنه شيء‪.‬‬

‫لم توضع حتى اآلن أي احصائيات‬ ‫لعدد الشهداء مجهولي الهوية إال أن المصادر‬ ‫اإلخبارية تشير إلى عدد كبير منهم يومي ًا ما‬ ‫دفع مجموعة من الشباب السوري إلطالق‬ ‫حمل ٍةعلى صفحات الموقع االجتماعي‬ ‫‪ Facebook‬لتخفيف معاناة أهالي الشهداء‬ ‫مجهولي الهوية‪ ،‬حتى يتم التعرف على ابنهم‬ ‫ويتوقف ألم البحث والمصير المجهول‪ ،‬يقولون‬ ‫أحد المبادرين في هذه الحملة‪ « :‬لن يصدقَ‬ ‫األب وال األم يوم ًا انهم فقدوا فلذة أكبادهم‪،‬‬ ‫وسيستمرون بانتظار أي خبرٍ عنه‪ ،‬و سيبقى‬ ‫ملف المفقودين مفتوح ًا إلى ما بعد سقوط‬ ‫النظام لتستمر معه معاناة األهالي الذين لن‬ ‫يصدقوا أن أبناءهم استشهدوا ما لم يحصلوا‬ ‫على دليل ملموس‪ ...‬هدف مشروعنا هو توثيق‬ ‫هذه الجثث و االحتفاظ بعينات منها يستفاد‬ ‫منها الحق ًا في تحليل الحمض النووي (‪)DNA‬‬ ‫الخاص بها ‪ ،‬و بالتالي تحديد هوية أصحابها‬ ‫و تأكيد استشهادهم و شطبهم من ملف‬ ‫المفقودين»‪.‬‬

‫تعتمد الحملة على منشورات للتوعية باالضافة‬ ‫للطرق التي يمكن المحافظة فيها على الحمص‬ ‫النووي (‪ )DNA‬للشهيد مجهول الهوية حيث‬ ‫قام الناشطون في الحملة بنشر أوراق تحمل‬ ‫تعليمات لألفراد العاديين الذين يقومون‬ ‫بدفن شهداء المجازر واإلعدامات الميدانية في‬ ‫مختلف المدن السورية طلبوا منهم فيها ان‬ ‫يقوموا بغسل أيديهم بالماء والصابون قبل‬ ‫مالمسة جسد الشهيد وأن يقوموا باستخدام‬ ‫قفازات نظيفة حتى ال تختلط الشوائب‬ ‫بالعينة‪،‬باالضافة لوضع كمامة على األنف‬ ‫والفم وبعد ذلك أن يقوموا بنتف خمس‬ ‫شعرات على األقل من شعر الضحية أو لحيته‬ ‫بشرط اقتالعها من جذورها‪ ،‬مع مراعاة عدم‬ ‫مالمسة جذور الشعرة باليد ووضعها في كيس‬ ‫ورقي وحفظها في مكان جاف إضافة الى كتم‬ ‫األنفاس عند أخذ العينة في حال لم يتم وضع‬ ‫كمامه حتى ال تختلط العينة بهواء التنفس‪.‬‬ ‫وأكدوا على أهمية أخذ قطعة من مالبس‬ ‫الشهيد المخضبة بدمائه بعد جفافها‬ ‫ووضعها في كيس ورقي منفصل وفي حال‬ ‫كانت الجثة محروقة فيجب محاولة انتزاع‬ ‫قطعة من عظم العضد والتأكد من تجردها‬ ‫من أي نسيج آخر كالعضالت قبل حفظها في‬ ‫كيس ورقي‪ ،‬و ُيستفاد أيض ًا من اقتالع األسنان‬ ‫وخصوص ًا األضراس وحفظها في كيس ورقي‪،‬‬ ‫ونبه األطباء المشاركون في الحملة إلى عدم‬ ‫وضع العينات في كيس نايلون حتى ال‬ ‫تتعرض للرطوبة او التلف‪.‬‬ ‫وكانت آخر التعليمات هي التقاط صورتين‬ ‫للشهيد األولى أمامية والثانية جانبية للوجه‬

‫«ان أمكن» وتسجيل اسمه المستعار على‬ ‫الكيس الورقي وعمره وطوله التقديرين و جنسه‬ ‫وأيض ًا لون الشعر والبشرة ان كانت حالة الجثة‬ ‫جيدة وكتابة أي من العالمات الوالدية المميزة‬ ‫كالوحمات ومكان وجودها وأخير ًا تدوين‬ ‫مكان دفن الجثة وتاريخه ليسهل الرجوع لها‬ ‫مستقب ًال‪.‬‬ ‫وفي النهاية ّأكد األطباء على ضرورة حفظ‬ ‫العينات في مكان جاف بعيدا عن الرطوبة‬ ‫وأشعة الشمس ودرجة الحرارة العالية ليتم‬ ‫االستفادة منها‪.‬‬ ‫ويقوم الفاعلون على الصفحة بنشر عدد من‬ ‫الكلمات التحفيزيه يومي ًا لحث الناس على‬ ‫مساعدة ذوي مجهولي الهوية بحفظ الحمض‬ ‫النووري من اآلن حيث كتبوا‪« :‬انها ليست‬ ‫مشكلة عابرة ‪ ..‬اعداد كبيرة من الشهداء‬ ‫مجهولي الهوية تتساقط يوميا و مصيرهم‬ ‫االن مجهول عند ذويهم‪ ،‬بخطوات بسيطة‬ ‫تساهم في رفع معاناة أهالي ال يعرفون مصير‬ ‫أبنائهم»‬ ‫تعتبر هذه المبادرة مرحلة قادمة لما بعد‬ ‫سقوط النظام حيث يقول القائمون عليها ّان‬ ‫العمل الحقيقي سيكون عندما يعود اإلستقرار‬ ‫لسوريا‪ ...‬ليتعاون الجميع على جمع العينات‬ ‫في المشافي الحكوميه‪ ،‬وإجراء مرحلة تحليل‬ ‫الحمض النووي لكل شهيد ومطابقتها مع‬ ‫الحمض النووي ألهالي المفقودين‪ ،‬عسى‬ ‫أن يخفف ذلك معاناة آالف األسر المنكوبه‬ ‫والمتلهفة لسماع خبر عن عزيز مفقود‪.‬‬


‫العدد الثاني والعشرون | آراء وتحليالت ‪4‬‬

‫الثورة السورية‪ ،‬تخرق تخطيط‬ ‫السياسية االمريكية للشرق األوسط‬ ‫| عبد الغني المصري‬ ‫يبدو أن الواليــات المتحدة‪ ،‬مـــع نهــايات القرن الماضي‪ ،‬وبــدايات القــرن الحــالي‪ ،‬ومع تفــردهــا‬ ‫كقـــطب عالمي أوحد‪ ،‬كانت ترمي إلى إعادة رسم مناطق النفوذ‪- ،‬وليس الخرائط‪ ،-‬وإلى تغيير مراكز اإلدارة‬ ‫في المنــطقة‪ ،‬اعتمادا على دراسات لمراكز تخطيط استراتيجي‪ ،‬أو دراسات لكتاب مؤثرين‪ ،‬كان لهم شأن في‬ ‫توجيه سياسياتها الخارجية‪.‬‬

‫الجماعات الشيعية‪ ،‬التي تطمح في الحصول‬ ‫على قدر أكبر من المشاركة في الحكم‪ ،‬والمزيد‬ ‫من حرية التعبير‪ ،‬السياسية والدينية «‪ ،‬وأنه‬ ‫«إذا أمكن تحقيق هذا التوافق‪ ،‬فإنه قد يشكل‬ ‫حاجز ًا أمام الحركات اإلسالمية المتطرفة‪ ،‬وقد‬ ‫أمريكي مستقر في الشرق‬ ‫لموقف‬ ‫يخلق ُأساس‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫األوسط «!‪.‬‬ ‫ترتكز النظرة االستراتييجة األمريكية‬ ‫للمنطقة على تقوية إيران‪ ،‬واحتواء الدول‬ ‫العربية‪ ،‬واضعافها‪ ،‬حيث سيتم ايراد مثالين‬ ‫على ذلك‪ ،‬هما‪:‬‬ ‫ نصائح «زلماي خليل زاده» ‪ ،‬االفغاني‬‫األصل‪ ،‬والمولود في مدينة مزار الشرف‪ ،‬وأحد‬ ‫أقطاب اليمين االمريكي المتعصف‪ ،‬وهو متزوج‬ ‫من أمريكية‪ ،‬من أصل يهودي نمساوي‪ ،‬وهو‬ ‫صاحب نظرية «تقوية إيران‪...‬احتواء العراق»‪.‬‬ ‫حيث كان مؤثرا في السياسة الخارجية‬ ‫االمريكية‪ ،‬وقد ارسلته واشنطن كثاني سفير‬ ‫لها في بغداد‪ ،‬بعد احتالل العراق‪ ،‬وكان يرى أن‬ ‫ضعف إيران في منطقة الخليج يعتبر مشكلة‬ ‫حرجة ألمريكا‪ ،‬والبد ن تقويتها على حساب‬ ‫الدول العربية‪.‬‬ ‫ تقرير مؤسسة رند االمريكية لعام ‪.2005‬‬‫حيث مما احتواه التقرير ما يأتي‪:‬‬ ‫« إن التيار المعتدل هم من ‪ :‬يزورون األضرحة‪،‬‬ ‫والمتصوفون‪ ،‬ومن ال يجتهدون»‪.‬‬ ‫كما يذكر‪« :‬إن هنالك مصلحة للواليات‬ ‫المتحدة لالنحياز بسياساتها إلى جانب‬

‫«ونالحظ هنا أن هذه السياسة أو التوصية‬ ‫نفذتها وزارة الدفاع األمريكية في العراق‬ ‫بالفعل عبر تهميش السنة الذين يقودون‬ ‫الجهاد ضد االحتالل‪ ،‬والتعامل مع الشيعة‬ ‫لضرب هؤالء السنة!!»‪.‬‬ ‫فالسياسة األمريكية في شرق أوسطها الجديد‪،‬‬ ‫كانت ترمي إلى تحالف مصلحي شيعي‪،‬‬ ‫أمريكي‪ ،‬صهيوني‪ ،‬ظهرت آثاره في تسهيل‬ ‫احتالل افغانستان مقابل تعزيز مكانة اقلية‬ ‫الهزارة الشيعية الموالية اليران من مفاصل‬ ‫سياسية عدة‪ ،‬وكذلك تمكين امريكا من احتالل‬ ‫العراق‪ ،‬والسطو على نفطه‪ ،‬مقابل السيطرة‬ ‫السياسية‪ ،‬والدينية اليران‪ .‬فهل يعود ذلك‬ ‫للجماعات السنية «المتطرفة»؟‪ ،‬أم ألن الشيعة‬ ‫ال يجتهدون‪ ،‬ويأتمرون بمرجعية واحدة‪ ،‬آراؤها‬ ‫مقدسة؟‪ ،‬أم لتأصيل تاريخي‪ ،‬يرى أن للسنة‬ ‫دوما مشروع حضاري‪ ،‬بينما مشروع الشيعة‬ ‫يتركز على «النواصب»‪.‬‬ ‫كلها طروحات‪ ،‬تحاول تفسير االستراتيجية‬ ‫االمريكية المرسوة الدارة المنطقة‪ ،‬لكن ما خرق‬ ‫هذه الخطة‪ ،‬هو انطالق الثورة السورية‪ ،‬حيث‬ ‫عملت‪ ،‬وتعمل تلك الثورة المباركة على ما‬ ‫يأتي‪:‬‬

‫ حيث ألغت نفوذ سوريا في‬‫لبنان‪ ،‬وأضعفت حزب إيران في‬

‫لبنان‪.‬‬ ‫ انتصار الثورة سيعيد العراق الى حضنه‬‫العربي‪ ،‬لذا فقد بدأ المالكي يستشعر خفوت‬ ‫قوى‪ ،‬وصعود أخرى‪ ،‬فأصدر قرارا بإعدام نائب‬ ‫رئيس جمهورية سني –طارق الهاشمي‪ ،-‬وطرد‬ ‫نائب رئيس وزراء سني من مكتبه –صالح‬ ‫المطلق‪ ،-‬وبدأ عمليات اعدام جماعية كبيرة‬ ‫لشباب من السنة تحت حجة االرهاب‪ .‬كما إن‬ ‫قواته سدت الحدود العراقية بوجه الهاربين‬ ‫من جحيم براميا االجرام‪ ،‬وبدأت تطلق النيران‬ ‫عليهم‪ ،‬لمنعهم من دخول العراق‪.‬‬ ‫ انتصار الثورة السورية‪ ،‬سيحجم ايران‪،‬‬‫ويجعلها تنكفئ على نفسها إلى حد كبير‪،‬‬ ‫حيث ستتسيد المنطقة قواها األصيلة‪.‬‬ ‫لكل ما ورد‪ ،‬وغيره‪ ،‬فقد ضربت الثورة السورية‬ ‫التخطيط العالمي‪ ،‬لتمكين ايران من ادارة‬ ‫المنطقة‪ ،‬وتهميش السنة‪ ،‬في لعبة مصالح‬ ‫متبادلة‪ ،‬وما تصريح الفروف بالخوف من حكم‬ ‫السنة‪ ،‬ببعيد عن رؤى مؤسسات‪ ،‬وراسمي سياسة‬ ‫امريكيون كثر‪ .‬ولعل تصريح بن غوريون‪ ،‬رئيس‬ ‫وزراء اسرائيل عام ‪ ،1948‬ولمدة ‪ 13‬عاما‬ ‫يوضح تلك السياسة التي افشلتها الثورة‪،‬‬ ‫حيث قال ‪« :‬ان الخطر الحقيقي الذي يهددنا‬ ‫مباشرة وعنيفا هو الخطر االسالمي ‪ ,‬فالمسلمون‬ ‫عالم مستقل كل االستقالل عن عالمنا الغربي‬ ‫‪ ,‬فهم يملكون تراثهم الروحي الخاص بهم ‪,‬‬ ‫ويتمتعون بحضارة تاريخية ذات اصالة‪ .‬فهم‬ ‫جديرون ان يقيموا قواعد عالم جديد دون حاجة‬ ‫الى اذابة شخصيتهم الحضارية والروحية في‬ ‫الحضارة الغربية‪ .‬ان اخشى ما نخشاه ان يظهر‬ ‫في العالم العربي محمد جديد …» ‪.‬‬


‫‪ 5‬العدد الثاني والعشرون | آراء وتحليالت‬

‫التشاؤم‪ ،‬عثرة على درب الثورة‬ ‫ال يعرفون للتفاؤل طريق ًا وال مسلك ًا وال يحاولون أن يروا‬ ‫بأعينهم أية بقعة من األمل وال حتى التفكير بإيجابية‬ ‫‪،‬هم قلة قليلة وليست كثيرة لكنها أشبه بالسرطان‬ ‫إذا انتشرت عدت من حولها وأصابت الجميع بذلك‬ ‫اإلحساس والشعور بالعجز والكسل والهزيمة ‪،‬لذا فإن‬ ‫تلك الطبقة المتشائمة كلما تلتقي بها تلقي على‬ ‫مسامعك كلمات اليـأس واإلحباط وعلى مقولة (لك‬ ‫يا أخي اليمتى بقى ؟ والله ملينا ) ‪،‬وعلى شاكلة أن‬ ‫النصر قد تأخر وأن الناس قد تعبت وأن الدنيا قد‬ ‫توقفت بشكل كامل وهذا غير صحيح وسوف تضر‬ ‫البلد بالمستقبل كثير ًا! ‪،‬طبع ًا هذا الحديث المتداول‬ ‫لدى تلك الفئة ال ينتهي عن هذا الحد ‪،‬بل يأتي‬ ‫أحدهم ويخبرك بأن الدنيا والعالم والعرب كلهم‬ ‫خذلونا فكيف سننتصر على هذا النظام المجرم ؟!‬ ‫(نحنا املنا برب العباد مو بالعباد )‪.‬‬ ‫المصيبة األكبر أن هؤالء المتشائمين قد يشعروا‬ ‫بالعجز أو عدم القدرة على الفاعلية والمساهمة في‬ ‫ركب الثورة ‪،‬وذلك بسبب أمر معين قد حصل معهم‬

‫أثناء عملهم في أمر ما ‪،‬وذلك يعود لخطأ أو سوء‬ ‫معاملة أو سوء فهم أيض ًا ‪،‬وهنا ترى المتشائم قد غير‬ ‫من رأيه وبدل من موقفه وأطلق صفة التعميم على كل‬ ‫من يعمل بالثورة فرض ًا ‪،‬وتراه جلس في بيته خلف‬ ‫شاشة حاسوبه يناظر الناس ويبث قي عقولهم عبارات‬ ‫التشائم والتي قد تصل أحيان ًا إلى اإلحساس بالملل‬ ‫والضجر ‪،‬لكنه في حقيقة األمر يحب الثورة حب ًا كبير ًا‬ ‫وال يقدر على فراقها أو التخلي عنها ‪،‬لكنه لألسف لم‬ ‫يتجاوز ما حدث معه أو لم يحسن التعامل ولم يخطط‬ ‫لحياته أثناء مسار الثورة فأصابته تلك الحالة النفسية‬ ‫التي تكون عادة حالة مؤقتة ‪،‬من الممكن أن تستمر‬ ‫لفترة طويلة ومن الممكن أيض ًا أن يتغلب عليها الفرد‬ ‫حسب مقدرته الشخصية وإرادته القوية والنفسية‪.‬‬ ‫في محصلة األمر سيدي أو سيدتي المتشائمة ‪،‬اود أن‬ ‫ألفت االنتباه فقط إلى أننا لو نظرنا إلى حالنا ولحال‬ ‫البلد قبل الثورة فهذا يكفي ألن نكون مطمئنين‬ ‫مستبشرين ‪،‬وحينما نرى بأن الكل قد تخلى عنا فهذا‬ ‫يدل بشكل قاطع على أن النصر سنصنعه بأيدينا ال‬

‫بيد زيد أو عمرو وهذا في واقع األمر يزيدنا فخر ًا‬ ‫وإعتزاز ًا بأنفسنا ‪،‬لذا اخلع عنك ثوب التشاؤم‬ ‫واجعل التفاؤل بين عينيك دائم ًا ‪،‬ودع في عقلك‬ ‫مقولة (تفائلوا بالخير تجدوه) ترددها بين الحين‬ ‫واآلخر ‪،‬وال تكن صيد ًا سه ًال للشيطان فهو يعمل‬ ‫على الداوم حتى يوقع بك في مصيدة التكاسل‬ ‫وفي فخ اإلحباط وعدم العمل ‪،‬وإذا أحسست ولو‬ ‫لثانية واحدة بانك قد مللت بالفعل خذ استراحة‬ ‫ورفه عن نفسك لبعض الوقت ‪،‬ولكن ال تكن‬ ‫متشائم ًا على اإلطالق ‪،‬بل اعمل على أن تكون أنت‬ ‫وقود الثورة وحاول أنت تكون أنت المفكر والمبدع‬ ‫في الثورة ‪،‬ال تنتظر من اآلخرين أن يطبقوا أفكارك‬ ‫‪،‬وال تدع لآلخرين أن يسبقوك في العمل وفي الخير‬ ‫‪،‬كن أنت السباق وكن أنت الشعلة التي ال تنطفئ‬ ‫‪،‬األمر ببساطة ال يحتاج إلى تشائم أبد ًا ‪،‬فقط‬ ‫قل (الحمد لله على كل شئ) وانظر حينها كيف‬ ‫سيوفقك الله تعالى في عملك‪.‬‬

‫المجتمع الدولي جزء من المشكلة أم طرف في الحل؟؟‬ ‫أكدت وزيرة الخارجية األمريكية هيالري كلينتون في نهاية قمة دول المحيط‬ ‫الهادي األحد الفائت استمرار الخالفات مع روسيا لحل مشكلة سوريا‪ ،‬وقالت‬ ‫كلينتون «إذا ظل الروس يرفضون خطة الواليات المتحدة وأصدقائها ستعمل‬ ‫أمريكا مع من يساندها لتعزيز دعمها للمعارضة السورية‪.‬‬ ‫ويبدو من خالل تتبع التصريحات األمريكية منذ بداية الثورة السورية إلى اآلن‪ ،‬أن‬ ‫اإلدارة األمريكية تسعى إليهام السوريين أن أميركا ومن يدور في فلكها تمثل الحمل‬ ‫الوديع للشعب السوري‪ ،‬وأن روسيا والصين وايران الذين يشكلون السد المنيع لنظام األسد‬ ‫يمثلون الذئب الشرير الذي يشارك في نزيف الدم السوري بدعمهم للنظام األسدي‪.‬‬ ‫وفي حقيقة األمر لم يجد الشعب السوري من اإلدارة األمريكية والدول األوربية سوى‬ ‫التصريحات المعسولة والضحك على الذقون‪ ،‬فبعد مضي سنة ونصف من عمر ثورة‬ ‫الكرامة لم يستطع الغرب إلى حد اآلن وقف النزيف السوري‪ ،‬ولم يتوصلوا إلى جهود‬ ‫موحدة يمكن استخدامها كعامل ضغط على روسيا‪ ،‬ما يوحي باتفاق ضمني بين الدول‬ ‫الكبرى الفاعلة على استمرار الصراع الدموي في سوريا كال ً بحسب أجندته الخاصة‪.‬‬ ‫ففي الوقت الذي تتحدث فيه اإلدارة األمريكية عن دعم للمعارضة السورية‪ ،‬ترفض‬ ‫بحجج واهية كان آخرها ما جاء على لسان‬ ‫أميركا موضوع تسليح الجيش الحر‪ ،‬متذرع ًة ٍ‬ ‫الرئيس األمريكي باراك أوباما بأن حلب ليست كبنغازي‪ ،‬وأن فرض منطقة عازلة‬ ‫على سوريا ليس في حسابات الواليات المتحدة اآلن‪ ،‬إضافة إلى إعطاء ضو ٍء أخضر‬ ‫للنظام األسدي بممارسة شتى أعمال القتل واستخدام كافة األسلحة ماعدا الكيماوية‬ ‫التي اعتبرتها اإلدارة األمريكية خط ًا أحمر ًا‪ ،‬وكأن قتل النظام ألكثر من ‪ 27‬ألف‬ ‫مسموح به في حسابات اإلدارة األمريكية‪.‬‬ ‫شهيد ًا أم ٌر‬ ‫ٌ‬ ‫ويتذرع المجتمع الدولي بأن التعنت الروسي يشكل سبب ًا أساسي ًا لصعوبة التوصل‬

‫لنظام‬ ‫إلى اجراءات من شأنها المشاركة في حل الصراع وإنهاء حكم أربعين عام ًا ٍ‬ ‫يقتل شعبه‪ ،‬ولكن الغرب تناسى ما حدث في الماضي القريب عندما قرر التدخل‬ ‫في ليبيا وتوصل إلى اتفاق مع روسيا حال دون استخدام األخيرة للفيتو في مجلس‬ ‫األمن‪ ،‬ما يعني امكانية الدول األوربية وأميركا على ممارسة الضغط على الروس‪،‬‬ ‫ألن ما يهم الروس ليست القاعدة البحرية في طرطوس بقدر اهتمامها بالمصالح‬ ‫األوربية الروسية‪ ،‬والروسية األمريكية‪ ،‬إضافة إلى رغبة روسيا في استكمال ما بدأته‬ ‫منذ عشرة سنوات في إعادة وضع قدم لها في دول الخليج خصوص ًا أهمية العالقة‬ ‫بين روسيا والسعودية‪ ،‬ما يعني أن أدوات الضغط على روسيا جاهزة‪ ،‬ولكن اإلرادة‬ ‫الدولية في مساعدة الشعب السوري غائبة‪.‬‬ ‫ويدفع الشعب السوري اآلن فاتورة تصفية حسابات غربية روسية على حساب‬ ‫ثورته اليتيمة‪ ،‬ويبدو بأن هناك رغبة أمريكية غربية باستمرار موقف روسيا من النظام‬ ‫السوري‪ ،‬سعي ًا لتشويه صورة الروس أمام الرأي العام العربي‪ ،‬بعد أن كانت الدول‬ ‫الغربية والواليات المتحدة المكروه األول للشعوب العربية‪ ،‬خصوص ًا بعد التدخل‬ ‫االمريكي الغربي في العراق‪ ،‬في حين تواجد حديث غربي أمريكي عن ضرورة دعم‬ ‫قضايا الشعوب ودعم الحريات في الوطن العربي‪.‬‬ ‫ولم تضف المواقف الدولية المتخاذلة من ثورة الشعب السوري إال مزيد ًا من عنف‬ ‫النظام ومنحه التطمينات بأن تدخال ً عسكريا في سورية لن يحدث‪ ،‬وربما الجدير‬ ‫بالدول األوروبية ومعها الواليات المتحدة أن توحد جهودها قبل أن تطلب من‬ ‫المعارضة السورية توحيد نفسها‪ ،‬ألن المشكلة الكبرى ليست في تشتت المعارضة‬ ‫بقدر ما هي مشكلة تخاذل دولي بحق شعب يقتل كل يوم على مرأى العالم أجمع ‪.‬‬


‫العدد الثاني والعشرون | آراء وتحليالت ‪6‬‬

‫الجيش الحر‬ ‫ومستقبل سوريا‪..‬‬ ‫خطوة جديدة على‬ ‫درب الثورة‬ ‫منذ أول هتاف افتتح الثورة السورية وليومنا الحالي ‪ -‬يوم المعارك والمواجهات والموت اليومي‬ ‫ وحتى تبلغ الثورة أطوارها النهائية في مراحل الحسم واالنتصار‪ ،‬يبقى الجيش الحر واجهة القوة الصامدة‬‫الحافظة لسلمية الثورة والحامية للحراك المدني غير القادر على مواجهة الرصاص والقذائف بالصدور العارية‪..‬‬ ‫ورغ��م تسميته بالجيش إال أن عناصره قد تعددت بين عسكريين منتظمين من رت��ب وأغ ��رار ومجندين أو‬ ‫ً‬ ‫أدوارا‬ ‫عسكريين متقاعدين من الخدمة انضموا أو حتى شباب وبضع نسوة من المدنيين تطوعوا‪ ،‬كما لعب‬ ‫وحام‪ ،‬بل أوصل صوته للعالم‬ ‫عديدة في ركب الثورة لم تتوقف اليوم عند استخدام السالح عندما بدأ كمقاتل‬ ‫ٍ‬ ‫ومنقذ‪.‬‬ ‫وملجئ‬ ‫كمسعف‬ ‫المدني كإعالمي وسياسي مفاوض‪ ،‬ثم في بعض الحاالت اإلنسانية االستثنائية‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫ولكن بعد مرحلة الحسم والنصر ال يمكن‬ ‫للجيش الحر أن يستمر بمهامه البعيدة عن محور‬ ‫وجوده أو بعناصره المختلطة من مدنيين وعسكريين‪،‬‬ ‫بل البد من تحديد بنيته الداخلية كأفراد وتحديد‬ ‫سلطته كقوة عسكرية نظامية وتقرير ما يحق له من‬ ‫امتيازات وما يجب عليه من مهمات ضمن إطار تنظيم‬ ‫المؤسسات الحاكمة للدولة الجديدة في سوريا بعد‬ ‫النصر‪.‬‬ ‫إذ يبقى الجيش الحر هو الجيش الرسمي والوحيد بعد‬ ‫سقوط النظام األسدي ولكن بحلة تنظيمية مناسبة‬ ‫لسوريا الجديدة تظهر بالتزام التالي‪:‬‬ ‫ إعادة توحيد الجيش الحر بكافة كتائبه وألويته‬‫العسكرية‪ ...‬اتحد الجوهر العقائدي للجيش الحر منذ‬ ‫البداية حول مفهوم الدفاع عن الحرية واإلنسان‪ ،‬فهي‬ ‫قاعدته األساسية الضامنة الستمراره بعد النصر إلى‬ ‫جانب توحيده على األرض بأفراده وأسلحته ومعداته‬ ‫ومراكزه خاصة بعد محاوالت النظام األسدي المكثفة‬ ‫اآلن بتخوين بعض جهاته أو استهداف أهم وأقوى‬ ‫قياداته في شتى المناطق لتفريق صفوف الجيش‬ ‫الحر‪.‬‬ ‫ إعادة توحيد قياداته الخارجية لتشكيل القيادة‬‫الكفء ل��ه‪ ...‬إن تهديد النظام األس��دي للجنود‬ ‫المنشقين عنه وعائالتهم فرض على بعضهم من‬ ‫القادة العسكريين البارزين أن يتجهوا إلى بعض‬ ‫دول الشريط الحدودي مع سوريا مثل تركيا أو األردن‬ ‫فيحاولوا المشاركة بالتخطيط والتوجيه العسكري من‬ ‫الخارج والتعاون مع دول الجوار لحل يخدم مصلحة‬ ‫الشعب السوري‪ .‬ولكن المصير الطبيعي لهم بعد‬ ‫سقوط النظام العودة إلى سوريا كقيادات متحدة‬

‫الخبرات واآلراء تخدم الشعب بتوحيد الجيش الحر‬ ‫وتوجيهه إلكمال ما بدأه بحماية مطالب الثورة‬ ‫وتطبيقها‪.‬‬ ‫ تسمية رتب عناصره وامتيازاتهم تناسبا مع حجم‬‫تضحياتهم خالل الثورة‪ ...‬ال يخفى أن هناك بعضا‬ ‫احتسبوا على الجيش الحر قد اكتفوا باالنشقاق‬ ‫ممن ِ‬ ‫فقط‪ ،‬فهم خارج البالد على حياد من القتال وعلى‬ ‫هامش التعاون العسكري ولو من بعد‪ ،‬في حين كان‬ ‫آخرون من أفراد الجيش الحر خائضين للمعارك ضد‬ ‫قوات النظام شاهدين للموت والخطر المحتم فمنهم‬ ‫من فقد طرفا أو خسر عائلة في سيبل حماية الثورة‬ ‫وأبنائها‪ ،‬لذلك البد من إعطاء كل ذي حق حقه‬ ‫وجعل تضحيات الثورة مقياس االمتياز ألفراد الجيش‬ ‫الحر الحقيقيين‪.‬‬ ‫ تمكين الحدود السورية خالل مرحلة بناء الدولة‬‫الجديدة‪ ...‬تعد مرحلة ما بعد األسد األصعب لسوريا‬ ‫كونها تلتقط أنفاسا جديدة بعد جهد ثوري عظيم‬ ‫لإلطاحة بنظام كامل دام أربعين عاما‪ ،‬و تمكين‬ ‫الجيش الحر للحدود يدعمها في لم شتاتها على‬ ‫األرض وإعادة إنتاج البنية التحتية وإعمار ما خرب‬ ‫منها‪ ،‬وأيضا يمنع أي عمليات تهريب لسالح أو فرار‬ ‫لفلول النظام أو الشبيحة من الدول المجاورة الذين من‬ ‫شانهم إعادة الفوضى وترهيب الشعب‪.‬‬ ‫ الحفاظ على وجود الجيش الحر في كافة المدن‬‫السورية بشكل منظم‪ ...‬إن منهج النظام األسدي‬ ‫في استهداف بعض المناطق الساخنة أكثر من‬ ‫غيرها فرض على الجيش الحر تكثيف عناصره في‬ ‫هذه المناطق على حساب األخرى مما أدى إلى تباين‬ ‫في توزيع عدد وعتاد الجيش الحر‪ ،‬ولكن بعد سقوط‬

‫النظام قاتل الشعب األعزل البد من أن تتساوى‬ ‫كافة المناطق باألمن لتحقيق األمان من خالل وجود‬ ‫الجيش الحر بشكل عادل يتناسب وظروف كل منطقة‬ ‫ويضمن سير الحياة فيها‪.‬‬ ‫ االلتزام بمصادر سورية وطنية للتمويل المالي‬‫للجيش الحر‪ ...‬حفاظا على البالد من خطر التدخل‬ ‫الخارجي السياسي أو العسكري أو االقتصادي الذي‬ ‫يلوح في أفق الثورة حاليا من قبل سقوط النظام‬ ‫األسدي‪ ،‬وضمانا إلظهار حقيقة الجيش الحر كقاعدة‬ ‫عسكرية وطنية مستقلة وصناعة سورية خالصة‬ ‫للشعب من حيث العقيدة واألفراد والعتاد والتمويل‪.‬‬ ‫ تسريح متطوعي الجيش الحر من المدنيين وتكريم‬‫العسكريين المتقاعدين‪ ...‬إذ يصبح تنوع الفئات التي‬ ‫يضمها الجيش الحر من مدنيين ومتقاعدين ونسوة‬ ‫أيضا في بعض المناطق ميزة ال حاجة لها بعد‬ ‫سقوط النظام الذي جعل عموم سوريا خالل الثورة‬ ‫بحالة حرب حقيقية استدعت نفيرا جهاديا تطوعيا‬ ‫من أبناء الشعب‪ ،‬لذا يتوجب عودة غير العسكريين من‬ ‫الجيش الحر إلى حياتهم المدنية األولى‪ ،‬مع تكريم‬ ‫للمتقاعدينالمنشقين‪.‬‬ ‫ فرض تسليم السالح على كل من ال يحمل رخصة‬‫به أو غير مخول بحمله‪ ...‬منعا من وقوع أي حاالت‬ ‫ثأر أو انتقام عشوائي من قبل ذوي شهداء وضحايا‬ ‫الثورة أو اجتهاد فردي في تقرير مصير أحد فلول‬ ‫ورجال النظام األسدي الساقط‪ ،‬حيث تؤدي مثل ردود‬ ‫الفعل هذه إلى إشاعة الفوضى وتهديد األمن في‬ ‫سوريا مجددا‪.‬‬ ‫ المحاكمة العسكرية العادلة بحق قاتلي الشعب‬‫من القوات األسدية‪ ...‬فالجيش الحر عندما يقاتل‬ ‫النظام األسدي ويجاهد إلسقاطه فألنه نظام ظالم‬ ‫وحشي جائر في معاملة شعبه‪،‬عرف عنه ظلمه األكبر‬ ‫للمعتقلين والسجناء على اختالف تهمهم‪ ،‬لذلك‬ ‫يجب التماس القانون العادل والنظام الصحيح في‬ ‫محاكمات شرعية تقرر مصير رجال وأتباع النظام‬ ‫األسدي ممن تلوثت أيديهم بدماء الشعب السوري أم‬ ‫لم تلوث‪ ،‬كخطوة جدية نحو تطبيق أهداف الثورة‬ ‫في سوريا الجديدة‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫العدد الثاني والعشرون | مختارات‬

‫من ذاكرة الزمن‬

‫‪ 3/15‬حراك الغضب‬ ‫هز دمشق القديمة‪..‬‬

‫من ذاكرة المكان‬ ‫أقدم وأجمل وأكمل آبدة إسالمية قائمة منذ عهد ُمنش ِئها «الوليد بن عبد‬ ‫الملك»‪ ،‬يعود جزء منه إلى ‪ 1200‬ق‪.‬م إذ كان يشكل القسم الغربي من‬ ‫كنيسة يوحنا المعمدان‪ ،‬يتوسط دمشق بأربعة أبواب‪ ..‬باب البريد غربا‬ ‫وجيرون شرقا والكالسة شماال والزيادة جنوبا‪.‬‬ ‫عام ‪ 1896‬بدأت عمليات ترميمه بأمر من والي دمشق «ناظم باشا»‪ ،‬اشترك‬ ‫فيها خمسمائة عامل يوميا لمدة تسع سنوات وبميزانية بلغت سبعين ألف‬ ‫كشفت جدران الجهتين الجنوبية والغربية منه بإزالة كل األبنية‬ ‫ذهبية‪ ،‬حيث ِ‬ ‫الدخيلة عليه إلتاحة فرصة مشاهدته من الخارج وحمايته من الحرائق‬ ‫الممتدة إليه من البيوت واألسواق القديمة الملتصقة به‪.‬‬ ‫هو أول جامع يدخله أحد باباوات روما «يوحنا بولس الثاني» عند زيارته‬ ‫دمشق ‪ ..2001‬احتضن حرمه أعالم األنبياء والصالحين كأضرحة يحيى عليه‬ ‫السالم والحسين بن علي‪ ،‬وأيضا احتضن أعالم الثورة السورية المباركة التي‬ ‫بدأها المصلون عقب فرض الجمعة من آذار العام الماضي بـ»ال إله إال الله»‬ ‫والحرية لإلنسان قبل أن يتعرضوا العتداء رجال األمن في قاعة المصلين وفي‬ ‫باحة المسجد نفسه‪ ،‬وبعدها لم تخرج منه مظاهرات تذكر بسبب تطويق‬ ‫األمن للمسجد وسيطرة النظام على منبره الشريف‪.‬‬

‫في ثالثاء ‪ 15‬آذار من العام الماضي وبعد دعوات حراك سلمي‬ ‫«فيسبوكية» تحت شعار «يوم الغضب»‪ ،‬بدأت أول مظاهرة دمشقية‬ ‫بتجمع خمسة ناشطين قرب بوابة المسجد األموي وتحركهم نحو سوق‬ ‫الحميدية ترافقهم شعارات الحرية ألول مرة وتخوين قاتل شعبه‪ ،‬ثم‬ ‫امتدت إلى ساحة الحريقة لتجمع العشرات من المتظاهرين‪ ،‬ويلقاها‬ ‫مجموعة من «الشبيحة» وعناصر األمن الذين شكلوا مسيرة مؤيدة للقاتل‬ ‫وسجل يومها‬ ‫بشار‪ ،‬اصطدمت مع المظاهرة المعارضة وفضتها بالقوة‪ّ ..‬‬ ‫اعتقال «مروة الغميان» وأصدقائها الذين أشعلوا المظاهرة بعد أن تعرضوا‬ ‫للضرب المبرح في كمين أمني نصب لهم عند فندق الفارس العربي‪.‬‬ ‫وفي يوم ‪ 16‬آذار وبعد انتهاء صالة الظهر شارك العشرات بمظاهرة‬ ‫أخرى خرجت من الجامع األموي انتهى مسيرها عند مبنى وزارة الداخلية‬ ‫في ساحة المرجة ل ُيس ّلموا وزير الداخلية قائمة بمطالبهم‪ ،‬حيث احتشد‬ ‫المتظاهرون البالغ عددهم ‪ 150‬هاتفين ضد النظام لكن سرعان ما دخل‬ ‫بينهم «شبيحة» النظام وبدؤوا بهتافات مضادة مؤيدة‬ ‫وسجل‬ ‫لبشار‪ ،‬حتى وصل األمن سريع ًا لتفريق المظاهرة‪ّ ،‬‬ ‫يومها اعتقال ‪ 32‬شخص ًا من المشاركين بها‪.‬‬

‫الجامع األموي‪..‬‬ ‫أصالة دمشق والثورة‬

‫في مثل هذا األسبوع‬

‫‪ 2011-9-10‬استشهد الشاب غياث مطر بعد اعتقاله فى السادس من ايلول حيث ارتقت‬ ‫روحه في أقبية األمن أثناء التعذيب‪..‬‬ ‫ً‬ ‫قاس وجروحا فى الصدر والوجه وشق في‬ ‫سلم األمن جثمان غياث بعد أيام عليه آثار تعذيب ٍ‬ ‫بطنه ‪ ،‬وأكد أهله أنه «تعرض للتعذيب حتى الموت خالل اعتقاله»‪.‬‬ ‫غياث ( ‪ )26‬عام ًا ابن منطقة داريا بريف دمشق كان له دور فاعل في الحراك السلمي والتظاهر‬ ‫من بداية الثورة‪ ،‬وكان له مساهمات عديدة خالل قبلها في إطار الحمالت المدنية داخل الحي‪.‬‬ ‫اعتقل بصحبة صديقه الناشط يحيى شربجي ثم تلقت عائلة مطر اتصاال هاتفيا من ضابط‬ ‫أكد فيه اعتقال الشابين متوعد ًا بإيذائهما‪ ..‬وفع ًال تم تسليم جثمان الشهيد غياث ومازال مصير‬ ‫يحيى مجهوال حتى اآلن‪..‬‬


‫العدد الثاني والعشرون| شهداء ومعتقلون‪8‬‬

‫الشهيد« ّ‬ ‫الصعب» ‪..‬‬ ‫| الشهيد تمام الصعب‬

‫صعب على‬ ‫اسم على مسمى‪ ،‬تمام الصعب‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫وصعب فقده للثوار‪ ،‬وقد‬ ‫عصابات األسد‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫تعارفوا عليه بينهم «خال الثورة»‪.‬‬ ‫كان تمام بكل تفاصيل حياته يجسد حياة‬ ‫المواطن السوري تحت ظل النظام القمعي‪،‬‬ ‫فمنذ طفولته غالبته الحياة ولم يتمكن من‬ ‫اتمام تعليمه بسبب الضغوطات التي مارسها‬ ‫األسد على عائلته بتهمة اإلخوان‪ ،‬ما دفعهم‬ ‫للخروج من سوريا والتنقل بين بالد الوطن‬ ‫العربي حتى االستقرار في الكويت حيث‬ ‫لعمل صغير‪.‬‬ ‫أسس تمام ٍ‬ ‫عاد تمام إلى سوريا قبل بداية الثورة السورية‪،‬‬ ‫بعمل جديد يبني فيه وطنه األم‪ ،‬لكن ما‬ ‫ليبدأ ٍ‬ ‫لبثت ان انطلقت الشرارة في الجامع األموي‬ ‫يوم الخامس عشر من آذار فكان أول المشاركين‬ ‫بها هاتف ًا بأعلى صوته» الله‪ ،‬سوريا‪ ،‬حرية‬ ‫وبس»‬ ‫ومع م��رور الوقت بدأ تمام مع أصدقائه‬ ‫بالتخطيط وحث أبناء منطقة ب��رزة على‬

‫الصحفي المعتقل بالل أحمد بالل‬ ‫في مثل هذا اليوم من العام الماضي‬ ‫اختطف النظام األسدي بالل من بين‬ ‫أفراد عائلته‪ ،‬ورغم مضي سنة كاملة‬ ‫لم يعرف أهله حتى اليوم ما هو الجرم‬ ‫الذي ارتكبه وما هومصيره‪ ،‬دعا بالل‬ ‫خالل الثورة إلى السلمية فلم يكن من‬ ‫النظام إال ان يعتقله خوف ًا منه ومن آراءه‬ ‫وتأثيره على اآلخرين‪.‬‬ ‫آخر ما عرفه أهل بالل عنه هو اعتقاله‬ ‫من شعبة تجنيد داريا من قبل المخابرات‬ ‫الجوية ‪ ,‬حيث كان يعد أوراقه ليذهب‬ ‫عمل رسمية‪.‬‬ ‫إلى بيروت في مهمة ٍ‬ ‫يعمل بالل كصحفي في تلفزيون فلسطين‬ ‫اليوم‪ ،‬وهو خريج قسم التاريخ في كلية‬ ‫اآلداب والعلوم اإلنسانية في جامعة‬ ‫دمشق ‪ ,‬وكذلك خريج كلية اإلعالم وهو من‬ ‫سكان معضيمة الشام متزوج ولديه طفل‬

‫اسمه علي عمره نحو ثالث سنين‪.‬‬ ‫يكتب أص��دق��اء ب�لال على صفحة‬ ‫الحرية له في موقع الشبكة االجتماعية‬ ‫‪facebook‬وك���ان من التعليقات حب ًا‬ ‫ببالل ولمعرفتهم به ‪ »:‬ربما السجن‬ ‫يا بالل أحب إليك بمئة مرة من أن‬ ‫ت��رى المجازر المروعة التي ارتكبها‬ ‫ويرتكبها «حماة الديار « بحق أهلك‬ ‫في المعضمية وداريا خصوص ًا ‪ ,‬وباقي‬ ‫المدن السورية على وجه العموم ‪ ,‬والتي‬ ‫تعجز المفردات والكلمات عن أن تجد‬ ‫لها وصف ًا‪« .‬‬ ‫ويقول صديق آخر لبالل» انه ال‬ ‫ذنب له سوى أنه أراد أن يعبر‬ ‫باسمه الحقيقي عن رأيه بجرأة‬ ‫وح��ري��ة ‪ ,‬حسبما يقتضيه‬ ‫قانون اإلعالم الجديد !!!»‬

‫النهوض واالنضمام في الثورة‪ ،‬فما كان من‬ ‫األهالي إال االستجابة له للخروج ضد الظلم‬ ‫والقهر والمطالبة بالحرية والمساواة‪.‬‬ ‫ويروي احد شباب برزة عن تمام الصعب جرأته‬ ‫وقوته في مواجهة المخاطر وحرصه الشديد‬ ‫على رفض الطائفيه واالنتقام حيث كان‬ ‫يعتني بكتابة الالفتات التي تدعم مبادئ‬ ‫األحرار وتأليف الهتافات التي تحافظ على‬ ‫مسار الثورة‪.‬‬ ‫يأت‬ ‫لقبه ثوار الحي بـ» خال الثوار» ولم ِ‬ ‫هذا اللقب عبث ًا حيث كان قريب ًا من الجميع‬ ‫وحريص ًا على المضي بدون تراجع ما جعله‬ ‫هدف ًا للنظام ليتم اعتقاله لمايزيد عن الشهر‬ ‫والنصف فيعاني خالل ذلك شتى أنواع‬ ‫التعذيب‪ ،‬لكن ذلك لم يكسر من عزيمته حيث‬ ‫خرج من األسر روح ًا تنبض بالثورة واألمل‬ ‫بالحرية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫عاش تمام بعد الثورة مالحقا‪ ،‬و غادر عائلته‬ ‫وزوجته وأطفاله ول��م تسمح له الظروف‬ ‫إلمضاء الوقت مع ابنيته حديثي الوالدة‬ ‫بسبب مداهمة األم��ن لمنزله ع��دة مرات‬ ‫وتخريب محتوياته مما دفعه لالبتعاد عنهم‬ ‫رغم تعلقه بهم حفاظ ًا على أرواحهم‪.‬‬ ‫استشهد تمام يوم الجمعة أول أيام رمضان‬ ‫‪ 2012\7\20‬خالل عمله على اسعاف‬ ‫المصابين وسحب العالقين تحت انقاض‬ ‫المنازل التي استهدفها القصف العنيف على‬ ‫منطقة برزة ‪.‬‬ ‫ومن خالل الصفحة ومواقع االنترنت‬ ‫يحمل الصحفيون والناشطون الحقوقيون‬ ‫المخابرات الجوية كامل‬ ‫المسؤولية عن سالمة‬ ‫ب��ل�ال وي��ط��ال��ب��ون‬ ‫باإلفراج الفوري عنه‬ ‫وتبيان وضعه حيث‬ ‫لم يسمع أحد عنه‬ ‫شيئ ًا إلى اآلن ‪.‬‬


‫‪9‬‬

‫العدد الثاني والعشرون | مقاالت‬

‫بين الـ «أنا» والفكر المثالي في الثورة‬ ‫| محمد الملحم ‪ -‬حمص ‪/‬باباعمرو‬

‫عن عبد الله بن مسعود قال‪ :‬ما ُ‬ ‫كنت‬ ‫أرى أن أحد ًا من أصحاب رسول الله ‪ -‬صلى الله‬ ‫عليه وسلم ‪ -‬يريد الدنيا حتى نزل فينا ما نزل‬ ‫يوم أحد‪ِ ( :‬من ُْك ْم َمنْ ُيرِي ُد ال ُّد ْن َيا َو ِمن ُْك ْم َمنْ ُيرِي ُد‬ ‫الآْ َ ِخ َر َة) [آل عمران‪.]152 :‬‬ ‫الثورة السورية واقع بشري بكل مالبساتها‬ ‫وظروفها‪ ،‬بكل أحداثها ومجرياتها‪ ،‬بكل‬ ‫شخوصها وأبطالها‪ ،‬بكل نجاحاتها وإخفاقاتها‪ ...‬وهكذا أرادها رب العزة امتحان ًا للعباد؛ فيها‬ ‫من ارتقى وتربع على قمة الوعي والرقي البشري بفضل من الله‪ ،‬وفيها من يناوش القمم‪ ،‬وفيها‬ ‫المقتصد‪ .‬وبالمقابل فيها من يحرص على الدنيا ومن تقهقر وترسخت في نفسه معاني االرتكاس‬ ‫ورسب في االمتحان‪ ،‬ومن زادته سوء ًا على سوئه‪ ،‬ومن ظهر معدنه الصدئ‪ ...‬بل من الثوار من هو‬ ‫كذلك وال شك‪.‬‬ ‫وإن العاقل ال يستغرب ذلك في أمة تختزن في نفسها وذاكرتها ركام ًا هائ ًال من التصورات واألفكار‬ ‫والقيم المنحرفة‪ ،‬بفعل سياسة اإلفساد المنظم التي كان ينتهجها النظام الطائفي في المدارس‬ ‫والجامعات ووسائل اإلعالم وكافة مرافق الحياة تحت غطاء حزب البعث‪.‬‬ ‫إن الثورة على الطغيان إنما هي ر ُّد فعل بشري فطري على الظلم المتراكم يشارك فيه كل الناس‬ ‫على اختالف مشاربهم وتوجهاتهم‪ ،‬سواء كانت ردة الفعل سريعة أم َّأخ َرها ركام الخوف والذل‪،‬‬ ‫بينما الحضارة ال يجيدها إال أرباب القيم النبيلة‪ ،‬والتصورات الصافية الرقراقة الرحبة‪ ،‬ال يستطيعها‬ ‫إال من يجيد التعاطي اإلنساني المشترك‪َ ،‬و ْفقَ القيم الربانية (التي في ظلها فقط تتحقق حرية‬ ‫اإلنسان بشكل يليق باإلنسان)‪.‬‬ ‫أذكر ذلك ألنه قد تفجؤنا األيام القادمة شريحة من (الثوار) – بل هي موجودة فع ًال ‪ -‬قليلة الزاد‬ ‫ُقصي وتدني حسبما تحب وما يوافق هواها‪ ،‬دون‬ ‫من قيم التواصل والتجرد‪ ،‬تتشرنق حول ذاتها‪ ،‬ت ِ‬ ‫مراعاة لمصلحة الثورة أو مصلحة وطنية عامة‪ ،‬تراها توزع صكوك الوطنية يمنة ويسرة ضاربة ببذل‬ ‫اآلخرين عرض الحائط‪ ،‬دَأ ُبها تكريس (األنا) والتمحور حول الذات‪ ،‬وإلقاء التهم جزاف ًا‪ ،‬والنيل من‬ ‫جهد المخالفين وتهميش تضحياتهم والتقليل من شأنها‪ ،‬لسان حالهم‪ :‬أنا فعلت‪ ،‬أنا قدمت‪،‬‬ ‫أنا ُجرِحت‪ ،‬أنا ُث ْرت‪ ،‬كتيبتنا‪ ،‬مجموعتنا‪ )...‬غير عابئين بالجراح الدامية وال بالبلد المهدَّم! أو أنهم‬ ‫الناس‪ ،‬والدماء ل َّما تجف بعد!‬ ‫يحرصون على إعادة سيرة االستعباد وفرض أنفسهم على رقاب ِ‬ ‫إن المرحلة المقبلة تحتم على كل (عاقل رشيد) أن يساهم ويشارك في الحد من هذه الظاهرة؛‬ ‫بنشر الوعي وإطالة الصبر على نصح هؤالء اإلخوة وغيرهم‪ ،‬ونشر ثقافة الحوار وعدم إقصاء اآلخر‬ ‫في أوساطهم (والكالم هنا داخل البيت الثوري دون الممالئين للنظام)‪ .‬ومن الجدير بهؤالء اإلخوة‬ ‫العقالء على اختالف تخصصاتهم أن ينزلوا ليعيشوا بين َح َم َلة السالح؛ يقتربوا منهم ويباشروهم‪،‬‬ ‫لينالوا شرف الرباط والجهاد أو ًال‪ ،‬ثم ينشروا تلك الثقافة العاصمة الممهِّ دة للحياة اآلمنة المشتركة‬ ‫ما بعد سقوط النظام واالنتقال لمرحلة البناء‪ ،‬وخاصة أن أولئك اإلخوة ليسوا من الشر بذاك؛ وإنما‬ ‫تنطوي نفوسهم على خير كثير‪ .‬إن اتساع لغة األنا واألنانية واتهام الغير أمر غير صحي وال ينبئ‬ ‫بخير‪ ،‬وسيقف عائق ًا دون تعافي البلد والتئآم الجراح‪ ،‬وسيكرس األلم والضجر في النفوس‪...‬‬ ‫أيها الثوار! أرعونا سمعكم‪ ،‬لتمتد أيديكم لتتصافح‪ ،‬قبل أن يغري الشيطان بعضكم ببعض ويكون‬ ‫الندم والت ساعة مندم‪ ،‬ال تضيق صدوركم بإخوانكم؛ فهم شركاؤكم اختلطت بدمائهم دماؤكم‪،‬‬ ‫وتعفرت بالسجود لله جباههم وجباهكم‪ ...‬ربكم واحد ودينكم واحد وهدفكم واحد‪ ...‬فعالم ُ‬ ‫الخ ْلف‬ ‫بينكم؟‬ ‫أيها الثوار! إنكم وافدوا الناس اليوم فال تكونوا شؤم ًا عليهم‪ ،‬ال تزيدوا مصائبهم بخيبة تصيبهم‬ ‫فيكم‪ ،‬كونوا حماة للحقوق واألعراض‪ ،‬أمان ًا للناس الذين خسروا كل شيء من أجل حياة حرة آمنة‪.‬‬ ‫فالوطن يتسع للجميع‪ ،‬وإنما التناقض مع َمنْ ظلم وسلب الحرية ومن على نهجه يسير‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫( َو ُق ِل ا ْع َم ُلوا َف َس َي َرى ال َّل ُه َع َم َل ُك ْم َو َر ُسو ُل ُه َوا ْل ُم ْؤ ِم ُنونَ َو َس ُت َردُّونَ إِ َلى َعا ِل ِم ا ْل َغ ْي ِب َو َّ‬ ‫الشهَ ا َد ِة ف ُي َن ِّبئ ُك ْم ِب َما‬ ‫ُك ْن ُت ْم ت َْع َم ُلونَ ) ]التوبة‪.[105 :‬‬

‫موعد مع النصر‬ ‫|مازن الشامي‬

‫ص‬ ‫يتساءل املؤمنون‪ ،‬كام تساءل أسالفهم‪َ ( :‬متَى َن رْ ُ‬ ‫يب)‪.‬‬ ‫ص ال َّل ِه َق ِر ٌ‬ ‫ال َّل ِه)‪ ،‬ويجيء الرد فو ًرا‪( :‬أَ اَل إِ َّن َن رْ َ‬ ‫إن استبطاء النرص والفرج نزعة برشية طبيعية‪،‬‬ ‫يعالجها املؤمن مبس ِّكنات القلوب‪ ،‬وحسن الظن‬ ‫الحكم الغائ َّية من وراء‬ ‫بعالم الغيوب‪ ،‬وتلمس ِ‬ ‫آالم االبتالء‪ .‬ويلوح يف أفق املؤمنني مشاهد‬ ‫تاريخية مامثلة للسابقني األولني الذين مستهم‬ ‫البأساء والرضاء وزلزلوا؛ كـ (القليل) الذي مع نوح‪،‬‬ ‫و(الذرية) التي مع موىس‪ ،‬و(الطائفة) التي مع‬ ‫عيىس‪ ،‬و(ال ُّنزَّاع من القبائل) مع محمد‪ ،‬صلوات‬ ‫الله وسالمه‪ ،‬ورضوانه‪ ،‬عليهم أجمعني‪.‬‬ ‫‪ -1‬تحقيق التوحيد‪ :‬فقد انفض عن أهل الشام‬ ‫القريب والبعيد‪ ،‬وأسلموهم لعدوهم‪ ،‬إال قليل‪.‬‬ ‫‪ -2‬انكشاف العدو من الصديق‪ ،‬والطيب من‬ ‫الخبيث‪ :‬لقد عاشت بالد الشام عقوداً اختلط فيها‬ ‫الحابل بالنابل‪ ،‬والتبس الحق بالباطل‪ ،‬واختلطت‬ ‫الشعارات‪ ،‬وتسنم ذروة الدين أقزام أدعياء من‬ ‫الصوفية الخرافيني‪ ،‬وعلامء السوء الوصوليني‪،‬‬ ‫ودعاة الرفض السياسيني‪ ،‬حتى تشيع كثري من‬ ‫السذج البسطاء سياس ًيا‪ ،‬ورمبا عقد ًيا‪ ،‬فجاءت هذه‬ ‫األحداث العظام‪ ،‬لتميط اللثام‪ ،‬عن وجوه اللئام‪،‬‬ ‫الذين تواطؤا مع النظام‪.‬‬ ‫‪ -3‬سنة االبتالء‪ :‬سنة كونية‪ ،‬يستخرج الله بها‬ ‫مكنونات النفوس‪ ،‬وحقائق الضمري‪ ،‬ويستنبط بها‬ ‫إميان املؤمنني‪ ،‬وكفر الكافرين‪ .‬قال تعاىل‪َ ( :‬ولَ ِكنْ‬ ‫يل ال َّل ِه َف َلنْ‬ ‫لِ َي ْب ُل َو َب ْع َض ُك ْم ِب َب ْع ٍض َوا َّل ِذينَ ُق ِت ُلوا فيِ َس ِب ِ‬ ‫ُي ِض َّل أَعْماَ لَه ُْم‪َ .‬س َي ْه ِدي ِه ْم َو ُي ْص ِل ُح َبالَه ُْم‪َ .‬و ُيد ِْخ ُله ُ​ُم‬ ‫ا ْل َج َّن َة َع َّر َف َها لَه ُْم)‬ ‫‪ -4‬رشط النرص‪ :‬رمبا تأخر النرص‪ ،‬لعدم توفر رشطه‪،‬‬ ‫أو أبطأ لعدم اكتامله‪ .‬وقد رصح الله لعباده‬ ‫برشطه‪ ،‬وتكفل لهم بالوفاء بوعده‪ ،‬بعبارة محكمة‬ ‫صوا ال َّل َه‬ ‫رصينة‪ ،‬فقال‪َ ( :‬يا أَ ُّي َها ا َّل ِذينَ آ َمنُوا إِ ْن َت ْن رُ ُ‬ ‫ْص ُك ْم َو ُي َث ِّب ْت أَ ْقدَا َم ُك ْم‪َ .‬وا َّل ِذينَ َك َف ُروا َف َت ْع ًسا لَه ُْم‬ ‫َين رُْ‬ ‫َ‬ ‫َوأَ َض َّل أعْماَ لَه ُْم)‬ ‫فيا أحباب الله يف الشام ما هي إال إحدى الحسنيني‬ ‫(النرص أو الشهادة)‬


‫العدد الثاني والعشرون | دعـــم‬

‫‪10‬‬

‫الدعم التقنـي الدليل التقني لالستشارات األمنية‬

‫للثورة السورية | مكتب االستشارات األمنية للثورة‬

‫ً‬ ‫مجموعة من النصائح التقنية التي تهم الناشط في تواصله وعمله ‪.‬‬ ‫نقدم لكم‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ويجري إعداد بوست مخصص لكل منها‪ ،‬يضم شرحا مفصال لذلك ‪ ..‬وتم من‬ ‫قبل التعرض لعدة نقاط أهمها‪ :‬مسح الرسائل وإيقاف اإلشعارات‪ ،‬ومسح‬ ‫بيانات المتصفح‪ ،‬وسيتم التعرض لباقي النقاط وغيرها بإذن اهلل ‪..‬‬

‫‪ -1‬استخدام حساب فيسبوكي جديد‪ ،‬لسهولة العودة إلى معلوماتك الشخصية‬ ‫القديمة من خالل التايم الين مماقد يسبب لك الضرر ‪.‬‬ ‫‪ -2‬حذف الرسائل والمحادثات من الفيسبوك بشكل دوري‪ ،‬وخصوص ًا قبل‬ ‫الخروج ألماكن ومهمات خطرة كــ( المظاهرات ) ‪ ،‬لتفادي وقوع المعلومات‬ ‫الخطيرة والشخصية التي تضمها الرسائل بين يدي األمن‪ ،‬والتي ستضع‬ ‫المعتقل تحت الضغط والتعذيب ‪.‬‬ ‫‪ -3‬إيقاف اإلشعارات ‪ Notifications‬الخاصة بالفيسبوك‪ ،‬ومنع وصولها إلى‬ ‫ومعلومات خطير ًة في االيميل‪ ،‬يمكن الوصول إليها‬ ‫االيميل‪ ،‬ألنها تبقي أدل ًة‬ ‫ٍ‬ ‫حتى في حال إغالق حساب الفيسبوك‪ ،‬وإمكانية فتح االيميل الخاص بالفيس‬ ‫تحت الضغط ‪.‬‬ ‫‪ -4‬حذف الرسائل من االيميل‪ ،‬سواء كانت رسائل عمل‪ ،‬أو رسائل قادمة من‬ ‫إشعارات الفيسبوك‪ ،‬فكالهما يحمل الخطر نفسه الذي يبقى دلي ًال على نشاطك‪،‬‬ ‫وتضم معلومات عن محادثاتك واتصاالتك ومجموعاتك السرية ‪.‬‬ ‫‪ -5‬تسجيل الخروج من حساب الفيسبوك وااليميل‪ ،‬بشكل دائم‪ ،‬وعدم التهاون‬ ‫في الموضوع لمجرد الكسل في إعادة كتابة كلمة مرورك كل مرة ‪ .‬عليك أن‬ ‫تتوقع في أي لحظة وصول أحد أجهزتك من حاسب أو جوال أليدي األمن ‪.‬‬ ‫‪ -6‬عدم استخدام كلمة المرور نفسها لحساب الفيسبوك وااليميل المرتبط‬ ‫به‪ ،‬ألن تعرض حسابك للقرصنة سيعني تعرض االيميل لذلك‪ ،‬ما يؤدي إلى‬ ‫استحالة استرجاعه ‪.‬‬

‫‪ -7‬االبتعاد عن مجادلة الشبيحة والمنحبكجية‪ ،‬والتعليق على صفحاتهم من‬ ‫حسابك الحركي‪ ،‬ألن ذلك سيجعله عرض ًة للتهكير والسرقة‪ ،‬أو لإلبالغات التي‬ ‫تؤدي إلغالقه ‪.‬‬ ‫‪ -8‬تجنب الضغط على أي رابط غريب‪ ،‬أو تحميل تطبيقات غير معروفة‪ ،‬أينما‬ ‫شخص كان ‪ .‬اقرأ الرابط جيد ًا وال تفتحه إن لم يكن‬ ‫وجدتها أو وصلتك من أي ٍ‬ ‫من موقع موثوق‪ ،‬أو إن كان من مواقع تحميل مشبوهة‪ ،‬فكل ذلك يعرض‬ ‫حسابك للتهكير وسرقة المعلومات‪ ،‬ويعرض جهازك لالختراق‪ ،‬ويؤدي إلى نشر‬ ‫هذه الروابط أكثر لتوقع بغيرك أيض ًا ‪.‬‬ ‫‪ -9‬حذف اسم السكايب من الدخول التلقائي‪ ،‬ألن االسم الذي يحفظه البرنامج‪،‬‬ ‫يجعلك مضطر ًا لالعتراف به‪ ،‬وال يجعل أمامك مجا ًال لالنكار‪ ،‬مما قد يلحق خطور ًة‬ ‫كبيرة بك وبالناشطين الذين تتواصل معهم ‪.‬‬ ‫‪ -10‬منع السكايب من حفظ تاريخ المحادثات نهائي ًا‪ ،‬ألن حفظها يشكل خطر ًا‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫خطيرة جد ًا ‪.‬‬ ‫معلومات‬ ‫كبير ًا تكتشف من خالله‬ ‫‪-11‬استخدامبرنامجحمايةوكسربروكسيآمن‪،‬لحمايةتصفحكومنعمراقبته‪،‬‬ ‫ولمنع وصول االستخبارات التقنية للنظام إلى معلومات شخصية عنك ‪.‬‬ ‫‪-12‬حذفبياناتالمتصفح‪،‬بمايضمتاريخالتصفحوالبياناتحولااليميالت‬ ‫وكلمات المرور‪ ،‬فهي تتيح بسهولة لألمن االطالع على شي ٍء من نشاطات الثوار‬ ‫ومعلوماتهم‪ ،‬وتفضح بيانات حساباتهم ‪ .‬ويجب استخدام التصفح اآلمن‬ ‫‪ Private Browsing‬لتجنب حفظ هذه البيانات ‪.‬‬ ‫بطرق آمنة ال يصل إليها األمن ‪.‬‬ ‫‪ -13‬إخفاء الملفات الضرورية في أجهزتك ٍ‬ ‫‪ -14‬حذف الملفات بشكل نهائي ال يسمح باستعادتها‪ ،‬فاألمن عاد ًة يسترجع‬ ‫من جهاز الناشط كثير ًا من الملفات التي حذفها من قبل ‪ .‬فيجب أخذ األمر بعين‬ ‫االعتبار واستخدام برامج متخصصة للحذف النهائي دون إمكانية االستعادة ‪.‬‬

‫الدعم النفسي مفهوم الموت عند األطفال‬ ‫للثورة السورية و طريقة التعامل معه‬

‫ قد ال يفهم الطفل أن غياب من يتوفى دائم‪ ،‬و‬‫يتوقع أن يعود الميت فيما بعد وهذا األمر طبيعي‪ ،‬و‬ ‫سينضج الحق ًا ليقتنع باألمر‪.‬‬ ‫ ال حاجة إلى مجاراة الطفل والقول له أن الغائب‬‫سيعود كما يعتقد‪ ،‬بل يكفي أن نسمي مشاعره كأن‬ ‫نقول (أنت أكيد مشتاقله‪ ،‬أكيد بتعزه كتير)‪.‬‬ ‫ أحط الطفل برعاية وثيقة و اهتم بروتينه اليومي‬‫قدر اإلمكان‪.‬‬ ‫ ال تجبر الطفل على الحديث لكن أخبره أن بإمكانه‬‫الكالم في أي وقت وشجعه على توصيف مشاعره‬ ‫بكلمات مثل (غضب‪ ،‬حزن ‪ ،‬قلق)‪.‬‬ ‫كيف يفهم األطفال الموت؟‬ ‫بالنسبة ألطفال سن المدرسة‪:‬‬ ‫ يتغير فهم الموت بمقدار نضج الطفل أو المراهق‪ - ،‬قد يفهم الطفل في هذه السن واقع الموت‬‫ويتعلق هذا الفهم بالدين و القيم الثقافية السائدة الفيزيائي‪ ،‬و يمكن أن يشعر بوجود «روح» الميت‬ ‫و الخبرات األسرية مع الموت‪.‬‬ ‫حوله بما يشبه الشبح و ال يتحدث بذلك ألحد‪ ،‬و‬ ‫المدرسة‪:‬‬ ‫بالنسبة ألطفال ما قبل‬ ‫هذا ال يدل على أنه غير طبيعي أو «يهلوس»‬

‫لكنه يحتاج للوقت فقط و سيتخلص من هذه‬ ‫االعتقاداتتدريجي ًا‪.‬‬ ‫ يحتاج طفل المدرسة للرعاية والمساعدة المستمرة‬‫في تكيفه االنفعالي ومتابعة فعالياته اليومي‪.‬‬ ‫ قد يعتقد الطفل بأنه مسؤول عما حدث أو كان‬‫بإمكانه تغيير ما حدث لكنه خجل من الحديث عن‬ ‫هذه المشاعر أمام اآلخرين‪ ,‬أمن له مكان ًا آمن ًا ليعبر‬ ‫فيه عن خاوفه و حزنه و غضبه‪ ،‬و اسمح له بالبكاء‬ ‫و الشعور بالحزن‪.‬‬ ‫ ال تتوقع منه أن يكون شجاعا أو قوي ًا‪ ،‬اشرح ووضح‬‫له أن ما حدث ليس خطأه‪.‬‬ ‫ من المهم أن يتعامل األطفال منذ البداية مع‬‫موضوع الموت و الحزن بطريق صادقة وصريحة‪.‬‬


‫‪ 11‬العدد الثاني والعشرون | مشــاركات‬

‫وطني ‪ ..‬عائدون‬ ‫| الصحفي ‪ :‬مصعب سعود‬

‫بعدما تجاوزت ثورة الشعب السوري الح ّر والمظلوم العام ونصف العام‬ ‫من عمرها سطرت خاللها وتسطر أروع معاني التضحية والفداء في سبيل نيل‬ ‫الحرية والكرامةوتحرير الوطن الذبيح من براثن طغاته نستذكر بالدنا بحرقة وألم‬ ‫‪ ..‬فهو ذلك الياسمين الذي طالما تغنى به نزار وامتزج عبق رائحته بثيابنا في‬ ‫حارات وأزقة دمشق العتيقة‪..‬‬ ‫وبردى الذي يخترق عاصمتها في سبعة فروع أحيا بها غوطتها فأبدع بوصفه‬ ‫شوقي ‪..‬وهو المكان الذي ّ‬ ‫تعشقت به رائحة القهوة العربية األصيلة المتخمة‬ ‫بالهيل أينما ذهبت‪ ،‬وبأي مكان من شماله لجنوبه بشرقه وغربه‪..‬إنه النسيم‬ ‫العليل في جبالها الشاهقة التياحتضنت السماء كأب زاد اشتياقه ألبنائه‪..‬‬ ‫والبساتين التي طالما أضحكت القمر وغارت من فتنتها الشمس ‪..‬وهو صفاء‬ ‫الذهن وبوح الروح في بادية تصف الصقر (بالطير الحر) عندما يجتازها ‪ ...‬وهو‬ ‫ساعته القديمة في وسط مدينة حمص وجامع سيف الله المسلول وقلعتها التي‬ ‫بقيت شاهدة على التاريخ والمجد فكانت وما تزال رمزا لدحر الطغاة رغم ما‬ ‫ارتكبه هذا الفاشي العنصري األرعن اليوم بحقها‪ ...‬وطني المكان الذي يسبقني‬ ‫فيه جاري بالسالم أو قول صباح الخير يا جار‪ ..‬وهو الجوامع بمآذنها التي امتزجت‬ ‫بألحان الكنائس في وحدانية مطلقة إذ ما توقفت عن التسبيح لله ‪..‬وهو المكان‬ ‫الذي يقصده كل الناس ويعود إليه كل الناس ويحن إليه كل الناس ‪..‬وهو ما‬ ‫اجتمع على طاولة بسيطة به ‪ ،‬حتى أواخر الليل دون خشية شتى األجناس‬ ‫واألصناف من البشر بلغاتهم المختلفة ليتشاركوا حديث أهل البلد ويشربوا‬ ‫(الخمير وفطير) وكاسة المتة‪ ..‬والننسى نقاوة الروح وصفاء المشهد قرب جسرها‬ ‫المعلق لتكتمل الحضارة بالشهامة الديرية ممتزجة بألذ وأطيب المأكوالت التي‬ ‫طغت عليها البهارات والنفس الحلبي ليرتقي بالذوق والنكهة كقلعتها وسيف‬ ‫دولتها الحمدانية وأروع ما قال شاعرها وأميرها الفارس ابو فراس الحمداني‬ ‫ورومياته الخالدة كما أنه عاصيها التي خلق روح ًا من التآلف بين حمص وحماة‬ ‫وأعطى سكانهما نوع خاصا من الحب واالنسجام في عيون البشر وجعل أبنائهما‬ ‫مجاذيب ًا يحبهم كل من يعاشرهم ‪ ..‬وهو مكان النخوة والكرامة العربية وملقى‬ ‫الضيف بتهليالته الجميلة على منسف المليحي الحوراني ومقولة (يالله حي‬ ‫الضيف) وهو األسواق العتيقة عتق التاريخ مقصد القاصي والداني في بهيج‬ ‫ماض غاب وهو ذلك الحي‬ ‫يسلب األلباب ويفتح النظر والتساؤل الدائم على ٍ‬ ‫البسيط بروحه الوطنية العالية وعفويته المطلقة بزواريبه الضيقة التي تشبه‬ ‫وجه أبي بحنان أهله وطيبتهم التي أشبه ما تكون بحنان األم بصدقهم وحبهم‬ ‫بتقاسمهم لرغيف الخبز اليومي وتعاضدهم بالمحن والكروب ‪.‬‬ ‫وطني لم ولن يفنى أيها المارقون على أبواب التاريخ الطغاة وحدهم يذهبون‬ ‫لتبقى األماكن شاهدة على ما ارتكبوه من مجازر ويبقى اإلنسان خالد ًا يروي‬ ‫قصص التاريخ وبطوالت اآلباء واألجداد ‪..‬سنعود الى سوريا وستنتصر ثورتنا‬ ‫وسنبني دولتنا المنهوبة والمسلوبة منذ عقود فهل يا ترى لكم وطن كوطني‪.‬‬ ‫‪www.facebook.com/Ahed.alsham‬‬ ‫صفحتنا على الفيسبوك‬

‫صبا@‬ ‫لن ننتصر حتى نشعر بقيمة ما نحارب ألجله‪ ..‬الننا‬ ‫عندها لن نستكثر بذل الغالي و النفيس الجله‪ ..‬و‬ ‫عندها فقط نستطيع االنتصار‪..‬‬ ‫ً‬ ‫لالسف كثير من شعبنا ال يعرف حقا ما الحرية ‪ ..‬لذلك‬ ‫ال يستطيعون الصبر على بعض المعاناة كالنزوح‪ ..‬و‬ ‫تراهم يتململون ممن حملوا ارواحهم على اكفهم‬ ‫و شردوا في البراري دون مأوى او طعام‪ ..‬لالسف‬ ‫نجح النظام في سحب الدعم الشعبي من الثوار‪ ..‬و‬ ‫اليزال هناك من يسأل متى النصر ‪..‬‬ ‫عن اي نصر نتحدث؟ و نحن لم نشعر بعد بما يقدمه‬ ‫غيرنا ‪ ..‬بما يعانيه االبطال في السجون و على‬ ‫الجبهات‪ ..‬عندما يكون همنا ان نحيا حياتنا العادية‬ ‫في امن و امان‪ ..‬نحن لما نستحق الحرية بعد‪ ...‬و‬ ‫السالم‬

‫عبد هللا الدمشقي@‬ ‫أمهات الشهداء والمعتقلين‪ ،‬مدرسة في الصبر‬ ‫واالحتساب والثقة باهلل الذي يستجلب الثبات والنصر‬ ‫في أصعب الظروف‪ ،‬تعلموا منهن‪ ،‬فآخر ما تحتاج‬ ‫إليه الثورة على كثرة الجراح واآلالم‪ ،‬أن نحولها إلى‬ ‫ساحة للندب والنواح‬

‫‪@ Mhd Yahia‬‬ ‫اختيار «االلفاظ» المناسبة للنصيحة هو اهم ابواب‬ ‫سماعها ووقوعها حيز التطبيق‪..‬من يريد ان يتصدى‬ ‫لنصح فالن او انتقاد عمل شخص او مجموعه او‬ ‫جيش كامل عليه ان يختار كلماته ويخلص نيته في‬ ‫النصح ال ان يكون كالمه نابعا عن حقد او ضغينة‬ ‫او مجرد مخالفة للواقع‪...‬عندها سيكون مجرد‬ ‫مثير للجدل المذموم ومحرضا على الفتنة النائمة‬ ‫‪...‬يسيئ من حيث يظن نفسه مصلحا!‬ ‫«ولو كنت فظا غليظ القلب النفضوا من حولك»‬

‫أنس@‬ ‫«الجهات الخارجية» و «الطابور الخامس» مفردات‬ ‫محببة لدى عشاق نظرية المؤامرة‪ .‬فهي تبرر كل‬ ‫شيء و ُتظهرهم بمظهر الحكماء العالمين ببواطن‬ ‫األمور‪ .‬األمور التي ال يفهمها وال يدركها غيرهم من‬ ‫بقية الناس (األغبياء)!‬


‫العدد الثاني والعشرون | األخيــرة ‪12‬‬

‫| الدفاع المدني‬ ‫تحضير العائلة للتعامل مع االستهداف بالقصف‬ ‫توعية أفراد األسرة وأمانها‪:‬‬ ‫‪ -1‬من الضروري تدريب جميع أفراد االسرة على كيفية اغالق مرافق الخدمات بالمنازل عن‬ ‫طريق الصمامات الرئيسية سواء الغاز والكهرباء والمياه‬ ‫‪ -2‬توضيح المكان الىمن في المنزل الذي على جميع أفراد األسرة التوجه إليه في حال حدوث‬ ‫خطر واإلبتعاد عن المواضع الخطرة مثل النوافذ واألجسام المعلقة والمرايا والسخانات‬ ‫وقطع األثاث غير الثابته‪ ،‬ويفضل عمل تجربة افتراضية مفاجئة ألفراد أسرتك كل فترة‬ ‫من الزمن‬ ‫‪ -3‬اشرح توقعاتك لما قد يحصل والمخاطر المحتملة لجميع أفراد األسرة‬ ‫‪ -4‬االتفاق مسبق ًا على االلتقاء في مكان معروف لجميع أفراد األسرة في حال تفرقههم‬ ‫عن بعض ألمر طارئ « منزل احد األقارب ساحة أو مدرسة» وتعيين مكان آخر لالحتياط‪.‬‬ ‫‪ -5‬عدم استعمال المصعد الكهربائي في حال االضطرار للخروج من المنزل الحتمال توقفه‬ ‫في أي لحظة‪.‬‬ ‫على افراد األسرة تحضير‪:‬‬ ‫‪ -1‬أدوات النظافة الصحية « فرشاة أسنان‪ ،‬معجون‪ ،‬صابون وغيرها» حقيبة مالبس جاهزة‬ ‫وتأكد من وجود طقم من المالبس واألحذية المتينة لكل شخص‬ ‫‪ -2‬علبة اسعافات أولية في المنزل ومطفأة حريق خاصة به‬ ‫‪ -3‬مصباح يدوي وراديو يعمل بالبطارية‬ ‫‪ -4‬أدوات لالحتياجات الخاصة كاألدوية‪ ،‬محلول عدسات العين‪ ،‬بطاريات جهاز تقوية‬ ‫السمع‪ ،‬أدوات الرضع‪ ،‬حفاضات‪ ،‬زجاجات الحليب‪.‬‬ ‫‪ -5‬مجموعة معدات مثل مفتاح مواسير ومفتاح انجليزي إلغالق الغاز وصمامات الماء‬

‫إلى الصامد خلف القضبان‬ ‫| عبد اهلل الدمشقي‬

‫أخي ورمز اإلبا ْء‬ ‫أخي يا ّ‬ ‫ويا د ّر َة يف جبني اإلخا ْء‬ ‫وعطراً وأنساً وناراً ونوراً‬ ‫ييضء درويب صباح مسا ْء‬ ‫إليك حديثاً طواه الفؤا ُد‬ ‫وشوقاً له يف ضلوعي اتقا ُد‬ ‫إليك دموعاً غزاراً ووجداً‬ ‫تذوب الجبال له والوها ُد‬ ‫بحبك قلبي رشيداً غدا‬ ‫يفتّش عنك ويعيل الندا‬ ‫أخي أما من لقا ٍء‬ ‫أخي ّ‬ ‫ّ‬ ‫قريب ّ‬ ‫يبل بجويف الصدى‬ ‫ٍ‬ ‫ني‬ ‫متر الليايل كم ِّر السن ْ‬ ‫ني‬ ‫ويزداد شوقي ويقوى الحن ْ‬ ‫فأغمر وجهي بكفي وأبيك‬ ‫بليل حزينْ‬ ‫وأرسل شدوي ٍ‬ ‫الحبيب‬ ‫أحدّث عنك صغريي‬ ‫ْ‬ ‫قريب‬ ‫أحدّثه عن بعي ٍد ْ‬ ‫فيمسح دمعي ٍّ‬ ‫بكف صغ ْري‬ ‫الغريب‬ ‫ويسألني أين ذاك‬ ‫ْ‬ ‫أخي إن َ‬ ‫ذكرت السنني الخوايل‬ ‫أنس بتلك الليايل‬ ‫وساعات ٍ‬ ‫فإين عىل العهد ما زلت أميض‬ ‫أخي عهود الرجالِ‬ ‫وتلك ّ‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.