جريدة زيتون | العدد الثاني | 10 كانون الثاني 2013

Page 1

‫أس��ــبوعية | تصــ��در عن ش��ــباب إدل��ب األحرار‬ ‫الس��نة األول��ى | الع��دد (‪2013 / 1 / 10 | )2‬‬

‫‪1‬‬

‫لغــة املواجـهة‬ ‫ظهرت ثالث��ة فيديوهات مجازر‪ ،‬خالل ثالثة‬ ‫أيام‪ ،‬وتم تناقلها بس��رعة الهش��يم‪ ،‬فيديو لمجموعة‬ ‫من الشبّيحة يقومون بالذبح وتقطيع األعضاء‪ ،‬ودفن‬ ‫يُحدِث أمه‬ ‫الضحايا أحي��اء‪ .‬فيديو أخر يظهر ش��بّيحاً ّ‬ ‫وهو يذب��ح‪ ،‬واألخير‪ ،‬يظهر تقطيع األعضاء التناس��لية‬ ‫للشهداء‪.‬‬ ‫ثالث��ة ش��رائط مص��ورة ت��وزع العن��ف بطريقة‬ ‫مدروسة وممنهجة وارتكاس��ية‪ ،‬كان لها أثرها السيئ‬ ‫ف��ي العال��م االفتراضي أيض��ا‪ ،‬رغم أن م��ا يحدث على‬ ‫األرض قد يكون أكثر بشاعة!‬ ‫وإذا كان البد أن يخرج هذا المقبور‪ ،‬و المس��كوت‬ ‫عن��ه في الذاكرة والوجدان‪ ،‬فليخرج! ليطفح كما لو أنه‬ ‫صدي��د‪ ،‬ولتُفق��أ كل الدمامل‪ .‬على األق��ل لن يتمنى‬ ‫الواحد منا‪ ،‬اس��تعادة ما حصل بين روبيسبير ودانتون‬ ‫إبان الثورة الفرنس��ية‪ ،‬حيث كان��ت أمنية أحدهما قبل‬ ‫موته‪ ،‬رؤية اآلخر متدلياً من حبل المشنقة‪ .‬ولكن ربما‬ ‫يحصل هذا‪ ،‬وال شيء خارج التوقعات اآلن‪ ،‬ليحصل كل‬ ‫ذلك! س��تقوم القيامة اآلن! و يتعافى الس��وريون‪ ،‬بعد‬ ‫أن اس��تيقظوا فجأة‪ ،‬وعرفوا أنهم ليسوا شعباً عقائدياً‬ ‫واح��داً كما كانوا يظنون‪ ،‬وأن هويتهم الوطنية بحاجة‬ ‫إلعادة اعتب��ار على أس��س المواطن��ة والديمقراطية‪،‬‬ ‫وليس على أس��اس الطوائف والدي��ن‪ .‬وعندما لم يعد‬ ‫ممكن��اً التغني بش��عارات إنش��ائية عن الث��ورة والحب‬ ‫والخي��ر‪ ،‬خاصة بع��د أن اتضح أن مآالت الث��ورة تنحو‬ ‫باتجاه ال يُحمد عقباه‪( .‬التتمة في الصفحة ‪)2‬‬ ‫سمر يزبك‬

‫لوحة على جدران منزل مدمر ‪ (Bradley Secker)،‬لوحة الغالف لـ برادلي سيكر‬ ‫في بلدة ليج في محافظة إدلب‬


‫‪2‬‬

‫| االفتتاحية |‬

‫أس��ــبوعية | تصــ��در عن ش��ــباب إدل��ب األحرار‬ ‫الس��نة األول��ى | الع��دد (‪2013 / 1 / 10 | )2‬‬

‫تتمة المنشور في الصفحة األولى‪..‬‬ ‫ضرورة الحديث عن هذه الشرائط‬ ‫المص��ورة تتمثل في ص��ورة العنف في‬ ‫هدفه المعك��وس‪ .‬فهذه الش��رائط‪ ،‬ال‬ ‫س��تهدف الث��وار وتخويفه��م فق��ط‪ ،‬أو‬ ‫زياد َة الحقن الطائفي‪ .‬فالمجرم مجرمٌ‪،‬‬ ‫وتج��ب معاقبت��ه ومحاس��بته كائناً من‬ ‫كان‪ ،‬وم��ن أي دين ومن أي عائلة‪ .‬لكن‬ ‫ألن هذا الفيدي��و موجهٌ للعلويين حيث‬ ‫يعكس تصوير المش��هد ال��ذي ابتدعه‬ ‫النظام منذ بداية الثورة‪ ،‬والصورة التي‬ ‫يمك��ن أن ت��ؤول إليها األم��ور‪ ،‬في حال‬ ‫انتصرت الثورة‪ .‬هن��ا اللعب على عصب‬ ‫حس��اس عند الطرفين‪ .‬بشاعة ال حدود‬ ‫له��ا‪ ،‬مجزرة تمث��ل أقبح م��ا عرفه تاريخ‬ ‫اإلنس��ان‪ .‬لك��ن ف��ي التفاصي��ل تكمن‬ ‫العبرة! فكما يفعل الشبّيحة بالضحيتين‬ ‫سيكون االنتقام من جنس الفعل‪ .‬رسالة‬ ‫واضح��ة جدا‪ .‬ض��رب عصفوري��ن بحجر‬ ‫واحد!‬ ‫مجموع��ة ش��باب‪ ،‬ربم��ا س��تة‪،‬‬ ‫يجتمعون على اثنين من الشباب‪ ،‬يقومون بالتلذذ بطعن الشابين‪،‬‬ ‫اللذي��ن استس��لما بطريقة تدعو للدهش��ة أمام الطعن��ات‪ ،‬وأمام‬ ‫تقطيع األعضاء‪ ،‬وكأن ما يح��دث ال يخصّهما! بعد حفلة التعذيب‪،‬‬ ‫يتم رمي حج��ر كبير على رأس أحدهما‪ .‬يفع��ل القتلة ذلك بهدوء‪،‬‬ ‫الضحية والجالد يتس��اوون في األداء‪ ،‬مستس��لمين لقدر اسود‪ ،‬أما‬ ‫المجرمون الش��بيحة‪ ،‬فيبدون يك��ررون أمراً فعلوه مئ��ات المرات‪،‬‬ ‫وهذه صورة للغطرسة الوحشية في أعلى مراحلها‪ ،‬فالصورة تُظهر‬ ‫الضحية مستس��لمة بش��كل تام‪ ،‬بينما القاتل يقوم بجريمته بزهو‬ ‫ووحشية‪.‬‬ ‫يرتفع منسوب العنف‪ ،‬ودخوله في منطقة مخيفة‪ ،‬عندما تدخل‬ ‫أم الشبيح القاتل في الفيديو الثاني‪ .‬هنا إضافة عنفية من نوع آخر‪،‬‬ ‫تحيل إلى ش��يطنة كاملة‪ ،‬وصورة مخيفة أعل��ى بكثير من الصورة‬ ‫الس��ابقة‪ ،‬فليس الش��بيح هو القاتل فقط‪ ،‬االنتق��ام لن يكون من‬ ‫القتلة بل من العائالت أيضا! الترهيب يقع على كل األطراف‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يتم اس��تخدام هؤالء القتلة‪ ،‬بذكاء عقل إجرامي‪ ،‬معتمدا علم‬ ‫النفس التحليلي‪ .‬على جرعات وفي الوقت المناسب‪.‬‬ ‫ارتف��ع منس��وب العنف ف��ي الفيدي��و الثالث‪ ،‬ليص��ل إلى رمز‬ ‫الذكورة والرجولة‪ ،‬قطع األعضاء التناس��لية للش��هداء‪ .‬فبعد شمْل‬ ‫العائالت بصورة العنف‪ ،‬وتوس��يع دائرته‪ ،‬التي حافظت الثورة على‬ ‫ضبطها حتى اآلن‪ ،‬يأتي اإلخصاء‪ ،‬وهو األمر األكثر تحدياً بالنس��بة‬ ‫للرج��ال‪ ،‬ويلعب بالطريقة نفس��ها على الوجهي��ن‪ ،‬زيادة تمترس‬ ‫طائفي عني��ف‪ ،‬يركز على الرجولة‪ .‬ال ننس��ى أن بداي��ة االنتفاضة‬ ‫كان��ت ف��ي الجريمة الت��ي نفذها النظ��ام بالطفل الش��هيد حمزة‬ ‫الخطي��ب‪ ،‬حيث تم تش��ويه جثته‪ ،‬وقطع عض��وه الذكري! كان هذا‬ ‫ليس لتخويف الثوار حينها!‬ ‫الجن��س‪ ،‬وتش��ويه الجس��د وتقطيع��ه‪ ،‬تيمت��ان أساس��يتان‬

‫اعتمدهما النظام في مجازره الوحش��ية المص��ورة‪ ،‬والتي تم بثها‬ ‫دفع�� ًة واحد ًة خ�لال فترة قياس��ية‪ ،‬يعنيان أمراً واحداً‪ :‬إن سياس��ة‬ ‫التقسيم وزيادة الهوة بين مكونات الشعب‪ ،‬لن تتوقف‪ ،‬وأن هناك‬ ‫زمناً ما يزال يعتقد النظام أنه يمتلكه‪ ،‬إلطالق الوحش من عقاله‪.‬‬ ‫الس��ؤال هنا‪ :‬كيف يمكننا مواجه��ة كل هذا اإلجرام والمجازر‪،‬‬ ‫والتفكير بهدوء وروية وعقل؟!‬ ‫الره��ان اآلن عل��ى الحديث بصراح��ة‪ ،‬ودون نف��اق اجتماعي‬ ‫وتورية‪ ،‬عما يحصل فعال‪ ،‬وش��رح الجذر الطائفي‪ ،‬واالش��تغال عليه‬ ‫بين الس��وريين‪ ،‬وع��دا عن إدان��ة القتلة ومرتكب��ي المجازر‪ ،‬يجب‬ ‫أن نض��ع بعي��ن االعتبار أن كل صرخ��ات االنتقام والث��أر واالنتقام‬ ‫الجماع��ي‪ ،‬التي يتن��ادى بعضهم بها تحت وطأة ال��دم‪ ،‬لن تجر إال‬ ‫وب��ال الحرب األهلية‪ ،‬هذا عدا عن الخس��ارة الكب��رى للثورة‪ .‬وربما‬ ‫حان الوقت إلع��ادة النظر في توصيف مش��كالتنا العميقة‪ ،‬والحفر‬ ‫في بنية المجتمع‪ ،‬فالسوريون وهم يسقطون نظام بشار‪ ،‬يقومون‬ ‫ببناء مجتمعهم ف��ي المناطق المحررة‪ ،‬ويقومون بإعادة خلق رؤية‬ ‫مغايرة‪ ،‬مكملين فترة مائة س��نة توقف��ت‪ ،‬عند رواد عصر النهضة‪،‬‬ ‫وننتظر اآلن تياراً إسالمياً تنويرياً يعيد تعريف الهوية التي حافظت‬ ‫عليه��ا البرجوازي��ة الوطني��ة في كب��رى المدن الس��ورية‪ ،‬قبل أن‬ ‫تتريّف‪ ،‬منتصف القرن الماضي‪.‬‬ ‫السؤال األكثر جوهرية‪ :‬كيف يكون هذا الحفر وتوثيق الصالت‬ ‫والروابط التي تتفسخ يوما بعد يوم؟‬ ‫نحت��اج ألصوات حكيم��ة‪ ،‬ال تقوم فقط بتحلي��ل جوهر الثورة‬ ‫فق��ط‪ ،‬وترصد تحوالتها‪ ،‬بل تقدم حلو ًال متحولة لكل مش��كلة من‬ ‫مشكالت الثورة‪.‬‬ ‫المهمة صعبة جداً‪ ،‬لكن مصير ثورة استثنائية ودماء الشهداء‬ ‫الذين قضوا في سبيلها تستحق الكثير الكثير‪.‬‬


‫أس��ــبوعية | تصــ��در عن ش��ــباب إدل��ب األحرار‬ ‫الس��نة األول��ى | الع��دد (‪2013 / 1 / 10 | )2‬‬

‫| زيتون الثورة |‬

‫‪3‬‬

‫تفتناز‪ ..‬بلدة �أ�شباح‬ ‫وعنوان للدمار ب�سوريا‬ ‫ال رائحة س��وى رائح��ة الموت ف��ي بلدة تفتناز الس��ورية‬ ‫إح��دى بل��دات ري��ف إدل��ب المنكوب��ة كم��ا يصفها ناش��طون‪،‬‬ ‫وجريمتها بحس��بهم أنها تقع إلى جانب مطار عس��كري يحاول‬ ‫النش��طاء إعاقة الطائ��رات التي تقلع منه لتس��اهم في قصف‬ ‫مناطق عدة بإدلب وحلب والريف التابع لهما‪.‬‬ ‫ف��ي البل��دة المنكوبة يلح��ظ الزائ��ر غياب الن��اس عنها‪،‬‬ ‫فم��ن بين حوالي ‪ 18‬ألفا ‪ -‬هم عدد س��كانها ‪ -‬لم يتبق س��وى‬ ‫بضع عش��رات ال يش��كلون س��وى أقل من ‪ 30‬عائلة والنشطاء‬ ‫والمقاتلين ال سيما من لواء الحق الذي يسيطر على البلدة‪.‬‬ ‫تعرضت تفتناز ‪ -‬حسب نشطاء رافقوا الجزيرة نت ‪ -‬لثالثة‬ ‫اقتحام��ات كبيرة خ�لال عمر الثورة الس��ورية‪ ،‬كان آخرها في أبريل ‪/‬‬ ‫نيسان الماضي عندما حدثت مجزرة راح ضحيتها ‪ 65‬من أهالي البلدة‬ ‫معظمهم من عائلة غزال حيث أعدم الكثيرون منهم ميدانيا‪.‬‬ ‫لك��ن البلدة من��ذ ذلك التاريخ تع��د خارجة عن س��يطرة النظام‬ ‫السوري الذي لم يغب قصفه للبلدة يوما واحدا‪.‬‬

‫�إحراق منازل‪:‬‬

‫وأثن��اء االقتحام��ات المتواصلة أح��رق في البلدة ‪ 680‬منزال حس��ب‬ ‫إحصاءات المركز اإلعالمي لتفتناز‪ ،‬عوضا عن مئات المنازل التي تعرضت‬ ‫لله��دم بفعل القصف الذي ال يتوقف س��واء بالمدفعية أو الطيران‪ ،‬وعبر‬ ‫القذائف أو الصواريخ أو البراميل التي تلقيها المروحيات من الجو فتحدث‬ ‫دمارا كبيرا شاهدته الجزيرة نت أثناء جولتها في البلدة‪.‬‬ ‫االقتراب من المطار العسكري في تفتناز مغامرة كبرى كما قال‬ ‫نشطاء ومقاتلون من الجيش السوري الحر‪.‬‬ ‫وعند االقتراب يالحظ الزائر حجم الدمار الذي لحق بالمنازل التي‬ ‫تقع على مس��افة كيلومتر واحد من المطار‪ ،‬وقد أظهرت المش��اهدة‬ ‫بالعين المجردة وجود عش��رات المروحيات ف��ي المطار وحركة دائمة‬ ‫بداخله لسيارات من أحجام مختلفة فسرها نشطاء بأنها تظهر حجم‬ ‫العتاد الذي تحمله الطائرات وتنقله إما إلمداد الجيش الذي يقاتل في‬ ‫حلب‪ ،‬أو المشاركة بالجهد القتالي هناك وفي مناطق عدة‪.‬‬ ‫حرك��ة الطائرات من وإلى المطار ال تتوق��ف‪ ،‬والالفت أن اإلنارة‬ ‫ف��ي المط��ار ال تنطفئ ليال أو نهارا‪ ،‬رغم أن تفتن��از ال ينعم الباقون‬ ‫من سكانها بالكهرباء إال ما ندر‪.‬‬ ‫ل��م يخل س��ماء تفتناز طيلة ي��وم االثنين م��ن الطائرات‪ ،‬وكان‬ ‫الحذر واضحا على حركة النش��طاء وبعض األهال��ي الذين ال يزالون‬ ‫ف��ي البلدة‪ ،‬وعندما كانت الطائ��رة المروحية تقترب أكثر من األرض‬ ‫كان الجمي��ع يخلي المكان خوف��ا من إلقائها برميال من الـ"تي أن تي"‬ ‫الذي يخلف دمار كبيرا‪.‬‬

‫�ساحة معركة‪:‬‬

‫بع��ض األطف��ال كان��و يلهون ف��ي أحد الش��وارع داخ��ل البلدة‬ ‫الصغي��رة لكنهم غ��ادروا عندم��ا ش��اهدوا غريبا يقت��رب‪ ،‬وقال أحد‬

‫النش��طاء إنه��م يخاف��ون الغرب��اء ألن االقتحامات الس��ابقة للجيش‬ ‫أحدثت في نفوسهم هلعا من كل من ال يعرفونه‪.‬‬ ‫أب��و عمر التفتنازي ‪ -‬قائد لواء الحق ‪ -‬قال للجزيرة نت إن البلدة‬ ‫ه��ي عب��ارة عن بيوت مهج��ورة ال يوجد فيها أي مظه��ر للحياة‪ ،‬ألنها‬ ‫تعي��ش من دون كهرب��اء أو اتصاالت باعتبارها س��احة معركة وخط‬ ‫مواجه��ة أماميا مع الجي��ش النظامي الذي يفضل أبو عمر تس��ميته‬ ‫"بعصابات األسد"‪.‬‬ ‫تح��دث القائ��د العس��كري ع��ن القص��ف اليوم��ي والمناوش��ات‬ ‫واالعت��داءات اليومية بالطائرات والدبابات مما يؤدي لمزيد من الدمار‬ ‫للبلدة وبيوتها‪.‬‬ ‫وع��ن مهمة لواء الح��ق في البلدة‪ ،‬قال أبو عم��ر "مهمتنا حماية‬ ‫الث��وار بالخطوط التي خلفنا م��ن أي اقتحامات قد تتحرك من المطار‬ ‫والتص��دي للطائ��رات الت��ي تقص��ف األهال��ي ف��ي الق��رى والبلدات‬ ‫المجاورة"‪.‬‬ ‫ل��م يخف أبو عمر األخبار عن فش��ل هجوم الث��وار على المطار‬ ‫قب��ل فت��رة وجيزة‪ ،‬لكنه ق��ال إن المحاولة س��تتكرر وس��يُخطط لها‬ ‫لتكون أكثر نجاحا‪ ،‬لكنه اشتكى من ضعف التسليح واإلمكانات إلدامة‬ ‫تعطيل المطار‪.‬‬ ‫وألق��ى أبو عمر باللوم على غياب الدعم عن الثوار وقيام العالم‬ ‫بـ"التفرج" على الش��عب الس��وري فقط ونقل أخب��ار المجازر وأعداد‬ ‫الضحايا والالجئين‪.‬‬ ‫المكتب اإلعالمي في تفتناز بدا واحدا من أكثر المكاتب نش��اطا‬ ‫في توثيق ونقل ما تتعرض له البلدة‪ ،‬وظهر أن أرشيف المكتب زاخر‬ ‫بصور الدمار والقتلى وما تعرضت له في سنوات الثورة السورية‪.‬‬ ‫والتق��ت الجزيرة نت الناش��ط اإلعالمي إبراهي��م الخطيب الذي‬ ‫ق��ال إن المكتب يوث��ق القصف والقت��ل اليومي في تفتن��از وينقلها‬ ‫للعالم‪.‬‬ ‫وب��دا الخطيب عاتبا على غي��اب تفتناز عن اإلع�لام رغم حجم‬ ‫الدم��ار اليوم��ي الذي يلحق به��ا كما قال‪ ،‬غير أنه ق��ال إن هذا العتب‬ ‫ال يتس��لل ليصب��ح إحباطا ألن مهم��ة اإلعالمي في الثورة الس��ورية‬ ‫رسالية وليست وظيفية وال تقل عن أهمية المقاتل بالبندقية‪.‬‬ ‫محمد النجار ‪ -‬تفتناز | المصدر‪:‬الجزيرة‬


‫‪4‬‬

‫| رأي |‬

‫أس��ــبوعية | تصــ��در عن ش��ــباب إدل��ب األحرار‬ ‫الس��نة األول��ى | الع��دد (‪2013 / 1 / 10 | )2‬‬

‫احلرية املن�شودة‬ ‫اهلل خال��ق الخل��ق س��بحانه وتعإل��ى‪ ،‬أوجد نفس��ه‪ ،‬الحرية‬ ‫المطلقة له‪ ،‬هو ال يسأل عما يفعل وهم يسالون‪.‬‬ ‫اإلنس��ان كائن مخلوق‪ ،‬عبدٌ هلل‪ ،‬والعبودية هلل تعظيماً للخالق‪،‬‬ ‫وتكريماً لإلنس��ان‪ ،‬يحب اهلل للمخلوق أن يج��ده حيث أمره‪ ،‬ويفتقده‬ ‫حيث نهاه‪ .‬اهلل خلق آدم وحواء عليهما السالم‪ ،‬وأسكنهما الجنة‪ ،‬وأذن‬ ‫لهم��ا أكل ما ش��اءا من نعيمها إ ّال إح��دى ثماره��ا‪ ،‬وكان اإلختبار األول‬ ‫لفطرة اإلنسان بتقييد حريته‪ ،‬وهلل الحمد‬ ‫ّإن اإلختب��ار األول غري��زي‪ ،‬وليس فك��ري‪ ،‬خالفا أم��ر اهلل‪ ،‬وكانت‬ ‫العقوبة الربانية الطرد من الجنة‪ ،‬بهذا المثال يتبين لنا ّأن حرية اإلنسان‬ ‫نس��بية‪ ،‬جميع األديان تدعو إلى وحدانية اهلل‪ ،‬وعبودية اإلنسان لخالقه‪،‬‬ ‫الحيوانات أيضًا كانت حرة‪ ،‬اإلنس��ان دجّن بعضه��ا فقيد حريتها‪ ،‬والتي‬ ‫لم تدجن بقيت في الغابات واألدغال‪ ،‬وشريعة الغاب هي السائدة القوي‬ ‫يأكل الضعيف‪.‬‬ ‫إذا س��لمنا ّأن حرية اإلنسان نسبية ومقيدة‪ ،‬ننتقل إلى البحث حول‬ ‫عبودية اإلنسان للخالق والتزامه بالشرائع والقوانين الوضعية‪.‬‬ ‫اإلنس��ان كائنٌمخل��وق بين مخلوقي��ن‪ ،‬األول المال ئك��ة ٌ‬ ‫عقل بال‬ ‫غريزة‪ ،‬والثاني الحيوان‪ ،‬وهو غريزة بال عقل‪ ،‬وإذا غلبت غريزته عقله‪،‬‬ ‫تح��ول إلى حيوان‪ ،‬وإذا عقل��ه غلب غريزته تحول إلى مالك‪ ،‬وهو بحاجة‬ ‫إلى اإلثنيتين معًا‪ ،‬فكيف التوفيق بينهما‪ ،‬الجواب‪ :‬تهذيب الغريزة‪ ،‬بحيث‬ ‫يتم إشباعها بشكل خفي ولبق‪.‬‬ ‫اله��دف المنش��ودة تنش��يط العق��ل وبش��كل علن��ي ع��ن طري��ق‬ ‫إطروحات اإلنس��ان الفكرية والعلمية والدينية والسياس��ية واالقتصادية‬ ‫واالجتماعي��ة واإلدارية‪ ،‬وبذلك يببرزالجانب العقلي اإلنس��اني‪ ،‬ويطغى‬ ‫على جانب الغريزة‪ ،‬ويكون اإلنسان أكثر نفع وحرية‪.‬‬ ‫عبودية اإلنس��ان هلل‪ ،‬السلف الصالح من جميع األديان شعروا بلذة‬ ‫العبودية هلل‪ ،‬وكلما ازدادوا عبودية وعبادة هلل ش��عروا أنهم أكثر حرية‪،‬‬ ‫مالسر بذلك؟‬ ‫أن��ا أرى ّأن تل��ك العالقة طردي��ة‪ ،‬ينتهي أجل اإلنس��ان والخالق دائم‬ ‫حي‪ ،‬ومهما عمل اإلنس��ان بطاعة الخالق يش��عر أنه لم يفه حقه‪ ،‬وعظمته‬ ‫وال س��يما ّأن الخالق أمر بتهذيب الغرائز وإطالق الفكر حتى إن ش��اء يبحث‬ ‫بوجود الخالق بدون إلحاد على قاعدة الشك هو الطريق إلى اليقين‪ ،‬وبذلك‬ ‫يزداد المخلوق إيماناً بالخالق ويشعر بعظمته‪ ،‬وهذه رابعة العدوية تضرب‬ ‫لنا مث� ً‬ ‫لا رائعًا‪ ،‬قالت‪ :‬ربي ال أعبدك خوفاً من نارك‪ ،‬وال طمعاً بجنتك‪ ،‬وإنما‬ ‫أعبدك ألنك رب عظيم يس��تحق العبادة‪ .‬والرس��ول محم��د صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم‪ ،‬كان يضحك حتى تظهر نواجذه عندما يقال محمد عبد اهلل ورسوله‪.‬‬ ‫لق��د ح��رم الخالق اس��تعباد اإلنس��ان ألخيه اإلنس��ان‪ ،‬حت��ى حرّم‬ ‫الجور على الحيوان‪ ،‬والقاعدة االساس��ية في الشريعة االسالمية االصل‬ ‫باالشياء االباحة اال ما قيد بنص‬ ‫الحرية لطالما تغنى بها الش��عراء وكتب عنها األدباء وطحنت أعداداً‬ ‫كبي��رة من البش��ر ال تعد وال تحص��ى دفاعًا عن الحرية‪ ،‬فطرة اإلنس��ان‬ ‫ترفض العبودية واالسترقاق لغير اهلل‪.‬‬ ‫الحرية والقانون‪ ،‬تنظيم الحياة البش��رية يحتاج لها وضع القوانين‬ ‫وإنش��اء المؤسس��ات لتطبيق القوانينن‪ ،‬والقاعدة القانونية هي خطاب‬ ‫موج��ه إلى الن��اس للقيام بعم��ل أو الكف عن عمل‪ ،‬وبذلك ال يس��تطيع‬ ‫اإلنس��ان أن يدعي أنه حر‪ ،‬يفعل ما يش��اء ويريد‪ ،‬اإللتزام بالقوانين هو‬ ‫تقيد لحرية اإلنسان واألصل بالقانون ال جريمة وال عقوبة إال بنص‪.‬‬

‫النظام البائد نش��ط الغرائز على حس��اب العقل والفكر فانتشرت‬ ‫بي��وت الدعارة وفنادق العه��ر والخمارات والمالهي المش��بوهة واألفالم‬ ‫الخالعي��ة واإلع�لام المزي��ف والف��ن الهاب��ط والكس��ب الغير مش��روع‬ ‫وعصاب��ات أكل أم��وال المواطني��ن بالباط��ل وبطرق احتيالية‪ ،‬وس��ادت‬ ‫ماهي��ة تخل��ي الرجل ع��ن رجولته‪ ،‬وتخ ّلت النس��اء عن الزي المحتش��م‬ ‫والموروث دينيا واجتماعيا تماش��ياً م��ع تحصيل لقمة العيش التي حولها‬ ‫النظام إلى وس��يلة مس��اومة لقرب الن��اس منه وبعدهم عن��ه‪ ،‬وأصبح‬ ‫المواطن متله��ي بغرائزه من جنس وطعام وجمع مال بال وعي وإضاعة‬ ‫الوق��ت بالمس��ليات الفارغة‪ ،‬وقل الحي��اء‪ ،‬والجهر بالمعاص��ي بال رقيب‬ ‫وال حس��يب وأ صبح الهروب عن الواقع بتن��اول الخمر والمخدرات وتخ ّلت‬ ‫المؤسس��ات عن أس��اس عملها‪ ،‬م��ات العدل ف��ي قصر الع��دل وتحولت‬ ‫المشافي إلى مس��الخ‪ ،‬وانحرفت العملية التعليمية والتربوية والمساجد‬ ‫إلى دور عادة ودعاء له‪ ،‬وقوّى األمن إلثارة الفتن وقمع الناس‪ ،‬والجيش‬ ‫لخدم��ة الضب��اط‪ ،‬وإدارات الدول��ة لنهب أم��وال المواطني��ن عن طريق‬ ‫الرس��وم والطواب��ع والخزين��ة لملئها من جيوب الفقراء‪ ،‬نش��ر الفس��اد‬ ‫واإلفس��اد‪ ،‬اصبحت الرش��ى اعتيادية‪ ،‬وتدويخ المواطن تفنن‪ ،‬يقف أمام‬ ‫الموظ��ف خان��ع ذليل ألنه متس��لل عبر الحدود ال قوت ل��ه إال ما يتصدق‬ ‫عليه‪ ،‬الموظف قتل الروح الجماعية وعمل عكس شعاراته البراقة وصم‬ ‫آذانه عن صرخات المتألمين وأنات الثكإلى واأليتام والفقراء والمحتاجين‬ ‫اس��تأثر بالبالج‪ ،‬وأصبح ما يعطيه صدقة وتق��رب زلفا منه اغتال الحياة‬ ‫السياس��ية‪ ،‬معارضيه في إحدى ثالث القبر‪ ،‬أو المنفى‪ ،‬أو المعتقل الذي‬ ‫ال يصل��ح للحيوان��ات‪ ،‬اغت��ال الحي��اة اإلجتماعية‪ ،‬كرّس ال��روح الفردية‬ ‫ب��دل الجماعية‪ ،‬من��ع الناس من التجمع بقانون الطوارئ‪ ،‬ومارس أبش��ع‬ ‫أن��واع اإلقص��اء واإللغاء‪ ،‬وقسّ��م المواطني��ن إلى درجات‪ ،‬وش��جع على‬ ‫عنوس��ة المرأة تحت ش��عار حرية المراة المزيف‪ ،‬اغتال الحياة اإلعالمية‬ ‫فكان��ت الصحف ال تصلح لمس��ح الزج��اج واإلعالم المرئي‪ ،‬والمس��موع‬ ‫يطب��ل لفت��رة‪ ،‬اغت��ال الحي��اة التش��ريعيّة‪ ،‬أعض��اء ما يس��مى مجلس‬ ‫الش��عب تطبيقة عصاب��ة‪ ،‬ردح وتصفيق للنظام مع إصداره المراس��يم‬ ‫التش��ريعيّة غير آبه ومكترث بشلة‪ ،‬اغتال الحياة اإلدارية‪ ،‬الموظف عبد‬ ‫لدى النظام‪ ،‬همه الراتب وتنفيذ األوامر اآلتية إليه من المتنفذين‪ ،‬اغتال‬ ‫الحي��اة القضائية القاضي غير حيادي والقرارات عل��ى مزاج المتنفذين‪،‬‬ ‫اغت��ال حياة الش��باب بفرض الش��بيبة عليهم وعس��كرة المجتمع‪ ،‬اغتال‬ ‫حياة الطفولة بفرض الطالئع عليهم وحرق ابتس��امتهم في شفاههم‪،‬‬ ‫اغتال الحياة بكل معانيها‪ ،‬أصبح حلم المواطن الس��وري الهجرة‪ ،‬وهجرة‬ ‫العقول أكبر‪ ،‬وكانت الثورة السورية أعلى رافع اليوم‪.‬‬ ‫بحس��ب اهلل أن يثبت ثوارنا بالقول والعمل ويتمكنوا من إس��قاط‬ ‫النظام ليأتي بالبديل األصلح‪.‬‬ ‫وفي الختام أرى ّأن الحرية المنشودة دينيًا تحت سقف عبودية اهلل‬ ‫والسياسة تحت سقف القانون‪.‬‬ ‫ياسر التامر‬


‫أس��ــبوعية | تصــ��در عن ش��ــباب إدل��ب األحرار‬ ‫الس��نة األول��ى | الع��دد (‪2013 / 1 / 10 | )2‬‬

‫| وجهة نظر |‬

‫‪5‬‬

‫يف مدنية الدولة �أي�ض ًا‬ ‫في مقال سابق تحدثت فيه حول مدنية الدولة على أنها‬ ‫ضرورة وليست خيار والحظت من خالل تتبعي لبعض المقابالت‬ ‫التلفزيونية بعض إالش��خاص ان هناك لي��س فقط فهما خاطئا‬ ‫للدول��ة المدنية‪ ،‬بل خلطا بالمفاهي��م‪ ،‬اآلن لكل مجال مفاهيمه‬ ‫وأدواته الخاصة به‪ ،‬فمثال سمعت أحدهم يقول‪:‬‬ ‫أن��ي أريد دولة مدنية بمرجعية دينية ان هذا فرض علي أن‬ ‫أتحدث في الموضوع للمرة الثانية بإيجاز لعلي أوفق في توضيح‬ ‫مفهوم المدنية وكيفية تأسيسها وما هو المعبر عنها‪.‬‬ ‫إن كل ال��دول الحديث��ة والقائم��ة ف��ي وقتن��ا الحال��ي تحوي‬ ‫كل دول��ة منها عل��ى عديد من المكونات المجتمعية والسياس��ية‪،‬‬ ‫وال��ذي ينظم العالقة بين هذه المكونات المختلفة هو الدس��تور‪،‬‬ ‫فالدس��تور هو انعكاس لتنوع المجتم��ع وبالتالي فهو صورة طبق‬ ‫األصل لهذا التنوع ويحمي هذا التنوع من تغول البعض على األخر‬ ‫لحج��ه أو ألخرى ومواد الدس��تور مطلوب منها أن تثري هذا التنوع‬ ‫ليبق��ى قوس قزح تتفاعل ألوانه م��ع بعضها وتتكاتف للعمل معا‬ ‫دون إقصاء أو هيمنة وهنا ال مجال لاليدولوجيا في إطار الدستور‪.‬‬ ‫مرجعية الدستور المدني هي كل أفراد المجتمع بكل تنوعهم‬ ‫لذل��ك عندما أقول الدول��ة مدنية بمرجعية دينية أكون قد أسس��ت‬ ‫لنظام حكم اس��تبدادي تحت حجة األكثرية الطائفية أي نقلت البلد‬ ‫من ديكتاتورية األقلية إل��ى ديكتاتورية األكثرية وفي كل األحوال‬ ‫نك��ون قد أعدن��ا إنتاج نفس النظام بلون أخر وهذه مأس��اة كبيرة‪،‬‬ ‫فالدستور شيء وش��كل أو طبية نظام الحكم شيء أخر‪ ،‬والدستور‬ ‫كما قلت س��ابقا هو انعكاس التعددي��ة المجتمع وال يحمل أي طابع‬ ‫إيديولوجي‪ ،‬وبش��كل الدس��تور من خالل جمعية تأسيس��ية تضم‬ ‫جمي��ع أطياف المجتمع ويش��ارك فيها مجموعة م��ن االختصاصيين‬ ‫القانونيين وممثلي المكونات االجتماعية وممثلي األحزاب واألعراق‬ ‫وبمش��اركة فاعلة من الش��باب والمرأة وال مجال هن��ا للمحاصصة‬ ‫حي��ث القرارات تؤخذ بالتوافق واإلجم��اع وهذا بالضرورة يأتي قبل‬

‫ال ف�ضل لأحد علينا‬ ‫كل رئي��س ف��ي العالم س��اهم في قتل الس��وريين‪،‬‬ ‫وال يمكن أن نس��تثني أحداً من الرؤس��اء العرب والملوك‪ ،‬حتى‬ ‫الرئي��س الترك��ي‪ ،‬حتى رؤس��اء الغ��رب‪ ،‬واألمريك��ي كان هو‬ ‫أن الكيماوي ٌ‬ ‫خط‬ ‫الالع��ب األكبر في هذه المجزرة عندما ق��ال ّ‬ ‫أحمر‪ ،‬فهنا سمح لهم بكل شيء‪.‬‬ ‫طبعًا لن ننسى منْ وقف مع النظام من دول‪ ،‬مثل روسيا‬ ‫وإيران‪ ،‬وحكومة المالكي وحزب اهلل اللبناني‪ ،‬والفنزويلي وما‬ ‫خفي أعظم‪.‬‬ ‫ولما وجدوا أن هذا الش��عب الذي تمكن من االستمرار في‬ ‫ثورته رغم كل الدماء التي س��الت والمدن التي دمرت وس��بل‬

‫االنتخابات العامة التي س��تحدد من سيش��كل الحكومة‪ ،‬لكي ال نقع‬ ‫في إشكاالت من سبقنا ونضع العربة أمام الحصان‪.‬‬ ‫أم��ا دور االيديولوجيا فيأتي في المرحل��ة االنتقالية بعد أن‬ ‫تعي��د األح��زاب القديم��ة ترمم نفس��ها وتتاح الفرصة لتش��كيل‬ ‫أحزاب جديدة يطرح كل حزب برنامجه بخلفيته اإليديولوجية أي‬ ‫أن االيدولوجيا هنا عائدة للحزب وليس��ت مفروضة على المجتمع‬ ‫وأفراد المجتمع مهمتهم التمييز بين البرامج المختلة وهي ستتخذ‬ ‫الطرف الذي ترى في برنامجه المعبر عن تطلعاته والمجيب على‬ ‫كل متطلبات��ه وبالتال��ي الحزب ال��ذي يفوز باالنتخابات يش��كل‬ ‫الحكومة التي ستعلن ببرامجها وتحت سقف الدستور وليس من‬ ‫ش��انها تعديل أو تغيير في الدس��تور إال في حال��ة التطوير الذي‬ ‫يدع��م وحدة الش��عب والت��راب الس��وري ال أن يعيد ه��ذا التغيير‬ ‫عقارب الس��اعة إلى الوراء ويعيدنا إلى أتون االستبداد وأي تغيير‬ ‫فلي الدس��تور بالش��رط الس��ابق البد أن يس��تفتى عليه ش��عبيا‬ ‫واستبعادا ألي لبس البد من تذكير الجميع أن الطائفة أية طائفة‬ ‫والمذهب هو مكونات اجتماعية وليس��ت سياسية فكل طائفة أو‬ ‫مذه��ب يحوي بداخله كل األطياف السياس��ية وه��ذا واضح لكل‬ ‫متفح��ص بس��يط فالكل لم يخت��ر طائفته أو مذهب��ه وهو كان‬ ‫بحك��م مولده م��ن هذا المكون االجتماع��ي أو ذاك لذلك علينا أن‬ ‫نرقى بتنافسنا إلى المستوى السياسي وليس غير ذلك‪.‬‬ ‫حسين أمارة‬ ‫الحياة الت��ي انقطعت والناس الذين تش��ردوا في العراء‪ ،‬رغم‬ ‫كل هذا اس��تمر‪ ،‬أخ��اف الجميع‪ ،‬وهنا خرج��ت أحقادهم‪ ،‬فتار ًة‬ ‫كانوا يقول��ون للمعارضة اتحدوا‪ ،‬وت��ار ًة كانوا يتهمون بعض‬ ‫الجماعات بالتطرف ونسوا كل ما فعل النظام وآلته العسكرية‬ ‫بنا‪ ،‬فهل هذا الشعب أخافهم؟‬ ‫نع��م هكذا ش��عب بثقافته وش��جاعته ورجولته يمكن أن‬ ‫يخي��ف أقوى اإلمبراطوريات على وجه االرض‪ ،‬وهو اليملك إ ّال‬ ‫أسلحة خفيفة‪ ،‬إمّا باع ما يملك ليشتريها في السوق السوداء‪،‬‬ ‫أوغنمه��ا من ش��بيحة النظام‪ ،‬ومع هذا تق��دم بثورته ضد كل‬ ‫العال��م‪ ..‬كل العالم فلماذا ال يخافون منا‪ ،‬ونحن ش��عبٌ أثبتنا‬ ‫مقولة البطل عمر المختار‬ ‫(نحن شعب ننتصر أو نموت)‬ ‫ناصر أبو صبيح‬


‫‪6‬‬

‫| مدن زيتون |‬

‫أس��ــبوعية | تصــ��در عن ش��ــباب إدل��ب األحرار‬ ‫الس��نة األول��ى | الع��دد (‪2013 / 1 / 10 | )2‬‬

‫ح�سيب كيايل ‪1933 - 1921‬‬ ‫مولده ونشأته‪ :‬وُلد في إدلب في‬ ‫سوريا عام ‪1921‬م‪ ،‬والده (زهدي الكيالي)‬ ‫أحد المش��ايخ الس��وريين‪ ،‬وقد كان له دور‬ ‫كبير ف��ي صقل ش��خصية ولده (حس��يب)‬ ‫حي��ث كان يس��مح ل��ه وألخي��ه (مواه��ب)‬ ‫بحض��ور مجال��س الكبار والمش��اركة فيها‬ ‫أن مش��اركة‬ ‫إصغا ًء وحديثًا على‬ ‫الرغم من َّ‬ ‫ِ‬ ‫صغار الس��نّ في ذلك الوقتِ في مجالس‬ ‫الكب��ار ل��م تك��ن ش��يئًا وارداً‪ ،‬حي��ث كان‬ ‫عملهم معتمداً على حسن الضيافةِ وحده‪،‬‬ ‫وتنفيذ مطالب الكبار‪ .‬ومن هنا نشأ حسيب‬ ‫محبّاً للمعرفة‪ ،‬جريئا في النقد‪.‬‬ ‫واحد من مؤسس��ي ف��ن القص في‬ ‫اللغة العربية وخاصة في سورية بوصفه‬ ‫رصيف��اً‪ ،‬أو ش��ريكًا البراهيم عب��د القادر‬ ‫المازن��ي الذي يمك��ن أن يدعى بالكاتب –‬ ‫األس��لوب وربما كانا من أه��م الكتاب في‬ ‫اللغ��ة العربية اللذين يمك��ن لك أن تميز‬ ‫كتاباتهما دون توقيع‪.‬‬ ‫قدم حس��يب كيالي "السخرية" عينًا‬ ‫ينظر من خالله��ا إلى الواقع‪ ،‬والس��خرية‬ ‫ه��ي الجان��ب المرح من اإلنس��ان‪ ،‬الجانب‬ ‫ال��ذي ي��درك الوجه اآلخ��ر للحي��اة‪ ،‬الوجه‬ ‫الذي يقول إن الحياة ليس��ت مأساة فقط‪،‬‬ ‫بل ثمة جانب مرح لطيف يس��تحق الحياة‬ ‫واالبتس��ام‪ ،‬الس��خرية والضحك يخففان‬ ‫م��ن غلوائن��ا ومن عبوس��نا‪ ،‬ويه��دآن من‬ ‫مخاوفن��ا‪ ،‬مثلم��ا يطامن��ان م��ن غرورنا‪،‬‬ ‫وربم��ا يكون هذا الجانب "الس��خرية" إلى‬ ‫جان��ب اللغ��ة م��ن أه��م إضافات حس��يب‬ ‫كيالي إلى األدب القصصي العربي‪.‬‬ ‫حس��يب كيال��ي أس��تاذ ومعل��م وهو‬ ‫الوحي��د في س��وريا ال��ذي صنع مدرس��ة‬ ‫خاص��ة به وترك تالمي��ذ يعلنون كل يوم‬ ‫بأنهم "أبناء حسيب كيالي"‪.‬‬ ‫من مسرحية الديك الصديق‬ ‫"يرف��ع الس��تار ع��ن ركن في س��وق‬ ‫الطيور‪" .‬‏‬ ‫القروي يحتضن ديكًا جميل المنظر‪،‬‬ ‫ملون الذنب‪ ،‬أشم العرف‪ ،‬ويقف منتظراً‪.‬‏‬ ‫يس��مع في جوانب شتى من المسرح‬ ‫صياح ديكة‪ ،‬وقوقة‪ ،‬جلبة مساومات"‏‬

‫"المشتري يدنو من القروي"‏‬ ‫المشتري‪ :‬بكم تبيع الديك هذا يا أخا‬ ‫الخيرات؟‏‬ ‫القروي‪" :‬ينته إلى وقع الكلمة" أبيعه؟‪..‬‬ ‫بعشر ليرات‪ ..‬أجل‪ ،‬عشر من الليرات‪.‬‏‬ ‫المشتري‪ :‬بأربع –القروي‪ :‬لم أسمع‏‬ ‫المشتري‪ :‬ما شغلك‪ ،‬قد قلت لك بأربع‏‬ ‫القروي‪ :‬لم أسمع ديكي هذا رائع مدلل‏‬ ‫مصفق مهللو‏‬ ‫وإنه طروب انظر إليه‪:‬‏‬ ‫منظر حبيب‏‬ ‫وعالم عجيب‏‬ ‫يوقظني مع الصباح الباكر يصيح بي‪..‬‏‬ ‫الديك‪" :‬صائحًا" ق��م بادر يا صاحبي‬ ‫إل��ى العم��ل‪ ..‬ق��م اغتس��ل واطب��خ وكل‬ ‫واذهب نشيطًا واش��تغل "كوكو‪ ..‬كوكو‪..‬‬ ‫قم ليس خير في الكسل!"‏‬ ‫المشتري‪" :‬مدهوش��ًا" –بأربع‪ ،‬بأربع‬ ‫يا صاحبي ال تطمع‪..‬‏‬ ‫القروي‪ :‬لو شفته في دارنا‏‬ ‫على سطوح جارنا‏‬ ‫في البيدر العامر‏‬ ‫في مرجنا الناضر‪:‬‏‬ ‫الزهو في اإلطالله‏‬ ‫والمشية المختاله‏‬ ‫ألوانه هي الفرح‏‬ ‫كأنها قوس قزح‏‬ ‫األحمر الندي‏‬ ‫واألزرق البهي‏‬ ‫ورقة في العرف‏‬ ‫وخفة في العطف‏‬ ‫المشتري‪ :‬بأربع ونصف‏‬ ‫الق��روي‪ :‬يكفي��ك‪ ،‬دعن��ي‪ ،‬يكف��ي‪،‬‬ ‫ديكي‪ ،‬نبع ظرف ديكي هذا إلفي‪:‬‏‬ ‫رأيت��ه أزغب كأنه طف��ل مضى على‬ ‫رضى صبح��ًا إلى المكتب رأيت��ه بعد وقد‬ ‫نم��ا منعمًا رأيت��ه يلحق في البي��در أماً له‬ ‫جليل��ة المنظ��ر ت��ذود عنه الق��ط والكلب‬ ‫إذ ين��ط إذا أتاها خطر ق��ف الجناح الخطر‬ ‫وامتش��ق المنقار كالص��ارم البتار فيهرب‬ ‫العدو وهو يصيح "نو" وهو يصيح "عو"‪.‬‏‬ ‫المشتري‪ :‬قد أشتري بخمس‪.‬‏‬ ‫القروي‪ :‬هس‏‬ ‫دعني ال تقاطع إن شئت أمراً نافع‪.‬‏‬

‫"ينظر إلى ديكه"‏‬ ‫وش��فته لما صعد‪ ،‬ذات صباح كاألسد‬ ‫عال خفيف��ًا مصطب��ه في ضج��ة ودردبه‬ ‫وصاح في اصطخاب‪:‬‏‬ ‫"وكوكو‪ ..‬كوكو‪ ..‬صرت من الشباب"‪.‬‏‬ ‫المشتري‪ :‬قد أشتري بست‪.‬‏‬ ‫القروي‪" :‬مستمراً" اسكت إذا ما شئت!‏‬ ‫المشتري‪ :‬سأشتري بسبع‪.‬‏‬ ‫القروي‪ :‬أنا ضعيف السمع‪.‬‏‬ ‫المشتري‪ :‬أبعته بتسع‪.‬‏‬ ‫القروي‪ :‬أحس مثل الدمع في مقلتي‬ ‫الملتهبة ومهجتي المكتئبة‪.‬‏‬ ‫"يعود إلى تأمل ديكه"‏‬ ‫انظر إليه اآلن شبابه ريان‏‬ ‫وصوته رنان‏‬ ‫يغمره الحنان‏‬ ‫"يخاطب ديكه"‏‬ ‫أأنت للبيع أيا صديقي؟‏‬ ‫ال‪ ،‬أنت للغناء في الشروق‏‬ ‫هيا بنا تعاال‏‬ ‫هل تعرف المحاال‏‬ ‫واهلل لن أبيعا‏‬ ‫صاحبي البديعا‏‬ ‫"ويتحرك لالنصراف"‏‬ ‫أنا أحب‏‬ ‫الديك‪" :‬مبتهجاً" –أعلم يا حلو يا معلم‬ ‫"يصي��ح جذالن" كوكو‪ ..‬كوكو‪ ..‬اس��تفيقوا‬ ‫هاهو الصبح الرشيق قد دعانا للعمل‏‬ ‫كوكو‪ ..‬كوكو‪ ..‬واألمل‪.‬‏‬ ‫القروي‪" :‬مستمراً" ما أنت بالمملوك‏‬ ‫وقد ولدت حر‏اً‬ ‫وقد نظمت شعر‏اً‬ ‫يا أحسن الديوك يا خلي الشجاع‏‬ ‫والخل ال يباع!‏‬


‫أس��ــبوعية | تصــ��در عن ش��ــباب إدل��ب األحرار‬ ‫الس��نة األول��ى | الع��دد (‪2013 / 1 / 10 | )2‬‬

‫| مواسم زيتون |‬

‫‪7‬‬

‫خماوف الأقليات من تداعيات‬ ‫الثورة ال�سورية‬ ‫لقد انتقلت ش��رارة الثورة الس��ورية في أواخ��ر آذار عام ‪2011‬‬ ‫وكانت هذه بداية األحداث في درعا‪.‬‬ ‫ومنذ انطالقة الثورة لم يكن للدين أي تأثير فيها وبقية الثورة سلمية‬ ‫باعتراف الحكومة نفسها ومنذ هذا الحين والشعب السوري بأكمله‪ ،‬يراقب‬ ‫ما يح��دث‪ ،‬ومنذ ذلك الحين لم يخطر لألقليات والمس��يحيين أي رعب من‬ ‫األكثرية حيث من المعروف أن الش��عب الس��وري منذ قديم التاريخ يعيش‬ ‫مع بعضه البعض يدا واحدة‪ ،‬لكن أثناء الثورة السورية بعض المسيحيين‬ ‫اتخذوا موقف الحياد والبعض قام باتخاذ موقف مساند للنظام‪.‬‬ ‫ولكن أسباب عدم تدخل المس��يحيين بشكل مباشر في الثورة طبعا‬ ‫باس��تثناء حالة فردية وهو الش��هيد باس��ل ش��حادة واألب باولو االيطالي‪،‬‬ ‫الس��بب الرئيس يكمن ف��ي عدم وجود برنامج واضح م��ن قبل المعارضة‬ ‫وح��دوث بعض األخطاء الفردية من قبل جماع��ات الثوار من حاالت خطف‬ ‫للمسيحيين وقتلهم‪.‬‬ ‫ومن أبرز هذه الحاالت حالة الخطف في مدينة خان ش��يخون ومدينة‬ ‫س��راقب‪ ،‬مقابل فدية مالية وأصبح أيض��ا الطريق الدولي محظورا وأيضا‬ ‫المش��كلة أصبح��ت في أن بع��ض التنظيم��ات أثناء صعوده��ا إلى الباص‬ ‫تطلب من النساء أن تتحجب وهذه مشكلة أخرى نحن كمسحيين لسنا ضد‬ ‫الحج��اب حيث العذراء هي محجبة لكن المش��كلة تكمن في إجبار النس��اء‬ ‫عل��ى التحجب وهذا ما اس��تغلته الكنيس��ة ض��د الثورة والحراك الش��عبي‬ ‫وقامت بوصفه على انه حراك إس�لامي وهنا المشكلة تكمن في أن الثوار‬ ‫ال يحفظ��ون حق األقليات من ناحية اللباس ويمتد الخوف إلى ما بعد نجاح‬ ‫الث��ورة أن يمت��د األمر إلى الطقوس أيضا والكنائ��س وقتلهم على الهوية‬ ‫وهذا هو سبب رعب األقليات‬ ‫ولك��ن الس��يناريو األهم أن الش��عب المس��يحي يخاف من س��يناريو‬ ‫الع��راق م��ن تهجير للمس��يحيين وباألخ��ص كان هناك ش��عارات من قبل‬ ‫البع��ض تدع��و لذلك وأيض��ا يج��ب أن ال ننس��ى أن الكنائس المس��يحية‬ ‫مرتبطة بش��كل مباش��ر مع الكنائس األخرى والتي ه��ي بدورها مرتبطة‬ ‫م��ع رج��ال الدين الذي��ن يعدون جزءا أساس��يا من أركان النظ��ام حيث من‬ ‫المتعارف أن كل دور العبادة مرتبطة مباشرة برجال الدين الذين يقومون‬ ‫بتجييش الرأي العام المسيحي ضد األكثرية ويحاولون إيهامهم بان الثورة‬ ‫ذات طابع إس�لامي تطرفي وس��وف يقوم الثوار باالعت��داء على األعراض‬ ‫والنساء وهذا ما أدى إلى هجرة معظم األقليات االرمنية من حلب خصوصا‬ ‫إل��ى ارمني��ا وأيضا قيام الكنيس��ة بش��كل ش��خصي باالرتب��اط باإلعالم‬ ‫الوطني الذي يحاول تصوير الثورة على أنها ثورة إس�لامية ومتطرفة وإن‬ ‫ما شجع نشر هذا األفكار هو عدم وجود برنامج واضح للثورة‪ ،‬وأيضا قيام‬ ‫النظ��ام بتصوير الثورة على أنها ثورة إس�لامية وليس��ت ثورة ضد الظلم‬ ‫وثورة دولة مدنية برأي الشخصي ّأن المسيحيين إذا أردوا أن يكونوا جزءا‬ ‫من النس��يج السوري المستقبلي أن يكونوا إما مع الثورة أو أن يقفوا على‬ ‫الحي��اد ولكن يج��ب أن يعطوا ضمان��ات ويجب أن يأخذوا المس��يح نموذجا‬ ‫عندم��ا قام بطرد اللصوص من الهيكل وإن رجال الدين المس��يحيين هم‬ ‫كلصوص وأيضا يجب أن يتخذوا مثال لهم الثورة المصرية‬ ‫لماذا الثورة المصرية نموذجا للمسيحيين؟‬ ‫أجمل ما في المشهد المصري إبان الثورة الناشئة في ‪2011/01/25‬‬ ‫ه��و اللحمة التامة بين أقباط مصر والمس��لمين‪ ،‬حيث كان ميدان التحرير‬

‫مسرحاً إلقامة الصلوات بطقوسها المتلونة المتعددة‪ ،‬متغلبين بذلك على‬ ‫ب��ذور الفتنة الطائفية الت��ي لطالما حاول النظام الس��ابق أن يغذيَها كي‬ ‫ال يجتم��ع الناس على كلمة س��واء‪ ،‬وكي يظل ضع��ف األواصر المجتمعية‬ ‫المصري��ة عامل قوة بالنس��بة له طوال مدة الحكم الت��ي ناهزت الثالثين‬ ‫عامًا‪.‬‬ ‫وق��د ضرب مس��يحيو مص��ر نموذج��ًا حيًَّا ع��ن الثورية ف��ي الديانة‬ ‫المس��يحية‪ ،‬مكسِّ��رين كل القوال��ب التي لطالما رس��مها الزم��ن على أن‬ ‫الديانة المس��يحية ديانة خنوع وذلة‪ ،‬حيث أن المس��يحيين أينما كانوا هم‬ ‫موالون للنظام الحاكم كيفما كان‪ ،‬ديمقراطيًا‪ ،‬أو مس��تبداً‪ ،‬إمبراطوريًا‪ ،‬أو‬ ‫جمهوريًا‪ ،‬فهم ال حول لهم وال قوة وال دخل لهم بالشأن الداخلي‪ ،‬حتى أنه‬ ‫ال يح��ق له��م حتى أن يدافعوا عن حقوقهم وأوطانهم‪ ،‬وذلك اس��تناداً إلى‬ ‫ما آلت إليه الوقائع‪ ،‬ومن المتعارف أن المس��يح ل��م يوص أتباعه بالتدخل‬ ‫بالسياس��ة وهذا ما نراه في اإلنجيل حيث المس��يح دع��ا أتباعه أن ينتبهوا‬ ‫فقط للسماويات وليس هناك عالقة باألرضيات‪ ،‬لكن من واجب المسيحي‬ ‫أن يقف إل��ى جانب المظلوم‪ ،‬ويجب أيضا أن يذكر المس��يحيين أنهم جزء‬ ‫من هذا المجتمع وهم ليس��وا مفصولين عن المجتمع وأن سوريا هي مهد‬ ‫الحضارات‪.‬‬ ‫و أخي��را‪ ،‬أطالب جميع قيادات المعارضة أن تقوم بإصدار بيان يحفظ‬ ‫لألقليات حقوقهم‪.‬‬ ‫باعتقادي الش��خصي أن المعارضة إذا اردات أن تحافظ على النسيج‬ ‫المسيحي في المجتمع السوري من الواجب أن يكون لديها برنامج ملموس‬ ‫يعط��ي ضمانات لحماي��ة حقوق األقليات‪ ،‬ويقول باتريك س��يل إن س��بب‬ ‫فشل اإلسالميين والعرب هو عدم وجود برنامج واضح لديهم‪.‬‬ ‫وفي الختام‪ ،‬نقول للمس��يحيين يجب أن يس��عوا إلى سد الفجوة بين‬ ‫الث��ورة وبينهم لكي يكون لهم مكانة في المرحل��ة المقبلة الن التاريخ ال‬ ‫يغف��ر للمتخاذلين وذلك إن ما يحدث على ارض الواقع إنس��انيا ال يس��كت‬ ‫عنه‪ ،‬وش��خصيا أ تمن��ى أن نرجع ونعيش لوحة الفسيفس��اء الجميلة التي‬ ‫اعتادت س��وريا على عيش��ها وأال نق��وم بتدمير هذا المك��ون الجميل وإال‬ ‫سندخل في مراحل صراع طائفي بحت لن نستطيع الخروج منه‪.‬‬ ‫مواطن سوري ارمني‬


‫‪8‬‬

‫| مواسم زيتون |‬

‫أس��ــبوعية | تصــ��در عن ش��ــباب إدل��ب األحرار‬ ‫الس��نة األول��ى | الع��دد (‪2013 / 1 / 10 | )2‬‬

‫روح‬ ‫الثورة‬ ‫وعقلها‬ ‫رفع��ت الث��ورة الس��ورية من��ذ والدته��ا ش��عار الحرية‬ ‫وكان ش��عارا صادقا ومعبرا ومحقا‪ .‬فالناس قد أرهقتها س��نوات‬ ‫طويلة من العبودية للحزب والقائد وعنصر المخابرات‪ .‬س��نوات‬ ‫أتقن فيه��ا النظام اخت��راع الممنوع��ات والضن بالمس��موحات‪،‬‬ ‫فالحريات السياس��ية واالجتماعية والديني��ة كلها مقيدة وأغلبها‬ ‫ممنوع‪ .‬المش��اركة السياس��ية الحقيقية ممنوع��ة‪ ،‬حتى الكالم‬ ‫في السياسة ممنوع‪ ،‬وتوجيه النقد إلى رموز النظام ممنوع‪ ،‬بل‬ ‫إن كتابة مالحظ��ة أو تاريخ على صورة القائد المفدى ممنوعة‪،‬‬ ‫وعدم المش��اركة ف��ي المس��يرات العفوية ممنوع��ة‪ ،‬واالمتناع‬ ‫ع��ن الذهاب إلى االس��تفتاء على تعميد التأبيد لس��يادة الرئيس‬ ‫ممن��وع‪ .‬األحزاب ممنوعة‪ ،‬الجمعي��ات األهلية وجمعيات المجتمع‬ ‫المدني ممنوعة‪.‬‬ ‫حرية الكالم والنشر والطباعة ممنوعة‪ ،‬وفي «مكتبة األسد»‬ ‫في دمش��ق تقتضي أوامر األس��د تحديد قائمة طويلة من الكتب‬ ‫الممنوع��ة كان ال يحق إال لطالب الدراس��ات العلي��ا اإلطالع عليها‬ ‫بع��د إذن م��ن مديرة اإلع��ارة ومقابلة معها لتحق��ق وتتحقق من‬ ‫س��بب طلب ه��ذا الكتاب الممن��وع مع إحاطتك بنظرات متش��ككة‬ ‫ومتوجسة ومحذرة‪ .‬وفي الصحافة كل تحليل أو تحقيق ممنوع إال‬ ‫إذا كان يمجد «القيادة الحكيم��ة» ويدلل على عبقريتها وحنكتها‪.‬‬ ‫إنش��اء الصح��ف والمجالت حت��ى لألطفال ممنوعة‪ ،‬وعلى س��يرة‬ ‫قصص األطفال أتذكر صديقا عزيزا ناضل كثيرا من اجل إنش��اء‬ ‫مجلة متخصصة لألطفال لكنه بعد جهود ش��اقة وتكاليف باهظة‬ ‫جاءه كما جاء إلى غيره قرار المنع‪ ،‬ألن دولة البعث الحريصة على‬ ‫أطفاله��ا ال تحب لهم أن يضيعوا أوقاتهم بقراءة مجالت لألطفال‪،‬‬ ‫ففي مج�لات الطالئع كفاية لكل مس��تكف‪ .‬المثير في القصة أن‬ ‫الصديق العزيز حصل بعد فترة على الموافقة على نش��ر مجلته‪،‬‬ ‫وكلمة سر الموافقة هي (ا ل ث و ر ة) وعندما علمت بالخبر السار‬ ‫كن��ت حزينا جدا‪ ،‬وقلت له ال تش��كر وزارة الثقاف��ة وإنما عليك أن‬ ‫تتوجه بالش��كر إلى أطفال درعا‪ ،‬وأرجوك أن تكتب لالطفال يوما‬ ‫ف��ي مجلتك قصة عن أطفال مثلهم قلعت أظافرهم ألنهم كتبوا‬ ‫ببراءة مشاكسة أو بمشاكسة بريئة عبارات تكفر باالستبداد‪.‬‬ ‫وفي حياة كل س��وري قائم��ة طويلة م��ن الممنوعات‪ .‬وأمام‬ ‫هذه القوائم كانت الحرية هي الكلمة الذهبية التي تؤذن بكس��ر‬ ‫هذا الطوق الثقيل من القيود والموافقات األمنية‪ .‬ويسجل المتابع‬ ‫أن عدة ش��هور مضت في أول الثورة والمتظاهرون والناشطون ال‬ ‫يطالب��ون إال بالحرية‪ ،‬حتى في المقابالت على القنوات الفضائية‬

‫يس��ألونهم م��اذا تري��دون فيقول��ون نري��د الحرية ألنه��ا الكلمة‬ ‫المفتاحية للثورة في أذهانهم ومعايشاتهم‪.‬‬ ‫بع��د دخ��ول الثورة مرحلة التس��لح عق��ب اللج��وء إلى الحق‬ ‫المش��روع في الدف��اع عن النفس أم��ام الهجم��ة البربرية لقوات‬ ‫وكتائب النظام على األبرياء‪ ،‬فإن الحاجة تزداد ش��يئًا فش��يئاً إلى‬ ‫ترسيخ مبدأ جوهري يليق بهذه المرحلة أال وهو مبدأ العدالة‪.‬‬ ‫تعتبر العدالة مبدأ راسخا في الدين مقررا بمقتضيات العقل‬ ‫والمنطق‪ .‬العدالة تلتقي مع الحرية في أنها جزء أصيل من عقيدة‬ ‫المسلمين‪ .‬فعقيدة التوحيد ترتبط ارتباطا وثيقا بكل من الحرية‬ ‫والعدال��ة‪ ،‬ألن كلم��ة «ال إل��ه إال اهلل» تق��رر حقيقتي��ن‪ :‬الحقيقة‬ ‫األول��ى هي التح��رر م��ن كل الطواغي��ت واألصن��ام والمتجبرين‬ ‫والمتألهي��ن‪ ،‬والحقيقة الثانية هي اس��تحقاق األلوهية هلل تعإلى‬ ‫وحده وعدم إش��راك أح��د معه في ذلك وهذا قم��ة العدل وعكس‬ ‫ذل��ك هو قمة الظلم‪ ،‬ومن هنا كان أكبر الظلم هو الش��رك باهلل‬ ‫تعإل��ى كما ق��ال عز من قائل‪« :‬إن الش��رك لظل��م عظيم»‪ .‬ومن‬ ‫هن��ا فإن مطلب العدالة ال يق��ل خطراً عن مطلب الحرية في نفي‬ ‫الخضوع للدكتاتورية والتسلط‪.‬‬ ‫وفي ه��ذه المرحلة من عم��ر الثورة فإن مطل��ب العدالة هو‬ ‫أمانة في عنق الجميع‪ ،‬فهو ال يقتصر فقط على المطالبة بالعدالة‬ ‫االجتماعي��ة والعدالة في الحصول على المس��اعدات والعدالة في‬ ‫التوزي��ع وف��ي القضاء بل يش��مل قبل كل ذلك العدال��ة الثورية‪.‬‬ ‫العدال��ة ف��ي الثورة ه��ي غاية وهي وس��يلة أيضًا‪ .‬ولئن ش��كلت‬ ‫الحرية مرحلة الغليان واالندفاع والطاقة االنفجارية األولى للثورة‬ ‫فان العدالة تش��كل اليوم الضامن والكفيل ضد أي انحراف ثوري‬ ‫يش��تت جهودها أو يحرف مس��ارها أو يناقض مقاصدها‪ .‬العدالة‬ ‫مطلوب��ة في الحالة الثورية كما ه��ي مطلوبة في الحالة العادية‪،‬‬ ‫وثورة ال تلتزم بمعايير العدالة هي ثورة فاش��لة بالضرورة‪ ،‬ألنها‬ ‫تحك��م على مس��تقبلها بالفش��ل حت��ى ولو نجحت ف��ي معركتها‬ ‫الحالية‪ .‬وال يوجد شيء فوق العدل ال الثورة وال غيرها‪.‬‬ ‫العدل مطلوب حتى مع نفس��ك وأحب الناس إليك وهو منهج‬ ‫القرآن‪« :‬يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء هلل ولو‬ ‫على أنفس��كم أو الوالدين واألقربين»‪ ،‬حتى مع أعدى أعدائك‪ ،‬مع‬ ‫الشبيح والنبيح والمؤيد للنظام‪( :‬يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين‬ ‫هلل شهداء بالقسط وال يجرمنكم شنان قوم على أال تعدلو اعدلوا‬ ‫هو أقرب للتوقى)‪.‬‬ ‫االلت��زام بالعدل وتوطين النفوس على االلتزام به من أدعى‬


‫أس��ــبوعية | تصــ��در عن ش��ــباب إدل��ب األحرار‬ ‫الس��نة األول��ى | الع��دد (‪2013 / 1 / 10 | )2‬‬

‫العوامل على نج��اح الثورة ألنك‬ ‫ال يمكن��ك أن تث��ور عل��ى الظلم‬ ‫بالظل��م‪ ،‬أوأن تطالب بالعدل مع‬ ‫عدم االلتزام بالع��دل‪« :‬أتأمرون‬ ‫الناس بالبر وتنسون أنفسكم»‪.‬‬ ‫وم��ن مقتضي��ات الع��دل أيض��ا‬ ‫أن تطل��ب الحري��ة لنفس��ك وان‬ ‫تحفظها لغي��رك‪ .‬التعصب كثيرا‬ ‫للث��ورة يول��د إه��دارا لحري��ات‬ ‫اآلخري��ن وخاص��ة الحياديين فال‬ ‫فائ��دة من التعص��ب حيالهم ألن‬ ‫اإلنس��ان يث��ور وال يجب��ر عل��ى‬ ‫الثورة‪ ،‬ولو أجبر فهو مثار وليس‬ ‫بثائ��ر‪ ،‬ف�لا فائ��دة ترج��ى من��ه‬ ‫للثورة‪.‬‬ ‫هذه المرحة الحساس��ة في‬ ‫عمر الثورة والت��ي فرضت علينا‬ ‫االحت��كام إلى الس�لاح دفاعا عن‬ ‫النف��س والع��رض والم��ال يجب‬ ‫أن تكون مصحوب��ة بتربية على‬ ‫أخالقي��ات الدف��اع ع��ن النف��س‬ ‫والعدالة‪ ،‬ألن السالح الذي تحمله‬ ‫إن سلطته ظلما فهو ليس سالحا‬ ‫لك وإنما س�لاح علي��ك‪ .‬ولئن لم‬ ‫يحمنا س�لاحنا من ظلم أنفس��نا‬ ‫فلن يحمينا من ظلم اآلخرين‪.‬‬ ‫ال تقل إن األولوية إلسقاط‬ ‫النظ��ام‪ ،‬ألن الث��ورة مش��روع‬ ‫ع��دل‪ ،‬والع��دل ال يتج��زأ وال‬ ‫يتأج��ل‪ ،‬وخيمة الع��دل ال تنصب‬ ‫عل��ى أعم��دة الظل��م والباط��ل‬ ‫وإال اقتلعته��ا الرياح س��ريعا‪ .‬إن‬ ‫ترس��يخ مبادئ العدال��ة والحرية‬ ‫واحت��رام الحق��وق اإلنس��انية‬ ‫الت��ي نطال��ب به��ا ونث��ور م��ن‬ ‫أجلها يتطلب ث��ورة موازية على‬ ‫أخطائنا وانحرافاتنا‪.‬‬ ‫أيه��ا الثائ��رون! الث��ورة لها‬ ‫عق��ل وقل��ب‪ ،‬فالحري��ة قلبه��ا‬ ‫والعدالة عقلها‪ ،‬وإسقاط الباطل‬ ‫هدفه��ا‪« :‬وقل ج��اء الحق وزهق‬ ‫الباطل إن الباطل كان زهوقا»‪.‬‬ ‫صهيب زهران‬ ‫مشاركاتكم واقتراحاتكم‬ ‫في جريدة زيتون‬ ‫مراسلتنا على العنوان التالي‬ ‫‪facebook.com/ZaitonMagazine‬‬ ‫‪zaiton.mag@gmail.com‬‬

‫| مواسم زيتون |‬

‫‪9‬‬

‫(طابات احلرية)‬ ‫�سوريون يبتكرون حلو ًال ب�سيطة وعملية للتدفئة‬ ‫ف��ي ظل إنقط��اع أغل��ب وس��ائل العيش‬ ‫البس��يطة ل��دى الس��وريين ف��ي الداخ��ل‪ ،‬من‬ ‫كهرباء وم��ازوت وغيرها من متطلب��ات الحياة‬ ‫األساس��ية‪ ،‬يبتكر الكثير من الش��باب وس��ائل‬ ‫وحلول لهذه المشاكل‪ ،‬ومنها مشكلة التدفئة‪.‬‬ ‫تعتمد حلول هذه المشاكل بشكل أساسي‬ ‫على أشياء بسيطة ومتوافرة بأي مكان‪ ،‬يمكن‬ ‫لها أن تكون سنداً لهم على البرد القارس الذي‬ ‫يعانون منه في الشتاء‪.‬‬ ‫أحد هذه االبتكارات ه��و (طابات الحرية)‪،‬‬ ‫وهي عبارة عن كرات مكونة بش��كل أساس��ي‬ ‫من نش��ارة الخش��ب وزيت المحرك المستهلك‬ ‫(زيت الفرام المحروق)‪.‬‬ ‫بأح��د القائمين على هذا المش��روع‪ ،‬الذي‬ ‫عرف على نفس��ه باس��م شكيب‪ ،‬وش��رح آلية‬ ‫صنع هذه الكرات‪:‬‬ ‫الكرات مكونة بش��كل أساسي من نشارة‬ ‫خشب الـ(‪ ،)MDF‬حيث يمكن لنا الحصول عليها‬ ‫من أي ورش��ة نجارة‪ ،‬أو يمكن اس��تخدام ألواح‬ ‫هذا النوع من الخشب التالفة والغير مستعملة‬ ‫بنش��رها وإحضار النشارة بعد غربلتها لتصبح‬ ‫ناعم��ة‪ ،‬ومن ث��م خلطها مع م��ادة زيت الفرام‬ ‫المح��روق‪ ،‬وه��و متوفر ب��كل م��كان‪ ،‬بمقدار‬ ‫س��طل بحجم ‪ 10‬لتر نش��ارة يخلط مع ‪ 2‬كيلو‬ ‫زي��ت فرام‪ ،‬ويت��م عجنها لدرجة التماس��ك ثم‬ ‫تدويرها على شكل كرات‪ ،‬ويمكن لهذه الكمية‬ ‫أن تنتج حوالي ‪ 25 – 20‬كرة‪.‬‬

‫يمك��ن تركها حتى تنش��ف قلي ًال‪ ،‬وتتماس��ك‬ ‫أكثر‪ ،‬ويمكن استعمالها بشكل فوري‪ ،‬حيث توضع‬ ‫في مدفأة الحطب بعد اش��عال كمية بس��يطة من‬ ‫الورق حولها‪ ،‬ثم تشعل من تلقاء نفسها‪ ،‬وتبقى‬ ‫بحالة الجمر لمدة تزيد عن الساعتين‪.‬‬ ‫حت��ى أن��ه ف��ي ح��االت المداف��ئ العادية‪،‬‬ ‫يمكن وضع لوح صاج صغير فوق فتحة المدفأة‬ ‫من الداخل بحيث تفص��ل المدفئتين‪ ،‬بحيث ال‬ ‫تض��ر بالمدفأة وال تؤثر عليه��ا‪ .‬ولتدفئة غرفة‬ ‫‪ 4 × 4‬مت��ر نحتاج لكرتين ف��ي المدفأة‪ ،‬تجعل‬ ‫منها دافئة ومريحة لمدة ساعتين على األقل‪.‬‬ ‫وع��ن المالحظات عن ه��ذه الكرات أضاف‬ ‫شكيب بأن هذه الكرات ال يصدر عنها أي رائحة‬ ‫أو دخان‪ ،‬عل��ى عكس تخوف الناس منها‪ ،‬حيث‬ ‫أن مجرد إش��عالها يجع��ل من الك��رة كتلة من‬ ‫الجمر‪ ،‬وتدفئ أكثر من المازوت‪.‬‬ ‫وع��ن التكاليف قال ش��كيب تت��راوح كلفة‬ ‫الك��رة الواحد بحدود ‪ 10‬ليرات س��ورية‪ ،‬أو أل‪،‬‬ ‫تبعًا لحس��اباته على تكاليف ما يصنع بش��كل‬ ‫يومي‪ ،‬فكيلو الزيت المحروق بحوالي ‪ 50‬ليرة‪،‬‬ ‫وكيلو نشارة الخشب يكلف ‪ 25‬ليرة‪.‬‬ ‫وعن س��بب تس��ميتها به��ذا االس��م‪ ،‬قال‬ ‫ش��كيب بأن هذا االس��م مس��توحى من إصرار‬ ‫المواط��ن الس��وري عل��ى العي��ش برغ��م كل‬ ‫الظروف وكل الحصار المفروض على الش��عب‬ ‫السوري‪.‬‬ ‫عن جريدة سوريتنا‬


‫‪10‬‬

‫أس��ــبوعية | تصــ��در عن ش��ــباب إدل��ب األحرار‬ ‫الس��نة األول��ى | الع��دد (‪2013 / 1 / 10 | )2‬‬

‫| مواسم زيتون |‬

‫تداعيــــات‬ ‫أعد الثواني‪..‬‬ ‫فال مازوت عندي وال كهرباء‪..‬‬ ‫لبرد الشتاء‬ ‫أعد الثواني‪..‬‬ ‫وأرفع كفي إلى اهلل أدعو‪..‬‬ ‫لعل إلهي يجيب النداء‬ ‫فيجعل لي شمس ليل لدفئي‪..‬‬ ‫ويجعل شمس النهار‪ ..‬ضياء‬ ‫وها أنا وحدي‪..‬‬ ‫كعصفور حب‪..‬‬ ‫وجاء الشتاء بدون رداء‬ ‫ألف رفاتي ببطانية‬ ‫وأرجف برداً‪..‬‬ ‫أرجف خوفًا‪ ..‬كبعض النساء‬ ‫يقولون صبراً‪ ..‬على القهر صبراً‬ ‫على أي شيء أصبر نفسي‬ ‫ولست نبياً من األنبياء‬ ‫يقولون صبراً‬ ‫وذابوا هروبًا‬ ‫وكل المبادئ صارت هراء‬ ‫فهم يكسبون‬ ‫وهم يسرقون‬ ‫وهم يقتلون ألجل الثراء‬ ‫يقولون صبراً‬ ‫فأغفوا طوي ًال‬ ‫وأحلم يا ثورتي بالسبات‬ ‫كمن نام في الكهف نوما طوي ًال‬ ‫وحين أفاق‪ ..‬تولى الطغاة‬ ‫فال عاد فكري يروح بعيداً‬

‫وال عاد لي في الحياة رفات‬ ‫ولم يبق لي في الوجود وجود‬ ‫وال وعد حب‬ ‫وال أمنيات‬ ‫أن��ادي على م��ن مض��وا‪ ..‬دون ذكرى‪..‬‬ ‫ودون صالة‬ ‫تعالوا أضيئو الشموع فإنا‬ ‫أضعنا الطريق‪ ..‬وضل الهداة‬ ‫سالماً‪..‬‬ ‫لم��ن ب��اع دم الش��هيد‪ ..‬وب��اع الربي��ع‬ ‫ببعض الفتات‬ ‫سالمًا‬ ‫على الس��ارقين لقوتي‪ ..‬وعاثوا فسادا‬ ‫بكل الجهات‬ ‫أعد الثواني‪..‬‬ ‫فال ماء عندي‪ ..‬وال غاز عندي‪ ..‬وال خبز‬ ‫عندي‪ ..‬وال كهرباء‬

‫خواطر عبدو‬ ‫س��ارت قافلة الالعودة‪ ،‬واقتربت عاصفة وقودها من اهلل‪،‬‬ ‫ستتغير جهات وتنحل كل المعادالت ستشرق الشمس غدا‪.‬‬ ‫أنت��م أصعب المعادالت‪ ،‬يامن ليس لكم أمنيات‪ ،‬يا أصحاب‬ ‫العقول المتعجرفة الالناهية ال عمل لها‪.‬‬ ‫توبوا إلى السماء‪ ..‬توبوا إلى األرض‪ّ ،‬‬ ‫لعل التراب يقبلكم‪،‬‬ ‫لن تجدوا مخرجًا حتى من البر‪ ،‬البحر سينفيكم‪ ،‬ويعالج البحر‪،‬‬ ‫ألن للبحر قانون‪ ،‬كما السماء‪ ،‬ويدور‬ ‫وس��يقضي ببطاقة بحث‪ّ ،‬‬ ‫البح��ر أعاله على من فيه‪ ..‬قرش من هنا‪ ،‬وأرتال من الس��مك‬ ‫الفضي‪ ،‬اتحدت األسماك‪ ..‬أصفر مع أحمر‪ ،‬مع اإلتحاد األوروبي‪،‬‬

‫أنادي ورجع الصدى قد تولى‪..‬‬ ‫أنادي وال من يجيب النداء‬ ‫مضينا لثورة عز مضينا‪..‬‬ ‫فما فاز فيها سوى األدعياء‬ ‫بالدي وأنت الهوى في ابتهالي‬ ‫على قدميك‬ ‫يطيب الوالء‬ ‫وأنت إذا أثقلتني همومي‬ ‫قناديل عشق تضيء المساء‬ ‫فحسبي بحبك امضي شهيدا‬ ‫ومن أجل حبك‬ ‫كنت فداء‬ ‫وحسبي بحبك أغدو مالكاً‪..‬‬ ‫ليرفع مجدك‬ ‫نحو السماء‬ ‫أسعد طاهر سماق‬

‫مع أخطبوطي وقرّروا عقد قمة‪ ،‬واعترض الجند والعسكر‪.‬‬ ‫تض��ارب هن��ا ومن هن��ا‪ ،‬ولغوٌ م��ن هن��اك‪ ،‬وال نعرف يد‬ ‫األخطبوط فوق‪ ،‬أم يد من‪.‬‬ ‫قرروا بأن يغيروا قانون البحر‪ ،‬وأن يغيروا البحر‪.‬‬ ‫البحر‪ ..‬البحر‪ ..‬اتسخ البحر‪ ..‬أمن عجب أن يتسخ البحر‪.‬‬ ‫سنعريكم‪ ،‬ونجعل من أسدكم ناهية ال عمل لها‪.‬‬ ‫حت��ى بالبح��ر‪ ،‬حت��ى بالنهر لن تقب��ل الصح��راء أن نضع‬ ‫بأرضها نفايات أس��دية‪ ،‬فه��ذي األرض ليس��ت للعرض‪ ،‬يزرع‬ ‫فيه��ا حب��اً من دم الش��هداء‪ ،‬وس��نحصد أجمل رائحة أس��ميتها‬ ‫ياسمين عطر‪.‬‬ ‫عبد االله االصالن‬


‫أس��ــبوعية | تصــ��در عن ش��ــباب إدل��ب األحرار‬ ‫الس��نة األول��ى | الع��دد (‪2013 / 1 / 10 | )2‬‬

‫اللحم رائحة الرغيف‬ ‫يا خوفكم من خوفكم‬ ‫من كف طفل لخبط التربيت في ميراثكم‬ ‫وعند رقة جانح صحت البالد‬ ‫يا ويلكم‬ ‫من زحف اطفال لنا ولكم في وقتكم في وقفكم‬ ‫فاستبسلوا واستفحلوا‬ ‫في قتل اسراب الحمام‬ ‫في منع حلم ان ينام‬ ‫اال كما يحلو لكم‬ ‫وباسم هذا الطفل باسم بداهته‬ ‫باسم هذي االف‬ ‫هذي االيريد‬ ‫يا سادتي يا سادني هيكلكم والوهم ما عاد يخيف‬ ‫ويل لكم من اغنيات بحرها من ياسمين‬ ‫واللحم رائحة الرغيف‬ ‫ولعنة االطفال اتية بهم من رحم التلوين من انشادهم‬ ‫فدماؤهم خضر تكون‬ ‫ودماؤهم اقمار صيف‬ ‫ينهي صقيع شقائنا‬ ‫وغد جميل للبالد النازفة‬ ‫وسوف يبكي ثم يهدي‬ ‫ثم كالعرس الملون بالضياع‬ ‫سوف يمضي ولهم اعراسهم سوف تزف‬ ‫سوف تزف‬ ‫كان المكان بارداً‪ ،‬لكنّ حرارة يديه منحتني دفئاً عذباً‪،‬‬ ‫ه��و اللقاء الوحيد الذي جمعني فيه عن قرب‪ ،‬نعم كنا مختلفي‬ ‫الرأي لكننا قريبين في القلب‪ ،‬والحب‪ ،‬والبحث عن غد أفضل‪.‬‬ ‫ألن وجهه يطفح‬ ‫لم ينظر إلى وجهي حين كان يحاججني‪ّ ،‬‬ ‫بالحياء‪ ،‬قال لي‪ :‬أريد أن أقترب منك‪ ،‬وأن تقترب مني أكثر‬ ‫قلت‪ :‬وأنا كذلك‬ ‫قال‪ :‬إذن لماذا نحن مختلفين؟‬ ‫قلت‪ :‬يا فراس‪ ،‬اهلل خلق الحياة متنوعة‪ ،‬لذلك هي جميلة‪،‬‬ ‫ولو أراد لجعلها متشابهة‪ ،‬وحينها تفقد حركتها وحيويتها‪.‬‬ ‫ال أس��تطيع نس��يان ابتسامته‪ ،‬أو تلكؤ لس��انه‪ ،‬أو بصمات‬ ‫يديه على فنجان قهوته‪.‬‬ ‫الي��وم غاب‪ ،‬نعم‪ ،‬غاب هكذا ببس��اطة‪ ،‬لكن��ي أعترف أنه‬ ‫ترك بصمة في نفس��ي‪ ،‬وعب��أ المكان الذي جلس��نا فيه للمرة‬ ‫األولى واألخيرة برائحة أنفاسه‪.‬‬

‫| مواسم زيتون |‬

‫‪11‬‬

‫بني �أماين وعيون‬ ‫�أمها �شظية‬ ‫كان��ت ترك��ض خل��ف الفراش��ات الملونة تجم��ع أحالمًا‬ ‫وأق��واس قزح‪ ،‬كانت تالحق الغيم تس��عد ببخ��ار يخرج من فمها‬ ‫الصغير في هذا البرد القارس‪.‬‬ ‫ل��م تكن تخ��اف من ه��ذه األصوات القاس��ية الص��ادرة عن‬ ‫القذائف والطائرات العابرة لسماء بلدها‪ ،‬كانت تعتبر هذه الحرب‬ ‫كحروب سبيستون لن تنتهي إال بموت األشرار‬ ‫ذهب��ت لتش��تري حلوى وش��وكوال ع��ادت إلى أمها بش��ظية‬ ‫استقرت في جس��دها الرقيق لتغمض عينيها على أحالم سعيدة‬ ‫كانت لها يوم ما‪.‬‬ ‫عبدو! أما كلتّ يداك من دفن الشهداء؟‬ ‫أما تعبت روحك من االحتفاظ بآخر صورهم؟‬ ‫كيف ليديك أن تحمل جسدها الغض؟‬ ‫كيف لك أن توْدعها في حفرتها الصغيرة؟‬ ‫ألم تس��مع صرخ��ات روحه��ا؟ وهي تنادي��ك خالي‪ ،‬ق��ل ألمي أن‬ ‫تدثرني‪ ،‬فهذا القبر بارد‪ .‬باردٌ مثل قلب الجالد‪ ،‬دثريني يا أماه دثريني‪.‬‬ ‫ذهب��ت أمان��ي ب��كل أمنياته��ا الصغي��رة‪ ،‬ذهبت إل��ى عالم‬ ‫المجهول بكل أوج��اع أطفالنا وهمومهم التي فاقت أجس��ادهم‪،‬‬ ‫وفي فمها سؤال وحيد إلى متى؟؟‬ ‫استشهدت الطفلة أماني عبدو قصاص جراء قصف‬ ‫عشوائي على مدينة سراقب بريف إدلب‪.‬‬ ‫رنــد‬ ‫أحترمه ألنه إنساناً محاوراً‪،‬‬ ‫دؤوب��ًا في البحث ع��ن الحقيقة‪،‬‬ ‫أحبه ألنه إنس��اناً لطيفاً يس��عى‬ ‫جاهداً بأال يسيء إلى أحد‪.‬‬ ‫أق��دره ألن��ه كان مؤمن��ًا‬ ‫بقناعت��ه‪ ،‬ومنس��جماً م��ع ذاته‪،‬‬ ‫وفيًا لوطنه‪.‬‬ ‫لق��د آمن ف��راس ب��أن الحياة‬ ‫تغدو رخيصة أمام تمسك اإلنسان‬ ‫بقيم��ه‪ ،‬وأهدافه‪ ،‬لذل��ك أؤمن أنه‬ ‫غاب فع ًال‪ ،‬لكنه لن ينسى أبداً‪.‬‬ ‫استشهد فراس صطوف أبو إبراهيم في سراقب‬ ‫بليلة رأس السنة ‪2012‬‬ ‫آرام الدمشقي‬


‫‪12‬‬

‫| عطر زيتون |‬

‫أس��ــبوعية | تصــ��در عن ش��ــباب إدل��ب األحرار‬ ‫الس��نة األول��ى | الع��دد (‪2013 / 1 / 10 | )2‬‬

‫�أمـانـــــي‬ ‫وأماني‬ ‫الطفلة الخمس جوانح‬ ‫ركضت تسرق وقتا‬ ‫تشتري فيه تناسيها بان تكبر أكثر‬ ‫تشتري قمحا مملح أو طحينا ذاق سكر‬ ‫يا أماني‬ ‫وطن يلهو بنا يصطاد زقزقة الحناجر في فضاءات لنا‬ ‫يا خجلة التاريخ من تاريخنا‬ ‫من فقرنا‬ ‫وجوعنا‬ ‫وبردنا‬ ‫وذلنا‬ ‫من خليفتنا المورث والمؤبد والمكرر‬ ‫كافر جوع الصغار‪ ..‬كافر دمع الصغار‬ ‫يا أماني كافر والبرد اكفر‬ ‫وأماني شقت الشارع تمضي‬ ‫تمتمت ركضا بداية أغنية‬ ‫نسيت أن الشظايا حين تجهز في شوارعنا تميت‬ ‫ثم بعد الموت تنذر‬ ‫للجوانح تلتهم‪ ..‬تختطف الحلم الصغير‬ ‫تركل الهداة في هذي البيوت الوادعات‬ ‫تقتفي ما تحتنا‬ ‫ما بيننا‬ ‫واألغطية‬ ‫يا أماني‪:..‬حبيبتي أنت الكثير‬ ‫يا أماني أنت كل األغنية‬ ‫كيف أنستك السكاكر طفلتي أن معناك الجموع‬ ‫وان أمنية صغيرة تخدش الهيكل المعتم فيهم‬ ‫تقتفيهم‬ ‫تبدأ الضوء بان توقد شمعة‬ ‫ثم تمشيها الشموع‬ ‫وكما كل الطغاة‪..‬‬ ‫يدركون أن للسحب النحيفات اجتماع سوف يأتي‬ ‫كي يقرر قدح ضوء صوت رعد ثم يمطر‬ ‫والنحيف الظل من بدء الشجيرات أماني‬ ‫سوف يكبر ثم يورق‬ ‫ثم يزهر‬

‫ثم يثمر‬ ‫دورة الخلق جديد لونه قوس قزح‬ ‫هكذا الخلق بنا فعل تجذر‬ ‫ هل ستذكرها أماني؟‬‫قال صمتي‪..‬‬ ‫أو تموتك بعد أن يخطو الزمن‬ ‫ ما لذي يمكن أن ينسيني حمزة ثم هاجر‪ ..‬ثم شيماء الوطن؟‬‫ هل ستنساها األغاني؟ غص صوتي‪..:‬‬‫ كاسي الفارغي قاشوشا وسيابا وماغوطا ودرويشا ونوابا مظفر؟‬‫دعني في بعضي اسكر‬ ‫كاسي الفارغ استلقى ونام‬ ‫وأنا وحدي وضدي نلهو بالنسيان نصحو‬ ‫ثم نسهو ثم نكبو‪..‬‬ ‫نترك القنديل يسخرنا ينوس‬ ‫ثم ينسانا نياما‪..‬‬ ‫ثم‪ ..‬ثم‪..‬‬ ‫وحده القنديل يسهر‬ ‫ظل الشجرة‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.