ابتكارات العدد السادس

Page 1

‫ديسمبر‪ 2019-‬العدد رقم ‪6‬‬

‫‪7901 -2398 ISSN‬‬ ‫‪innovations.kaimrc.med.sa‬‬

‫من المختبر إلى البشر‬ ‫نظرة إلى رحلة المملكة نحو إجراء أول تجربة سريرية من المرحلة األولى ومكافحة‬ ‫متالزمة الشرق األوسط التنفسية في الوقت ذاته صفحات ‪60 ،56 ،54‬‬


َ

َ

ً

َ ُ

kaimrc-cbb@ngha.med.sa


‫المحتويات‬

‫ص ‪ 8‬الجوع وصحة القلب‬

‫لنوم أفضل‬ ‫ٍ‬ ‫ص ‪ 10‬الحركة االهتزازية‬

‫ُتظهر دراسة أن هرمون الجوع يساعد في الحفاظ على خاليا‬ ‫عضلة القلب ويقلل من التلف الناتج عن النوبات القلبية‪.‬‬

‫تكشف دراسة أن الحركة االهتزازية الخفيفة تساعد الراشدين‬ ‫على النوم وتحافظ على قوة الذاكرة‪.‬‬

‫ص ‪ 12‬الكشف عن األسس الداعمة‬ ‫للهيكل الخلوي‬

‫ص ‪ 14‬كبح جماح االستعمال المفرط‬ ‫لمضادات الميكروبات‬

‫بحث يخلص إلى أن أن تنظيم هيكل الخلية في أثناء‬ ‫تكوين الخاليا العظمية يتم بواسطة عامل النمو ‪.TGFβ1‬‬

‫ارتفاع مستويات استخدام المضادات الحيوية في وحدات‬ ‫يؤدي إلى‬ ‫العناية المركزة في المملكة العربية السعودية‬ ‫ّ‬ ‫تفاقم مشكلة مقاومة المضادات الحيوية‪.‬‬

‫تحقيق‬ ‫ص ‪ 16‬تحديث تقديرات الوزن‬ ‫عند الوالدة‬

‫مخططات أكثر دقة‬ ‫بحث يتيح‬ ‫َّ‬ ‫بناء على‬ ‫لتقييم الوزن عند الوالدة‬ ‫ً‬ ‫حد ثة‪.‬‬ ‫معلومات ُم َّ‬

‫ص ‪ 18‬أدمغة المكفوفين‬ ‫تتكيف لشحذ حاسة السمع‬ ‫ِضعاف البصر يتمتَّ عون بحاسة‬ ‫سمع حادة وقوية‪.‬‬

‫ص ‪ 20‬عالج اإليدز بالخاليا‬ ‫الجذعية‪ :‬لماذا لم يحن الوقت‬ ‫بعد لإلعالن عن عالج شاف؟‬

‫ظهور نهجين واعدين لعالج شاف المرض‪،‬‬ ‫لكن المتلقين المثاليين نادرون‪.‬‬ ‫ّ‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪6‬‬

‫‪3‬‬


‫المحتويات‬

‫ص ‪ 24‬األثر النفسي للتصلب المتعدد‬

‫باحثون سعوديون يختبرون شدة االكتئاب بين مرضى‬ ‫تصلب األعصاب واألوعية المتعدد‪.‬‬

‫ص ‪ 26‬لقاح فيروس الروتا قد يقي من مرض‬ ‫السكري من النوع األول‬

‫ثمة ارتباط بين لقاح فيروس الروتا وانخفاض حاالت اإلصابة‬ ‫الرضع‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫بمرض السكري من النوع األول بين‬

‫تحقيق‬ ‫ص ‪ 27‬إجراء بديل لجراحة الصمام األبهري‬ ‫يسفر عن نتائج مشجعة‬

‫يقدم نتائج أفضل‬ ‫بديل طفيف التوغل لجراحة القلب قد‬ ‫ّ‬ ‫تضيق الصمام األبهري‪.‬‬ ‫لعالج مجموعة أوسع من مرضى‬ ‫ّ‬

‫ص ‪ 32‬اضطراب نقص ميثيل أدينوسيل‬ ‫ترانسفيريز‪ :‬تأثيرات أوسع لمرض نادر‬

‫حالة إصابة بمرض نادر من أمراض الطفولة تكشف عن‬ ‫سببا كامنً ا للمرض‪.‬‬ ‫طفرة جديدة باعتبارها‬ ‫ً‬ ‫‪4‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2019‬‬

‫ص ‪ 28‬البحث عن عالجات أفضل لمرض آلزهايمر‬

‫نظرة إلى التقدم الذي أحرزته أبحاث آلزهايمر خالل السنوات‬ ‫القليلة الماضية واتهام البكتيريا كسبب محتمل للمرض‪.‬‬

‫محرض على نقص المناعة‬ ‫ص ‪34‬‬ ‫ِّ‬

‫مسح جيني لمصابين بنقص مناعي يكشف وجود جين له‬ ‫دور مهم في درء العدوى والسيطرة على االلتهاب‪.‬‬


‫المحتويات‬

‫ص ‪ 36‬ما ال يقتل أسالفك يقويك‬

‫سحالي السياج التي تتعرض للضغوط تمنح أجيالها الشابة‬ ‫المفت ِرسات‪.‬‬ ‫قصد‬ ‫ٍ‬ ‫دون‬ ‫فرصا أفضل في مواجهة ُ‬ ‫ً‬

‫ص ‪ 37‬طفرة جينية مرتبطة بالخصوبة‬

‫طفرة في الجين المسؤول عن تشفير مستقبالت سطح‬ ‫الخلية تعطل نمو األوعية الليمفاوية وترتبط باإلجهاض‪.‬‬

‫تحقيق‬ ‫ص ‪ 38‬فرصة الفرد ضئيلة للغاية في مواجهة‬ ‫صفاته الوراثية في لعبة الوزن‬

‫أظهرت دراسة حديثة أن االحتفاظ بوزن صحي يمكن أن يكون‬ ‫مرهونا بالعوامل الوراثية‪.‬‬ ‫ً‬

‫التوحد‬ ‫ص ‪ 40‬البحث عن إجابات حول‬ ‫ُّ‬

‫بالتوحد في القرود قد‬ ‫إن تناسخ أحد الجينات المرتبطة‬ ‫ُّ‬ ‫مزيدا من الضوء على أسباب المرض‪.‬‬ ‫ُيلقي‬ ‫ً‬

‫تحقيق‬ ‫ص ‪ 44‬زيادة طفيفة في احتماالت إصابة‬ ‫أطفال األنابيب بأنواع نادرة من السرطان‬

‫ص ‪ 47‬الخاليا الجذعية تحشد‬ ‫قواتها ضد السرطان‬

‫جماعية حتى اليوم تكشف عن احتمالية طفيفة‬ ‫أكبر دراسة‬ ‫ّ‬ ‫بإصابة أطفال األنابيب بالسرطان‪.‬‬

‫مجموعة من الخاليا الجذعية البالغة تطلق إشارات يمكنها‬ ‫حث المناعة على مهاجمة الخاليا الورمية‪.‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪6‬‬

‫‪5‬‬


‫المحتويات‬

‫ص ‪ 48‬المملكة العربية السعودية تسبر‬ ‫أغوار جراثيمها الخارقة‬

‫أول بحث لدراسة التنوع الجيني للسالالت المقاومة للعقاقير‬ ‫المتعددة في المملكة العربية السعودية‪.‬‬

‫ّ‬ ‫التفشي السريع لمتالزمة الشرق‬ ‫ص ‪ 54‬رحلة‬ ‫األوسط التنفسية الفتاكة‬

‫تحليل التفشي االستثنائي لفيروس متالزمة الشرق األوسط‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫خارقا “ للعدوى‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ناقل‬ ‫مريضا “‬ ‫التنفسية تضمن‬

‫ص ‪ 50‬بكتيريا الحيوانات المنوية‬ ‫تعوق عالج الخصوبة‬

‫يقلل وجود البكتيريا بالسائل المنوي من جودة الحيوانات‬ ‫المنوية مما قد يؤثر على نجاح عالجات الحقن المجهري‪.‬‬

‫تحقيق‬ ‫ص ‪ 65‬كيمارك العب محوري في السعي من‬ ‫أجل تطوير لقاح فيروس ميرس‬

‫رحلة إجراء مركز الملك عبد الله العالمي لألبحاث الطبية أول‬ ‫تجربة سريرية من المرحلة األولى في المملكة‪.‬‬

‫ص ‪ 60‬ثورة في مجال األبحاث السريرية في المملكة العربية السعودية‬

‫يناقش أحمد العسكر‪ ،‬المدير التنفيذي لمركز الملك عبد الله العالمي لألبحاث الطبية‪ ،‬مسألة استالم مركزه زمام المبادرة لتطوير‬ ‫التجارب السريرية في المملكة‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2019‬‬


‫ص ‪ 62‬طريقة ذكية‬ ‫للتغلب على الحرارة‬ ‫تحقيق‬

‫نظاما للمساعدة‬ ‫يطورون‬ ‫باحثو كيمارك‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫على عالج مرضى ضربة الشمس‪.‬‬

‫ص ‪ 65‬ضريبة الصراعات على‬ ‫والعقلية‬ ‫النفسية‬ ‫الصحة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫تحقيق‬

‫“ابتكارات”‪ -‬مجلة تابعة لمركز الملك عبد الله العالمي لألبحاث‬ ‫الطبية‪ُ ،‬تنشر من خالل وحدة الشراكة واإلعالم المتخصص في‬ ‫نيتشر ريسيرتش‪.‬‬ ‫مركز الملك عبد الله العالمي لألبحاث الطبية‬ ‫الرماية‪ ،‬الرياض ‪ ،14611‬المملكة العربية السعودية‬ ‫البريد اإللكتروني‪kaimrc@ngha.med.sa :‬‬ ‫الموقع اإللكتروني‪kaimrc.med.sa :‬‬ ‫سبرينجر نيتشر‬ ‫كامبس – ‪ 4‬شارع كرينان – لندن‪ ،N1 9XY ،‬المملكة المتحدة‬ ‫البريد اإللكتروني‪nature@nature.com :‬‬ ‫الموقع اإللكتروني‪www.nature.com :‬‬

‫كشفت تقديرات ُم َح َّدثة صادرة عن‬ ‫العالمية أن األمراض‬ ‫منظمة الصحة‬ ‫ّ‬ ‫والعقلية في مناطق الصراعات‬ ‫النفسية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫انتشارا من غيرها من المناطق‬ ‫أكثر‬ ‫ً‬ ‫بثالثة أضعاف‪.‬‬

‫ابتكارات مركز الملك عبد الله العالمي لألبحاث الطبية‬ ‫الهاتف‪+966 11 429 4516 :‬‬ ‫البريد اإللكتروني‪innovation@ngha.med.sa :‬‬ ‫الموقع اإللكتروني‪innovations.kaimrc.med.sa :‬‬ ‫جريدة الباحث\‬ ‫الهاتف‪+966 11 429 4516 :‬‬ ‫البريد اإللكتروني‪theresearcher@ngha.med.sa :‬‬ ‫الموقع اإللكتروني‪innovations.kaimrc.med.sa/en/newsletter :‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪6‬‬

‫‪7‬‬


‫احتشاء عضلة‬ ‫القلب‪ ،‬الذي‬ ‫يشتهر باسم‬ ‫النوبة القلبية‪ ،‬هو‬ ‫السبب الرئيس‬ ‫للوفاة والعجز في‬ ‫جميع أنحاء العالم‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2019‬‬


‫الجوع‬

‫وصحة القلب‬

‫انخفاضـــا فـــي مســـتويات التعبيـــر عـــن‬ ‫ً‬ ‫احتشـــاء عضلـــة القلـــب‬ ‫المؤش ــرات الحيوي ــة لم ــوت الخالي ــا‪ ،‬وزي ــادة ف ــي مس ــتويات التعبي ــر‬ ‫عـــن مثبـــط مـــوت الخليـــة‪.‬‬ ‫اس ــتخدم الباحث ــون كذل ــك الفح ــص المجه ــري اإلليكترون ــي لفح ــص‬ ‫عينـــات األنســـجة المأخـــوذة مـــن جـــرذان ضابطـــة وأخـــرى مســـتحث‬ ‫بهـــا احتشـــاء عضلـــة القلـــب‪ ،‬ووجـــدوا أن الجـــرذان الضابطـــة التـــي‬ ‫ُأعطي ــت محالي ــل ملحي ــة تحت ــوي عل ــى الجريلي ــن لم ــدة ثالث ــة أس ــابيع‬

‫إن األشـــخاص الذيـــن عانـــوا مـــن نوبـــات قلبيـــة هـــم األكثـــر عرضـــة‬ ‫لحـــدوث نوبـــات مســـتقبلية‪ .‬فعندمـــا يحـــدث انســـداد فـــي‬ ‫الشـــرايين التاجيـــة للقلـــب‪ ،‬قـــد يســـبب انخفـــاض تدفـــق الـــدم‬ ‫تورمـــا‪ ،‬ومـــوت الخاليـــا‪ ،‬وحـــدوث تشـــوهات بنيويـــة فـــي البطيـــن‬ ‫ً‬ ‫األيســـر بالقلـــب‪ ،‬وخاصـــة فـــي المناطـــق المحيطـــة باالنســـداد‪.‬‬ ‫تـــؤدي هـــذه التغييـــرات المجهريـــة إلـــى آالم فـــي الصـــدر وضيـــق‬ ‫وتكَّـــون أنســـجة ليفيـــة‪ ،‬كمـــا تضعـــف وظائـــف القلـــب‬ ‫فـــي التنفـــس َ‬ ‫متتاليـــة لـــم تتعـــرض ألي آثـــار جانبيـــة ضـــارة‪ .‬مـــن ناحيـــة أخـــرى‪،‬‬ ‫ممــا يزيــد من خطــر قصور القلب‪.‬‬ ‫َـــون األوعيـــة الدمويـــة‪ ،‬ووقـــف‬ ‫حالي ــا رفع ــت عي ــد‪ ،‬وزم ــاؤه ف ــي جامع ــة المل ــك خال ــد ف ــي‬ ‫ي ــدرس‬ ‫أدى الجريليـــن إلـــى انخفـــاض َتك ّ‬ ‫ًّ‬ ‫تش ــكيل األنس ــجة الليفي ــة‪ ،‬والحف ــاظ‬ ‫أبهـــا‪ ،‬بالمملكـــة العربيـــة الســـعودية‪،‬‬ ‫علـــى بنيـــة الميتوكوندريـــا‪ ،‬ومنـــع‬ ‫هرمـــون الجريليـــن المعـــوي وآثـــاره‬ ‫تـــورم الميتوكوندريـــا فـــي الجـــرذان‬ ‫الوقائيـــة للحـــد مـــن تلـــف البطيـــن‬ ‫المســـتحث بهـــا احتشـــاء عضلـــة‬ ‫األيســـر فـــي الجـــرذان التـــي تعانـــي‬ ‫«تشير هذه النتائج إلى أن الجريلين‬ ‫ً‬ ‫إجمـــال ‪ ،‬تشـــير هـــذه النتائـــج‬ ‫القلـــب‪.‬‬ ‫احتشـــاء عضلـــة القلـــب (‪ ،)MI‬إثـــر‬ ‫آمن وفعال في الحفاظ على خاليا‬ ‫إل ــى أن الجريلي ــن آم ــن وفع ــال ف ــي‬ ‫التدخـــل الجراحـــي‪ُ .1‬يطلـــق علـــى‬ ‫الحفـــاظ علـــى خاليـــا عضلـــة القلـــب‬ ‫الجريلي ــن ف ــي معظ ــم األحي ــان اس ــم‬ ‫عضلة القلب وتقليل األضرار التي‬ ‫وتقليـــل األضـــرار التـــي تصيـــب‬ ‫“هرمـــون الجـــوع” ألنـــه ُيفـــرز فـــي‬ ‫تصيب البطين األيسر»‪.‬‬ ‫البطيـــن األيســـر‪.‬‬ ‫األمع ــاء ويعم ــل كمرس ــال لإلش ــارات‬ ‫ي ــرى الباحث ــون أن هرم ــون الجريلي ــن‬ ‫إلخب ــار الم ــخ ب ــأن يش ــعر بالج ــوع‪ .‬غي ــر‬ ‫لـــه دور مهـــم فـــي تنظيـــم وظائـــف‬ ‫أن الدراســات الحديثــة قــد أظهــرت أن‬ ‫القلـــب والحمايـــة مـــن اإلجهـــاد‬ ‫الجريليـــن ُينتـــج فـــي القلـــب وأعضـــاء‬ ‫الخلـــوي‪ .‬ومـــع ذلـــك‪ ،‬فمـــن غيـــر الواضـــح مـــا إذا كان تنـــاول هـــذا‬ ‫أخـــرى‪ ،‬ممـــا يشـــير إلـــى أن للهرمـــون أدوار فســـيولوجية واســـعة‬ ‫الهرمـــون لـــه نفـــس اآلثـــار العالجيـــة علـــى البشـــر مثـــل الجـــرذان‪،‬‬ ‫النطـــاق ال تقتصـــر علـــى إرســـال إشـــارة الجـــوع‪.‬‬ ‫أم ال‪ .‬فثمـــة حاجـــة إلـــى مزيـــد مـــن التجـــارب والمحـــاوالت األخـــرى‬ ‫هـــذا وقـــد وجـــد الباحثـــون الســـعوديون أن الجـــرذان المســـتحث‬ ‫لتأكيـــد ســـامة وفعاليـــة الجريليـــن فـــي الوقايـــة مـــن احتشـــاء‬ ‫بهـــا احتشـــاء عضلـــة القلـــب ‪ -‬والتـــي كانـــت ُتعطـــى محاليـــل ملحيـــة‬ ‫عضلــة القلــب في المســتقبل‪.‬‬ ‫تحت ــوي عل ــى الجريلي ــن لم ــدة ثالث ــة أس ــابيع متتالي ــة ‪ -‬ش ــهدت تحس ــنً ا‬ ‫وانخفاضـــا‬ ‫ً‬ ‫فـــي وظائـــف القلـــب‪ ،‬وزيـــادة فـــي انقبـــاض عضلتـــه‪،‬‬ ‫‪Eid, R. A., et al. Subacute ghrelin administration inhibits apoptosis and improves ultra‬‬‫فـــي مســـتويات إنزيمـــي كرياتيـــن كينـــاز ونـــازع هيدروجيـــن الالكتـــات‬ ‫‪structural abnormalities in remote myocardium post-myocardial infarction. Biomed‬‬‫ف ــي ال ــدم‪ ،‬وهم ــا إنزيم ــان مرتبط ــان باإلجه ــاد الخل ــوي‪ .‬كم ــا أظه ــرت‬ ‫‪icine & Pharmacotherapy 101, 920–928 (2018).‬‬ ‫العينـــات المأخـــوذة مـــن البطيـــن األيســـر للجـــرذان المســـتحث بهـــا‬ ‫العـدد رقـم‬

‫‪6‬‬

‫‪9‬‬

‫‪ZOON A R G M B H / A L A M Y S TOC K P H OTO‬‬

‫تظهر دراسة ف� ئ‬ ‫الف�ان أن هرمون الجوع يساعد ف ي� الحفاظ عىل خاليا عضلة القلب‬ ‫ي‬ ‫وتقليل التلف الناتج عن النوبات القلبية‪.‬‬


‫يوضحون سبب‬ ‫ِّ‬ ‫باحثون‬ ‫بشكل أسرع‬ ‫البشر‬ ‫نوم‬ ‫ٍ‬ ‫في السيارات والقطارات‬ ‫واألسرة الهزَّ ازة‪.‬‬ ‫َّ‬

‫‪10‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2019‬‬


‫الحركة االهتزازية‬ ‫لنوم أفضل‬ ‫ٍ‬ ‫وقبــت خاللهــا‬ ‫كشــفت دراســة حديثــة‪ُ ،‬ر ِ‬ ‫الموجــات الدماغيــة لــدى عــدة مشــاركين فــي‬ ‫اعتمــادا علــى‬ ‫أثنــاء خلودهــم إلــى النــوم‬ ‫ً‬ ‫الحركــة االهتزازيــة‪ ،‬أن النــوم علــى فــراش‬ ‫حســن طبيعــة النــوم ويعــزِّ ز القــدرة علــى‬ ‫هــزَّ از ُي ِّ‬ ‫استرجاع الذاكرة‪.‬‬ ‫ووفقــا للدراســة التــي ُنشــرت فــي دوريــة‬ ‫ً‬ ‫«كارنــت بيولوجــي» ‪ ،Current Biology‬فــإن‬ ‫الســر يكمــن فــي تحفيــز “الموجــات البطيئــة”‬ ‫َّ‬ ‫أو النــوم العميــق لفتــرات أطــول‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫مؤلفــة مشــاركة فــي‬ ‫بيــرو‪،‬‬ ‫تقــول أورور‬ ‫ّ‬ ‫هــذا البحــث‪“ :‬عــادةً مــا َنهــزُّ األطفــال ليخلــدوا‬ ‫أيضــا عــن‬ ‫إلــى النــوم‪ .‬ولكننــا كثيـ ًـرا مــا نســمع ً‬ ‫بشــكل‬ ‫غطــون فــي النــوم‬ ‫الراشــدين الذيــن َي ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫أســرع عندمــا يسـ ِّ‬ ‫ـارا أو ســيارة‪ ،‬كمــا‬ ‫ـتقلون قطـ ً‬ ‫نســمع عــن حــاالت الشــعور باالســترخاء عنــد‬ ‫االســتلقاء علــى أرجوحــة شــبكية”‪.‬‬ ‫اســتعان باحثــون مــن جامعــة جنيــف وجامعــة‬ ‫لــوزان بثمانيــة عشــر مشــاركًا نامــوا فــي‬ ‫ليــال‪ .‬كان هــدف الليلــة‬ ‫المختبــر لمــدة ثــاث‬ ‫ٍ‬ ‫األولــى أن يعتــاد المشــاركون النــوم فــي بيئــة‬ ‫المختبــر‪ ،‬وفــي الليلــة الثانيــة نــام المشــاركون‬ ‫ـراش هــزَّ از‪ ،‬فــي حيــن نامــوا فــي الليلــة‬ ‫علــى فـ ٍ‬ ‫فــراش ثابــت‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫الثالثــة علــى‬ ‫ســـجل الباحثـــون الموجـــات الدماغيـــة‬ ‫َّ‬ ‫لـــدى المشـــاركين باســـتخدام جهـــاز التخطيـــط‬ ‫الكهربائـــي للدمـــاغ (‪ .)EEG‬وكان ُي َ‬ ‫طلـــب مـــن‬ ‫حـــل تماريـــن‬ ‫ّ‬ ‫صبـــاح ومســـاء‬ ‫كل‬ ‫المشـــاركين َّ‬ ‫ٍ‬ ‫الربـــط بيـــن الكلمـــات الختبـــار قدراتهـــم علـــى‬ ‫اســـترجاع الذاكـــرة‪.‬‬ ‫بيــرو إنــه عندمــا خضــع المشــاركون‬ ‫تقــول‬ ‫ّ‬ ‫لحركــة اهتزازيــة خفيفــة طــوال الليــل‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫كان نومهــم أســرع‪“ .‬كذلــك‪ُ ،‬تعــزِّ ز الحركــة‬ ‫التذبذبــات الدماغيــة الضروريــة لتقويــة الذاكــرة‬ ‫في أثناء الليل»‪.‬‬ ‫والتذبذبــات الكهربائيــة للدمــاغ ظواهــر‬

‫مجهريــة تحــدث فــي أثنــاء النــوم‪ ،‬وتلعــب‬ ‫حيويــا فــي تنظيــم النــوم وعمــل الذاكــرة‪.‬‬ ‫دورا‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫وقــد تتأثــر بالحالــة الذهنيــة وعوامــل أخــرى‪،‬‬ ‫مثــل‪ :‬الضوضــاء والحــرارة وتنــاول العقاقيــر‬ ‫ً‬ ‫فضــا عــن الحــاالت‬ ‫أو الكحــول قبــل النــوم‪،‬‬ ‫الصحيــة مثــل الشــعور باأللــم المزمــن‪.‬‬ ‫وتوجــد عـ َّـدة أنــواع مــن التذبذبــات المرتبطــة‬ ‫بالنــوم‪ .‬فقــد جــرى الربــط بيــن التذبذبــات‬ ‫البطيئــة وموجــات النــوم المغزليــة ‪-‬وهــي‬ ‫هــدئ مــن‬ ‫نوبــات مــن النشــاط الدماغــي ُت ِّ‬ ‫االســتجابة فــي أثنــاء النــوم‪ -‬وبيــن انخفــاض‬ ‫وتحســن‬ ‫معــدالت اليقظــة فــي الليــل‬ ‫ُّ‬ ‫الذاكرة في الصباح‪.‬‬ ‫بيــرو‪“ :‬تظهــر الموجــات المغزليــة‬ ‫توضــح‬ ‫ّ‬ ‫متكــرر‪ ،‬أقــل‬ ‫والتذبذبــات البطيئــة بشــكل‬ ‫ّ‬ ‫اعتمــادا علــى مرحلــة النــوم التــي‬ ‫أو أكثــر‪،‬‬ ‫ً‬ ‫يمر بها الشخص”‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وتشــير البيانــات إلــى أن الحركــة االهتزازيــة‬ ‫الخفيفــة تزيــد انتشــار الموجــات المغزليــة‬ ‫وتزامــن أوقــات حدوثهــا‬ ‫والتذبذبــات البطيئــة ُ‬ ‫مــع دورة االهتــزاز‪ ،‬وهــو مــا جعــل المشــاركين‬ ‫بشــكل أســرع‪،‬‬ ‫عميــق‬ ‫نــوم‬ ‫ٍ‬ ‫غطــون فــي‬ ‫َي ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ويظلــون نائميــن طــوال الليــل‪.‬‬ ‫يمكــن االســتفادة مــن هــذه النتائــج فــي حالــة‬ ‫األفــراد الذيــن يعانــون مــن األرق واضطرابــات‬ ‫النــوم‪ ،‬ولكــن ربمــا يكــون النقــاش بشــأن كيفيــة‬ ‫ســابقا ألوانــه‪ ،‬ألن األبحــاث مــا‬ ‫ً‬ ‫تطبيــق ذلــك‬ ‫زالــت فــي مراحلهــا األولــى‪ .‬تقــول بيـ ّـرو إنهــم‬ ‫بحاجــة إلــى اختبــار الفــراش الهــزَّ از ً‬ ‫أول علــى‬ ‫ـدد أكبــر مــن البالغيــن قبــل الحديــث عــن جــدوى‬ ‫عـ ٍ‬ ‫تلــك النتائــج فــي العالجــات الســريرية‪.‬‬ ‫‪Perrault, A. et al. Whole-Night Continuous Rocking‬‬ ‫‪Entrains Spontaneous Neural Oscillations with Benefits‬‬ ‫‪for Sleep and Memory. Current Biology 29, 402–411‬‬ ‫‪(2019).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪6‬‬

‫‪11‬‬

‫‪A LEKSA N DA R N A K I C / E+ / G ET T Y I M AG ES‬‬

‫ال� تساعد أ‬ ‫ت‬ ‫تز‬ ‫الطفال عىل النوم تحقِّق‬ ‫كشفت دراسة أن الحركة االه�ازية الخفيفة ي‬ ‫النتيجة نفسها مع الراشدين‪ً ،‬‬ ‫فضل عن أنها تحافظ عىل قوة الذاكرة‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2019‬‬


‫الكشف عن‬ ‫األسس الداعمة‬ ‫للهيكل الخلوي‬ ‫كشـــف بحـــث جديـــد‪ ،‬ربمـــا يســـاعد‬ ‫فـــي عـــاج هشاشـــة العظـــام‪ ،‬عـــن‬ ‫أن عام ــل النم ــو المح ــوري‪،TGFβ1 ،‬‬ ‫يعي ــد تنظي ــم الهي ــكل الخل ــوي ف ــي‬ ‫تمايـــز الخاليـــا العظميـــة‪.‬‬ ‫أثنـــاء‬ ‫ُ‬ ‫فحـــص فريـــق مـــن الباحثيـــن‬ ‫الس ــعوديين‪ ،‬بقي ــادة عام ــر محم ــود‬ ‫م ــن جامع ــة المل ــك س ــعود‪ ،‬نش ــاط‬ ‫عامـــل النمـــو ‪ ،TGFβ1‬الـــذي ُي َعـــد‬ ‫ً‬ ‫لتمايـــز الخاليـــا‬ ‫أساســـيا‬ ‫عامـــا‬ ‫ُ‬ ‫ًّ‬

‫العظميـــة والدهنيـــة مـــن الخاليـــا‬ ‫الجذعيـــة لنخـــاع العظـــم‪ .‬وقـــد عالـــج‬ ‫الباحثـــون مـــزارع الخاليـــا الجذعيـــة‬ ‫باســـتخدام عامـــل النمـــو ‪TGFβ1‬‬ ‫للحـــث علـــى التمايـــز‪ ،‬ثـــم حللـــوا‬ ‫الجين ــات الت ــي تأث ــرت‪ .‬وح ــددوا نح ــو‬ ‫‪ 3‬آالف جيــن اســتجابت لعامــل النمــو‬ ‫‪ .TGFβ1‬كانـــت الجينـــات المرتبطـــة‬ ‫بمك ـ ِّـون م ــن الهي ــكل الخل ــوي ُيع ــرف‬ ‫باســـم األكتيـــن شـــائعة بشـــكل‬ ‫مدهـــش بيـــن الجينـــات التـــي‬ ‫ينظمه ــا عام ــل النم ــو ‪ ،TGFβ1‬مم ــا‬ ‫دف ــع الفري ــق إل ــى الش ــك ف ــي أن ــه‬ ‫التماي ــز ع ــن طري ــق‬ ‫ربم ــا يؤث ــر عل ــى‬ ‫ُ‬ ‫تنظيـــم الهيـــكل الخلـــوي‪.‬‬ ‫فح ــص الباحث ــون خي ــوط األكتي ــن‬ ‫ف ــي الخالي ــا المس ــتزرعة م ــع عام ــل‬ ‫النمـــو ‪ TGFβ1‬ومـــن دونـــه‪ .‬وصـــرح‬ ‫ً‬ ‫قائـــا‪“ :‬بعـــد المعالجـــة‬ ‫محمـــود‬ ‫بعامـــل النمـــو ‪ ،TGFβ1‬رأينـــا أن‬

‫منظمـــا‬ ‫الهيـــكل الخلـــوي أصبـــح‬ ‫ً‬ ‫حزمـــا تشـــبه عـــدة‬ ‫كـــون ً‬ ‫للغايـــة؛ إذ َّ‬ ‫معـــا”‪ .‬وعندمـــا‬ ‫مجمعـــة‬ ‫حبـــال‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫مثبطـــا لعامـــل‬ ‫الفريـــق‬ ‫أضـــاف‬ ‫ً‬ ‫النم ــو ‪“ ،TGFβ1‬فق ــد األكتي ــن ه ــذا‬ ‫ـخصا‬ ‫التنظي ــم‬ ‫تمام ــا‪ ،‬كم ــا ل ــو أن ش ـ ً‬ ‫ً‬ ‫واضعـــا‬ ‫قـــد عبـــث بـــكل الحبـــال‪،‬‬ ‫ً‬ ‫بع ــض أجزائه ــا ف ــوق بع ــض‪ ،‬وت ــاركًا‬ ‫أجـــزاء فـــي أماكـــن أخـــرى ال ينبغـــي‬ ‫ً‬ ‫أن توجـــد فيهـــا”‪.‬‬ ‫ولتأكيـــد أهميـــة األكتيـــن فـــي‬ ‫التماي ــز‪ ،‬عال ــج الفري ــق م ــزارع الخلي ــة‬ ‫باســـتخدام مثبـــط حركـــة الخاليـــا‪D-‬‬ ‫(المعـــروف باالختصـــار‪ ،)CYD‬وهـــو‬ ‫مـــادة كيميائيـــة تعطـــل الهيـــكل‬ ‫الخلـــوي عـــن طريـــق التدخـــل فـــي‬ ‫تكويـــن خيـــوط األكتيـــن‪ .‬لـــم تتمايـــز‬ ‫الخاليـــا الجذعيـــة التـــي عولجـــت‬ ‫بمـــادة ‪ CYD‬إلـــى خاليـــا عظميـــة‪،‬‬ ‫أيض ــا‬ ‫حت ــى عندم ــا عولج ــت المزرع ــة ً‬ ‫ً‬ ‫وبـــدل مـــن‬ ‫بعامـــل النمـــو ‪.TGFG1‬‬ ‫تمايـــز‬ ‫ذلـــك‪ ،‬عـــزَّ زت مـــادة ‪CYD‬‬ ‫ُ‬ ‫الخالي ــا الجذعي ــة إل ــى خالي ــا دهني ــة‪،‬‬ ‫بصـــرف النظـــر عـــن إضافـــة ‪TGFβ1‬‬ ‫م ــن عدم ــه‪ .‬وكش ــف تحلي ــل التعبي ــر‬ ‫الجين ــي ف ــي ه ــذه الم ــزارع ع ــن ُّ‬ ‫تأث ــر‬ ‫‪ 13‬ألـــف جيـــن بمـــادة ‪ ،CYD‬بمـــا‬ ‫فيهــا العديــد مــن الجينــات المرتبطــة‬ ‫باألكتيــن وحــدوث زيــادة فــي تنظيــم‬ ‫‪ 2018‬جينً ـــا بواســـطة عامـــل النمـــو‬

‫‪ ،TGFβ1‬بينمـــا حـــدث نقـــص فـــي‬ ‫تنظيمهـــا بواســـطة مـــادة ‪.CYD‬‬ ‫يعتقـــد محمـــود أن تأثيـــر عامـــل‬ ‫النمــو ‪ TGFβ1‬علــى الهيــكل الخلــوي‬ ‫عرضـــة ألن‬ ‫ً‬ ‫يجعـــل الخاليـــا أكثـــر‬ ‫تصبـــح خاليـــا عظميـــة‪ ،‬فـــي حيـــن‬ ‫تماي ــز الخالي ــا الدهني ــة ق ــد يك ــون‬ ‫أن‬ ‫ُ‬ ‫حساســـية لتوزيـــع األكتيـــن؛‬ ‫ً‬ ‫أقـــل‬ ‫ألن الخاليـــا الدهنيـــة ال تحتـــاج إلـــى‬ ‫االحتفـــاظ بشـــكل معيـــن‪ .‬ويعلـــق‬ ‫التغيــر فــي نمــط‬ ‫بقولــه‪“ :‬أعتقــد أن‬ ‫ُّ‬ ‫التماي ــز‪ ،‬األم ــر‬ ‫ـى‬ ‫األكتي ــن ي ــؤدي إل ـ‬ ‫ُ‬ ‫الـــذي يـــؤدي بـــدوره إلـــى حـــدوث‬ ‫تغيـــرات فـــي األكتيـــن‪ ،‬ممـــا يزيـــد‬ ‫ُّ‬ ‫التمايـــز”‪.‬‬ ‫تعزيـــز عمليـــة‬ ‫ُ‬ ‫توضـــح هـــذه النتائـــج دور عامـــل‬ ‫النمـــو ‪ TGFβ1‬فـــي تكويـــن الخاليـــا‬ ‫العظميـــة‪ ،‬كمـــا تســـلط الضـــوء‬ ‫عل ــى أهمي ــة الهي ــكل الخل ــوي ف ــي‬ ‫هـــذه العمليـــة‪ .‬ويأمـــل الفريـــق أن‬ ‫عالجـــا ألمـــراض‬ ‫ُيســـتخدم ‪TGFβ1‬‬ ‫ً‬ ‫مثـــل هشاشـــة العظـــام‪ ،‬وهـــي‬ ‫فك ــرة يختبرونه ــا اآلن عل ــى الفئ ــران‪.‬‬ ‫‪Elsafadi, M., Manikandan, M., Almalki, S.,‬‬ ‫‪Mobarak, M., Atteya, M., et al. TGFβ1-In‬‬‫‪duced differentiation of human bone mar‬‬‫‪row-derived MSCs Is mediated by changes‬‬ ‫‪to the actin cytoskeleton. Stem Cells Inter-‬‬

‫‪national 2018, 6913594 (2018).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪6‬‬

‫‪13‬‬

‫‪A LF R ED PAS I EK A /S C I EN C E P H OTO LI B R A RY / G ET T Y I M AG ES‬‬

‫بحث جديد يخ ُلص إىل أن التنظيم السليم للهيكل الخلوي ف ي� أثناء‬ ‫تكوين الخاليا العظمية يعتمد عىل عامل النمو المحوري بيتا ‪1‬‬ ‫(‪ ،)TGFβ1‬وهو من عوامل النمو الرئيسية‪.‬‬


‫كبح جماح االستعمال المفرط‬ ‫لمضادات الميكروبات‬

‫ارتفاع مستويات استخدام المضادات الحيوية ف ي� وحدات العناية المركزة ف ي� مختلف أنحاء المملكة العربية السعودية‬ ‫يؤ ّدي إىل تفاقم مشكلة مقاومة المضادات الحيوية‪.‬‬

‫رصــد باحثــون بمركــز الملــك عبــد اللــه العالمــي لألبحــاث الطبيــة‬ ‫شــهرا‪،‬‬ ‫خمــس وحــدات للعنايــة المركــزة للبالغيــن‪ ،‬علــى مــدار ‪33‬‬ ‫ً‬ ‫للحــد مــن االســتخدام غيــر‬ ‫بهــدف المســاعدة فــي وضــع تدابيــر‬ ‫ّ‬ ‫الضــروري لمضــادات الميكروبــات‪ ،‬وباألخــص المضــادات الحيويــة‪،‬‬ ‫والســيطرة علــى ظاهــرة مقاومــة مضــادات الميكروبــات‪ .‬أظهــرت‬ ‫الدراســة أن اســتخدام بعــض أنــواع المضــادات الحيويــة فــي‬ ‫عمــا هــو عليــه فــي بلــدان أوروبيــة‬ ‫المملكــة العربيــة الســعودية يزيــد ّ‬ ‫بمقــدار ســتّ ة أضعــاف‪.‬‬ ‫الحيــة الدقيقــة‬ ‫بالنســبة إلــى المرضــى المصابيــن بالكائنــات‬ ‫ّ‬ ‫الممرضــة‪ ،‬يمكــن لمضــادات الميكروبــات واســعة المفعــول أن‬ ‫ُ‬ ‫تشــكل الفــارق بيــن الحيــاة والمــوت‪ .‬ولكــن بالنظــر إلــى توافــر‬ ‫ـكل عــام‪ ،‬وكونها‬ ‫مضــادات الميكروبــات بســهولة‪ ،‬وبأســعار زهيدة بشـ ٍ‬ ‫فغالبــا مــا يتــم اإلفــراط فــي اســتخدامها‪ .‬لقــد ارتبــط‬ ‫أيضــا‪،‬‬ ‫آمنــة ً‬ ‫ً‬ ‫االســتهالك المفــرط للمضــادات الحيويــة بمقاومــة الميكروبــات لهــذه‬ ‫المضــادات‪ ،‬ومــن ثــم فقــد ســلطت هــذه المســتويات العاليــة مــن‬ ‫الملحــة لوضــع‬ ‫االســتهالك فــي المستشــفيات الضــوء علــى الحاجــة ُ‬ ‫مبــادئ توجيهيــة أكثــر صرامــة‪.‬‬ ‫كانــت منظمــة الصحــة العالمية أصدرت في عام ‪ 2015‬خطة العمل‬ ‫وبنــاء علــى هــذه‬ ‫العالميــة بشــأن مقاومــة مضــادات الميكروبــات‪،‬‬ ‫ً‬ ‫للتصدي‬ ‫خطة وطنية‬ ‫ّ‬ ‫الخطة‪ ،‬وضعت بلدان مجلس التعاون الخليجي ّ‬ ‫لمقاومة مضادات الميكروبات من أجل تحديد االســتهالك المرجعي‬ ‫لمضادات الميكروبات‪.‬‬ ‫تقــول حنــان بلخــي‪ ،‬المديــر التنفيــذي الســابق إلدارة الوقايــة مــن‬ ‫العــدوي ومكافحتهــا فــي الشــئون الصحيــة بــوزارة الحــرس الوطنــي‬ ‫ّ‬ ‫والمؤلف الرئيســي لتلك الدراســة‪“ :‬إن تقدير االســتهالك المرجعي‬ ‫أغراضا متعددة؛ منها تحديد الوحدات‬ ‫ً‬ ‫لمضادات الميكروبات ســيخدم‬ ‫أو العنابــر ذات االســتهالك األعلــى فــي المستشــفيات‪ ،‬ومراقبــة‬ ‫تأثيــر اإلجــراءات المســتقبلية‪ ،‬والحــد مــن األنمــاط غيــر المالئمــة‬ ‫من الوصفات الطبية”‪.‬‬ ‫جمعــت بلخــي وزمالؤهــا بيانــات عــن الجرعــات اليوميــة وطــول‬ ‫فتــرة العــاج ومــدى تكــرار االســتهالك اليومــي لـــ ‪ 16‬مــن مضــادات‬ ‫حكوميا‬ ‫المر ّكــزة الممولة‬ ‫ً‬ ‫الميكروبــات المســتخدمة فــي وحــدات العناية ُ‬ ‫ـنويا‪.‬‬ ‫والتــي تقـ ّـدم خدمــات الرعايــة الصحيــة لحوالــي ‪ 1800‬مريــض سـ ً‬

‫‪14‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2019‬‬

‫رصــد مؤلفــو الدراســة أكثــر مــن أربعيــن ألــف جرعــة مــن األدويــة‬ ‫المضــادة للميكروبــات ُق ّدمــت أثناء احتجاز ‪ 4919‬حالة بالمستشــفيات‪.‬‬ ‫كان متوسط فترة العالج ‪ 9.5‬أيام‪ ،‬وأشارت الدراسة إلى أن مضادات‬ ‫الميكروبــات األكثــر اســتهالكًا فــي جميــع وحــدات العنايــة المركــزة‬ ‫كانــت ميروبينــم (‪ ،)%21.4‬ويليــه بيبراســيلين‪/‬تازوباكتام (‪،)%16.8‬‬ ‫وأخيــرا مضــاد‬ ‫ثــم فانكومايســين (‪ ،)%14.9‬وكوليســتين (‪،)%13.5‬‬ ‫ً‬ ‫الفطريات كاسبوفنجن (‪.)%8‬‬ ‫كان هن ــاك بع ــض التف ــاوت ف ــي اس ــتهالك مض ــادات الميكروب ــات‬ ‫المخصصـــة لوحـــدات العنايـــة المركـــزة‪ ،‬حيـــث كانـــت الكاربابينيمـــات‪،‬‬ ‫وه ــي مجموع ــة م ــن المض ــادات الحيوي ــة واس ــعة المفع ــول تش ــمل‬ ‫التدخـــات الجراحيـــة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫اســـتخداما فـــي‬ ‫الميروبينـــم‪ ،‬هـــي األكثـــر‬ ‫ً‬ ‫والح ــروق‪ ،‬والوح ــدات الت ــي توف ــر رعاي ــة انتقالي ــة بي ــن وح ــدة العناي ــة‬ ‫المركـــزة والعنبـــر العـــام‪ ،‬فيمـــا كان بيبراســـيلين‪/‬تازوباكتام هـــو أكثـــر‬ ‫اســـتخداما فـــي وحـــدات العنايـــة المركـــزة‬ ‫مضـــادات الميكروبـــات‬ ‫ً‬ ‫الخاصـــة بجراحـــات القلـــب والصـــدر‪.‬‬ ‫علــى الرغــم مــن أن الدراســة لــم تتمكّــن مــن تحديــد مــا إذا كان‬ ‫اســتهالك مضــادات الميكروبــات غيــر مناســب أو مفــرط‪ ،‬فــإن‬ ‫مقارنــات شــملت تقاريــر شــبيهة واردة مــن بلــدان أخــرى تشــير إلــى‬ ‫أن اســتخدام الكاربابينيمــات أعلــى بكثيــر فــي المملكــة العربيــة‬ ‫الســعودية؛ حيــث بلــغ اســتخدامه ســتة أضعــاف مــا هــو عليــه فــي‬ ‫بعــض البلــدان األوروبيــة‪ ،‬وهــو مــا قــد يعــد عامـ ًـا أســهم فــي ظهــور‬ ‫البكتيريــا المعويــة المقاومــة للكاربابينيــم‪ ،‬وكذلــك بكتيريــا الراكــدة‬ ‫ــخصت فــي بعــض ُمستشــفيات‬ ‫المقاومــة للكاربابينيــم‪ ،‬والتــي ُش ِّ‬ ‫دول مجلــس التعــاون الخليجــي‪.‬‬ ‫تقــول بلخــي‪“ :‬تشــير نتائجنــا إلى أن االســتخدام الحكيم للمضادات‬ ‫الحيويــة يجــب أن يصيـ َـر أولويــة‪ ،‬وأن تنفيــذ برامــج متخصصــة معنيــة‬ ‫باإلشــراف علــى اســتخدام مضــادات الميكروبــات ســيضمن أن أولئــك‬ ‫الذيــن يحتاجــون مثــل هــذه المضــادات ســوف يتلقونهــا فــي الوقــت‬ ‫المناســب‪ ،‬وأولئــك الذيــن ال يحتاجونهــا لــن يحصلــوا عليهــا”‪.‬‬ ‫‪Balkhy, H. H., El-Saed, A., El-Metwally, A., Arabi, Y. M., Aljohany, S. M. et al. Anti‬‬‫‪microbial consumption in five adult intensive care units: a 33-month surveillance‬‬ ‫‪study. Antimicrobial Resistance and Infection Control 7, 156 (2018).‬‬


‫تقييم استعمال مضادات الميكروبات‬

‫في وحدات العناية المركزة‬

‫توصل الباحثون إلى أن معدل‬ ‫استهالك مضادات الميكروبات‪،‬‬ ‫وتحديدا الكاربابينيمات‪ ،‬يزيد عن معدل‬ ‫ً‬ ‫استهالكها في الدول األوروبية‬ ‫بستة أضعاف‪ ،‬وهو ما ُيفسر نشوء‬ ‫المقاومة للكاربابينيمات في‬ ‫ِ‬ ‫البكتيريا‬ ‫دول الخليج العربي‪.‬‬

‫رصد الفريق البحثي ‪ 40‬ألف‬ ‫جرعة عقار مضاد للميكروبات‬ ‫ُقدمت لـ ‪ 4919‬حالة‪.‬‬

‫درس باحثو كيمارك استهالك‬ ‫مضادات الميكروبات في ‪ 16‬وحدة‬

‫تماشيا مع الخطة التي وضعتها‬ ‫ً‬ ‫منظمة الصحة العالمية في عام‬

‫من وحدات العناية المركزة في‬

‫‪ ،2015‬وضع مجلس التعاون‬

‫أنحاء المملكة العربية السعودية‪.‬‬

‫الخليجي خطة قومية تتعلق‬ ‫بمقاومة مضادات الميكروبات‬ ‫بهدف تقدير استهالك مضادات‬ ‫الميكروبات في المنطقة‪.‬‬

‫العوامل المضادة للميكروبات‬ ‫األعلى من حيث معدل االستهالك‬ ‫فانكومايسين (‪)%14.9‬‬

‫كاسبوفنجين (‪)%8.0‬‬

‫بيبراسيلين‪/‬‬ ‫تازوباكتام (‪)%16.8‬‬

‫كوليستين (‪)%13.5‬‬

‫ميروبينم (‪)%21.4‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪6‬‬

‫‪15‬‬


‫ّ‬ ‫مؤشر مهم للصحة‪،‬‬ ‫الوزن عند الوالدة‬ ‫والمخططات المرجعية الجديدة سوف‬ ‫تساعد على تحديد المواليد الذين‬ ‫يحتاجون إلى رعاية إضافية‪.‬‬

‫تحديث تقديرات الوزن‬ ‫عند الوالدة‬ ‫بحث جديد يتيح مخطَّطات ث‬ ‫أك� دقة لتقييم الوزن عند الوالدة‪ ،‬بنا ًء عىل معلومات‬ ‫الر ّضع إىل الرعاية من عدمها‪.‬‬ ‫ُم َّ‬ ‫حدثة‪ ،‬لتحديد حاجة ُ‬

‫أتـاح بحـث بقيـادة معهد هارفـارد بيلجريم للرعاية‬ ‫طـات مرجعيـة ُم َح َّدثـة للـوزن عنـد‬ ‫ٍ‬ ‫مخط‬ ‫الصحيـة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ستخدم‬ ‫تأخذ في االعتبار ُعمر الحمل‪ ،‬لتُ‬ ‫ُ‬ ‫الوالدة‬ ‫َ‬ ‫الجـدد‪،‬‬ ‫صحـة المواليـد‬ ‫فـي تحديـد مـدى‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫باسـتخدام عينة ُم َم ِّثلة على المسـتوى الوطني‬ ‫متخصصـي‬ ‫مـن بيانـات الـوالدة وتقديـرات‬ ‫ّ‬ ‫التوليـد لعمـر الحمـل‪ .‬وهـذا التحديـث يمكـن‬

‫‪16‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2019‬‬

‫أن يعكـس بشـكل أفضـل التركيبـة االجتماعيـة‬ ‫الديموجرافية الحالية لسـكان الواليات المتحدة‪،‬‬ ‫الرضـع الذيـن يحتاجـون إلـى رعايـة‬ ‫ّ‬ ‫ويحـدد‬ ‫ُ‬ ‫وفقـا لباحثيـن فـي الواليـات المتحدة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إضافيـة‪،‬‬ ‫يوضح عز الدين آريس‪ ،‬الذي قاد الدراسة‬ ‫ِّ‬ ‫“المخططات السابقة لوزن المواليد‬ ‫الجديدة‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫قد ال تعكس التكوين االجتماعي‪-‬الديموجرافي‬

‫ً‬ ‫فضل عن كونها‬ ‫الحالي للواليات المتحدة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تعتمد في تقدير ُعمر الحمل على الموعد‬ ‫األمهات آلخر حيض‪ ،‬وهو ما يكون‬ ‫حدده‬ ‫ّ‬ ‫الذي ُت ّ‬ ‫متخصصي التوليد‬ ‫أقل دقة من تقديرات‬ ‫ّ‬ ‫غالبا‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫التي تأخذ في االعتبار قياسات الموجات فوق‬ ‫الصوتية وتاريخ الحيض والفحوصات المخبرية”‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫مؤش ــر‬ ‫جدي ــر بالذك ــر أن ال ــوزن عن ــد ال ــوالدة‬


‫عل ــى صح ــة الطف ــل وأم ــه‪ ،‬لذل ــك م ــن المه ــم‬ ‫معرفـــة مـــا إذا كان وزن المولـــود الجديـــد‬ ‫صحيـــا بالنســـبة لمرحلـــة الحمـــل المتزامنـــة‬ ‫ًّ‬ ‫أيضـــا باســـم‬ ‫ً‬ ‫مـــع والدة الرضيـــع‪ ،‬المعروفـــة‬ ‫ُعمـــر الحمـــل‪ .‬وإذا كان الـــوزن عنـــد الـــوالدة‬ ‫أي مـــن الطرفيـــن القصوييـــن‬ ‫يقـــع فـــي‬ ‫ٍّ‬ ‫لنط ــاق أي عم ــر معي ــن‪ ،‬فإن ــه يش ــير إم ــا إل ــى‬ ‫نمـــو محـــدود وإمـــا ُمفـــرط‪ ،‬وكالهمـــا يرتبـــط‬ ‫بمخاطــر صحية‪.‬‬ ‫المخططـات المرجعيـة لتحديـد‬ ‫سـتخدم‬ ‫ُت‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫مـا إذا كان وزن والدة الرضيـع يقـع فـي‬ ‫النطـاق الطبيعـي أم ال‪ .‬وتشـير إلـى نسـبة‬ ‫األطفـال المولوديـن داخـل نطاقـات الـوزن‬ ‫فـي أعمـار الحمـل المختلفـة‪ .‬ومـع ذلـك‪،‬‬ ‫تسـتند مخططـات وزن المواليـد الحاليـة‬ ‫المسـتخدمة فـي الواليـات المتحـدة إلـى‬ ‫بيانـات قديمـة‪ ،‬وإلـى النهـج المعيـاري لتقديـر‬ ‫عمـر الحمـل الـذي يعتمـد فقط علـى تحديد األم‬ ‫لموعد آخر حيض‪.‬‬

‫طات مرجعية جديدة‬ ‫ٍ‬ ‫مخط‬ ‫طور آريس وزمالؤه‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫بناء على أوزان المواليد ألكثر‬ ‫للوزن عند الوالدة ً‬ ‫مـن ‪ 3.8‬مليـون رضيـع ولـدوا فـي الواليـات‬ ‫المتحـدة عـام ‪ 2017‬فـي ُعمـر حمـل يتـراوح بيـن‬ ‫متخصصـي‬ ‫وفقـا لتقديـرات‬ ‫ً‬ ‫أسـبوعا‪،‬‬ ‫‪ 22‬و‪42‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫طبق الباحثون تقنيتين للنمذجة‬ ‫التوليد‪ .‬بعد ذلك َّ‬ ‫ظهـر متوسـط أوزان المواليـد‬ ‫لبنـاء منحنيـات ُت ِ‬ ‫مـن الفتيـان والفتيات‪ ،‬والنسـبة المئوية للرضع‬ ‫داخـل نطاقـات األوزان المتعـددة فـي أعمـار‬ ‫الحمل المختلفة‪.‬‬ ‫أســفرت التقنيتــان عــن منحنيــات متداخلــة‬ ‫صحــة النهــج‪ .‬وقــد‬ ‫دل علــى‬ ‫بشــكل كبيــر‪ ،‬ممــا َّ‬ ‫ّ‬ ‫المخططــات الجديــدة مــع‬ ‫كشــفت مقارنــة‬ ‫ّ‬ ‫مخططــات أعــوام ‪ 2009‬و‪ 1999‬عــن اختالفــات‬ ‫للرضــع المولوديــن قبــل األوان‬ ‫ّ‬ ‫كبيــرة‪ .‬بالنســبة‬ ‫عــددا‬ ‫(الخــدج)‪ ،‬صنّ فــت المخططــات الجديــدة‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫وعــددا‬ ‫الــوزن‪،‬‬ ‫كناقصــي‬ ‫الرضــع‬ ‫مــن‬ ‫أقــل‬ ‫ً‬ ‫الحمــل‪.‬‬ ‫بعمــر َ‬ ‫أكبــر كزائــدي الــوزن‪ ،‬مقارنــة ُ‬ ‫للرضــع المولوديــن بعــد األوان‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وبالنســبة‬

‫عــددا أكبــر مــن‬ ‫صنَّ فــت المخططــات الجديــدة‬ ‫ً‬ ‫وعــددا أقــل كزائــدي‬ ‫الرضــع كناقصــي الــوزن‪،‬‬ ‫ً‬ ‫الــوزن‪ .‬وهــذه االختالفــات حدثــت علــى األرجــح‬ ‫بســبب االختالفــات فــي التركيبــة االجتماعيــة‪-‬‬ ‫متخصصــي‬ ‫الديموجرافيــة‪ ،‬ودقــة تقديــرات‬ ‫ّ‬ ‫التوليــد لعمــر الحمــل‪.‬‬ ‫ويقـول آريـس‪“ :‬نتوقـع أن يتمكـن األطبـاء‬ ‫الم َح َّـدث‬ ‫السـريريون مـن اسـتخدام هـذا المرجـع ُ‬ ‫الم َع َّرضيـن للخطـر الذيـن‬ ‫لتحديـد األطفـال‬ ‫ُ‬ ‫يحتاجـون إلـى مراقبـة أو رعايـة إضافيـة‪.‬‬ ‫والخطـوة التاليـة هـي المقارنـة بيـن المعاييـر‬ ‫الم َح َّـدث‬ ‫الحاليـة للـوزن عنـد الـوالدة ومرجعنـا ُ‬ ‫فـي التنبـؤ بالتبعـات الصحية المهمة في وقت‬ ‫الحـق مـن العمـر”‪.‬‬ ‫& ‪Aris, I. M., Kleinman, K. P., Belfort, M. B., Kaimal, A.‬‬ ‫‪Oken, E. A 2017 US reference for singleton birth weight‬‬ ‫‪percentiles using obstetric estimates of gestation. Pedi-‬‬

‫‪atrics 144, e20190076 (2019).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪6‬‬

‫‪17‬‬


‫أدمغة المكفوفين‬ ‫تتكيف لشحذ‬ ‫َّ‬ ‫حاسة السمع‬ ‫ِضعاف البرص يتم َّتعون بحاسة سمع حادة وقوية‪.‬‬ ‫أول دليــل علــى زيــادة مرونة‬ ‫توصــل باحثــون إلــى ّ‬ ‫َّ‬

‫القشــرة الســمعية لــدى البشــر‪ ،‬نتيجــة إلصابتهــم‬

‫جــرى الربــط عــادة بيــن العمــى المبكــر وزيــادة‬ ‫حــدة الســمع‪.‬‬

‫بالعمـــى أو ضعـــف اإلبصـــار فـــي مرحلـــة‬

‫غي ــر أن ه ــذه الدراس ــة ال تق ـ ِّـدم أدل ــة عل ــى أن‬

‫تعمـد المناطـق‬ ‫ففـي غيـاب البيانـات البصريـة‪ُ ،‬‬

‫أيضـــا ُتشـــير إلـــى أن إدراكهـــم‬ ‫ً‬ ‫فحســـب‪ ،‬بـــل‬

‫مبكــرة مــن حياتهم‪.‬‬ ‫الحسـية الوظيفيـة فـي الدمـاغ‪ ،‬مثـل تلـك‬ ‫ّ‬

‫المسـؤولة عـن السـمع‪ ،‬إلـى تطويـر قدراتهـا‬

‫يـــؤدون المهـــام الســـمعية بكفـــاءة‬ ‫المكفوفيـــن‬ ‫ّ‬

‫الحســـي لألصـــوات أكثـــر رهافـــة إلـــى حـــد‬ ‫ّ‬

‫مـــا‪ ،‬مقارنـــة بغيرهـــم‪ .‬فهـــم أقـــدر علـــى رصـــد‬

‫التعزيزيـة‪ ،‬ممـا يزيـد مـن حساسـية السـمع لـدى‬

‫التغي ــرات الطفيف ــة ف ــي األص ــوات وتتب ــع حرك ــة‬

‫المكفوفيـن علـى نحـو يجعلهـم قادريـن علـى‬

‫اســـتنادا إلـــى الصـــوت وحـــده‪.‬‬ ‫األجســـام‬ ‫ً‬ ‫تكتـــف فايـــن وزمالؤهـــا بالتأكيـــد أن‬ ‫ِ‬ ‫ولـــم‬

‫بحسـب دراسـة ُنشـرت فـي دوريـة «جورنـال أوف‬

‫المصابيـــن بالعمـــى منـــذ والدتهـــم‪ ،‬أو الذيـــن‬ ‫ُأصيبـــوا به فـــي طفولتهم‪ ،‬أفضل مـــن غيرهم‬

‫تقـــول أيـــون فايـــن‪ ،‬أســـتاذة علـــم النفـــس‬

‫فـــي التمييـــز بين نغمتيـــن متشـــابهتين أو أكثر‪،‬‬ ‫أكـــدوا كذلـــك أن تلـــك النغمـــات ُت َّ‬ ‫مثـــل في‬ ‫بـــل‬ ‫َّ‬

‫ال يتج ــاوز حجمه ــا ‪ 3x3x3‬ملليمت ــر‪ ،‬لكنه ــا تح ــوي‬

‫اسـتخدم الباحثـون تقنيـة التصويـر بالرنيـن‬

‫نح ــو مئ ــة أل ــف خلي ــة عصبي ــة‪ .‬وق ــد فحصن ــا كل‬

‫المغناطيسـي الوظيفـي (‪ )fMRI‬لقيـاس كيفيـة‬

‫عين ــة م ــن ه ــذه العين ــات الصغي ــرة ج ـ ًـدا لتحدي ــد‬

‫تمثيـل مجموعـات الخاليـا العصبيـة للبيانـات‬

‫التقـاط الفـروق الدقيقـة فـي التـرددات الصوتيـة‪،‬‬ ‫نيوروسـاينس» ‪.Journal of Neuroscience‬‬

‫والمشـــرفة علـــى هـــذه‬ ‫بجامعـــة واشـــنطن‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الدراس ــة‪“ :‬الفوكس ــل عين ــة صغي ــرة م ــن الدم ــاغ‬

‫التـــرددات الســـمعية التـــي تســـتجيب لهـــا”‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2019‬‬

‫أدمغـــة هـــؤالء األشـــخاص بطريقـــة مختلفـــة‪.‬‬

‫الصوتيـة داخـل أدمغـة المشـاركين فـي التجربـة‬

‫التغيـرات‬ ‫والمبصريـن‪ ،‬برصـد‬ ‫مـن المكفوفيـن‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫األكسـجين‪.‬‬

‫فـي تدفـق الـدم واسـتقالب‬ ‫ً‬ ‫“بـــدل مـــن االكتفـــاء برصـــد‬ ‫وتوضـــح فايـــن‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫م ــا إذا كان ــت االس ــتجابات أكب ــر أو أصغ ــر‪ ،‬ركزن ــا‬ ‫فـــي الحقيقـــة علـــى رصـــد مـــدى دقـــة وتعقيـــد‬ ‫هـــذا التمثيـــل”‪.‬‬ ‫وأظه ــرت دراس ــتهم أن القش ــرة الصوتي ــة ل ــدى‬ ‫المشــاركين مــن المكفوفيــن‪ ،‬أصبحــت أكثــر قــدرة‬ ‫علـــى اســـتخالص مزيـــد مـــن المعلومـــات مـــن‬ ‫األصـــوات‪ .‬وهـــذه القـــدرة علـــى رصـــد التغيـــرات‬ ‫الطفيفـــة فـــي التـــرددات الصوتيـــة دليـــل علـــى‬ ‫وج ــود ن ــوع م ــن المرون ــة التعويضي ــة‪.‬‬ ‫تقـول فايـن إن هـذا النـوع مـن المرونـة الـذي ينشـأ‬ ‫عندمـا تصبـح إحـدى المناطق داخل الدماغ أكثر اسـتجابة‬ ‫نقـص مـا‬ ‫ٍ‬ ‫للمؤثـرات كطريقـة للتعويـض عـن وجـود‬ ‫فـي منطقـة أخـرى‪ ،‬لـم ينـل مـا يسـتحقه مـن الدراسـة‬ ‫افتنانـا‬ ‫ً‬ ‫دائمـا أكثـر‬ ‫وتوضـح أن العلمـاء كانـوا‬ ‫ِّ‬ ‫حتـى اآلن‪.‬‬ ‫ً‬ ‫بالمرونة ما بين الحواس‪ ،‬عندما تكتسب إحدى مناطق‬ ‫تحسن‬ ‫الدماغ وظائف جديدة‪ .‬وتضيف فاين‪“ :‬حدوث‬ ‫ّ‬ ‫طفيـف فـي قـدرة إحـدى مناطـق الدمـاغ علـى أداء‬ ‫مثيـرا بمـا يكفـي”‪.‬‬ ‫أمـرا‬ ‫ً‬ ‫وظائفهـا العاديـة ليـس ً‬ ‫للتعمـق أكثـر فـي دراسـة هـذه‬ ‫خطـط العلمـاء‬ ‫ّ‬ ‫وي ّ‬ ‫ُ‬ ‫“يتضمـن السـمع مـا هـو أكثـر‬ ‫الظاهـرة‪ .‬تقـول فايـن‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫أيضـا‬ ‫بكثيـر مـن تمييـز طبقـة الصـوت‪ .‬فهـو يتضمـن ً‬ ‫أشـياء مثـل جـرس الصـوت‪ ،‬وتتبـع األجسـام المتحركة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫والتعـرف علـى األجسـام عـن طريـق األصـوات التـي‬ ‫مهتمـون باستكشـاف كيفيـة تأثيـر‬ ‫تصـدر عنهـا‪ .‬ونحـن‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫العمـى علـى كل هـذه المهـام المختلفـة”‪.‬‬ ‫‪Huber, E. et al. Early blindness shapes cortical rep‬‬‫‪resentations of auditory frequency within auditory cor‬‬‫‪tex. Journal of Neuroscience 39 (26), 5143-5152 (2019).‬‬

‫‪JOS E DA N I EL C OR T ES S EC O / EY EEM / G ET T Y I M AG ES‬‬

‫تكيف الدماغ مع العمى بتشكيل‬ ‫ُّ‬ ‫استجابة أكثر انتقائية لألصوات‪.‬‬


‫وﺣﺪة اﻷﺑﺤﺎث‬ ‫اﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ‬

‫ﻫﻲ ﻣﺮﻛﺰ ﻟﻠﺘﺠﺎرب اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺴﻤﺔ إﺿﺎﻓﻴﺔ ﻓﺮﻳﺪة‬ ‫ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻬﺎ‪ ،‬وﻫﻲ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺎرب اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ‪.‬‬

‫اﻟﺒﺮﻳﺪ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ‪TRU@NGHA.MED.SA :‬‬

‫رﻗﻢ اﻟﻬﺎﺗﻒ‪+966-11-429-4516 ::‬‬

‫ﺗﺘﻜﻮن اﻟﻮﺣﺪة ﻣﻦ‪:‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫اﻻﺳﺘﻘﺒﺎل‬ ‫ﺟﻨﺎح ﺑﻪ ‪ 61‬ﻏﺮﻓﺔ‬ ‫ﻏﺮﻓﺔ ﺳﺤﺐ ﻋﻴﻨﺎت اﻟﺪم‬ ‫ﻏﺮﻓﺔ ﻓﺤﺺ اﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ‬ ‫ﻗﺎﻋﺔ ﺗﺮﻓﻴﻬﻴﺔ ﻟﻠﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ‬ ‫ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻄﺮد اﻟﻤﺮﻛﺰي واﻟﺘﺠﻤﻴﺪ‬ ‫ﻣﺨﺘﺒﺮ اﻟﻜﻴﻤﻴﺎء‬


‫عالج اإليدز بالخاليا‬ ‫الجذعية‪ :‬لماذا اإلعالن‬ ‫شاف‬ ‫ٍ‬ ‫عن عالج‬ ‫سابق ألوانه؟‬ ‫ٌ‬ ‫للمرض‬ ‫برز ٌكل من تحرير الجينات والعالج بالخاليا الجذعية بوصفهما ي ن‬ ‫نهج� واعدين لعالج‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫يف�وس نقص المناعة ش‬ ‫المثالي� ‪.‬‬ ‫المتلق�‬ ‫اليدز‪ ،‬بالرغم من ندرة‬ ‫الب�ية‪ /‬إ‬ ‫عقب مرور أكثر من عشرة أعوام على شفاء‬

‫المـرض (خمـود المـرض) وقـت اإلعلان‪ ،‬وهـي‬

‫“تيموثي راي براون”‪ ،‬وهو رجل أمريكي ُيعرف‬

‫وفقـا لمـا ذكـره بيـورن جنسـن‪،‬‬ ‫ً‬ ‫“مرحلـة مبكـرة”‬

‫بلقب “مريض برلين”‪ ،‬من فيروس نقص المناعة‬

‫البشرية بعد عملية لزرع نخاع العظم‪ ،‬انتشرت في‬

‫فضلا عـن أن‬ ‫الطبيـب المشـرف علـى حالتـه‪،‬‬ ‫ً‬ ‫دراسـة حالتـه لـم تنشـر بعـد‪.‬‬

‫مارس الماضي أنباء عن حالة مماثلة‪“ :‬مريض‬

‫كان جميع المرضى الثالثة مصابين باللوكيميا‬

‫لندن”‪ .‬أشعلت الحالة جذوة األمل من جديد‪ ،‬في‬

‫(ابيضاض الدم)‪ ،‬وهو نوع من سرطان الدم ُيعرف‬

‫ظل ورود تقارير تفيد بأن حالة “براون” قد تكون‬ ‫قابلة للتكرار‪ ،‬وبأن العلم يوشك على العثور على‬ ‫عالج لفيروس نقص المناعة البشرية‪.‬‬ ‫يوجـد حوالـي ‪ 37.9‬مليـون مصـاب بفيـروس‬

‫بشراسته‪ ،‬وقد خضعوا لعمليات زرع نخاع العظم‬ ‫كجزء من عالج السرطان‪ .‬وقد ُأخذت الخاليا المزروعة‬ ‫لهم على وجه التحديد من متبرعين يحملون طفرة‬

‫وراثية نادرة في جي ن ‪ُ CCR5‬يطلق عليها �‪CCR5-del‬‬

‫نقـص المناعـة البشـرية (‪ ،)HIV‬وهـو الفيـروس‬

‫‪ ،ta 32‬وهي مقاومة لفيروس نقص المناعة‬

‫المسـبب لمـرض اإليـدز‪ ،‬علـى مسـتوى العالـم‪،‬‬

‫البشرية وال تظهر إال لدى األشخاص المنحدرين‬

‫وفقـا ألحـدث البيانـات المتوفـرة مـن‬ ‫ً‬ ‫وذلـك‬

‫من أصل أوروبي‪ .‬كان مريض لندن‪ ،‬على سبيل‬

‫برنامـج األمـم المتحـدة المشـترك المعنـي باإليـدز‬ ‫(‪ )UNAIDS‬ويخضـع أكثـر مـن ‪ 23‬مليـون مـن هـؤالء‬

‫مصابا بسرطان الغدد الليمفاوية من النوع‬ ‫المثال‪،‬‬ ‫ً‬

‫هودجكين من الدرجة الرابعة وخضع ألنواع متعددة‬

‫المرضـى لشـكل مـن أشـكال العلاج بمضـادات‬

‫من العالج الكيميائي فشلت جميعها في عالجه‪.‬‬

‫فيروسـات النسـخ العكسـي‪ ،‬وهـو نظـام عالجـي‬

‫ثم اضطر للخضوع لزرع الخاليا الجذعية‪ ،‬وتوافق‬

‫قياسـي يتكـون مـن مزيـج مـن اثنيـن أو أكثـر مـن‬

‫معه متبرع يحمل الطفرة ‪ CCR5-delta 32‬في كلتا‬

‫عقاقيـر فيـروس نقـص المناعـة البشـرية لكبـح‬

‫محاكيا بذلك نمط مريض برلين‪.‬‬ ‫نسختي الجين‪،‬‬ ‫ًّ‬

‫الفيـروس والسـيطرة علـى تقدمـه‪.‬‬ ‫في شهر مارس ‪ ،2019‬وفي أعقاب األنباء‬ ‫المنتشرة بخصوص “مريض لندن”‪ ،‬ظهرت حالة‬ ‫رجل مجهول الهوية من مدينة دوسلدورف ظل‬ ‫خاليا من فيروس نقص المناعة البشرية لمدة‬ ‫ً‬ ‫خمسة أعوام بعد عملية لزرع نخاع العظم‪ ،‬ولمدة‬

‫عندما يدخل فيروس نقص المناعة البشرية إلى‬

‫الجسم‪ ،‬فإنه يستهدف الخاليا المناعية التي تكافح‬ ‫المتحور ‪CCR5-delta‬‬ ‫العدوى‪ ،‬لكن حاملي الجين‬ ‫ّ‬

‫‪ 32‬ليسوا عرضة لهذا الهجوم‪.‬‬

‫تتســبب خاليــا ‪ Gandalf‬المزروعــة‪ ،‬التــي تلقاهــا‬ ‫مرضــى لنــدن وبرليــن ودوســلدورف‪ ،‬فــي انكماش‬

‫أشهر بعد التوقف عن العالج بمضادات فيروسات‬

‫المســتقبالت المســاعدة للجيــن ‪ – CCR5‬وهــي‬

‫النسخ العكسي‪ ،‬ليصبح فيما يبدو الشخص الثالث‬

‫البوابــات التــي توجــد خــارج الخليــة – وانهيارهــا إلــى‬

‫الذي تعافى من فيروس نقص المناعة البشرية‪.‬‬

‫الداخــل؛ ممــا يحــول دون مــرور الفيــروس عبرهــا‪.‬‬

‫لـم يتـم االحتفـاء بحالتـه كالحالتيـن السـابقتين‬ ‫نظـرا لمـرور ثالثـة أشـهر فقـط علـى هـدأة‬ ‫ً‬

‫‪20‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2019‬‬

‫وبعبــارة أخــرى‪ ،‬يحيــل الــزرع الــذي يأتــي مــن حاملــي‬ ‫طفــرة ‪ CCR5‬خاليــا نخــاع العظــم الســرطانية إلــى‬


‫‪S TOC K T R EK I M AG ES , I N C . / A L A M Y S TOC K P H OTO‬‬

‫يوجد حوالي ‪ 38‬مليون مريض‬ ‫بفيروس نقص المناعة البشرية‪ /‬اإليدز‬ ‫في جميع أنحاء العالم‪.‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪6‬‬

‫‪21‬‬


‫‪P HOTO BY T.J. K I R K PAT R I CK / G E T T Y I M AG E S‬‬

‫خاليــا مقاومــة لفيــروس نقــص المناعــة البشــرية‪،‬‬ ‫ممــا يمنــع عــودة الفيــروس‪.‬‬ ‫أوقـــف عـــاج مريـــض لنـــدن‬ ‫فـــي عـــام ‪ُ 2016‬‬

‫بمضــادات فيروســات النســخ العكســي‪ ،‬بعــد ‪16‬‬ ‫ـهرا مــن عمليــة الــزرع وال يــزال المــرض خامـ ًـدا‪.‬‬ ‫شـ ً‬

‫أم ــا مري ــض برلي ــن فه ــو ف ــي حال ــة خم ــود ألكث ــر‬ ‫مــن ‪ 10‬أعــوام‪ .‬كمــا لــم يعــان أي منهمــا انتكاســة‬ ‫لـــدى توقفهمـــا عـــن أدويـــة فيـــروس نقـــص‬ ‫المناعة البشــرية‪.‬‬

‫«أرى أنــه من المســتحيل‬ ‫عاما‬ ‫اعتبــاره‬ ‫عالجا ً‬ ‫ً‬ ‫للمصابيــن بفيــروس نقص‬ ‫المناعة البشــرية»‬ ‫األساس العلمي للشفاء من فيروس نقص‬

‫المناعة البشرية‪ :‬تفاؤل حذر‬

‫إن عمليـة التعافـي عبـر العلاج بالخاليـا الجذعيـة‬ ‫طويلـة ومعقـدة‪ .‬لقـد اسـتغرق األمـر ثالثـة أعـوام‬ ‫من االختبارات الصارمة التي تلت عملية الزرع للتأكد‬

‫مـن خلـو مريـض لنـدن مـن فيـروس نقـص المناعـة‬

‫أصبح تيموثي براون أول مريض يتعافي من فيروس نقص المناعة البشرية‪ /‬اإليدز‪.‬‬

‫البشـرية المكتسـبة‪ ،‬فـي حيـن اسـتغرقت خمسـة‬ ‫أعـوام بالنسـبة لمريـض دوسـلدورف‪ُ .‬‬ ‫وأوقفـت‬

‫أيضــا أســتاذ بكليــة لنــدن الجامعيــة‬ ‫ً‬ ‫جوبتــا‪ ،‬وهــو‬

‫هـل يمكـن للمالييـن مـن مرضـى فيـروس‬

‫مضـادات فيروسـات النسـخ العكسـي بعـد ذلـك‬

‫قائــا‪“ :‬أعتقــد أن البيــان‬ ‫وجامعــة كامبريــدج‪،‬‬ ‫ً‬

‫نقـص المناعـة البشـرية اسـتبدال خالياهـم‬

‫أخـرى قبـل أن يكـون بإمكانهـم تأكيـد خلـو المريـض‬

‫وفــي رأيــي أن تفســير النــاس لــه بطريقــة‬

‫شـهورا‬ ‫بشـهور‪ .‬كمـا يتعيـن على الباحثيـن االنتظار‬ ‫ً‬ ‫مـن فيـروس نقـص المناعـة البشـرية‪.‬‬ ‫هرعـت وسـائل اإلعلام إلى وصـف الحالة بأنها‬

‫ـذرا فــي صياغتــه‪.‬‬ ‫الصحفــي [الــذي كتبنــاه] كان حـ ً‬

‫معينــة ينافــي قواعــد األمانــة الصحفيــة‪ .‬آمــل‬ ‫أن يســتوعب النــاس الحقيقــة”‪.‬‬

‫المصابـة باسـتخدام هـذا النوع مـن العالج بالخاليا‬ ‫الجذعيـة؟ اإلجابـة المختصـرة هـي أن ذلـك ليـس‬ ‫ممكنً ـا بالنسـبة لمعظـم المرضـى‪.‬‬ ‫يقـول أنتونـي فاوتشـي‪ ،‬مديـر المعهـد‬

‫إنجـاز غيـر مسـبوق‪ ،‬وإلـى وصـف العلاج بأنـه‬

‫وفقـا لتصريـح هوتـر‪ ،‬العلاج يمكـن تحقيقـه‪،‬‬ ‫ً‬

‫الوطنـي للحساسـية واألمـراض المعديـة فـي‬

‫نصـر ُمحـرز فـي الحـرب علـى مـرض اإليـدز‪ ،‬وهـو‬ ‫متالزمـة نقـص المناعـة المكتسـبة التـي تسـبب‬

‫فعالـة مثـل‬ ‫والتعديلات عليـه يمكـن أن تكـون ّ‬ ‫عمليـات الـزرع األصليـة‪.‬‬

‫الواليات المتحدة‪“ :‬أرى أنه من المستحيل اعتباره‬

‫أضـرارا غيـر قابلـة لإلصلاح فـي الجهـاز المناعـي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ويبدو أنها خطوة بارزة إلى األمام‪ ،‬كما أشار‬

‫وقـال جوبتـا‪“ :‬تبرهـن حـاالت برليـن ولنـدن‬

‫عامـا للمصابيـن بفيـروس نقـص المناعـة‬ ‫عالجـا ً‬ ‫ً‬

‫البشـرية ألن األشـخاص الذيـن زُ عـم تعافيهـم‬

‫ودوسـلدورف أن هـذا النهـج قابـل للتكـرار؛ ولكنـه‬

‫مـن المـرض كانـوا مصابيـن جميعهـم باللوكيميـا‬

‫الكثيرون‪ .‬وفي تصريح لمجلة “ابتكارات مركز الملك‬

‫خيـارا للجميـع”‪.‬‬ ‫أشـبه بانتصـار رمـزي‪ ،‬ألنـه ليـس‬ ‫ً‬

‫[و] سـرطان الغـدد الليمفاويـة الكامنيـن؛ حيـث‬

‫عالم أمراض الدم الرائد في عالج فيروس نقص‬

‫ما مدى إمكانية تكرار حاالت لندن وبرلين‬

‫برلين‪“ :‬لقد استأصلنا المرض في الحاالت الثالثة‬

‫إن متبرعــي نخــاع العظــم المحتمليــن والمؤهليــن‬

‫للغايـة”‪ .‬وأضـاف‪“ :‬ال يمكـن إجـراء ذلـك لشـخص‬

‫التي أجريت فيها عملية زرع ‪ CCR5-delta 32‬بنجاح”‪.‬‬

‫مــن حاملــي الطفــرة الجينيــة ‪ ،CCR5‬ومــن ثــم‬

‫إال إذا كان بحاجـة إلـى عمليـة زرع لسـبب آخـر”‪.‬‬

‫وتشير األدلة إلى أن “استنزاف ‪ CCR5‬مسؤول‬

‫المقاوميــن لإلصابــة بعــدوى فيــروس نقــص‬ ‫المناعــة البشــرية‪ ،‬ال ّ‬ ‫يمثلــون ســوى ‪ %1‬فقــط‬

‫حســين‪ ،‬عالــم الفيروســات والباحــث فــي‬

‫عمــا‬ ‫غيــر أن الخبــراء المســتقلين يتســاءلون ّ‬

‫مــن ســكان شــمال أوروبــا‪ .‬فعلــى ســبيل المثــال‪،‬‬

‫اكتشــاف العقاقيــر وكبيــر العلمــاء فــي شــركة‬

‫عبد الله العالمي لألبحاث الطبية” قال جيرو هوتر‪،‬‬ ‫المناعة البشرية بالخاليا الجذعية والذي عالج مريض‬

‫عن تحقيق نتائج مشابهة”‪.‬‬

‫ودوسلدورف؟‬

‫كيميائيـا‪ ،‬باإلضافـة إلـى‬ ‫عالجـا‬ ‫اقتضـت اللوكيميـا‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬

‫زرع الخاليـا الجذعيـة وكبـت المناعـة لمنـع رفضهـا‪،‬‬ ‫وبالتالـي‪ ،‬فـإن العمليـة نفسـها كانـت خطيـرة‬

‫وقــد‬

‫اتفــق‬

‫معــه‬

‫فــي‬

‫الــرأي‬

‫إســام‬

‫إذا كان ادعــاء شــفاء المريضيــن الثانــي والثالــث‬

‫لــم يجــري العثــور علــى الطفــرة لــدى األشــخاص‬

‫«مايكروبيوتكــس» ‪ ،Microbiotix‬فيمــا يخــص أن‬

‫عوضــا عــن‬ ‫ً‬ ‫ســابقا ألوانــه‬ ‫ً‬ ‫–بشــكل قطعــي–‬ ‫ٍ‬ ‫مرورهمــا بمرحلــة خمــود طويلــة للمــرض‪ .‬فقــد‬

‫المنحدريــن مــن أفريقيــا أو شــرق آســيا‪ .‬ومــا‬

‫هــذا النــوع مــن زرع الخاليــا الجذعيــة ال يمكــن أن‬

‫تعقيــدا هــو أن المتبرعيــن ال بــد أن‬ ‫يزيــد األمــور‬ ‫ً‬

‫المثلــى لمعظــم المرضــى‪ .‬وقــد‬ ‫يصبــح الطريقــة ُ‬

‫مــن الصحــف التــي وصفــت مــا حــدث بأنــه‬

‫أي يجــب أن يكونــوا قــد ورثــوا نســخة مــن الطفــرة‬

‫بالمخاطــر قــد يكــون لــه مــا يبــرره فقــط لمرضــى‬

‫شــفاء مــن المــرض‪ ،‬دون تحفظــات‪ .‬وقــد صــرح‬

‫النــادرة مــن كال الوالديــن‪.‬‬

‫أيضا‬ ‫فيــروس نقــص المناعــة البشــرية المصابيــن ً‬

‫حــذر قائــد فريــق البحــث نفســه‪ ،‬رافينــدرا جوبتــا‪،‬‬

‫‪22‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2019‬‬

‫يكونــوا حامليــن لطفــرة زيجــوت متماثــل األالئــل؛‬

‫ـا‪“ :‬إنــه إجــراء مكلــف للغايــة ومحفــوف‬ ‫صــرح قائـ ً‬


‫بســرطان الغــدد اللمفاويــة‪ .‬إن لدينــا بالفعــل‬ ‫ترســانة مــن عالجــات فيــروس نقــص المناعــة‬

‫عتمد على الخاليا التائية‪،‬‬ ‫الم ِ‬ ‫يعدل هذا العالج ُ‬ ‫الذي اكتشفه سكوت كيتشن‪ ،‬العالم في جامعة‬

‫البشــرية اآلمنــة والفعالــة وميســورة التكلفــة”‪.‬‬

‫كاليفورنيا بلوس أنجلوس وفريقه‪ ،‬الخاليا الجذعية‬

‫بالخاليـــا الجذعيـــة وتعديـــل الجينـــات مـــن أجـــل‬

‫عمـا إذا كان العلاج‬ ‫وعندمـا سـئل هوتـر نفسـه ّ‬ ‫بالخاليـا الجذعيـة يمكـن أن يرقـى إلـى مسـتوى‬

‫المكونة للدم مع تطعيمها بأمان في نخاع العظام‪.‬‬ ‫ِّ‬

‫عـــاج فيـــروس نقـــص المناعـــة البشـــرية‪ ،‬لكـــن‬

‫يمكن لهذا العالج أن يقي من ارتدادات‬

‫لمـــدة ثالثـــة عقـــود”‪.‬‬ ‫أيضـــا دراســـات أخـــرى حـــول العـــاج‬ ‫ً‬ ‫ُتجـــرى‬

‫فاوتشـــي أوضـــح أنهـــا “مـــا زالـــت حتـــى اآلن‬

‫شـاف لألبد‬ ‫ٍ‬ ‫اآلمـال المعقـودة عليـه كعالج محتمل‬

‫المرض عن طريق تدمير الخاليا المصابة بفيروس‬

‫حقـــا‬ ‫فـــي المرحلـــة التجريبيـــة‪ ،‬وعليـــه‪ ،‬ال يمكـــن ً‬

‫من فيروس نقص المناعة البشرية‪ ،‬أجاب‪“ :‬ليس‬

‫نقص المناعة البشرية التي ربما تعاود الظهور‬

‫الجـــزم باســـتخدامها العملـــي بعـــد”‪.‬‬

‫فـي إطـار مـا قمنـا بـه فـي حالـة تيموثـي بـراون”‪.‬‬

‫بعد العالج بشهور أو أعوام‪.‬‬

‫ـا‪“ :‬م ــن المس ــتحيل وض ــع‬ ‫وق ــد أوض ــح قائ ـ ً‬ ‫جــدول زمنــي أو التنبــؤ بمــا إذا كان ســيكون لدينــا‬

‫وقـد أكـد هوتـر علـى أن زرع الخاليـا الجذعيـة‬

‫ركـــزت دراســـة ُنشـــرت فـــي شـــهر ســـبتمبر‬ ‫ميـــة التـــي‬ ‫الماضـــي علـــى الخاليـــا‬ ‫الب ْل َع ّ‬ ‫َ‬

‫مضيفـا أن “معـدالت االعتلال‬ ‫ً‬ ‫بالسـرطان”‪،‬‬

‫المناعـــة البشـــرية‪ .‬تســـاعد هـــذه المســـتودعات‬

‫خيـارا لمرضـى‬ ‫مـن المتبرعيـن المتوافقيـن “ليـس‬ ‫ً‬

‫فيـروس نقـص المناعـة البشـرية غيـر المصابيـن‬

‫ُتعتبـــر مســـتودعات خاملـــة لفيـــروس نقـــص‬

‫ع ــاج حقيق ــي الجتث ــاث الفي ــروس م ــن الجس ــم‪.‬‬ ‫وفـــي الواقـــع‪ ،‬أتصـــور أن القيـــام بذلـــك مـــن‬ ‫ضروب المســتحيل”‪.‬‬

‫والوفيـات المرتبطـة بالعلاج مرتفعـة للغايـة‪ .‬أمـا‬

‫الفي ــروس عل ــى البق ــاء عل ــى قي ــد الحي ــاة وعل ــى‬

‫التطـورات الجديـدة فتسـتخدم خاليـا ذاتية المنشـأ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫معالجة (من‬ ‫(مـن المريـض نفسـه) أو خاليـا َخ ْي ِّفية‬

‫الع ــودة للظه ــور ف ــي وق ــت الح ــق‪ ،‬وع ــادةً م ــا‬

‫لك ــن ه ــذا لي ــس خب ـ ًـرا س ــيئً ا بالض ــرورة؛ فق ــد‬ ‫قــال فاوتشــي إن العلــم قــد أصبــح فــي الواقــع‬

‫تكـــون ســـماتها أرقـــى مـــن جزيئـــات الحمـــض‬

‫أقـــرب مـــن أي وقـــت مضـــى إلـــى التخلـــص‬

‫المشـــفرة‬ ‫ّ‬ ‫النـــووي الريبـــي الطويلـــة غيـــر‬

‫مـــن الحاجـــة اليوميـــة إلـــى حبـــوب مضـــادات‬

‫(‪ ،)LncRNAs‬وهـــي ُنســـج وخاليـــا ذات نمـــط‬

‫فيروســـات النســـخ العكســـي‪ .‬ويقـــول هوتـــر‬

‫صـــرح طـــارق رنـــا‪ ،‬العالـــم‬ ‫جينـــي محـــدد‪ .‬وقـــد‬ ‫ّ‬

‫إن ــه‪“ :‬م ــن خ ــال التعدي ــات‪ ،‬م ــع م ــزج الع ــاج‬

‫شـخص آخـر) لهـا آثـار جانبيـة أقـل بكثيـر”‪.‬‬

‫عامــا مــن العــاج‬ ‫تقيــم ‪ً 30‬‬ ‫وفــي ورقــة بحثيــة ِّ‬

‫بالخاليــا الجذعيــة لــدى مرضــى فيــروس نقــص‬ ‫المناعــة البشــرية‪ ،‬أكــد هوتــر أنــه مــن المســتبعد‬

‫وفقـــا لتقريـــر صحفـــي‬ ‫ً‬ ‫الرئيـــس للدراســـة –‬

‫أن يحقــق العــاج القضــاء التــام علــى الفيــروس؛‬

‫صـــادر عـــن جامعـــة كاليفورنيـــا بســـان دييجـــو –‬

‫إذ يظــل فيــروس نقــص المناعــة البشــرية‬

‫أنـــه بإجـــراء تعديـــل وراثـــي لجزيئـــات الحمـــض‬

‫نوعـــا مـــن عالجـــات الخاليـــا ســـوف‬ ‫بشـــدة أن‬ ‫ً‬ ‫يؤثـــر علـــى فيـــروس نقـــص المناعـــة البشـــرية‬

‫موجــودا فــي جيــوب الخاليــا‪ ،‬وتصبــح الخاليــا‬ ‫ً‬ ‫ميــة (البالعــم) المصابــة مســتودعات ثابتــة‬ ‫الب ْل َع ّ‬ ‫َ‬

‫المشـــفرة فـــي‬ ‫ّ‬ ‫النـــووي الريبـــي الطويلـــة غيـــر‬ ‫ميـــة المصابـــة بفيـــروس نقـــص‬ ‫الب ْل َع ّ‬ ‫الخاليـــا َ‬

‫فـــي المســـتقبل”‪.‬‬

‫بمضــادات فيروســات النســخ العكســي مــن‬

‫“المفتـــاح الرئيســـي” الـــذي كانـــت أبحـــاث‬

‫أبــدا‪.‬‬ ‫إتمــام المهمــة‬ ‫ً‬

‫فيـــروس نقـــص المناعـــة البشـــرية تبحـــث عنـــه‬

‫للفيــروس‪ .‬ولهــذا الســبب ال تتمكــن العالجــات‬

‫المناعـــة البشـــرية‪ ،‬ربمـــا قـــاد العلمـــاء إليجـــاد‬

‫الجينـــي والمصـــادر ذاتيـــة المنشـــأ‪ ،‬أعتقـــد‬

‫‪Gupta, R.K. et al. HIV-1 remission following CCR5Δ32/‬‬ ‫‪Δ32 haematopoietic stem-cell transplantation Nature‬‬ ‫‪568, 244-248 (2019).‬‬

‫مسارات بديلة لعالج فيروس نقص المناعة‬ ‫البشرية والوقاية منه‬

‫صـ ّـرح فاوتشــي بــأن هنــاك تدخــات إجرائيــة أقــل‬ ‫حاليــا‪ ،‬مثــل‬ ‫خطــورة وأكثــر واقعيــة قيــد التطــور‬ ‫ً‬

‫اكتشــاف أن مــزج األجســام المضــادة المحايــدة‬ ‫لفيــروس نقــص المناعــة البشــرية مــن النــوع‬ ‫األول ‪ HIV-1‬علــى نطــاق واســع يمكنــه أن يحــل‬ ‫محــل مضــادات فيروســات النســخ العكســي‪،‬‬ ‫وقــد يــؤدي إلــى خمــود المــرض لفتــرة أطــول‪.‬‬ ‫وأضاف‪“ :‬لدينا أجسام مضادة وحيدة النسيلة –‬ ‫‪TO W F I Q U P HO TO G RA P H Y / M O M E N T / GE T T Y I MAG ES‬‬

‫تحييد األجسام المضادة على نطاق واسع– يمكن‬ ‫جدا‪ .‬فإذا‬ ‫تعديلها‬ ‫وراثيا بحيث تدوم لفترة طويلة ً‬ ‫ً‬ ‫أمكن إجراء النقل السلبي لمجموعة من األجسام‬

‫الموجهة ضد الفيروس‪ ،‬عندئذ نتوقع‬ ‫المضادة‬ ‫َّ‬ ‫بشدة إمكانية إيقاف العالج بمضادات فيروسات‬ ‫النسخ العكسي‪ ،‬واستدعاء المريض كل أربعة إلى‬ ‫ستة أشهر فحسب للحصول على تسريب وريدي‬ ‫لألجسام المضادة “‪ .‬وأوضح فاوتشي أنه بعد‬ ‫مرور عام أو أقل‪ ،‬ربما ال يحتاج الشخص إلى مزيد‬ ‫من عمليات النقل السلبي لألجسام المضادة‪.‬‬ ‫ويعد عالج تقوية المناعة‪ ،‬الذي يستهدف‬ ‫ً‬ ‫محتمل آخر‬ ‫خيارا‬ ‫الخاليا التائية بالجهاز المناعي‪،‬‬ ‫ً‬

‫رغم أنه ال يزال قيد الدراسة على الحيوانات‪.‬‬

‫ُيمكن لمريض فيروس نقص المناعة البشرية أن يعيش حياة طبيعية بتناول مضادات فيروسات النسخ العكسي لقمع الفيروس‪.‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪6‬‬

‫‪23‬‬


‫‪24‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2019‬‬


‫األثر النفسي‬ ‫للتصلب المتعدد‬ ‫االكتئـــاب والخصائـــص والعوامـــل االجتماعيـــة الديموغرافيـــة‪ ،‬مثـــل‬ ‫إن مع ــدالت اإلصاب ــة بم ــرض تصل ــب األعص ــاب واألوعي ــة المتع ــدد‬ ‫المتَ َلقـــى ومســـتوى اإلعاقـــة‪ .‬وأظهـــرت نتائـــج المســـح‬ ‫العـــاج‬ ‫(‪ ،)MS‬وال ــذي يصي ــب الجه ــاز العصب ــي المرك ــزي‪ ،‬آخ ــذة ف ــي ازدي ــاد‬ ‫ُ‬ ‫تقريب ــا (‪ )%30.8‬يعان ــون عل ــى‬ ‫الصح ــي للمرض ــى أن ثل ــث المرض ــى‬ ‫ف ــي دول الخلي ــج العرب ــي‪ ،‬حي ــث بل ــغ مع ــدل انتش ــاره ‪ %0.04‬ف ــي‬ ‫ً‬ ‫األرجـــح مـــن اكتئـــاب خفيـــف‪ ،‬وأن مـــا يقـــرب مـــن ربعهـــم (‪)%24.7‬‬ ‫المملكـــة العربيـــة الســـعودية‪ .‬وكمـــا هـــو الحـــال مـــع العديـــد مـــن‬ ‫عانـــى مـــن اكتئـــاب معتـــدل‪ ،‬وأن حوالـــي ‪ 10‬فـــي المائـــة (‪)%10.7‬‬ ‫األمـــراض األخـــرى المنهكـــة للجســـم‪ ،‬يشـــيع االكتئـــاب بيـــن مرضـــى‬ ‫عانـــى مـــن اكتئـــاب حـــاد‪ ،‬فـــي‬ ‫التصلـــب المتعـــدد‪ .‬وقـــد‬ ‫حي ــن أن حوال ــي ‪ 2‬ف ــي المائ ــة‬ ‫وجـــدت دراســـة شـــاملة لعـــدة‬ ‫فقـــط (‪ )%23‬لـــم تظهـــر عليـــه‬ ‫قطاع ــات ف ــي المملك ــة العربي ــة‬ ‫أي عالمـــات لالكتئـــاب‪.‬‬ ‫الســـعودية أن أكثـــر مـــن ‪%53‬‬ ‫«عانــي ثلــث المرضــى الخاضعين للدراســة‬ ‫كانـــت معـــدالت االكتئـــاب‬ ‫م ــن الذي ــن ش ــملتهم الدراس ــة‬ ‫أعلـــى بكثيـــر بيـــن النســـاء‪،‬‬ ‫كانـــوا علـــى األرجـــح مصابيـــن‬ ‫مــن اكتئــاب خفيــف‪ ،‬وما يقرب مــن ربعهم‬ ‫تعليمـــا‬ ‫تلقـــوا‬ ‫الذيـــن‬ ‫وأولئـــك‬ ‫باكتئـــاب تراوحـــت شـــدته بيـــن‬ ‫ً‬ ‫عاليـــا‪ ،‬والمرضـــى ذوي الدخـــل‬ ‫البســـيطة والمتوســـطة‪ ،‬وأن‬ ‫ً‬ ‫عانــى مــن اكتئــاب معتدل‪ ،‬وحوالي ‪%10‬‬ ‫األدنـــى‪ .‬كمـــا تـــم اإلبـــاغ‬ ‫ارتباطـــا‬ ‫شـــدة االكتئـــاب ترتبـــط‬ ‫ً‬ ‫عـــن اختالفـــات واضحـــة فـــي‬ ‫وثيقـــا بدرجـــة اإلعاقـــة التـــي‬ ‫ً‬ ‫عانــى مــن اكتئاب حاد»‪.‬‬ ‫وفقـــا للـــدواء‬ ‫ً‬ ‫شـــدة االكتئـــاب‬ ‫أحدثهـــا التصلـــب المتعـــدد‪.‬‬ ‫المتنـــاول‪ ،‬وهـــو مـــا يمكـــن‬ ‫وجديـــر بالذكـــر أن التصلـــب‬ ‫عـــزوه إلـــى التأثيـــرات الجانبيـــة‬ ‫المتعـــدد هـــو مـــرض مناعـــي‬ ‫أيض ــا عالق ــة قوي ــة بي ــن‬ ‫ً‬ ‫له ــذه األدوي ــة والمرتبط ــة باالكتئ ــاب‪ .‬هن ــاك‬ ‫ذات ــي مزم ــن‪ ،‬يهاج ــم في ــه الجه ــاز المناع ــي للجس ــم الغش ــاء الواق ــي‬ ‫مســـتوى اإلعاقـــة وشـــدة االكتئـــاب؛ لـــذا فالدعـــم المبكـــر لمرضـــى‬ ‫الـــذي يغلـــف األليـــاف العصبيـــة فـــي الجهـــاز العصبـــي المركـــزي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫حديثـــا‪ ،‬يمكنـــه ضمـــان‬ ‫ـــخصوا‬ ‫التصلـــب المتعـــدد‪ ،‬وخاصـــة ممـــن ُش ِ‬ ‫بمـــا فـــي ذلـــك الدمـــاغ والنخـــاع الشـــوكي والعصـــب البصـــري‪.‬‬ ‫نوعيــة حياة أفضل‪.‬‬ ‫تعطـــل تدفـــق المعلومـــات داخـــل الدمـــاغ‪ ،‬وبيـــن‬ ‫ويـــؤدي هـــذا إلـــى‬ ‫ّ‬ ‫الدم ــاغ وبقي ــة الجس ــم‪ ،‬فيؤث ــر عل ــى التحك ــم ف ــي الحرك ــة‪ ،‬واإلدراك‬ ‫‪Alhazzani, AA. Depression severity and its predictors among multiple sclerosis‬‬ ‫الحســـي‪ ،‬والذاكـــرة‪ ،‬والـــكالم‪.‬‬ ‫‪patients in Saudi Arabia: across sectional study. Neuroimmunology and Neuroinflam‬‬‫ُأجريـــت الدراســـة علـــى ربـــع مرضـــى التصلـــب المتعـــدد فـــي‬ ‫‪mation. 10, 1-10 (2018).‬‬ ‫تقريبـــا لتحليـــل العالقـــة بيـــن شـــدة‬ ‫المملكـــة العربيـــة الســـعودية‬ ‫ً‬ ‫العـدد رقـم‬

‫‪6‬‬

‫‪25‬‬

‫‪G C A /S P L/ G ET T Y I M AG ES P LUS‬‬

‫يخت�ون شدة االكتئاب‬ ‫باحثون سعوديون ب‬ ‫أ‬ ‫مر� تصلب أ‬ ‫ب� ض‬ ‫ين‬ ‫العصاب والوعية المتعدد‪.‬‬


‫لقاح فيروس الروتا قد‬ ‫يقي من مرض السكري‬ ‫األول‬ ‫من النوع‬ ‫ّ‬ ‫ثمة ارتباط ي ن‬ ‫الصابة‬ ‫ب� لقاح يف�وس الروتا وانخفاض حاالت إ‬ ‫بمرض السكري من النوع أ‬ ‫الول ي ن‬ ‫الرضع‬ ‫ب� ّ‬

‫تتّ فق هذه النتائج مع نتائج دراسة أترابية‪ 2‬أكثر‬

‫ً‬ ‫تفصيل أجراها فريق بحثي في الواليات المتحدة‪،‬‬ ‫انخفاضا بنسبة ‪ %33‬في خطر‬ ‫ً‬ ‫والتي أظهرت‬ ‫األول من مرض السكري بين األطفال‬ ‫اإلصابة بالنوع ّ‬ ‫الرضع بعد استكمال جرعات لقاح فيروس الروتا‪.‬‬

‫ووفقا لنوالن‪ ،‬فإن إجراء المزيد من األبحاث‬ ‫ً‬ ‫المفصلة سيقدم رؤية أعمق عن النتائج التي‬ ‫شوهدت في أستراليا وعن أهمية تأثير اللقاح على‬ ‫األطفال الذين لديهم استعداد وراثي لإلصابة‬ ‫األول‪.‬‬ ‫بمرض السكري من النوع ّ‬

‫كان بحــث‪ 3‬أجــري عــام ‪ 2000‬فــي أســتراليا‪،‬‬

‫وتوصــل إلــى وجــود عالقــة بيــن حــاالت اإلصابــة‬ ‫ّ‬

‫بفيــروس الروتــا ومــرض الســكري مــن النــوع‬ ‫األول‪ ،‬هــو الباعــث علــى إجــراء أبحــاث بشــأن تأثيــر‬

‫كشفت دراسة جديدة عن فائدة إضافية للتطعيم ضد‬

‫من الجدير بالذكر أن فيروس الروتا هو فيروس‬

‫لقاحــات فيــروس الروتــا علــى معــدالت اإلصابــة‬

‫فيروس الروتا‪ ،‬والتي تأتي مع تنامي القلق من أن‬

‫شيوعا إلصابة األطفال‬ ‫معد‪ ،‬وهو السبب األكثر‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬

‫بالنــوع األول مــن داء الســكري‪ .‬كانــت تلــك الدراســة‬

‫تؤدي الحمالت المناهضة للتطعيمات على مواقع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تفشي أمراض يمكن‬ ‫التواصل االجتماعي إلى‬ ‫الوقاية منها‪.،‬‬

‫بالتهابات المعدة واألمعاء‪ ،‬وقد ُتسفر الحاالت‬ ‫الحادة منه عن إصابة األطفال بالجفاف والوفاة‬ ‫في بعض الحاالت‪.‬‬

‫وتأتي تلك الدراسة بعدما أزاحت أبحاث سابقة‬

‫كانــت لقاحــات فيــروس الروتــا قــد ُأضيفــت‬

‫النقاب عن وجود عالقة بين اإلصابة بمرض السكري‬

‫إلــى جــدول التطعيمــات المنتظمــة فــي أســتراليا‬

‫األول بين الرضع أصحاب االستعداد‬ ‫من النوع‬ ‫ّ‬ ‫الوراثي لإلصابة بالمرض واإلصابة بفيروس الروتا‪.‬‬

‫ثــم‪ ،‬فــإن الدراســة تقــارن‬ ‫فــي عــام ‪ ،2007‬ومــن ّ‬ ‫األول‬ ‫معــدالت اإلصابــة بمــرض الســكري مــن النــوع‬ ‫ّ‬

‫توصلت دراسة حديثة‪ 1‬في أستراليا إلى أن تلقي‬ ‫ّ‬

‫التطعيم الروتيني ضد فيروس الروتا صاحبه انخفاض‬ ‫األول‬ ‫في حاالت اإلصابة بمرض السكري من النوع‬ ‫ّ‬ ‫بنسبة ‪ %14‬بين األطفال الرضع من الميالد وحتّ ى‬

‫قبــل إقــرار المصــل الفمــوي الروتينــي بثمانــي‬

‫ســنوات وبعــده بثمانــي ســنوات‪.‬‬ ‫وفقا لتيري نوالن‪ ،‬مدير كلية ملبورن لعلوم‬ ‫ً‬ ‫السكان والصحة العالمية وأحد الباحثين المشاركين‬

‫التفصيليــة قــد خلصــت إلــى أن الفيــروس يحتــوي‬ ‫علــى تسلســات ببتيديــة مشــابهة للغايــة للخاليــا‬ ‫الحقــا إصابــة البنكريــاس‬ ‫ً‬ ‫حفــز‬ ‫التائيــة‪ ،‬وهــو مــا ُي ّ‬ ‫بالتمويــه الجزيئــي‪.‬‬

‫‪1. Perrett, K. Association of Rotavirus Vaccination with‬‬ ‫‪the Incidence of Type 1 Diabetes in Children. JAMA Pedi-‬‬

‫‪atrics.173(3), 280-282 (2019).‬‬ ‫‪2. Rogers, M.A., Basu, T. & Kim, C. Lower Incidence of‬‬ ‫‪Type 1 Diabetes after Receipt of the Rotavirus Vaccine‬‬ ‫‪in the United States, 2001-2017. Scientific Reports. 9‬‬

‫ملحوظا‬ ‫ً‬ ‫سن ‪ 4‬سنوات‪ .‬غير أن هذا االرتباط لم يكن‬

‫في الدراسة‪“ ،‬تقدم النتائج أدلة أولية من شأنها‬

‫‪(2019).‬‬

‫لدى األطفال األكبر سنً ا ممن خضعوا للدراسة‪ .‬ومن‬ ‫َث ّم تشير النتائج األولية إلى أن لقاح فيروس الروتا قد‬

‫تعزيز أهمية تلقي لقاح فيروس الروتا في الطفولة‬

‫‪3. Honeyman, M.C. et al. Association between rotavirus‬‬

‫حاليا”‪ .‬على الرغم‬ ‫المبكرة على النحو الموصى به‬ ‫ً‬ ‫ظهر أهمية لقاحات فيروس‬ ‫من ذلك‪ ،‬فإن األدلة ال ُت ِ‬

‫‪infection and pancreatic islet autoimmunity in children‬‬

‫وقائيا ضد اإلصابة بمرض السكري من‬ ‫إجراء‬ ‫يكون‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫األول في مرحلة الطفولة المبكرة‪.‬‬ ‫النوع ّ‬

‫‪26‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2019‬‬

‫الروتا بالنسبة إلى األطفال األكبر سنً ا‪.‬‬

‫‪at risk of developing type 1 diabetes. Diabetes. 49,‬‬ ‫‪1319–1324 (2000).‬‬

‫‪VOI S I N / P H A N I E / A L A M Y S TOC K P H OTO‬‬

‫دخلت لقاحات فيروس الروتا في جدول التطعيمات المنتظمة منذ عام ‪.2007‬‬ ‫ٌأ ِ‬


‫فإنـه يتولـى تنظيـم تدفـق الـدم‪.‬‬ ‫يشـيع اليـوم إجـراء عمليـات اسـتبدال الصمـام‬ ‫األبهـري عبـر القسـطرة حتـى للمرضـى الذيـن‬ ‫منخفضا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫تعرضهـم لمضاعفات جراحية‬ ‫يعتبـر خطـر ُّ‬ ‫مقارنة‬ ‫ً‬ ‫بعـد مـدى نجـاح هـذا النهـج‬ ‫ولكـن لـم يتضـح‬ ‫ُ‬ ‫باالسـتبدال الجراحـي التقليـدي‪ .‬شـرع مـاك‬

‫وزملاؤه فـي إجـراء تجربـة سـريرية تحـت اسـم‬ ‫‪ )PARTNER)3‬لوضـع الصمامـات األبهريـة عبـر‬ ‫القسـطرة لإلجابـة عـن هـذا السـؤال‪ .‬أجـرى الفريـق‬ ‫تجربتـه علـى مجموعـة مـن المرضـى المصابيـن‬ ‫بتضيـق حـاد فـي الصمـام األبهري‪ ،‬ممـن تنخفض‬ ‫ُّ‬

‫تعرضهم للتدخل الجراحي‪ ،‬وأخضعوا ‪496‬‬ ‫خطورة ُّ‬

‫منهـم السـتبدال الصمـام األبهـري عبـر القسـطرة‪،‬‬ ‫و‪ 454‬لجراحـة اسـتبدال الصمـام التقليديـة‪ ،‬ثـم‬ ‫راقبـوا المجموعتيـن علـى مـدار عـام‪.‬‬ ‫مـا أثـار دهشـة الباحثيـن أنهـم وجـدوا أن خطـر‬ ‫الوفـاة‪ ،‬أو السـكتة الدماغيـة‪ ،‬أو االحتجـاز فـي‬ ‫المستشـفى خلال تلـك الفتـرة قـد انخفـض‬ ‫تقريبـا فـي مجموعـة المرضـى‬ ‫بمقـدار النصـف‬ ‫ً‬ ‫الذيـن خضعـوا السـتبدال الصمـام األبهـري عبـر‬ ‫إجراء طفيف التوغل‬ ‫تضيق الصمام األبهري‪ ،‬إال أن‬ ‫يمكن لجراحة استبدال الصمام أن تكون فعالة للغاية في عالج مرضى‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫ً‬ ‫بديل أفضل لكثير من المرضى‪.‬‬ ‫ُيعرف باسم استبدال الصمام األبهري عبر القسطرة قد يكون‬

‫إجراء بديل لجراحة‬ ‫الصمام األبهري يسفر‬ ‫عن نتائج مشجعة‬

‫يقدم نتائج أفضل‬ ‫بديل طفيف التوغل لجراحة القلب قد ّ‬ ‫أ‬ ‫لعالج مجموعة أوسع من ض‬ ‫مر� تض ّيق الصمام البهري‪.‬‬

‫مقارنـة بأولئـك الذيـن خضعـوا للجراحـة‬ ‫ً‬ ‫القسـطرة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫فضلا عـن ذلك‪ ،‬كانت نتائج هذا اإلجراء‬ ‫التقليديـة‪.‬‬ ‫التوغـل أفضـل على المدى القصير؛ إذ حد‬ ‫ُّ‬ ‫طفيـف‬ ‫بنسـبة كبيـرة مـن خطـر الوفـاة أو السـكتة الدماغيـة‬ ‫أو المضاعفات األخرى‪ ،‬حتى في غضون الثالثين‬ ‫يومـا األولـى التاليـة للعلاج‪ .‬كانـت هـذه الفوائـد‬ ‫ً‬

‫اإلضافيـة لعمليـة اسـتبدال الصمـام األبهـري عبـر‬ ‫القسـطرة واضحـة علـى الرغـم مـن أن المرضـى‬ ‫الذيـن خضعـوا للجراحـة التقليدية فـي هذه التجربة‬ ‫اسـتجابة جيـدةً بشـكل عـام؛ إذ كانـت حصيلـة‬ ‫ً‬ ‫أبـدوا‬ ‫الذيـن توفـوا أو أصيبـوا بسـكتة دماغيـة بعـد عـام‬ ‫مـن إجـراء الجراحـة أقـل مـن ‪.%3‬‬ ‫ينبـه مـاك وزملاؤه إلـى أن مـدة هـذه الدراسـة‬ ‫التوصـل‬ ‫ال تـزال قصيـرةً للغايـة‪ ،‬بحيـث ال يمكـن‬ ‫ُّ‬

‫مـن خاللهـا إلـى‬

‫اسـتنتاج حاسـم بشـأن مـدى‬

‫مالءمـة اسـتبدال الصمـام األبهـري عبـر القسـطرة‬ ‫لجميـع المرضـى‪ ،‬وأشـاروا إلـى أنهـم سـيراقبون‬

‫لطالمـا مثلـت الجراحـة أفضـل أمـل للوقايـة مـن‬ ‫السـكتة الدماغيـة أو قصـور القلـب لـدى المرضـى‬

‫بالتضيـق الحـاد مـن ُّ‬ ‫تقلـص‬ ‫يعانـي المصابـون‬ ‫ُّ‬

‫خطيـر فـي الصمـام األبهـري‪ ،‬وهـو مـا يمنعـه‬

‫المصابيـن بتضيـق الصمـام األبهـري‪ ،‬وهـي حالـة‬

‫مـن االنفتـاح الكامـل علـى نحـو يسـمح بدخـول‬

‫وتحملهـا‪ .‬وعلـى الرغـم مـن ذلـك‪ ،‬فـإن‬ ‫المزروعـة‬ ‫ُّ‬

‫هـو الحـل المعتـاد لعلاج ضـرر كهـذا والوقايـة مـن‬

‫إلـى أن هـذه اإلسـتراتيجية العالجيـة األقـل‬ ‫ً‬ ‫نهجـا أفضـل لعلاج عـدد أكبـر مـن‬ ‫توغلا قـد تقـدم‬ ‫ً‬

‫خطيـرة تضيـق فيهـا فتحـة الصمـام األبهـري‪ ،‬ممـا‬ ‫يحد من تدفق الدم القادم من القلب إلى الشريان‬ ‫ّ‬ ‫الرئيسـي‪ .‬واآلن‪ ،‬تشـير بيانات مسـتمدة من تجربة‬

‫الـدم‪ُ .‬ي َعـد االسـتبدال الجراحـي للصمـام األبهـري‬

‫المضاعفـات القلبيـة الوعائيـة‪ .‬وقـد طـور الباحثـون‬

‫سـريرية جديـدة أجراهـا فريـق يقـوده مايـكل مـاك‬ ‫القلـب فـي بالنـو‪ ،‬بواليـة تكسـاس‪ -‬إلـى أن ثمـة‬

‫عمليـة اسـتبدال الصمـام األبهـري عبـر القسـطرة‬ ‫ً‬ ‫عالجيـا للمرضى الذيـن قد يعانون‬ ‫بديلا‬ ‫بوصفهـا‬ ‫ًّ‬

‫التدخـل الجراحـي‪ ،‬وهـي‬ ‫ُّ‬ ‫مـن مضاعفـات نتيجـة‬ ‫تتضمـن اسـتخدام قسـطرة لتوصيـل صمـام قابـل‬

‫‪-‬فـي مستشـفى بيلـر سـكوت آنـد وايـت لصحـة‬

‫هـذه المجموعـة من المرضى لمدة عشـر سـنوات‬ ‫علـى األقـل؛ لمتابعـة مـدى قـوة الصمامـات‬ ‫جـدا‪ ،‬وتشـير‬ ‫نتائـج تجربـة ‪ )PARTNER)3‬مشـجعة ًّ‬

‫تضيـق الصمـام األبهـري‪.‬‬ ‫مرضـى‬ ‫ُّ‬

‫‪Mack, M.J., Leon, M.B., Thourani, V.H., Makkar, R., Kodali,‬‬

‫التوغـل ُتعـرف باسـم “اسـتبدال‬ ‫ُّ‬ ‫جراحـة طفيفـة‬ ‫ً‬ ‫بديلا‬ ‫الصمـام األبهـري عبـر القسـطرة”‪ ،‬قـد تقـدم‬

‫للتمـدد يمكنـه أن يفتـح الصمـام األبهـري مباشـرةً‬

‫‪a balloon-expandable valve in low-risk patients. New‬‬

‫وفاعليـة لمعظـم المرضـى‪.‬‬ ‫ً‬ ‫بسـاطة‬ ‫ً‬ ‫أكثـر‬

‫دون حاجـة إلـى اسـتبداله الكامـل‪ .‬يشـبه الصمـام‬

‫‪England Journal of Medicine 380, 1695–1705 (2019).‬‬

‫‪S.K. et al. Transcatheter aortic-valve replacement with‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪6‬‬

‫‪27‬‬

‫‪P I R K E / A L A M Y S TOCK P HOTO‬‬

‫الجديـد الدعامـة‪ ،‬وبمجـرد أن يتمـدد داخل الصمام‪،‬‬


‫تراكم صفائح األميلويد‬ ‫على خاليا المخ‬

‫البحث عن عالجات أفضل‬ ‫لمرض آلزهايمر‬

‫المحرز ف� أبحاث مرض آلزهايمر عىل مدار السنوات القليلة الماضية يبعث آماال ً ت ز‬ ‫م�ايدة ف ي�‬ ‫التقدم ُ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ث‬ ‫للبكت�يا كسبب محتمل للمرض‪.‬‬ ‫العثور عىل عالجات أك� فاعلية‪ ،‬ي� ظل توجيه أصابع االتهام‬ ‫ي‬

‫‪28‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2019‬‬


‫‪S CI E P R O/ S C I E N C E P H OTO LI B R A RY / G ET T Y I M AG ES‬‬

‫مؤخرا باحثون في جامعة والية نيويورك عن مسـار محتمل السـتعادة‬ ‫كشـف‬ ‫ً‬

‫الذاكـرة المفقـودة وغيرهـا مـن الوظائـف اإلدراكيـة التـي تعتبـر مـن السـمات‬ ‫المفجعـة لمـرض آلزهايمر‪.1‬‬ ‫تأتـــي النتائـــج بشـــكل رئيـــس مـــن األبحـــاث علـــى الفئـــران والخاليـــا‬

‫تتضمـــن إحـــدى آليـــات التحكـــم الشـــائعة بالوراثـــة الالجينيـــة إضافـــة‬ ‫الهســـتونات‪ ،‬مـــن‬ ‫مجموعـــات ميثيـــل (‪ )CH3‬إلـــى بروتينـــات تســـمى‬ ‫ِ‬

‫شـــأنها أن تتجمـــع مـــع الحمـــض النـــووي للكروموســـومات وتتحكـــم‬ ‫في نشــاط الجينات‪.‬‬

‫البشـــرية المســـتزرعة‪ ،‬إال أن الباحثيـــن أفـــادوا بـــأن األفـــكار المســـتخلصة‬

‫كان االكتشـاف األول الرئيـس الـذي توصـل إليـه الباحثـون هـو أن عمليـة‬

‫م ــن الفئ ــران تتواف ــق ف ــي الوق ــت الحال ــي م ــع ثم ــار العم ــل المبك ــر الج ــاري‬

‫“مثيلـة” الهسـتون لـدى الفئـران المصابـة بشـكل مـن أشـكال مـرض آلزهايمـر‬

‫علــى الخاليا البشــرية‪.‬‬ ‫يسـتهدف عملهـم التغييـرات فـي تنظيـم نشـاط الجينـات الرئيسـة‪ ،‬وليـس‬ ‫تسلسـل الحمض النووي للجينات‪ ،‬إذ ظل مرض آلزهايمر لفترة طويلة ُيعزى‬

‫إلـى مزيـج مـن الجينـات التـي تسـبب قابليـة اإلصابـة بالمـرض والعمليـات‬ ‫التنظيميـة الجينيـة الدقيقـة‪ ،‬المعروفـة باسـم الوراثـة الالجينيـة‪.‬‬

‫تقلـل بشـكل كبيـر مـن نسـب ونشـاط البروتينـات الالزمـة للنقـل المعتـاد‬ ‫للنبضـات العصبيـة فـي الدمـاغ‪.‬‬ ‫إن البروتينـــات هـــي مســـتقبالت موجـــودة فـــي أغشـــية الخاليـــا‬ ‫العصبي ــة وترتب ــط بالناق ــل العصب ــي الجلوتام ــات‪ .‬تس ــمح جزيئ ــات الناق ــل‬ ‫العصبـــي لإلشـــارات باالنتقـــال عبـــر خليـــة عصبيـــة واحـــدة للتأثيـــر علـــى‬ ‫العـدد رقـم‬

‫‪6‬‬

‫‪29‬‬


‫مرتبطـــا بالبكتيريـــا‬ ‫علـــى أن المـــرض قـــد يكـــون‬ ‫ً‬ ‫التـــي تســـبب مـــرض اللثـــة‪.2‬‬ ‫فقـــد اكتشـــف بحـــث تقـــوده شـــركة األدويـــة‬ ‫الحيويـــة األمريكيـــة «كورتيكســـيم» ‪Cortexyme‬‬ ‫وجـــود بكتيريـــا وحيـــدات الخليـــة البورفيرينيـــة‬ ‫اللثويـــة ‪ ،Porphyromonas gingivalis‬وهـــي‬ ‫بكتيريـــا مرتبطـــة بمـــرض اللثـــة المزمـــن‪ ،‬فـــي‬ ‫أنس ــجة أدمغ ــة مرض ــى آلزهايم ــر بع ــد الوف ــاة‪.‬‬ ‫أيضـــا أن مســـتويات هـــذه‬ ‫ً‬ ‫كمـــا وجـــد الباحثـــون‬ ‫العـــدوى البكتيريـــة أظهـــرت وجـــود ارتبـــاط مـــع‬ ‫نســـب نوعيـــن مـــن البروتيـــن‪ ،‬يطلـــق عليهمـــا‬ ‫خلـــا‬ ‫“تـــاو” و”يوبيكويتيـــن”‪ ،‬وهمـــا يســـببان‬ ‫ً‬ ‫وظيفيـــا فـــي الدمـــاغ ويتراكمـــان بهـــا فـــي‬ ‫ً‬ ‫مـــرض آلزهايمـــر‪ .‬فعندمـــا أصيبـــت الفئـــران‬

‫بعـــدوى بكتيريـــا وحيـــدات الخليـــة البورفيرينيـــة‬ ‫اللثويـــة‪ُ ،‬وجـــد أن البكتيريـــا تســـتعمر الدمـــاغ‪،‬‬ ‫م ــع زي ــادة إف ــراز البروتين ــات الت ــي تتجم ــع لتك ـ ّـون‬

‫تجمعـــات تســـمى لويحـــات األميلويـــد‪ ،‬وهـــي‬ ‫أساســـا عـــن التلـــف الموجـــود فـــي‬ ‫المســـؤولة‬ ‫ً‬

‫األدمغـــة المصابـــة بمـــرض آلزهايمـــر‪.‬‬ ‫نشـــاط الخاليـــا األخـــرى‪ .‬وهـــذا التوصيـــل هـــو‬ ‫جوه ــر الطريق ــة الت ــي تعم ــل به ــا خالي ــا دماغن ــا‬ ‫معــا لتشــكيل عقولنا‪.‬‬ ‫ً‬

‫ولـــم يكـــن هنـــاك أي دليـــل علـــى انتقـــال‬ ‫علـــى تذكـــر طريقهـــا خـــال المتاهـــات وإثبـــات‬

‫نوعي ــن آخري ــن ش ــائعين م ــن بكتيري ــا الف ــم إل ــى‬

‫ســـابقا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫التعـــرف علـــى أشـــياء صادفتهـــا‬

‫أدمغـــة الفئـــران‪ ،‬ممـــا يشـــير إلـــى أن االرتبـــاط‬

‫كشـــف البحـــث عـــن أن عمليـــة “المثيلـــة”‬

‫تقــول تشــن يــان العضــوة بفريــق البحــث‪“ :‬لقــد‬

‫بمـــرض آلزهايمـــر قـــد يقتصـــر علـــى بكتيريـــا‬

‫المدمـــرة يحفزهـــا بروتينـــان‪ ،‬همـــا ‪ EHMT1‬و‬

‫تمامــا بهــذا التحســن اإلدراكــي الضخــم”‪.‬‬ ‫فوجئنــا‬ ‫ً‬ ‫وال ي ــزال الطري ــق طوي ـ ًـا لالنتق ــال م ــن مرحل ــة‬

‫معينـــة‪ ،‬أو ربمـــا علـــى بكتيريـــا وحيـــدات الخليـــة‬

‫‪ ،EHMT2‬الل ــذان تبي ــن وج ــود نش ــاط مرتف ــع لهم ــا‬

‫البورفيرينيـــة اللثويـــة وحدهـــا‪.‬‬

‫ف ــي أدمغ ــة الفئ ــران المصاب ــة بم ــرض آلزهايم ــر‪.‬‬

‫النتائ ــج األولي ــة الت ــي حص ــل عليه ــا الباحث ــون م ــن‬

‫تفـــرز البكتيريـــا نفســـها بروتينـــات ســـامة‬

‫كمـــا أشـــار فحـــص أنســـجة بشـــرية مأخـــوذة مـــن‬

‫نم ــوذج الفئ ــران إل ــى مرحل ــة تطوي ــر ع ــاج للبش ــر‬

‫مرض ــى متوفيي ــن إل ــى ارتف ــاع نش ــاط “المثيل ــة”‬

‫واختبـــاره واعتمـــاده‪ .‬ومـــع ذلـــك‪ ،‬فقـــد ُفتـــح بـــاب‬

‫أيضـــا‬ ‫ً‬ ‫تســـمى الجينجيبيـــن‪ ،‬وقـــد ُعثـــر عليهـــا‬ ‫فـــي أنســـجة أدمغـــة مرضـــى آلزهايمـــر بنســـب‬

‫المحفـــز بفعـــل بروتينـــي ‪ EHMT1‬و‬ ‫َّ‬ ‫مـــن النـــوع‬

‫أم ــل جدي ــد‪ ،‬ويمض ــي فري ــق البح ــث ف ــي بافال ــو‬

‫ترتبـــط ببروتينـــي تـــاو ويوبيكويتيـــن‪.‬‬

‫‪ .EHMT2‬يشـــكل هـــذا االكتشـــاف حلقـــة وصـــل‬

‫قدم ــا ف ــي تطوي ــر عمله ــم‪.‬‬ ‫ً‬

‫ذكـــرت يـــان أن فريقهـــا قـــد أجـــرى تجـــارب‬

‫“كورتيكســـيم”‪“ :‬نعتقـــد أن بكتيريـــا وحيـــدات‬

‫الفئـــران والمـــرض لـــدى اإلنســـان‪.‬‬

‫إثبـــات جـــدوى علـــى الخاليـــا العصبيـــة البشـــرية‬

‫الخليــة البورفيرينيــة اللثويــة وبروتينــات الجينجيبيــن‬

‫المســـتزرعة لتأكيـــد أن هـــذا النهـــج يمكـــن أن‬

‫المش ـ َّـخصة‬ ‫المرتبط ــة به ــا تس ــبب غالبي ــة الح ــاالت ُ‬ ‫بمـــرض آلزهايمـــر فـــي الوقـــت الحالـــي”‪ .‬وفـــي‬

‫افتـــرض الباحثـــون أن مفتـــاح عـــاج هـــذا الجانـــب‬ ‫المحـــدد مـــن مـــرض آلزهايمـــر قـــد يكـــون منـــع‬

‫وصرحـــت بـــأن النتائـــج “الواعـــدة”‬ ‫البشـــرية‪.‬‬ ‫ّ‬

‫عملي ــة “المثيل ــة”‪ .‬ولحس ــن الح ــظ‪ ،‬كان ــت الم ــواد‬

‫قريبـــا‪.‬‬ ‫ستُ نشـــر‬ ‫ً‬

‫وتقـــول جانـــا فويـــت‪ ،‬رئيســـة قســـم األبحـــاث‬

‫حال ــة التأك ــد م ــن ه ــذا‪ ،‬فم ــن المؤك ــد أن ــه س ــيكون‬ ‫تقدمـــا مذهـ ًــا فـــي فهـــم المـــرض‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مـــن الـــدالالت المحتملـــة الواضحـــة الرتبـــاط‬

‫الكيميائيـــة التـــي تثبـــط البروتينيـــن المضطلعيـــن‬

‫فــي مؤسســة بحــوث آلزهايمــر بالمملكــة المتحــدة‬

‫البكتيريـــا بالمـــرض أن تدنـــي مســـتوى النظافـــة‬

‫فــي هــذه العمليــة معروفــة بالفعــل‪ ،‬ممــا يســمح‬

‫تعليق ــا عل ــى الورق ــة البحثي ــة‪“ :‬أح ــد أكث ــر الجوان ــب‬ ‫ً‬

‫الصحيــة للفــم قــد يزيــد مــن خطــر اإلصابــة بمــرض‬

‫باختبـــار هـــذا االفتـــراض بســـهولة‪.‬‬

‫المذهلـــة فـــي أبحـــاث الوراثـــة الالجينيـــة هـــو أن‬

‫آلزهايمـــر‪ .‬وهكـــذا‪ ،‬فـــإن الحـــرص علـــى النظافـــة‬

‫حقـــق حقـــن الفئـــران المصابـــة بمثبـــط‬

‫التغييـــرات التـــي تحـــدث يمكـــن أن تكـــون قابلـــة‬

‫للبروتينيـــن ‪ EHMT1‬و‪ EHMT2‬مـــا أطلـــق عليـــه‬

‫لإللغــاء”‪ .‬واختتمــت فويــت تعليقهــا قائلـ ًـة‪“ :‬هــذه‬

‫الصحيــة للفــم ربمــا يكــون وســيلة بســيطة لتقليــل‬ ‫مخاط ــر اإلصاب ــة بالم ــرض‪ .‬إال أن دومين ــي يح ـ ّ‬ ‫ـث‬

‫الباحثـــون “إنقـــاذ” الوظيفـــة اإلدراكيـــة‪ ،‬وهـــو‬

‫النتائـــج المثيـــرة لالهتمـــام لـــدى الفئـــران تتطلـــب‬

‫عل ــى توخ ــي الح ــذر ف ــي ه ــذه المس ــألة‪.‬‬

‫التعـــرف‪،‬‬ ‫مـــا تأكّـــد مـــن خـــال اختبـــارات لذاكـــرة‬ ‫ّ‬

‫قدمـــا فـــي إجـــراء الدراســـات‬ ‫منَّ ـــا اآلن المضـــي‬ ‫ً‬

‫علـــى البشـــر‪ ،‬الستكشـــاف مـــا إذا كان يمكـــن أن‬

‫إذ يش ــير إل ــى أن ــه “م ــن ال ــوارد ج ـ ًـدا أن تدخ ــل‬ ‫بكتيريـــا وحيـــدات الخليـــة البورفيرينيـــة اللثويـــة‬

‫هـــذه االختبـــارات علـــى اختبـــار قـــدرة الفئـــران‬

‫تش ـكّل األســاس البتــكار عــاج فــي المســتقبل”‪.‬‬

‫وبروتينـــات الجينجيبيـــن إلـــى الدمـــاغ دون‬

‫بالغ ــة األهمي ــة بي ــن الدراس ــات الت ــي ُتج ــرى عل ــى‬

‫استرجاع الذكريات‬

‫والذاك ــرة المكاني ــة‪ ،‬والذاك ــرة العامل ــة‪ .‬اش ــتملت‬

‫‪30‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2019‬‬

‫ي ــؤدي الس ــتعادة وظيف ــة التأش ــير ف ــي الخالي ــا‬

‫يقـــول ســـتيفن دومينـــي مـــن فريـــق شـــركة‬

‫‪DR _ M I CR OBE / I S TOCK / G E T T Y I M AG E S P LU S‬‬

‫صلة ببكتيريا الفم‬

‫بالنظـــر إلـــى بدايـــة أســـباب مـــرض آلزهايمـــر‬ ‫وتأثيرات ــه‪ ،‬اكتش ــف الباحث ــون مؤخ ـ ًـرا دلي ـ ًـا مفاجئ ـ ًـا‬


‫مرتبطا بالبكتيريا التي‬ ‫يكون‬ ‫ً‬ ‫تسبب مرض اللثة»‪.‬‬

‫الجينجيبيــن التــي أنتجتهــا‪ .‬وقــد أفــاد دومينــي‬

‫بالتأكيـــد‬

‫أيضــا فيمــا إذا كان يمكــن أن تكــون‬ ‫بأنهــم يبحثــون ً‬

‫إلـــى األمـــام علـــى العديـــد مـــن األصعـــدة‬

‫بكتيريــا وحيــدات الخليــة البورفيرينيــة اللثويــة مــن‬

‫إليجـــاد عـــاج وخيـــارات وقائيـــة أفضـــل مـــن‬

‫أســباب األمــراض التنكســية العصبيــة األخــرى‪.‬‬

‫المســـاعدة المحـــدودة التـــي يمكـــن للعقاقيـــر‬

‫ُسبل أخرى‬

‫أوال فـــي مـــرض اللثـــة”‪.‬‬ ‫التســـبب‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫تحـــث تـــارا ســـبايرز‪-‬جونز‪ ،‬نائبـــة مديـــر‬ ‫كذلـــك‪،‬‬

‫أيضــا‪ ،‬ولكــن هــذه المــرة‬ ‫األبحــاث الحديثــة البكتيريــا ً‬

‫مركــز علــوم الدمــاغ االستكشــافية بجامعــة إدنبــرة‪،‬‬

‫بكتيريـــا األمعـــاء وليـــس بكتيريـــا الفـــم‪ .‬اســـتخدم‬

‫علـــى توخـــي الحـــذر قائلـــة‪“ :‬يعانـــي األشـــخاص‬

‫الباحثـــون بقيـــادة ســـانجرام سيســـوديا‪ ،‬مـــن‬

‫أيضـــا مـــن اختـــال‬ ‫المصابـــون بمـــرض آلزهايمـــر ً‬

‫جامعـــة شـــيكاغو بالواليـــات المتحـــدة األمريكيـــة‪،‬‬

‫تســـتهدف مقاربـــة واعـــدة أخـــرى مـــن مقاربـــات‬

‫الحاجـــز الدمـــوي الدماغـــي‪ ،‬ممـــا يجعلهـــم أكثـــر‬

‫المضـــادات الحيويـــة لتغييـــر التجمعـــات البكتيريـــة‬

‫إذا‪ ،‬فعل ــى‬ ‫عرض ــة لإلصاب ــة بع ــدوى ف ــي الدم ــاغ‪ً .‬‬

‫المعويـــة فـــي الفئـــران المصابـــة بشـــكل مـــن‬

‫الرغـــم مـــن أن هـــذه البيانـــات مثيـــرة لالهتمـــام‪،‬‬

‫أشـــكال مـــرض آلزهايمـــر‪ .‬وقـــد اكتشـــفوا وجـــود‬

‫ثانويـــا‬ ‫عرضـــا‬ ‫ً‬ ‫فمـــن المحتمـــل أن تكـــون العـــدوى‬ ‫ً‬

‫تغيــرات يمكنهــا الحــد مــن التهــاب الدمــاغ وتكويــن‬

‫ســـببا للمـــرض”‪.‬‬ ‫وليســـت‬ ‫ً‬ ‫ومـــع ذلـــك‪ ،‬تستكشـــف شـــركة كورتيكســـيم‬

‫لويح ــات األميلوي ــد‪ ،‬ولك ــن األم ــر المحي ــر أن ه ــذا‬ ‫يحـــدث حتـــى اآلن فـــي ذكـــور الفئـــران فقـــط‪.3‬‬

‫إمكانيـــة اســـتخدام العقاقيـــر التـــي تثبـــط نشـــاط‬

‫يستكش ــف الباحث ــون ف ــي أماك ــن أخ ــرى اإلج ــراء‬

‫بروتينـــات الجينجيبيـــن البكتيريـــة مـــن أجـــل عـــاج‬

‫الوقائـــي المطلـــق فـــي شـــكل لقاحـــات يمكنهـــا‬

‫مـــرض آلزهايمـــر‪ .‬وقـــد أجـــروا اختبـــارات أوليـــة‬

‫من ــع م ــرض آلزهايم ــر م ــن المس ــاس بالدم ــاغ م ــن‬

‫علـــى نمـــوذج لفـــأر مصـــاب بمـــرض آلزهايمـــر‪،‬‬ ‫باس ــتخدام مثبط ــات الجينجيبي ــن الت ــي صممته ــا‬

‫طـــور كيـــران باكســـار وزمـــاؤه‬ ‫األســـاس‪ .‬وقـــد‬ ‫ّ‬ ‫فـــي جامعـــة نيـــو مكســـيكو بالواليـــات المتحـــدة‬

‫الش ــركة وصنَّ عته ــا‪ .‬وق ــد منع ــت المثبط ــات إف ــراز‬

‫قائمـــا علـــى الفيروســـات يحفـــز‬ ‫لقاحـــا‬ ‫األمريكيـــة‬ ‫ً‬ ‫ً‬

‫بروتي ــن األميلوي ــد بش ــكل كبي ــر‪ ،‬وأدت إل ــى الح ــد‬

‫فعالـــة ضـــد بروتينـــات تـــاو‬ ‫اســـتجابة مناعيـــة‬ ‫ّ‬

‫بــدأت الشــركة فــي الوقــت الحالي تجربة ســريرية‬

‫اســتعادة بعــض الوظائــف اإلدراكيــة‪ ،‬وحتــى اآلن‪،‬‬

‫مـــن التهـــاب وتنكـــس الخاليـــا العصبيـــة‪.‬‬

‫ســـيمثل‬

‫هـــذا‬

‫البحـــث‬

‫دفعـــة‬

‫المســـببة لمـــرض ألزهايمـــر‪ ،‬ممـــا يـــؤدي إلـــى‬

‫حاليــا توفيرهــا‪.‬‬ ‫المتاحــة‬ ‫ً‬ ‫‪1. Zheng, Y., Liu, A., Wang, Z-J., Cao, Q., Wang, W. et al.‬‬ ‫‪Inhibition of EHMT1/2 rescues synaptic and cognitive‬‬ ‫‪functions for Alzheimer’s disease. Brain 142, 787-807‬‬ ‫‪(2019). DOI: 10.1093/brain/awy354‬‬ ‫‪2. Dominy, S. S., Lynch, C., Ermini, F., Benedyk, M.,‬‬ ‫‪Marczyk, A. et al. Porphyromonas gingivalis in‬‬ ‫‪Alzheimer’s disease brains: Evidence for disease‬‬ ‫‪causation and treatment with small-molecule inhib‬‬‫‪itors. Science Advances 5 : eaau3333 (2019). DOI:‬‬ ‫‪10.1126/sciadv.aau3333‬‬ ‫‪3. Dodiya, H.B., Kuntz, T., Shaik, S. M., Baufeld, C., Lei‬‬‫‪bowitz, J. et al. Sex-specific effects of microbiome per‬‬‫‪turbations on cerebral Aβ amyloidosis and microglia‬‬ ‫‪phenotypes. The Journal of Experimental Medicine 216‬‬ ‫‪1542-1560 (2019) DOI: 10.1084/jem.20182386‬‬ ‫‪4. Maphis, N. M., Peabody, J., Crossey, E., Jiang, S.,‬‬ ‫‪Ahmad, F. A. J. et al. Qß Virus-like particle-based vac‬‬‫‪cine induces robust immunity and protects against‬‬ ‫‪tauopathy. npj Vaccines 4 Article 26 (2019) DOI:‬‬ ‫‪10.1038/s41541-019-0118-4‬‬

‫‪M I C R O GE N / I S TO C K / GE T T Y I M AGE S P LU S‬‬

‫ً‬ ‫دليل‬ ‫مؤخرا‬ ‫«اكتشف الباحثون‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مذهل على أن المرض قد‬

‫كبيــرة علــى أحــد العقاقيــر المثبطــة لبروتينــات‬

‫لـــم يحـــدث هـــذا ســـوى فـــي الفئـــران‪.4‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪6‬‬

‫‪31‬‬


‫‪R CS B.OR G / CC BY 4 .0‬‬

‫اضطراب نقص‬ ‫ميثيل أدينوسيل‬ ‫ترانسفيريز‪:‬‬ ‫تأثيرات أوسع‬ ‫لمرض نادر‬ ‫حالة إصابة بمرض نادر من أمراض الطفولة تكشف عن‬ ‫اضا‬ ‫طفرة جديدة باعتبارها سب ًبا كام ًنا للمرض‪ ،‬وتحدد أعر ً‬ ‫للمرض عىل الجلد والشعر لم يسبق التعرف عليها‪.‬‬ ‫أثبــت الباحثــون فــي مركــز الملــك عبــد اللــه العالمــي لألبحــاث الطبيــة‬

‫باحثو كيمارك يثبتون العالقة بين‬ ‫مرض نادر من أمراض الطفولة‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫حديثا‪.‬‬ ‫وطفرة جينية مكتشفة‬

‫عــن ابيضــاض شــعر المريــض وتســاقطه‪.‬‬

‫(كيمــارك) وجــود صلــة بيــن مــرض نــادر مــن أمــراض الطفولــة مــن جهــة‬ ‫ً‬ ‫حديثــا‪ ،‬ومضاعفــات للمــرض لــم تكــن‬ ‫وطفــرة جينيــة تــم التعــرف عليهــا‬

‫ـهرا باعتبــاره طفــرة غير معروفة‬ ‫ترانســفيريز لــدى الذكــر البالــغ عمــره ‪ 40‬شـ ً‬

‫فــي ذلــك‪ ،‬يقــول ماجــد الفضــل‪“ :‬إن هــذا آخــر الجينــات المكشــتفة‬ ‫ً‬ ‫جينــا‪ ،‬والمرتبطــة بأمراض اكتشــفناها‬ ‫حديثــا‪ ،‬والتــي يزيــد عددهــا عــن ‪ً 50‬‬

‫الطفــرات التــي يمكــن أن تســبب المــرض‪.‬‬

‫معروفــة فــي الســابق مــن جهــة أخــرى‪.‬‬ ‫ً‬

‫ـزءا مــن‬ ‫فــي الســنوات القليلــة الماضيــة”‪،‬‬ ‫موضحــا كيــف يمثــل البحــث جـ ً‬ ‫ً‬

‫تاريــخ طويــل مــن اإلنجــازات فــي مجــال األمــراض الوراثيــة‪.‬‬

‫حــدد العلمــاء الســبب الوراثــي الكامــن وراء نقــص ميثيــل أدينوســيل‬ ‫ســابقا فــي الجيــن المســؤول عــن إفــراز إنزيــم ميثيــل أدينوســيل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حديثــا إلــى مجموعــة‬ ‫المكتشــفة‬ ‫الطفــرة‬ ‫هــذه‬ ‫وتضــاف‬ ‫ترانســفيريز‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫فــي ذلــك‪ ،‬يقــول ماجــد الفضــل‪“ :‬عندمــا أجرينــا بحثنــا‪ ،‬فوجئنــا بقلــة‬ ‫المعلومــات المتاحــة حــول هــذا المــرض النــادر”‪ .‬وإحــدى أهــم التوصيــات‬

‫وركــز هــذا البحــث الحديــث علــى حالــة واحــدة محــددة لمريــض يبلــغ مــن‬

‫المنبثقــة عــن الدراســة هــي ضــرورة خضــوع المرضى الذين تم تشــخيص‬

‫شــهرا (‪ 3‬ســنوات) يعانــي نقــص إنزيــم ميثيــل أدينوســيل‬ ‫العمــر ‪40‬‬ ‫ً‬ ‫اختصــارا باضطــراب نقــص‬ ‫ترانســفيريز مــن النــوع ‪( III/I‬الــذي ُيشــار إليــه‬ ‫ً‬

‫الفحــص ً‬ ‫ذيوعــا للمــرض‪ ،‬بخــاف تأثيراتــه‬ ‫بحثــا عــن تداعيــات أخــرى أقــل‬ ‫ً‬

‫إصابتهــم باضطــراب نقــص ميثيــل أدينوســيل ترانســفيريز لمزيــد مــن‬

‫جينومهــم طفــرة فــي الجيــن المســؤول عــن إنزيــم ميثيــل أدينوســيل‬

‫وفــي محاولــة الســتيضاح مــا هــو معــروف حــول هــذه األعــراض‬

‫ترانســفيريز‪ .‬ويــؤدي النقــص الناتــج فــي هــذا اإلنزيــم إلــى تراكــم‬

‫نطاقــا‪ ،‬اســتعرض الباحثــون التقاريــر الســابقة بشــأن تداعيــات‬ ‫ً‬ ‫األوســع‬

‫الميثيونيــن‪ ،‬وهــو حمــض أمينــي‪ ،‬فــي الــدم‪ .‬ومــن الجديــر بالذكــر أن‬

‫المــرض‪ ،‬ووجــدوا أن اإلبــاغ عــن ظهــور أعــراض أخــرى غيــر تلــك المرتبطة‬

‫‪ .)MAT‬ويحــدث هــذا المــرض األيضــي لــدى األطفــال الذيــن يتضمــن‬

‫الميثيونيــن مطلــوب لتكويــن العديــد مــن بروتينــات الجســم الطبيعيــة ‪،‬‬ ‫ضــارا‪ .‬وعلــى الرغــم مــن‬ ‫لكــن إفــرازه بكميــة أكبــر مــن الــازم قــد يكــون‬ ‫ً‬

‫أن معظــم حــاالت اإلصابــة باضطــراب نقــص إنزيــم ميثيــل أدينوســيل‬

‫علــى الجهــاز العصبــي المركــزي‪.‬‬

‫“عرضيــا”‪.‬‬ ‫بالجهــاز العصبــي المركــزي كان‬ ‫ً‬

‫ويقــول ماجــد الفضــل‪“ :‬إن دراســة آثــار المــرض التــي تخــرج عــن‬

‫نطــاق التأثيــرات علــى الجهــاز العصبــي المركــزي قــد تــؤدي إلــى فهــم‬

‫ترانســفيريز تــؤدي إلــى أعــراض محــدودة‪ ،‬منهــا علــى ســبيل المثــال رائحــة‬

‫أفضــل للمــرض ولوظيفــة إنزيــم الميثيــل أدينوســيل ترانســفيريز”‪.‬‬

‫نفــس مميــزة‪ ،‬فــإن بعــض حــاالت النقــص الحــاد ترتبــط بمشــاكل عصبيــة‬

‫ونظــرا ألن فريــق مركــز الملــك عبــد اللــه العالمــي لألبحــاث الطبيــة‬ ‫ً‬

‫ويعــد التعــرف علــى أعــراض المــرض التــي تخــرج عــن نطــاق تأثيراتــه‬

‫المصابــة بالمــرض مــن جميــع أنحــاء العالــم ســيكون لــه مــا يبــرره اآلن وذلــك مــن‬

‫مثــل القصــور الحركــي واإلعاقــات الذهنيــة‪.‬‬

‫نطاقــا للحــاالت‬ ‫ً‬ ‫لــم يفحــص إال حالــة واحــدة‪ ،‬فإنــه يؤكــد أن إجــراء مســح أوســع‬

‫المعروفــة علــى الجهــاز العصبــي المركــزي واحـ ًـدا مــن أهــم نتائــج البحــث‬

‫عمقــا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أجــل الوصــول إلــى رؤى وفهــم أكثــر‬

‫نقصــا مجهــول‬ ‫فيقــول ماجــد الفضــل‪“ :‬كان مريضنــا يعانــي‬ ‫ً‬ ‫الســبب فــي الزنــك والحديــد‪ ،‬باإلضافــة إلــى تأخــر طفيــف فــي‬ ‫ً‬ ‫فضــا‬ ‫النطــق”‪ .‬وكانــت هــذه المشــكالت مصحوبــة بآفــات جلديــة‪،‬‬

‫‪Nashabat, M., Al-Khenaizan, S. & Alfadhel, M. Methionine adenosyltransferase I/III‬‬

‫الــذي أجــراه باحثــو مركــز الملــك عبــد اللــه العالمــي لألبحــاث الطبيــة‪.‬‬

‫‪32‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2019‬‬

‫‪deficiency: beyond the central nervous system manifestations. Therapeutics and Clin-‬‬

‫‪ical Risk Management 14, 225–229 (2018).‬‬


‫رعاية صحية رائدة‬ ‫وموثوقة‬

‫تحرير‪ :‬بندر القناوي‪ ،‬دكتوراة في‬ ‫الطب‪ ،‬زميل الكلية الملكية لألطباء‬ ‫في كندا‪ ،‬مدير تنفيذي بالشؤون‬ ‫الصحية بوزارة الحرس الوطني‬

‫يقدمها‪ :‬د‪ .‬بول روثمان‪ ،‬مدير‬ ‫تنفيذي‪ ،‬بكلية الطب بجامعة‬ ‫جونز هوبكينز‬

‫مساهمة مميزة ومواتية طال انتظارها‬ ‫يقدمها قطاع الصحة في المملكة العربية‬ ‫السعودية وعلى مستوى العالم‪.‬‬

‫الناشر‪ :‬مطبعة ‪CRC، 2017‬‬

‫تحقيقات‬

‫تحتوي على مساهمات من‬ ‫قيادات مرموقة في مجال‬ ‫الرعاية الصحية من المملكة‬ ‫المتحدة والواليات المتحدة‬ ‫األمريكية وكندا وكوريا‬ ‫الجنوبية‪/‬سنغافورة‪.‬‬

‫تصف كيف يمكن للقيادة‬ ‫أن تضمن توافر معايير‬ ‫رعاية موثوقة للوالدين‪،‬‬ ‫وكيف يمكن تحقيق التميز‪.‬‬

‫تركز على جانب مختلف‬ ‫لبناء منظومة رعاية‬ ‫صحية موثوقة‪.‬‬

‫تتعلق بأنظمة رعاية‬ ‫صحية عالمية تنطوي‬ ‫على مواضيع رئيسة مثل‬ ‫الممارسة اإلكلينيكية‬ ‫الفعالة وإدارة األزمات ذات‬ ‫الصبغة العالمية‪.‬‬


‫ُم َح ِّرض على‬ ‫نقص المناعة‬

‫ن‬ ‫لمصاب� بنقص مناعي يكشف وجود ي ن‬ ‫ين‬ ‫ج� له دور مهم ف ي� درء العدوى والسيطرة عىل االلتهاب‪.‬‬ ‫جي�‬ ‫مسح ي‬

‫توصلــت إليهــا دراســة‬ ‫أتاحــت نتائــج حديثــة‬ ‫َّ‬ ‫أترابيــة لمرضــى يعانــون مــن اضطــراب نقــص‬ ‫معم ًقا لــدور الجينات‬ ‫فهمــا‬ ‫مناعــة وراثــي نــادر‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫فــي وظيفــة المناعــة‪ ،‬فضـ ًـا عــن طــرق عالجيــة‬ ‫ممكنــة‪ .‬وهــذه الدراســة هــي األولــى التــي‬ ‫تصــف تأثيــرات الغيــاب الكامــل إلنزيــم ‪RIPK1‬‬ ‫(أحد بروتينات التأشــير) على اإلنســان‪.‬‬ ‫مئــات الجينــات كانــت قــد ُر ِبطــت باضطرابــات‬

‫‪34‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2019‬‬

‫نقـــص المناعـــة األوليـــة‪ ،‬واســـتخدم فريـــق‬ ‫دولـــي مـــن الباحثيـــن بقيـــادة ســـيرجي‬ ‫نيينتســـيف فـــي جامعـــة كامبريـــدج‪ ،‬محـــرك‬ ‫البح ــث المتخص ــص‪ DARGNET‬به ــدف تحدي ــد‬ ‫طفـــرات جينيـــة إضافيـــة قـــد تتســـبب فـــي‬ ‫نقـــص المناعـــة‪ .‬ووضـــع الفريـــق تسلســـل‬ ‫مريضـــا يعانـــون‬ ‫ً‬ ‫الجينـــوم الكامـــل لـــ‪48‬‬ ‫متكـــررة فـــي فتـــرات‬ ‫مـــن عـــدوى حـــادة‬ ‫ّ‬

‫مختلفـــة مـــن حياتهـــم‪ ،‬نتيجـــة الضطرابـــات‬ ‫نقــص المناعــة األولية‪.‬‬ ‫عطلــت الجيــن‬ ‫كان لــدى أربعــة منهــم طفــرات َّ‬ ‫نفســه المشـ ِّـفر إلنزيــم ‪ .RIPK1‬وعــاوة علــى‬ ‫معرضيــن للعــدوى‪ ،‬عانــى األربعــة‬ ‫كونهــم‬ ‫َّ‬ ‫أيضــا مــن مــرض التهــاب المفاصــل واألمعــاء‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وهــي حــاالت مرتبطــة بنقــص المناعــة‪ .‬وكانــت‬ ‫دراســات ســابقة قــد أشــارت إلــى أن إنزيــم‬


‫‪N EP H R ON / C C B Y SA 3 .0‬‬

‫رئيســيا يتحكــم فــي‬ ‫منظمــا‬ ‫‪ RIPK1‬يعمــل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫االســتجابة االلتهابيــة والعمــر الخلــوي‪ ،‬غيــر أن‬ ‫هــذه هــي اإلفــادة األولــى بإصابــة مرضــى‬ ‫بنقــص إنزيم ‪.RIPK1‬‬ ‫وبدراســـة خاليـــا الـــدم المأخـــوذة مـــن‬ ‫المرضـــى وخطـــوط الخاليـــا البشـــرية‬ ‫وراثيـــا‪ ،‬وجـــد فريـــق نيينتســـيف أن‬ ‫المعدلـــة‬ ‫ًّ‬ ‫َّ‬ ‫ضعـــف االســـتجابة‬ ‫نقـــص إنزيـــم ‪ُ RIPK1‬ي ِ‬ ‫تـــؤدي فـــي حالتهـــا‬ ‫الخلويـــة للجزيئـــات التـــي‬ ‫ِّ‬ ‫الطبيعيـــة إلـــى اســـتجابة مناعيـــة قويـــة‪.‬‬ ‫ويمكـــن لهـــذه النتائـــج‪ ،‬التـــي ُن ِشـــرت فـــي‬ ‫ُ‬ ‫تفس ــر س ــبب‬ ‫مجل ــة «س ــاينس» ‪ ،Science‬أن‬ ‫ِّ‬ ‫فشـــل المرضـــى فـــي درء العـــدوى‪ .‬كمـــا‬ ‫أيض ــا أوج ــه قص ــور ف ــي إنت ــاج‬ ‫ً‬ ‫ح ـ َّـدد الباحث ــون‬ ‫ـابقا ببداي ــة‬ ‫بروتين ــات تأش ــير معين ــة ُر ِبط ــت س ـ ً‬

‫أعــراض مــرض التهاب األمعاء‪.‬‬ ‫صارخــا مــع‬ ‫ً‬ ‫تناقضــا‬ ‫ً‬ ‫تتناقــض هــذه النتائــج‬ ‫بيانــات ســابقة مأخــوذة مــن فئــران لديهــا‬ ‫نقــص فــي إنزيــم ‪ ،RIPK1‬إذ كانــت تعانــي‬ ‫مــن التهابــات شــديدة ومــوت للخاليــا فــي‬ ‫مرحلــة مبكــرة مــن النمــو‪ ،‬وتهلــك بعــد‬ ‫وقــت قصيــر مــن الــوالدة‪ ،‬غيــر أن اثنيــن‬ ‫مــن األفــراد المصابيــن وصــا إلــى ســن‬ ‫المراهقــة بحلــول وقــت هــذه الدراســة‪،‬‬ ‫يــدل علــى محدوديــة صالحيــة نمــوذج‬ ‫ّ‬ ‫ممــا‬ ‫الفئــران للتنبــؤ باألثــر الســريري للطفــرات‬ ‫الجينية لدى اإلنســان‪.‬‬ ‫أيضــا‬ ‫ً‬ ‫حــددت‬ ‫أنهــا‬ ‫الدراســة‬ ‫المهــم فــي‬ ‫َّ‬ ‫رقــا محتَ ملــة لعــاج هــذا الشــكل مــن نقــص‬ ‫ُط ً‬ ‫المناعــة َ‬ ‫األ َّولــي‪ .‬علــى ســبيل المثــال‪ ،‬حقــق‬

‫أحــد المرضــى األربعــة تحســنً ا كبيـ ًـرا ‪-‬لكــن غيــر‬ ‫كامــل‪ -‬بعــد زرع خاليــا جذعيــة مكَّنتــه مــن إنتــاج‬ ‫معبــرة عــن إنزيــم ‪.RIPK1‬‬ ‫خاليــا دم صحيــة‬ ‫ِّ‬ ‫أيضــا إلــى أن اإلنتــاج‬ ‫ً‬ ‫توصــل الباحثــون‬ ‫كمــا‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫متعلــق بالمناعــة يســمى‬ ‫المفــرط لبروتيــن‬ ‫إنترلوكويــن‪ 1‬بيتــا ســمة شــائعة لنقــص إنزيــم‬ ‫وبنــاء علــى هــذه النتيجــة‪ ،‬يفتــرض‬ ‫‪.RIPK1‬‬ ‫ً‬ ‫تكــون هــذا‬ ‫الباحثــون أن األدويــة التــي تمنــع‬ ‫ُّ‬ ‫البروتيــن لديهــا القــدرة علــى أن تخفــف‬ ‫األعــراض المناعيــة لــدى هــؤالء المرضــى‬ ‫‪Cuchet-Lourenço, D., Eletto, D., Wu, C., Plagnol, V.,‬‬ ‫‪Papapietro, O. et al. Biallelic RIPK1 mutations in humans‬‬ ‫‪cause severe immunodeficiency, arthritis, and intestinal‬‬ ‫‪inflammation. Science 361, 810–813 (2018).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪6‬‬

‫‪35‬‬


‫وعكفـوا علـى تربيـة ُذ َّريـات تلـك السـحالي‪،‬‬

‫تعرضهـا للضغـوط‬ ‫مـع التنويـع فـي مسـتويات‬ ‫ُّ‬

‫خلال السـنة األولـى مـن عمرهـا‪ .‬وقـد جـرى‬ ‫تعريـض الصغارإمـا لهجمـات النمـل النـاري‪ ،‬أو‬ ‫يرون‬ ‫ُور ِتيكُوسـتِ ُ‬ ‫إعطاؤهـا جرعـات موضعيـة مـن الك ْ‬ ‫حـادا فـي‬ ‫ارتفاعـا‬ ‫المـذاب فـي الزيـت‪ ،‬تسـبب‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬

‫يرون فـي الـدم‪ ،‬كمحـاكاة‬ ‫ُور ِتيكُوسـتِ ُ‬ ‫نسـب الك ْ‬ ‫لالسـتجابات الفسـيولوجية التـي تصـدر عنهـا عنـد‬ ‫تعرضهـا لهجمـات حقيقيـة‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫تعرض الجسم للضغوط‪ ،‬تحدث فيه سلسلة‬ ‫عند ُّ‬

‫التغيـرات الفسـيولوجية تسـاعده علـى البقـاء‬ ‫مـن‬ ‫ُّ‬ ‫ويسـفر عـن هـذا إفـراز‬ ‫علـى قيـد الحيـاة والتعافـي‪ُ .‬‬

‫الهرمونـات القشـرية السـكرية الخاصـة بالضغـوط‪،‬‬ ‫يرون لـدى‬ ‫ُور ِتيكُوسـتِ ُ‬ ‫الكورتيـزول لـدى البشـر‪ ،‬والك ْ‬

‫السـحالي‪ .‬تعمـل تلـك الهرمونـات علـى وقـف‬

‫تجربة ُأجريت على السحالي‬ ‫والنمل الناري أظهرت أن‬ ‫الضغوط ُيمكن أن يكون لها‬ ‫آثار دائمة عبر األجيال‪.‬‬

‫االلتهابـات وكبـح جهـاز المناعـة‪.‬‬ ‫بين أن السـحالي التي عاش أسلافها في‬ ‫لكن َت َّ‬

‫تكيفية‬ ‫بيئـات عاليـة الضغـوط‪ ،‬تصدر عنها اسـتجابة ُّ‬

‫ما ال يقتل‬ ‫قويك‬ ‫َ‬ ‫أسالفك ُي ِ‬

‫ت‬ ‫سحال‬ ‫قصد‬ ‫ال� تتعرض للضغوط تمنح أجيالها الشابة دون ٍ‬ ‫ي‬ ‫السياج ي‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ف�سات‪.‬‬ ‫الم‬ ‫مواجهة‬ ‫�‬ ‫أفضل‬ ‫فرصا‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫ُ ِ‬

‫أفضـل مـن غيرهـا للهرمونـات القشـرية السـكرية‪،‬‬ ‫عبـر تعزيـز وظائفهـا المناعيـة ً‬ ‫بـدل من كبحها‪.‬‬ ‫وفقـا لماكورميـك؛‬ ‫ً‬ ‫وعلـى المـدى الطويـل‪،‬‬

‫يكـون التمتـع باسـتجابة مناعيـة قويـة للضغـوط‬ ‫تعاملهـا مـع ُمسـببات‬ ‫نفعـا للسـحالي فـي‬ ‫أكثـر‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫التعـرض للضغـوط‬ ‫الضغـوط المسـتمرة‪ ،‬إذ إن‬ ‫ُّ‬

‫لفترات طويلة أو بمسـتويات عالية الشـدة يترتب‬ ‫عليـه آثـار سـلبية‪ ،‬مثـل انخفـاض معـدالت النمـو‬ ‫والخصوبـة ونقـص المناعـة‪.‬‬ ‫غيـر أن هـذه النتائـج كانـت مفاجئـة بالنسـبة‬ ‫نظـرا إلـى أن أبحاثهـم‬ ‫لماكورميـك وزمالئهـا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫تعـرض تلـك‬ ‫السـابقة كانـت قـد أظهـرت أن‬ ‫ُّ‬ ‫السـحالي لضغـوط فـي المراحـل األولـى مـن‬

‫أظهـرت دراسـة جديـدة أن سـحالي السـياج التـي‬

‫اسـتعدادا لمـا قد تتعرض لـه من إصابات‬ ‫المناعيـة‬ ‫ً‬ ‫رضية وصدمات نفسية ‪-‬وتلك األخيرة كانت محور‬ ‫ِ‬

‫عمومـا علـى قدرتهـا علـى البقـاء‪،‬‬ ‫حياتهـا ال يؤثـر‬ ‫ً‬

‫متكـرر تميـل إلـى اكتسـاب اسـتجابات مناعيـة‬

‫الدراسـة التـي أشـرفت عليهـا تراسـي النجكيلـد‪،‬‬

‫تعـرض لهـا أسلافها‬ ‫فـي حيـن أن الضغـوط التـي َّ‬ ‫تؤثـر علـى هـذه القـدرة‪.‬‬

‫رئيسـة قسـم علـم األحيـاء فـي جامعـة بنسـلفانيا‪.‬‬

‫الناتجـة‬

‫أسلافها لضغـوط شـديدة علـى نحـو‬ ‫ُ‬ ‫تعـرض‬ ‫َّ‬

‫أفضـل إزاء الضغـوط التـي تواجههـا فـي المراحل‬ ‫األولـى مـن حياتهـا‪.‬‬

‫ويخطـط‬

‫الباحثـون‬

‫لدراسـة‬

‫األثـار‬

‫ولدراسـة الضغوط العابرة لألجيال وانعكاسـاتها‬

‫عـن الضغـوط المترتبـة علـى األمومـة‪ .‬تقـول‬

‫تقـول جيـل ماكورميـك‪ ،‬المشـرفة على الدراسـة‬

‫علـى النمـو خلال المراحـل األولـى مـن الحيـاة‪،‬‬

‫ماكورميـك‪“ :‬مـن الممكـن أن تؤثـر الضغـوط‬

‫المنشورة في دورية “ذا جورنال أوف إكسبريمنتال‬

‫بيولوجـي” ‪،Journal of Experimental Biology‬‬

‫أجـرت ماكورميـك بالتعـاون مـع زمالئهـا تجـارب‬

‫التـي تتعـرض لهـا األم علـى هرمونـات اإلجهـاد‬

‫وعالِ مـة األحيـاء فـي جامعة والية بنسـلفانيا‪“ :‬حين‬

‫عـرف باسـم سـحالي السـياج الشـرقي‬ ‫علـى مـا ُي َ‬ ‫‪ Sceloporus Undulatus‬التـي تسـتوطن جنـوب‬

‫فـي ُمـح البيـض الـذي تضعـه‪ ،‬كمـا يمكـن أن ُتؤثـر‬

‫علـى االسـتجابات الفسـيولوجية والمورفولوجيـة‬

‫ُنفكـر فـي الطريقة التي يسـتجيب بهـا الكائن الحي‬

‫فبـدءا مـن ثالثينيـات‬ ‫شـرق الواليـات المتحـدة‪.‬‬ ‫ً‬

‫تعرضهـم‬ ‫ذر َّيتهـا عنـد ُّ‬ ‫والسـلوكية التـي تصـدر عـن ِّ‬

‫التعـرض للضغـوط التـي يمـر بهـا الفـرد فـي أثنـاء‬ ‫ُّ‬

‫جنبـا إلـى جنـب مـع النمـل النـاري‪،‬‬ ‫فـي موائلهـا ً‬ ‫رضة‬ ‫ً‬ ‫وهـو نـوع عدوانـي يلـدغ ضحاياه ثم يتركهـم ُع‬

‫دورا في الفروق المناعية‬ ‫تأثيـرات األمومـة تلعـب ً‬

‫دائمـا‬ ‫للضغـوط‪ ،‬فإننـا ال نأخـذ الخبـرات السـابقة‬ ‫ً‬ ‫ظهـر أن كلًّ من تجارب‬ ‫فـي االعتبـار‪ .‬غيـر أن أبحاثنـا ُت ِ‬ ‫دورا‬ ‫حياتـه‪ ،‬وتلـك التـي يمـر بهـا أسلافه‪ ،‬تؤديـان ً‬ ‫مهمـا فـي كيفيـة اسـتجابته للضغـوط”‪.‬‬ ‫ًّ‬ ‫لمسـببات‬ ‫الحيوانـات‬ ‫تسـتجيب‬ ‫العـادة‪،‬‬ ‫فـي‬ ‫ُ‬

‫المفترسـات‬ ‫الضغـوط‪ ،‬التـي تتضمـن هجمـات ُ‬

‫عليهـا‪ ،‬بالعـراك‪ ،‬أو الهـروب‪ ،‬أو تعزيـز وظائفهـا‬

‫‪36‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2019‬‬

‫غالبـا مـا كانـت السـحالي تعيـش‬ ‫القـرن العشـرين‪ً ،‬‬

‫للضغـوط‪ .‬ونحـن نريـد أن نتقصـى مـا إذا كانـت‬ ‫التـي الحظناهـا فـي هـذه الدراسـة”‪.‬‬

‫لإلصابـة بأشـكال فتاكـة مـن العـدوى‪.‬‬

‫عددا من إناث‬ ‫وألغراض المقارنة‪ ،‬جمع الباحثون ً‬

‫كل مـن المواقـع منخفضة‬ ‫السـحالي الحوامـل مـن ٍّ‬ ‫الضغـوط التـي تخلـو مـن النمـل النـاري‪ ،‬والمواقـع‬ ‫عاليـة الضغـوط التـي تعرضـت فيهـا هـذه الزواحـف‬

‫‪McCormick, G.L. et al. Population history with invasive‬‬ ‫‪predators predicts innate immune function response to‬‬ ‫‪early life glucocorticoid exposure. The Journal of Exper-‬‬

‫‪imental Biology (2019).‬‬

‫‪L A N G K I L DE L A B, P E NN S TAT E‬‬

‫المفترسـات علـى مـدار أكثـر مـن ‪ً 30‬‬ ‫جيل‪.‬‬ ‫لهجمـات ُ‬


‫طفرة جينية‬ ‫مرتبطة بالخصوبة‬

‫طفرة ف� ي ن‬ ‫مستقبالت سطح الخلية تعطل‬ ‫تشف�‬ ‫الج� المسؤول عن ي‬ ‫أي‬ ‫ِ‬ ‫بالجهاض‪.‬‬ ‫نمو الوعية اللمفاوية وترتبط إ‬ ‫اكتشـــف باحثـــون مـــن الســـعودية والمملكـــة‬ ‫المتحــدة والواليــات المتحــدة طفــرةً جينيـ ًـة مرتبطـ ًـة‬

‫بانخفـــاض الخصوبـــة لـــدى النســـاء واإلجهـــاض‪،‬‬

‫اكتشف باحثو كيمارك طفرة يسببها‬

‫وذلـــك بســـبب التراكُـــم غيـــر الطبيعـــي للســـوائل‬

‫محو حمض أميني واحد تؤدي إلى‬

‫ف ــي أج ــزاء م ــن جس ــم الجني ــن‪.‬‬

‫إضعاف مستقبل الخلية ‪.CLR‬‬

‫مــن الممكــن أن تحــدث الحالــة المعروفــة باســم‬ ‫االستســقاء الجنينــي عندمــا يدمــر الجهــاز المناعــي‬ ‫لــأم خاليــا الــدم الحمــراء فــي الجنيــن‪ .‬وباإلمــكان‬

‫​‪F UA D A L M UTA I R I‬‬

‫الح ْقـــن بمضـــادات الجلوبوليـــن المناعـــي‬ ‫طريـــق َ‬

‫(‪ .)D‬ومـــع ذلـــك‪ ،‬هنـــاك العديـــد مـــن األســـباب‬

‫جديـــدا لهـــذا المســـار‬ ‫دورا‬ ‫ً‬ ‫هـــذه النتائـــج ال تبـــرز ً‬

‫األخ ــرى‪ ،‬مث ــل مش ــكالت القل ــب أو الرئ ــة‪ ،‬وفق ــر‬

‫«أظهرت الدراسات أن شبيه‬ ‫مستقبل الكالسيتونين الطافر‬ ‫ِ‬ ‫فشل في الوصول إلى‬ ‫سطح الخلية‪ ،‬مما أدى إلى‬ ‫المستقبالت من‬ ‫منع ربيطة‬ ‫ِ‬ ‫التماسك‪ ،‬وعاق إشارات‬ ‫ُ‬ ‫المستقبلة‬ ‫األدرينوميدولين‬ ‫ِ‬ ‫للكالسيتونين الطبيعية»‪.‬‬

‫إل ــى ه ــذا االكتش ــاف بس ــبب [دراس ــة حال ــة] ام ــرأة‬

‫‪ ،RAMPs‬وه ــو م ــا يتع ــارض م ــع األداء الوظيف ــي‬

‫عام ــا‪ ،‬ج ــرت إحالته ــا‬ ‫س ــليمة تبل ــغ م ــن العم ــر ‪ً 22‬‬

‫الخلـــوي الطبيعـــي‪.‬‬

‫مؤخـــرا الموافقـــة علـــى اســـتخدام‬ ‫وقـــد جـــرت‬ ‫ً‬

‫أظهــرت الدراســات التــي ُأجريــت علــى الخاليــا أن‬

‫المســـتقبل المقتـــرن ببروتيـــن ‪G‬مـــع بروتينـــات‬ ‫ِ‬

‫الـــدم الحـــاد‪ ،‬والمشـــكالت الوراثيـــة أو مشـــكالت‬ ‫النمــو المرتبطــة بضعــف نمــو األوعيــة اللمفاويــة‪،‬‬ ‫التـــي يـــؤدي معظمهـــا إلـــى وفـــاة الجنيـــن‪ .‬إن‬ ‫تحســـين فهـــم اآلليـــات التـــي تـــؤدي إلـــى زيـــادة‬ ‫مفرطـــة فـــي الســـوائل المتســـربة مـــن مجـــرى‬ ‫الـــدم وقـــدرة الجنيـــن علـــى إدارة تلـــك الســـوائل‪،‬‬ ‫مــن شــأنه أن ُيســهم فــي تطويــر عالجــات جديــدة‬ ‫أو تدابيـــر وقائيـــة‪.‬‬

‫يش ــرح ف ــؤاد المطي ــري ‪-‬م ــن مرك ــز المل ــك عب ــد‬ ‫اللـــه العالمـــي لألبحـــاث الطبيـــة (كيمـــارك) وأحـــد‬ ‫المؤلفي ــن الرئيس ــيين للدراس ــة‪ -‬قائ ـ ًـا‪“ :‬توصلن ــا‬

‫إلــى عيــادة الوراثــة فــي مدينــة الملــك عبــد العزيــز‬

‫المحـــدد إلشـــارات مســـتقبالت ســـطح الخليـــة‬ ‫فـــي الحفـــاظ علـــى حيـــاة الثدييـــات والوظيفـــة‬ ‫أيض ــا‬ ‫التناس ــلية لإلن ــاث فحس ــب‪ ،‬ولكنه ــا ح ــددت ً‬ ‫ثالثـــة جينـــات جديـــدة لدراســـتها فـــي منصـــات‬

‫اختبـــار جينيـــة واســـعة النطـــاق؛ مـــن أجـــل دراســـة‬ ‫االستس ــقاء الجنين ــي وغي ــره م ــن تش ــوهات نم ــو‬ ‫األوعيـــة الدمويـــة‪.‬‬ ‫ويقــول المطيــري‪“ :‬مــن الناحيــة النظريــة‪ ،‬يمكــن‬ ‫مســـتقبل‬ ‫لإلنـــاث الالئـــي يحملـــن طفـــرة شـــبيه‬ ‫ِ‬

‫الكالســـيتونين ‪ CLR‬االســـتفادة مـــن العالجـــات‬ ‫التـــي تحافـــظ علـــى إشـــارات األدرينوميدوليـــن‬ ‫المســـتقبلة للكالســـيتونين الطبيعيـــة”‪.‬‬ ‫ِ‬

‫العقاقيـــر التـــي تســـتهدف بشـــكل انتقائـــي‬

‫تعرضهـــا لإلجهـــاض مرتيـــن فـــي‬ ‫الطبيـــة بعـــد‬ ‫ُّ‬

‫ـتقبل الكالســيتونين الطافــر قــد فشــل‬ ‫شــبيه مسـ ِ‬

‫ف ــي الوص ــول إل ــى س ــطح الخلي ــة‪ ،‬مم ــا أدى إل ــى‬

‫تفاعالته ــا‪ ،‬م ــن أج ــل االس ــتخدام الس ــريري ف ــي‬

‫الجنينـــي‪ ،‬باإلضافـــة إلـــى إجهـــاض آخـــر تلقائـــي‬

‫المســـتقبالت –األدرينوميدوليـــن‪-‬‬ ‫منـــع ربيطـــة‬ ‫ِ‬ ‫التماس ــك‪ ،‬وع ــاق إش ــارات األدرينوميدولي ــن‬ ‫م ــن‬ ‫ُ‬

‫عـــاج الصـــداع النصفـــي‪ .‬وتقتـــرح هـــذه الدراســـة‬

‫النص ــف الثان ــي م ــن حمله ــا بس ــبب االستس ــقاء‬ ‫خ ــال األش ــهر الثالث ــة األول ــى م ــن الحم ــل”‪.‬‬ ‫وق ــد كش ــفت التحالي ــل الوراثي ــة لجمي ــع جين ــات‬ ‫ترميــز البروتيــن الخاصــة بــاألم (اإلكســوم)‪ ،‬وكذلــك‬

‫ـتقبلة للكالســيتونين الطبيعيــة‪ .‬ومــن المثيــر‬ ‫المسـ ِ‬

‫لالهتمـــام أن حـــذف الجينـــات التـــي تعمـــل علـــى‬

‫تحليـــل مثيالتهـــا لـــدى زوجهـــا‪ ،‬أن كال الزوجيـــن‬ ‫يحم ــل طف ــرةً بس ــبب مح ــو حم ــض أمين ــي واح ــد‬

‫مســـتقبل الكالســـيتونين ‪ ،CLR‬أو‬ ‫تشـــفير شـــبيه‬ ‫ِ‬

‫تشــفير رفيقهــا المعــروف ببروتيــن تعديــل نشــاط‬

‫وتضع ــف ه ــذه الطف ــرة م ــن‬ ‫يس ــمى فالي ــن ‪ُ .205‬‬

‫ـتقبالت‪ ،-2‬أو األدرينوميدولي ــن ق ــد تس ــبب‬ ‫المس ـ ِ‬

‫الكالســـيتونين) علـــى التفاعـــل بشـــكل صحيـــح‬

‫توقــف نمــو األوعيــة اللمفاويــة‪،‬‬ ‫الفئــران؛ بســبب ُّ‬

‫مســـتقبل‬ ‫مســـتقبل الخليـــة ‪( CLR‬شـــبيه‬ ‫قـــدرة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫فـــي مـــوت الجنيـــن فـــي منتصـــف الحمـــل لـــدى‬

‫مـــع البروتينـــات المســـاعدة المعروفـــة باســـم‬

‫ممــا يتطابــق مــع حالــة االستســقاء الجنينــي التــي‬

‫المســـتقبالت»‪ ،‬أو‬ ‫«بروتينـــات تعديـــل نشـــاط‬ ‫ِ‬

‫ج ــرت مالحظته ــا عن ــد الس ــيدات‪.‬‬

‫المســـتقبالت وتقـــوم بتعديـــل‬ ‫تعديـــل نشـــاط‬ ‫ِ‬

‫أن اإلســـتراتيجيات المماثلـــة التـــي تســـتهدف‬ ‫التفاعـــل بيـــن شـــبيه مســـتقبل الكالســـيتونين‬ ‫‪ ،CLR‬وبروتيـــن تعديـــل نشـــاط المســـتقبالت‪،-2‬‬ ‫واألدرينوميدوليـــن قـــد تنطـــوي علـــى إمكانيـــة‬ ‫لتحســـين الخصوبـــة‪.‬‬ ‫‪Mackie, D.I., Al Mutairi, F., Davis, R.B., Kechele, D.O.,‬‬ ‫‪Nielsen, N.R. et al. hCAL CRL mutation causes autoso‬‬‫‪mal recessive nonimmune hydrops fetalis with lym‬‬‫‪phatic dysplasia. JEM 9, 2339–2353 (2018).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪6‬‬

‫‪37‬‬

‫​‪F UA D A L M UTA I R I‬‬

‫منـــع هـــذا النـــوع مـــن االستســـقاء الجنينـــي عـــن‬


‫فرصة الفرد ضئيلة‬ ‫للغاية في مواجهة‬ ‫صفاته الوراثية في‬ ‫لعبة الوزن‬

‫الرادة وحدها‪ .‬فقد أظهرت دراسة حديثة‬ ‫الحفاظ عىل الرشاقة ربما ال يتوقف عىل قوة إ‬ ‫أن االحتفاظ بوزن صحي يمكن أن يكون مرهونًا بالعوامل الوراثية‪.‬‬

‫‪38‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2019‬‬


‫أظهـــرت دراســـة حديثـــة ُأجريـــت علـــى ألفـــي‬ ‫شـــخص مـــن النُّ حفـــاء األصحـــاء أن ‪ %74‬مـــن‬ ‫المشـــاركين لديهـــم تاريـــخ عائلـــي فـــي النحافـــة‬ ‫ُ‬ ‫وخلصـــت إلـــى أن النُّ حفـــاء‬ ‫مـــع الصحـــة الجيـــدة‪،‬‬

‫ُيس ــتفاد منه ــا للدراس ــات المس ــتقبلية؛ م ــن أج ــل‬

‫التوصــل فــي نهايــة المطــاف إلــى عــاج للبدانــة‪،‬‬ ‫الت ــي ُت َع ــد م ــن أه ــم أس ــباب اإلصاب ــة باألم ــراض‬

‫المعديـــة لـــدى األطفـــال فـــي مختلِ ـــف‬ ‫غيـــر ُ‬ ‫ً‬ ‫قائـــا‪:‬‬ ‫أنحـــاء العالـــم‪ .‬ويوضـــح ريفروس‪-‬مـــكاي‬ ‫“هنـــاك حاجـــة إلـــى إجـــراء مزيـــد مـــن الدراســـات‬ ‫حـــول الجوانـــب الوظيفيـــة للتأثيـــرات الوراثيـــة‬ ‫عل ــى الحدي ــن األقص ــى واألدن ــى لمؤش ــر كتل ــة‬ ‫الجســـم‪ ،‬قبـــل أن نبـــدأ التفكيـــر بشـــأن العـــاج‪.‬‬ ‫فنحــن مــا زلنــا ال نعــرف شــيئً ا عــن الطريقــة التــي‬ ‫تؤث ــر به ــا معظ ــم ه ــذه المتغي ــرات الوراثي ــة عل ــى‬ ‫البدانـــة والنحافـــة”‪.‬‬ ‫وق ــد عق ــد الباحث ــون مقارن ـ ًـة بي ــن المش ــاركين‬ ‫البدن ــاء‪ ،‬وأف ــراد نحف ــاء أصح ــاء يق ــل مؤش ــر كتل ــة‬ ‫ُ‬

‫لديه ــم مي ــل وراث ــي إل ــى مقاوم ــة زي ــادة ال ــوزن‪.‬‬

‫الجســـم لديهـــم عـــن ‪ .18‬وخضـــع المشـــاركون‬

‫أحـــد‬

‫للفحـــص مـــن أجـــل التأكُّـــد مـــن تمتُّ عهـــم بصحـــة‬

‫المش ــرفين عل ــى الدراس ــة الت ــي أجراه ــا باحث ــون‬

‫جي ــدة وع ــدم إصابته ــم باضطراب ــات ف ــي التغذي ــة‬

‫مـــن معهـــد “ويلكـــوم– إم آر ســـي لعلـــوم‬

‫أو أي أمـــراض أخـــرى قـــد تكـــون الســـبب وراء‬

‫األيـــض” وجامعـــة كامبـــردج‪“ :‬ثمـــة توليفـــة مـــن‬

‫دائمــا‬ ‫نحافتهــم‪ .‬كمــا جــرى التأكــد مــن أنهــم كانــوا‬ ‫ً‬

‫يقـــول‬

‫فرنانـــدو‬

‫ريفروس‪-‬مـــكاي‪،‬‬

‫المتغيـــرات الوراثيـــة تزيـــد مـــن احتمـــاالت كونـــك‬

‫ُنحفـــاء أغلـــب فتـــرات حياتهـــم‪.‬‬ ‫لقـــد ُأجريـــت دراســـات مســـتفيضة حـــول‬

‫اســـتعدادا للنحافـــة”‪.‬‬ ‫نفســـها تجعلـــك أكثـــر‬ ‫ً‬ ‫وفـــي حيـــن كشـــفت أبحـــاث ســـابقة عـــن‬

‫البدان ــة واألش ــخاص النُّ حف ــاء الذي ــن يعان ــون م ــن‬ ‫اضطرابـــات التغذيـــة‪ ،‬ولكـــن لـــم يتـــم مـــن قبـــل‬

‫وجـــود عالقـــات عديـــدة بيـــن البدانـــة والعوامـــل‬

‫إج ــراء دراس ــة به ــذا الحج ــم ح ــول النُّ حف ــاء األصح ــاء‬

‫الوراثيـــة‪ ،‬ظلـــت العالقـــة الجينيـــة بيـــن النحافـــة‬

‫الذي ــن يظل ــون محتفظي ــن بنحافته ــم ف ــي بيئ ــات‬

‫واالســـتعدادات الوراثيـــة يكتنفهـــا الكثيـــر مـــن‬ ‫الغمـــوض‪ .‬وقـــد ســـعى الباحثـــون إليجـــاد‬

‫شـــجع علـــى البدانـــة‪.‬‬ ‫ُت‬ ‫ِّ‬

‫ووفـــق هـــذه الدراســـة‪ ،‬فـــإن النتائـــج التـــي‬

‫تفســـيرات وراثيـــة لوجـــود أشـــخاص أصحـــاء‬

‫توص ــل إليه ــا الباحث ــون ش ـ َّـجعتهم عل ــى مواصل ــة‬ ‫َّ‬

‫عليهـــا‪ ،‬ونشـــروا نتائـــج أضخـــم دراســـة أترابيـــة‬

‫البيولوجيـــة التـــي يســـتند إليهـــا تـــوازن الطاقـــة‬

‫بدينً ـــا بحـــق‪ ،‬وتوليفـــة أخـــرى مـــن المتغيـــرات‬

‫لديه ــم مقاوم ــة للبدان ــة ف ــي بيئ ــات ق ــد ُتش ـ ِّـجع‬

‫مـــن نوعهـــا حتـــى اليـــوم فـــي دوريـــة «بلـــوس‬ ‫جينيتيكـــس»‬

‫‪.PLOS-Genetics‬‬

‫يقول ريفروس‪-‬مكاي‪“ :‬بعض األشخاص أوفر‬ ‫أثبت الباحثون أن الجينات يمكن أن تساعد على‬ ‫الحفاظ على مؤشر كتلة جسم منخفضة‪ ،‬أو‬ ‫تُ صعب عملية إنقاص الوزن‪.‬‬

‫بإمـــكان هـــذا البحـــث أن يقـــدم رؤيـــة كاشـــفة‪،‬‬

‫البحـــث وجمـــع المعلومـــات عـــن “العوامـــل‬ ‫وكنهـــج بديـــل للكشـــف‬ ‫فـــي الجســـم البشـــري‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫عـــن أهـــداف محتملـــة مضـــادة للبدانـــة؛ بهـــدف‬ ‫تطويـــر العقاقيـــر”‪.‬‬

‫حظـا فحسـب مـن غيرهـم فـي لعبـة اليانصيـب‬ ‫ًّ‬ ‫الوراثيـة‪ ،‬ممـا يجعـل من السـهل عليهـم االحتفاظ‬ ‫بمؤشـر كتلـة الجسـم عنـد مسـتوى منخفـض‪.‬‬ ‫صعوبة أكبر في‬ ‫ً‬ ‫حظا ويجدون‬ ‫والبعض اآلخر أقل ًّ‬

‫‪Riveros-McKay, F. et al. Genetic architecture of human‬‬ ‫‪thinness compared to severe obesity. PLOS-Genetics‬‬ ‫‪15, 1 (2019).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪6‬‬

‫‪39‬‬

‫‪I M AG EB R OK ER / A L A M Y S TOC K P H OTO‬‬

‫حظا‬ ‫“بعض األشخاص أوفر ًّ‬ ‫فحسب من غيرهم في‬ ‫لعبة اليانصيب الوراثية‪ ،‬مما‬ ‫يسهل عليهم االحتفاظ‬ ‫بمؤشر كتلة الجسم عند‬ ‫مستوى منخفض‪ .‬والبعض‬ ‫حظا ويجدون‬ ‫اآلخر أقل ًّ‬ ‫صعوبة أكبر في محاولة‬ ‫ً‬ ‫إنقاص أوزانهم”‪.‬‬

‫محاولة إنقاص أوزانهم”‪.‬‬


‫‪40‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2019‬‬


‫البحث عن إجابات‬ ‫التوحد‬ ‫حول‬ ‫ُّ‬

‫مــن أصعــب األمــور التــي يواجههــا جوبينــج فينــج‬

‫الجينيـــة نفســـها الشـــائعة لـــدى المصابيـــن‬

‫ف ــي عمل ــه االس ــتماع لمعان ــاة أهال ــي األطف ــال‬

‫بالتوح ــد‪ُ .‬يتي ـ ُـح ه ــذا النم ــوذج الجدي ــد مزي ـ ًـدا م ــن‬ ‫ُّ‬

‫لعلـــم األعصـــاب فـــي معهـــد ماساتشوســـتس‬ ‫ً‬ ‫وباحث ــا ب ــارزً ا ف ــي اضطراب ــات النم ــو‬ ‫للتكنولوجي ــا‪،‬‬

‫وسـ ِّـد فجــوة الفهــم الحاليــة بيــن األســاس الجينــي‬

‫للمـــرض وأعراضـــه المنهكـــة‪ .‬ومـــن المأمـــول أن‬

‫التوحـــدي‬ ‫العصبـــي‪ ،‬مثـــل اضطـــراب الطيـــف‬ ‫ُّ‬

‫تم ِّكــن تلــك المعرفــة الباحثيــن مــن ابتــكار عالجــات‬

‫أســـتاذا‬ ‫ً‬ ‫بالتوحـــد‪ .‬فخـــال عملـــه‬ ‫المصابيـــن‬ ‫ُّ‬

‫وجـــه مـــع‬ ‫ٍ‬ ‫وجهـــا إلـــى‬ ‫(‪ ،)ASD‬يجـــد فينـــج نفســـه‬ ‫ً‬

‫معانــاة هــؤالء األهالــي عبــر الرســائل اإللكترونيــة‪،‬‬ ‫والمكالمـــات الهاتفيـــة‪ ،‬والزيـــارات فـــي مكتبـــه‪.‬‬

‫التوحـــدي‪.‬‬ ‫جديـــدة الضطـــراب الطيـــف‬ ‫ُّ‬

‫التوحدي‬ ‫دراسة اضطراب الطيف‬ ‫ُّ‬

‫يق ــول فين ــج‪« :‬يس ــألونني‪ :‬م ــاذا نفع ــل؟ ولكن ــي‬

‫التوح ــدي ه ــو اضط ــراب نم ــو‬ ‫اضط ــراب الطي ــف‬ ‫ّ‬

‫رد فينـــج طبيعـــة الوضـــع الراهـــن‬ ‫يعكـــس ُّ‬ ‫التوحـــدي‪،‬‬ ‫المعنيـــة باضطـــراب الطيـــف‬ ‫لألبحـــاث‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬

‫اإلصاب ــة ف ــي س ــن مب ِّك ــرة‪ ،‬ولك ــن هن ــاك بع ــض‬

‫ال أملـــك مســـاعدتهم فـــي الوقـــت الحالـــي»‪.‬‬

‫غالب ــا م ــا تظه ــر‬ ‫عصب ــي يظه ــر ف ــي ع ــدة أش ــكال‪.‬‬ ‫ً‬

‫الح ــاالت الت ــي ال تظه ــر فيه ــا األع ــراض إال ف ــي‬ ‫بدايـــات مرحلـــة البلـــوغ‪ .‬وقـــد ِّ‬ ‫التوحـــد فـــي‬ ‫يؤثـــر‬ ‫ُّ‬

‫ـل م ــن العم ــل‬ ‫ـق طوي ـ ٌ‬ ‫ال ــذي ال ي ــزال أمام ــه طري ـ ٌ‬ ‫ً‬ ‫زائفـــا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أمـــا‬ ‫والبحـــث‪“ .‬ال يمكنـــك أن تمنحهـــم‬

‫قـــدرة الشـــخص علـــى التواصـــل‪ ،‬أو غيـــره مـــن‬

‫ـود ل ــو تمنحه ــم بع ــض األم ــل‪ ...‬كي ــف‬ ‫ولكن ــك ت ـ ُّ‬

‫صـــور النشـــاط االجتماعـــي‪ .‬ويمكـــن أن تظهـــر‬

‫أخبرهـــم بذلـــك؟”‪.‬‬

‫وراثيا‬ ‫المعدلة‬ ‫من شأن قرود الماكاك‬ ‫ًّ‬ ‫َّ‬ ‫آفاقا جديدة أمام الباحثين‬ ‫ً‬ ‫أن تفتح‬ ‫التوحد‪ ،‬وتوفير عالجات‬ ‫واألطباء لفهم‬ ‫ُّ‬ ‫لألطفال المصابين به‪.‬‬

‫التوحــد‪،‬‬ ‫الفــرص أمــام العلمــاء لدراســة اضطــراب‬ ‫ُّ‬

‫األعـــراض األخـــرى فـــي صـــورة ســـلوكيات ثابتـــة‬

‫رغ ــم تل ــك الصراع ــات النفس ــية‪ ،‬ف ــإن طلب ــات‬

‫ومتكــررة‪ ،‬منهــا مــا قــد يصــل إلــى إيــذاء النفــس‪.‬‬

‫المس ــاعدة الت ــي يتلقاه ــا فين ــج م ــن اآلب ــاء ه ــي‬

‫يقـــول يانـــج زو‪ ،‬الباحـــث الســـابق فـــي مختبـــر‬

‫يحفزنــي أنــا‬ ‫ِّ‬ ‫يحفــزه علــى العمــل‪“ .‬هــذا األمــر‬ ‫ِّ‬ ‫مــا‬

‫فينـــج‪ ،‬بمعهـــد ماساتشوســـتس للتكنولوجيـــا‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫والمؤلـــف الرئيســـي لدراســـتهما التـــي نشـــرتها‬

‫وفري ــق عمل ــي عل ــى العم ــل والتح ـ ُّـرك بأس ــرع م ــا‬ ‫نم ـ َّـد له ــم ي ــد الع ــون”‪.‬‬ ‫يمكنن ــا‪ ،‬حت ــى ُ‬

‫دوريــة ‪ Nature‬مؤخـ ًـرا‪ :‬إن مجتمــع البحــث الدولــي‬

‫ـق دول ــي يض ـ ُّـم علم ــاء م ــن‬ ‫بالتع ــاون م ــع فري ـ ٍ‬

‫جيـــن ُيشـــتبه‬ ‫قائمـــة تضـــم نحـــو ‪1000‬‬ ‫ً‬ ‫اكتشـــف‬ ‫ٍ‬

‫تقدم ــا كبي ـ ًـرا‪ ،‬م ــن ش ــأنه‬ ‫م ــن الصي ــن‪ ،‬أح ــرز فين ــج‬ ‫ً‬

‫التوح ــد ف ــي‬ ‫ـات مكثف ـ ًـة عل ــى اضط ــراب‬ ‫زو دراس ـ ٍ‬ ‫ُّ‬

‫معهـــد ماساتشوســـتس للتكنولوجيـــا وباحثيـــن‬ ‫مزيـــد مـــن الفهـــم‬ ‫ٍ‬ ‫واســـعا أمـــام‬ ‫بابـــا‬ ‫ً‬ ‫أن يفتـــح ً‬ ‫التوح ــدي‪ ،‬وذل ــك ع ــن طري ــق‬ ‫الضط ــراب الطي ــف‬ ‫ُّ‬ ‫وراثيـــا بالطفـــرة‬ ‫معدلـــة‬ ‫استنســـاخ قـــرود مـــاكاك‬ ‫ًّ‬ ‫َّ‬

‫التوحــدي‪ .‬أجــرى‬ ‫فــي اتصالهــا باضطــراب الطيــف‬ ‫ُّ‬ ‫نمـــاذج الحيوانـــات علـــى مـــدار عشـــر ســـنوات‪،‬‬ ‫وهـــو اآلن يواصـــل أبحاثـــه فـــي جامعـــة مكغيـــل‬ ‫ف ــي مونتري ــال‪ ،‬كن ــدا‪.‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪6‬‬

‫‪41‬‬

‫‪M EG A P R ESS / A L A M Y S TOC K P H OTO‬‬

‫ف‬ ‫مزيدا‬ ‫إن تناسخ أحد الجينات المرتبطة‬ ‫بالتوحد ي� القرود قد يُلقي ً‬ ‫ُّ‬ ‫من الضوء عىل أسباب المرض‪.‬‬


‫‪S CI E N CE P I CT U R E CO/ COL L E CT I ON M I X : S U BJE CTS / G E T T Y I M AG E S P LUS‬‬

‫بالتوحــد نتيجــة عــدة عوامــل‬ ‫قــد تحــدث اإلصابــة‬ ‫ُّ‬

‫جينيــة‪ ،‬أو عامــل جينــي أحــادي فــي بعــض‬ ‫الحــاالت‪ .‬ور َّكــزت الدراســة التــي أجراهــا زو وفينــج‬ ‫علــى طفــرة تحــدث فــي جيــن ‪ SHANK3‬تظهــر‬

‫التوحــد أحاديــة‬ ‫لــدى نحــو ‪ %1.5‬مــن جميــع حــاالت‬ ‫ُّ‬

‫الجيــن‪ .‬ورغــم أن نســبة تلــك الطفــرة ضئيلــة‪،‬‬ ‫فإنهــا ُت ِّ‬ ‫مثــل أحــد أكبــر األســباب أحاديــة الجيــن‬ ‫التوحــدي‪.‬‬ ‫لإلصابــة باضطــراب الطيــف‬ ‫ُّ‬

‫يقــول زو‪“ :‬إن ‪ SHANK3‬هــو الجيــن المســؤول‬

‫عـــن تشـــفير البروتيـــن البنيـــوي الرئيســـي‬ ‫يكـــون المشـــابك العصبيـــة فـــي الدمـــاغ‪.‬‬ ‫الـــذي‬ ‫ِّ‬

‫والمشـــبك‬

‫العصبـــي‬

‫هـــو‬

‫وحـــدة‬

‫البنـــاء‬

‫األساســـية المســـؤولة عـــن التواصـــل بيـــن‬ ‫الخاليـــا العصبيـــة فـــي الدمـــاغ”‪ .‬عنـــد حـــدوث‬ ‫ُ‬ ‫يحـــدث خلـــل‬ ‫اضطـــراب فـــي جيـــن ‪، SHANK3‬‬ ‫فـــي عمليـــة االتصـــال العصبـــي‪ ،‬يليهـــا تغييـــر‬ ‫فـــي الدوائـــر العصبيـــة الدماغيـــة‪ ،‬وظهـــور‬ ‫بالتوحـــد‪.‬‬ ‫مجموعـــة األعـــراض المرتبطـــة‬ ‫ُّ‬ ‫ســابقا‬ ‫ً‬ ‫درس زو وفينــج وفريــق عملهمــا‬ ‫التوحــد فــي نمــاذج الفئــران؛ إذ تمكَّــن‬ ‫اضطــراب‬ ‫ُّ‬ ‫الباحثــون منــذ وقــت طويــل من اســتحثاث المرض‬ ‫فــي الفئــران باســتخدام أدوات التحريــر الجينــي‪.‬‬ ‫إال أن نمــاذج الفئــران ال تكشــف الكثيــر عــن طبيعــة‬ ‫هــذا االضطــراب‪ .‬فكمــا يوضــح فينــج‪ ،‬فــإن دمــاغ‬ ‫كل حيــوان‪ ،‬ومشــاعره‪ ،‬وســلوكياته تتطــور عبــر‬

‫يتطلب في السابق استخدام آالف األجنَّ ة‪ .‬ولكن‪،‬‬

‫لمراقبـــة نمـــاذج القـــرود التـــي ظهـــرت عليهـــا‬

‫مراحــل تطـ ُّـوره بمــا يتناســب مــع احتياجاتــه‪ .‬ونتيجـ ًـة‬

‫مـع تقنيـة كريسـبر‪ ،‬يمكـن للعلمـاء اآلن الحصـول‬

‫التوحـــدي‪( ،‬وفهـــم‬ ‫أعـــراض اضطـــراب الطيـــف‬ ‫ُّ‬

‫عــن الدمــاغ البشــري‪ ،‬غيــر أن أدمغــة القــردة هــي‬

‫أيضـا إلى أن‬ ‫أجنَّ ـة فقـط‪ .‬كمـا أشـار بعـض الباحثين ً‬

‫بهـــذا‬

‫األقــرب إلــى أدمغــة البشــر‪ .‬ولكــن العلمــاء لــم‬

‫نسـبة الكفـاءة فـي هـذه العملية بلغـت ‪.%90‬‬

‫لذلــك‪ ،‬تختلــف أدمغــة الفئــران تمــام االختــاف‬

‫يتوصلــوا إلــى آليــة موثوقــة لتعديــل جينــات‬

‫وراثيا من إجمالي عشـرة‬ ‫معدلة‬ ‫على خمسـة أجنَّ ة‬ ‫ًّ‬ ‫ّ‬

‫المزيـــد عـــن تأثيـــرات هـــذا االضطـــراب)‪ .‬وقـــد‬ ‫تســـتعين‬

‫الدراســـات‬

‫المســـتقبلية‬

‫النم ــوذج لدراس ــة آث ــار العالج ــات الجيني ــة الت ــي‬

‫استنســخ الفريــق خمســة قــرود مــاكاك لديهــا‬

‫التوحـــد‪.‬‬ ‫يمكـــن أن ُتحـــدث ثـــورةً فـــي عـــاج‬ ‫ُّ‬

‫فــي إفــراز كميــات أقــل مــن بروتيــن ‪SHANK3‬‬

‫(‪ ،)MRI‬والتخطيـــط الكهربائـــي للدمـــاغ (‪،)EEG‬‬

‫نوعيــة فــي عملهــم‬ ‫ً‬ ‫نقلــة‬ ‫ً‬ ‫حقــق فريــق الباحثيــن‬ ‫َّ‬

‫يحفــز ظهــور أعــراض شــبيهة‬ ‫ِّ‬ ‫الوظيفــي‪ ،‬ومــن ثـ َّـم‬ ‫بأعــراض التوحــد‪ .‬أظهــرت قــرود المــاكاك ســلوكًا‬

‫ق ــد يتمك ــن الباحث ــون م ــن تحدي ــد أنم ــاط التعبي ــر‬ ‫الجينـــي للمـــرض فـــي نشـــاط الدمـــاغ‪ ،‬وتزويـــد‬

‫مــع اكتشــاف تقنيــة «كريســبر‪-‬كاس‪ ،»9‬وهــي‬ ‫أداة تحريــر جينــي اكتُ شــفت وتطــورت علــى مــدار‬

‫ـررا‪ ،‬ومشــكالت فــي التفاعــل والحركــة‪ ،‬وعــدم‬ ‫متكـ ً‬

‫األطبـــاء الســـريريين بمجموعـــة موثوقـــة مـــن‬

‫القــدرة علــى النــوم العميــق‪ ،‬وجميعهــا مــن‬

‫يحــدث التحريــر الجينــي باســتخدام أداة كريســبر‬

‫التوحــد فــي البشــر‪.‬‬ ‫أعــراض‬ ‫ُّ‬ ‫ولكــن االكتشــاف األهــم فــي تجــارب الفريــق‬

‫التوح ــدي ل ــدى األطف ــال بص ــورة أس ــهل‬ ‫الطي ــف‬ ‫ُّ‬

‫ـص الحمــض‬ ‫عــن طريــق بروتيــن كاس‪ ،9‬الــذي يقـ ُّ‬

‫هــو أن تلــك الطفــرات المســتحثة فــي القــرود‬

‫بالنظـر إلـى هـذه االكتشـافات المسـتقبلية‬

‫قــد انتقلــت عبــر الخــط النســيلي‪ ،‬مــا يعنــي أنهــا‬

‫يجـد اآلبـاء الذيـن يتواصلـون مـع فينـج‬ ‫المحتملـة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫أمل في أن يستفيد أبناؤهم من هذه العالجات‪.‬‬

‫التكاثــر إلــى الجيــل التالــي مــن القــرود‪.‬‬

‫كل‬ ‫وإلـى أن يحـدث ذلـك‪ ،‬يحرصـون علـى تقديـم ِّ‬

‫القــرود إال قبــل ســنوات قليلــة فقــط‪.‬‬

‫تقنية كريسبر‬

‫الســنوات العشــر الماضيــة‪.‬‬

‫النــووي الريبــوزي منقــوص األكســجين (‪،)DNA‬‬ ‫الــدال‬ ‫ّ‬ ‫والمرتبــط بالحمــض النــووي الريبــوزي‬ ‫(‪ ،)guide RNA‬وهــي سلســلة قصيــرة مــن‬ ‫المكمــل مــن‬ ‫المــادة الوراثيــة‪ ،‬تتحــد مــع الجــزء‬ ‫ِّ‬

‫الحمــض النــووي الريبــوزي منقــوص األكســجين‪،‬‬ ‫بقصهــا‪ .‬ومــن خــال اختيــار‬ ‫ويقــوم بروتيــن كاس‪9‬‬ ‫ِّ‬ ‫أحمــاض نوويــة ريبوزيــة ّ‬ ‫دالــة بعينهــا وتغييــر‬ ‫تركيبــة كاس‪ ،9‬يســتطيع العلمــاء اآلن تعطيــل‬ ‫جينــات معينــة‪ ،‬أو زيــادة التعبيــر الجينــي‪ ،‬أو إدخــال‬ ‫جينــات جديــدة ِّ‬ ‫كل ًّيــا‪.‬‬ ‫وراثيـا كان‬ ‫معـدل‬ ‫يوضـح زو أن استنسـاخ جنيـن‬ ‫ًّ‬ ‫َّ‬

‫‪42‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2019‬‬

‫خلــل فــي جينــات ‪ ،SHANK3‬وهــو مــا يتســبب‬

‫ويمكــن أن تنتقــل عــن طريــق‬ ‫طفــرات وراثيــة‪ُ ،‬‬

‫تمكين علوم المستقبل‬

‫وباســـتخدام التصويـــر بالرنيـــن المغناطيســـي‬

‫المؤشـــرات الحيويـــة لتشـــخيص اضطـــراب‬ ‫وأكثـــر موضوعيـــة‪.‬‬

‫الدعـم لفينـج وفريقـه‪ .‬ويقـول فينـج‪“ :‬هـؤالء‬ ‫اآلبـاء يجمعـون التبرعـات ألنهـم يدركـون أن العلـم‬

‫يمك ــن االس ــتفادة م ــن النم ــوذج ال ــذي ابتك ــره زو‬ ‫وفينـــج وفريـــق عملهمـــا للحصـــول علـــى فهـــم‬

‫كثيـرا‬ ‫هـو مصـدر األمـل ألبنائهـم‪ .‬نحـن ممتنُّ ـون‬ ‫ً‬

‫لهـم‪ ،‬ولدينـا حافـزٌ شـديد لمواصلـة العمـل”‪.‬‬

‫التوحـــدي‬ ‫أوضـــح ألســـباب اضطـــراب الطيـــف‬ ‫ُّ‬ ‫وتأثيرات ــه‪ .‬فيق ــول زو إن العلم ــاء ‪-‬عل ــى س ــبيل‬

‫‪Zhou, Y., et al. Atypical behaviour and connectivity in‬‬

‫المثـــال‪ -‬يعكفـــون فـــي الوقـــت الحالـــي علـــى‬ ‫ظـــم تعمـــل بالـــذكاء االصطناعـــي؛‬ ‫ٍ‬ ‫تطويـــر ُن‬

‫‪SHANK3-mutant macaques. Nature 570 326–331‬‬ ‫)‪(2019‬‬


‫واﺣــﺔ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‬ ‫اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ‬ ‫ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ‪ ..‬ﺷﺮاﻛﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ‬ ‫اﻟﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪاﻟﻠﻪ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻸﺑﺤﺎث اﻟﻄﺒﻴﺔ‪/‬اﻟﺸﺆون اﻟﺼﺤﻴﺔ‬ ‫ﺑﻮزارة اﻟﺤﺮس اﻟﻮﻃﻨﻲ‪ ،‬وﻫﻲ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻣﺸﺮوع إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ ﺧﺎص‬ ‫ﺑﺎﻟﺸﺆون اﻟﺼﺤﻴﺔ ﺑﻮزارة اﻟﺤﺮس اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ‬ ‫اﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ‪ ،2030‬وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل‪:‬‬

‫اﻟﺒﺮﻳﺪ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ‪KAIMRC-KMBP@NGHA.MED.SA :‬‬

‫ﺗﻄﻮﻳﺮ وﺗﺴﻮﻳﻖ ﻣﻨﺘﺠﺎت‪،‬‬ ‫وﺗﻘﻨﻴﺎت‪ ،‬وﺧﺪﻣﺎت ﺑﺤﺚ‬ ‫وﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻄﺐ اﻟﺤﻴﻮي‬

‫رﻗﻢ اﻟﻬﺎﺗﻒ‪+966-11-429-4516 :‬‬

‫اﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ اﻹﺻﻼح‬ ‫اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻟﺼﺤﻲ ﻣﻦ‬ ‫ﺧﻼل اﻟﻌﻠﻮم واﻻﺑﺘﻜﺎرات‬ ‫ﻓﻲ ﻗﻄﺎﻋﻲ اﻟﻄﺐ واﻟﺼﺤﺔ‬

‫ﺗﻮﻳﺘﺮ‪MEDICALBIOTECH@ :‬‬


‫طفيفا لدى األطفال المولودين نتاج التلقيح الصناعي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫شيوعا بين األطفال‪ ،‬وقد تزيد احتماالت اإلصابة به‬ ‫الورم األرومي الكبدي أكثر أنواع سرطانات الكبد‬ ‫ً‬

‫زيادة طفيفة في‬ ‫احتماالت إصابة‬ ‫أطفال األنابيب بأنواع‬ ‫نادرة من السرطان‬ ‫أك� دراسة جماعية ت‬ ‫ح� اليوم تكشف عن احتمالية طفيفة‬ ‫ب‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫الباحث� يقولون‬ ‫بإصابة أطفال النابيب بالرسطان‪ ،‬إال أن‬ ‫ي‬ ‫إن أ‬ ‫الرقام الكل ّية قليلة للغاية‪.‬‬

‫كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون في الواليات‬ ‫األمريكية أن األطفال المولودين نتاج‬ ‫المتحدة‬ ‫ّ‬

‫عرضة بدرجة‬ ‫ً‬ ‫االصطناعي (‪ ،)IVF‬أكثر‬ ‫التلقيح‬ ‫ّ‬ ‫طفيفة لإلصابة بسرطانات الطفولة المبكرة‪،‬‬ ‫المركزي‪.‬‬ ‫العصبي‬ ‫وخاص ًة سرطانات الكبد والجهاز‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫توصلت الدراسة ‪-‬التي أجرتها جامعة مينيسوتا‪-‬‬ ‫ِّ‬ ‫ي إلصابة أطفال األنابيب‬ ‫إلى أن المعدل‬ ‫الكل َّ‬

‫مقارنة‬ ‫ً‬ ‫بالسرطان قد يكون أعلى بنسبة ‪،%17‬‬

‫بمعدل حدوث السرطان في األطفال المولودين‬ ‫َّ‬ ‫حمل طبيعي‪ ،‬وأن نسبة حدوث أورام الكبد‬ ‫عن‬ ‫ٍ‬ ‫قد تكون أعلى مرتين ونصف‪.‬‬ ‫إال أن الباحثيـن يؤكـدون أن هـذا االحتمـال الزائـد‬ ‫أقـل مـن أن ُيقلـق األشـخاص الذيـن يدرسـون‬ ‫االصطناعي؛ إذ إن نسبة حاالت‬ ‫اإلنجاب بالتلقيح‬ ‫ّ‬ ‫السـرطان هـي ‪ 252‬حالـة فـي كل مليـون والدة‬

‫المعملـي‪ ،‬أي مـا يـوازي ‪.%0.025‬‬ ‫باإلخصـاب‬ ‫ّ‬

‫ُيذكر أن أول طفلة تولد بعد الحمل بها بالتلقيح‬

‫االصطناعـي كانـت لويـز بـراون‪ ،‬وذلـك فـي عـام‬ ‫ّ‬ ‫‪ 1978‬فـي مانشسـتر بالمملكـة المتحـدة‪ ،‬وبلغـت‬ ‫نسـبة مواليـد الواليـات المتحـدة بهـذه الطريقـة‬ ‫وفقـا لمسـح حديـث‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪ %1.7‬خلال عـام ‪،2015‬‬ ‫المنْ تَ جـة مـن خلال التلقيـح‬ ‫وقـد ُو ِجـد أن الماشـية ُ‬ ‫االصطناعي لديها احتمال أكبر لإلصابة باضطراب‬ ‫ّ‬

‫‪44‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2019‬‬


‫االصطناعـي يكـون لديهـم احتمـال أكبـر لإلصابـة‬ ‫ّ‬ ‫والمسـمى‬ ‫بنظيـر هـذا االضطراب في اإلنسـان‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫بيكويث‪-‬ودمـان‪ ،‬والـذي يجعـل األطفـال‬ ‫بمتالزمـة‬ ‫ِ‬

‫تقريبا في األطفال الذين‬ ‫شـيوعا بثالثـة أضعـاف‬ ‫ً‬ ‫ً‬

‫هـــو الخطـــوة األولـــى تجـــاه التعامـــل معهـــا‪ .‬إذا‬

‫االصطناعـي‪.‬‬ ‫حملـت بهـم أمهاتهـم بالتلقيـح‬ ‫ّ‬ ‫الكلـي لحـدوث هـذه األورام‬ ‫إال أن المعـدل‬ ‫ّ‬ ‫منخفض للغاية‪ .‬وقد اسـتخدم سـبكتور مثال تذاكر‬ ‫ً‬ ‫قائلا‪“ :‬مـن‬ ‫اليانصيـب لتقريـب الفكـرة‪ ،‬إذ يشـرح‬

‫تعليق ــا عل ــى‬ ‫ً‬ ‫أو القض ــاء عليه ــا‪ .‬يق ــول س ــبكتور‬

‫بجامعـة مينيسـوتا‪“ :‬لـم تكـن هنـاك أدلـة كثيـرة‬

‫المخيف السـماع بمضاعفة نسـبة الخطر باإلصابة‪،‬‬

‫نتائ ــج دراس ــته الحالي ــة‪“ :‬ل ــم ُنح ــدد أي ش ــيء ق ــد‬

‫لتحري‬ ‫كافية لنا‬ ‫ً‬ ‫تقـول إن األمـر ُمقلِ ـق‪ ،‬لكنها كانت‬ ‫ِّ‬

‫فسيظل الجميع‬ ‫ّ‬ ‫ي يانصيب‪،‬‬ ‫َ‬ ‫لكن إذا اشتريت‬ ‫تذكرت ْ‬

‫ـي إل ــى فعل ــه‬ ‫تحت ــاج عي ــادات التلقي ــح االصطناع ـ ّ‬ ‫ـروعا جدي ـ ًـدا‬ ‫بطريق ــة مختلف ــة”‪ .‬إال أن ــه ب ــدأ مش ـ ً‬

‫بأنـواع معينـة مـن السـرطان‪.‬‬ ‫عرضـة لإلصابـة‬ ‫ً‬ ‫ٍ‬

‫يقـول الباحـث الرئيسـي فـي الدراسـة لوجـان‬

‫سـبكتور‪ ،‬أخصائـي وبائيـات سـرطان األطفـال‬

‫األمـر”‪ .‬أجـرى فريـق سـبكتور أكبـر دراسـة أترابيـة‬

‫حتـى اآلن‪ ،‬لفحـص احتمـال حـدوث السـرطان‬ ‫عينـة‬ ‫ً‬ ‫بيـن أطفـال األنابيـب‪ ،‬إذ درسـوا‬ ‫أكبـر مـن الدراسـات السـابقة بمرتيـن‬ ‫ونصـف المـرة‪ ،‬ونشـروا نتائـج الدراسـة‬

‫فـي دوريـة «جامـا بيدياتريكس» ‪JAMA‬‬ ‫‪ Pediatrics‬فـي أبريـل ‪.2019‬‬

‫بالتعـــاون مـــع باحثيـــن مـــن أرجـــاء‬ ‫الواليـــات المتحـــدة‪ ،‬جمـــع ســـبكتور‬ ‫البيانـــات مـــن نظـــام تســـجيل النتائـــج‬ ‫لجمعيـــة تقنيـــات‬ ‫الســـريرية التابـــع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫ســـاعد (‪)SART CORS‬‬ ‫الم‬ ‫َ‬ ‫اإلخصـــاب ُ‬ ‫للوصـــول إلـــى المواليـــد نتـــاج‬

‫ُمجمعيـن علـى أن فرصـك فـي الفـوز متناهيـة‬ ‫الفرصة في الفوز”‪.‬‬ ‫الضآلة‪ ،‬رغم أن لديك ِض ْعف ُ‬

‫ـي ه ــي مص ــدر‬ ‫كان ــت عملي ــة التلقي ــح االصطناع ـ ّ‬ ‫المشـــكلة‪ ،‬فمـــن الممكـــن تعديـــل الممارســـات‬ ‫م ــن أج ــل تقلي ــل المخاط ــر الناتج ــة ع ــن العملي ــة‪،‬‬

‫للبحـــث عـــن االختالفـــات بيـــن األورام المصـــاب‬

‫طفيفا بين التلقيح‬ ‫ً‬ ‫ارتباطا‬ ‫"و ِجد‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫الكلية لحدوث‬ ‫االصطناعي والمعدالت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫السرطان‪ ،‬بنسبة حوالي ‪ 252‬حالة سرطان‬ ‫في كل مليون مولود ناتج عن التلقيح‬ ‫مقارنة ب ‪ 193‬حالة في كل‬ ‫ً‬ ‫االصطناعي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مليون مولود عن حمل طبيعي"‪.‬‬

‫االصطناعـــي فـــي ســـجالت‬ ‫التلقيـــح‬ ‫ّ‬ ‫المواليـــد فـــي ‪ 14‬واليـــة‪ .‬بعـــد ذلـــك قـــارن‬

‫التعرف على عوامل الخطورة‬

‫الباحث ــون بيان ــات أولئ ــك الموالي ــد بم ــا يعادله ــم‬ ‫بعشـــرة أضعـــاف مـــن المواليـــد بغيـــر التلقيـــح‬

‫الدنماركيـة للسـرطان‪ ،‬لـم تشـارك‬ ‫الجمعيـة‬ ‫أبحـاث‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فـي الدراسـة‪ -‬إلـى أن سـرطانات الطفولـة شـديدة‬

‫لدراســـة معـــدالت حـــدوث ســـرطان األطفـــال‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ســـجلت حـــاالت‬ ‫اعتمـــادا علـــى البيانـــات فـــي‬ ‫ً‬

‫وخاصة أورام الكبد‪ ،‬لكنها تضيف‪“ :‬سرطان‬ ‫ً‬ ‫الندرة‪،‬‬

‫طفيفـــا‬ ‫ً‬ ‫ارتباطـــا‬ ‫الســـرطان‪ .‬وجـــد الباحثـــون‬ ‫ً‬ ‫الكليـــة‬ ‫االصطناعـــي والمعـــدالت‬ ‫بيـــن التلقيـــح‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لحـــدوث الســـرطان‪ ،‬بنســـبة حوالـــي ‪ 252‬حالـــة‬

‫“ قـــد يســـاعدنا ذلـــك فـــي تمييـــز األثـــر‬ ‫االصطناعـــي”‪.‬‬ ‫البيولوجـــي للتلقيـــح‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يقـول أندريـا ريتشـو‪ ،‬أسـتاذ علـم الجينـات‬ ‫بجامعـة كامبانيـا لويجـي فانفيتللـي‪ ،‬والـذي‬ ‫“بنـاء علـى هـذه‬ ‫لـم يشـارك فـي الدراسـة‪:‬‬ ‫ً‬ ‫الدراسة‪ ،‬من الممكن استخدام تحليل َم ْث َي َل ِة‬ ‫النـووي للمولوديـن نتـاج التلقيـح‬ ‫الحمـض‬ ‫ّ‬ ‫للتعـرف وقـت الـوالدة علـى‬ ‫‪،‬‬ ‫االصطناعـي‬ ‫ُّ‬ ‫ّ‬

‫األطفـال ذوي االحتماليـة األكبـر لإلصابـة‬

‫تشـير مـاري هارجريـف –مـن كبـار الباحثيـن بمركـز‬

‫الكليـــة‬ ‫االصطناعـــي‪ ،‬واســـتخدموا القائمـــة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫االصطناعـــي‬ ‫بهـــا األطفـــال نتـــاج التلقيـــح‬ ‫ّ‬ ‫والمولودي ــن ع ــن حم ــل طبيع ــي‪ ،‬ويق ــول‪:‬‬

‫األطفـال هـو السـبب الرئيسـي لوفـاة األطفـال‬ ‫بسـبب المرض في دول الغرب”‪ ،‬حتى إن الناجين‬ ‫ً‬ ‫عاليا لإلصابة بأمراض القلب‬ ‫منه يواجهون‬ ‫احتمال ً‬ ‫الدمويـة أو اضطرابـات الغـدد الصمـاء أو‬ ‫واألوعيـة‬ ‫ّ‬

‫معينـة”‪.‬‬ ‫بسـرطانات‬ ‫َّ‬ ‫البناء على المعرفة‬

‫ُتعــد الدراســة هــي األحــدث فــي سلســلة مــن‬ ‫الدراســات األترابيــة التــي تــدرس الروابــط المحتملة‬ ‫االصطناعــي وســرطان األطفــال‪،‬‬ ‫بيــن التلقيــح‬ ‫ّ‬ ‫مــن بينهــا دراســة المملكــة المتحــدة عــام ‪،2013‬‬ ‫ودراســة ُأجريــت عــام ‪ 2014‬فــي دول شــمال‬ ‫أوروبــا‪ .‬وكانــت الدراســات الثــاث كلهــا متشــابهة‬ ‫النتائــج‪ .‬ويعتبــر أالســتير ســاتكليف –الباحــث بطــب‬

‫ســـرطان فـــي كل مليـــون مولـــود ناتـــج عـــن‬

‫الثانويـة‪“ .‬إن التعـرف علـى عوامـل‬ ‫السـرطانات‬ ‫ّ‬ ‫اآلليـات الكامنـة”‪.‬‬ ‫ضـروري لفهـم‬ ‫الخطـورة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫يقـول سـبكتور‪“ :‬االسـتنتاج األهـم فـي بحثنـا‬

‫معـدالت السـرطان‪ ،‬إال أن الباحثيـن لـم يتمكنـوا‬

‫هـو أن أغلـب سـرطانات األطفـال ليسـت أكثـر‬

‫مـن تحديـد مـا إذا كانـت هذه الزيادة بسـبب التلقيح‬

‫أهميــة إجــراء دراســات متوازيــة‬ ‫أمــا ســبكتور فيؤ ِّكــد‬ ‫ّ‬

‫فــي دول مختلفــة‪ ،‬بســبب اختــاف ممارســات‬

‫شـيوعا فـي األطفـال نتاج التلقيـح االصطناعي”‪.‬‬ ‫ً‬

‫االصطناعـي أم بسـبب المشـكالت الكامنـة فـي‬ ‫ّ‬ ‫الخصوبـة التـي أدت بالوالديـن إلـى اختيـار التلقيـح‬

‫االصطناعي ومعدالت اإلصابة بالسـرطان دافعه‬ ‫ّ‬

‫االصطناعـي‪ .‬يقـول سـبكتور‪“ :‬علـى المسـتوى‬ ‫ّ‬

‫مــكان إلــى آخــر‪.‬‬ ‫االصطناعــي مــن‬ ‫التلقيــح‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫عمليــات التلقيــح‬ ‫وإضافــة إلــى االختــاف بيــن‬ ‫ّ‬

‫االصطناعي‬ ‫العملي هذا ال ُيهم‪ .‬فإذا أتاح التلقيح‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لشـخص مـا إنجـاب طفـل لديـه احتماليـة أعلـى‬ ‫ٍ‬

‫االصطناعي‪ ،‬فإن الفئات السكّانية القادرة بسهولة‬ ‫ّ‬

‫ـي تختلــف فيمــا‬ ‫علــى اســتخدام التلقيــح االصطناعـ ّ‬

‫لإلصابـة بالسـرطان‪ ،‬فإنـه من اللازم معرفة ذلك‪،‬‬

‫الصحية له‬ ‫ـاء علــى دعــم برامــج الرعايــة‬ ‫ّ‬ ‫بيــن الــدول‪ ،‬بنـ ً‬ ‫وكيفية تقديمه‪ .‬في دراســة الواليات المتحدة‪ ،‬كان‬ ‫ّ‬

‫ـي‪ ،‬مقارن ـ ًـة بـــ‪ 193‬حال ــة ف ــي‬ ‫التلقي ــح االصطناع ـ ّ‬

‫كل مليـــون مولـــود عـــن حمـــل طبيعـــي‪.‬‬

‫ويوضح سـبكتور أن االرتباط الطفيف بين التلقيح‬

‫الرئيسـي هـو زيـادة صغيـرة فـي حـدوث األورام‬ ‫وتضاعـف في معدل حدوث أورام الكبد‬ ‫الجنينيـة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫االصطناعـي‪ ،‬وهـو ما‬ ‫فـي المواليـد نتـاج التلقيـح‬ ‫ّ‬

‫وبينمـا قامـت الدراسـة بقيـاس زيـادة فـي‬

‫الجامعيــة‪ ،‬والباحــث‬ ‫األطفــال فــي كليــة لنــدن‬ ‫ّ‬ ‫الرئيســي فــي دراســة المملكــة المتحــدة‪ -‬أن‬ ‫مجمــوع نتائــج الدراســات “مطمئــن حتــى اآلن”‪،‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪6‬‬

‫‪45‬‬

‫‪OG P HOTO/ I S TOC K / G ET T Y I M AG ES P LUS‬‬

‫فـرط النمـو‪ ،‬كمـا أن األطفـال الناتجيـن عـن التلقيح‬

‫يتفـق مـع دراسـة ُأجريـت فـي المملكـة المتحـدة‬ ‫عـام ‪ ،2013‬ك َ‬ ‫َش َـف ْت أن أورام الكبـد كانـت أكثـر‬

‫ًّأيـا كان مصـدر الخطـورة”‪.‬‬ ‫إال أن فهـــم أصـــل أي زيـــادة فـــي المخاطـــر‬


‫‪ZU M A P R E SS , I N C. / A L A M Y S TOCK P HOTO‬‬

‫لويز جوي براون أول طفلة تولد بتقنية التلقيح الصناعي في عام ‪.1978‬‬

‫ـيوعا بكثيــر بيــن النســاء‬ ‫ـي أكثــر شـ ً‬ ‫التلقيــح االصطناعـ ّ‬ ‫ِّ‬ ‫المتعلمــات األكبر ســنًّ ا‪ ،‬وهو‬ ‫ذوات البشــرة البيضــاء‬ ‫حيادية النتائج‪ ،‬ويقول ســبكتور‪:‬‬ ‫اتجــاه قــد يؤثــر علــى‬ ‫ّ‬ ‫حقــا”‪ ،‬لكــن بعــد المزيــد مــن‬ ‫“إنهــا مســألة شــائكة ًّ‬

‫اإلحصائيــة الســتيضاح األمــر قــال‪“ :‬ال‬ ‫التحليــات‬ ‫ّ‬ ‫أظــن أن ذلــك َّأثــر تأثيـ ًـرا كبيـ ًـرا” علــى النتائــج‪.‬‬ ‫تضيـف هارجريـف أن بعـض االختالفـات قـد‬

‫أيضـا إذا شـملت الدراسـات عالجـات أخـرى‬ ‫ً‬ ‫تنشـأ‬ ‫الصناعـي‪ ،‬أو حتـى‬ ‫للخصوبـة إلـى جانـب التلقيـح‬ ‫ّ‬ ‫بسـبب االختالفـات فـي الهرمونـات المسـتخدمة‬

‫بمــرض خطيــر يهــدد حياتهــم‬ ‫ٍ‬ ‫إصابــة األطفــال‬ ‫الصحيــة‬ ‫أمــر مقلــق‪ ،‬إلــى جانــب العواقــب‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫شــيوعا للتلقيــح‬ ‫األخــرى المعروفــة واألكثــر‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫يحــث علــى‬ ‫االصطناعــي”‪ .‬إال أن ســبكتور‬ ‫ّ‬ ‫التركيــز علــى الخطــر المطلــق‪ ،‬ال علــى الزيــادة‬

‫النســبية‪ .‬يقــول ســبكتور‪“ :‬ال أظــن أن هــذه‬ ‫ّ‬ ‫يغيــر الوالــدان رأيهمــا فــي‬ ‫األرقــام ســتضمن أن ّ‬

‫االصطناعــي مــن عدمــه‪ .‬ال‬ ‫اســتخدام التلقيــح‬ ‫ّ‬ ‫ـاء علــى هــذا”‪،‬‬ ‫أوصــي أي أحـ ٍـد بتغييــر ســلوكه بنـ ً‬

‫المســتمر ة للســرطان فــي األطفــال‬ ‫بالمراقبــة‬ ‫ّ‬

‫المولوديــن‬

‫نتــاج‬

‫التلقيــح‬

‫االصطناعــي ‪.‬‬ ‫ّ‬

‫ويوضــح ســبكتور أن ســبب هــذه التوصيــة أن‬ ‫األنــواع المختلفــة مــن الســرطان تبلــغ النســب‬ ‫القصــوى لحدوثهــا فــي أعمــار مختلفــة‪ ،‬وأن‬ ‫الدراســة تابعــت المولوديــن نتــاج التلقيــح‬ ‫االصطناعــي ســبع ســنوات فقــط –وهــي‬ ‫ّ‬ ‫مــدة كافيــة لتغطيــة ســرطانات أطفــال مثــل‬ ‫دائمــا فــي‬ ‫ســرطان الــدم‪ ،‬الــذي يحــدث‬ ‫ً‬

‫المرضيــة األكبــر فــي‬ ‫مضيفــا أن المشــكالت‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫أثنــاء الحمــل واالحتمــاالت األكبــر لحــدوث عيــوب‬

‫تقريبــا مــن عمــر‬ ‫الســنوات الخمــس األولــى‬ ‫ً‬ ‫الطفــل‪ ،‬إال أنهــا مــدة أقصــر مــن أن ُتكتشــف‬

‫تغيـر هـذا بمـرور الوقـت‪ ،‬وقـد يختلـف فيمـا‬ ‫“لقـد ّ‬

‫االصطناعــي‪ ،‬هــي‬ ‫خلقيــة مرتبطــة بالتلقيــح‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫يرجــح حدوثهــا أكثــر‬ ‫فيهــا الســرطانات التــي‬ ‫َّ‬

‫علـى احتمـاالت حـدوث سـرطان األطفـال‪.‬‬

‫الم ْق ِدميــن علــى اســتخدام العــاج‪.‬‬ ‫ُ‬

‫المســتمر ة مكفولــة‪ ،‬يأمــل ســبكتور‬ ‫المراقبــة‬ ‫ّ‬ ‫أن تطمئــن هــذه الدراســة أطبــاء األطفــال‬

‫فـي أثنـاء عالجـات الخصوبـة‪ .‬تقـول هارجريـف‪:‬‬ ‫بيـن العيـادات وبيـن الـدول”‪ ،‬وهـو مـا قـد يؤثـر‬

‫المضاعفــات التــي يجــب أن يدرســها األشــخاص‬

‫كمـا تتقاطـع نتائـج الدراسـات األترابيـة الثلاث‬

‫ويتطلــع ســبكتور إلــى أن يجمــع البيانــات‬

‫تحليـل تجميعـي أجرتـه هارجريـف‬ ‫أيضـا مـع نتائـج‬ ‫ً‬ ‫ٍ‬ ‫الدنماركية للسـرطان‬ ‫الجمعية‬ ‫وآخرون بمركز أبحاث‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫الناتجــة عــن هــذه الدراســة مــع بيانــات مــن‬

‫بيانـات مـن ‪ 25‬دراسـة سـابقة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫عـام ‪َ ،2013‬ج َمـع‬ ‫بشـكل كبيـر‬ ‫واكتشـف احتمـاالت كُليـة أعلـى‬ ‫ٍ‬

‫لإلصابـة بالسـرطان‪ ،‬واحتمـاالت أكبـر لإلصابـة‬ ‫بأنـواع معينـة مـن السـرطان‪ ،‬مثـل سـرطان الـدم‬ ‫المركـزي‪.‬‬ ‫العصبـي‬ ‫وسـرطانات الجهـاز‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بطــرق‬ ‫إال أن الباحثيــن يؤولــون هــذه النتائــج‬ ‫ٍ‬ ‫مختلفــة‪ ،‬إذ تــرى هارجريــف أن “زيــادة احتمــال‬

‫‪46‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2019‬‬

‫دراســات أخــرى‪ ،‬علــى أمــل أن ينتــج عــن تكويــن‬ ‫ـات أكبــر التوصــل إلــى اســتنتاجات‬ ‫مجموعــة بيانـ ٍ‬ ‫جــاء‪ ،‬وإلــى فتــح البــاب للمزيــد مــن‬ ‫أكثــر‬ ‫ً‬

‫الدراســات‪ .‬يقــول ســبكتور‪“ :‬ســيكون مــن‬ ‫ً‬ ‫بــدل‬ ‫كثيــرا تجميــع الدراســات الحاليــة‬ ‫األســهل‬ ‫ً‬ ‫موض ًحــا أن جمــع‬ ‫ِّ‬ ‫مــن إجــراء المزيــد منهــا”‪،‬‬ ‫طويلــة وصعبــة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ــة‬ ‫عملي ً‬ ‫البيانــات قــد يكــون‬ ‫ّ‬ ‫اختُ تِ َمــت دراســة جامعــة مينيســوتا بالتوصيــة‬ ‫ْ‬

‫قــرب ســن المراهقــة أو فــي أثنائهــا‪ .‬ورغــم أن‬

‫الكلــي‬ ‫واآلبــاء المســتقبليين بــأن االحتمــال‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫جــدا‪ .‬ويضيــف ســبكتور‪“ :‬لقــد‬ ‫ضئيــا‬ ‫مــا زال‬ ‫ًّ‬

‫دوريــة يمكــن‬ ‫تعمدنــا نشــر هــذه الدراســة فــي‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ألطبــاء األطفــال مالحظتهــا فيهــا بســهولة”‪.‬‬ ‫‪Spector, L.G. Brown, M.B., Wantman, E., Letterie, G.S.,‬‬ ‫‪Toner, J.P. et al. Association of In Vitro Fertilization With‬‬ ‫‪Childhood Cancer in the United States. JAMA Pediatrics‬‬ ‫‪173 (2019).‬‬


‫الفرعيــة البشــرية عنــد اســتزراعها فــي وجــود‬ ‫الخاليــا الجذعيــة الوســيطة المشــتقة مــن‬ ‫الغشــاء الســاقط الجــداري مــن المشــيمة‪.‬‬ ‫وركــزوا علــى الخاليــا القاتلــة الطبيعيــة‪ ،‬التــي‬ ‫محوريــا فــي الدفــاع ضــد األورام‬ ‫دورا‬ ‫تــؤدي‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬

‫أيضــا‬ ‫ً‬ ‫وتنســق‬ ‫وحــاالت العــدوى الفيروســية‪،‬‬ ‫ّ‬

‫االســتجابة المناعيــة علــى نطــاق أوســع‪ .‬عندمــا‬ ‫كانــت هــذه الخاليــا القاتلــة الطبيعيــة ُمنَ َّشــطة‬ ‫بالفعــل‪ ،‬هاجمــت الخاليــا الجذعيــة الوســيطة‬ ‫المشــتقة مــن الغشــاء الســاقط الجــداري مــن‬ ‫المشــيمة وقضــت عليهــا‪ .‬ولكــن عندمــا كانــت‬ ‫ّ‬ ‫منشــطة‪ ،‬فقــد شــجعت الخاليــا‬ ‫هــذه الخاليــا غيــر‬ ‫الجذعيــة الوســيطة المشــتقة مــن الغشــاء‬ ‫الســاقط الجــداري مــن المشــيمة تكاثــر الخاليــا‬ ‫القاتلــة الطبيعيــة‪ ،‬وســاعدت علــى تشــغيلها‬ ‫بالعمــل علــى بروتيــن إطــاق اإلشــارة المســمى‬ ‫مســتقبالت إنترليوكيــن ‪.)IL-18R( 18 -‬‬ ‫عندمــا ُن ِقلــت هــذه القاتــات الطبيعيــة‬ ‫المنشــطة بالخاليــا الجذعيــة إلــى مــزارع الخاليــا‬ ‫الســرطانية‪ ،‬انتقلــت بســرعة لمهاجمــة الخاليــا‬

‫مزرعة للخاليا الجذعية الوسيطة المشتقة من الغشاء الساقط الجداري من المشيمة (‪.)DPMSCs‬‬

‫الخاليا الجذعية تحشد‬ ‫قواتها ضد السرطان‬

‫المريضــة والقضــاء عليهــا‪ .‬يقــول أبــو مرعــي‪:‬‬ ‫“الخاليــا الجذعيــة الوســيطة المشــتقة مــن‬ ‫الغشــاء الســاقط الجــداري مــن المشــيمة تعــزِّ ز‬ ‫فاعليــة الخاليــا القاتلــة الطبيعيــة المضــادة‬ ‫تضمــن ‪.”IL-18R‬‬ ‫للســرطان عبــر آليــات ربمــا َت‬ ‫ّ‬ ‫المحفــزة‬ ‫ّ‬ ‫إال أن هــذه الخصائــص نفســها‬

‫خيــارا‬ ‫غالبــا مــا ســتجعل هــذه الخاليــا‬ ‫للمناعــة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ســيئً ا لعــاج اضطرابــات المناعــة الذاتيــة‬ ‫كالتصلــب المتعــدد ‪-‬وهــو مؤشــر يدفعهــم اآلن‬

‫مؤخرا‪ -‬تطلق إشارات يمكنها‬ ‫مجموعة من الخاليا الجذعية البالغة ‪-‬أمكن تحديدها‬ ‫ً‬ ‫حث المناعة عىل مهاجمة الخاليا الورمية‪.‬‬

‫الختبــار أنــواع فرعيــة أخــرى مــن الخاليــا الجذعيــة‬ ‫الوســيطة فــي العيــادة‪.‬‬ ‫لق ــد أثب ــت الع ــاج المناع ــي أن ــه س ــاح ق ــوي‬ ‫ضـــد الســـرطانات العنيـــدة‪ ،‬ولكـــن قـــد يكـــون‬

‫تتمح ــور المعرف ــة الس ــائدة المتعلق ــة بإمكان ــات‬

‫القويـة التـي قـد ُتثبـت قيمتهـا فـي علاج‬

‫مناعيـــة فعالـــة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫اســـتجابة‬ ‫ً‬ ‫مـــن الصعـــب أن يثيـــر‬

‫الخاليـــا الجذعيـــة حـــول العالجـــات التـــي تحـــل‬

‫األمـراض‪ .‬وفـي ورقـة بحثيـة ُنشـرت فـي دوريـة‬ ‫‪ ،Stem Cell Research & Therapy‬حـدد أبـو مرعـي‬

‫لذلـــك يســـعى أبـــو مرعـــي الستكشـــاف مـــا‬ ‫إذا كانـــت هـــذه الخاليـــا الجذعيـــة قـــد ُتســـتخدم‬

‫األبحـــاث الجديـــدة تشـــير إلـــى أن خاليـــا جذعيـــة‬

‫فرعية جديدة من الخاليا الجذعية‬ ‫ً‬ ‫مجموعة‬ ‫ً‬ ‫وزمالؤه‬

‫حـــرب ضـــد الخاليـــا‬ ‫معينـــة تســـتطيع شـــن‬ ‫ٍ‬ ‫الســـرطانية‪ .‬فقـــد أظهـــر فريـــق بقيـــادة محمـــد‬

‫الوسـيطة فـي قسـم مـن المشـيمة البشـرية‬

‫فـــي ’تدريـــب‘ الخاليـــا المناعيـــة التـــي ُجمعـــت‬ ‫ً‬ ‫حديثـــا مـــن أجـــل مهاجمـــة األورام بشـــكل أشـــد‬

‫ُيعرف باسـم الغشـاء السـاقط الجداري (‪ ،)DP‬وكان‬

‫ضـــراوة‪ .‬ويتابـــع‪“ :‬نتطلـــع إلـــى تعليـــم الخاليـــا‬

‫مباشـــرةً محـــل األنســـجة غيـــر الســـليمة– إال أن‬

‫أب ــو مرع ــي م ــن مرك ــز المل ــك عب ــد الل ــه العالم ــي‬

‫مهتمـا باسـتخداماته السـريرية المحتملـة‪.‬‬ ‫ًّ‬ ‫“لقـــد وجدنـــا أن هـــذه الخاليـــا الجذعيـــة‬

‫الخاليـــا الجذعيـــة الوســـيطة المشـــتقة مـــن‬

‫تمتلـــك‬

‫الوســـيطة المشـــتقة مـــن الغشـــاء الســـاقط‬

‫الغشـــاء الســـاقط الجـــداري مـــن المشـــيمة‪،‬‬

‫القـــدرة علـــى تنظيـــم اســـتجابة مناعيـــة قويـــة‬

‫الجـــداري مـــن المشـــيمة (‪ُ )DPMSCs‬تنتِ ج عوامل‬

‫ومـــن ثـــم إطـــاق هـــذه الخاليـــا المتعلمـــة‬

‫مضــادة للورم ‪.1‬‬

‫ُتعـــرف بتعديلهـــا لألنشـــطة الوظيفيـــة للخاليـــا‬ ‫ّ‬ ‫وتحـــث علـــى التعبيـــر عـــن الجزيئـــات‬ ‫المناعيـــة‪،‬‬

‫في مرضى الســرطان”‪.‬‬

‫المضـــادة للســـرطان عـــن طريـــق تلـــك الخاليا”‪،‬‬

‫‪Abumaree, M.H. et al. Characterization of the interaction‬‬

‫لألبحـــاث الطبيـــة (كيمـــارك) أن الخاليـــا الجذعيـــة‬ ‫اللحميـــة‬

‫الوســـيطة‬

‫(‪)MSCs‬‬

‫قـــد‬

‫ُتشـتق الخاليـا الجذعيـة اللحميـة الوسـيطة‬ ‫معينـة فـي الجسـم‪.‬‬ ‫مـن أنسـجة ضامـة‬ ‫ّ‬ ‫ويمكـن لهـذه الخاليـا الجذعيـة البالغـة أن تشـكّل‬ ‫العظـام والدهـون والغضاريـف‪ ،‬ولكنهـا ُتعـرف‬ ‫أيضـا بإطلاق حشـد مـن اإلشـارات البيولوجيـة‬ ‫ً‬

‫وفـــق شـــرح أبـــو مرعـــي‪.‬‬ ‫لتقديــر‬

‫التأثيــرات‬

‫الفســيولوجية‬

‫لهــذه‬

‫اإلشــارات‪ ،‬عمــد فريقــه إلــى تقييــم الطريقــة‬

‫القاتلـــة الطبيعيـــة فـــي المـــزارع مـــع وجـــود‬

‫‪between human decidua parietalis mesenchymal stem/‬‬ ‫‪stromal cells and natural killer cells. Stem Cell Res. Ther.‬‬ ‫‪9, 102 (2018).‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪6‬‬

‫‪47‬‬

‫‪M OHA M E D A BU M A R E E / S T E M CE L L R E S E A R CH & T HE R A P Y 2 0 1 8‬‬

‫التــي تســتجيب بهــا مجموعــات الخاليــا المناعيــة‬


‫المملكة العربية‬ ‫السعودية تسبر أغوار‬ ‫جراثيمها الخارقة‬ ‫تخت� مقاومة المضادات الحيوية‪ ،‬وعوامل ال�ض اوة‪ ،‬والتنوع ن‬ ‫الجي�‬ ‫أول دراسة ب‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫للعقاق� المتعددة ي� المملكة العربية السعودية‪.‬‬ ‫للسالالت المقاومة‬ ‫ي‬

‫مقاومــة‬ ‫كشــف تحليــل جينــي لبكتيريــا خطيــرة‬ ‫ِ‬

‫للمضــادات الحيويــة فــي مستشــفى ســعودي‬

‫المضــادات الحيويــة‪ ،‬ومن ضمنهــا الكاربابينيمات‪،‬‬

‫أيضــا‬ ‫ليــس للجيــن ‪ .NDM-1‬وأظهــرت الدراســة ً‬

‫التــي ُت َعــد خــط الدفــاع األخيــر فــي مواجهــة‬

‫أن العينــات التــي تنتمــي إلــى النــوع ‪ST-152‬‬

‫(مدينــة الملــك عبــد العزيــز الطبيــة) عــن وجــود‬

‫المقاومــة للمضــادات الحيويــة‪.‬‬ ‫البكتيريــا‬ ‫ِ‬ ‫جمــع الباحثــون فــي مدينــة الملــك عبــد العزيــز‬

‫للمضــادات الحيويــة والســاالت البكتيريــة‪ ،‬وهــذه‬

‫عينــة مــن المرضــى فــي عامــي‬ ‫ً‬ ‫الطبيــة ‪71‬‬

‫ارتباطــات‬

‫جديــدة‬

‫بيــن‬

‫الجينــات‬

‫المقاومــة‬

‫هــي فصيلــة فرعيــة نــادرة مــن الكلبســيلة الرئويــة‬ ‫ُتســمى ‪ ،ozaenae‬وهــي ناقــات مألوفــة للجيــن‬

‫‪ .NDM-1‬وهــذا هــو أول تقريــر يصــف وجــود‬

‫الجيــن ‪ NDM-1‬فــي هــذه الفصيلــة الفرعيــة‪.‬‬

‫االرتباطــات مفيــدة لمراقبــة حــاالت العــدوى‪.‬‬

‫‪ 2011‬و‪ .2012‬وكانــت جميــع عينــات البكتيريــا‬

‫ُيعتبــر االنتشــار العالمــي للكلبســيلة الرئويــة‬ ‫المقاومــة لعقاقيــر متعــددة أحــد‬ ‫‪K. pneumonia‬‬ ‫ِ‬

‫مقاومـ ًـة ألكثــر مــن ثالثــة أنــواع مــن‬ ‫التــي ُدرســت‬ ‫ِ‬

‫أيضــا علــى األجــزاء‬ ‫ً‬ ‫تعــرف الباحثــون‬ ‫كمــا‬ ‫ّ‬ ‫المتنقلــة مــن الحمــض النــووي التــي تتيــح‬

‫عــن الجينــات المســؤولة عــن هــذه المقاومــة‬

‫للبكتيريــا اكتســاب الجينــات المقاومــة للمضــادات‬

‫للمضــادات الحيويــة‪ .‬مــن بيــن الجينــات التــي‬

‫الحيويــة وتبادلهــا‪ .‬وعــن طريــق دراســة العوامــل‬

‫مقاومــة للكاربابينيمــات‪ ،‬حــدد الباحثــون‬ ‫ً‬ ‫توفــر‬

‫التــي تســاعد علــى نمــو البكتيريــا وتوغلهــا‪ ،‬وجــد‬

‫الملحــة علــى قطــاع الرعايــة الصحيــة‪.‬‬ ‫الشــواغل‬ ‫ّ‬

‫والكلبســيلة الرئويــة هــي بكتيريــا تعيــش فــي‬ ‫األمعــاء والبــراز‪ ،‬وهــي غيــر ضــارة عــادةً إال إذا‬ ‫انتشــرت فــي أجــزاء أخــرى مــن الجســم عــن‬ ‫طريــق التالمــس البشــري‪ .‬يمكــن للمصــاب بهــا‬ ‫أن يعانــي مــن حــاالت عــدوى حــادة بالرئتيــن أو‬

‫المضــادات الحيويــة‪ ،‬وكشــف التحليــل الجينــي‬

‫شــيوعا؛ إذ جــرى‬ ‫الجيــن ‪ OXA-48‬باعتبــاره األكثــر‬ ‫ً‬ ‫رصــده فــي ‪ 67.6‬بالمئــة مــن العينــة المدروســة‪،‬‬

‫ويأتــي بعــده الجيــن ‪ ،NDM-1‬الــذي ُوجــد فــي‬

‫المثانــة أو الدمــاغ أو الكبــد أو العينيــن أو الــدم‬

‫‪ 12.7‬بالمئــة مــن المســتنبتات المعزولــة‪ .‬وكان‬

‫أيضــا أن العينــات ربمــا لــم تكــن فائقــة‬ ‫العلمــاء ً‬ ‫عدوانيــة‬ ‫ً‬ ‫الضــراوة (األنــواع المرتبطــة بنــوع أكثــر‬ ‫مــن العــدوى)‪ ،‬ممــا يدعــم فكــرة أن مقاومــة‬ ‫المضــادات الحيويــة والضــراوة الفائقــة ســمتان‬

‫أو الجــروح المفتوحــة‪ .‬وترتفــع احتمــاالت اإلصابــة‬

‫حوالــي ‪ 8.5‬بالمئــة مــن العينــات يحمــل كال‬

‫مريضــا‪ ،‬ممــا يجعــل‬ ‫ً‬ ‫بالعــدوى إذا كان الشــخص‬

‫الجينيــن‪ ،‬و‪ 11.2‬بالمئــة ال يحمــل ًّأيــا منهمــا‪.‬‬

‫أنماطــا‬ ‫ونظــرا إلــى أن البكتيريــا التــي تحمــل‬ ‫ً‬ ‫ً‬

‫حيــث يكــون الجهــاز المناعــي للمرضــى أضعــف‪.‬‬

‫تحمــل أحــد أكثــر الجينــات المقاومــة للكاربابينيــم‬

‫تتبــع االرتباطــات بيــن‬ ‫لعقاقيــر متعــددة‪ ،‬فــإن ُّ‬ ‫جينــات المقاومــة‪ ،‬والحمــض النــووي المســؤول‬

‫صعبــا‪،‬‬ ‫الســيطرة عليهــا فــي المستشــفيات أمـ ًـرا‬ ‫ً‬

‫العينــات لــم‬ ‫ومــن الجديــر بالمالحظــة أن ًّأيــا مــن‬ ‫ّ‬

‫وثمــة عامــل آخــر يهــدد باإلصابــة بالعــدوى هــو‬

‫انتشــارا فــي الواليــات المتحــدة والــدول األخــرى‬ ‫ً‬

‫وهــي مشــكلة شــائعة فــي جميــع أنحــاء العالــم‪،‬‬

‫أســفر المزيــد مــن التحليــل عــن تصنيــف‬

‫ســيما فــي العالــم العربــي‪.‬‬ ‫وال‬ ‫ّ‬ ‫فــي المملكــة العربيــة الســعودية‪ُ ،‬ت َعــد‬

‫وراثيــا‪،‬‬ ‫نمطــا‬ ‫هــذه العينــات البكتيريــة إلــى ‪18‬‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫ُيطلــق عليهــا أنــواع التسلســل (‪ ،)STs‬واكتشــاف‬

‫اســتخدام المضــادات الحيويــة لمــدة طويلــة‪،‬‬

‫(‪.)K. pneumoniae carbapenemases‬‬

‫مســببات األمــراض‬ ‫الكلبســيلة الرئويــة مــن أكثــر‬ ‫ِّ‬

‫المقاومــة‬ ‫ارتباطــات جديــدة بيــن بعــض الجينــات‬ ‫ِ‬

‫العــدوى المكتســبة عــن طريــق المستشــفيات‪،‬‬

‫فعلــى ســبيل المثــال‪ ،‬كانــت جميــع العينــات‬

‫صعوبــة فــي الســيطرة عليهــا مــن بيــن حــاالت‬ ‫ً‬ ‫التــي تصيــب الجهــاز البولــي والجهــاز التنفســي‬ ‫مــة‬ ‫مقاو ً‬ ‫ومجــرى الــدم‪ .‬وهــي بصــدد أن تصبــح‬ ‫ِ‬

‫‪48‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2019‬‬

‫للمضــادات الحيويــة وبعــض أنــواع التسلســل‪.‬‬ ‫التــي تنتمــي إلــى نــوع التسلســل األكثــر وفــرةً‬

‫(‪ )ST-199‬إيجابيـ ًـة بالنســبة للجيــن ‪ ،OXA-48‬ولكــن‬

‫منفصلتــان عــن بعضهمــا‪.‬‬ ‫وراثيـ ًـة معينـ ًـة تــزداد احتمــاالت اكتســابها مقاومـ ًـة‬

‫عــن اكتســاب ومبادلــة تلــك الجينــات‪ ،‬والســاالت‬ ‫البكتيريــة يمكــن أن يســاعد فــي مراقبــة هــذه‬ ‫الظاهــرة؛ لمواجهــة الجراثيــم الخارقــة‪.‬‬ ‫‪uz Zaman, T. et al. Clonal diversity and genetic profiling‬‬ ‫‪of antibiotic resistance among multidrug/carbapen‬‬‫‪em-resistant Klebsiella pneumoniae isolates from a ter‬‬‫‪tiary care hospital in Saudi Arabia. BMCInfectious dis-‬‬

‫‪eases 18 (2018).‬‬


‫المقاومة لعقاقير‬ ‫ِ‬ ‫تحليل البكتيريا‬ ‫متعددة بالمملكة العربية السعودية‬

‫أ‬ ‫ت‬ ‫ث‬ ‫ال�‬ ‫المقاومة‬ ‫بكت�يا الكليبسيلة الرئوية‬ ‫ي‬ ‫درس الباحثون السعوديون ي‬ ‫ِ‬ ‫لعقاق� متعددة‪ ،‬وهي واحدة من أك� مسببات المراض ي‬ ‫يصعب السيطرة عليها ف ي� حاالت عدوى المستشفيات‪.‬‬

‫ً‬ ‫تحليل للبكتيريا‬ ‫أجرى الباحثون‬ ‫واكتشفوا الجينات المسؤولة عن‬ ‫مقاومة البكتيريا للكاربابينيمات‪.‬‬

‫كانت عينات البكتيريا التي خضعت‬ ‫مقاوم ًة ألكثر من ثالثة‬ ‫ِ‬ ‫للدراسة‬ ‫أنواع من المضادات الحيوية‪.‬‬

‫جمع الباحثون ‪ 71‬عينة من المرضى‬ ‫في عامي ‪2011-2012‬‬

‫شيوعا التي تعطي مقاومة للكاربابينيمات هي‪:‬‬ ‫كانت أكثر الجينات‬ ‫ً‬ ‫الجين ‪ :OXA-48‬تواجد في ‪ %67.6‬من عينة الدراسة‬ ‫الجين ‪ :NDM-1‬تواجد في ‪ %12.7‬من العينات‬ ‫حمل ‪ %8.5‬من العينات كال الجينين‬ ‫َ‬ ‫لم يحمل ‪ %11.2‬من العينات ًأيا من الجينين‬ ‫المقاومة للكاربابينيمات في الواليات المتحدة وغيرها من الدول‬ ‫ِ‬ ‫شيوعا‬ ‫واحدا من أكثر الجينات‬ ‫لم تحمل أي من العينات‬ ‫ً‬ ‫ً‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪6‬‬

‫‪49‬‬


‫كمــا تؤثــر قــدرة الحيــوان المنــوي علــى التحــرك‬ ‫بشــكل مســتقل (حركــة الحيــوان المنــوي) علــى‬ ‫جــودة الحيــوان المنــوي الكليــة‪.‬‬ ‫زوجــا ســيخضعون‬ ‫ســجل حمــاده وفريقــه ‪84‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫للعــاج بالحقــن المجهــري فــي عيــادة عــاج العقــم‬ ‫عينــات الســائل المنــوي‬ ‫بجامعــة ســارالند‪ .‬وجمعــوا ّ‬

‫مــن كل ذكــر مشــارك وحللــوا ســماته‪ ،‬بمــا فــي‬ ‫ذلــك محتــوى البكتيريــا فــي الحيوانــات المنويــة‪،‬‬ ‫النــووي‪ ،‬وحركــة الحيوانــات المنويــة‪.‬‬ ‫واكتشــف الباحثــون أن ‪ %34.5‬مــن العينــات‬ ‫مصابــة بنــوع واحــد علــى األقــل مــن البكتيريــا‬ ‫ٌ‬ ‫بتركيــزات عاليــة بشــكل كافــي للتأثيــر علــى جــودة‬ ‫الحيوانــات المنويــة‪ .‬وشــملت البكتيريــا الموجــودة‬ ‫فــي العينــات ثالثــة أنواع من المكــورات العنقودية‬ ‫‪ ،Staphylococcus‬باإلضافــة إلــى اإلشــريكية‬

‫القولونيــة ‪ ،Escherichia coli‬والمكـ ّـورات المعويــة‬

‫والمكــورات‬ ‫البرازيــة ‪،Enterococcus faecalis‬‬ ‫ّ‬

‫العقديــة ‪ .Streptococcus‬وإلــى جانــب انخفــاض‬ ‫جــودة الحيوانــات المنويــة‪ ،‬اتســمت عينــات تجرثــم‬ ‫قد يؤثر وجود بكتيريا بالسائل المنوي من جودة الحيوانات المنوية مما يقلل من الخصوبة ويؤدي إلى فشل عالجات الحقن المجهري‪.‬‬

‫بكتيريا الحيوانات‬ ‫المنوية تعوق عالج‬ ‫الخصوبة‬ ‫البكت�يا بالسائل المنوي من جودة الحيوانات المنوية مما‬ ‫يقلل وجود‬ ‫ي‬ ‫يؤثر بالتبعية عىل نجاح عالجات الحقن المجهري‬ ‫يشــعر كثيــر مــن األشــخاص الذين يخضعــون لعالج‬

‫رئيســيا‬ ‫دورا‬ ‫المنــي يــؤدي‬ ‫وجــود جراثيــم فــي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫فــي فشــل عــاج اإلنجــاب بحقــن الحيوانــات‬

‫المبــرر‪ .‬وتشــير األبحــاث الحديثــة إلــى أن الســائل‬

‫المنويــة داخــل الســيتوبالزم (‪ ،)ICSI‬والمعــروف‬

‫المنــوي يمكــن أن يحتــوي علــى مســتويات عاليــة‬

‫بالحقــن المجهــري الســيتوبالزمي‪.‬‬

‫الخصوبــة بخيبــة األمــل نتيجـ ًـة لفشــل العــاج غيــر‬

‫المنــي بمســتويات غيــر متوازنــة مــن البروتاميــن‬ ‫ّ‬

‫بالمقارنــة مــع الذكــور غيــر المصابيــن بالبكتيريــا‪.‬‬ ‫وقــد أدى هــذا إلــى اختالفــات كبيــرة فــي معــدالت‬ ‫اإلخصــاب عقــب العــاج بالحقــن المجهــري‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إجمـــال‪ ،‬حملـــت ‪ 34‬مـــن إجمالـــي ‪ 84‬امـــرأة‬ ‫بعـــد العـــاج بالحقـــن المجهـــري‪ .‬ووجـــد الفريـــق‬ ‫أن الذكـــور المصابيـــن الذيـــن ترتفـــع مســـتويات‬ ‫البروتاميـــن ‪ P1‬عـــن البروتاميـــن ‪ P2‬فـــي‬ ‫الحيوانـــات المنويـــة لديهـــم تقـــل احتمـــاالت‬ ‫تخصيبهـــم لإلنـــاث‪ .‬وتشـــير النتائـــج إلـــى أن‬ ‫ّ‬ ‫حيويـــا مـــن‬ ‫جـــزءا‬ ‫يمثـــل‬ ‫تـــوازن البروتامينـــات‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫خصوبـــة الذكـــور‪.‬‬

‫ومـــن غيـــر الواضـــح كيـــف تؤثـــر البكتيريـــا‬ ‫علـــى تكويـــن الحيوانـــات المنويـــة وتركيزهـــا‬ ‫تحديـــدا‪ ،‬لكـــن فريـــق حمـــاده يعتقـــد أنهـــا قـــد‬ ‫ً‬

‫تك ــون مرتبط ــة بالزي ــادات ف ــي االلته ــاب وأن ــواع‬ ‫األكســـجين التفاعليـــة التـــي يطلقهـــا الجهـــاز‬ ‫المناعـــي اســـتجابة للعـــدوى‪.‬‬ ‫بدوريـة‬ ‫ويقـول الباحثـون فـي بحثهـم المنشـور‬ ‫ّ‬

‫«ريبروداكتيف بيولوجـي»‪:Reproductive Biology‬‬ ‫“ينبغـي للشـركاء مـن الذكور إجـراء فحـص بكتيري‬

‫مــن البكتيريــا التــي تقلــل مــن وظيفــة وخصوبــة‬

‫ينطــوي الحقــن المجهــري الســيتوبالزمي علــى‬

‫الحيوانــات المنويــة علــى حــدة‪ ،‬وهــو مــا يشــير‬

‫حقــن حيــوان منــوي واحــد فــي بويضــة ناضجــة‪،‬‬

‫المني قبل‬ ‫للسائل المنوي‪ ،‬ومن ثم عالج تجرثم‬ ‫ّ‬

‫الخضـوع للعلاج بالحقـن المجهـري”‪ .‬ويضيفـون‬

‫إلــى األهميــة الكبيــرة إلجــراءا اختبــارات الكشــف‬

‫وإذا تكــون جنيــن قابــل للنمــو‪ ،‬فيتــم نقله بعد ذلك‬

‫أنـه مـن الضـروري إجـراء المزيـد مـن األبحـاث‬

‫عــن العــدوى البكتيريــة فــي الحيوانــات المنويــة‬

‫إلــى الرحــم‪ .‬ومــع ذلــك‪ ،‬يجــب أن يكــون بالحيــوان‬

‫حـول هذا الموضوع‪.‬‬

‫وعالجهــا قبــل الخضــوع لعــاج الخصوبــة‪.‬‬ ‫مؤخــرا‪ ،‬أثبــت محمــد عيــد حمــاده وزمــاؤه‬ ‫ً‬

‫فــي جامعــة ســارالند بألمانيــا‪ ،‬ومحمــد حمــد مــن‬

‫المنــوي المســتخدم النســبة الصحيحــة مــن اثنيــن‬ ‫مــن البروتينــات‪ ،‬البروتاميــن ‪ P1‬والبروتاميــن ‪،P2‬‬ ‫لتوفيــر غــاف محكــم للحمــض النــووي بالحيــوان‬

‫جامعــة الملــك ســعود بــن عبــد العزيــز للعلــوم‬

‫المنــوي‪ .‬وإذا لــم يتحقــق ذلــك‪ ،‬فيمكــن أن يتفتــت‬

‫الصحيــة فــي المملكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬أن‬

‫الحمــض النــووي‪ ،‬ممــا ينتــج عنــه جنيــن ضعيــف‪.‬‬

‫‪50‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2019‬‬

‫‪Zeyad, A., Hamad, M., Amor, H., & Hammadeh, M.E. Rela‬‬‫‪tionships between bacteriospermia, DNA integrity,‬‬ ‫‪nuclear protamine alteration, sperm quality and ICSI‬‬ ‫‪outcome. Reproductive Biology 18 (2018).‬‬

‫‪M OR SA I M AG E S / DI G I TA LVI S I ON / G ET T Y I M AG ES‬‬

‫ومســتويات البروتاميــن‪ ،‬وســامة الحمــض‬


‫اﻟﻄــﺐ اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻲ ﻓﻲ‬ ‫ﻣﺮﻛــﺰ اﻟﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪاﻟﻠﻪ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ‬ ‫ﻟﻸﺑﺤﺎث اﻟﻄﺒﻴﺔ‬ ‫ﺗﻮﺟﺪ ﺛﻼث ﻣﻨﺸﺂت ﻟﺘﺮﺑﻴﺔ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت ﻋﻠﻰ أﺣﺪث ﻃﺮاز ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﺮﻳﺎض وﺟﺪة واﻷﺣﺴﺎء‪ .‬ﺗﻢ ﺗﺨﻄﻴﻂ‬ ‫وﺗﺼﻤﻴﻢ ﻫﺬه اﻟﻤﻨﺸﺂت ﻟﺘﺘﻤﺎﺷﻰ ﻣﻊ اﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ اﻟﺪوﻟﻴﺔ‪ .‬وﺗﻬﺪف إﻟﻰ ﻣﺴﺎﻋﺪة ﺑﺤﻮث اﻟﻄﺐ اﻟﺤﻴﻮي‬ ‫ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺰوﻳﺪﻫﺎ ﺑﺎﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت واﻟﺨﺒﺮات اﻟﺒﻴﻄﺮﻳﺔ‪ .‬إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟﻚ‪ ،‬ﺗﻘﺪم اﻟﺘﺪرﻳﺐ واﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ‬ ‫أﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ وﺗﻄﺒﻴﻖ ﺳﻴﺎﺳﺎت‬ ‫ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت ﻟﻸﻏﺮاض اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ‪ .‬ﺗﻌﻤﻞ ﻫﺬه اﻟﻤﺮاﻓﻖ ً‬ ‫ﻣﺆﺳﺴﻴﺔ‪ ،‬ورﻋﺎﻳﺔ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت‪ ،‬وﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗﻮاﻋﺪ ﻋﻤﻞ ﺗﺸﻤﻞ ﺗﺮﺑﻴﺔ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت وﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﺒﻴﻄﺮﻳﺔ‪.‬‬

‫‪EMD@NGHA.MED.SA‬‬


‫مكافحة متالزمة‬ ‫الشرق األوسط‬ ‫التنفسية‬ ‫كان الشـغل الشـاغل لمركـز الملـك عبـد اللـه‬ ‫العالمـي لألبحـاث الطبيـة هـو التركيـز علـى‬ ‫المشـروعات االسـتراتيجية التـي تهـم سـكان‬ ‫حاجـة ال‬ ‫ٍ‬ ‫المملكـة العربيـة السـعودية‪ ،‬وتلبيـة‬ ‫توفيهـا األبحـاث الدوليـة المعنيـة بالجوانـب‬ ‫العامـة للمـرض‪ .‬وقـد أثمـرت الجهـود البحثيـة‬ ‫لقـاح‬ ‫أخيـرا‪ ،‬عـن تطويـر‬ ‫التعاونيـة للمركـز‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ٍ‬ ‫ُمحتمـل مضـاد لفيـروس كورونـا المسـبب‬ ‫لمتالزمـة الشـرق األوسـط التنفسـية‪ ،‬وإجـراء‬ ‫أولـى التجـارب السـريرية مـن المرحلـة األولـى‬ ‫فـي المملكـة‪ ،‬الختبـار فعاليـة اللقـاح‪.‬‬

‫‪52‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2019‬‬


‫العـدد رقـم‬

‫‪6‬‬

‫‪53‬‬


‫ّ‬ ‫التفشي السريع‬ ‫رحلة‬ ‫لمتالزمة الشرق األوسط‬ ‫التنفسية الفتاكة‬

‫أ‬ ‫ئ‬ ‫بالشارة إىل أن أحد أسباب ش‬ ‫للف�وس المسبب لمتالزمة ش‬ ‫التف�‬ ‫تضمنت‬ ‫إ‬ ‫االستثنا� ي‬ ‫ال�ق الوسط التنفسية ّ‬ ‫ي‬ ‫ّي‬ ‫مريضاً كان ً‬ ‫يحث العلماء عىل تطوير نقطة رعاية تشخيصية أفضل‪.‬‬ ‫“ناقل خار ًقا”‪ُّ ،‬‬ ‫الشـرق األوسـط التنفسـية (‪ )MERS‬فـي الريـاض‬

‫فـي العـام‪ُ ،‬س ِـجلت ‪ 44‬حالـة إصابـة بفيـروس‬

‫كورونـا المسـبب لمتالزمـة الشـرق األوسـط‬

‫الطبيـة‪،‬‬ ‫اإلحالـة لمرضـى مدينـة الملـك سـعود‬ ‫ّ‬

‫فـي عـام ‪ ،2017‬تسـبب أحـد مرضـى متالزمـة‬ ‫في إصابة ‪ 16‬شـخص بشـكل مباشـر‪ ،‬مما أسـفر‬

‫التنفسـية فـي ثالثـة مـن مراكـز الرعايـة الصحيـة‪،‬‬

‫وبوضـع خريطـة لرحلـة تنقلات المريـض مـن‬

‫شخصا في المنطقة‬ ‫عن حدوث جائحة أصابت ‪44‬‬ ‫ً‬

‫مريضـا إثـر إصابتهـم بالعـدوى‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وتوفـي ‪11‬‬

‫المحيطـة خلال فتـرة تجـاوزت األسـبوعين بقليـل‪.‬‬ ‫مؤخـرا بشـأن هـذه‬ ‫وتشـير األبحـاث التـي جـرت‬ ‫ً‬

‫الجائحـة إلـى أنـه يصعـب فـي كثيـر مـن األحيـان‬

‫ومـن بيـن إجمالـي عـدد المصابين‪ ،‬كان هنـاك ‪29‬‬ ‫حالة في مدينة الملك سعود الطبية (‪ ،)KSMC‬التي‬

‫شـخصا؛ مـن بينهـم ‪107‬‬ ‫نحـو مباشـر مـع ‪120‬‬ ‫ً‬

‫ُتعد أكبر مستشفيات المملكة العربية السعودية‪.‬‬

‫تشـخيص االلتهـاب الرئـوي ‪ -‬وهـو أحـد األعـراض‬ ‫الرئيسة للمرض ‪ -‬لدى المرضى الذين يعانون من‬

‫الطبيـة‪ ،‬وصـف الباحثـون كيـف‬ ‫الملـك سـعود‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫خارقا” ‪ -‬وهو ما ُيقصد‬ ‫ً‬ ‫“ناقل‬ ‫واحد‬ ‫مريض‬ ‫ٌ‬ ‫أصبح‬ ‫ٌ‬

‫اكتشـاف الفيـروس‪ ،‬واتخـاذ اإلجـراءات الالزمـة‬

‫عـددا من األشـخاص أكبر‬ ‫واحـد‬ ‫فـرد‬ ‫بـه أن يصيـب‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬

‫متالزمـة الشـرق األوسـط التنفسـية هـي مرض‬

‫ّ‬ ‫تفشـي المـرض ووجـد أنـه ُيعـزى إلى‬ ‫جـرى تتبـع‬

‫الصحـة العالميـة لألمـراض التـي يجـب مراقبتهـا‬

‫سـاعة فـي قسـم الطـوارئ بعـد وصولـه إلـى‬

‫لمكافحة العدوى‪.‬‬

‫سـيارة اإلسـعاف إلـى المواقـع المختلفـة داخـل‬ ‫المستشـفى‪ ،‬أظهـرت الدراسـة أنـه تواصـل علـى‬

‫وبتضييـق البحـث علـى المصابيـن فـي مدينـة‬

‫يؤخـر بدوره‬ ‫ّ‬ ‫الفشـل الكلـوي وقصـور القلـب‪ ،‬ممـا‬

‫يومـا‪.‬‬ ‫حيـث وافتـه المنيـة بعـد ‪22‬‬ ‫ً‬

‫بكثير من المتوسـط‪.‬‬

‫مـن العامليـن فـي مجـال الرعايـة الصحيـة‪ ،‬و‪13‬‬ ‫مريضـا‪ .‬وأثبتـت الفحـوص التـي ُأجريـت لهـؤالء‬ ‫ً‬ ‫إصابـة تسـعة مـن بيـن ‪ 107‬مـن العامليـن فـي‬ ‫مريضـا‬ ‫ً‬ ‫مجـال الرعايـة الصحيـة‪ ،‬وسـبعة مـن الــ‪13‬‬ ‫بفيـروس كورونـا المسـبب لمتالزمـة الشـرق‬ ‫األوسـط التنفسـية‪ ،‬واسـتغرقت عمليـة السـيطرة‬ ‫ّ‬ ‫يومـا‪.‬‬ ‫تفشـي المـرض ‪30‬‬ ‫علـى‬ ‫ً‬

‫فيروسـي ُمـدرج فـي قائمـة أولويـات منظمـة‬

‫عامـا‪ ،‬أمضـى ‪14‬‬ ‫رجـل يمنـي يبلـغ مـن العمـر ‪ً 46‬‬ ‫ٍ‬

‫نظـرا لقدرتهـا علـى التسـبب فـي حـدوث‬ ‫عـن كثـب؛‬ ‫ً‬

‫المستشـفى بسـيارة اإلسـعاف‪ .‬وقـد شـملت‬ ‫أعراضـه السـعال وضيـق التنفـس‪ ،‬وأشـار األطبـاء‬

‫الشرق األوسط التنفسية‪ ،‬ثمة حاجة ُملِ ّحة‬

‫لتطوير نقطة رعاية تشخيصية سريعة‪ ،‬من شأنها‬

‫صابـا باإلسـهال علـى مـدار اليوميـن‬ ‫إلـى أنـه كان ُم ً‬

‫مساعدة العاملين في أقسام الطوارئ في تقييم‬

‫وبـاء‪ .‬واكُتشـفت المتالزمـة التـي يسـببها أحـد أنواع‬ ‫ألول مـرة فـي عـام ‪ .2012‬وتنتقـل‬ ‫فيـروس كورونـا ّ‬ ‫الجمال أو األشخاص‬ ‫مع‬ ‫التعامل‬ ‫العدوى عن طريق‬ ‫ِ‬ ‫المصابيـن‪ ،‬وال يوجـد علاج معـروف للمـرض الـذي‬

‫السـابقين لوصولـه‪ ،‬كمـا أشـارت اختبـارات الـدم‬

‫وهكذا‪ ،‬خلص الباحثون إلى أنه “في البلدان‬

‫الموبوءة بفيروس كورونا المسبب لمتالزمة‬

‫الحاالت المشتبه في إصابتها بفيروس كورونا‬

‫مبدئيـا‪.‬‬ ‫إلـى أنـه كان يعانـي مـن الفشـل الكلـوي‬ ‫ًّ‬ ‫ومـن أجـل إجـراء عمليـة غسـيل الك َُلـى (وهـي‬

‫يتأكّدوا من عزل المرضى في الوقت المناسب‬

‫وتجرى للمرضى الذين‬ ‫عملية دورية لتطهير الدم‪ُ ،‬‬

‫مرضهم األساسي‪ ،‬والحيلولة دون‬ ‫ِ‬ ‫والتحكم في‬

‫المسـبب لمتالزمة الشـرق األوسط التنفسية فيما‬

‫قصورا في عمل الكُلى)‪ُ ،‬ن ِقل الرجل إلى‬ ‫يعانون‬ ‫ً‬

‫تفشي الفيروس‪ .‬كما يوصون بضرورة حصول‬

‫تقريبـا وقعـت فـي المملكـة العربيـة السـعودية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫التفشـي السـابقة هو في‬ ‫والتعلم من نوبات‬

‫آخرون لمدة يومين‪.‬‬

‫أسـفر عـن وفـاة ‪ %35‬ممـن ُس ِـجلت إصابتهـم بـه‪.‬‬

‫ومنذ سـبتمبر‪/‬أيلول ‪ ،2012‬تسـبب فيروس كورونا‬ ‫ال يقل عن ‪ 845‬حالة وفاة في ‪ 27‬دولة‪ %80 ،‬منها‬

‫عنبـ ٍر طبـي‪ ،‬حيث شـاركه فـي غرفته أربعة مرضى‬

‫صميـم تحسـين عمليـة مكافحـة العـدوى‪ .‬وعليـه‪،‬‬

‫تتحسـن حالتـه‪ ،‬وعانـي مـن صعوبـة فـي‬ ‫لـم‬ ‫ّ‬ ‫التنفـس ُ‬ ‫واحتُ جـز فـي وحـدة العنايـة المركّـزة‪.‬‬ ‫ّ‬

‫درس فريـق مـن الباحثيـن مـن مختلـف الجامعـات‬

‫وعندهـا سـاورت الفريـق الطبـي الشـكوك حـول‬

‫ومراكـز البحـوث التابعـة لـوزارة الصحة السـعودية‪،‬‬

‫إصابتـه بفيـروس كورونـا المسـبب لمتالزمـة‬

‫والقسـم المعنـي بالشـؤون الصحيـة بـوزارة‬

‫عينـة مسـحة‬ ‫الشـرق األوسـط التنفسـية‪ ،‬وأكّـدت ّ‬

‫المرض في الرياض في عام ‪ .2017‬ففي الفترة‬

‫ون ِقـل إلـى مستشـفى األميـر‬ ‫ُعـ ِزل الرجـل ُ‬

‫الحرس الوطني‪ ،‬العوامل التي أدت إلى تفشي‬ ‫مايو‪/‬أيـار‪ ،‬و‪ 15‬يونيو‪/‬حزيـران مـن ذلـك‬ ‫بيـن ‪31‬‬ ‫ّ‬

‫‪54‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2019‬‬

‫مـن الحلـق واألنـف تلـك الشـكوك‪.‬‬

‫محمـد بـن عبـد العزيـز‪ ،‬وهـو أحـد ُمستشـفيات‬

‫المسبب لمتالزمة الشرق األوسط التنفسية‪ ،‬كي‬

‫العدد المتزايد من العاملين المغتربين في مجال‬ ‫الصحية بالمملكة العربية السعودية على‬ ‫الرعاية‬ ‫ّ‬ ‫التدريب المستمر للمساعدة في منع تفشي‬ ‫المرض في المستقبل‪.‬‬ ‫‪Amer, H., Alqahtani, A., Alzoman, H., Aljerian, N. and‬‬ ‫‪Memish, Z. Unusual presentation of Middle East res‬‬‫‪piratory syndrome coronavirus leading to a large out‬‬‫‪break in Riyadh during 2017. American Journal of Infec-‬‬

‫‪tion Control 46 1022–1025 (2018).‬‬


‫تعقب رحلة تفشي متالزمة‬ ‫الشرق األوسط التنفسية‬

‫ال�ق أ‬ ‫ت‬ ‫تف� يف�وس كورونا المتسبب ف� متالزمة ش‬ ‫ش‬ ‫الوسط التنفسية عام ‪،2017‬‬ ‫ي‬ ‫يستكشف الباحثون العوامل ي‬ ‫ال� أدت إىل ي‬ ‫ف‬ ‫عندما نقل مريض واحد العدوى إىل ‪ 44‬آخرين ي� أقل من شهرين‪.‬‬

‫في هذه الحالة‪ ،‬أصبح مريض واحد يحمل فيروس‬ ‫كورونا المتسبب في متالزمة الشرق األوسط‬ ‫ً‬ ‫خارقا للعدوى بعد العجز عن‬ ‫ً‬ ‫ناقل‬ ‫التنفسية‬ ‫تشخيصه على مدار أكثر من يومين ونصف‪.‬‬ ‫‪ 15‬يونيو‬

‫تشهد المملكة العربية السعودية أغلبية‬ ‫الحاالت التي ُأعلن عن إصابتها بفيروس‬ ‫كورونا المتسبب في متالزمة الشرق‬ ‫األوسط التنفسية‪.‬‬

‫بلغت حاالت الوفيات المرتبطة بفيروس‬ ‫كورونا المتسبب في متالزمة الشرق‬ ‫األوسط التنفسية ‪ 806‬حالة على األقل‬ ‫اعتبارا من نوفمبر ‪.2018‬‬ ‫في ‪ 27‬دولة‬ ‫ً‬ ‫‪ 31‬مايو‬

‫في عام ‪ ،2017‬بلغ إجمالي الحاالت التي ُأعلن عن إصابتها بفيروس كورونا المتسبب في متالزمة الشرق‬ ‫مريضا‪ .‬وارجع فريق‬ ‫ً‬ ‫األوسط التنفسية ‪ 44‬حالة وذلك في الفترة من ‪ 31‬مايو إلى ‪ 15‬يونيو‪ ،‬ما أدى إلى وفاة ‪11‬‬ ‫من الباحثين تفشي المرض إلى التأخر في تشخيص حالة مريض واحد‪.‬‬

‫ونقل إلى وحدة العناية المركزة‪.‬‬ ‫لم تتحسن حالته ُ‬ ‫وبعد وقت قصير من نقله إليها‪ ،‬أكدت مسحات‬ ‫ُأخذت من أنفه وحلقه إصابته بفيروس كورونا‬ ‫المتسبب في متالزمة الشرق األوسط التنفسية‪.‬‬

‫ونقل إلى مستشفى األمير محمد‬ ‫ُعزل المريض ُ‬ ‫بن عبد العزيز‪ ،‬وهو مركز إحالة مخصص لمرضى‬ ‫فيروس كورونا المتسبب في متالزمة الشرق‬ ‫األوسط التنفسية‪ .‬وقد ُتوفي المريض بعد ‪22‬‬ ‫يوما من الرعاية الطبية بالمركز‪.‬‬ ‫ً‬

‫من خالل رصد رحلة المريض من سيارة‬ ‫اإلسعاف إلى المواقع المختلفة‬ ‫بالمستشفى‪ ،‬أظهرت الدراسة أنه كان‬ ‫شخصا‪.‬‬ ‫على اتصال مباشر بـ ‪120‬‬ ‫ً‬

‫في ‪ 31‬مايو‪ ،‬وصل رجل يمني يبلغ‬ ‫عاما ويعاني من فشل‬ ‫من العمر ‪ً 46‬‬ ‫كلوي إلى مدينة الملك سعود الطبية‪.‬‬

‫قضى المريض ‪ 14‬ساعة في قسم‬ ‫الطوارئ وكان من بين األعراض السعال‬ ‫وضيق التنفس‪ .‬كما أبلغ عن معاناته من‬ ‫اإلسهال على مدار اليومين السابقين‪.‬‬

‫بعد أن مكث ‪ 14‬ساعة في قسم الطوارئ‪،‬‬ ‫ُنقل إلى جناح طبي قضى فيه اليومين‬ ‫التاليين‪ ،‬مشاركًا أربعة مرضى آخرين غرفة‬ ‫واحدة‪ ،‬وخضع لغسيل كلوي‪.‬‬ ‫العـدد رقـم‬

‫‪6‬‬

‫‪55‬‬


‫‪56‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2019‬‬


‫الط�‬ ‫يرى العلماء أن أبحاث هذا المركز ب ي‬ ‫لف�وس كورونا‬ ‫بشأن اللقاح أحادي الجرعة ي‬ ‫ال�ق أ‬ ‫المسبب لمتالزمة ش‬ ‫الوسط التنفسية‬ ‫(‪ )MERS-CoV‬المميت واعدة‪ ،‬لكن هناك‬ ‫حاجة إىل مزيد من التقييمات والتجارب‪.‬‬ ‫إن البحـث عـن لقـاح يمكنـه كبـح خطـر «متالزمـة الشـرق األوسـط التنفسـية»‬ ‫اختصارا باسـم ميرس «‪ )»MERS‬ومنع انتشـار الفيروس المسـبب‬ ‫(المعروف‬ ‫ً‬ ‫لهـا مـن المسـاعي المهمـة لألبحـاث السـريرية التـي يبذلهـا مركـز الملـك عبـد‬ ‫مؤخرا إلى لقاح جديد‬ ‫اللـه العالمـي لألبحـاث الطبيـة (كيمارك)‪ .‬وجرى التوصـل‬ ‫ً‬

‫طـوره المركـز‪ ،‬ونجـح فـي اختبـاره علـى اإلبـل‪ .‬ويجـري اآلن‬ ‫واعـد بدرجـة كبيـرة‪َّ ،‬‬ ‫اختبـار هـذا اللقـاح الجديـد المسـمى ‪ ChAdOX1‬على البشـر‪ ،‬إذ بـدأت المرحلة‬

‫األولـى مـن التجـارب السـريرية لـه فـي المملكـة العربية السـعودية‪.‬‬ ‫ظهـرت أولـى اإلصابـات بفيـروس كورونـا المسـبب لمتالزمـة الشـرق‬ ‫األوسـط التنفسـية فـي المملكـة‪ ،‬وتفيـد التقاريـر أن المملكـة شـهدت أسـوأ‬ ‫فوفقـا لألرقـام الصـادرة عـن منظمـة الصحـة‬ ‫ً‬ ‫حـاالت تفشـي الفيـروس‪.‬‬ ‫العالميـة فـي شـهر سـبتمبر مـن عـام ‪ ،2019‬وصـل عـدد حـاالت الوفـاة‬ ‫المرتبطـة باإلصابـة بالفيـروس إلـى ‪ 851‬حالـة علـى مسـتوى العالـم‪ ،‬منهـا‬ ‫‪ 773‬فـي المملكـة وحدهـا‪ .‬ووصـل عـدد حاالت العـدوى بالفيروس حتى اآلن‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪6‬‬

‫‪57‬‬

‫‪C EN T R E F OR I N FE C T I O N S / P U B L I C H E AL T H E N GL A N D / S C I EN C E PH O TO L I B R ARY‬‬

‫«كيمارك»‬ ‫دورا‬ ‫يلعب‬ ‫ً‬ ‫محوريا‬ ‫ً‬ ‫من أجل‬ ‫تطوير لقاح‬ ‫«ميرس»‬


‫‪A F P P HOTO/ FAY E Z NU R E L DI NE VI A G E T T Y I M AG E S‬‬

‫ينتقل فيروس كورونا المسبب لمتالزمة الشرق األوسط التنفسية من اإلبل إلى البشر‪.‬‬

‫إلـى ‪ 2468‬حالـة إصابـة فـي جميـع أنحـاء العالـم‪،‬‬

‫الوطنــي والدولــي‪ ،‬بمــا فــي ذلــك برنامــج‬

‫االسـتراتيجيات وتطويـر األعمـال فـي مركـز الملـك‬

‫منهـا ‪ 2077‬حالـة فـي المملكـة‪.‬‬

‫تعاونــي مــع جامعــة أكســفورد‪ .‬وعــن ذلــك‪ ،‬قــال‬

‫عبـد اللـه العالمـي لألبحـاث الطبيـة‪ ،‬يوجـد نحـو ‪40‬‬ ‫ّ‬ ‫مرش ًـحا لعلاج الفيـروس فـي جميـع أنحـاء‬ ‫لقاحـا‬ ‫ً‬ ‫وكان مـن بيـن أقوى اللقاحات المتنافسـة لقاح‬

‫المـرض ناجـم عـن نـوع جديـد مـن فيـروس‬

‫أحمــد العســكر‪ ،‬المديــر التنفيــذي للمركــز‪“ :‬حــدوث‬

‫كورونـا‪ ،‬اكتُ شـف للمـرة األولـى لـدى مريـض‬

‫الوبــاء فــي المستشــفى دفــع المركــز إلــى منْ ــح‬

‫مصـاب بالتهـاب رئـوي فـي المملكـة عـام ‪،2012‬‬

‫أولويــة ألبحــاث فيــروس كورونــا‪ ،‬وجعلِ هــا مــن‬

‫ُطـورت أربعـة منهـا فـي المملكـة‪.‬‬ ‫العالـم‪،‬‬ ‫ِّ‬

‫ُتوفـي بعـد فتـرة قصيـرة‪ ،‬وتنوعـت أعراضه ما بين‬

‫المشــاريع االســتراتيجية”‪.‬‬

‫المعدلـة‬ ‫قائـم علـى سلالة أنقـرة الفيروسـية‬ ‫َّ‬

‫الحمـى والسـعال وضيـق التنفـس إلى اإلسـهال‪،‬‬

‫أمـا ماجـد الغريبـي‪ ،‬رئيـس قسـم أبحـاث‬

‫‪ ،MVA‬الـذي اختُ بـر علـى مجموعـة مـن اإلبـل‬

‫وغيرهـا مـن أعـراض الجهـاز الهضمـي‪ .‬وفيـروس‬ ‫كورونـا مـرض مسـتوطن فـي اإلبـل العربيـة‪،‬‬

‫“أدت أزمـة‬ ‫األمـراض المعديـة فـي المركـز فقـال‪َّ :‬‬

‫المصابـة بالعـدوى‪ .‬ويتطلـب إعطـاء جرعتيـن منـه‬

‫فيـروس كورونـا إلـى وضـع اسـتراتيجية صارمـة‬

‫والتـي قـد تكـون المضيـف الحيوانـي الوسـيط‬

‫لتعزيـز البحـث والتطويـر لتقليـل األعبـاء الصحيـة‬

‫وثمـة دراسـة مشـتركة يجريهـا عالـم األبحـاث‬

‫الوحيـد للفيـروس‪ ،‬علـى الرغـم مـن اعتقـاد العلماء‬ ‫ً‬ ‫محتملا لـه‪.‬‬ ‫مضيفـا‬ ‫ً‬ ‫أن الخفافيـش ربمـا تكـون‬ ‫ومنحــت المملكــة األولويــة لألبحــاث بشــأن‬ ‫مســببات اإلصابــة بمتالزمــة الشــرق األوســط‬ ‫التنفســية‪ ،‬وطــرق العــدوى بهــا‪ ،‬والعالجــات‬ ‫المحتملــة لهــا خــال الســنوات القليلــة الماضيــة‪.‬‬ ‫كمــا َّ‬ ‫كثــف مركــز الملــك عبــد اللــه العالمــي لألبحــاث‬

‫الحمـل الفيروسـي وتوفيـر وقايـة جزئيـة‪.‬‬ ‫لتقليـل ِ‬

‫واالقتصاديـة لهـذا المسـبب المرضـي الناشـئ‪.‬‬

‫المشـارك وأخصائـي الفيروسـات فـي كيمـارك‪،‬‬

‫وأفضل طريقة لمنع انتشـار الفيروس والسـيطرة‬

‫نايـف الحربـي‪ ،‬وجامعـة أوكسـفورد ووزارة‬

‫عليـه هـي تطويـر لقاحـات لإلبـل والبشـر”‪.‬‬

‫لقاحـا أحـادي الجرعـة يسـتند إلـى‬ ‫الزراعـة‪ ،‬تقتـرح‬ ‫ً‬

‫طرح لقاح ‪ChAdOX1‬‬

‫ناقـل فيروسـي ُغ ّـدي يصيـب قـردة الشـمبانزي‬ ‫معـروف باسـم ‪.ChAdOX1‬‬

‫حتـى اآلن‪ ،‬ال توجـد مضـادات للفيروسـات أو‬

‫وقــال واضعــو الدراســة إن‪“ :‬التطعيــم‬

‫لقاحـات أثبتـت جدواهـا فـي علاج المتالزمـة أو‬

‫الناجــح لإلبــل مــن شــأنه أن يضعــف دورة حيــاة‬

‫الطبيــة حملتــه البحثيــة بعــد تفشــي العــدوى‬

‫الوقايـة منهـا‪ ،‬ولـم ُيرخـص أي مـن اللقاحـات‬ ‫المقترحـة لالسـتخدام ضـد الفيـروس المسـبب‬

‫‪ ،2015‬وأســس عالقــات تعــاون علــى الصعيديــن‬

‫ووفقـا لعبـد العالـي حوضـي‪ ،‬رئيـس قسـم‬ ‫ً‬ ‫لهـا‪.‬‬

‫الفيــروس فــي هــذا المضيــف‪ ،‬ومــن ثـ َّـم ُيقلــل‬ ‫تعــرض البشــر لإلصابــة بــه‪.‬‬ ‫مــن احتماليــة‬ ‫ّ‬

‫بالمتالزمــة فــي أحــد المستشــفيات فــي عــام‬

‫‪58‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2019‬‬

‫باإلضافــة إلــى ذلــك‪ ،‬فــإن تطويــر لقــاح للبشــر‬


‫وتطعيــم المعرضيــن لخطــر اإلصابــة منهــم‪،‬‬

‫ويختبر على البشر في المملكة أو‬ ‫طور ُ‬ ‫أول لقاح ُي َّ‬

‫فــي مجــال الرعايــة الصحيــة‪ ،‬ســيؤدي إلــى زيــادة‬

‫وقــال الحربــي‪“ :‬نتوقــع أن نــرى نتائــج التجربــة‬

‫مثــل القائميــن علــى تربيــة اإلبــل والعامليــن‬ ‫الســيطرة علــى عــدد اإلصابــات البشــرية”‪.‬‬

‫فـي بلـد يسـتوطنه المـرض‪.‬‬ ‫فــي عــام ‪.”2020‬‬

‫وأوضـح الحربـي أنـه علـى الرغـم مـن إمكانيـة‬ ‫انتقـال متالزمـة الشـرق األوسـط التنفسـية إلـى‬ ‫أي شـخص فـي أي مـكان فـي العالـم ‪-‬وهـو مـا‬ ‫قـد يـؤدي إلـى تفشـي اإلصابـة ‪ -‬فـإن المناطـق‬

‫واختُ بــر اللقــاح القائــم علــى الناقــل الفيروســي‬ ‫‪ ChAdOX1‬بدايــة علــى الفئــران‪ ،‬وأســفر عــن‬

‫أيضــا دراســة أخــرى‬ ‫ً‬ ‫وأكــد أن العلمــاء سـ ُـيجرون‬

‫صغيــرة النطــاق لتحســين جرعــة اللقــاح وطريقــة‬

‫نتائــج مشــجعة‪ ،‬ثــم اختُ بــر علــى اإلبــل العربيــة‬

‫إعطائهــا‪ .‬وأضــاف‪“ :‬مــا زالــت هنــاك فرصــة‬

‫إلجـراء أبحـاث علـى اللقاحـات وتطويرهـا‪ .‬مـع ذلـك‬

‫إيجابيــة المصــل‪.‬‬

‫المفــردة لتحقيــق اســتجابات‬ ‫لتحســين الجرعــة ُ‬ ‫مناعيــة أقــوى لــدى اإلبــل”‪.‬‬

‫فـإن األبحـاث الواعـدة يمكـن أن تكـون محـركًا أقـوى‬

‫حفــز اللقــاح الجديــد اســتجابة مناعيــة قويــة‬ ‫َّ‬

‫الموبـوءة تقتصـر علـى عـدد قليـل مـن البلـدان‪،‬‬ ‫قويـا فـي األسـواق‬ ‫وهـذا ال يشـكّل عـادةً حافـزً ا‬ ‫ً‬

‫يدعـو لمشـاركة قطـاع األدويـة الحيويـة‪.‬‬

‫وفقــا لدراســة‬ ‫ً‬ ‫فعــال وآمــن‪،‬‬ ‫وثبــت أنــه ّ‬ ‫ُنشــرت‬

‫فــي‬

‫دوريــة‬

‫«ســاينتفيك‬

‫ريبورتــس» ‪ .Scientific Reports1‬كمــا‬

‫تنســخ الفيــروس‬ ‫نجــح ً‬ ‫أيضــا فــي تقليــل ُّ‬

‫وفقــا لمــا قالــه الحربــي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫لــدى اإلبــل‪،‬‬ ‫الــذي يصــف نتائــج البحــث بأنهــا “رائعــة”‪.‬‬ ‫إضافــة إلــى ذلــك‪ ،‬يســتطيع اللقــاح‬ ‫وقايــة اإلبــل والبشــر علــى حــد ســواء‪،‬‬ ‫تحــول كبيــرة ألخصائيــي‬ ‫وهــي نقطــة‬ ‫ّ‬

‫الفيروســات والعلمــاء الذيــن يســتميتون‬ ‫فعــال ضــد متالزمــة‬ ‫فــي تطويــر لقــاح َّ‬ ‫الشــرق األوســط التنفســية‪.‬‬

‫وأعـرب‬

‫الرئيسـي فـي المرحلـة األولـى مـن‬

‫"ال توجد خطوات تنظيمية محددة‬ ‫للموافقة على لقاح لإلبل‪ ،‬ال على‬ ‫المستوى الدولي وال في المملكة‪،‬‬ ‫لذلك سنحاول الضغط ألجل وضع‬ ‫لوائح للسيطرة على عمليات‬ ‫تطعيم الحيوانات"‪.‬‬

‫ُيذكـر أن دراسـة الحربـي وفريقـه هـي األولـى‬

‫لقاحـا لمتالزمـة الشـرق‬ ‫قيـم‬ ‫ً‬ ‫مـن نوعهـا التـي ُت ّ‬

‫األوسط التنفسية على اإلبل العربية في البلدان‬ ‫التـي يسـتوطنها المـرض‪ .‬وأضاف الحربي‪“ :‬هي‬ ‫ُأولـى الدراسـات التـي تسـتخدم اإلبـل المصابـة‬ ‫طبيعيـا لتقييـم فاعليـة اللقـاح”‪.‬‬ ‫بالعـدوى‬ ‫ً‬ ‫ووفقـا للعلمـاء المعنييـن‪ ،‬قطعـت هـذه‬ ‫ً‬ ‫كبيـرا فـي ثلاث سـنوات فقـط‪،‬‬ ‫شـوطا‬ ‫الدراسـة‬ ‫ً‬ ‫ً‬

‫وهـي فتـرة وجيـزة إذا مـا أخذنـا فـي االعتبـار أن‬ ‫األبحـاث فـي مجـال األمـراض المعديـة يمكـن أن‬ ‫عقـودا لتحقيـق النتائـج‪.‬‬ ‫تسـتغرق‬ ‫ً‬ ‫أول تجربة سريرية من المرحلة‬

‫األولى في المملكة‬

‫وأشـار كل مـن العسـكر والحربـي إلـى أن مركـز‬ ‫الملـك عبـد اللـه العالمـي لألبحـاث الطبيـة يخطـط‬

‫عبـد اللـه العالمـي لألبحـاث الطبيـة‪،‬‬ ‫عـن قلقـه مـن أن البلـدان الموبـوءة مـا‬ ‫زالـت فـي حاجـة إلـى االسـتعداد ألسـوأ‬ ‫السـيناريوهات المحتملـة‪ .‬وتابـع‪“ :‬عندمـا‬ ‫تواجه حالة َت ّ‬ ‫فش لإلصابة‪ ،‬يجب أن يكون‬ ‫لديـك لقـاح جاهـز لالسـتخدام”‪.‬‬ ‫ومـع ذلـك‪ ،‬يأمـل الحربـي فـي أن‬ ‫تشـهد البلاد اجتيـاز لقـاح واحـد أو لقاحيـن‬

‫السـريرية خلال األعـوام الخمـس المقبلـة‪.‬‬ ‫أخيـرا‬ ‫ً‬

‫أوضـح‬

‫أنـه بمجـرد اعتمـاد اللقـاح‬

‫عـددا أكبـر‬ ‫لتوسـيع نطـاق تجـارب اللقـاح‪ ،‬لتشـمل‬ ‫ً‬ ‫مـن اإلبـل‪ ،‬ويعملان اآلن علـى تطويـر أفضـل‬

‫فـي البلـدان التـي يسـتوطنها المـرض سـتحتاج‬

‫أيضـا‬ ‫بروتوكـول لذلـك‪ .‬وأضـاف العسـكر‪“ :‬نحتـاج ً‬

‫إلـى إقنـاع القائميـن علـى تربيـة اإلبـل بتحصيـن‬

‫إلـى االنتظـار فتـرة أطـول لنـرى مـدة دوام المناعـة‬

‫حيواناتهـم التـي لـم تظهـر عليهـا األعـراض‪ ،‬رغـم‬

‫لـدى هـذه اإلبـل”‪.‬‬

‫كونهـا مضيفـة للمـرض‪.‬‬

‫لالسـتخدام البيطـري‪ ،‬فـإن سـلطات الصحة العامة‬

‫وعـن الصعوبـات‪ ،‬يقول الحربـي‪ ،‬بصرف النظر‬ ‫عن التحدي اللوجيستي المتمثل في أخذ العينات‬ ‫ً‬ ‫يوميـا وإيجـاد الطريقـة المثلـى‬ ‫جملا‬ ‫مـن ‪40‬‬ ‫ً‬ ‫إلعطائهـا اللقـاح‪ ،‬فـإن آليات انتقـال الفيروس بين‬

‫المضيفيـن ونقطـة تحولـه غامضـة إلـى حـد كبيـر‪،‬‬ ‫ويتسـبب ذلـك فـي عـدم دراية العلماء بأي شـيء‬ ‫وط ُرقهـا‪.‬‬ ‫بشـأن مخاطـر العـدوى ُ‬

‫بالتعـاون مـع علمـاء جامعـة أكسـفورد‪ ،‬يعمـل‬ ‫حاليـا علـى إجراء تجربة سـريرية من المرحلة‬ ‫الحربـي ً‬ ‫األولـى علـى البشـر الختبار اللقاح األحـادي الجرعة‪.‬‬

‫وطرحـه فـي السـوق‪ ،‬بعـد التجـارب الناجحـة‪ ،‬قـد‬ ‫صعـب بـدء‬ ‫ال يخلـو مـن اإلشـكاليات‪ ،‬وهـو مـا ُي ِّ‬ ‫عمليـة التطعيـم الضروريـة‪.‬‬

‫وبدأت بالفعل في أكسفورد‪ ،‬ومن المقرر أن تبدأ‬

‫ً‬ ‫سـهل‪،‬‬ ‫وتابـع‪“ :‬إجـراء هـذه الدراسـات ليـس‬ ‫ّ‬ ‫نتحلـى بفطنـة شـديدة عنـد تصميـم‬ ‫لـذا يجـب أن‬

‫للتجربـة‪ ،‬ومنحـت «الهيئـة العامـة للغـذاء والـدواء‬

‫التجربـة التاليـة”‪ .‬وأضـاف‪“ :‬ال توجـد خطـوات‬

‫قريبـا‪ .‬وقد ُوضع النظام األساسـي‬ ‫فـي المملكـة‬ ‫ً‬

‫التجربـة السـريرية فـي مركـز الملـك‬

‫علـى األقـل للمرحلـة الثانيـة مـن التجـارب‬

‫أيضـا‪ ،‬فـإن اسـتخدام اللقـاح‬ ‫ً‬ ‫ووفقـا للحربـي‬ ‫ً‬

‫وهـي التجربـة األولـى مـن نوعهـا فـي المملكـة‪،‬‬

‫محمـد‬

‫بوسـعيد‪،‬‬

‫الباحـث‬

‫فـي المملكـة العربيـة السـعودية» (‪ )SFDA‬الضـوء‬

‫تنظيميـة محـددة للموافقـة علـى لقـاح لإلبـل‪ ،‬ال‬

‫وفقـا لمـا ذكـره العسـكر‪ ،‬ووصلـوا‬ ‫ً‬ ‫األخضـر للبـدء‬

‫علـى المسـتوى الدولـي وال فـي المملكـة‪ ،‬لذلـك‬

‫اآلن إلـى مرحلـة تعييـن المشـاركين في الدراسـة ‪.‬‬

‫سـنحاول الضغـط ألجـل وضـع لوائـح للسـيطرة‬

‫ووفقا لما أشـار إليه الحربي وأقرانه‪ ،‬سـيكون هذا‬ ‫ً‬

‫علـى عمليـات تطعيـم الحيوانـات”‪.‬‬

‫‪1. Alharbi, N.K., Qasim, I., Almasoud, A. et al. Humoral‬‬ ‫‪Immunogenicity and Efficacy of a Single Dose of ChA‬‬‫‪dOx1 MERS Vaccine Candidate in Dromedary Camels.‬‬

‫‪Sci Rep 9, 16292 (2019) DOI:10.1038/s41598-019‬‬‫‪52730-4‬‬ ‫‪2. Alharbi, N. K., Padron-Regalado, E., Thompson, C. P.,‬‬ ‫‪Kupke, A., Wells, D., Sloan, M. A. et al. ChAdOx1 and MVA‬‬ ‫‪based vaccine candidates against MERS-CoV elicit neu‬‬‫‪tralising antibodies and cellular immune responses in‬‬ ‫‪mice. Vaccine 35 (30):3780-3788 (2017) DOI: 10.1016/j.‬‬ ‫‪vaccine.2017.05.032‬‬ ‫‪3. Modjarrad, K., Roberts C.C., et al. Safety and immu‬‬‫‪nogenicity of an anti-Middle East respiratory syndrome‬‬ ‫‪coronavirus DNA vaccine: a phase 1, open-label, sin‬‬‫‪gle-arm, dose-escalation trial. The Lancet Infectious‬‬

‫‪Diseases 19 (9): 1013-1022 (2019) DOI: https://doi.‬‬ ‫‪org/10.1016/S1473-3099(19)30266-X‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪6‬‬

‫‪59‬‬


‫ثورة في مجال األبحاث‬ ‫السريرية في المملكة‬ ‫العربية السعودية‬ ‫يناقش أحمد العسكر‪ ،‬المدير التنفيذي لمركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث‬ ‫الطبية‪ ،‬مسألة استالم مركزه زمام المبادرة لتطوير التجارب الرسيرية ف ي� المملكة‪.‬‬

‫‪60‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2019‬‬


‫ّ‬ ‫يتطلـــع مركـــز الملـــك عبـــد اللـــه العالمـــي لألبحـــاث الطبيـــة (كيمـــارك) إلـــى‬

‫ـددا أكب ــر م ــن‬ ‫خطوتن ــا التالي ــة ف ــي توس ــيع نط ــاق ه ــذه الدراس ــة لتش ــمل ع ـ ً‬

‫المملكـــة العربيـــة الســـعودية والمنطقـــة ‪.‬‬

‫نشـــرنا النتائـــج فـــي دوريـــة «ســـاينتفيك ريبورتـــس» ‪،Scientific Reports‬‬ ‫ُ‬ ‫وأجريـــت أولـــى تجاربنـــا علـــى البشـــر فـــي أكســـفورد ً‬ ‫أول‪ .‬كمـــا بـــدأ الجـــزء‬

‫واعـــدا إلحتضـــان األبحـــاث‬ ‫مكانـــا‬ ‫ً‬ ‫وبالفعـــل اشـــتُ هر المركـــز بوصفـــه‬ ‫ً‬

‫الســـريرية اآلتيـــة مـــن الخـــارج برعايـــة شـــركات األدويـــة العمالقـــة‪ ،‬تحـــت‬ ‫إشـــراف قيـــادة وطنيـــة قـــادرة علـــى تطويـــر التجـــارب الســـريرية فـــي‬ ‫المملك ــة‪ .‬ويش ــير أحم ــد العس ــكر‪ ،‬المدي ــر التنفي ــذي للمرك ــز‪ ،‬إل ــى أن ذل ــك‬ ‫مجـــرد بدايـــة إلصـــاح طبـــي كبيـــر وإنشـــاء إطـــار بحثـــي قـــوي وشـــراكات‬ ‫دوليـــة مختـــارة ومكثفـــة‪ ،‬بدعـــم مـــن الحكومـــة‪.‬‬

‫ّ‬ ‫الكلـــي لتطويـــر األدويـــة والتجـــارب الســـريرية فـــي‬ ‫مـــا زال النظـــام‬ ‫المملك ــة ناش ــئً ا‪ ،‬لكن ــه ينم ــو بق ــوة‪ ،‬فم ــا م ــدى التق ــدم ال ــذي أحرزن ــاه‬ ‫على هذا الصعيد؟‬

‫ً‬ ‫تحـــول فـــي جميـــع الجوانـــب االقتصاديـــة والطبيـــة‬ ‫تشـــهد المملكـــة‬ ‫وتماشـــيا مـــع رؤيـــة ‪ ،2030‬يصبـــح‬ ‫والرعايـــة الصحيـــة واألبحـــاث والتعليـــم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الزمـــا‪ ،‬وهكـــذا‪ ،‬ســـرعان مـــا أدركنـــا أن‬ ‫االقتصـــاد القائـــم علـــى المعرفـــة‬ ‫ً‬

‫محوريـــا فـــي‬ ‫دورا‬ ‫ً‬ ‫البحـــث والتطويـــر الطبـــي والتجـــارب الســـريرية يلعبـــون ً‬ ‫تحس ــين الرعاي ــة الصحي ــة‪ ،‬بالتأثي ــر المباش ــر ف ــي المرض ــى‪ ،‬وجع ــل أح ــدث‬

‫ومتاحـــة لشـــريحة أكبـــر مـــن‬ ‫التطـــورات فـــي الصناعـــات الدوائيـــة متوفـــرة ُ‬ ‫المرضى في المملكة‪.‬‬

‫هيأنــا مركــز الملــك عبــد اللــه العالمــي لألبحــاث الطبيــة لقيــادة مبــادرة‬ ‫لقــد َّ‬

‫محلي ــة لتطوي ــر وتنس ــيق عملي ــات إج ــراء التج ــارب الس ــريرية وزي ــادة عوام ــل‬ ‫ج ــذب الش ــركات الدولي ــة إليه ــا‪ .‬كم ــا أبرمن ــا اتفاقي ــات مختلف ــة م ــع ش ــركاء‬

‫الثانــي مــن التجــارب البشــرية فــي مركــز الملــك عبــد اللــه العالمــي لألبحــاث‬ ‫الطبيـــة شـــهر ديســـمبر الماضـــي‪.‬‬

‫أظهـــرت دراســـة أجريـــت عـــام ‪ 2019‬أن ثمـــة ســـلوكيات إيجابيـــة‬ ‫تجـــاه التجـــارب الســـريرية فـــي المملكـــة‪ ،‬لكـــن مســـتوى الوعـــي بهـــا‬ ‫نســـبيا‪ .‬فكيـــف ســـتواجهون ذلـــك؟‬ ‫منخفـــض‬ ‫ً‬

‫نســـعى إلـــى رفـــع مســـتوى الوعـــي بشـــأن أهميـــة التجـــارب الســـريرية‪،‬‬ ‫وتغيي ــر بع ــض المفاهي ــم الخاطئ ــة ف ــي المجتم ــع‪ ،‬كفك ــرة تش ــبيه المش ــارك‬ ‫ً‬ ‫بـــدل مـــن‬ ‫فـــي الدراســـة بخنزيـــر غينيـــا يخضـــع لسلســـلة مـــن االختبـــارات‪.‬‬ ‫ذل ــك‪ ،‬نرج ــو أن ينظ ــر الن ــاس إليه ــا عل ــى أنه ــا فرص ــة لالس ــتفادة م ــن ع ــاج‬ ‫ل ــم يك ــن ليتواف ــر بطريق ــة أخ ــرى‪.‬‬

‫كم ــا َّ‬ ‫إعالمي ــا يح ــوي قاع ــدة بيان ــات لم ــا نس ــميه‬ ‫إلكتروني ــا‬ ‫موقع ــا‬ ‫دش ــنا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬

‫«أصدق ــاء األبح ــاث»‪ ،‬يتي ــح لم ــن يرغ ــب التس ــجيل كس ــفراء للتروي ــج للتج ــارب‬ ‫الس ــريرية ف ــي أوس ــاطهم االجتماعي ــة‪.‬‬

‫مـــا المواضيـــع المتعلقـــة باكتشـــاف األدويـــة والتجـــارب الســـريرية‬ ‫الت ــي ل ــم تأخ ــذ حقه ــا م ــن االهتم ــام و ت ــرى أن مرك ــز المل ــك عب ــد الل ــه‬ ‫العالمـــي لألبحـــاث الطبيـــة ينبغـــي أن يعطيهـــا األولويـــة ؟‬

‫وفقـــا‬ ‫ً‬ ‫عديـــدا مـــن المشـــاريع االســـتراتيجية واألمـــراض‪،‬‬ ‫حددنـــا بالفعـــل‬ ‫ً‬ ‫َّ‬

‫عمومـــا‪،‬‬ ‫تلـــب بعـــد‬ ‫لمـــدى انتشـــارها فـــي البـــاد‪ ،‬والحاجـــات التـــي لـــم‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ونحـــن نركّـــز علـــى ســـرطان الثـــدي وســـرطان الـــدم واألورام اللمفاويـــة‬

‫محلييـــن ودولييـــن لبنـــاء القـــدرات المؤسســـية الداخليـــة‪ ،‬إضافـــة لتمتعنـــا‬ ‫بالدعــم الحكومــي‪ .‬فضـ ًـا عــن العمــل عــن كثــب مــع «الهيئــة العامــة للغــذاء‬

‫وس ــرطان القول ــون والمس ــتقيم‪ .‬وبالتأكي ــد يوج ــد اهتم ــام خ ــاص بم ــرض‬

‫وال ــدواء ف ــي المملك ــة العربي ــة الس ــعودية» ‪ SFDA‬بغ ــرض مواءم ــة اللوائ ــح‬

‫ومقاوم ــة‬ ‫الســكّري‪ ،‬وكذل ــك األم ــراض المعدي ــة‪ ،‬مث ــل في ــروس كورون ــا‪،‬‬ ‫َ‬

‫والقوانيـــن مـــع الوتيـــرة الســـريعة ألوضـــاع التجـــارب الســـريرية وإرســـاء‬

‫ـل‬ ‫مض ــادات الميكروب ــات‪ .‬كم ــا تع ـ ّـد أم ــراض القل ــب واألوعي ــة الدموي ــة مح ـ َّ‬ ‫ســـببا‬ ‫أيضـــا‪ ،‬مثـــل مـــرض القلـــب اإلقفـــاري‪ ،‬الـــذي يمثـــل‬ ‫ً‬ ‫اهتمـــام لدينـــا‬ ‫ً‬

‫ونلن ــا‬ ‫العالم ــي لألبح ــاث الطبي ــة‪ ،‬وه ــي األول ــى م ــن نوعه ــا ف ــي الب ــاد‪ُ .‬‬

‫لإلصابـــات الرضيـــة‪ ،‬إذ تعتبـــر حـــوادث الطـــرق أحـــد األســـباب الرئيســـية‬

‫أيضــا الموافقــة علــى مشــروعنا إلجــراء تجربــة ســريرية مــن المرحلــة األولــى‬ ‫ً‬

‫خاصـــة بيـــن شـــباب المملكـــة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫للوفـــاة‪،‬‬

‫أول اعتمـــاد إلنشـــاء‬ ‫مبـــادئ توجيهيـــة أخالقيـــة‪.‬‬ ‫ومؤخـــرا‪ ،‬منحتنـــا الهيئـــة َّ‬ ‫ً‬

‫وح ــدة التج ــارب الس ــريرية م ــن المرحل ــة األول ــى ف ــي مرك ــز المل ــك عب ــد الل ــه‬

‫علـــى المســـتوى الوطنـــي‪ ،‬واختبرنـــا لقـــاح «فيـــروس كورونـــا المســـبب‬

‫ســـجل‬ ‫أيضـــا‬ ‫ً‬ ‫شـــائعا للوفـــاة فـــي البـــاد وجميـــع أنحـــاء العالـــم‪ .‬ولدينـــا‬ ‫ّ‬ ‫ً‬

‫حيويـــا يضـــم أكثـــر مـــن ‪ 2000‬ســـالة مـــن البكتيريـــا‬ ‫حاليـــا بنـــكًا‬ ‫ونمتلـــك‬ ‫ً‬ ‫ً‬

‫لمتالزمـــة الشـــرق األوســـط التنفســـية» ‪ ،MERS-CoV‬الـــذي جـــرى تطويـــره‬

‫متاح ــة للباحثي ــن‪ .‬وقررن ــا كذل ــك االهتم ــام بدراس ــة ف ــرط الح ــرارة‪ ،‬كاإلجه ــاد‬

‫بالتع ــاون م ــع جامع ــة أكس ــفورد‪.‬‬

‫الح ّج ــاج‪.‬‬ ‫الح ــراري وال ــذي يمث ــل معضل ــة ذات عواق ــب صحي ــة وخيم ــة عل ــى ُ‬

‫م ــا التحدي ــات الت ــي واجهه ــا مرك ــز المل ــك عب ــد الل ــه العالم ــي لألبح ــاث‬ ‫الطبي ــة خ ــال تطوي ــر لق ــاح في ــروس كورون ــا؟‬

‫ف ــي ع ــام ‪ ،2015‬ش ــهد مستش ــفانا تفش ـ ًـيا لع ــدوى في ــروس كورون ــا‪ ،‬م ــا‬

‫هـــل نتائـــج التجـــارب الســـريرية وبيانـــات البنـــك الحيـــوي وبيانـــات‬ ‫تسلســل الجينــوم مفتوحــة المصــدر‪ ،‬أو متاحــة للباحثيــن اآلخريــن فــي‬ ‫جميع أنحاء المملكة؟‬

‫ودفــع المركــز لمنــح األولويــة ألبحــاث فيــروس كورونــا كمشــروع اســتراتيجي‪،‬‬

‫األخ ــرى داخ ــل الب ــاد وخارجه ــا‪ ،‬ونعم ــل عل ــى اس ــتقطاب العلم ــاء المهتمي ــن‬

‫للحـــد مـــن انتشـــار العـــدوى‪،‬‬ ‫أســـفر عـــن إغـــاق المستشـــفى بضعـــة أيـــام‬ ‫ّ‬

‫وعلي ــه أرس ــلنا أح ــد علمائن ــا إل ــى جامع ــة أكس ــفورد للمش ــاركة ف ــي تطوي ــر‬ ‫اللق ــاح م ــع العلم ــاء هن ــاك‪.‬‬ ‫خضـــع اللقـــاح لمرحلـــة التجـــارب مـــا قبـــل الســـريرية المختلفـــة علـــى‬ ‫الحيوان ــات‪ ،‬فعل ــى م ــدار ث ــاث س ــنوات‪ ،‬أكملن ــا بنج ــاح تج ــارب اللق ــاح عل ــى‬ ‫وفعـــال بصـــورة واعـــدة‪ .‬ســـتتمثل‬ ‫اإلبـــل فـــي المملكـــة‪ ،‬وثبـــت أنـــه آمـــن‬ ‫ّ‬

‫هــي بالفعــل مفتوحــة المصــدر‪ ،‬ونحــن نحـ ّ‬ ‫ـث علــى التعــاون مــع المؤسســات‬ ‫بالعم ــل معن ــا‪ ،‬إذ م ــن المحتم ــل ع ــدم حص ــول كل الجامع ــات عل ــى التموي ــل‬ ‫المتاحيـــن لمركـــز الملـــك عبـــد اللـــه العالمـــي لألبحـــاث الطبيـــة‪.‬‬ ‫والمـــوارد‬ ‫َ‬ ‫وقطع ــا‪ ،‬نح ــن نفت ــح أبوابن ــا للراغبي ــن ف ــي التع ــاون معن ــا‪ ،‬وندع ــو العلم ــاء‬ ‫ً‬

‫ـزءا م ــن مركزن ــا‪ ،‬بم ــا ف ــي‬ ‫م ــن أصح ــاب الس ــجل البحث ــي الناج ــح ليكون ــوا ج ـ ً‬ ‫ذل ــك منحه ــم وظائ ــف بنظ ــام التعيي ــن المش ــترك‪.‬‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪6‬‬

‫‪61‬‬

‫‪AS H R A F HA B I B 2 01 9‬‬

‫تطويـــر مجـــاالت األبحـــاث األساســـية‪ ،‬واكتشـــاف األدويـــة‪ ،‬واألبحـــاث‬ ‫ـدءا مــن المختبــر ووصـ ً‬ ‫ـول إلــى األســواق‪ ،‬فــي‬ ‫الســريرية بجميــع مراحلهــا‪ ،‬بـ ً‬

‫اإلب ــل‪ ،‬واالنتظ ــار فت ــرة أط ــول لمعرف ــة م ــدى اس ــتمرار المناع ــة لديه ــا‪ .‬وق ــد‬


‫يطور باحثون سعوديون تقنيات لمكافحة‬ ‫ضربة الشمس‪ ،‬مع تزامن موسم الحج مع‬ ‫أشد فصول العام حرارة‪.‬‬

‫‪62‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2019‬‬


‫ذكية للتغلّ ب‬ ‫طريقة ّ‬ ‫على الحرارة‬ ‫ّ‬ ‫تمثــل ضربــة الشــمس مصــدر قلــق كبيــر فــي‬

‫اســـتجابة للحـــرارة أو البـــرودة‪.‬‬

‫فــي جميــع أنحــاء العالــم نتيجــة لالحتبــاس الحــراري‪.‬‬

‫المملكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬خاصـ ًـة عندمــا يتزامن‬

‫إن فشــل هــذا النظــام التنظيمــي بالجســم قــد‬

‫ارتفاعــا فــي درجــة الحــرارة‬ ‫الحــج مــع أكثــر الشــهور‬ ‫ً‬

‫ـؤدي إلــى زيــادة خطــر اإلصابــة بأمــراض الحــرارة‬ ‫يـ ِّ‬

‫حــل موســم الحــج‬ ‫َّ‬ ‫‪ ،1985‬علــى ســبيل المثــال‪،‬‬

‫بضربــة الشــمس فــي زيــادة ســريعة بدرجــة حــرارة‬

‫فــي ظــروف مماثلــة مــن ناحيــة درجــة الحــرارة‪ ،‬مــا‬

‫الجســم ألعلــى مــن ‪ 40‬درجــة مئويــة‪ ،‬مصحوبــة‬

‫أســفر عــن مقتــل أكثــر مــن ‪ 1000‬شــخص فــي‬

‫بتغيــرات عصبيــة مثــل الهذيــان والتشــوش أو‬

‫المرضــى فــي المــاء البــارد وتغطيتهــم بأكيــاس‬

‫جــراء ضربــة الشــمس‪.‬‬ ‫غضــون بضعــة أيــام َّ‬ ‫طـــور باحثـــو مركـــز الملـــك عبـــد اللـــه‬ ‫لـــذا‪،‬‬ ‫َّ‬

‫دائمــا بالخاليــا‪،‬‬ ‫ـررا‬ ‫ً‬ ‫الغيبوبــة‪ .‬وقــد ُتلحــق الحــرارة ضـ ً‬

‫التبريــد أو الثلــج المجــروش‪ ،‬أو يرشــون بالمــاء‬

‫بالمملكــة‪ ،‬كمــا هــو الحــال هــذا العــام‪ .‬ففــي عــام‬

‫نظامــا متعــدد‬ ‫العالمــي لألبحــاث الطبيــة (كيمــارك)‬ ‫ً‬

‫المستش ــعرات يحاك ــي وظائ ــف التنظي ــم الح ــراري‬

‫وتتســبب اإلصابــة‬ ‫وخاصــة ضربــة الشــمس‪.‬‬ ‫َّ‬

‫ـؤدي إلــى فشــل األعضــاء المتعــدد والمــوت‬ ‫مــا يـ ِّ‬

‫فــي نهايــة المطــاف‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫يعلــق بوشــامة‪“ :‬اإلصابــة بضربــة الشــمس‬

‫فــي منطقــة تحــت المهــاد بالدمــاغ‪ .‬ويهــدف هــذا‬

‫حالــة طــوارئ طبيــة حقيقيــة‪ ،‬ألنــه إذا لــم ُينقــل‬

‫ضربـــة الشـــمس المهـــددة للحيـــاة‪.‬‬

‫ســريعا‪ ،‬ســيموتون خــال ســاعات قليلــة”‪.‬‬ ‫ً‬

‫التغلب على الحرارة‬

‫عــادة مــا تنطــوي اإلجــراءات الحاليــة لمكافحــة‬ ‫ضربــة الشــمس علــى الحـ ِّـد مــن التعـ ّـرض للحــرارة‬ ‫والتبريــد الجســدي‪ .‬وعلــى وجــه التحديــد‪ ،‬غمــر‬

‫البــارد وتهويتهــم علــى نحــو متواصــل باســتخدام‬ ‫تبخــر الحــرارة‪ .‬ومــع ذلــك‪ ،‬فقــد‬ ‫المــراوح لتعزيــز ّ‬ ‫آثــارا جانبيــة‪ ،‬مثــل عــدم‬ ‫يســبب التبريــد الســريع‬ ‫ً‬ ‫االرتيــاح والقشــعريرة الشــديدة وتضيــق األوعيــة‬

‫النظ ــام إل ــى إح ــداث تح ـ ّـول ف ــي طريق ــة معالج ــة‬

‫برد أجســادهم‬ ‫المصابــون بهــا بعيـ ًـدا عــن الحــرارة ُ‬ ‫وت ّ‬

‫وأعــد عبــد الــرزاق بوشــامة‪ ،‬الخبيــر فــي‬ ‫َّ‬ ‫بحثيــا يهــدف إلــى‬ ‫برنامجــا‬ ‫ضربــة الشــمس‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬

‫تنتــج ضربــة الشــمس عــن ممارســة رياضــة بدنية‬

‫أجهــزة التبريــد الحديثــة‪ ،‬مثــل قســاطر األوردة‬

‫شــاقة أو التعــرض لدرجــات حــرارة بالغــة االرتفــاع‪.‬‬

‫الداخليــة وأكيــاس وبطانيــات التبريــد‪ ،‬علــى‬

‫وهــي مشــكلة صحيــة عامــة كبــرى فــي المملكــة‬

‫مــواد تســرع تحويــل الحــرارة مــن الســخونة إلــى‬

‫العربيــة الســعودية‪ ،‬خاصـ ًـة مــع تزامــن موســم الحــج‬

‫بــدال مــن الثلــج أو المــاء البــارد‪ .‬إال أن‬ ‫البــرودة‬ ‫ً‬ ‫تحســنً ا‬ ‫هــذه األجهــزة الحديثــة لــم ُتحقــق ســوى‬ ‫ّ‬

‫فهمــا أفضــل‪ ،‬ووضــع تدابيــر‬ ‫فهــم تأثيــر الحــرارة‬ ‫ً‬

‫وقائيــة وعالجيــة فعالــة ضــد ضربــة الشــمس‪.‬‬

‫بــدال‬ ‫الدمويــة بالجلــد‪ ،‬ممــا قــد يعــزّ ز الســخونة‬ ‫ً‬ ‫مــن الحصــول علــى التأثيــر المنشــود‪ .‬تعتمــد‬

‫وباالشــتراك مــع المختــرع علــي المنتشــري‪ ،‬ابتكــر‬

‫الســنوي بمكــة المكرمــة مع موســم الصيف شــديد‬

‫فريقــه طريقــة تعتمــد علــى نظــام تحكــم ذكــي‬

‫الحــرارة‪ .‬يقــول بوشــامة‪“ :‬بعــد وصولــي إلــى هــذا‬

‫وفقــا‬ ‫ً‬ ‫طفيفــا مقارنــة بالطــرق التقليديــة‪ ،‬ألنهــا‪،‬‬ ‫ً‬

‫يشــبه منطقــة تحــت المهــاد‪ ،‬لتحســين تنظيــم‬ ‫درجــة الحــرارة فــي الوقــت الفعلــي‪ .‬يقــول‬

‫عامــا]‪ ،‬اكتشــفت‬ ‫البلــد مباشــرة [منــذ أكثــر مــن ‪ً 30‬‬

‫لبوشــامة‪ ،‬أغفلــت مــدى تعقيــد آليــات اســتجابة‬

‫فوفقــا للتنبــؤات‬ ‫ً‬ ‫مــدى خطــورة ضربــة الشــمس”‪.‬‬

‫ـارا‬ ‫بوشــامة‪“ :‬نتوقــع أن ُيرســي هــذا االختــراع معيـ ً‬

‫الوبائيــة المســتندة إلــى نحــو مليونــي حــاج‪ ،‬قــد‬

‫أمــا نظــام بوشــامة فيعتمــد علــى نظــام ذكــي‬

‫عــدة آالف مــن حــاالت اإلصابــة بضربــة‬ ‫تحــدث‬ ‫ّ‬

‫يشــبه منطقــة تحــت المهــاد فــي الدمــاغ لتنظيــم‬

‫جديــدا للعــاج بالتبريــد”‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ُيذكــر أن منطقــة تحــت المهــاد جــزء مــن الدمــاغ‬

‫حراريـــا للجســـم‪ ،‬فهـــي تراقـــب‬ ‫منظ ًمـــا‬ ‫ِّ‬ ‫يعمـــل‬ ‫ً‬ ‫درج ــة الح ــرارة األساس ــية باس ــتمرار وتعم ــل عل ــى‬

‫شــمس فــي أثنــاء موســم الحــج‪ ،‬وقــد تصــل نســبة‬

‫التنظيــم الحراري‪.‬‬

‫بــدال مــن االعتمــاد علــى تقنيــات‬ ‫حــرارة الجســم‪،‬‬ ‫ً‬

‫الوفيــات بينهــا إلــى ‪ %50‬كل عــام‪ .‬ويضيــف أن‬

‫التبريــد التقليديــة‪ .‬ويمكــن لنظــام تحــت المهــاد‬

‫هــذا التنبــؤ ربمــا يقــدم معــدالت تقــل عــن االنتشــار‬

‫وفقـــا للتغيـــرات‬ ‫ً‬ ‫ضبطهـــا عنـــد ‪ 37‬درجـــة مئويـــة‬

‫الفعلــي لهــذا المرض والوفيــات المرتبطة بالحرارة؛‬

‫عديــدا مــن المؤشــرات‬ ‫الصناعــي أن يراقــب‬ ‫ً‬

‫الفســيولوجية فــي وقــت واحــد‪ ،‬مثــل درجــة‬

‫ف ــي درج ــة ح ــرارة البيئ ــة‪ ،‬لضم ــان أداء الوظيف ــة‬ ‫الخلوي ــة بش ــكل طبيع ــي‪ .‬ويتحق ــق ه ــذا الضب ــط‬

‫تغيــر المنــاخ‪ ،‬أن ترتفــع درجــات‬ ‫إذ ُي َّ‬ ‫توقــع فــي ظــل ّ‬

‫حــرارة الجســم الداخليــة‪ ،‬ودرجــة حــرارة الجلــد‪،‬‬

‫الحــرارة إلــى مســتويات قصــوى فــي جميــع أنحــاء‬

‫عب ــر اس ــتجابات مختلف ــة‪ ،‬بم ــا ف ــي ذل ــك تنظي ــم‬

‫الشــرق األوســط‪ .‬كمــا أن ضربــة الشــمس أصبحــت‬

‫مستشــعرات متعــددة‪ .‬ومــن خــال جمــع هــذه‬

‫إنتـــاج العـــرق والحـــرارة مـــن قبـــل العضـــات‬

‫مــن األمــور الصحيــة المهمــة الباعثــة علــى القلــق‬

‫البيانــات‪ ،‬يمكــن للنظــام أن يتفاعــل بســرعة تفــوق‬

‫والــدورة الدمويــة‪ ،‬ونشــاط العضــات‪ ،‬باســتخدام‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪6‬‬

‫‪63‬‬

‫‪OM A R C H AT R I WA L A / M OM EN T / G ET T Y I M AG ES‬‬

‫لأ‬ ‫نظاما يمكنه تنظيم‬ ‫يطورون ً‬ ‫باحثو مركز الملك عبد الله العالمي ل بحاث الطبية ِّ‬ ‫درجة حرارة الجسم ف� الوقت الفعل‪ ،‬للمساعدة عىل عالج ض‬ ‫مر� ض�بة الشمس‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬


‫‪ZE P HY R / S C I EN C E P H OTO LI B R A RY / G ET T Y I M AG ES P LUS‬‬

‫ابتكر علماء سعوديون جهاز تحكم ذكي يعمل‬ ‫كمنطقة تحت المهاد الصناعي‪ ،‬وهو جزء من‬ ‫الدماغ (المظلل باللون األخضر) تتحكم في‬ ‫درجة حرارة الجسم‪.‬‬

‫ويشــرح بوشــامة نظامــه‪“ :‬بمجــرد أن تكتشــف‬

‫رس ــل إل ــى‬ ‫ويجم ــع بينه ــا إلخ ــراج قيم ــة دقيق ــة ُت َ‬

‫مجموعـــة مـــن أجهـــزة التبريـــد‪ ،‬مثـــل المروحـــة‪،‬‬

‫ـي يتع ــاون فري ــق بوش ــامة‬ ‫وف ــي الوق ــت الحال ـ ّ‬

‫ســرعة نظيــره الطبيعــي‪.‬‬ ‫ه ــذه المستش ــعرات انخف ــاض درج ــة ح ــرارة الجل ــد‬

‫وبطاني ــة التبري ــد‪ ،‬وجه ــاز تدوي ــر المي ــاه‪ ،‬ونظ ــام‬

‫الفكـــرة ضمـــن عمليـــة تطويـــر نظـــام مـــا تحـــت‬

‫إل ــى أق ــل م ــن ‪ 32‬درج ــة مئوي ــة‪ ،‬أو زي ــادة نش ــاط‬

‫التبـــادل الحـــراري داخـــل األوعيـــة الدمويـــة‪.‬‬

‫المهـــاد الصناعـــي‪ .‬ويقـــول بوشـــامة‪“ :‬عندمـــا‬

‫مـــع شـــركة ســـعودية فـــي إطـــار مرحلـــة إثبـــات‬

‫تدفـــق الـــدم قبـــل أن‬ ‫ّ‬ ‫العضـــات أو انخفـــاض‬

‫إن الجي ــل التال ــي م ــن تقني ــات التبري ــد الم ــزود‬

‫تصـــل أي إشـــارة بذلـــك إلـــى منطقـــة تحـــت‬ ‫ّ‬ ‫وينش ــط‬ ‫المه ــاد‪ ،‬س ــيتوقف النظ ــام ع ــن التبري ــد‪،‬‬

‫تبريـــدا‬ ‫بنظـــام تحـــت المهـــاد الصناعـــي يحقـــق‬ ‫ً‬

‫أوليــا‬ ‫نموذجــا‬ ‫ـنطور‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ننتهــي مــن هــذه المرحلــة‪ ،‬سـ ِّ‬ ‫إن التأثيـر المتوقـع فيمـا يتعلـق بالتسـويق‬

‫تدفئـــة الجلـــد إلـــى أن تصـــل كل هـــذه البيانـــات‬

‫ـريعا‪ ،‬ويقض ــي عل ــى القش ــعريرة‪،‬‬ ‫متوقع ــا وس ـ ً‬ ‫ً‬

‫دمج فـــي أي جهـــاز تبريـــد”‪.‬‬ ‫ســـي َ‬ ‫ُ‬

‫ويحاف ــظ عل ــى تدف ــق ال ــدم إل ــى س ــطح الجل ــد‪،‬‬

‫إلـــى القيـــم الطبيعيـــة”‪ .‬فـــي هـــذا المثـــال‪،‬‬

‫ويقلـــل مـــن الحاجـــة إلـــى المهدئـــات والتخديـــر‬

‫دوليـا‪ .‬أمـا علـى الصعيـد‬ ‫تجاريـا قـد يكـون‬ ‫ً‬ ‫ً‬

‫يســـاعد نظـــام التحكـــم الذكـــي علـــى تحســـين‬

‫اللذيـــن ُيســـتخدما عـــادة للســـيطرة علـــى‬ ‫األعـــراض الجانبيـــة لتقنيـــات التبريـــد الحاليـــة‪.‬‬

‫مطلوبـا فـي اسـتجابة الصحـة‬ ‫عنصـرا‬ ‫الجديـد ُيعـد‬ ‫ً‬ ‫ً‬

‫العامـة لحـاالت ضربـة الشـمس‪ ،‬خاصـة مـع تزامن‬

‫ومن ــع منطق ــة تح ــت المه ــاد م ــن التس ــبب ف ــي‬

‫يســـتخدم نظـــام تحـــت المهـــاد الصناعـــي‬

‫تأثيـــرات ســـلبية‪ ،‬مثـــل تضيـــق األوعيـــة الدمويـــة‬ ‫والقشـــعريرة‪ .‬وبمجـــرد أن يصبـــح الجلـــد دافئً ـــا‪،‬‬

‫خوارزمي ــة تعل ــم عمي ــق تعتم ــد عل ــى ش ــبكة م ــن‬

‫حاليـا مـع أشـد الفصـول حـرارة‪ .‬كمـا‬ ‫موسـم الحـج‬ ‫ً‬ ‫يمكـن للجهـاز أن يكـون ذا نفـع خـارج المملكـة‬

‫المستش ــعرات تش ــمل تدف ــق ال ــدم إل ــى س ــطح‬

‫أيضـا‪ ،‬سـواء علـى المسـتوى‬ ‫العربيـة السـعودية ً‬

‫الجلــد‪ ،‬ودرجــة حــرارة الجســم الخارجيــة والداخليــة‪،‬‬

‫العسـكري‪ ،‬أم مـع العامليـن فـي المناطـق‬

‫يعمـــل نظـــام تحـــت المهـــاد الصناعـــي عـــن‬

‫والنشـــاط العصبـــي العضلـــي المرصـــود فـــي‬

‫المكشـوفة‪ ،‬وكذلـك الرياضييـن الذيـن يواجهـون‬

‫طريـــق حلقـــة تغذيـــة مـــن التأثيـــرات المتبادلـــة‬ ‫وت َ‬ ‫عالـــج‬ ‫المكتشـــفة ُ‬ ‫ُت‬ ‫ســـجل فيهـــا المعلومـــات ُ‬ ‫َّ‬

‫الوقـــت الفعلـــي‪ .‬ويســـمح نظـــام التبريـــد هـــذا‬

‫خطـر التعـرض لضربـة الشـمس‪.‬‬

‫التبري ــد بتج ــاوز المس ــتقبالت الحراري ــة للمري ــض‪،‬‬

‫يســـتأنف النظـــام عمليـــة التبريـــد‪.‬‬

‫باســـتخدام المستشـــعرات‪ ،‬كمـــا يحـــدد النظـــام‬

‫المبنـــي علـــى أســـاس فســـيولوجي للطبيـــب‬ ‫ـورا م ــن خ ــال‬ ‫بع ــاج مري ــض ضرب ــة الش ــمس ف ـ ً‬

‫أيضــا مــا إذا كانــت هــذه المعلومــات تقــع ضمــن‬ ‫ً‬

‫برمجـــة الجهـــاز‪ ،‬باســـتخدام ملـــف تعريـــف درجـــة‬

‫ويحولهــا إلــى مــا‬ ‫ـبقا‪،‬‬ ‫نطــاق طبيعــي ُمحـ َّـدد مسـ ً‬ ‫ِّ‬

‫الح ــرارة المتواف ــق م ــع الحال ــة الصحي ــة للمري ــض‬

‫يطلــق عليــه “القيــم الضبابيــة” إذا لــم تقــع فــي‬

‫يقيـــم‬ ‫نطـــاق المعـــدل الطبيعـــي‪ .‬وبعـــد ذلـــك‪ِّ ،‬‬ ‫ـبقا‬ ‫المح ـ َّـددة مس ـ ً‬ ‫النظ ــام مجموع ــة م ــن القواع ــد ُ‬

‫‪64‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2019‬‬

‫فوريـا‪ ،‬إذ إن سـرير التبريـد‬ ‫الوطنـي‪ ،‬فسـيكون‬ ‫ً‬

‫مســـبقا ‪-‬مثـــل إصابتـــه بأمـــراض‬ ‫ً‬ ‫ســـجلة‬ ‫الم‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫األوعيـــة الدمويـــة‪ -‬وتعديـــل البرنامـــج بمجـــرد‬ ‫توفيـــر التشـــخيص النهائـــي‪.‬‬

‫‪1. Bouchama, A. and Almuntashri, A. Method for regu‬‬‫‪lating body temperature. US Patent 10307287B2, Pub‬‬‫‪lished June 4, 2019.‬‬ ‫‪2. Bouchama, A. and Almuntashri, A. Artificial hypothal‬‬‫‪amus for body temperature regulation. US Patent‬‬ ‫‪10188548B2, Published January 29, 2017.‬‬


‫كشفت تقديرات محدثة صادرة عن منظمة الصحة العالمية أن أ‬ ‫المراض النفس ّية‬ ‫ُ َ َّ‬ ‫ّ‬ ‫ث‬ ‫والعقل ّية ف ي� مناطق الرصاعات أك� انتشا ًرا من يغ�ها من المناطق بثالثة أضعاف‪.‬‬

‫والعقليـة البسـيطة إلـى‬ ‫النفسـية‬ ‫االضطرابـات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المتوسـطة‪ .‬وقـد كانـت التقديـرات لعـدد سـنوات‬ ‫عـبء المـرض (‪ )YLD‬لـكل ألـف مصـاب باالكتئـاب‬ ‫واضطـراب إجهـاد مـا بعـد الصدمـة أعلـى بخمسـة‬ ‫لعـبء المـرض‪.‬‬ ‫أضعـاف مـن التقديـر العالمـي ِ‬ ‫وتعليقـا علـى هـذا تقـول سـماح جبـر‪ ،‬الطبيبـة‬ ‫ً‬ ‫النفسـية بـوزارة‬ ‫النفسـية‪ ،‬ومديـرة وحـدة الصحـة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫الفلسـطينية‪ :‬إن هـذه النتائـج ال غنـى عنهـا‬ ‫الصحـة‬ ‫ّ‬ ‫في وضع خطط العمل‪ ،‬وإللقاء نظرة عن كثب على‬

‫مضيفـة‪“ :‬يمكـن أن تسـاعدنا‬ ‫ً‬ ‫مناطـق الصراعـات‪،‬‬ ‫أعدتهـا منظمـة الصحـة‬ ‫كشـفت دراسـة جديـدة‬ ‫ّ‬ ‫العالميـة (‪ )WHO‬عـن أن القاطنيـن فـي مناطـق‬ ‫ّ‬

‫معرضـون أكثـر مـن غيرهـم بثالثـة‬ ‫الصراعـات‬ ‫َّ‬ ‫أضعـاف لإلصابـة باالكتئـاب أو اضطـراب القلـق‬ ‫أو اضطـراب إجهـاد مـا بعـد الصدمـة أو االضطراب‬ ‫ثنائـي القطـب أو الفصـام‪.‬‬

‫البحـث والمراجعـة الدقيقـة لمختلِ ـف دراسـات‬ ‫والعقليـة التـي ُأ ْج ِر َيـت فـي‬ ‫النفسـية‬ ‫الصحـة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫دراسـة جديـدة‬ ‫ً‬ ‫مناطـق الصراعـات‪ ،‬بمـا يشـمل ‪45‬‬ ‫ُن ِش َـرت علـى مـدار أربـع سـنوات‪.‬‬ ‫واحـدا‬ ‫شـخصا‬ ‫أشـارت نتائـج المراجعـة إلـى أن‬ ‫ً‬ ‫ً‬

‫النتائـج علـى فهـم العـبء المتزايـد علـى الصحـة‬ ‫والعقليـة وعالقتـه بالحـروب والعنـف”‪.‬‬ ‫النفسـية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫وحد للصراع‬ ‫وضع تعريف ُم ّ‬

‫تؤثـر‬

‫كل‬ ‫ٌّ‬

‫مـن‬

‫الوصمـة‪،‬‬

‫وثقافـة‬

‫الصحـة‬

‫قـام الباحثـون بتحديـث تقديـرات منظمـة الصحة‬

‫تقريبـا مـن كل خمسـة أشـخاص يعيشـون فـي‬ ‫ً‬ ‫مناطـق خارجـة مـن صراعـات قـد ُش ِّـخص بأحـد هـذه‬

‫تشـخيص االضطرابـات واإلبلاغ عـن بياناتهـا‬

‫النفسـية‬ ‫العالميـة لنِ سـب انتشـار االضطرابـات‬ ‫ّ‬

‫االضطرابـات‪ ،‬مقابـل المتوسـط العالمـي البالـغ‬

‫في سياقات الطوارئ‪.‬‬

‫والعقليـة فـي المناطـق المتأثـرة بالصراعـات‪ ،‬إذ‬ ‫ّ‬

‫كانـت تلـك التقديـرات تعـود إلـى عشـر سـنوات‬

‫شـخصا‪.‬‬ ‫واحـدا مـن كل ‪14‬‬ ‫شـخصا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬

‫وقـد اكتشـف الباحثـون ارتفـاع نسـبة انتشـار‬

‫والعقليـة‪ ،‬وطبيعـة الصراعـات علـى‬ ‫النفسـية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫فعلـــى ســـبيل المثـــال‪ ،‬تشـــرح ســـماح جبـــر أن‬ ‫النفســـي للصدمـــة ال يســـتوعب‬ ‫تعريـــف الطـــب‬ ‫ّ‬

‫مضـت‪ ،‬وذلـك باسـتخدام أدوات أحـدث للتحليـل‬

‫والعقلية الشـديدة فوق ما‬ ‫النفسـية‬ ‫االضطرابات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫السياســـية؛ إذ يواجـــه األفـــراد فـــي‬ ‫الســـياقات‬ ‫ّ‬ ‫حياتهـــم اليوميـــة اإلذالل ومعاملتهـــم كســـلعة‬

‫الدراسـات السـابقة‪ُ .‬ج ِم َعـت اإلحصـاءات من خالل‬

‫سـابقا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫قـدرة‬ ‫ً‬ ‫‪،%5.1‬‬ ‫الم َّ‬ ‫مقارنـة بنسـبة ‪ُ %3-4‬‬

‫والتعـــرض اليومـــي للضغـــوط‬ ‫القهـــري‬ ‫والتعجيـــز‬ ‫ُّ‬ ‫ّ‬

‫اإلحصائـي‪ ،‬وبمراجعـة مجموعـة أوسـع مـن‬

‫كان ُم َق َّـد ًرا فـي السـابق‪ ،‬إذ يبلـغ التقديـر الحالـي‬

‫العـدد رقـم‬

‫‪6‬‬

‫‪65‬‬

‫‪P H OTOTA LK / E+ / G ET T Y I M AG ES‬‬

‫ضريبة الصراعات على‬ ‫والعقلية‬ ‫النفسية‬ ‫الصحة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫كذلـك‪ ،‬اكتشـف الباحثـون ارتفـاع نسـبة انتشـار‬


‫‪© 2 0 1 9 CHA R L E S ON E T A L . P U BL I S HE D BY ELS EVI ER LT D.‬‬

‫ً‬ ‫شيوعا في مناطق الصراعات‪.‬‬ ‫فضل عن باقي االضطرابات العقلية األخرى كاالكتئاب‪ ،‬تكون أكثر‬ ‫تُ ظهر الدراسة أن القلق‪،‬‬ ‫ً‬

‫الضـــارة‪ .‬ومـــن الضـــروري مراجعـــة‬ ‫النفســـية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫التشـــخيصية مـــن أجـــل‬ ‫لالضطرابـــات وصفاتهـــا‬ ‫ّ‬

‫النفســـية‬ ‫والصحيـــة ودوائـــر الصحـــة‬ ‫والتنمويـــة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫حس ــب الس ــياقات‪ ،‬ب ــل وكذل ــك م ــن وجه ــة نظ ــر‬

‫راجعــت الدراســة معاييــر مثــل العمــر‪ ،‬واألمراض‬

‫والعقلي ــة ف ــي‬ ‫توفي ــر خدم ــات الصح ــة النفس ـ ّـية‬ ‫ّ‬

‫المتنوعـــة‪ ،‬ليـــس فقـــط علـــى‬ ‫الثقافيـــة‬ ‫األنمـــاط‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫الســـريري‪.‬‬ ‫الطـــب‬ ‫ّ‬

‫تق ــول فيون ــا تشارلس ــون‪ ،‬المؤلف ــة الرئيس ــية‬

‫للدراســـة والباحثـــة بمركـــز كوينزالنـــد ألبحـــاث‬

‫قيـــاس معـــدالت االنتشـــار‪.‬‬

‫والعقليـــة حـــول العالـــم لتجعـــل مـــن أولوياتهـــا‬ ‫ّ‬

‫المصاحبــة‪ ،‬وعــدد ســنوات عــبء المــرض‪ ،‬وشــدة‬

‫المناطـــق التـــي تشـــهد صراعـــات والمناطـــق‬

‫ـخيصي‬ ‫االضط ــراب‪ .‬وج ــرى تحدي ــث الدلي ــل التش ـ‬ ‫ّ‬ ‫العقليـــة والتصنيـــف‬ ‫واإلحصائـــي لالضطرابـــات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫الخارجـــة مـــن صراعـــات‪.‬‬ ‫تقـــول جبـــر إنـــه فـــي حالـــة فلســـطين علـــى‬

‫العقليـــة بأســـتراليا‪“ :‬حاولنـــا مراعـــاة‬ ‫الصحـــة‬ ‫ّ‬

‫الدولـــي لألمـــراض خـــال وقـــت‬ ‫اإلحصائـــي‬ ‫ّ‬ ‫الدراســـة‪ ،‬بيـــن عامـــي ‪ 2000‬و‪ .2017‬وبســـبب‬

‫شـــدة‬ ‫المتغيـــرات مثـــل‬ ‫اختبـــار مجموعـــة مـــن‬ ‫ّ‬ ‫ِّ‬

‫والتغيـــرات فـــي‬ ‫المتنوعـــة‬ ‫الثقافيـــة‬ ‫األنمـــاط‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫ـطيني‪ ،‬وف ــي‬ ‫الت ــي يرتاده ــا ثل ــث الش ــعب الفلس ـ‬ ‫ّ‬ ‫أغل ــب الش ــعب”‪ .‬وتضي ــف جب ــر أن الدراس ــة ت ــدق‬

‫الســـياقية كلمـــا أمكـــن‪ ،‬عـــن طريـــق‬ ‫االختالفـــات‬ ‫ّ‬

‫س ــبيل المث ــال‪“ ،‬تحفزن ــا الدراس ــة أكث ــر عل ــى دم ــج‬ ‫والعقليــة فــي المــدارس‬ ‫خدمــات الصحــة النفسـ ّـية‬ ‫ّ‬

‫تعـ ُّـرض الفــرد للصدمــة‪ ،‬والوقــت المنقضــي منــذ‬ ‫ان ــدالع الص ــراع‪ ،‬والتقدي ــر عل ــى مقي ــاس اإلره ــاب‬

‫التشـــخيصية‪ ،‬توصـــي الدراســـة بإجـــراء‬ ‫المعاييـــر‬ ‫ّ‬

‫مراجعـــة لمعـــدالت انتشـــار اضطـــراب القلـــق‬

‫ـي للص ــراع‪ ،‬ه ــذا‪،‬‬ ‫ـي‪ ،‬والموق ــع الجغراف ـ ّ‬ ‫السياس ـ ّ‬

‫واضطـــراب إجهـــاد مـــا بعـــد الصدمـــة‪.‬‬

‫جـــرس إنـــذار بشـــأن حقـــوق اإلنســـان والقمـــع‬

‫ماذا نفعل باألرقام؟‬

‫جـــذري لزيـــادة حـــاالت‬ ‫السياســـي‪ ،‬وهـــو ســـبب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والعقليـــة‪.‬‬ ‫النفســـية‬ ‫اإلصابـــة باالضطرابـــات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫المتغيـــرات وثيقـــة‬ ‫وقـــد أضفنـــا إلـــى نماذجنـــا‬ ‫ِّ‬

‫الصلـــة”‪ ،‬إال أن ســـياقات الصراعـــات تتبايـــن‬ ‫بش ــدة‪ .‬إن تفس ــير األنم ــاط الثقافي ــة والس ــياقية‬ ‫ـيرا كامـ ًـا هــو أمــر فائــق الصعوبــة‪،‬‬ ‫المتنوعــة تفسـ ً‬ ‫ّ‬

‫الصحيــة األساسـ ّـية التــي يقصدهــا‬ ‫مواقــع الرعايــة‬ ‫ّ‬

‫فـــي مايـــو عـــام ‪ ،2012‬اعتمـــدت جمعيـــة الصحـــة‬

‫ومـــن المهـــم االعتـــراف بـــأن الدراســـة –رغـــم‬

‫ـــددات دراســـتنا”‪.‬‬ ‫وكان مـــن ُم َح ِّ‬ ‫كان مـــن الضـــروري تعريـــف مـــا يمكـــن اعتبـــاره‬

‫معني ــة‬ ‫عالمي ــة‬ ‫ـل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العالمي ــة ق ـ ً‬ ‫ـرارا بتنفي ــذ خط ــة عم ـ ٍ‬

‫والعقليـــة‪ .‬ومـــن الضـــروري‬ ‫النفســـية‬ ‫بالصحـــة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫مقيـــدة باعتمادهـــا علـــى أبحـــاث‬ ‫أهميتهـــا–‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫منش ــورة غي ــر متاح ــة بس ــهولة ف ــي العدي ــد م ــن‬

‫صراعـــا ألغـــراض البحـــث‪ .‬وفـــي هـــذه المراجعـــة‪،‬‬ ‫ً‬

‫التوصـــل إلـــى معـــدالت انتشـــار االضطرابـــات‬ ‫ّ‬

‫المزم ــع‬ ‫والعقلي ــة ف ــي إط ــار األه ــداف‬ ‫النفس ـ ّـية‬ ‫َ‬ ‫ّ‬

‫ال ــدول‪ ،‬وال س ـ ّـيما ال ــدول الت ــي تم ـ ّـر بصراع ــات‪.‬‬ ‫نقص ــا ف ــي أبح ــاث الصح ــة‬ ‫ثم ــة‬ ‫ً‬ ‫وتق ــول جب ــر إن ّ‬

‫“عالمي ــة‬ ‫العالمي ــة‪ ،‬فالخط ــة‬ ‫ع ــن منظم ــة الصح ــة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫دليـــا لوضـــع خطـــط‬ ‫صممـــة لتكـــون‬ ‫وم ّ‬ ‫النطـــاق‪ُ ،‬‬

‫طويـــل قبـــل أن نخـــرج باســـتنتاجات‬ ‫ٌ‬ ‫طريـــق‬ ‫ٌ‬

‫ـــوى‬ ‫عـــرف الباحثـــون الصـــراع بأنـــه “وجـــود ُق َ‬ ‫ّ‬ ‫متعارضـــة‪ ،‬مـــع اشـــتراط تحديـــد عتبـــة للعنـــف‬ ‫ُتوصـــف بعـــدد الوفيـــات [و]مســـتوى إرهـــاب‬

‫ووفق ــا لوثيق ــة ص ــادرة‬ ‫ً‬ ‫أن تحققه ــا خط ــة العم ــل‪.‬‬

‫وفقـــا النتهـــاكات حقـــوق اإلنســـان التـــي‬ ‫ً‬ ‫الدولـــة‬ ‫َ‬ ‫ـوارث الطبيعيــة‬ ‫ترتكبهــا”‪ .‬لــم تشــمل الدراســة الكـ‬

‫المجتمعيـــة‬ ‫تناقـــش الخطـــة اســـتجابة القطاعـــات‬ ‫ّ‬

‫ـخيصي‬ ‫اس ــتخدم الباحث ــون معايي ــر الدلي ــل التش ـ‬ ‫ّ‬ ‫العقليـــة (‪)DSM‬‬ ‫واإلحصائـــي لالضطرابـــات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫التعزيـــز والوقايـــة”‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تســـلط النتائـــج الضـــوء علـــى العـــبء المتزايـــد‬

‫ِّ‬ ‫وتفشـــي األوبئـــة مثـــل اإليبـــوال‪.‬‬

‫ـي لألم ــراض (‪،)ICD‬‬ ‫والتصني ــف اإلحصائ ــي الدول ـ ّ‬

‫المتغيـــرات المعـــروف ارتباطهـــا بنســـبة‬ ‫وكذلـــك‬ ‫ّ‬ ‫كمرجـــع‬ ‫للصدمـــة)‬ ‫ض‬ ‫التعـــر‬ ‫(مثـــل‬ ‫االنتشـــار‬ ‫ُّ‬ ‫ٍ‬

‫‪66‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪2019‬‬

‫والعقليـــة الشـــاملة فـــي فلســـطين‪،‬‬ ‫النفســـية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫مثـــا‪ .‬وتســـتطرد‪“ :‬بالتالـــي‪ ،‬ال يـــزال أمامنـــا‬

‫الوطني ــة‪ .‬وف ــي جمي ــع س ــياقات الم ــوارد‪،‬‬ ‫العم ــل‬ ‫ّ‬

‫والعقليـــة‬ ‫النفســـية‬ ‫موثوقـــة بشـــأن الصحـــة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫وإســـتراتيجيات‬ ‫المعنيـــة األخـــرى‪،‬‬ ‫والقطاعـــات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫الوبائي ــة‬ ‫أن ن ــدرس بعي ــن ناق ــدة نتائ ــج المس ــوح‬ ‫ّ‬

‫والعقليـــة‪ ،‬وعالقتـــه بالحـــروب‬ ‫النفســـية‬ ‫للصحـــة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫وســـياقات العنـــف‪ ،‬وفـــق ســـماح جبـــر‪ .‬فهمـــا‬ ‫اإلنســـانية‬ ‫مقنعـــة للمجتمعـــات‬ ‫ً‬ ‫ـــة‬ ‫يشـــكّالن ُح ّج ً‬ ‫ّ‬

‫ف ــي مجتمعن ــا‪ .‬وحت ــى ذل ــك الحي ــن‪ ،‬ينبغ ــي لن ــا‬

‫التـــي ُتجـــرى فـــي الظـــروف الطارئـــة”‪.‬‬

‫‪Charlson, F. et al. New WHO prevalence estimates of‬‬ ‫‪mental disorders in conflict settings: a systematic‬‬ ‫‪review and meta-analysis. www.thelancet.com (2019).‬‬


‫ﺣﺴـﺎﺑﺎت اﻟﻤـﺮﻛﺰ‬

‫ﻋﻠﻰ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬ @kaimrc_ksa King Abdullah International Medical Research Center www.kaimrc.med.sa innovations@ngha.med.sa

innovations.kaimrc.med.sa


‫بيانات أفضل‪.‬‬

‫قرارات أفضل‪.‬‬ ‫نتائج أفضل‪.‬‬

‫س� العمل‪،‬‬ ‫أحصل عىل البيانات المهمة والمعلومات‪ ،‬وحلول ي‬ ‫ت‬ ‫ال� تحتاج إليها لجلب االبتكارات‬ ‫ب‬ ‫والخ�ات العميقة المتخصصة ي‬ ‫إىل السوق بصورة أرسع‪.‬‬

‫الباحث� والمؤسسات تشمل آ‬ ‫ين‬ ‫ال ت ي�‪:‬‬ ‫عالماتنا التجارية الجديرة بالثقة والرائدة ف ي� الصناعة من أجل‬

‫الشركة الرائدة في العالم في‬

‫مجموعة من حلول التحليل‬

‫تنظيم بيانات األبحاث على‬

‫مجموعات أكواد الصناعة‬

‫مجال الملكية الفكرية الذكية‬

‫الذكي لعلوم الحياة تسرع من‬

‫مستوى العالم وجعل األبحاث‬

‫أحصل على واحدة من كبرى‬ ‫ومعايرها على مستوى العالم‬

‫الذي يحرك دورة االبتكار‬

‫وتيرة االبتكار‬

‫متصلة ببعضها البعض‬

‫انظر القائمة الكاملة على موقع ‪clarivate.com‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.