�إن�ستهدام ؟؟ بقلم :عبدالعزيز الحشاش
أين أنت ؟ ماذا تفعل ؟ ماذا ترتدي اآلن ؟ ماذا تأكل ؟ مع من ؟ ..لحظه ..ال أريد التفاصيل ،أريد صورة من فضلك .. نعم ..أصبح األمر بهذه السهولة حيث بضغطة من أصبعك تستطيع أن ترى أهلك و أصدقاءك و أحبابك في كل مكان في العالم ..بكل تفاصيلهم و ألوانهم ..نعم ..بالصورة التي تلتقط في حينها ..و في لحظة الحدث و موقعه .. إنه باختصار ..اإلنستغرام .. تحدثنا من قبل عن الفيسبوك و التويتر و ربما الواتساب و البالك بيري ..جميعها وسائل نقلتنا من حالة التباعد اإلجتماعي إلى التقارب اإلجتماعي .. رغم أن بعضها جعلنا في حالة تباعد نوعا ما ..و لكن لنكن منصفين كانت وسيلة جميلة للتقارب ،وال تغنينا عن اللقاء في بعضنا البعض و تواصلنا المباشر بين الحين و اآلخر. أما بظهور ( اإلنستغرام ) فنستطيع أن نقول بأن الشكوك أصبحت أكيدة و أن التهمة أصبحت أكيدة على وسائل التواصل االجتماعي الحديثة . فمن وجهة نظري أرى أن اإلنستغرام رغم أنه وسيلة مسلية و فعالة لمتابعتنا ألخبار بعضنا لحظة بلحظة عن
طريق الصورة إال أننا يجب أال ننكر بأنه أغنانا عن التواصل االجتماعي المباشر ..و أنا أقصد هنا الحضور الفعلي الفيزيائي البشري ..كجسد و كيان ..و ليس كصورة . ال يختلف اثنان على أن اإلنستغرام بات ( الهبه ) الجديدة للمجتمع الكويتي ،و أصبح المفضل عند الكبير و الصغير، و لقد أهمل الكثير ممن أعرفهم حساباتهم في تويتر .. أو ربطوها مع حساباتهم في اإلنستغرام .أما حسابات الفيسبوك فأصبحت مقابر مهجورة ال يرتادها إال األغلبية التي ال يزال لديها والء للماضي . تعالوا معا نتعرف على تاريخ اإلنستغرام العزيز الذي هو محور مقالنا اليوم: انطلق برنامج اإلنستغرام في تاريخ 6أكتوبر 2010و بعد مرور أقل من شهرين استطاع من تحقيق رقم قياسي وهو تسجيل مليون مستخدم في البرنامج .و بعد مرور سنة على البرنامج أيضا أصبح عدد المستخدمين 12مليون .و خالل الساعة الواحدة ترفع أكثر من 20ألف صورة على سيرفر اإلنستغرام . من خالل األرقام السابقة و مع حسبة بسيطة تجاوز عدد مستخدمي اإلنستغرام إلى 15مليون مستخدم.
عمل على هذا البرنامج شخصان ،األول كيفن سيتروم و يعتبر هو صاحب الفكرة و الرئيس ،و الثاني مايك كريغر. و يعتبر اإلنستغرام أفضل برنامج على اآليفون لعام ، 2011و حجم الصورة فيه يبدأ من 612بكسل و يصل حتى 1936بكسل في حجم الصورة اإلعتيادي في اآليفون ثري جي إس و اآليفون . 4 الصور التي تم تنزيلها على اإلنستغرام من بدايته حتى يومنا هذا تخزن على سيرفرات األمازون . شخصيا أجده ممتع ،و مفيد نوعا ما ،و لكن ما يزعجني أنه يقتل الخصوصية أحيانا و يجعلنا نتمادى في تصوير كل ما حولنا . كما أنه يذكرني ببرامج تلفزيون الواقع ..التي رغم حبي لها إال أنني ال زلت مصرا على أنها سخيفة وال فائدة منها . أما ما يشفع لإلنستغرام فهو ألبوم متنقل يكشف لنا شخصيات كثير ممن نعرفهم ..و من ال نعرفهم . فهل يتحول اإلنستغرام في يوم من األيام إلى هادم للعالقات والخصوصية ؟.. و السؤال متروك للسيد :إنستهدام !..
98