arab rev. and usa

Page 1

‫مقاومة التدخل األمريكي في الثورات العربية‬ ‫بقلم ‪ /‬حسن أحمد الدقي‬

‫إن الحمد& تعالى والصالة والصالم على رسول الھدى محمد بن عبد وعلى آله‬ ‫وصحبه ومن وااله وبعد‬ ‫فإن أخوف ما يخافه المخلصون على واقع ومستقبل الثورات العربية أن تتمكن‬ ‫)الروم( أمريكا وتوابعھا من قطف نتاج الثورات المباركة فيتجدد وقوع األمة تحت‬

‫‪1‬‬


‫المعدل بعد أن سعت الشعوب لخلع ربق أنظمتھا السياسية المھترئة‬ ‫نيرھا الجديد‬ ‫ّ‬ ‫وقدمت في ذلك قائمة طويلة من الشھداء والسجناء والمشردين خالل القرن‬ ‫العشرين بأكمله فمن الغبن بمكان أن نركز على لحظة التغيير ھذه ونھمل مسيرة‬ ‫قرن كاملة‪.‬‬ ‫وفي وصفھا للخطة األمريكية تجاه الثورات العربية تقول ھيالري كلنتون وزيرة‬ ‫الخارجية األمريكية بعد قرابة اسبوعين فقط من سقوط عمود النظام األمريكي في‬ ‫بالد العرب حسني مبارك‪) :‬إن دعم عمليات االنتقال السياسية في العالم العربي‬ ‫ضرورة استراتيجية وليست مسألة مبادىء(‪ ،‬وللجميع أن يتساءل كيف تمكنت‬ ‫أمريكا خالل اسابيع قليلة أن تحدد رؤيتھا في التعامل مع التحوالت في العالم‬ ‫العربي؟ ذلك أنھا تعتمد بالدرجة األولى على عقول النابغين فيھا والذي يسيرون‬ ‫وفق رؤية استراتيجية طويلة المدى ال على ردود الفعل كما يفعل اآلخرون‪.‬‬ ‫ومع اليقين التام بأن ناصر عباده الموحدين وأن ما يصيبھم إنما يقع في باب‬ ‫االختبار والتمحيص وأن كيد الشيطان ومن يتبعه في خسران وضالل كما قال رب‬ ‫العالمين ‪) :‬إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فال تخافوھم وخافون إن كنتم‬ ‫مؤمنين(آل عمران‪175:‬‬ ‫فقد وجب على الدعاة أن يديموا تفقد مواقع أقدامھم وما ھم مقبلين عليه فلست‬ ‫بالخب وال الخب يخدعني كما كان يقول عمر رضي عنه‪.‬‬ ‫ولعل من أھم األدوات العلمية للتحقق من األمور واالنتقال من حالة الوھم والشك‬ ‫إلى حالة اليقين أن نسبر أغوار خطط المجرمين كبارھم وصغارھم فنتمكن بذلك من‬ ‫إبطال مكرھم وسبقھم وفرض خطتنا عليھم قبل أن يفرضوا خطتھم علينا فإن كان‬ ‫الطغاة السابقون يستخدمون السحر في فرض إراداتھم وحيلھم على الشعوب فإن‬ ‫طغاة العصر يستخدمون آخر نظريات التخطيط والتحليل واالستراتيجية‪ ،‬وفي ھذا‬ ‫المقال المختصر سأحاول الوقوف على رؤية األمريكان االستراتجية وخططھم على‬ ‫األرض في إدارة حالة التغيير التي تعم العالم العربي على وجه الخصوص لضمان‬ ‫أن تمضي األمور مجددا لصالحھم وصالح ھيمنتھم واستمرارھا‪.‬‬

‫‪2‬‬


‫ويتكون ھذا البحث المختصر من المفردات التالية‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬التذكير بالثوابت االستراتيجية األمريكية‬ ‫ثانيا‪ :‬التكتيك األمريكي للتدخل في الثورات العربية‬ ‫ثالثا‪ :‬فرص ومھددات األداء الثوري العربي‬

‫أوال ‪ :‬التذكير بالثوابت االستراتيجية األمريكية‬ ‫‪ -1‬إن أول ملمح في ثوابت االستراتيجية االمريكية ھو تمثيلھا ألمم الروم أو‬ ‫النصارى الغربيين على وجه الخصوص )البروتستانت والكاثوليك( كما سماھم ‬ ‫عز وجل وسماھم رسول صلى عليه وسلم فقد ورد في الصحيح قوله صلى‬ ‫ عليه وسلم‪ :‬فارس نطحة أو نطحتان ثم يفتحھا ‪ ،‬ولكن الروم ذات القرون‬ ‫كلما ھلك قرن قام قرن آخر "‪ .‬رواه ابن أبي شيبة في المصنف ونعيم بن حماد في‬ ‫الفتن وابن حجر في المطالب العلية وھو حديث حسن‪ .‬وعليه فإن النصارى‬ ‫وبقاءھم التاريخي على ھيئة أمم تتوارث القيادة فيما بينھم وتتوارث العداء‬ ‫والصراع ضد المسلمين ھو أمر تاريخي ثابت ال يمكن تجاوزه إال عند استكمال فتح‬ ‫الروم ويزاد عليه بالنسبة لألمريكان تميزھم بعقيدة النصارى البروتستانتية‬ ‫المتھودة مما يجعل أمر إسنادھم لليھود في فلسطين مسألة عقائدية صرفة ال يمكن‬ ‫تجاوزھا بأي حال من األحوال مھما حلم المسلمون بغير ذلك‪.‬‬ ‫‪ -2‬تقوم الرؤية األمريكية على حق تمثيل العالم الغربي النصراني )المتحضر( وھي‬ ‫حصريا أمريكا وأوربا واستراليا وإحدى أھم غنائم الحرب العالمية الثانية وھي‬ ‫اليابان وبعض الذيول التابعة كتايوان وكوريا الجنوبية وغيرھا وقد قادت أمريكا ھذا‬ ‫العالم )المتحضر( بعدة مظالت دولية منھا العسكرية كالناتو واالقتصادية كاتفاقية‬ ‫التجارة الدولية واستخدام جمعية األمم المتحدة لفرض الرؤى والتصورات وبالتالي‬ ‫تحريك البرامج على األرض وفق استحقاق أمريكي بمشاركتھا في الحرب العالمية‬ ‫الثانية علما بأن الدور األخطر واألكبر في تلك الحرب كان من نصيب الشيوعيون‬ ‫الروس في إسقاط النازية مقارنة بدور أمريكا‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫‪ -3‬حرصت أمريكا على عدم الوقوع ثانية في أسر مرحلة الحرب الباردة وتعدد‬ ‫األقطاب الدولية ودفعت باتجاه نظام القطب الواحد واألقطاب الثانوية‪ ،‬وھي تسعى‬ ‫لذلك عبر إعادة تصميم النظام الدولي وعبر إضعاف األمم المتحدة ومجلس األمن‬ ‫من خالل فرض استراتجيتھا العالمية ووضعھا قيد التنفيذ بشكل متتابع ومدروس‬ ‫وترك اآلخرين أمام األمر الواقع فإذا تعقدت األمور تظاھرت بالتفاھم الدولي‬ ‫واحترام األقطاب الكبيرة فإذا سارت األمور باتجاه رؤيتھا عادت لعادتھا وھكذا‪،‬‬ ‫وكان من المفاصل األساسية لتجاوز األمم المتحدة قيامھا بضرب العراق عام‬ ‫‪ 2003‬دون غطاء دولي مع العلم بأنه قد مضى على تطبيق ھذه االستراتيجية ما‬ ‫يقرب من عقدين منذ تمثيلية الكويت عام‪1990‬م‪.‬‬ ‫‪ -4‬تعتمد الرؤية االمبراطورية األمريكية على خطوط عريضة لعقيدة عسكرية‬ ‫تتناسب وأھداف اإلمبراطورية العالمية والقطب األوحد وقد تمثلت تلك الخطوط في‬ ‫نمو العتاد العسكري الذي ال يمكن أن ُينافس في العدد والفاعلية خاصة في الجوانب‬ ‫التقنية كما تمثلت في امكانية القيام بأكثر من حرب في المرة الواحدة وتمثل في‬ ‫استخدام التفوق الجوي والصاروخي وتمثلت في القيام بالضربات والحروب‬ ‫االستباقية والتي تحجم من قدرة الخصوم على الرد والتي توصل القوات األمريكية‬ ‫إلى تمركز استراتيجي على مستوى األرض كلھا وبالقرب من األعداء الحقيقيين أو‬ ‫المحتملين‪.‬‬ ‫‪ -5‬عملت أمريكا على ضرب الصغار والضعاف في العالم لترھيب الكبار ولكي يقبل‬ ‫البشر بھمينتھا ودورھا الشرطي في الكرة األرضية ووضفت الرھاب من مستقبل‬ ‫المسلمين ونھضتھم كعامل أساسي في قبول العالم بضرب أفغانستان والعراق في‬ ‫بداية األلفية الثالثة‪.‬‬ ‫‪ -6‬سعت أمريكا إلى احتواء القطب العالمي المھدد للھيمنة األمريكية وھو‬ ‫اإلمبراطور الصيني عبر عدة محاور كان من أھمھا مساعدته للخروج من أسر‬ ‫العقيدة الشيوعية والتخفيف من حالة العداء والمواجھة وعبر مسك خيوط أزمات‬ ‫اإلمبراطور الداخلية لتحريكھا وقت الحاجة وعبر استخدام تايوان واليابان لتنفيذ‬ ‫االستراتيجية وعبر الحصار التقني لما يسمى بالتكنلوجيا الحساسة وعبر الوجود‬ ‫العسكري على تخومه مؤخرا إثر غزوھا ألفغانستان عام‪2001‬م‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫‪ -7‬حرصت أمريكا على مسك أزمات العالم بيديھا واالقتراب من كل األزمات‬ ‫عالمية كانت أو إقليمية بل وصناعة األزمات في المواقع االستراتيجية التي ال توجد‬ ‫بھا أزمات كما حدث في أزمة ميدان )تيان امين( في الصين وأزمة التبت وھي بذلك‬ ‫تحافظ على صنعة ورثتھا من بريطانيا العظمى وتسمح لھا بتبريد أو تسخين‬ ‫األزمات متى شاءت‪.‬‬ ‫‪ - 8‬يعتبر الوكالء اإلقليميون من أھم األدوات االستراتيجية التي يعتمد عليھا‬ ‫اإلمبراطور األمريكي في دفع ھيمنته الدولية قدما وفي إدارته المبراطوريته العالمية‬ ‫مما سمح بمرونة عالية لألداء األمريكي للتدخل في إعادة صناعة النظام الدولي ذو‬ ‫القطب الواحد‪.‬‬ ‫‪ -9‬يعتبر الشرق األوسط بما فيه من مقدرات اقتصادية خاصة النفط والغاز فضاء‬ ‫حيويا ألمريكا ال تقبل المنافسة فيه إال بما يخدم استراتجيتھا عبر السماح‬ ‫لإلمبراطور األوروبي بالتحرك فيه تحت المظلة األمريكية في المجال السياسي أو‬ ‫االقتصادي‪ ،‬كما تعتبر أمريكا أمن إسرائيل ركنا أساسيا في تلك االستراتيجية بما‬ ‫يعتبر امتداد للسياسة الغربية النصرانية يوم تم تثبيت إسرائيل بيد بريطانيا والحقا‬ ‫عبر األمم المتحدة‪ ،‬وبناء على ذلك فال مكان لمصالح شعوب وحكومات المنطقة إال‬ ‫بما يخدم الرؤية األمريكية‪.‬‬ ‫‪ -10‬تعتبر العولمة إحدى أھم األدوات العقائدية والفكرية للسيطرة العالمية وفرض‬ ‫النفوذ األمريكي والتي تتكون من خليط ثقافي وسياسي وتقني تبشر به أمريكا العالم‬ ‫بحضارة غير فاضلة وھذه الممارسة تذكر بتاريخ الھيمنة والنفوذ اإلمبراطوري في‬ ‫تاريخ البشرية سواء كان التاريخ التتري الغابر أو التاريخ الشيوعي المندثر‪.‬‬ ‫‪ -11‬كما تعتبر الحساسية األمريكية البالغة من أي نھضة أو استقالل حقيقي لألمة‬ ‫المسلمة ومقاومة ھذه النھضة إحدي ركائز االستراتيجية األمريكية مما يجعل من‬ ‫التخويف من الخطر اإلسالمي أحد أھم معالم السياسة األمريكية الخارجية وعليه فقد‬ ‫ترتب المكر األمريكي على منع التغيير اإلسالمي الحقيقي سواء تم ذلك باستخدام‬ ‫الديموقراطية أو غيرھا في التغيير‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫ثانيا‪ :‬التكتيك األمريكي للتدخل في الثورات العربية‬ ‫ومع اعتراف أمريكا بالتغيير الصاعق الذي أحدثته الثورات العربية وحقيقته وعمقه‬ ‫وخطورته والتشكك في المستقبل وتھديد أسس السيطرة األمريكية كما قالت مجلة‬ ‫الديلي تلغراف‪) :‬إن الثورات العربية ضد أنظمتھا لم تسقط فقط الدكتاتوريات‬ ‫الحاكمة بل أسقطت معھا االمبراطورية األمريكية في الشرق األوسط( ومع ذلك فإن‬ ‫اإلدارة األمريكية سارعت باعتماد تكتيكات جديدة تمثلت في مرتكزات محددة إلدارة‬ ‫الثورات العربية تمھيدا لقطف ثمارھا‪ ،‬مع العلم بأن اإلدارة األمريكية قد عملت على‬ ‫زرع أنوية بعض تلك المرتكزات قبل حدوث الثورات بوقت طويل وما ذلك إال لوجود‬ ‫مراكز البحوث واالستشعار لديھم والتي تتابع التطورات الميدانية وتقترح ما‬ ‫يوائمھا في كل مرحلة زمنية وتتمثل ھذه المرتكزات بما يلي‪:‬‬ ‫‪ -1‬امتصاص الحركات اإلسالمية المتطلعة للمساھمة في تغيير واقع المسلمين عبر‬ ‫الحراك السياسي من خالل تطوير نظرية اإلسالم السياسي و)االعتدال( والتي‬ ‫تبلورت في منتصف تسعينيات القرن المنصرم والتي تتلخص في امكانية التقاء‬ ‫ألوان طيف الحراك اإلسالم السياسي بمفردات األجندة األمريكية ويتم ذلك عند‬ ‫تحقيق اإلسالميون لشرطين أساسيين‪ :‬األول االستظالل بكل مفردات الديمقراطية‬ ‫الغربية والتي ال تتيح لإلسالميين استخدامھا استخداما حاسما للتغيير والشرط الثاني‬ ‫استالم الديمقراطية بيد وتسليم الرضا بالھيمنة األمريكية باليد األخرى‪ ،‬وقد قطع‬ ‫األمريكان في ھذه التجربة شوطا كبيرا تمثل في استراتيجية تبريد ثورة‬ ‫االندونيسيين على طاغيتھم سوھارتو عام ‪1998‬م حيث تمكنت أمريكا من استخدام‬ ‫جمعية نھضة العلماء الصوفية المتصاص الثورة ونقلھا عبر مراحل حتى عاد الحكم‬ ‫بعد ذلك لمربعه األول عبر تسلم الجنرال اودينيو الرئاسة عام ‪2004‬م عبر‬ ‫الديموقراطية األمريكية التي ظن أھل اندونيسيا أنھا ستقودھم إلى التحرر من‬ ‫الديكتاتورية والتسلط‪ ،‬وھي ليست التجربة الوحيدة فقد تلتھا تجربة تشجيع أبناء‬ ‫نجم الدين أربكان في تركيا لكسر الحدود والتقدم سريعا نحو تجربة اإلسالم‬ ‫السياسي الذي يقبل بالھيمنة النصرانية واليھودية المشتركة على قلب األمة‬ ‫)الشرق األوسط( مع العلم بأن فتح كل أقفال النظام األتاتوركي في اسطنبول لكي‬ ‫يقبل بھذا التطور إنما جاء في لحظة حاسمة وھي قرب تنفيذ جورج بوش لغزوته‬ ‫تجاه بغداد أو قبلھا بشھر واحد فقط فقد نجح أردوغان في شھر مارس ‪2003‬م‬

‫‪6‬‬


‫ودخل جورج بوش بغداد في الشھر الذي يليه!‪،‬وكان أخطر اختراق سجلته أمريكا‬ ‫والنظام العربي الموالي لھا ھو محاولة إدخال حماس المجاھدة إلى بيت الطاعة عبر‬ ‫نفس النظرية والقبول بما سمي بمبادرة األمير عبد والتي قبلتھا حماس بعد أن‬ ‫قام اليھود بعمليات تجھيز للميدان الحمساوي عبر عمليات االغتيال المتتابعة لرموز‬ ‫العقيدة والجھاد داخل قيادة حماس والتي شملت الشيخ أحمد ياسين والرنتيسي عام‬ ‫‪2004‬م‪ ،‬وما يھمنا في أمر الثورات أن أمريكا قد وسعت من قابليتھا إلدخال‬ ‫العبين جدد على ضوء التحوالت التي تشھدھا المنطقة وبالمقابل يتسابق عدد من‬ ‫التجمعات واألفراد إلبداء حسن نية واستعداد مبدئي لالستظالل بھذه النظرية‪ ،‬وإن‬ ‫أخطر ما في ھذا التكتيك أن يفرز متطلعين جدد الستالم السلطة من تحت يد أمريكا‬ ‫وبسبب ھذا اإلغراء سيبدي ھؤالء المتعاونين استعداد وافرا لضرب وتعويق من‬ ‫تريد أمريكا ضربھم وتعويقھم وعليه فسيكون العالم العربي في حال نجاح ھذا‬ ‫التكتيك في وضع يشبه الوضع الذي تم فيه نصب األنظمة السياسية عبر سايكس‬ ‫بيكو في بداية القرن العشرين‪.‬‬ ‫‪ -2‬يعمل التكتيك األمريكي على إبقاء آخر حلقة من حلقات الھيمنة على النظم وھي‬ ‫حلقتا الجيش واألمن والتظاھر بجعل المعركة تحتدم بعيدا عن ساحة ھاذين‬ ‫سلَِمت ھذه الساحة فحينئذ يسھل إرجاع كل ما ضاع من‬ ‫الجھازين فإذا َ‬ ‫)اكسسوارات( النظم السياسية )مصر وتونس أنموذجا( وتعويض الفقد المرحلي‬ ‫بالتعزيزات المادية والعسكرية واالستخباراتية‪ ،‬والعمل جاري لترتيب ليبيا واليمن‬ ‫على نفس المنوال‪ ،‬وھو األمر الذي لم تتمكن رموز الحكم المھترئة في العالم‬ ‫العربي أن تفھمه إذ كيف تضحي أمريكا بعبيدھا بھذه السھولة ومع بقاء ھؤالء في‬ ‫الحكم لعقود لكنھم ال يفقھون االستراتيجية األمريكية والتي ھي موروث خالص من‬ ‫االمبراطورية العجوز )خالتھا( بريطانيا والتي ضحت بالشريف حسين طمعا في‬ ‫عبيد أكثر قوة وصالبة ومواءمة للتطورات‪.‬‬ ‫‪ -3‬ويقضي التكتيك األمريكي بتوزيع ساحة العرب إلى ثالث ساحات الساحة األولى‬ ‫نتيجتھا ‪/1‬صفر لصالح العرب والساحة الثانية ‪ 1/1‬تعادل والساحة الثالثة إلغاء‬ ‫أصل اللعبة ومنعھا من الحدوث‪ ،‬أما الساحة األولى فھي مصر وتونس بقبول سقوط‬ ‫النظامين لتحقيق الرضا الشعبي في المنطقة والشعور بنجاح مزيف للثورات‬ ‫والتظاھر بعدم التدخل األمريكي دون أن نقلل من خطورة الحدث وآثاره القريبة‬ ‫والبعيدة والمفاجأة التي وقعت فيھا أمريكا‪ ،‬والساحة الثانية إبقاء الثورات الحالية‬

‫‪7‬‬


‫المشتعلة )ليبيا سوريا اليمن( في دائرة التجاذب والنضج على نار ھادئة واستغالل‬ ‫حالة الميوعة في الموقف الكلي لتوجيه المنطقة ككل باالتجاه الذي ترغب به أمريكا‬ ‫وھي غير مستعجلة على أي شيء‪ ،‬وأما الساحة الثالثة والتي تحاول أمريكا أن‬ ‫تمنع حدوث الثورات فيھا فھي ساحة األربعة المھمين الباقين المغرب والجزائر‬ ‫واألردن والسعودية مع العلم بأن ھذه البلدان ال تقل احتقانا وتجمعا ألسباب الثورات‬ ‫عمن سبق‪.‬‬ ‫‪ -4‬ويقتضي التكتيك األمريكي في محاولة التأثير على اتجاھات الثورات العربية‬ ‫بوضع الحكومات العربية الباقية في خدمة ھذا التأثير والتدخل بأبعاده السياسية‬ ‫واألمنية واإلعالمية واالقتصادية حيث تلعب كل من الجزائر والسعودية األدوار‬ ‫األبرز في ھذا التكتيك وذلك حتى تبدو الحلول عربية الوجه والوجھة ونتيجة لھذا‬ ‫التكتيك فقد دخلت الثورتين الناجزتين )تونس واليمن( مرحلة من الجمود والتخبط‬ ‫نتيجة تدخل الجارتين الجزائر والسعودية‪.‬‬ ‫‪ -5‬استخدام المشروع الشيعي في اتجاھين االتجاه األول ھو اتجاه صناعة العدو‬ ‫)الحظ العدو الشيوعي سابقا( والتخويف منه إلى درجة الرعب فبحسب الدعاية‬ ‫األمريكية )ومعھا النظم السياسية الباقية خاصة في الخليج( فإيران مستعدة لبلع‬ ‫الدول العربية وھي مؤھلة لغزو عقائدي يھدد المسلمين وھي مستعدة للسيطرة‬ ‫العسكرية على منطقة الشرق األوسط بأكملھا مع العلم بأن نظام صدام العسكري ـ‬ ‫على ضعفه ـ كان كافيا إلبقاء إيران تحت السيطرة لعقد من الزمان ولم تتمكن إيران‬ ‫من تحقيق حلمھا في العراق إال بعد أن ھرول الشيعة خلف الدبابة األمريكية‪ ،‬ولكن‬ ‫التكتيك ناجح جدا حتى اآلن فليس للعرب من منجى من فزاعة الشيعة إال الحضن‬ ‫األمريكي بل إنه وبعد اشتعال الثورة في سوريا فيبدو أن أمريكا وإيران مرشحتان‬ ‫لتبادل األدوار بطريقة أقوى مما فعال إبان غزو جورج بوش ألفغانستان والعراق‪،‬‬ ‫وأما االتجاه الثاني في استخدام الشيعة فھو تكليف العرب بتقليم أظافر الدولة‬ ‫الشيعية إذا سارت الظروف بھذا االتجاه ونواة ھذه الحرب موجودة في سوريا كما‬ ‫البحرين‪ ،‬ولعل أھم نتيجة إيجابية ألمريكا بھذا االستخدام ھو إدارة الثورات تحت‬ ‫ھذا الغطاء والغبار الذي يثيره ذلك االستخدام‪ ،‬وكأني بأمريكا تريد أن تبقي إيران‬ ‫في منطقة ال ھي بالمسيطرة فعليا وال ھي بالمھزومة‪ ،‬مع العلم بأن استعراض ھذا‬ ‫التكتيك األمريكي ال يعني من جھة أخرى إلغاء العوامل واآلثار التي يخلفھا الحراك‬

‫‪8‬‬


‫الشيعي في المنطقة والذي حرص قادته أن ال يلتقي بمسار األمة وتاريخھا بل ھو‬ ‫في تصادم متنامي منذ وضع عقيدته المعاصره الخميني‪.‬‬ ‫‪ -6‬واقتضي التكتيك األمريكي استخدامھا لعضو الناتو القديم الجديد تركيا‬ ‫العلمانية‪/‬اإلسالمية في عدة اتجاھات فتركيا أردوغان‪/‬غل عضو فاعل في األسرة‬ ‫الدولية أو المجتمع الدولي )إقرأ النصراني اليھودي( فمتى احتاجت تلك األسرة‬ ‫تدخل األخ التركي لصالح استراتجيتھا وجدته جاھزا فھو في ليبيا يرتب لصالح‬ ‫أمريكا وأوروبا وھو في القضية الفلسطينية يرتب لصالح إسرائيل وھو في القضية‬ ‫السورية يرتب لصالح أمريكا وأوروبا مجتمعتين وھو في القضية العراقية يرتب‬ ‫ويتدخل لصالح التوازن الذي تريده أمريكا في بغداد‪ ،‬واألعجب من ذلك أن يالحظ‬ ‫بعض اإلسالميين اإلشارات اإلسالمية الخفيفة لالعب التركي وال يالحظون األرضية‬ ‫األمريكية التي يلعب فيھا ذلك الالعب؟ فقد كان آخر تصريح للرئيس التركي قبل‬ ‫فترة وجيزة نصيحته لحماس كي تعترف بإسرائيل! ويبدو أن الساحة اإلسالمية‬ ‫سوف تشھد تساقطا متتابعا باتجاه تطبيق اإلسالم السياسي حتى الثمالة‪.‬‬ ‫‪ -7‬ويقتضي التكتيك األمريكي إعطاء من يسمون بالليبراليين وھم كل من اليؤمن‬ ‫بصالحية أو أحقية اإلسالم بالحكم فرصا كبيرة ونصيبا معتبرا في الساحة السياسية‬ ‫والفكرية كضمان لعدم تفرد اإلسالميين بالسيطرة بل ھو أول الشروط األمريكية‬ ‫لقبول اإلسالميين في الساحة السياسية وتكليف ھؤالء بالعمل على خلخلة الساحة‬ ‫من أي اتجاه إسالمي حقيقي الستثمار الديموقراطية لصالح التطبيق اإلسالمي‬ ‫وتزويدھم باالمكانات والدعم اإلعالمي لترجيح أدوارھم في الساحة حتى وصل األمر‬ ‫ببعض اإلسالميين تقليد ھؤالء في أدائھم خوفا من صولتھم وتأثيرھم والتبرؤ من‬ ‫كل مطالبة بتطبيق إسالمي حتى ال يثور عليه ھؤالء‪ ،‬وتكمل اإلدارة األمريكية‬ ‫حلقات ھذا التكتيك عبر ترتيب مرحلة حضانة للديمقراطيات الناشئة في العالم‬ ‫العربي ومراقبتھا عن كثب لضمان الحصول على مخرجات محددة من تلك الحضانة‪.‬‬ ‫‪ -8‬تستخدم أمريكا عصا االقتصاد والتحكم في المدخالت والمخرجات االقتصادية في‬ ‫العالم العربي والوعود بالنمو االقتصادي في حال خضعت الشعوب للديموقراطية‬ ‫المشروطة لكي تبقي الجميع تحت إطار السيطرة العملية والنفسية وضرورة‬ ‫الخضوع لمعطيات النظام االقتصادي العالمي كمدخل للسيطرة السياسية على النظم‬ ‫الجديدة ويبدو أن التشكيالت اآلخذة بالتبلور في النظم الجديدة )مصر وتونس‬

‫‪9‬‬


‫وليبيا( قد خضعت أو ھي مستعدة للخضوع التام لھذه اإلمالءات ألن الموقف‬ ‫األمريكي ھو نوع من المقايضة تقضي بفتح صنبور االقتصاد مقابل االنصياع‬ ‫للديموقراطية األمريكية‪.‬‬ ‫‪ -9‬والتكتيك القديم الجديد ألمريكا في التحكم بمعطيات الثورات العربية ھو بعبع‬ ‫اإلرھاب والتحذير الكبير من )التشدد اإلسالمي( حيث نجحت اآللة الدعائية األمريكية‬ ‫واآللة األمنية والسياسية في بلورة فلم رعب يحرم على العرب والمسلمين مجرد‬ ‫التفكير بالخروج من سيطرة النظام األمريكي وتوابعه فضال عن استخدام اآللية‬ ‫الجھادية ووضعھا موضع الدعم لمشروع التحول والتغيير ولوال ما من به عز‬ ‫وجل من تحول في المشھد الليبي وامتشاق الشباب السالح للدفاع عن أعراضھم‬ ‫وأرواحھم وأموالھم وأرضھم ودينھم لشاھدنا ـ وحاشا أمة اإلسالم ـ سقوطا تاريخيا‬ ‫نفسيا يتجاوز ما دأب النصارى على ترديده من إدارة الخد األيسر بعد الخد األيمن‪،‬‬ ‫وبناء على ھذا التحول وخوفا من نمو روح الجھاد مجددا على أرض ليبيا الطاھرة‬ ‫فقد تظاھر األمريكان ومعھم أوروبا بالوقوف العسكري ضد القذافي حتى يتسنى لھم‬ ‫التحكم في المشھد الكلي ويكاد ھذا التكتيك أن ينجح مرحليا وھو تكتيك من المرجح‬ ‫تكراره في مواقع أخرى‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬فرص ومھددات األداء الثوري العربي‬ ‫وقبل أن أستعرض فرص ومھددات األداء الثوري العربي فمن الواجب أن أذكر بأن‬ ‫الثورات ال ترسو على بر األمان بيسر وبسرعة بل ال بد من مرحلة انتقالية‬ ‫)رمادية( حيث تتربص القوى المصادمة للتحول والتغيير إليقافھا وتبديدھا‪ ،‬ولعل‬ ‫من أھم مؤشرات النجاح في األداء الثوري ھو تبلور رؤية ومشروع متكامل على‬ ‫مستوى األمة يستھدي به الثوار وكذا فرز دوائر قيادية تضمن قيادة الثورات إلى‬ ‫نتائجھا المأمولة‪.‬‬ ‫ويأتي استعراض الفرص والمھددات لألداء الثوري العربي لكي يتمكن قادة الرأي‬ ‫في اوساط ھذه الثورات من استثمار ھذه الفرص والعض عليھا بالنواجذ والعمل‬ ‫على توسيع الخرق على الراتق األمريكي ومواليه والوقوف على المھددات للثورة‬

‫‪10‬‬


‫والسعي لتحويلھا إلى نقاط ضعف وتھديد للعدو بدال من أن تبقى تحوم فوق رؤوس‬ ‫الثوار وساحاتھم‪.‬‬ ‫وسوف استعرض الفرص المتاحة مقرونة بالمھددات في نفس النقطة‪.‬‬ ‫‪ -1‬إن أول الفرص المتاحة لألداء الثوري العربي ھو عمق البعد العقائدي في ھذه‬ ‫الثورات فمھما عمل الكفار والمنافقون على طمس ھذه الحقيقة فھي كالشمس‪ ،‬وھل‬ ‫فجر الثورات إال حب الشھادة في سبيل تعالى وطلب االنعتاق من طواغيت العرب‬ ‫ّ‬ ‫الذين منعوا أن يعبد في األرض كما يحب ربنا ويرضى ومنعوا األمة من إقامة‬ ‫معالم ھذا الدين ومناراته السامقة؟ وھل أشعل فتيل الثورات إال شعور العرب بأمتھم‬ ‫وأنھم جسد واحد كما أخبر بذلك رسولھم صلى عليه وسلم؟ ويتعلق بھذه‬ ‫الفرصة نقطة تھديد تتمثل في مسارعة البعض لمواالة أمريكا بطريقة مباشرة وغير‬ ‫مباشرة ويعلم العرب والمسلمون بأن الوالء في اإلسالم ال يتجزأ فھو & ولرسوله‬ ‫وللمؤمنين وليس لألمريكان وال لغيرھم فيه أي نصيب وأن األمة ال يمكن أن تنھض‬ ‫إال على قلوب ذاكرة وسواعد متوضئة‪.‬‬ ‫‪ -2‬وثاني الفرص المتاحة لألداء الثوري العربي إصرار العرب على طلب الحرية‬ ‫الحقيقية عبر سعيھم لتشكيل نظامھم السياسي بأيديھم واالستظالل باستقالل غير‬ ‫منقوص ويتعلق بھذه الفرصة تھديد مباشر يتمثل في سعي األمريكان لفرض‬ ‫ديمقراطيتھم المشروطة وال يتم مقاومة ھذا اإلغراء إال بالبحث عن أسس الحكم‬ ‫الراشد في مبادىء اإلسالم وقيمه وتاريخه الذي ورد فيه قول الخليفة الراشد األول‪:‬‬ ‫أطيعوني ما أطعت فيكم فإن عصيته فال طاعة لي عليكم‪.‬‬ ‫‪ -3‬وثالث الفرص المتاحة لألداء الثوري العربي تتمثل في غياب األلوان واإلشارات‬ ‫واالنتماءات االجتھادية والقبلية والعرقية في ھذه الثورات حتى وجد أكراد العراق‬ ‫وأكراد سوريا وبربر تونس وليبيا وألول مرة ما يجمعھم مع العرب في بالدھم منذ‬ ‫غزا جورج بوش المنطقة وغرس مشاعر العداء المركز بين أھلھا‪ ،‬وحتى الشيعة‬ ‫العرب الذين لم تتلطخ أيديھم بظلم أھلھم في العراق يتطلعون لحالة سياسية تعبر‬ ‫عن أھل العراق غير التي فرضھا األمريكان وطبقھا شيعة إيران‪ ،‬ويتعلق بھذه‬ ‫الفرصة تھديد يتمثل في امكانية سرعة عودة الناس إلى انغالقھا وخوفھا والبحث‬ ‫عن اإلشارات الدقيقة التي تجمعھا بغيرھا وھذا ال يعالج إال أن تعتمد الثورات‬

‫‪11‬‬


‫مسطرة المواطنة والعدالة والمساواة والالمركزية والحكم الذاتي وتوزيع عادل‬ ‫للثروات طلبا لقوة األمة وانسجامھا وأمنھا الحقيقي‪.‬‬ ‫‪ -4‬ورابع الفرص المتاحة لألداء الثوري العربي تتمثل في تركز العداء لليھود‬ ‫واألمريكان والنظم السياسية التي أوجدوھا بين ظھراني األمة وما مارسه ھذا‬ ‫الثالوث من تآمر وقتل واستباحة للمقدسات ونھب للثروات وتقسيم لألوطان وتقزيم‬ ‫لألمة والقناعة الراسخة للثوار بأنه قد آن أوان تغيير ھذا الواقع المر عبر كسر‬ ‫أخطر حلقة فيه وھي حلقة النظام السياسي العربي والذي نام اليھود في أحضانه‬ ‫دھرا واستثمروه األمريكان إلذالل قلب األمة ما يقارب من نصف القرن‪ ،‬ويتعلق‬ ‫بھذه الفرصة تھديد يتمثل في رغبة جامحة لدى البعض في إعادة تقديم األمريكان‬ ‫لألمة وتجميل وجھھم القبيح ونسيان ما قتلتوا في العراق وأفغانستان وما أعانوا‬ ‫على قتله في فلسطين واعتبار اليھود خطرا متراجعا مقارنة بأخطار أخرى وقبول‬ ‫مشروع بيريز بشرق أوسط كبير وھو ما يقتضي من الثوار أن يفشلوا مساعيه وأن‬ ‫يركزوا بؤرة العداء على دائرتھا الحقيقية تجاه اليھود ومواليھم من النصارى فإن‬ ‫المسجد األقصى وفلسطين ليستا أرضا للھنود الحمر تناستھا أجيالھم وانقطعت‬ ‫صلتھم بھا وأن مسألة استرجاعھما ھي وقود نھضة األمة وطلبھا للحرية‪.‬‬ ‫‪ -5‬وخامس الفرص المتاحة لألداء الثوري العربي سقوط المشروع الشيعي في‬ ‫اختبار التحوالت والصراع بين األمة وأعدائھا فقد سقط المشروع الشيعي في‬ ‫العراق وھاھو يسقط في سوريا الشام وأنه لم يعد من أمل كبير يعول عليه في‬ ‫صناعة مستقبل األمة وال في صراعھا مع اليھود والنصارى ويتعلق بھذه الفرصة‬ ‫تھديد آخر يتمثل في استغراق البعض بأمل في غير محله بامكانية استخدام‬ ‫المشروع الشيعي لصناعة المشروع اإلسالمي الكبير مما أضعف األداء وأدخله في‬ ‫صراع داخلي وشتات ينبغي إيقافه سريعا والعمل على تھيأة الساحة الكلية لألداء‬ ‫اإلسالمي الواسع في ظل مشروع يوحد األمة ويجمع شتاتھا‪ ،‬كما يتمثل التھديد في‬ ‫ھذا المجال برغبة األمريكان والنظم السياسية في المنطقة باستخدام الثورات العربية‬ ‫كحائط صد للمشروع الشيعي وإنجاز أھداف لصالح األمريكان واليھود والنظم التي‬ ‫لم تسقط بعد تتمثل في اإلنابة عن أولئك بأداء مھمة وقف المشروع الشيعي أو‬ ‫إضعافه وتوفير حماية لليھود من آثاره واستغالل التھديد الشيعي لتوفير حماية‬ ‫للنظم العربية القمعية الباقية وھو ما ينبغي رفضه من قبل الثوار العرب‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫‪ -6‬وسادس الفرص المتاحة لألداء الثوري العربي دخول المنطقة في مرحلة من‬ ‫الفراغ والفوضى واھتراء للنظم السياسية وارتخاء قبضتھا األمنية وھي فرصة‬ ‫ينبغي أن تستغل في جميع االتجاھات بتوسيع الخرق على الراتقين وتوسيع األداء‬ ‫الجماھيري وتكثير مؤسسات المجتمع المدني ودعوة المجتمعات لممارسة أدوارھا‬ ‫السياسية واالجتماعية والتقدم باألحزاب والتجمعات والجماعات فالتعددية مظھر‬ ‫حضاري في المجتمعات الناھضة واستثمار مبارك لطاقات تلك المجتمعات واعتبار‬ ‫سقوط النظم السياسية فرصة تاريخية نادرة الحدوث وھي إنجاز في حد ذاته‪،‬‬ ‫ويتعلق بھذه الفرصة تھديد يتمثل في رغبة التجمعات التقليدية حزبية كانت أو قبلية‬ ‫بتكريس االنغالق والخوف من زوال األنظمة القمعية ودعوة بقاياھا للتعاون‬ ‫والتكامل ويذھب البعض مذھبا آخر عبر ادعاء تدخل أمريكا وتحكمھا في كل شيء‬ ‫وما ينتج عنه عند ھؤالء الموسوسين من قبول كامل بھذا التحكم المزعوم مما‬ ‫يقتضي توبة من ھذا الرق الخالي من األغالل ومن األمل الخادع في ماض بائس قد‬ ‫تحطم وانتھى‪.‬‬ ‫و يقول الحق وھو يھدي السبيل ‪2011/7/22‬‬

‫‪13‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.