anarchism as we see it online version

Page 1


‫اﻟﻔﻬﺮس‬ ‫ﻣﻘﺪﻣﺔ ‪٣ .............................................................................................................................................................‬‬ ‫ﻧﻈﺎم ﻋﻔﻦ ‪٣ .........................................................................................................................................................‬‬ ‫اﻟﺴﻴﻄﺮة اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ ‪٤ ...........................................................................................................................................‬‬ ‫ﺗﻐﻴريﻫﺎ ﻛﻠﻴﺔ ‪٦ ...................................................................................................................................................‬‬ ‫إرث اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ‪٦ .....................................................................................................................................‬‬ ‫اﻟﻼﺳﻠﻄﻮﻳﺔ )اﻷﻧﺎرﻛﻴﺔ( – ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣﻤﻜﻦ ‪٨ ...............................................................................................................‬‬ ‫اﻟﻌﺎمل ﺑني ﻳﺪﻳﻚ ‪١٠ ...............................................................................................................................................‬‬ ‫اﻟﻴﺴﺎر ‪١١ ............................................................................................................................................................‬‬ ‫اﻟﺒﺪﻳﻞ اﻟﻼﺳﻠﻄﻮي )اﻷﻧﺎريك( – اﻟﻔﻴﺪراﻟﻴﺔ اﻟﻼﺳﻠﻄﻮﻳﺔ )اﻷﻧﺎرﻛﻴﺔ( ‪١١ .......................................................................‬‬ ‫ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ‪١٢ ......................................................................................................................‬‬ ‫اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ واﻟﻐﺎﻳﺎت ‪١٣ .......................................................................................................................................‬‬


‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬ ‫العالم الذي نعيش فيه عالم غير معقول )ال يخضع للعقل(‪ .‬حيث يجوع الماليين في العالم الثالث بينما يراكم المجتمع‬ ‫االقتصادي الطعام الذي ال يجد من يشتريه‪ .‬يستخدم قادة العالم العنف لتعزيز السالم‪ .‬تقاتل الشعوب الصغيرة جيرانھا في سبيل‬ ‫أجزاء صغيرة من األراضي‪ .‬تضع الحكومات المكاسب قصيرة األمد قبل الحفاظ على موارد الكوكب‪ .‬تكدح الغالبية العظمى من‬ ‫العالم من أجل البقاء بينما تعيش قلة صغيرة في ترف بال حدود‪ .‬الفقراء مضطھدون في كل مكان من العالم‪ ،‬بينما يواجه النساء‬ ‫والسود اضطھادا وصعوبات إضافية‪.‬‬ ‫في مواجھة ھذا الجنون تقترح الفيدرالية الالسلطوية )األناركية( عالما مختلفا بالكامل‪ .‬عوضا عن النھب ندافع عن‬ ‫التعاون‪ .‬ويجب استبدال الفقر المصطنع بالوفرة للجميع‪ .‬يجب أن نعيش في تناغم مع الكوكب‪ ،‬ال ضده‪ .‬نظام الحكومة‬ ‫واالستغالل الذي اعتبر بديھيا يجب التخلص منه‪ .‬إن عالما أفضل ممكن‪ .‬نريد ھنا أن نشرح ما ھوالبديل الشيوعي الالسلطوي‬ ‫)األناركي(‪ ،‬فعوضا عن أن يكون مجرد حلم طوباوي‪ ،‬إنه في الواقع يقدم أفضل حل ممكن‪ ،‬عقالني وعاقل لمشاكل العالم‪.‬‬

‫‪ – ١‬ﻧﻈﺎم ﻋﻔﻦ‬ ‫نعيش في عالم غني ومزدھر‪ .‬عندما تفكر في الفقر في ھذا العالم يبدومن الصعب تصديق أنه يوجد ھناك أكثر مما يكفي‬ ‫للجميع‪ .‬ينتج ما يكفي من الغذاء في الواقع ليطعم كل العالم ‪ ٣‬مرات أكثر مما ھوعليه اآلن‪ .‬لكن ما يزال ھناك أناس ال‬ ‫يحصلون على ھذا الغذاء‪ ،‬بينما يستطيع البعض إنفاق الماليين على الحفالت والمآدب ألصدقائھم األثرياء‪ .‬حقيقة أننا نعيش في‬ ‫عالم تسيطر عليه طبقة واحدة شيء واضح لكل شخص‪ .‬لكن ما الذي نعنيه بالطبقة ؟ بأبسط ما يمكن‪ ،‬ھناك طبقتان‪ :‬أولئك‬ ‫الذين يلعبون دورا رئيسيا في السيطرة على ثروة وموارد العالم‪ ،‬طبقة السادة الرأسماليين وأولئك الذين عليھم أن يعملوا أوأن‬ ‫يحصلوا على المعونات لكي يبقوا على قيد الحياة‪ ،‬أي الطبقة العاملة‪.‬‬ ‫النظام الطبقي ھوجزء ضروري وأساسي من النظام االقتصادي الذي يؤثر على حياة كل شخص بسيط في العالم‪ .‬يسمى‬ ‫ھذا النظام ب"الرأسمالية" ورغم أنه يغير شكله من وقت آلخر‪ ،‬فإنه قد أصبح القوة المھيمنة في المائتي سنة األخيرتين‪ .‬ذات‬ ‫قدرة عالية على التكيف‪ ،‬وفاسدة وشاملة لكل شيء في نفس الوقت فإن الرأسمالية ترى من قبل كل شخص تقريبا على أنھا‬ ‫طبيعية وحتمية‪ .‬لكن األمر ليس كذلك‪.‬‬ ‫رغم أن الرأسمالية نظام عالمي لالستغالل واللصوصية حيث تعمل الشركات متعددة الجنسيات في كل مكان‪ ،‬فإن أساسه‬ ‫بسيط جدا‪ .‬ينتج الثروة في األساس الناس الذين يستخدمون األدوات ليحولوا المواد الخام المأخوذة من الطبيعة‪ .‬لكي يبقوا على‬ ‫قيد الحياة يجبر العمال على أن يبيعوا عملھم )أوما يسمى "بعبودية العمل المأجور"( وذلك بسعر السوق‪ .‬في أثناء عملھم‬ ‫يصنع العمال البضائع التي ھي جزء من الحياة اليومية ويوفرون الخدمات‪ .‬لكن المكافأة التي يحصل عليھا العمال بشكل أجور‬ ‫أقل من قيمة المنتجات والخدمات التي أنتجوھا‪.‬‬ ‫الفرق في القيمة بين ما أنتجه العمال وما يكسبونه ھوأساس الربح الذي يذھب إلى الرأسمالي‪ .‬بھذه الطريقة يتعرض‬ ‫العمال في كل مكان للسرقة من حصتھم في موارد األرض ومن قيمة عملھم‪ .‬بھذا المعنى فإنھم يتعرضون لالستغالل‪ .‬من خالل‪.‬‬ ‫قيمة عمل ماليين العمال‪ ،‬يزيد الرأسماليون من ثروتھم وقوتھم‪.‬‬


‫الرأسمالية ھي نظام للمنافسة الشديدة )العنيفة( وھي نظام غير مستقر إلى حد كبير‪ .‬تقود الرأسمالية إلى أزمات اقتصادية‬ ‫متكررة يمكن فيھا للرأسماليين فقط أن ينجوا )يبقوا( على حساب العمال‪ .‬عندما تتراجع األرباح‪ ،‬يطرد العمال‪ ،‬وتتشكل حالة‬ ‫من البطالة الجماعية التي ھي ميزة واسمة لحياتنا اليوم‪.‬‬ ‫تنتج الرأسمالية األشياء مقابل الربح عوضا عن أن تفعل ذلك في سبيل الحاجة )لتلبية الحاجات(‪ .‬لذلك عوضا عن أن تنتج‬ ‫عددا قليال من المنتجات المفيدة‪ ،‬تحاول الشركات باستمرار أن توسع عدد منتجاتھا في سبيل الربح‪ .‬لذلك نجد في األسواق‬ ‫المركزية )السوبرماركت( دزينات من مزيالت الروائح‪ ،‬معاجين األسنان‪ ،‬بودرة الغسيل‪ .‬األسواق المركزية )سوبرماركت( مثل‬ ‫تيسكو‪ ،‬سينسبري وأسادا جمعھا تبيع نفس المنتجات تقريبا ولجميعھا نفس الحافز‪ :‬أن تجعل المستھلكين يشترون بضائعھا‪.‬‬ ‫عوضا عن أن تكترث بتوفير األشياء الضرورية لبقائنا فإنھا تھتم فقط بجني األرباح‪ .‬ال يكفي أن تكون جائعا‪ ،‬يجب أيضا أن‬ ‫تملك المال وسيفضل صانعواألرباح ترك الطعام يتعفن من أن يطعموه للجوعى والفقراء‪.‬‬ ‫ھذا يصبح صارخا )واضحا( أكثر عندما تكنز دول المجموعة األوروبية جباال من اللحم والزبدة والحبوب بينما تضرب‬ ‫المجاعة الرھيبة أجزاءا كبيرة من أفريقيا‪ .‬في ھذا السياق فإن كل األفعال الخيرية غير ذات أھمية‪ .‬إن خلق جبال الغذاء‬ ‫ھونتيجة للنقص المفروض‪ ،‬الذي يعني في السوق‪ ،‬أسعارا أعلى وأرباحا أكثر‪ .‬بيروقراطيوالمجموعة األوروبية يفضلون رمي‬ ‫جبال الغذاء ھذه في البحر عن أن يھددوا الربحية أواألرباح‪ .‬ھذا الشيء يحدث في كل العالم‪.‬‬ ‫بحثا عن األرباح انتقلت الرأسمالية إلى عصر االستھالك‪ .‬يطلب إلينا أن نشتري ونشتري ونشتري‪ .‬حتى األطفال ليسوا‬ ‫آمنين من المعلنين الذين يقتحمون بيوتنا ويغطون كل بقعة متاحة بلوحات إعالناتھم وشعاراتھم وشارات متاجرھم‪ .‬ال تستطيع‬ ‫الصحف والمجالت البقاء ما لم تحشى باإلعالنات‪ .‬بمساعدة المصادر التكنولوجية الھائلة تخلق الرأسمالية منتجات جديدة‬ ‫تتفوق على السابقة‪ .‬انظر فقط إلى تغير تكنولوجيا الكاميرات على مر السنين‪ .‬إن أعجوبة السنة الماضية التكنولوجية قد‬ ‫أصبحت الغية اليوم‪ .‬علينا أن نشتري آخر منتج‪ ،‬أفضل منتج‪.‬‬ ‫نزعة استھالكية كھذه ال تقتصر على البلدان الغربية "المتقدمة"‪ .‬حتى أفقر المدن األفريقية تغطيھا اإلعالنات التي تحث‬ ‫الناس على شراء منتجات غير نافعة وحتى خطيرة‪ .‬لكنھا الطبقة العاملة في العالم الثالث ھي التي تعاني أشد من غيرھا بسبب‬ ‫الرأسمالية العالمية‪ ،‬بينما تحصل الطبقة الحاكمة على نصيبھا من الثروة‪ .‬فمواردھا منھوبة – انظر إلى قتل الغابات المطرية ‪،-‬‬ ‫ويجبر عمالھا على الحياة بمستوى يسمح لھم فقط بالبقاء على قيد الحياة‪ .‬أجزاء كثيرة من أفريقيا ال تستطيع أن تطعم‬ ‫شعوبھا‪ ،‬لكنھا تزرع الغذاء لغايات التصدير‪ .‬أصبح جنوب شرق آسيا محل العمل الشاق ومبغى العالم في نفس الوقت‪ .‬في كل‬ ‫مكان‪ ،‬تخترق الرأسمالية كل جوانب الحياة‪ .‬الكوكا كوال وسندويشات ھمبرغر ماكدونالد ھي رموز حقيقية "للنظام العالمي‬ ‫الجديد"‪.‬‬

‫‪ – ٢‬اﻟﺴﻴﻄﺮة اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ‬ ‫نتيجة للحياة في ظل نظام كھذا‪ ،‬يصاب كثير من العمال بالحيرة )التشوش( بشكل طبيعي‪ ،‬لدرجة أوأخرى‪ ،‬في معظم‬ ‫الوقت‪ .‬للحفاظ على السالم والنظام في المجتمع‪ ،‬ظھرت مجموعة كاملة من األساليب للسيطرة على البشر‪ .‬أكثرھا قوة ھي‬ ‫الدولة‪ ،‬مع ذلك توجد تقنيات السيطرة االجتماعية في كل مستويات المجتمع‪.‬‬ ‫تعمل الدولة متحالفة مع الرأسمالية‪ ،‬التي تتقاسم معھا كثيرا من المصالح المشتركة‪ .‬تقدم الرأسمالية للدولة نظاما‬ ‫اقتصاديا يمولھا من خالل االستغالل‪ .‬الدولة بدورھا توفر نظاما يسمح للرأسمالية بالقيام بأعمالھا بشكل جيد‪ .‬في بلدان مثل‬ ‫الصين‪ ،‬كوبا‪ ،‬كوريا الشمالية‪ ،‬الخ‪ ،‬فإنھما تندمجان في نظام واحد‪ ،‬إن أفضل وصف له ھو"رأسمالية الدولة"‪.‬‬


‫الدولة ھي في األساس نظام للعنف المنظم للحفاظ على ھيمنة الطبقة الرأسمالية الحاكمة‪ .‬لكن النظام أفضل ما يحقق من‬ ‫خالل قبول الناس‪ ،‬أكثر منه من خالل القوة العارية )المباشرة(‪ .‬بالنتيجة‪ ،‬تحتوي الدولة المعاصرة على عناصر تھتم بمحاولة‬ ‫جعلنا نفكر بطرق معينة ونتصرف كمواطنين مطيعين‪ .‬للدولة أيضا وجه لطيف ظاھريا في أنھا توفر منافع رفاھية يفترض أن‬ ‫تكون لمساعدة الفقير‪ ،‬المريض والمتقدم بالسن‪.‬‬ ‫عبر أساليب الحكومات التي تعمل داخل النظام البرلماني والخدمة المدنية‪ ،‬تسيطر الدولة على عملياتھا‪ .‬القوات المسلحة‪،‬‬ ‫م آي ‪) ٥‬اختصار للمخابرات العسكرية البريطانية‪ ،‬القسم أوالفرع ‪ – ٥‬المترجم(‪ ،‬م آي ‪) ٦‬المخابرات البريطانية الخارجية –‬ ‫المترجم(‪ ،‬قوة الشرطة‪ ،‬المحاكم والسجون‪ ،‬جميعھا تعمل لتسيطر علينا جسديا )ماديا(‪ .‬إنھم عمالء وحشيون )قساة( يوقعون‬ ‫العقاب بنا إذذا حاولنا مناقشة "حقھم" في حكمنا‪ .‬الدولة وقوات القمع التابعة لھا ليست محايدة بأي حال من األحوال وتعارض‬ ‫بقوة النضال في سبيل التحرر‪.‬‬ ‫دولة الرفاه‪ ،‬منظومة المدارس والعمال االجتماعيين‪ ،‬الخ‪ ،‬يبدوأنھم جميعا يحملون مصالحنا في قلوبھم‪ .‬لكنھم في الواقع‬ ‫أشكال مختلفة وأكثر تخفيا فقط للسيطرة أوأنھا قد أصبحت ضرورية ألسباب اقتصادية‪.‬‬ ‫توجد الخدمة )الرعاية( الصحية أساسا للحفاظ على قوة عمل جيدة الصحة لكن فقط للدرجة التي يحتاج فيھا النظام إلى‬ ‫عمال أصحاء ليعملوا‪ .‬تناول الكحول والسجائر سببان ھامان للمرض‪ ،‬لكنھما يمنحان للدولة قدرا كبيرا من المال بشكل ضرائب‪.‬‬ ‫ولذلك لم تكن ھناك أية محاولة جدية لتقويض ربحية ھاتين الصناعتين‪ .‬األرباح تأتي قبل الصحة‪.‬‬ ‫بشكل مشابه‪ ،‬فإن منظومة التعليم‪ ،‬بطريقة أكثر وضوحا‪ ،‬تنظم لتؤمن قوة عمل يمكن أن تقرأ وتكتب وتقوم بالحسابات‬ ‫األساسية‪ ،‬إضافة إلى تعلم كيف تطيع األوامر وتقبل السيطرة من األعلى‪ .‬يمأل المعلمون رؤوس تالمذتھم الصغار باألفكار‬ ‫المقبولة من طرف الطبقة الحاكمة‪.‬‬ ‫ھذه األفكار تعززھا وسائل اإلعالم الجماھيرية بما في ذلك التلفزيون‪ ،‬الراديو‪ ،‬صناعة األفالم‪ ،‬والمجالت‪ .‬يقومون فيم‬ ‫بينھم بخلق منظومة أفكار تعرف عادة ب"الحس )الرأي( العام"‪ .‬الحس )الرأي( العام ھي منظومة القيم الدارجة للطبقة‬ ‫المستغلة التي تقف في مواجھة الطبقة العاملة‪ .‬ھكذا فإن القومية‪ ،‬الدين‪ ،‬الوطنية‪ ،‬العنصرية والتمييز الجنسي التي تضعف من‬ ‫تضامن الطبقة العاملة تصبح شائعة بين الطبقة العاملة ذاتھا‪.‬‬ ‫كل ھذه العوامل تساھم في الوھم بأن ھناك حرية‪ ،‬عدالة‪ ،‬مساواة وديمقراطية بينما تقوي في الحقيقة قبضة الرأسمالية‬ ‫والدولة‪ .‬خذ "الديمقراطية" كمثال‪ .‬أيا كان الحزب الذي "يربح" االنتخابات العامة‪ ،‬فإن الرأسمالية والدولة تبقيان بمنأى عن‬ ‫أي تأثير أوتغيير إلى حد كبير‪ .‬ستبقى الطبقة العاملة عرضة لالستغالل واالضطھاد وسيحتقظ األغنياء واألقوياء بامتيازاتھم‪.‬‬ ‫بما أن حزب المحافظين منخرط بشكل أكثر مباشرة في إقامة الھيمنة‪ ،‬فإنه في موقع أفضل للنجاح في االنتخابات‪ .‬أما حزب‬ ‫العمال‪ ،‬حتى عندما يعطى فرصة الحكم‪ ،‬فإنه يتصرف مثل عميل أليف للرأسمالية‪.‬‬ ‫خارج الدولة توجد منظمات تدعي تمثيل مصالح الطبقة العاملة بينما تساعد في حقيقة األمر في الحفاظ على منظومة‬ ‫االضطھاد واالستغالل‪ .‬النقابات ھي أمثلة على ھذه المنظمات‪ .‬أوال إنھا تضعف أي إحساس بالھدف والتضامن داخل المعامل‬ ‫والصناعات بتقسيم العمال حسب مستوى مھارتھم‪ .‬ھذا يؤبد االختالفات في الدخل والوضعية )االجتماعية( داخل الطبقة العاملة‬ ‫ويخلق "أرستقراطية عمالية"‪ .‬ثانيا تنظم النقابات غالبا على أساس الصناعات وبھذا فإنھا تقسم النضال‪ .‬كم مرة كسرت‬ ‫اإلضرابات في صناعات مختلفة‪ ،‬فقط لكي يستفرد بھا واحدة تلواألخرى ؟‬


‫النقابات ھي أيضا منظمات بيروقراطية ذات مصالح منفصلة عن مصالح العمال الذين تدعي قيادتھم‪ .‬يريد أعضاء النقابات‬ ‫أن ينتصروا في اإلضرابات‪ ،‬يريد قادة النقابات أن يحافظوا على نمط حياتھم المريح‪ .‬عندما يتعارض ھذان االثنان‪ ،‬يتعرض‬ ‫العمال للخيانة‪ .‬بيروقراطيات النقابات منخرطة بشكل عميق في الرأسمالية من خالل استثماراتھا‪ ،‬ملكيتھا الخاصة‪ ،‬الخ‪.‬‬ ‫كل عملية التفاوض بين النقابات واإلدارة )التي تعرف بالمفاوضة الجماعية( تخدم فقط في أفضل األحوال حصول العمال‬ ‫على بعض الفوائد اإلضافية بينما تحافظ على منظومة االستغالل سليمة‪.‬‬ ‫على مستوى آخر تتصرف العائلة كعدوھام جدا في أيدي من يسيطرون علينا‪ .‬يتعلم األطفال غالبا من آبائھم )كما فعلوا ھم‬ ‫من آبائھم أيضا( أفكار سيطرة الذكر‪ ،‬العنصرية‪ ،‬الوطنية وضرورة الھيمنة والخضوع‪ .‬الطرق التي يقدم فيھا الناس لبعضھم‬ ‫البعض تعزز غالبا من ھذه المظالم الفردية التي يجب تحديھا‪.‬‬

‫‪ – ٣‬ﺗﻐﻴريﻫﺎ ﻛﻠﻴﺔ‬ ‫عندما تكون قد قرأت كل ما سبق قد تكون اآلن تتساءل ما الذي يمكن فعله لإلطاحة بأنظمة السيطرة واالستغالل التي‬ ‫تسيطر على كل جانب من حياتنا‪ .‬ھل التغيير ممكن حقا ؟‬ ‫الجواب ھونعم بالتأكيد ! توجد الدولة وسائر المنظمات )التنظيمات( القمعية بالتحديد ألن ھذا التغيير ممكن‪ .‬إن النظام‬ ‫الرأسمالي في حالة دائمة من األزمة‪ .‬لدرجة ما فإن الصيرورة المستمرة من االزدھار والركود التي ھي جزء من كيفية عمل‬ ‫الرأسمالية التي تساعدھا بتأكيد البقاء لألصلح فقط‪ .‬من جھة أخرى فإنھا تعني عدم االستقرار الدائم واحتمال قيام انتفاضات‬ ‫العمال مع تزايد فشل الرأسمالية في الوفاء بوعودھا‪.‬‬ ‫كانت بريطانيا في الثمانينات والتسعينيات تتميز بانتفاضات محلية دورية ضد الشرطة‪ ،‬والبطالة‪ ،‬ضد الملل وضريبة الفرد‪.‬‬ ‫لكن ھذه محدود مقارنة بما حدث في الماضي وما يمكن أن يحدث في المستقبل‪ .‬داخل ھذه العملية من التغيير االجتماعي‬ ‫الراديكالي تقع الشيوعية الالسلطوية )األناركية(‪ .‬لكن ما ھي الشيوعية الالسلطوية )األناركية( ؟‬ ‫باختصار )سنشرحھا أكثر في الفصل التالي(‪ ،‬يريد الشيوعيون الالسلطويون )األناركيون( أن يروا تدمير النظام الحالي‬ ‫الذي يخدم الغني والقوي‪ .‬نريد خلق عالم ينظم لتلبية الحاجات األساسية لكل البشرية‪ ،‬حيث تعود كل منتجات عمل الجميع‬ ‫للجميع )أي الشيوعية(‪ .‬نريد أيضا أن نرى إلغاء سلطة الطبقة الحاكمة‪ .‬ستتم السيطرة على المجتمع من قبل جميع البشر من‬ ‫خالل منظماتھم الخاصة )الالسلطوية أواألناركية(‪ .‬لكن أليس ھذا كله حلم جيمل ؟‬

‫إرث اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ‬ ‫ليست الالسلطوية )األناركية( نتاج عقول بعض المفكرين الذين ال تواصل بينھم وبين الجماھير العريضة من البشر‪ .‬إنھا‬ ‫تنشأ مباشرة من نضاالت العمال والمضطھدين )بفتح الھاء( ضد الرأسمالية‪ ،‬من حاجاتھم وكل رغباتھم غير المتحققة للحرية‪،‬‬ ‫وللمساواة‪ ،‬للسعادة واإلشباع الذاتي‪ .‬في الماضي في كل مكان تحدت فيه الثورات السادة‪ ،‬ظھرت األفكار الالسلطوية‬ ‫)األناركية( وأشكالھا للتنظيم‪ ،‬ولولبعض الوقت فقط‪ ،‬غالبا دون أن تسمي نفسھا السلطوية )أناركية(‪.‬‬ ‫في الثورة االنكليزية للقرن ‪ ،١٧‬فإن جماعات مثل المساواتيين )مجموعة سياسية ظھرت أثناء الحرب األھلية االنكليزية‬ ‫دعت إلى المساواة وإلى التسامح الديني – المترجم(‪ ،‬المفرطين )فرقة مسيحية ظھرت في القرن ‪ ١٧‬اعتبرتھا الكنيسة فرقة‬ ‫مھرطقة‪ ،‬دعت إلى وحدة الوجود وأعلنوا ان المؤمن متحرر من كل قيد تقليدي وأن الخطيئة نتاج للمخيلة فقط وأن الملكية‬ ‫الخاصة خاطئة‪ ،‬اعتبرتھم الحكومة يومھا تھديدا للنظام االجتماعي – المترجم(‪ ،‬الحفارين )مجموعة من الشيوعيين‬


‫البروتستانت االنكليز الزراعيين‪ ،‬دعوا إلى المساواة وإلغاء الملكية الخاصة‪ ،‬ظھرت في القرن ‪ – ١٧‬المترجم( طوروا فكرة‬ ‫الحرية‪ ،‬المساواة والعدالة‪ .‬أما أثناء الثورة الفرنسية فإن العمال والحرفيين الذين طوروا وعيھم الطبقي الخاص بدؤوا بتطوير‬ ‫األفكار الالسلطوية )األناركية( )الغاضبون(‪ .‬في كومونة باريس عام ‪ ١٨٧١‬خلق العمال الفرنسيون في الواقع تنظيمات السلطة‬ ‫الجماھيرية التي تحدت النظام القديم لفترة محدودة من الوقت قبل أن يجري إغراقھا في الدماء‪ .‬في الثورات الروسية لعامي‬ ‫‪ ١٩٠٥‬و‪ ١٩١٧‬طور العمال والفالحون بنى شبيھة للسلطة الديمقراطية المباشرة مثل مجالس العمال ولجان المعامل‪ .‬ليس‬ ‫لھذا أي عالقة باستيالء البالشفة على السلطة في أكتوبر تشرين األول ‪ .١٩١٧‬بشكل مشابه في الثورة الھنغارية لعام ‪١٩٥٦‬‬ ‫أقام العمال مجالس العمال عندما واجھوا مضطھديھم "الشيوعيين"‪ .‬في أيام مايوأيار من عام ‪ ١٩٦٨‬في فرنسا تم االستيالء‬ ‫على المعامل والجامعات وفي كثير من الحاالت أديرت وفق قواعد قريبة من القواعد الالسلطوية )األناركية(‪.‬‬ ‫من حركات العمال )الشغيلة( ھذه تطورت الالسلطوية )األناركية( كقوة بين أكثر العمال وعيا طبقيا‪ .‬بدأت في القرن ‪١٩‬‬ ‫في األممية األولى‪ ،‬حيث ظھر تيار السلطوي )أناركي( متمايز‪ ،‬تحت تأثير الثوري الروسي ميخائيل باكونين وأصدقائه ورفاقه‪.‬‬ ‫منذ ذلك اليوم كان لالسلطوية )األناركية( تأثير ھام على حركات الطبقة العاملة على امتداد العالم‪ ،‬من أمريكا الالتينية إلى‬ ‫ألمانيا والسويد‪ ،‬إلى الصين واليابان‪ .‬وأصبحت متجذرة عميقا ومؤثرة في منظمات النضال الطبقي للعمال في إيطاليا‪ ،‬إسبانيا‬ ‫والبرتغال‪ .‬ولعبت دورا في كل الثورات المعاصرة الكبرى‪.‬‬ ‫دافع الالسلطويون )األناركيون( وناضلوا دوما عن حاجة العمال )الشغيلة( لتولي زمام المجتمع وإدارته‪ ،‬وأن يأخذوا في‬ ‫أيديھم السيطرة على معاملھم‪ .‬وحذروا من إمكانية تسلق أي حزب أوآخرين إلى السلطة على ظھور الطبقة العاملة أثناء ھذه‬ ‫الفترات الثورية‪.‬‬ ‫أثناء الثورة الروسية عام ‪ ١٩١٧‬ما حذر منه الالسلطويون )األناركيون( من أن النضال قد جرى اختطافه من قبل‬ ‫المحترفين والسياسيين المحترفين قد ثبت أنه حقيقي‪ .‬لعب المناضلون الالسلطويون )األناركيون( دورا فاعال وھاما بين الجنود‬ ‫المجندين‪ ،‬الذين رفضوا مواصلة القتال في الحرب العالمية وشاركوا في االحتجاجات في المدن والريف‪ .‬وساعدوا في إسقاط‬ ‫النظام القيصري وحكومة سياسيي الطبقة الوسطى التي تلته‪.‬‬ ‫مع تقدم عام ‪ ١٩١٧‬اصبح العمال أكثر كفاحية وراديكالية‪ .‬واستولوا بحماسة على إدارة المعامل وطالبوا بوضع نھاية‬ ‫لنظام الھيمنة القديم‪ .‬استولى الفالحون على األرض وعاد الجنود من العمال والفالحين إلى بيوتھم‪ .‬الشعار الالسلطوي‬ ‫)األناركي( "األرض لمن يعمل بھا‪ ،‬المعامل لمن يعمل فيھا !" و"كل السلطة للسوفييتات )مجالس العمال(" أخذھا منھم الحزب‬ ‫البلشفي )الشيوعي(‪ .‬بطريقة ماھرة وسريعة خدع لينين الجماھير ليستولي على السلطة‪ .‬أصبح العمال خاضعين لديكتاتورية‬ ‫الحزب على الفور تقريبا ھذه الديكتاتورية التي أصبحت أكثر وحشية بشكل متزايد مع مرور السنين‪.‬‬ ‫كانت الحركة الالسلطوية )األناركية( أيضا ضحية للقمع البلشفي وأعدم كثير من الالسلطويين )األناركيين(‪ ،‬وسجنوا أوتم‬ ‫نفيھم‪ .‬خاف البالشفة من التأثير المتزايد لالسلطويين )األناركيين( بين الجماھير – كان الالسلطويون )األناركيون( في الخط‬ ‫األمامي إلقامة لجان المعامل إلدارة المصانع‪.‬‬ ‫في أوكرانيا لعبت الحركة الماخنوفية‪ ،‬تحت قيادة المناضل الالسلطوي )األناركي( نستور ماخنو‪ ،‬دورا رئيسيا في ھزيمة‬ ‫الجيوش البيضاء )القيصرية(‪ ،‬التي كانت تتقدم في طريقھا لسحق الحكومة البلشفية في بتروغراد‪ .‬لقد أنقذوا حياة النظام‬ ‫البلشفي حرفيا‪ .‬لكن ھذا لم يعفھم من ھجمات لينين وتروتسكي‪ .‬أجبر الماخنوفيون على القتال على عدة جبھات ضد األعداء‬


‫المتفوقين وھزموا في نھاية المطاف‪ .‬لكن على الرغم من ذلك وفي ظروف حربية صعبة للغاية‪ ،‬حاولوا تحقيق الملكية‬ ‫الجماعية لألرض في المنطقة التي كانت تحت سيطرتھم‪.‬‬ ‫أيضا في قاعدة كرونشتادت البحرية‪ ،‬وصم البحارة والجنود الثوريون‪ ،‬الذين وصفوا في عام ‪ ١٩١٧‬بأنھم "زھرة‬ ‫الثورة" من قبل القيادة البلشفية‪ ،‬في عام ‪ ١٩٢١‬على أنھم من "الثورة المضادة" و"حراس بيض"‪ .‬ما كانت جريمتھم ؟ لقد‬ ‫انتقدوا ببساطة الديكتاتورية البلشفية على السوفييتات التي كانت قد أصبحت اآلن أشكاال فارغة عوضا عن أن تكون منظمات‬ ‫للسلطة العمالية‪ .‬بحارة كرونشتادت‪ ،‬بردة فعلھم على الوحشية الرھيبة للسياسات البلشفية‪ ،‬وفساد الدولة ومقننات الجوع‪،‬‬ ‫كانوا في الحقيقة يحيون القضية الالسلطوية )األناركية( ضد الدولة‪ .‬وبسبب ھذه الجرأة تعرضوا للمذبحة )للمجرزة(‪.‬‬ ‫في إسبانيا عام ‪ ١٩٣٦‬واجھت الحركة الالسلطوية )األناركية( واحدة من أعظم تحدياتھا وفتحت المجال أمام ثورة تلھمھا‬ ‫األفكار الالسلطوية )األناركية(‪ .‬النقابة الالسلطوية )األناركية( الجماھيرية‪ ،‬الكونفيدرالية الوطنية للشغل‪ ،‬والمنظمة الالسلطوية‬ ‫)األناركية( الفيدرالية الالسلطوية )األناركية( اإليبيرية )في شبه الجزيرة اإليبيرية( )أوالفيدرالية الالسلطوية )األناركية(‬ ‫اإلسبانية(‪ ،‬كانوا في الخط األول للقتال عندما حاول فرانكو)مدعوما من الجيش‪ ،‬والفاشيين‪ ،‬والملكيين والكنيسة الكاثوليكية(‬ ‫اإلطاحة بالحكومة الجمھورية‪ .‬في العديد من المناطق ھزمت قوات فرانكوأول األمر من قبل العمال والفالحين المسلحين‪ .‬في‬ ‫مناطق ككتالونيا وآرغون‪ ،‬سيطر العمال والفالحون على شؤون حياتھم‪ ،‬وأصبحت االرض والمعامل ملكية جماعية بينھم‪ .‬لكن‬ ‫الالسلطوية )األناركية( اإلسبانية‪ ،‬التي كانت قد أسست أساسا حول النقابات‪ ،‬كان يعوزھا اإلدراك السياسي وسرعان ما كانت‬ ‫عرضة لتالعب سياسي الحكومة الجمھورية و"الشيوعية"‪ .‬أدى ھذا لألسف إلى المساومة على الكثير من الموقف والسياسات‬ ‫الالسلطوية )األناركية(‪ .‬ھزمت الالسلطوية )األناركية( اإلسبانية ليس فقط من قبل الفاشيين ورأس المال الكبير بل أيضا من قبل‬ ‫الستالينيين وبسبب ضعف سياساتھا الداخلية نفسھا‪.‬‬ ‫خالصة تطور الالسلطوية )األناركية( المسجلة ھنا تظھر أن التغيير الحقيقي يمكن أن يحدث فقط من قبل العمال الذين‬ ‫تلھمھم الالسلطوية )األناركية(‪ .‬الالسلطوية )األناركية( ليست حلما طوباويا‪ .‬إنھا تيار تحتي )قاعدي( دائم الوجود في ممارسة‬ ‫الطبقة العاملة‪ ،‬المھمة المطلوبة ھي في جعله التيار الرئيسي‪ .‬بينما قد يسعى العمال إلى الحلول التحررية لمشاكلھم في الفترات‬ ‫الثورية‪ ،‬فھناك آخرون مثل التروتسكيين وسياسيي الطبقة الوسطى الذين يحاولون استخدامھم لكي يتسلقوا إلى السلطة‪.‬‬ ‫كان الالسلطويون )األناركيون( سذجا في الماضي‪ .‬رأوا أعداءھم الرئيسييين )عن حق( على أنھا الرأسمالية الكبيرة‬ ‫والدولة لكنھم لم يكونوا واعين بما يكفي للمخاطر التي يمثلھا أولئك الذين يدعون أنھم جزء من حركة العمال‪ .‬لھذا السبب‬ ‫نحتاج إلى منظمة السلطوية )أناركية( كبيرة حسنة التنظيم وواعية سياسيا‪ .‬منظمة كھذه ستقدم رؤى بديلة للسمتقبل‪ ،‬وستطور‬ ‫األفكار الالسلطوية )األناركية( وتقدم حججا معارضة لالشتراكيين الدولتيين والليبراليين وبقية األصدقاء المزيفين للطبقة‬ ‫العاملة‪ .‬إن أعداء الالسلطوية )األناركية( جيدوالتنظيم‪ ،‬ولذلك تحتاج الالسلطوية )األناركية( ألن تكون أفضل تنظيما‪ .‬المساعدة‬ ‫بإقامة مثل ھذذه المنظمة ھي مھمة الفيدرالية الالسلطوية )األناركية(‪.‬‬

‫‪ – ٤‬اﻟﻼﺳﻠﻄﻮﻳﺔ )اﻷﻧﺎرﻛﻴﺔ( – ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣﻤﻜﻦ‬ ‫سيكون المجتمع الشيوعي الالسلطوي )األناركي( مختلف جذريا عن الطريقة التي نعيش بواسطتھا اليوم‪ .‬لقد غيرت‬ ‫الرأسمالية العالم أبعد من أي خيال أوتصور في المائتي سنة األخيرة‪ .‬حاول الرأسماليون و"الشيوعيون" )رأسماليوالدولة(‬ ‫الھيمنة على الطبيعة وعند قيامھم بھذا جعلونا أقرب إلى كارثة بيئية‪ .‬إن أوضاعا كابوسية وشيكة جدا مع إخضاع الطبيعة‬ ‫للتصنيع‪ ،‬والطاقة النووية‪ ،‬إطراح غاز ثاني أوكسيد الكربون‪ ،‬إزالة الغابات‪ ،‬الزراعة الصناعية‪ ،‬الخ‪.‬‬


‫ستعني الشيوعية الالسلطوية )األناركية( إعادة تفكير جذرية )راديكالية( في كيف ندير حياتنا‪ .‬سيتعين علينا أن نعيش في‬ ‫تناغم مع الطبيعة‪ ،‬وليس في مواجھتھا‪ .‬ھل نحتاج بالفعل للكثير من السيارات ؟ ھل نحتاج بالفعل لعشرين نوعا من معاجين‬ ‫األسنان ؟ أليست ھناك أشكال خالية من التلويث لتوليد الكھرباء ؟ ھذه القضايا البيئية وأخرى ال حصر لھا يكون علينا‬ ‫مواجھتھا إذا كان للبشر أن يكون لھم مستقبل‪.‬‬ ‫إضافة إلى تغيير عالقتنا بالطبيعة‪ ،‬سيكون علينا أن نغير الطريقة التي نرتبط فيھا بعضنا ببعض‪ .‬كل جوانب حياتنا اآلن‬ ‫تخضع للسيطرة من األعلى )سيطرة من ھم في األعلى(‪ .‬اآلالف يقومون بوظائف السيطرة على البشر من حولھم وتقييد‬ ‫حريتھم‪ .‬الشباب‪ ،‬الزنوج‪ ،‬المثليون جنسيا‪ ،‬وغير المتكيفيين خاصة ھم عرضة لتحرش الشرطة‪ .‬ما أن تدخل المعمل حتى يغيب‬ ‫أي مظھر للسيطرة الذاتية لصالح اإلدارة التافھة وتنمرھا )إرھابھا(‪ .‬بالنسبة لكثير من النساء واألطفال فإن بيوتھم حتى غير‬ ‫آمنة في وجه العنف األسري‪.‬‬ ‫الالسلطوية )األناركية( تعني الحرية‪ .‬يجب أال يخضع األفراد لتدخل خارجي طالما أنھم ال ينكرون حرية اآلخرين‪ .‬لكن‬ ‫الحرية ال تكمن فقط في أن تترك لتھتم بشؤونك بنفسك‪ .‬لكي توجد الحرية الحقيقية يجب أن يكون لدى الناس أمان‪ ،‬بيئة آمنة‬ ‫وحانية )أومھتمة( ووسائل تحقيق كامل الكمون البشري‪ .‬الحرية تعني إذن أفضل تعليم ورعاية صحية ممكنة لتسمح لنا بأن‬ ‫نحصل على أفضل ما يمكن من حياتنا‪.‬‬ ‫ستتعزز الحرية بأفضل ما يمكن مع تطوير الجماعات )المجتمعات( التي يمكن للناس فيھا أن يديروا حياتھم بأنفسھم‪ .‬في‬ ‫ظل الرأسمالية تختفي ھذه الجماعات ألن األفراد واألسر تغلق على نفسھا في بيوتھا منعزلة عن اآلخرين‪ .‬في مجتمع ال‬ ‫سلطوي )أناركي( ستظھر جماعات ذات أشكال مختلفة‪ ،‬غالبا على أساس العمل أومكان السكن‪ .‬ھذه الجماعات ستنضم طوعا‬ ‫مع بعضھا البعض لتخلق شبكة من المنظمات المستقلة لكن المتعاونة فيم بينھا والتي ستدير المجتمع‪.‬‬ ‫ھذا النظام المعروف بالفيدرالية سينضم مع مجموعات أخرى من المستوى المحلي إلى العالمي‪ .‬بإقامة التنظيم االجتماعي‬ ‫على معاني التضامن والتعاون يمكن لألفراد أن يشاركوا في إدارة شؤون حياتھم بأنفسھم‪ ،‬وأن يشاركوا في توسيع حريتھم‪.‬‬ ‫لذلك سيأخذ البشر‪ ،‬ألول مرة في التاريخ‪ ،‬السيطرة الكاملة على حياتھم‪ .‬لن يكون ھناك مكان لقيادات )زعامات(‪ ،‬أولسادة‪،‬‬ ‫ولسياسيين محترفين وموظفين حكوميين‪ .‬سيقوم الناس بھذه الوظائف بحيث يكون من يمارسھا عرضة لالستدعاء الفوري من‬ ‫قبل الناس الذين يخدمونھم‪.‬‬ ‫ستكون الالسلطوية )األناركية( نھاية "القانون والنظام" كما نعرفه‪ .‬النظام القانوني الذي يتضمن الشرطة‪ ،‬القضاة‪ ،‬والسجون‬ ‫كوسائل لحماية األغنياء واألقوياء من الجمھور العريض للبشر‪ .‬بعد تدمير انعدام المساواة والحكومة فإن أجھزة كھذه ستحل‪.‬‬ ‫ستدمر السجون‪ ،‬ويتقاعد القضاة وسيعاد تشغيل ضباط الشرطة في أعمال مفيدة اجتماعيا‪ .‬معظم الجرائم تقع ضد الملكية‬ ‫وسببھا انعدام المساواة في الثروة‪ .‬عندما تصبح الملكية جماعية ويختفي انعدام المساواة‪ ،‬ستختفي الجريمة أيضا‪ .‬ستبقى ھناك‬ ‫عناصر معادية للمجتمع لكن سيجري التعامل مع ھؤالء من قبل تلك الجماعات نفسھا على أساس عادل وإنساني‪.‬‬ ‫لقد شوھت الرأسمالية وأفسدت كل عالقة إنسانية‪ .‬الجشع‪ ،‬البحث عن الثراء‪ ،‬والتقدم في الوظيفة‪ ،‬اختزال البشر إلى‬ ‫وحدات اقتصادية‪ ،‬عزل األفراد‪ ،‬وما إلى ذلك‪ ،‬ھي نتيجة مباشرة لوضع النقود قبل البشر‪.‬‬ ‫ستلغي الشيوعية الالسلطوية )األناركية( الرأسمالية والملكية الخاصة وتضعھا في أيدي الناس‪ .‬المباني العامة‪ ،‬المتاجر‪،‬‬ ‫المكاتب والمعامل‪ ،‬المستودعات واألرض ستمتلكھا الجماعات لتطورھا في صالح الجميع‪ .‬لكن ھذا لن يعني نھاية الممتلكات‬ ‫الشخصية‪.‬‬


‫تتطلب الشيوعية إلغاء النقود‪ ،‬وإذا سمحت الظروف‪ ،‬توزيع البضائع والخدمات بحرية على أساس الحاجة الشخصية‪.‬‬ ‫بكلمات أخرى سيكون بمقدور الناس أن يحصلوا على أي شيء يريدونه عندما يحتاجونه‪ .‬إذا كان اإلنتاج غير كافي لتوفير ھذه‬ ‫الوفرة الضرورية‪ ،‬عندھا سيجري التشارك في ھذه البضائع والخدمات بالتساوي لتأكيد توزيعھا العادل‪ .‬أخذا باالعتبار‬ ‫تكنولوجيا الكومبيوتر الحديثة ستكون ھناك القليل من الصعوبات في تخطيط اإلنتاج والتوزيع ليتناسبان مع حاجات كل فرد‪،‬‬ ‫خاصة إذا لم يكن ھناك زيادة ضائعة في اإلنتاج التي تميز النظام الحالي‪.‬‬ ‫في الوقت الحاضر فإن العمل بالنسبة لمعظم البشر شيء يراد تجنبه أكثر ما يمكن لكنه أيضا ضروري لتوفير مستوى‬ ‫مقبول للحياة‪ .‬في االقتصاد الشيوعي الالسلطوي )األناركي( سيجري إلغاء العمل غير الضروري وسيخفض العمل الضروري‬ ‫إلى أدنى حد ممكن ليتناسب مع رغبات البشر‪ .‬عندھا إما أن يقسم العمل غير الممتع بعد أن يخفض إلى أدنى حد ممكن من‬ ‫خالل التكنولوجيا المالئمة أوأن يقوم به أولئك الذين يجدون في أنفسھم الميل لتلك األعمال‪ .‬التمييز بين العمل والالعمل سيلغى‬ ‫ما أن يمارس البشر مرة أخرى طريقة تناغمية )منسجمة( للحياة‪.‬‬ ‫لكن الشيوعية الالسلطوية )األناركية( ليست فقط طريقة لنوع جديد من االقتصاد أوأسلوب جديد للتنظيم االجتماعي‪.‬‬ ‫كعملية )صيرورة( مستمرة فإنھا تبدأ قبل الثورة وتتطور بعدھا‪ ،‬توجد ھناك حاجة لمھاجمة كل المعتقدات‪ ،‬األفكار‪ ،‬المؤسسات‬ ‫والممارسات التي تحد من الحرية والعدالة‪ .‬الدين‪ ،‬التمييز الجنسي‪ ،‬التمييز حسب العمر‪ ،‬العنصرية‪ ،‬الوطنية‪ ،‬الجشع‬ ‫واالستغراق في الذات‪ ،‬جميعھا تحتاج ألن يجري التخلص منھا‪ ،‬وإال فإن الثورة لن تكون ذات جدوى‪ .‬لكن ال يمكننا القيام بما‬ ‫ھوأكثر من تلخيص بعض التطورات التي ستحدث )أوتتلو(‪ .‬كثير من األشياء التي قد تظھر ال يمكننا أن نتنبأ بھا اآلن ولذلك‬ ‫فإن ھذا التلخيص للمجتمع الالسلطوي )األناركي( ليس بأي حال من األحوال مخططا "مقدسا" وغير قابل للتغيير‪.‬‬

‫‪ – ٥‬اﻟﻌﺎمل ﺑني ﻳﺪﻳﻚ‬ ‫إذا نظرت للعالم كما ھوعليه اليوم بالفعل‪ ،‬مقارنة بالنظام الذي نريد نحن الشوعيون الالسلطويون )األناركيون( أن نراه‪،‬‬ ‫عندھا – لنقولھا بطريقة معتدلة – نكون قد حددنا )قطعنا( حجم عملنا المطلوب ! أن نحدث تغييرا كھذا قد يبدومھمة ھائلة‬ ‫للغاية‪.‬‬ ‫لكن قبل أن نبدأ بالشعور بشيء من الخوف بسبب ھذا‪ ،‬تذكر أننا نعيش في عالم يتغير بسرعة‪ .‬العالم الذي نعيش فيه‬ ‫اليوم لم يكن من الممكن تخيله قبل ‪ ٢٠‬سنة فقط‪ .‬في الواقع‪ ،‬لقد تغير العالم في الخمسين سنة األخيرة أكثر مما تغير في‬ ‫الخمس مائة سنة الماضية‪.‬‬ ‫أشياء كاالقتصاد والتكنولوجيا تلعب دورا في تشكيل العالم لكن في نھاية المطاف البشر ھم الذين يغيرون األشياء بالفعل‪.‬‬ ‫ذكرنا سابقا دولة الرفاه كشكل من أشكال السيطرة‪ .‬لكن من جھة أخرى فإن أشياء مثل الرعاية الصحية األساسية وجدت فقط‬ ‫ألن الطبقة العاملة حاربت من أجلھا )رغم أن السياسيين قد ينسبوا الفضل ألنفسھم(‪ .‬من دون التھديد بالتحرك لم نكن لنفوز‬ ‫بتلك األشياء أبدا‪ .‬اإلضرابات أوالتھديد بھا يساعد في تحسين األجور وظروف العمل‪ .‬من دون األعمال من طبقتنا فإن األشياء‬ ‫ستصبح أسوأ فقط‪ .‬كذلك فإن الضريبة الفردية ألغيت فقط ألن الناس حاربوا ورفضوا أن يدفعوھا‪.‬‬ ‫حتى اليوم لدينا القدرة على التغيير إذا عملنا سوية‪ .‬قوة تحويل المجتمع تكمن في أيدي من يخلقون كل شيء – أي الطبقة‬ ‫العاملة‪ .‬ھذا ھومصدر قوتنا‪ ،‬إذا ما استخدمناه‪ ،‬يمكن لھذه القوة أال تحقق بعض اإلصالحات فقط بل أن تغير النظام بأكمله‪ ،‬أن‬ ‫تخلق ثورة اجتماعية‪.‬‬


‫اﻟﻴﺴﺎر‬ ‫ليس الشيوعيون الالسلطويون )األناركيون( وحدھم من يتحدث عن الثورات‪ .‬كان ھناك الكثير من "الثورات" في‬ ‫الماضي‪ ،‬لكن الرأسمالية ما تزال موجودة‪ .‬لم توجد الشيوعية الحقيقية في أي مكان‪ ،‬االتحاد السوفيتي السابق في عنفوان‬ ‫"اشتراكيته" لم يكن شيئا من ھذا القبيل‪ .‬بقيت "شيوعية" الدولة أحد أشكال الرأسمالية )رأسمالية الدولة( حيث كان الحزب‬ ‫الشيوعي ھوالسيد وبيروقراطيوالحزب ھم أصحاب االمتيازات‪.‬‬ ‫مع انھيار "شيوعية" الدولة )رأسمالية الدولة( في أوروبا الشرقية‪ ،‬قد يفاجئنا أن نجد مجموعات ما تزال موجودة في‬ ‫بريطانيا تريد ان تسير على نموذج االتحاد السوفيتي‪ .‬لكن منظمات مثل المناضل وحزب العمال االشتراكي تستمر في الوجود‬ ‫حاملة نفس الرسالة القديمة‪ ،‬يقولون أن "العمال متخلفون"‪" ،‬ويحتاجون إلى قيادة منظمات كمنظماتنا"‪ ،‬ويواصلون "ھناك‬ ‫أزمة قيادة‪ ،‬نحن فقط نعرف الطريق إلى األمام‪ .. .‬نحتاج إلى االنضباط الحزبي‪ . .‬إلى حزب يتألف من القادة وممن يقادون‪،". .‬‬ ‫وما إلى ذلك‪.‬‬ ‫نموذج االتحاد السوفيتي السابق لما يسمى باالشتراكية كان كارثة على الطبقة العاملة في كل العالم‪ .‬سواء كانت ھذه الدول‬ ‫تتبع تعاليم لينين‪ ،‬تروتسكي‪ ،‬ستالين أوماو‪ ،‬فالواقع ھوأن ھؤالء األنبياء أثبتوا أنھم خصوم وحشيون للطبقة العاملة الحقيقية‬ ‫)التي تتناقض مع خياالتھم عن الطبقة العاملة(‪ .‬الرسالة واضحة‪ :‬الطبقة العاملة والمضطھدون‪ ،‬إذا كان من الممكن أن يكونوا‬ ‫أحرارا على اإلطالق‪ ،‬يحتاجون ألن يقوموا بالعمل بأنفسھم‪ ،‬دون ھؤالء القادة الذين نصبوا أنفسھم بأنفسھم‪.‬‬ ‫لوأن ھؤالء األشخاص كانوا ناجحين ھنا أيضا )أي في بريطانيا – المترجم( لجاؤوا بأشكال جديدة من االستغالل‬ ‫واالضطھاد‪ .‬سيصرخون عن االشتراكية والعالم الجديد الشجاع لكنھم ھم من سيكون في موقع السيطرة وليس المظلومين‪.‬‬ ‫االسم الذي يعطونه للنظام سيتغير لكن االستغالل واالضطھاد سيستمران‪.‬‬ ‫يستخدم حزب العمال أحيانا كلمة "االشتراكية" لوصف سياساته‪ ،‬لكن ليس كثيرا ! مرة أخرى فإن حزب العمال لم ولن‬ ‫يكون اشتراكيا على اإلطالق‪ .‬يوفر حزب العمال عدة مئات من الوظائف لمحترفي الطبقة الوسطى لكنه لم يقدم أي فائدة حقيقية‬ ‫ألي بشر آخرين‪ .‬رغم قيام عدة حكومات لحزب العمال )قبل سنوات كثيرة ؟( لم يتغير أي شيء‪ .‬ما تزال ھناك بطالة ھائلة‪،‬‬ ‫اقتطاعات من نفقات الرفاھية‪ ،‬العنصرية وما إلى ذلك‪ .‬كانت الرأسمالية تعمل تماما كما كان عليه الحال من قبل‪.‬‬

‫اﻟﺒﺪﻳﻞ اﻟﻼﺳﻠﻄﻮي )اﻷﻧﺎريك( – اﻟﻔﻴﺪراﻟﻴﺔ اﻟﻼﺳﻠﻄﻮﻳﺔ )اﻷﻧﺎرﻛﻴﺔ(‬ ‫أقيمت الفيدرالية الالسلطوية )األناركية( للمساعدة في النضال في سبيل عالم أفضل – عالم دون سياسيين وجنراالت‪ ،‬دون‬ ‫كھنة وسادة‪ .‬بينما ال نرى أنفسنا على أننا مجموعة من المعلمين الذين يملكون كل األجوبة‪ ،‬فإننا نعتقد أنه لدينا بعض االراء‬ ‫واألفكار المفيدة التي يمكن للطبقة العاملة أن تستخدمھا‪ .‬لدينا أيضا رؤية واضحة عن كيف نحقق عالما ليس فيه استغالل‪.‬‬ ‫في الوقت الراھن فإننا نحاول أن ننشر أفكارنا بين الطبقة العاملة‪ .‬ھذا يعني إنتاج المجالت‪ ،‬الكراسات‪ ،‬الكتيبات‪،‬‬ ‫البوسترات‪ ،‬شرائط الكاسيت‪ ،‬الخ‪ ،‬إليصال الرسالة الالسلطوية )األناركية( إلى أوسع جمھور ممكن‪ .‬لكن الشيوعية الالسلطوية‬ ‫)األناركية( ال تتعلق فقط باألفكار الجيدة‪ .‬األفكار لوحدھا عديمة الفائدة‪ ،‬يجب أن يصار إلى تطبيقھا‪ .‬لذلك تنخرط الفيدرالية‬ ‫الالسلطوية )األناركية( في الدعم النشيط للمضربين‪ ،‬سكان البيوت‪ ،‬المستأجرين والسجناء‪ ،‬التظاھرات‪ ،‬االعتصامات‪،‬‬ ‫االحتجاجات‪ ،‬الخ‪ .‬نحن ال ننخرط فحسب لننشر أفكارنا بل ألننا نؤمن بأن نضاالت كھذه وربطھا بالحركات االجتماعية سيخلق‬


‫ثقة طبقية في قدرتنا على تغيير األشياء‪ .‬إن تعزيز مثل ھذه الثقة مھم ألنه يعني أن انتصار صغير اليوم يمكن أن يؤدي إلى‬ ‫انتصار أكبر في الغد‪.‬‬ ‫إننا ننخرط في ھذه األشياء كشيوعيين السلطويين )أناركيين(‪ ،‬بكلمات أخرى فإننا ندفع فكرة أن كل النضاالت يجب أن‬ ‫يقودھا أولئك المنخرطين فيھا مباشرة وليس من قبل أحزاب من السادة أوالمحرضين أوبيروقراطيي النقابات‪ ،‬أوقادة المجتمع‬ ‫الذين ينصبون أنفسھم بأنفسھم‪.‬‬ ‫إننا ندعم خلق منظمات قاعدية في كل جوانب المجتمع‪ ،‬مثل مجموعات الطبقة العاملة والمجموعات المستقلة ذاتيا‬ ‫)المسيرة ذاتيا( لمحاربة االضطھاد الجنسي‪ .‬أيضا فإننا ندعم مجموعات الطبقة العاملة المستقلة ذاتيا من الزنوج ونشارك في‬ ‫النضال ضد العنصرية والفاشية‪ .‬في أماكن العمل ندعوإلى بناء حركة مستقلة قوية خارجة عن سيطرة النقابات واإلدارة‪ .‬في‬ ‫نفس الوقت نسعى لخلق مجموعات السلطوية )أناركية( ثورية في الصناعات لكي تنشر الرسالة الالسلطوية )األناركية(‪ .‬في كل‬ ‫الحاالت فإن النضال في سبيل الحرية ھوفي نفس الوقت نضال ضد الرأسمالية‪.‬‬ ‫تحاول الفيدرالية الالسلطوية )األناركية( أال تجعل ألية قضية أونضال أولوية على القضايا األخرى‪ .‬ألنه لوقت طويل كانت‬ ‫الطبقة العاملة مقسمة ومحكومة‪ .‬من الھام جدا ربط كل نضاالت الطبقة العاملة لكي نخلق حركة جماھيرية اجتماعية ضد النظام‬ ‫القائم‪.‬‬ ‫وھدفنا على المدى المتوسط ھوخلق حركة تضامن ھائلة من المقاتلين ضد اضطھاد الطبقة الحاكمة‪.‬‬

‫ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ‬ ‫من المھم خلق الوسائل بيد طبقتنا للرد على الھجمات‪ .‬ھذه األيام ألن النضاالت ترى غالبا منفصلة‪ ،‬يجري االستفراد بھا‬ ‫واحدة تلواألخرى‪ .‬إن خلق وحدة حقيقية للطبقة العاملة يعني أن الھجوم على أي جزء من طبقتنا سيرى على أنه ھجوم عليھا‬ ‫كلھا‪.‬‬ ‫إننا ال نقول أن حركة كھذه يجب أن تكون دفاعية‪ .‬من خالل بناء الثقة في أنفسنا كطبقة فإننا نخلق الوسائل لنبدأ بالھجوم‬ ‫الفعلي ضد النظام‪.‬‬ ‫وبالبدء بالھجوم نعني خلق حركة جماھيرية منظمة ذاتيا وخلق مجالس العمال كأسلوب لسلطة الطبقة العاملة وتنظيمھا‬ ‫الذاتي‪ .‬يضاف إلى ھذا منظمات المجتمع والسكان الجماھيرية التي تقع تحت سيطرة أولئك المنضوين والداعين إلى إضرابات‬ ‫جماعية عن دفع اإليجارات‪ ،‬التظاھرات‪ ،‬االحتجاجات‪ ،‬واالضطرابات االجتماعية‪ .‬حركة كھذه ستملك القوة لتوقف آلة الطحن‬ ‫الرأسمالية‪.‬‬ ‫طبقة السادة سعيدة باألشياء كما ھي )حتى مع التأرجحات االقتصادية الحادة(‪ .‬إنھم مرعوبون من أفكار الشيوعية‬ ‫الالسلطوية )األناركية(‪ .‬وعندما نتحدث عن خلق حركة اجتماعية جماھيرية للمقاومة ستقوم بمھاجمة أسس النظام الرأسمالي‬ ‫ذاتھا‪ ،‬نعرف عندھا من التاريخ أن الرأسماليين سيستخدمون كل قوى الدولة ليوقفوھا‪ .‬ھذا ألننا نتحدث عن ثورة اجتماعية‪.‬‬ ‫سيحاولون إدخال ليس فقط الشرطة بل الجيش أيضا )إذا بقي مواليا للنظام(‪ .‬سيستخدمون مجموعات الفاشيين‪ ،‬الجواسيس‪،‬‬ ‫العناصر االستفزازية‪ ،‬المرتزقة‪ ،‬أي شيء ليوقفونا‪.‬‬ ‫لھذا فمن المحتمل أن يتلوأي ثورة اججتماعية محاولة للقيام بثورة مضادة من طبقة السادة وطفيلييھا‪ .‬لذا ستتطلب أية‬ ‫حركة اجتماعية انتفاضة مسلحة ضد طبقة السادة‪ .‬الصراع الطبقي تحت سلطة العمال يمكن أن يضع في الممارسة عدة جوانب‬


‫من الشيوعية الالسلطوية )األناركية(‪ ،‬لكن قد تكون ھناك حاجة إلقامة ميليشيات عمالية لكي يدافع العمال عن أنفسھم‬ ‫وليھزموا الرأسمالية في نھاية المطاف ويدمروھا بشكل كامل‪.‬‬ ‫قد يبدوھذا شيئا صعبا شيئا ما‪ ،‬لكن مع اندفاع الرأسمالية نحوالمزيد من انعدام االستقرار االقتصادي‪ ،‬والحروب النووية‬ ‫و"التقليدية"‪ ،‬وتدمير البيئة‪ ،‬فإن األوقات السيئة موجودة بالفعل وھي تصبح أسوأ مع كل دقيقة‪.‬‬

‫اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ واﻟﻐﺎﻳﺎت‬ ‫إننا نريد مستقبال ألنفسنا وألطفالنا – مستقبل يعد بأقصى درجة من الحرية ومن دون استغالل اقتصادي‪ .‬إننا نؤمن بأننا‬ ‫قد وضعنا األساس لذلك اليوم‪ .‬تناضل الفيدرالية الالسلطوية )األناركية( في سبيل مستقبل كھذا‪ .‬إننا ننظم أنفسنا اليوم بطريقة‬ ‫تعكس ھدفنا النھائي‪ .‬نحن لسنا بيروقراطية متصلبة )مثل المنظمات اليسارية( تدار وتخضع لتالعب سادة الحزب‪ .‬في الواقع‬ ‫ليس لدينا موظفون دائمون أوطوال الوقت وال لجان مركزية‪ ،‬ال قادة وال من يقادون‪ .‬مواقفنا فيما يتعلق بالعديد من القضايا‬ ‫واألفعال نقررھا بالمشاركة المتساوية )طالما اختار الناس المشاركة( بطرق متعددة‪ .‬تتضمن ھذه المناقشات المطبوعة في‬ ‫نشرة داخلية‪ ،‬والكونفرانسات السنوية )المفتوحة أمام جميع األعضاء(‪ ،‬واجتماعات المندوبين )المكونة من المندوبين المؤقتين‬ ‫للمجموعات المحلية واألعضاء األفراد( والمدارس النھارية المنتظمة‪ .‬كل "الموظفين" )مثل أمناء الصندوق( ينتخبون لفترات‬ ‫محددة ويمكن تغييرھم من قبل الكونفرنس أواجتماعات المندوبين إذا تصرفوا بطريقة غير مناسبة‪.‬‬ ‫الفيدرالية الالسلطوية )األناركية(‪ ،‬كما يقترح اسمھا‪ ،‬ھي فيدرالية‪ .‬المقصود من الفيدرالية أن تعمل بطريقة موحدة‬ ‫لتحصل على أكبر تأثير داخل الطبقة العاملة‪ .‬لذلك فإن أعضاءھا المنضمين إليھا يقبلون عددا من األھداف والمبادئ األساسية‬ ‫)المطبوعة في آخر ھذا الكراس(‪ .‬يشارك األعضاء أيضا في رسم سياساتنا‪ ،‬ويتحملون مسؤولية مساعدة وضعھا في التطبيق‪.‬‬ ‫لكن ھذا يعني أن المجموعات المحلية واألعضاء األفراد سيضعون أھدافھم وأفعالھم في ھذا السياق‪.‬‬ ‫تقع مسؤولية إدارة الفيدرالية الالسلطوية )األناركية( بيد كل أعضائھا‪ .‬إننا نريد أن خلق عالما توجد فيه السلطة بأيدي كل‬ ‫البشر‪.‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.